التصنيفات
الصف السابع

عبدالله بن ابي قحافة (ابوبكر الصديق) للصف السابع

عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق

‏"‏ب د ع‏"‏ عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، أبو بكر الصديق بن أبي قحافة، واسم أبي قحافة‏:‏ عثمان، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وهي ابنة عم أبي قحافة، وقيل‏:‏ اسمها‏:‏ ليلى بنت صخر بن عامر‏.‏ قاله محمد بن سعد، وقال غيره‏:‏ اسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم‏.‏ وهذا ليس بشيء، فإنها تكون ابنة أخيه، ولم تكن العرب تنكح بنات الإخوة‏.‏ والأول أصح‏.‏

وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار وفي الهجرة، والخليفة بعده‏.‏

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وروى عنه‏:‏ عمر، وعثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وحذيفة، وزيد بن ثابت، وغيرهم‏.‏

وقد اختلف في اسمه، فقيل‏:‏ كان عبد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله‏.‏ وقيل‏:‏ إن أهله سموه عبد الله‏.‏ ويقال له‏:‏ عتيق ايضاً‏.‏ واختلفوا في السبب الذي قيل له لأجله عتيق، فقال بعضهم‏:‏ قيل له‏:‏ ‏"‏عتيق‏"‏ لحسن وجهه وجماله، قاله الليث بن سعد وجماعة معه‏.‏ وقال الزبير بن بكار وجماعة معه‏:‏ إنما قيل له‏:‏ ‏"‏عتيق‏"‏ لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به‏.‏ وقيل‏:‏ إنما سمي ‏"‏عتيقاً‏"‏ لأن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ ‏"‏أنت عتيق ‏"‏الله‏"‏ من النار‏"‏‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغيره، قالوا‏:‏ بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، قال‏:‏ حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا معن، حدثنا أسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه إسحاق بن طلحة، عن عائشة‏:‏ أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلمن فقال له‏:‏ ‏"‏أنت عتيق من النار‏"‏‏.‏ فيومئذ سمي عتيقاً وقد روي هذا الحديث عن معن وقال‏:‏ موسى بن طلحة، عن عائشة‏.‏

وقيل له‏:‏ ‏"‏الصديق‏"‏ أيضاً، لما أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إذناً، أنبأنا أبي قال‏:‏ أنبأنا أبي قال‏:‏ أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا‏:‏ أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا المفضل بن غسان، حدثنا محمد بن كثير، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت‏:‏ ‏"‏لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يحدث بذلك الناس، فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا، فقال أبو بكر‏:‏ إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء غدوة أو روحة‏"‏، فلذلك سمي أبو بكر الصديق‏.‏

وقال أبو محجن الثقفي‏:‏ ‏"‏الطويل‏"‏

وسميت صديقاً وكل مـهـاجـر ** سواك يسمى باسمه غير منكـر

سبقت إلى الإسلام والله شـاهـد ** وكنت جليساً في العريش المشهر

إسلامه

كان أبو بكر رضي الله عنه من رؤساء قريش في الجاهلية، محبباً فيهم، مألفاً لهم، وكان إليه الأشناق في الجاهلية، والأشناق‏:‏ الديات‏.‏ كان إذا حمل شيئاً صدقته قريش وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه، وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه‏.‏

فلما جاء الإسلام سبق إليه، واسلم على يده جماعة لمحبتهم له، وميلهم غليه، حتى إنه أسلم على يده خمسة من العشرة، وقد ذكرناه عند أسمائهم‏.‏ وقد ذهب جماعة من العلماء إلى أنه أول من أسلم، منهم ابن عباس، من رواية الشعبي، عنه‏.‏ وقاله حسان بن ثابت في شعره، وعمرو بن عبسة، وإبراهيم النخعي، وغيرهم‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال‏:‏ حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ قال‏:‏ ‏"‏ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة وترددٌ ونظر، إلا أبا بكر ما عتم حين ذكرته له ما تردد فيه‏"‏‏.‏

أخبرنا الحافظ القاسم بن علي بن الحسن كتابة قال‏:‏ حدثنا أبي، قال‏:‏ أبنأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان -قال علي‏:‏ ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي قال‏:‏ أخبرنا أبو الفضل بن خيرون- قالا أخبرنا أبو القسام بن بشران، أخبرنا أبو علي الصواف، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا المنجاب بن الحارث، أخبرنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا خلف العرفطي أبو أمية، من ولد خالد بن عرفطة، عن ابن داب يعني عيسى بن يزيد قال قال أبو بكر الصديق‏:‏ ‏"‏كنت جالساً بفناء الكعبة، وكان زيد بن عمرو بن نفيل قاعداً، فمر به أمية بن أبي الصلت فقال‏:‏ كيف اصبحت يا باغي الخير? قال‏:‏ بخير‏.‏ قال‏:‏ هل وجدت? قال‏:‏ لا، ولم آل من طلب‏.‏ فقال‏:‏ ‏"‏الخفيف‏"‏

كل دين يوم الـقــيامة إلا ** ما قضى الله والحنيفة، بور

أما إن هذا النبي الذي ينتظر منا أو منكم، أو من أهل فلسطين‏.‏

قال‏:‏ ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبئ ينتظر أو يبعث‏.‏ قال‏:‏ فخرجت أريد ورقة بن نوفل وكان كثير النظر في السماء، كثير همهمة الصدر قال‏:‏ فاستوقفته ثم اقتصصت عليه الحديث، فقال‏:‏ نعم يا ابن أخي، أبى أهل الكتاب والعلماء إلا أن هذا النبي الذي ينتظر من أوسط العرب نسباً، ولي علم بالنسب، وقومك أوسط العرب نسباً‏.‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ يا عم، وما يقول النبي? قال‏:‏ يقول‏.‏ ما قيل له إلا أنه لا ظلم ولا تظالم‏.‏ فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم آمنت وصدقت‏"‏‏.‏

وأخبرنا أبو القاسم، عن أبيه، قال‏:‏ أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا، نصر بن إبراهيم، أخبرنا علي بن الحسن بن عمر القرشي، حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن عمر الغازي النيسابوري، حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي بمكة، حدثنا أبو محمد إسماعيل بن محمد، حدثنا أبو يعقوب القزويني الصوفي، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إدريس الراسبي، حدثنا أبو القاسم يحيى بن حميد التككي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الجراح، حدثنا أبو خالد، عن عبد العزيز بن معاوية -من ولد عتاب بن أسيد- حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن منصور، عن زيد، عن خالد الجهني، عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال أبو بكر الصديق‏:‏ إنه خرج إلى اليمن قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت على شيخ من الأزد عالم قد قرأ الكتب، وعلم من علم الناس كثيراً، فلما رآني قال‏:‏ أحسبك حرميا? قال أبو بكر قلت‏:‏ نعم، أنا من أهل الحرم‏.‏ قال‏:‏ وأحسبك قرشياً? قال قلت‏:‏ نعم، أنا من قريش‏.‏ قال‏:‏ وأحسبك تيمياً قال قلت‏:‏ نعم، أنا من تيم بن مرة، أنا عبد الله بن عثمان، من ولد كعب بن سعد بن تيم بن مرة‏.‏ قال‏:‏ بقيت لي فيك واحد‏.‏ قلت‏:‏ ما هي? قال‏:‏ تكشف عن بطنك‏.‏ قلت‏:‏ لا افل أو تخبرني لم ذاك? قال‏:‏ أجد في العلم الصحيح الصادق أن نبياً يبعث في الحرم، يعاون على أمره فتى وكهل، فأما الفتى لخواض غمرات ودفاع معضلات، وأما الكهل فأبيض نحيف، على بطنه شامة، وعلى فخذه اليسرى علامة، وما عليك أن تريني ما سألتك، فقد تكاملت لي فيك الصفة إلا ما خفي علي‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ فكشفت له عن بطني، فرأى شامة سوداء فوق سرتي‏.‏ فقال‏:‏ أنت هو ورب الكعبة، وإني متقدم إليك في أمر فاحذره‏.‏ قال أبو بكر قلت‏:‏ وما هو? قال‏:‏ إياك والميل عن الهدى، وتمسك بالطريقة المثلى الوسطى، وخف الله فيما خولك وأعطاك‏.‏

قال أبو بكر‏:‏ فقضيت باليمن أربي، ثم أتيت الشيخ لأودعه، فقال‏:‏ أحامل عني أبياتاً من الشعر قلتها في ذلك النبي? قلت‏:‏ نعم، فذكر أبياتاً‏.‏

قال أبو بكر‏:‏ ‏"‏فقدمت مكة، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءني عقبة بن أبي معيط، وشيبة، وربيعة، وأبو جهل، وأبو البختري، وصناديد قريش، فقلت لهم‏:‏ هل نابتكم نائبة، أو ظهر فيكم أمرٌ? قالوا‏:‏ يا أبا بكر، أعظم الخطب‏:‏ يتيم أبي طالب يزعم أنه نبي، ولولا أنت ما انتظرنا به، فإذا قد جئت فأنت الغاية والكفاية‏.‏ قال أبو بكر‏:‏ فصرفتهم على أحسن مسّ وسألت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل‏:‏ في منزل خديجة‏.‏ فقرعت عليه الباب، فخرج إلي، فقلت‏:‏ يا محمد، فقدت من منازل أهلك، وتركت دين آبائك وأجدادك?‏.‏ قال‏:‏ يا أبا بكر، إني رسول الله إليك وإلى الناس كلهم، فآمن بالله‏.‏ فقلت‏:‏ ما دليلك على ذلك? قال‏:‏ الشيخ الذي لقيت باليمن‏.‏ قلت‏:‏ وكم من شيخ لقيت باليمن? قال‏:‏ الشيخ الذي أفادك الأبيات‏.‏ قلت‏:‏ ومن خبرك بهذا يا حبيبي? قال‏:‏ الملك المعظم الذي يأتي الأنبياء قبلي‏.‏ قلت‏:‏ مد يد‏:‏، فأنا اشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله‏.‏

قال أبو بكر‏:‏ فانصرفت وما بين لابتيها أشد سروراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي‏.‏

أخبرنا غير واحد إجازة قالوا‏:‏ أخبرنا أبو غالب بن البناء‏:‏ أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد، حدثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن مجالد، عن الشعبي قال‏:‏ سالت ابن عباسك من أول من أسلم? قال‏:‏ أبو بكر، أما سمعت قول حسان‏:‏ ‏"‏البسيط‏"‏

إذا تذكرت شجواً من أخي ثـقة ** فاذكر أخاك أبا بكر بما فعـلا

خير البرية أتقاها وأعـدلـهـا ** بعد النبي وأوفاها بما حـمـلا

الثاني التالي المحمود مشـهـده ** وأول الناس منهم صدق الرسلا

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن الضحاك بن مخلد، قال‏:‏ حدثني محمد بن مصفى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء، حدثني أبو سلام الحبشي‏:‏ أنه سمع عمرو بن عبسة السلمي يقول‏:‏ القي في روعي أن عبادة الأوثان باطل، فسمعني رجل وأنا أتكلم بذلك، فقال‏:‏ يا عمرو، بمكة رجل يقول كما تقول‏.‏ قال‏:‏ فأقبلت إلى مكة أسأل عنه، فأخبرت أنه مختف لا أقدر عليه إلا بالليل يطوف بالبيت، فقمت بين الكعبة وأستارها، فما علمت إلا بصوته يهلل الله، فخرجت إليه فقلت‏:‏ ما أنت? قال‏:‏ رسول الله، فقلت‏:‏ وبم ارسلك? قال‏:‏ أن يعبد الله ولا يشرك به شيءٌ وتحقن الدماء، وتوصل الأرحام‏.‏ قال قلت‏:‏ ومن معك على هذا? قال‏:‏ حر وعبد‏.‏ فقلت‏:‏ ابسط يدك أبايعك‏.‏ فبسط يده فبايعته، فلقد رأيتني وإني لرابع الإسلام‏.‏

وأخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي‏.‏ حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد، حدثنا شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد ‏"‏قال‏"‏‏:‏ قال، أبو بكر‏:‏ ألست أحق الناس بها? يعني الخلافة -ألست أول من أسلم? ألست صاحب كذا? ألست صاحب كذا? وقال إبراهيم النخعي‏:‏ أول من أسلم أبو بكر رضي الله عنه‏.‏

هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

هاجر أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحبه في الغار لما سارا مهاجرين، وآنسه فيه، ووقاه بنفسه‏.‏ قال بعض العلماء‏:‏ لو قال قائل‏:‏ إن جميع الصحابة ما عدا أبا بكر ليست لهم صحبة لم يكفر، ولو قال‏:‏ إن أبا بكر لم يكن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر، فإن القرىن العزيز قد نطق أنه صاحبعه‏.‏

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناد إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال‏:‏ واقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ينتظر أمر الله، عز وجل، فجاء جبريل عليه السلام وأمره أن يخرج من مكة بغذن الله عز وجل له في الهجرة إلى المدينة، فاجتمعت قريش فمكرت بالنبي صلى الله عليه وسلمن فأتاه جبريل وأمره أن لا يبيت مكانه، ففعل، وخرج على القوم وهم على بابه، ومعه حفنة من تراب، فجعل ينثرها على رؤوسهم، وأخذ الله أبصارهم‏.‏

وكان مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العقبة بشهرين، وايام بويع أوسط أيام التشريق، وخرج لهلال ربيع الأول‏.‏ قاله ابن إسحاق‏.‏

وقد كان أبو بكر يستأذنه في الخروج فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا تعجل، لعل الله يجعل لك صاحباً‏"‏ ‏.‏ فلما كانت الهجرة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وهو نائم فأيقظه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏قد أذن لي في الخروج‏"‏‏.‏ قالت عائشة‏:‏ فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح، ثم خرجا حتى دخلا الغار، فأقاما فيه ثلاثاً‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال‏:‏ حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا همام، أخبرنا ثابت، عن أنس‏:‏ أن أبا بكر حدثه قال، قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار -وقال مرة‏:‏ ونحن في الغار-‏:‏ لو أن أحدهم نظر إلى تحت قدميه لأبصرنا‏!‏ قال فقال‏:‏ ‏"‏يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو القاسم الحسين به هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي الدمشقي، أخبرنا الشريف أبو طالب علي بن حيدرة بن جعفر العلوي الحسيني، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي قالا‏:‏ أخبرنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سلمان بن حيدرة، حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا عبيد الله بن محمد القرشي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج مهاجراً إلى المدينة، كان أبو بكر معه، وكان أبو بكر أعرف بذلك الطريق، وكان الرجل لا يزال قد عرف أبا بكر، فيقول‏:‏ يا أبا بكر، من هذا معك? فيقول هذا يهديني السبيل‏.‏

أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الفارسي، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال‏:‏ اشترى أبو بكر من عازب سرجاً بثلاثة عشر درهماً‏.‏ قال‏:‏ فقال أبو بكر لعازب‏:‏ مُر البراء فليحمه إلى منزلي‏.‏ فقال‏:‏ لا، حتى تحدّثنا كيف صنعت حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت معه‏.‏ قال‏:‏ فقال أبو بكر‏:‏ خرجنا فأدلجنا فأحيينا يومنا وليلتنا، حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فضربت ببصري‏:‏ هل أرى ظلاً نأوي إليه? فإذا أنا بصخرة، فأهويت إليها فإذا بقية ظلها، فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرشت له فروة، ‏"‏و‏"‏ قلت‏:‏ اضطجع يا رسول الله ‏"‏فاضطجع‏"‏، ثم خرجت ‏"‏أنظر? هل أرى أحداً من الطلب? فإذا ‏"‏ أنا براعي غنم، فقلت‏:‏ لمن أنت‏.‏ فقال‏:‏ لرجل من قريش‏.‏ فسماه فعرفته، فقلت‏:‏ هل في غنمك من لبن? قال‏:‏ نعم‏.‏ قلت‏:‏ هل أنت حالبٌ لي? قال‏:‏ نعم‏.‏ فأمرته فاعتقل شاة منها، ثم أمرته فنفض ضرعها، ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار، ومعي إداوة على فمها خرقة، فحلب لي كثبة من اللبن، فصببت على القدح، حتى برد أسفله، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيته وقد استيقظ، فقلت‏:‏ ‏"‏اشرب يا رسول الله‏.‏ فشرب حتى رضيت، ثم قلت‏:‏ هل آن الرحيل? قال‏:‏ فارتحلنا، والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت‏:‏ يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا? قال‏:‏ ‏"‏لا تحزن إن الله معنا‏"‏ حتى إذ دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين -أو قال‏:‏ رمحين أو ثلاثة- قال قلت‏:‏ يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا وبكيت‏.‏ قال‏:‏ لم تبكي? قال قلت‏:‏ والله، ما على نفسي أبكي، ولكني أبكي عليك‏.‏ قال‏:‏ فدعى عليه رسول الله صلن فقال‏:‏ ‏"‏اللهم اكفناه بما ئشت‏"‏‏.‏ فساخت فرسه على بطنها في أرض صلد، ووثب عنها وقال‏:‏ يا محمد، قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهماً، فإنك ستمر على إبلي وغنمي في موضع كذا وكذا، فخذ منها حاجتك‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا حاجة لي فيها‏"‏‏.‏ قال‏:‏ ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فأطلق ورجع إلى أصحابه، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه، حتى قدمنا المدينة، فتلقاه الناس في الطريق ‏"‏يقولون‏"‏‏:‏ الله أكبر، جاء رسول الله، جاء محمد، قال‏:‏ وتنازع القوم أيهم ينزل عليه? قال‏:‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أنزل الليلة على بني النجار، أخوال عبد المطلب، أكرمهم بذلك‏"‏‏.‏ قال‏:‏ وقال البراء‏:‏ أول من قدم علينا من المهاجرين ثم مصعب بن عمير، أخو بني عبد الدار، ثم قدم علينا ابن أم مكتوم الأعمى، أخو بني فهر، ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكباً، فقلنا‏:‏ ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم? قال‏:‏ هو على أثري‏.‏ ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه‏.‏ قال البرا‏:‏ ولم يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سوراً من المفصل -قال إسرائيل‏:‏ وكان البراء من الأنصار من بني حارثة‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه بإسناده إلى أبي عيسى الترمذي قال‏:‏ حدثنا يوسف بن أبي موسى القطان البغدادي، حدثنا مالك بن إسماعيل، عن منصور بن أبي الأسود قال‏:‏ حدثني كثير أبو إسماعيل، عن جميع بن عمير، عن ابن عمر‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر‏:‏ ‏"‏أنت أخي، وصاحبي في الغار‏"‏‏.‏

شهوده بدراً وغيرها

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي، أخبرنا الشريف أبو الب علي بن حيدرة بن جعفر الحسيني، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي قالا‏:‏ أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدر، حدثنا أحمد بن محمد الأبلي العطار بالبصرة، أخبرنا المقدمي، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، أخبرنا مسعر بن كدام، عن أبي عون، عن أبي صالح الحنفي، عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر الصديق يوم بدر‏:‏ ‏"‏مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل، ملك عظيم، يشهد القتال ويكون في الصف‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال‏:‏ حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم‏:‏ أن سعد بن معاذ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم -لما التقى الناس يوم بدر- ‏:‏ يا رسول الله، ألا نبني لك عريشاً، فتكون في وننيخ إليك ركائبك، ونلقى عدونا، فإن أظفرنا الله وأعزنا فذاك أحب إلينا، وإن تكن الأخرى تجلس على ركائبك، فتلحق بمن وراءنا? فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً، ودعا له‏.‏ فبُني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش، فكان فيه أبو بكر، ما معهما غيرهما‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه وعده ونصره، ويقول‏:‏ ‏"‏اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد‏"‏‏.‏ وأبو بكر يقول‏:‏ بعض مناشدتك ربك، فإن الله موفيك ما وعدك من نصره‏.‏

وقال محمد بن سعد‏:‏ ‏"‏قالوا‏:‏ وشهد أبو بكر بدراً، وأحداً، والخندق، والحديبية والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر، وكانت سوداء، وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر مائة وسق، وكان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويوم حنين حين ولى الناس‏"‏‏.‏

ولم يختلف أهل السير في أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد من مشاهده كلها‏.‏

فضائله رضي الله عنه

أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا جعفر بن أحمد السراج، أخبرنا الحسن بن أحمد بن شاهين، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حامد بن سهل، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث قال‏:‏ حدثنا جندب -هو ابن عبد الله- ‏:‏ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يتوفى بيوم‏:‏ ‏"‏قد كان لي فيكم إخوة وأصدقاء، وإني أبرأ إلى الله أن أكون اتخذت منكم خليلاً، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، وإن ربي اتخذني خليلاً، كما اتخذ إبراهيم خليلاً‏"‏‏.‏

قال وأخبرنا جعفر، أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح الحرفي السمسار، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله البابللتي، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عروة بن الزبير قال‏:‏ سألت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت‏:‏ أخبرني بأشد شيء رأيته صنعه المشركون برسول اله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ أقبل عقبة بن أبي معيط، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة، فلوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً‏.‏ فأقبل أبو بكر، فأخذ منكبه فدفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال أبو بكر‏:‏ يا قوم، أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم‏.‏

الحُرْفي‏:‏ بضم الحاء المهملة وسكون الراء وبالفاء‏.‏

أخبرنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد السيحي العدل، أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس الجهني، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، أخبرنا أبو يعلى ‏"‏أحمد بن علي‏"‏، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف قالا‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة ابن الجراح في الجنة‏"‏‏.‏

أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر بن طبرزد وغيره قالوا‏:‏ أخبرنا أبو القاسم الحريري، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن بخيث الدقاق، حدثنا أبو هاشم محمد بن إبراهيم الملطي، حدثنا أحمد بن موسى بن معدان الكرابيسي، حدثنا زكريا بن رويد الكندي، عن حميد بن انس قال‏:‏ جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من عند الله عز وجل، فقال‏:‏ يا محمد، إ، الله يقرأ عليك السلام، ويقول لك‏:‏ قل لعتيق بن أبي قحافة‏:‏ إنه غير راض‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا ابن بخيت، حدثنا سليمان بن داود بن كثير بن وقدان، حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال‏:‏ قال ابن عيينة‏:‏ عاتب الله سبحانه المسلمين كلهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبا بكر، فإنه خرج من المعاتبة‏:‏ ‏{‏إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار‏}‏ ‏"‏التوبة 40‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن الطراح، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، حدثنا سوار بن مصعب، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، صلى الله عليهما وسلم وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر‏"‏‏.‏ ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم راسه إلى السماء فقال‏:‏ ‏"‏إن أهل عليين ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون النجم -أو الكواكب- في السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما‏"‏ -قلت لأبي سعيد-‏:‏ وما ‏"‏أنعما‏"‏? قال‏:‏ أهل ذاك هما‏.‏

وأسلم على يد أبي بكر الزبير، وعثمان، و عبد الرحمن بن عوف، وطلحة‏.‏ وأعتق سبعة كانوا يعذبون في الله تعالى، منهم‏:‏ بلال، وعامر بن فهيرة، وغيرهما يذكرون في مواضعهم‏.‏ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الثقة إليه وبما عنده من الإيمان واليقين، ولهذا لما قيل له‏:‏ ‏"‏إن البقرة تكلمت‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر‏"‏‏.‏ وما هما في القوم‏.‏

أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال‏:‏ حدثنا محمد بن غيلان، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال‏:‏ سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بينما رجلٌ يركب بقرة إذ قالت‏:‏ لم أخلق لهذا، إنما خلفت للحرث‏"‏‏.‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر‏"‏ قال أبو سلمة‏:‏ وما هما في القوم‏.‏

أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن صفوان، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، أخبرنا علي بن عبيد الله بن طوق، حدثنا أبو جابر زيد بن عبد العزيز بن حيثان حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، حدثنا المعافى بن عمران، حدثنا هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن ابن عمر قال‏:‏ كنا نتحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة، ثم أبو بكر، ثم عمر، ولقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن أكون أعطيتهن أحب إلي من حمر النعم‏:‏ زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته، وأعطاه الراية يوم خيبر، وسد الأبواب من المسجد إلا باب علي‏.‏

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الثقفي، أخبرنا أبو علي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة ‏"‏ح‏"‏ قال‏:‏ أبو نعيم‏:‏ وحدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قالا‏:‏ حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس قال‏:‏ صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم الجبل، فقال‏:‏ ‏"‏اثبت فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان‏"‏‏.‏

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا علي بن داود القنطري، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي بكر وعمر فقال‏:‏ ‏"‏هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي‏"‏‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين‏}‏ ‏"‏التوبة 119‏"‏ مع أبي بكر وعمر‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن أبي جحيفة السوائي قال‏:‏ قال علي‏:‏ يا وهب، ألا أخبرك بخير هذه الأمة بعد نبيها? أبو بكر، وعمر، ورجل آخر‏.‏

وقد روى نحو هذا محمد بن الحنفية، عن أبيه‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا خيثمة، حدثنا أحمد بن سليمان الصوري، حدثنا محمد بن مصفى، حدثنا يوسف بن الصباح، حدثنا جرير بن عبد الحميد، حدثنا سعيد الفافلاني، عن الحسن، عن أنس قال‏:‏ تناول النبي صلى الله عليه وسلم من الأرض سبع حصيات فسبحن في يده، ثم ناولهن أبا بكر فسبحن في يده، كما سبحن في يد النبي صلى الله عليه وسلمن ثم ناولهن النبي صلى الله عليه وسلم عمر فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر، ثم ناولهن عثمان فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر وعمر‏.‏

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي، أخبرنا الشريف أبو طالب علي بن حيدرة العلوي، وأبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي قالا‏:‏ أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن القاسم، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، أخبرنا جعفر بن محمد القلانسي بالرملة، أخبرنا داود بن الربيع بن مصحح، أخبرنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن اسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من أصبح منكم صائماً‏"‏ ? قال أبو بكر‏:‏ أنا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏من تصدق بصدقة‏"‏? قال أبو بكر‏:‏ أنا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏من شهد جنازة? قال أبو بكر‏:‏ أنا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏من أطعم اليوم مسكيناً‏"‏? قال أبو بكر‏:‏ أنا‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏من جمعهن في يوم واحد وجبت له -أو غفر له-‏"‏‏.‏

قال‏:‏ و حدثنا خيثمة، حدثنا محمد بن الحسين الحنيني، أخبرنا عارم أبو النعمان، حدثنا هشيم، عن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال‏:‏ وفد ناس من أهل الكوفة وناس من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال‏:‏ فلما نزلوا المدينة تحدث القوم بينهم إلى أن ذكروا أبا بكر وعمر، ففضل بعض القوم أبا بكر على عمر، وفضل بعض القوم عمر على أبي بكر، وكان الجارود بن المعلى ممن فضل أبا بكر على عمر‏.‏ فجاء عمر ومعه درته فأقبل على الذين فضلوه على أبي بكر، فجعل يضربهم بالدّرّة، حتى ما يتقي أحدهم إلا برجله، فقال له الجارود‏:‏ أفق أفق يا أمير المؤمنين، فإن الله عز وجل لم يكن يرانا نفضلك على أبي بكر، وأبو بكر أفضل منك في كذا، وأفضل منك في كذا‏.‏ فسري عن عمر ثم انصرف‏.‏ فلما كان من العشي صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال‏:‏ ألا أن افضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، فمن قال غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مفترٍ، عليه ما على المفتري‏.‏

قال‏:‏ و حدثنا خيثمة، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبي، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا أبو سنان، عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة الهلالي قال‏:‏ وافقنا من علي طيب نفس ومزاح، فقلنا‏:‏ يا أمير المؤمنين، حدثنا عن أصحابك‏.‏ قال‏:‏ كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابي‏.‏ قلنا‏:‏ حدثنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ سلوني‏.‏ قلنا‏:‏ حدثنا عن أبي بكر‏.‏ قال ذاك امرؤٌ سماه الله عز وجل صديقاً على لسان جبريل ولسان محمد صلى الله عليه وسلم، كان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة، رضيه لديننا، فرضيناه لدنيانا‏.‏[/i][/i]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

نبذة عن ابو بكر الصديق -التعليم الاماراتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


أبو بكر الصديق


نسبه : هو عبدالله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب التيمي القرشي ، ولد بمكة ونشأ سيداً من سادات قريش ومحيطاً بأنساب القبائل وأخبارها . وكانت العرب تلقبه بعالم قريش ، حرم على نفسه الخمر في الجاهلية فلم يشربها. اشتغل بالتجارة وجمع ثروة كبيرة صار بها من أثرياء قريش ، وعندما أسلم كان يملك أربعين ألف درهم . وقد لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم عتيقاً لأنه نظر إليه صلى الله عليه وسلم فقال : هذا عتيق الله من النار وقيل لأنه يعتق الرقاب، ولقبه أيضاً بالصديق ، حيث صدقه في حديث الإسراء وهو رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة وثاني اثنين إذ هما في الغار ، آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر وعمر ، ورآهما مرة مقبلين فقال : إن هذين لسيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين كهولهم وشبابهم إلا النبيين والمرسلين .
منزلته من الرسول : كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس إلى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه :" ان من أمن الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة في الاسلام "000وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى بيت المقدس كان أبوبكر أول من صدق بهذا النبأ ، فلقبه الرسول الكريم بالصديق ، ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة الى المدينة المنورة ، فقال تعالى :"( ثاني اثنين إذ هما في الغار ، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) ، فلما مرض النبي صلى الله عليه وسلم واشتد وجعه قال : مُروا أبا بكر فليُصل بالناس ، فقالت عائشة : يارسول الله إن أبا بكر رجل رقيق ، وإذا قام مقامك لم يكد يسمع الناس ، قال : مُروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف ، وعندما شعر صلى الله عليه وسلم بخفة دخل المسجد فلما سمع أبو بكر حِسَّه ذهب يتأخر فأومأ إليه صلى الله عليه وسلم قمْ كما أنت ، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعداً ومقتدياً بأبي بكر ، وهذا من التكريم والتشريف لأبي بكر .
خلافته : وفي أثناء مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبو بكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع إليها ، إذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فوجده يبكي ، فسأله عن ذلك فقال له :" يا عمر لا حاجة لي في إمارتكم !!"000 فرد عليه عمر :" أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك " قام أبو بكر -رضي الله عنه- في خلافته التي لم تزد على سنتين ونصف بأعمال جليلة من أبرزها 000انقاذ جيش أسامة الذي كان قد أعده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته لملاقاة الروم وتأديبهم000 و محاربة المرتدين والمتنبئين والقضاء عليه في أقل من عام 000و جمع القرآن الكريم في مصحف واحد000 و توجيه الجيوش الإسلامية للعراق والشام000
جهاده بماله : أنفق أبو بكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة وأم عبيس فنزل فيه قوله تعالى :"( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ") .
وفاته : كانت مدة خلافته سنتين وستة أشهر ونصف الشهر . توفي ليلة الثلاثاء في المدينة في العام الثالث عشر للهجرة وعمره أربع وستون سنة ، وأوصى بالخلافة من بعده لعمر بن الخطاب . له من الأولاد عبدالله وأسماء ذات النطاقين و عبدالرحمن وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها . ومحمد وأم كلثوم رضي الله عنه.

منقول..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

اذاعة عن الصديق -التعليم الاماراتي

شاحالكم يا اعضاء

بغيت اذا عة متكاملة عن الصديق…. للمرحلة الابتدائية …. اذعتي بتكون يوم الخميس ساعدوني ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

تقرير أبو بكر الصديق للصف السابع

تتتتتتقريرررررر أبو بكر الصديق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

تقرير مهم جداً عن الصديق -مناهج الامارات

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي لكم تقرير كامل مع الفهرس والمقدمة والموضوع والخاتمة والمصادر والمراجع

اسم التقرير : حسن اختيار الصديق

المقدمة:-
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد صلى الله عيه وسلم: في بحثي هذا أحببت أن أكتب عن " حسن اختيار الصديق" لما في الصديق الحقيقي من صفات ومعايير تميزه عن غيره وتحبب الناس إليه أحببت أن أوضحها لأصدقائي وسوف أتطرق في بحثي إلى أسس اختيار الصديق ، امتحان الأصدقاء ، معايير الصديق الحسن ، من أقوال الحكماء في الصحبة ، العاقل اللبيب خير صديق ، والجد والاجتهاد والهمة العالية لا يمكن الاستغناء عنها..

الموضوع:-

امتحان الأصدقاء

توجد ست موارد يمکن من خلالها امتحان الاصدقاء لاثبات صدقهم ووفائهم:

1. الامتحان الروحي: فان التآلف بين الأصدقاء يبدأ من التآلف الروحي بين روحيهما.

2. الامتحان عند الحاجة: فعليک ان تجرب صديقک الذي معک عند الحاجة وعليک ان تلحظ کيفية تصرفه؛ فهل سيعطي حاجتک عند نفسه ويهتم بها او انه سيتخاذل وينسحب؟ ومن المعروف ان الناس تنقسم قسمين:

الاول: الذين يقضون حاجات الناس ومن دون ان يکونوا مستعدين للتضحية في سبيل ذلک وانما بمقدار ما تيسر لهم من الامر.

الثاني: ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة کما عبر القرآن الکريم. ونحن لا نطلب في الصديق ان يکون دائماً من النوع الثاني وان کان هو الغاية المنشودة لکن ان لم يکن النوع الثاني فلا اقل النوع الاول. اذا کان الصديق يرفض الوقوف معک عند الحاجة، فهذا يعني انه قد فشل في الامتحان.

3. الامتحان في حبه للتقرب اليک: من الامور التييمتحن فيها الصديق، مسألة حبه للتقرب من صديقه. يختار کلام حبيبه علی کلام غيره، يختار مجالسة حبيبه علی مجالسة غيره ويختار رضی حبيبه علی رضی غيره کما قال رسول الله.

4. الامتحان في الشدائد: فالصديق الجيد هو الذي يکون معک حينما تکون في شدة ويصدقک حينما يکذبک الاخرون.

5. الامتحان في حالة الغضب: لإن کل الانسان يظهر علی حقيقته في حالة الغضب فيبدو للآخرين في صورته الواقعية ويقول حينئذ ما يفکر به لا ما يتظاهر به. فقد يکون هناک انسان يجاملک ويقدم لک المحبة في کل وقت فإذا اغضبته قال الحقيقة التيطالما سترها عنک. جاء في الحديث الشريف: اذا اردت ان تعلم صحة ما عند اخيک فاغضبه، فان ثبت لک علی المودة فهو اخوک والا… فلا.

6. الامتحان في السفر: ففي السفر يخلع الانسان عن نفسه ثياب التکلف فيتصرف بطبيعته ويعمل کما يفکر ومن هنا فانک تستطيع ان تمتحنه بسهولة.
فاختبره بثلاث خصال: حين تغضبه فتنظر غضبه، ايخرجه من حق الی باطل؟ وحين تسافر معه وحين تختبره بالدينار والدرهم.
خاتمة: ويجدر بنا جميعاً ان نجعل هذه الطرق وسيلتنا للتعرف علی الاصدقاء الجيدين کما ان علينا عند التعرض للامتحان في امثالها ان نسعی کي نکون جديرين بأن يصادقنا الآخرون فنخرج من الامتحان مرفوعي الرأس عند الله وعند الاصدقاء.

أسس اختيار الصديق

ونظرا لخطورة الصديق وتأثيره البالغ على الإنسان فإنه لا بد أن تكون هناك ضوابط وقواعد لاختياره وإلا أصيب الإنسان بالضرر والعنت ولذا يحذر القرآن الكريم من صديق السوء في غير ما موضع من كتاب الله في إشارة إلى ضرورة اختيار الصديق وفق مواصفات معينة يقول سبحانه "ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا" فتأمل حفظك الله كيف كان هذا الصديق والخليل سببا لدخول هذا البائس عذاب الله، وبعده عن رحمته.

والنبي صلى الله عليه وسلم يؤكد هذا المعنى في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه حيث قال: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك – أي يعطيك – وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة".

من أقوال الحكماء في الصحبة

هذه المثال الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم جدير باستحضار الإنسان له دائما ليبني عليه الأسس التي من خلالها يقيم علاقته مع الآخرين ، إذ أن قضية الصحبة ليست قضية عابرة وقديما قال الشاعر:
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه*** فكل قرين بالمقارن يقتدي

وقال الآخر:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم***ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
ووعظ بعضهم ابنه فقال له: إياك وإخوان السوء، فإنهم يخونون من رافقهم، ويفسدون من صادقهم، وقربهم أعدى من الجرب،ورفضهم والبعد عنهم من استكمال الأدب والدين، والمرء يعرف بقرينه، والإخوان اثنان فمحافظ عليك عند البلاء، وصديق لك في الرخاء، فاحفظ صديق البلية، وتجنب صديق العافية فإنه أعدى الأعداء.

العاقل اللبيب خير صديق

الصديق العاقل اللبيب أمر أساسي في اختيار الأصدقاء فإنه ينفعك بعقله ولا يضرك بتصرفاته ويفيدك عند المشورة وأخذ الرأي، واحذر كل الحذر من مصاحبة الأحمق المغفل فتجلب لنفسك كثيرا من ا لأضرار والمصاعب وكيف تصاحب من لا يفرق بين النافع والضار

وليكن في صديقك الذي تختاره مع ما سبق حسن خلق ينفعك في وقت عسرك ويواسيك بماله ورأيه ومشورته ويقف معك في الملمات ويعفو عن الزلات ويملك نفسه عند الغضب فكم من صديق في اليسر لا تحمله أخلاقه على مواساة أصدقائه ولا على إيثارهم وقت شدتهم وعسرهم وكم من صديق سريع الغضب والضيق يغلب غضبه عقله ويقدم هواه على غيره، وكم من صحبة وصداقة ومودة أفسدها سوء الخلق وقبح الكلام وسوء التعبير وشدة الانفعال.
واسمع لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لولا ثلاث في الدنيا لما أحببت البقاء فيها، لولا أن أحمل أو أجهز جيشا في سبيل الله، ولولا مكابدة الليل، ولولا مجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتفي أطايب التمر.

الجد والاجتهاد والهمة العالية لا يمكن الاستغناء عنها

ولا بد في الصديق الذي تختاره أن يكون جادا سويا ذا همة عالية مبتعدا عن سفاسف الأمور وصغائر الأعمال لا يمارس ما يكون سببا للحكم عليه بالفسق أو قلة العقل والسفاهة والانحراف فإن ذلك كله له أثر على سمعتك وقد تتأثر من طول صبحته ببعض أخلاقه وصفاته الذميمة.

وأخيرا اعلم أن قضية الصحبة قضية دين وليست دنيا فقط وتأمل ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :: الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.

معايير اختيار الصديق الحسن-

أقام الإسلام العلاقة الاجتماعية على المثل والفضيلة وعلى رعاية الاخوه بين المؤمنين وحفظ حقوقهم وحريتهم الشخصية وأعراضهم وأموالهم..

ولأهمية الصداقة والاخوه في الإسلام انزل الله سبحانه وتعالى هذه الأيات:
قال تعالى : (إنما المؤمنون أخوه فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)

ولأهمية اختيار الصديق الصالح اخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بصفات جليس السوء، حيث قال
: ( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل
المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبه، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك
وإما أن تجد منه ريحا خبيثة)

ومن هنا نصل إلا أهم معايير اختيار الصديق ، وتتمثل في الأتي:
1-أن يكون صالحا
2-أن يكون على خلق حسن
3-أن يكون أمينا
4-أن يكون وفيا
5-أن يكون ناصحا

ومن الامثله الجيدة على أهمية اختيار الصديق الصالح ما نراه عند الناس الناجحين في حياتهم العلمية والعملية
حيث أنهم وفقوا فاختيار الجليس الصالح ، فنجحوا في جميع أمورهم ،
ولعل هذا يدعوك إلى أن تبحث عن الشخص الذي يتصف بتلك الصفات لتتخذه صديقا لك.

وأخيرا اعلم أن قضية الصحبة قضية دين وليست دنيا فقط وتأمل ما رواه..

أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.

الخاتمة:-
وبعد انتهائي من بحثي عن الصديق و أسس اختيار الصديق أرى أنه ليس كل من قال هذا صديقي فقد صدق كما علمنا من بحثي هذا لذا أتمنى من كل شخص أراد أن يصادق فلا بد أن يضع هذه المعايير في مقدمته و أخيرا وليس آخرا أتمنى من المولى عز وجل أن ينال بحثي البسيط إعجابكم .

لا تنسو الردود

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

خطبة الصديق الصالح -شبكة الامارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة من تأليفي انا الطالبة علياء حمد سالم الصف التاسع مدرسة الثميد للتعليم الثانوي بنات و تتحدث عن الصديق الصالح

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنامحمد و على آله و صحبه أجمعين

أما بعد …..

أيها الإخوة و الأخوات ……. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اليوم خطبتي تتكلم عن حسن اختيار الصديق الصالح و المناسب في وقتالشدة و الكرب يشاركك همومك و أحزانك, يعاونك و ينصحك ’ فالصديق وقت الشدة ..

أيها الإخوة و الأخوات

لقد حثنا ربنا جل و علا على اختيار الصديق الصالح فقال جل و علا فيسورة الزخرف:

( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعضعدو إلا المتقين )

صدق الله العظيم , في هذه الآية الكريمة يقصد الله بالأخلاء أي الأصدقاءو الأصحاب في الدنيا و كلمة يومئذ قصد الله تعالى بها يوم القيامة فهم أعداءلبعضهم إلا من كانت صداقته في الله تعالى و أحسن اختيار الصديق

إخوتي في الله :

حثنا الرسول صلى الله عليه و سلم على اختيار الصديق الصالح من خلالحديثه صلى اللهعليه و سلم( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )

قصد الرسول صلى الله عليه و سلم أن الإنسان يرافق الصديق الصالح ,فكل فرد في المجتمعيعرف من سيصاحب في دنياه ( صديق السوء , الصديق الصالح )و قال الرسول صلى اللهعليه و سلم و هو يبين أهمية الصديق الصالح ( خير الأصحاب منه إذا نسيت الله ذكرك و منه إذا ذكرتهأعانك )و في حديث آخر قال الرسول صلى الله عليه و سلم( إنما مثل الجليس الصالح و جليس السوء كحامل المسك و نافخالكير فحامل المسك إما أن يحذيك أو تبتاع منه و نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة خبيثة )قصد الله تعالى بهذا الحديث أن ينفخ جليسه بشيء منه علىسبيل الهداية و إما أن تغريه بالرائحة الزكية فيشتري منه شيئا و يشبه الصديق السوءبالحداد النافخ للكير فهو إما أن يحرق ثياب جليسه بما يطير من شرره , أو يشم منهرائحة خبيثة تزكم أنفه

… قـــصـــائد و أشعـــار …

و يقول الشاعر في حسن اختيار الصديق :

اختر قرينك و اصطفيه تفاخرا **** إن القرين بالمقارن يقتدى

و يحذرنا الشاعر من مصادقة اللئيم فيقول :

و احذر من مصادقة اللئيم فإنه **** يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب

يعطيك من طرف اللسان حلاوة **** ويروغ منك كما يروغ الثعلب

إن صفات الصديق الصالح كثيرةمنها :

الأمانة … الصدق … الوفاء … البعد عن المحرمات…

من هنا نعلم أهمية الصديق و اختياره فهو العون و الشدة و الأنس فيالوحدة و الصديق في الجلوة

وليس أدل على الصديق الصالح أبا بكر الصديق حينما قال في نبأالهجرة

( الصحبة يا رسول الله . الصحبة يا رسول الله )

لذلك نسميه بالصديق أو الصادق الأمين لأنه صدق الرسول صلى اللهعليه و سلم في كل شيء

جعلني الله و إياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه و رزقنيو إياكم الصحبة الصالحة و الصديق الصالح

والله ولي التوفيق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

أهم أعمال ابي بكر الصديق للصف السابع

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

أهم الأعمال التي قام بها الصديق أبو بكر رضي الله عنه.</SPAN></B>

أولا: قبوله البيعة لمصلحة المسلمين.</SPAN></B>

ثانيا: ثباته في بعث جيش أسامة بن زيد إلى الشام وتصميمه في ذلك.</SPAN></B>

ثالثا: قيامه في قتال أهل الردة ومانعي الزكاة ومناظرته للصحابة في قتال من منع الزكاة حتى حجهم الله بالدلائل وشرح الله صدورهم لما شرح له صدره من الحق.</SPAN></B>

رابعا: تجهيز الجيوش إلى الشام لفتوحه وإمدادهم بالإمداد.</SPAN></B>

خامسا: ثم ختم أعماله بما يعد من أحسن مناقبه وأجل فضائله وهو استخلافه على المسلمين عمر رضي الله عنه وتفرسه فيه ووصيته له واستيداعه الله الأمة.</SPAN></B>

والله أعلم.</B>

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

تقرير , بحث عن أبو بكر الصديق -تعليم الامارات

أبو بكر الصديق

المقدمة

أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي. أمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر التيمي. ولد سنة 51 ق.هـ (573م) .خليفة رسول الله أول من آمن بالنبي محمد من الرجال. صحابي ممن رافقوا محمدا منذ بداية الدعوة، وكان من أوائل من أسلم من أهل قريش. وهو والد عائشة بنت أبي بكر زوجة الرسول، وأم المؤمنين. وهو كذلك أول الخلفاء الراشدين.
سمي بالصديق لأنه صدق النبي في خبر الإسراء, وقيل لأنه كان يصدق النبي في كل خبر يأتيه من السماء. كان يدعى بالعتيق; لأن النبي قال له: "يا أبا بكر أنت عتيق الله من النار". كان سيدا من سادات قريش وغنيا من كبار موسريهم, وكان ممن حرموا الخمر على أنفسهم في الجاهلية. كان له في عصر النبوة مواقف كبيرة , فشهد الحروب واحتمل الشدائد وبذل الأموال , وكان رفيق النبي في هجرته إلى المدينة، وإليه عهد النبي بالناس حين اشتد به المرض. بويع بالخلافة يوم وفاة النبي سنة 11 للهجرة. حارب المرتدين والممتنعين عن أداء الزكاة وأقام دعائم الإسلام. افتتحت في أيامه بلاد الشام وقسم كبير من العراق. توفي ليلة الثلاثاء لثمان خلون من جمادى الآخرة وهو ابن ثلاث وستين سنة, وكانت مدة خلافته سنتان وثلاثة أشهر ونصف.
قاد حروب الردّة بعد وفاه النبي محمد.

مولده

ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر. قالت عائشة رضي الله عنها: تذاكر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر ميلادهما عندي، فكان النبي- صلى الله عليه وسلم- أكبر .

مناقبه ومشاهده

لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فضائل كثيرة لا تحصى، وأذكر بعضا منها وتُراجع في مضانها، حيث أُلفت كتب كثيرة في ذلك. فقد صحب النبي- صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة، وكان من السابقين إلى الإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم، حتى قيل إنه أول من أسلم مطلقا، وفي ذلك بحث ليس هنا محله، وانتُهِيَ إلى أنه أول من أسلم من الرجال، واستمر معه طول إقامته بمكة، ورافقه في هجرته، وأوى معه في الغار، وشهد معه المشاهد كلها إلى أن مات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الراية معه يوم تبوك، وحج في الناس في حياة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سنة تسع، واستقر خليفة في الأرض بعده عليه الصلاة والسلام. أنزل الله فيه قرآنا يتلى،وهو قوله تعالى: ( إِذْ أخْرَجَهُ الذين كَفَرُوا ثاَنِيَ اثنينِ إذْ هُمَا في الغار إذْ يَقولُ لِصَـاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إنَّ اللهَ مَعَـنَا)(1). وهذه من أعـظم مناقبه رضي الله عنه، فإن المراد بالذي كان معه وصاحبه في الغار أبو بكر بلا نزاع(2)، وهذه منقبة عظيمة لم يشركه فيها أحد. وقد قال الرسول- صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر- رضي الله عنه- أيضا: "لا تحزن إن الله معنا"، كما في قصة هجرة النبي- صلى الله عليه وسلم- عندما رأى أبوبكر سراقة فقال له: "هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله"، فقال: "لا تحزن، إن الله معنا"(3). وأخرج البخاري من حديث أنس، عن أبي بكر رضي الله عنه: (ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما)(4). ومن مناقبه قوله- عليه الصلاة والسلام- فيما أخرجه البخاري من حديث أبي سعيد رضي الله عنه: (إن من أَمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر،ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته)، وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "ولكن أخي وصاحبي"(5). ومنها: اعتراف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بتصديقه له ومواساته له بماله ونفسه رضي الله عنه، فقد أخرج البخاري من حديث أبي الدرداء قصة ما جرى له مع عمر رضي الله عنهما، وذكر القصة، وفيها: (فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت،وقال أبو بكر: صدق،وواساني بنفسه وماله،فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟! ، مرتين،فما أوذي بعدها)(6).ومنها: أنه كان أحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد سأل عمرو بن العاص- رضي الله عنه- النبي صلى الله عليه وسلم: أي الناس أحب إليك؟ قال: (عائشة)، فقلت من الرجال؟ قال: ( أبوها)(7). ومنها: أن أبا بكر أفضل الصحابة بإجماعهم في اختياره لخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما أخرجه البخاري أيضا عن عبد الله ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: "كنا نخير بين الناس في زمن النبي- صلى الله عليه وسلم- فنخير أبا بكر رضي الله عنه، ثم عمر رضي الله عنه.."(8) وذكر الحديث. وأخرج أيضا عن محمد بن علي بن أبي طالب – المعـروف بابن الحنفية- رحمه الله، أنه سأل أباه رضي الله عنه: أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر…"(9) ، وذكر الحديث. وقد أوجب علي- رضي الله عنه- حد الفرية على من فضله على أبي بكر رضي الله عنه(10). ومنها: أنه أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه، بل هو أولهم بشارة بها، أخرجه البخاري من حديث أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه- الطويل، حيث أذن لأبي بكر ٍ، وبشَّـرَهُ بالجنة(11). وفضائل أبي بكر كثيرة معلومة، ذكَرْتُ بعضا منها للتمثيل وليس للاستقصاء، وشهرته مع فضائله تغني عن استقصاء ذلك، وصدق حسان بن ثابت الأنصاري- رضي الله عنه- يوم أن قال:

إذا تذكّرْتَ شجواً من أخي ثقة

فاذكر أخـاك أبا بكر بما فعـلا
خير البرية أتقـاها وأعـدلها

بعـد النبيّ وأوفاها بما حمــلا
الثانيَ التـاليَ المحمـودَ مشهده

وأول النـاس منهم صَدَّق الرُسلا(12)
وقال أبو محجن عمرو بن حبيب بن عمرو الثقفي:
وسُـمِّيتَ صِدِّيقـا وكلُّ مهاجرٍ

سواك يسمى باسمه غير منكـر ِ
وبالغار إذ سُـمِّيتَ بالغار صاحبا

وكنت رفـيقا للنـبي المطهَّـر
سـبقت إلى الإسلام والله شـاهد

وكنت جليسا في العريش المشهّرِ(13)

إسلامه ودعوته وتضحيته ومواقفه

أسلم أبو بكر مبكراً حتى قيل أنه أول من أسلم، ولما أظهر إسلامه دعا إلى الله- عز وجل- وبذل في سبيل الدعوة إلى الإسلام ومناصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كل غالٍ ورخيص، حيث جعل كل إمكانيته في خدمة الدعوة ومناصرة الإسلام وإنقاذ المسلمين. وكان أبو بكر رجلاً مقصوداً من قومه محبباً لديهم سهلاً، وكان أعلم قريش بقريش، وكان يمارس التجارة، واشتهر بأخلاقه العالية، يقصده الناس لغير ما أمر، لما اشتهر به من رجاحة العقل والعلم،والبعـد عن سفاسف الأمور، وحسن المجالسة، فجعل يدعوا إلى الله- عز وجل- من وثق به من قومه ممن يدخل عليه من قريش، فأسلم بدعوته نفر كبير، وافتدى بماله نفر كثير، فممن أسلم بدعوته: عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبد الله، وأبو عبيده وأبو سلمة ابن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم، وعثمان بن مظعون وخلق. واشترى كثيراً من المستضعـفين وأعتقهم لله، منهم: بلال بن رباح وغيره. وجعل إمكانياته تحت تصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودافع عنه بنفسه وماله، ولما اعْـتُدِيَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم،دافع عنه وصد قريش منه قائلاً: "أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبيَّـنات من ربكم". ولما أذِنَ الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة، أعلن أبو بكر حالة الاستنفار في بيته فأصبح بيته في حال طوارئ شاملة للتجهيز للرحلة ولِمراقبة حركة قريش ورد فعلهم ولحماية الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقديمه نفسه وأهله دونه. وكان له موقف مشهور من حادثة الإسراء والمعراج، حيث صدق به دون نقاش فأنزل الله تعالى فيه مدحاً في القرآن: ( والذي جاء بالصدق وصدّق به)، وقد لازم أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حله وترحاله، وحضر جميع غزواته، وكان حارسه الشخصي في غرفة عمليات بدر رضي الله عنه. وبلغ من العلم والفضل والتقوى ما رجح به على الأمة جمعاء- رضي الله عنه وأرضاه- فقد كان تالياً لكتاب الله عز وجل، عارفاً بمعانيه مدركاً لدلالته، ومن ذلك أنه كان يفتي في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مجلسه، ولما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إذا جاء نصر الله والفتح ) بكى أبو بكر، ولما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده ) بكى أبو بكر لمعرفته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرهم بدنو أجله، وقدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة بالمسلمين عند مرضه، وكان الصحابة يعرفون فضله لا ينازعه أحد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولأبي بكر مواقف ثبات في الإسلام تنشق منها الأرض وتخر لها الجبال، فقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطربت المدينة وزلزلت بأهلها وأظلم عليهم نهارها وهاج الناس وماجوا وافتقدوا أنفسهم حتى إنهم لينكرون موته صلى الله عليه وسلم ويستبعدون وقوعه، لكن أبا بكر كان أعلمهم بالله وأفهمهم لدينه وأثبتهم في المحن والشدائد، فقد توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكشف عن وجهه وقبّله وحزن عليه حزناً شديداً، ثم توجه إلى المنبر يعلن للمسلمين حقيقة البشر وحقيقة الموت وحقيقة الإسلام وأن دين الله عز وجل باق والبشر يموتون، يتلو عليهم كتاب الله ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) ويفسر لهم هذا المفهوم بخطبة (من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت) بهذه الروح العالية والفهم الثاقب والثبات المتناهي يعيد للصحابة عقولهم وللتائهين صوابهم ولما اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة لمناقشة أمر الخلافة توجه أبو بكر إليهم وأجرى عليهم من علمه وفقهه وحواره الجاد ما زاح به خطراً يهدد كيان الأمة ووحدتها دعوة لله وحفظاً لدينه وأمته وعباده ولما أجمع المسلمون عليه خليفة لرسولهم صلى الله عليه وسلم معترفين بمكانته وفضله وعلمه جهّز رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وحل عنهم معضلة مكان دفنه، وتوجه إلى الجيش المرابط في ضواحي المدينة – وقد انخرط عقد الإسلام وأصبحت مدينة الإسلام والسلام مهددة من جميع جهاتها من دعة الفتنة والمستغلين للأحداث، لكن أبا بكر كان رابط الجأش ثابت الجنان ينزل الأمور منازلها دون تغيير أو تبديل ، لقد وقف موقفاً شجاعاً ضمن إمكانيات قليلة لا تقر القواميس العسكرية.، لقد كان أبو بكر وعمر وعلي هم الذين يحرسون المدينة في أحلك ظروفها وجند الأجناد للتوجه إلى أهل الزيغ والشك لدعوتهم للإسلام وقتالهم عليه حتى أعاد للأمة روحها وللإسلام مكانته ،عن أبي هريرة قال، قال أبوبكر: يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعي، قال: (قل اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شيء ومليكه اشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك)

وفاته

توفي أبو بكر رضي الله عنه على الحالة المرضية سنة 13 للهجرة وهو ابن 63 سنة وصلى عليه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه.

الخاتمه

كان أبوبكر الصديق السند القوي للرسول والخليفة الأول وكان له من المواقف والشواهد العديدة في سبيل الله وكان أول من صدق بالنبوة ولقب على أثر ذلك بالصديق رضي الله عنه وأرضاه.

المراجع

http://ar.wikipedia.org/wiki/

معهد الامارات التعليمي
www.uae.ii5ii.com

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الاول الابتدائي

ورقة عمل بسيطة اسماء بنت ابي بكر الصديق للصف الأول

ورقة عمل بسيطة اسماء بنت ابي بكر الصديق

تحميل الملف فالاسفل فالمرفقات

أكملي الجمل التالية بالكلمة المناسبة :



…………………………… بنت أبوبكر الصديق – رضي الله عنه.

هاجر الرسول الله- صلى الله عليه وسلم- من ………………. إلى المدينة المنورة.

………………………………. هو صاحب الرسول- صلى الله عليه وسلم.

أسماء هي الأخت الكبرى لـــ…………………….. – رضي الله عنها.

المصدر : مدونة شبكة مدارس الامارات

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

بحث تقرير أبو بكر الصديق للصف العاشر

ممكن تقرير عن أبو بكر الصديق ………………… ضروري …………. مهم ملاحضة ….. بأسراع وقت …………. الله يخليكم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده