لكن مال أسلوب التعامل مع الأبناء
إن شا الله تسفيدون منها.
إضاءات لتعزيز الأبناء تربويا في الامتحانات
1 – تعويد الأبناء الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى في كل الأوقات والدعاء في مواطن الاستجابة.
2 – تطمين الابن ومنحه الثقة بنفسه بأنه قادر على التفوق وأن مضامين هذه الامتحانات لا تخرج عن الموضوعات التي درسها.
3 – تعويدهم على تنظيم الوقت مع ضرورة الاستراحة بين استذكار كل مادة وأخرى، وتأمين بعض الترفيه أثناء اجتماع الأسرة على المائدة، والتركيز على أهمية النوم الكافي في الليل والاستيقاظ مبكراً من النهار.
4 – الاهتمام بالغذاء الصحي وتشجيع الابن على تناول الإفطار دون إفراط مع أهمية تناول السكريات للتزود بالطاقة والابتعاد عن المنبهات.
5 – تعليم الأبناء على أهمية التوكل على الله وحسن الظن به بمساعدتهم على عدم الانشغال بالتفكير في نتيجة امتحان المادة التي تمّ الامتحان فيها في اليوم السابق، والابتعاد عن الخلافات الأسرية.
6 – تعزيز الإيجابية وذلك بالتوضيح أن فترة الامتحانات ما هي إلا نزهة فكرية لقطَف ثمار جهدهم في العام.
7 – الاستمرار في الدعم النفسي بالثناء والمتابعة والسؤال عن الأداء وطبيعته قبل وبعد الامتحان من غير تهويل في حالة الامتحان السيء وتحفيز للامتحان القادم في حالة صعوبة المادة.
منقول للفائدة
وتتكون الأساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل اما لجهل الوالدين في تلك الطرق او لأتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات او لحرمان الأب او الأم من اتجاه معين فالأب عندما ينحرم من الحنان في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة او العكس بعض الآباء يريد ان يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم
وسأتطرق هنا لتلك الاتجاهات الغير سوية والخاطئة التي ينتهجها الوالدين او احدهما في تربية الطفل والتي تترك بآثارها سلبا على شخصية الأبناء
سنتحدث في حلقات متواصلة ان شاء الله عن تلك الأساليب والاتجاهات الخاطئة وآثرها على شخصية الطفل وهي :
1- التسلط
2- الحماية الزائدة
3- الإهمال
4- التدليل
5- القسوة
6-التذبذب في معاملة الطفل
7-إثارة الألم النفسي في الطفل
8-التفرقة بين الأبناء وغيرها …
فكونوا معنا…..
——————————————————————————–
التسلط أو السيطرة
ويعني تحكم الأب او الأم في نشاط الطفل والوقوف أمام رغباته التلقائية ومنعه من القيام بسلوك معين لتحقيق رغباته التي يريدها حتى ولو كانت مشروعة او الزام الطفل بالقيام بمهام وواجبات تفوق قدراته وإمكانياته ويرافق ذلك استخدام العنف او الضرب او الحرمان أحيانا وتكون قائمة الممنوعات أكثر من قائمة المسموحات
كأن تفرض الأم على الطفل ارتداء ملابس معينة او طعام معين او أصدقاء معينين
ايضا عندما يفرض الوالدين على الابن تخصص معين في الجامعة اودخول قسم معين في الثانوية قسم العلمي او الأدبي…او …. او …… الخ
ظنا من الوالدين ان ذلك في مصلحة الطفل دون ان يعلموا ان لذلك الاسلوب خطر على صحة الطفل النفسية وعلى شخصيته مستقبلا
ونتيجة لذلك الأسلوب المتبع في التربية …
ينشأ الطفل ولديه ميل شديد للخضوع واتباع الآخرين لا يستطيع ان يبدع او ان يفكر…
وعدم القدرة على إبداء الرأي والمناقشة …
كما يساعد اتباع هذا الأسلوب في تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة تتسم بالخجل والحساسية الزائدة ..
وتفقد الطفل الثقة بالنفس وعدم القدرة على اتخاذ القرارات وشعور دائم بالتقصير وعدم الانجاز ..
وقد ينتج عن اتباع هذا الأسلوب طفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الآخرين لأن الطفل في صغره لم يشبع حاجته للحرية والاستمتاع بها.
——————————————————————————–
الحماية الزائدة
يعني قيام احد الوالدين او كلاهما نيابة عن الطفل بالمسؤوليات التي يفترض ان يقوم بها الطفل وحده والتي يجب ان يقوم بها الطفل وحده حيث يحرص الوالدان او احدهما على حماية الطفل والتدخل في شؤونه فلا يتاح للطفل فرصة اتخاذ قرارة بنفسه وعدم إعطاءه حرية التصرف في كثير من أموره :
كحل الواجبات المدرسية عن الطفل او الدفاع عنه عندما يعتدي عليه احد الأطفال
وقد يرجع ذلك بسبب خوف الوالدين على الطفل لاسيما اذا كان الطفل الأول او الوحيد او اذا كان ولد وسط عديد من البنات او العكس فيبالغان في تربيته …..الخ
وهذا الأسلوب بلا شك يؤثر سلبا على نفسية الطفل وشخصيته فينمو الطفل بشخصية ضعيفة غير مستقلة يعتمد على الغير في أداء واجباته الشخصية وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ورفضها إضافة إلى انخفاض مستوى الثقة بالنفس وتقبل الإحباط
كذلك نجد هذا النوع من الأطفال الذي تربي على هذا الأسلوب لايثق في قراراته التي يصدرها ويثق في قرارات الآخرين ويعتمد عليهم في كل شيء ويكون نسبة حساسيته للنقد مرتفعة
عندما يكبر يطالب بأن تذهب معه امه للمدرسة حتى مرحلة متقدمة من العمر يفترض ان يعتمد فيها الشخص على نفسه
وتحصل له مشاكل في عدم التكيف مستقبلا بسبب ان هذا الفرد حرم من اشباع حاجته للاستقلال في طفولته ولذلك يظل معتمدا على الآخرين دائما .
——————————————————————————–
الإهمــــــال
يعني ان يترك الوالدين الطفل دون تشجيع على سلوك مرغوب فيه او الاستجابة له وتركه دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب وقد ينتهج الوالدين او احدهما هذا الأسلوب بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء وإهمالهم المستمر لهم
فالأب يكون معظم وقته في العمل ويعود لينام ثم يخرج ولا يأتي الا بعد ان ينام الأولاد والأم تنشغل بكثرة الزيارات والحفلات او في الهاتف او على الانترنت او التلفزيون وتهمل أبناءها
او عندما تهمل الأم تلبية حاجات الطفل من طعام وشراب وملبس وغيرها من الصور
والأبناء يفسرون ذلك على انه نوع من النبذ والكراهية والإهمال فتنعكس بآثارها سلبا على نموهم النفسي
ويصاحب ذلك أحيانا السخرية والتحقير للطفل فمثلا عندما يقدم الطفل للأم عملا قد أنجزه وسعد به تجدها تحطمه وتنهره وتسخر من عمله ذلك وتطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة كذلك الحال عندما يحضر الطفل درجة مرتفعة ما في احد المواد الدراسية لا يكافأ ماديا ولا معنويا بينما ان حصل على درجة منخفضة تجده يوبخ ويسخر منه ، وهذا بلاشك يحرم الطفل من حاجته الى الإحساس بالنجاح ومع تكرار ذلك يفقد الطفل مكانته في الأسرة ويشعر تجاهها بالعدوانية وفقدان حبه لهم
وعندما يكبر هذا الطفل يجد في الجماعة التي ينتمي إليها ما ينمي هذه الحاجة ويجد مكانته فيها ويجد العطاء والحب الذي حرم منه
وهذا يفسر بلاشك هروب بعض الأبناء من المنزل الى شلة الأصدقاء ليجدوا ما يشبع حاجاتهم المفقودة هناك في المنزل
وتكون خطورة ذلك الأسلوب المتبع وهو الإهمال أكثر ضررا على الطفل في سني حياته الأولى بإهماله ,وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية والنفسية لحاجة الطفل للآخرين وعجزه عن القيام باشباع تلك الحاجات
ومن نتائج إتباع هذا الأسلوب في التربية ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل كالعدوان والعنف او الاعتداء على الآخرين أو العناد أو السرقة أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين.
——————————————————————————–
التدليل
ويعني ان نشجع الطفل على تحقيق معظم رغباته كما يريد هو وعدم توجيهه وعدم كفه عن ممارسة بعض السلوكيات الغير مقبولة سواء دينيا او خلقيا او اجتماعيا والتساهل معه في ذلك..
عندما تصطحب الأم الطفل معها مثلا الى منزل الجيران او الأقارب ويخرب الطفل أشياء الآخرين ويكسرها لا توبخه او تزجره بل تضحك له وتحميه من ضرر الآخرين ، كذلك الحال عندما يشتم او يتعارك مع احد الأطفال تحميه ولا توبخه على ذلك السلوك بل توافقه عليه وهكذا …….
وقد يتجه الوالدين او احدهما إلى اتباع هذا الأسلوب مع الطفل اما لإنه طفلهما الوحيد او لأنه ولد بين اكثر من بنت او العكس او لإن الأب قاسي فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدلله وتحاول ان تعوضه عما فقده او لأن الأم او الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على ابنهما ..
ولاشك ان لتلك المعاملة مع الطفل آثار على شخصيته
ودائما خير الأمور الوسط لا افراط ولا تفريط وكما يقولون الشي اذا زاد عن حده انقلب إلى ضده فمن نتائج تلك المعاملة ان الطفل ينشأ لا يعتمد على نفسه غير قادر على تحمل المسؤولية بحاجة لمساندة الآخرين ومعونتهم
كما يتعود الطفل على ان يأخذ دائما ولا يعطي وان على الآخرين ان يلبوا طلباته وان لم يفعلوا ذلك يغضب ويعتقد انهم اعداء له ويكون شديد الحساسية وكثير البكاء
وعندما يكبر تحدث له مشاكل عدم التكيف مع البيئة الخارجية ( المجتمع ) فينشأ وهو يريد ان يلبي له الجميع مطالبه يثور ويغضب عندما ينتقد على سلوك ما ويعتقد الكمال في كل تصرفاته وانه منزه عن الخطأ وعندما يتزوج يحمل زوجته كافة المسؤوليات دون ادنى مشاركة منه ويكون مستهترا نتيجة غمره بالحب دون توجيه .
——————————————————————————–
إثارة الألم النفسي
ويكون ذلك بإشعار الطفل بالذنب كلما أتى سلوكا غير مرغوب فيه او كلما عبر عن رغبة سيئة
ايضا تحقير الطفل والتقليل من شأنه والبحث عن أخطاءه ونقد سلوكه
مما يفقد الطفل ثقته بنفسه فيكون مترددا عند القيام بأي عمل خوفا من حرمانه من رضا الكبار وحبهم
وعندما يكبر هذا الطفل فيكون شخصية انسحابية منطوية غير واثق من نفسه يوجه عدوانه لذاته وعدم الشعور بالأمان يتوقع الأنظار دائمة موجهة إليه فيخاف كثيرا لا يحب ذاته ويمتدح الآخرين ويفتخر بهم وبإنجازاتهم وقدراتهم اما هو فيحطم نفسه ويزدريها.
——————————————————————————–
التذبذب في المعاملة
ويعني عدم استقرار الأب او الأم من حيث استخدام أساليب الثواب والعقاب فيعاقب الطفل على سلوك معين مره ويثاب على نفس السلوك مرة أخرى
وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبناءهم مثلا : عندما يسب الطفل أمه او أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما ، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني
فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صح ام على خطأ فمرة يثيبانه على السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك
وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين ، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته ن ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص اخر كريم متسامح ضاحك مبتسم وهذا دائما نلحظه في بعض الناس ( من برا الله الله ومن جوا يعلم الله )
ويظهر أيضا اثر هذا التذبذب في سلوك ابناءه حيث يسمح لهم بأتيان سلوك معين في حين يعاقبهم مرة أخرى بما سمح لهم من تلك التصرفات والسلوكيات أيضا يفضل احد أبناءه على الآخر فيميل مع جنس البنات او الأولاد وذلك حسب الجنس الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة وفي عمله ومع رئيسة ذو خلق حسن بينما يكون على من يرأسهم شديد وقاسي وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب فادى به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين .
——————————————————————————–
التفرقة
ويعني عدم المساواة بين الأبناء جميعا والتفضيل بينهم بسبب الجنس او ترتيب المولود او السن او غيرها نجد بعض الأسر تفضل الأبناء الذكور على الإناث او تفضيل الأصغر على الأكبر او تفضيل ابن من الأبناء بسبب انه متفوق او جميل او ذكي وغيرها من أساليب خاطئة
وهذا بلاشك يؤثر على نفسيات الأبناء الآخرين وعلى شخصياتهم فيشعرون الحقد والحسد تجاه هذا المفضل وينتج عنه شخصية أنانية يتعود الطفل ان يأخذ دون ان يعطي ويحب ان يستحوذ على كل شيء لنفسه حتى ولو على حساب الآخرين ويصبح لا يرى الا ذاته فقط والآخرين لا يهمونه ينتج عنه شخصية تعرف مالها ولا تعرف ما عليها تعرف حقوقها ولا تعرف واجباتها .
ترانيم النفس
عالم بلا مشكلات
منقول
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصايا في تربية الأبناء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
"رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي، ربنا وتقبل دعاء" ( )
"ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً" ( )
من معالم التربية الإسلامية للأطفال.
يقول الله تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة، عليها ملائكة غلاظ شداد * لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون." ( )
ووقاية الأهل والأولاد من النار تكون بتأديبهم وتعليمهم، فلا يسلم الإنسان إلا إذا قام بما أمر الله به في نفسه وفيمن تحت ولايته وتصرفه.
وقال تعالى:
"وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها، لا نسألك رزقاً نحن نرزقك، والعاقبة للتقوى"( )
أي حث أهلك على الصلاة من فرض ونفل، والأمر بالشيء أمر بجميع ما لا يتم إلا به، فيكون أمراً بتعليمهم ما يصلح الصلاة ويفسدها ويكملها.
ويقول النبي :
"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته…."
لهذا كان للإسلام معالم في تربية الأولاد نقف عند أهمها:
1- الحث على حسن اختيار الزوجة الصالحة التي تربي أولادها على الإسلام وتحملهم على الخير وطاعة الله ورسوله وتجنبهم الكفر والمعاصي والمفاسد والشرور.
2- إن الإسلام يعتبر الولد أمانة عند والديه وقلبه جاهـز لكل نقش فإن عُوِّد الخير نشـأ عليـه وشاركه أبواه في الثواب وإن عوِّد الشر( ) نشـأ عليه وكان الوزر في عنق وليه .
3- أصل حفظ الأولاد حفظهم من قرناء السوء الذين يتركون الصلاة ويستخدمون بذئ الألفاظ ولذلك قيل: "لا تصادق الفاجر فتتعلم من فجوره" وقيل أيضاً: الصاحب ساحب" .
4- أن يُعلَّم القرآن والحديث والمغازي وسير الصالحين ليغرس في قلبه حبهم والرغبة في الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا، وأن يُحفظ عن الاستماع إلى الأشعار والأغاني التي تتحدث عن العشق والغرام والهيام وقلق المنام وراء الحبيب المدلل، وينبغي تعليمه آداب مجلس العلم من الهدوء والاستئذان وحسن الإنصات.
5- أن يكرمه إذا ظهر عليه خلق جميل ويجازى بما يفرح به، فإن خالف هذا الخلق تُغُوفِل عنه ولا يكاشف، فإن عاد عوتب سراً، وخوفه الله وعقابه ولا يكثر عليه العتاب لأن ذلك يهون عليه سماع الملامة وليكن حافظاً هيبة الكلام معه فإن كثرة التوبيخ تهتك حجاب الهيبة.
6- إذا تكرر منه الخطأ فكل ولد وما يصلحه:
فمن أصلحه العتاب لا توبخه،
ومن أصلحه التوبيخ لا تحرمه هديته،
ومن أصلحه الحرمان من هدية لا تهجره،
ومن أصلحه الهجر لا تضر به،
ولا تلجأ للضرب ( ) غير المبرح إلا مضطراً فآخر العلاج الكي.
إن النبي لم يضرب امرأةً ولا غلاماً ولا شيئاً بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولقد قال عن نفسه: "لقد بعثني الله معلماً مرشداً ولم يبعثني معنفاً". ولقد قال عنه أحد أصحابه بعد أن صحح له النبي الخطأ برفق.
"فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن منه تعليماً والله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني ولكن قال: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" رواه مسلم.
7- على الأب إذا أراد أن يلجأ إلى الضرب أن يهدد به أولاً، فإذا انزجر وإلا ضرب بما يتناسب بحيث لا يجرح ولا يكسر وأن يبتعد عن الوجه وألا يضرب وهو غضبان أو يكون قاصداً الانتقام وقد قال النبي لأبي مسعود البدري وقد رآه يضرب غلاماً له وهو غضبان: "اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام".
8- على الأب أن يكون قدوة صالحة لولده، فإن الإنسان يتعلم مما يراه أكثر من تعلمه بالسماع فقط، ولنعلم أن صلاح الآباء صلاح وخير للأبناء قال تعالى: "وكان أبوهما صالحا" ( ) .
9- ينبغي أن تعود ابنك المشي والحركة والرياضة لئلا يغلب عليه الكسل في أعماله وعباداته، وليس المقصود بالرياضة جنونها، الذي يظهر في التعصب لبعض الفرق، ولكن الرياضة بمعنى ممارستها مع أصدقاء صالحين بعد تعب في حفظ قرآن أو استذكار دروس ليستريح من تعب التعلم والتأديب كما قيل: "روح القلب يَعِ الذكر".
10- أن يمنعه من التفاخر بشيء مما يملكه أبواه أو بمطعمه أو ملبسه، ويتعود التواضع والإكرام لمن يعاشره، ويمنع أن يأخذ شيئاً من صبي مثله، ويُعلِّم أن الأخذ دناءة وأن الرفعة في الإعطاء.
11- أن يمنع من فحش الكلام ومشاهدة المثيرات من أفلام ومسلسلات، وإذا بلغ سبع سنين أمر بالصلاة ولم يسامح، في تركها.
12- إذا قارب الولد البلوغ حملَّه بعض المسئوليات كشراء حوائج البيت، وبعد البلوغ على الوالد أن يساعد ابنه في الزواج إذا كان مستطيعاً وإلا حثه على صيام التطوع.
13- أن يحثه على حضور اللقاءات والأنشطة التي يقوم بها الصالحون في حيَّه، كالمراكز الصيفية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.
14- ينبغي ألا يحرم الأب ابنه من مواعظ كتلك التي أوصى بها لقمان ابنه، فللموعظة تأثير طيب لكنه وقتي يحتاج إلى تكرار.
15- ينبغي أن يسمع الصبي قصص الأنبياء خاصة محمد وكذلك سير الصالحين فالصبيان في هذا السن مولعون بالقصص.
16- ينبغي قطع العادات السيئة قطعاً حاسماً فاصلاً وذلك كالغيبة والنميمة وذلك من خلال تفريغ الطاقة وملء الفراغ بما يفيد فالنفس كالطاحون التي تطحن دائماً فإن أعطيتها قمحاً أعطتك دقيقاً، وإن أعطيتها حصىً أعطتك تراباً لذا ينبغي شغل الصبي بالعلم النافع والأذكار وعلينا ابتكار البدائل استنفاداً للطاقة فلقد كان في الجاهلية أعياد فأبدلها الله بأعياد الإسلام وكانت الخمر ومجالسها فأبدلها الإسلام بمجالس العلم وكان التعصب لذوي القربى بالحق والباطل فأبدلها الله بالولاية بين المؤمنين.
17- ينبغي استثمار الأحداث في تربية أولادنا كما يقال: "اطرق الحديد وهو ساخن" وذلك لأن النفس تكون مهيأة للتغيير مع الأحداث وعظاتها في النفس كالأمراض والموت وهلاك الظالمين ( ) وكذلك أحداث الكون كالزلازل والأعاصير والهزائم والسيول المدمرة.
18- ينبغي أن يعين الوالد ابنه على بره ولا يكلفه فوق طاقته، ولا يلح عليه في وقت ضجره، ولا يمنعه من طاعة ربه، ولا يمنن عليه بتربيته، وكان بعض الصالحين لا يأمر ولده بأمر مخافة أن يعصيه فيستوجب النار.
19- على المعلم والمربي أن ينظر في حال الصبي وما هو مستعد له من الأعمال فإذا رآه حسن الفهم، جيد الحفظ واعياً فهذه من علامات قبوله للعلم، وإن رأي عينه مفتوحة إلى صنعة من الصنائع، وهي صنعة مباحة نافعة للناس فليمكنه منها بعد تعليمه ما يحتاج إليه في أمر دينه، فالدنيا تحتاج إلى الصانع الماهر كما تحتاج إلى الطبيب الماهر.
20- علينا أن نربي أولادنا على آداب الرياضة ممارسة وتشجيعاً فقد أخل بها الشباب إخلالاً كبيراً فمن ذلك ألا يعتبر الرياضة لهواً باطلاً ولعباً ضائعاً بل هي كتعلم العلم فعليه الذهاب إليها بسكينة ووقار ذاكراً الله تعالى، فإذا وصل إلى الموضع فحسن أن يصلي ركعتين وليست بتحية البقعة ولكنها مفتاح النجاح والإصابة فالأمور إذا افتتحت بالصلاة كانت جديرة بالنجاح ثم يدعو ويسأل الله السداد، وعليه ألا يضحك على زميله إذا فشل في لعبة فمن ضحك على الناس ضُحِك عليه ومن عيَّر أخاه بعمل ابتلى به، ولا يحسد أخاه إذا وفق في لُعبة ويمتنع كل لاعب من الكلام الذي يغيظ صاحبه مثل أن يفتخر ويتبجح إذا فاز ويعنف صاحبه على الخطأ أو يظهر له الغلبة.
"يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" ( )
وفي الختام نحب أن نؤكد إن كثيراً من الصبيان برعوا علماً وخلقاً فهذا يحيى عليه السلام .. يقول الله تعالى عنه: "يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا" ( ) .
يقول ابن كثير القوة هنا هي الحرص والاجتهاد.
ومما يروى في ذلك أن بعض أهل العلم سُئل مسألة فقال: لا أعلمها فقال أحد تلامذته: أنا أعلم هذه المسألة فغضب الأستاذ وهمَّ به، فقال له: أيها الأستاذ: لستَ أعلمَ من سليمان بن داود، ولو بلغت في العلم ما بلغت، ولست أنا أجهل من الهدهد، وقد قال لسليمان: (أحطت بما لم تحط به) ( ) فلم يغضب عليه ولم يعنفه.
ويقول ابن جرير الطبري عن نفسه: "حفظت القرآن ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا ابن ثمان سنين، وكتبت الحديث وأنا ابن تسع سنين" .
أسأل الله عز وجل أن يُجريَّ أساتذتنا القدماء والمحدثين خيراً، فقد تعلمنا واقتبسنا منهم هذه الوصايا..
وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصبه وسلم..
م/ن
هل زواج المعاقين ذهنيا يحميهم من المصير المجهول؟
وهل تنتقل الاعاقة إلى أبنائهم؟
القاهرة – من إيهاب سلطان:
يعد زواج المعاقين ذهنيا هو الضمان الوحيد عند بعض الأسر التي لديها معاق ذهني من المصير المجهول الذي ينتظره بعد وفاة والديه، وذلك لحاجته الدائمة والمستمرة لمزيد من الرعاية والعناية مما يضطر الآباء لتقديم المزيد من التضحيات في البحث لابنهم المعاق عن زوجه تتحمل مسئوليته بعد وفاتهما.
ويولي المجلس القومي المصري للطفولة والأمومة أهمية خاصة بالمعاقين ذهنيا من خلال توفير البيئة التربوية والنفسية لهم أملا في مساعدتهم على النمو والتكيف مع متطلبات الحياة اليومية، وتحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي لهم، وتأهيل القادرين منهم للعمل واندماجهم بصورة طبيعية مع المجتمع. وناقش المجلس مؤخرا قضية زواج المعاقين ذهنيا لدمجهم بصورة طبيعية في المجتمع وتأهيلهم لمستقبل اكثر أمانا من خلال الدراسات العلمية الشاملة بدلا من الزواج العشوائي الذي يزيد من احتمالية توريث الإعاقة لأبنائهم، حيث تقول السفيرة مشيرة خطاب الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة "إذا كان الزواج حق من الحقوق الإنسانية التي يكفلها الدستور لكل أفراد المجتمع فإنه يجب علينا أن نقف عند حق المعاق ذهنيا في الزواج والإنجاب لا لشيء إلا لأننا نعمل سويا على الحد من الإعاقة ومن احتمال انتقالها إلى أبناء المعاقين".
وأضافت خطاب في الندوة التي نظمها المجلس لمناقشة قضية زواج المعاقين ذهنيا "انه عملا بمبدأ إعلاء حقوق الطفل ومراعاة المصلحة الفضلى له فإننا يجب أن نعمل تصنيف أنواع الإعاقة الذهنية ودرجاتها، وأي نوع منها يسمح فيه بالزواج والإنجاب معا، وأيهما لا يسمح بالإنجاب وأيها يمنع الزواج، وألا يسمح بالزواج للمعاق ذهنيا إلا بالحصول على شهادة موثقة من مركز طبي متخصص، وكذلك لابد من تحديد الضمانات التي توفرها الدولة لتكفل نجاح هذا الزواج، ونحدد دور المجتمع المدني والخدمات التي يمكن أن يؤديها لمعاونة المعاق ذهنيا على أعباء الحياة الزوجية وخاصة رعاية الأطفال".
واستعرضت الندوة دراسة وصفية عن التوافق الزوجي لدى عينة من المعاقين ذهنيا باعتبار أن زواج المعاق ذهنيا يدخل في إطار العامل الإنساني، وله نفس الحقوق أسوة بالأسوياء، كما يعد زواج المعاق ذهنيا حماية للمجتمع من انتشار الأمراض الاجتماعية لسهولة استهواء المعاق ذهنيا واستغلاله في بعض الأعمال غير الشرعية. بالإضافة إلى توفير عامل تكافؤ الفرص للمعاقين في الحياة بصورة طبيعية والاستفادة من طاقته في ضوء إمكانياته لخدمة أنفسهم والمجتمع. وحثت الدراسة في توصياتها على الكثير من المحاذير قبل زواج المعاقين ذهنيا لتجنب الكثير من المشاكل حال فشل توافقهم الاجتماعي والزواجي من بينها ضرورة إقامة برنامج تدريبي للمعاقين ذهنيا لارتفاع توافقهم الزواجي وتأهيلهم لهذه الحياة بمسئوليتها. مع ضرورة توعية القائمين على تدريبهم حتى يتدربوا على كيفية تعديل السلوك الجنسي عند المعاق ذهنيا، وأيضا تدريبهم على التوافق الاجتماعي والزواجي. كما أوصت الدراسة بإقامة ندوات لآباء وأمهات المعاقين عقليا بهدف توعيتهم بكيفية التعامل مع أولادهم في سن المراهقة، مع إقامة برامج لتوعية المجتمع كله بكيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة حتى لا يتسبب المجتمع بإصابتهم بالانعزالية والإحباط. وتمنت الدراسة في توصياتها أن يقام قرية محمية للمتزوجين من المعاقين عقليا وخاصة الذين يعانون من حالات تدني التوافق الزواجي وأن يكون هناك قائمين على رعايتهم وتوعيتهم وتدريبهم وربما قد يصلوا لدرجة عالية من التوافق مما يؤدي إلى استقلالهم عن القرية.
مجلة العلوم الاجتماعية