تحمله إلى كمالٍ مُحتمل؛ ولأنَّ الهُويةَ تُماثل النُّواة (أو البذرة) من حيث ممكنات تحوِّلهما إلى شجرة أو نبتة، حيث كلاهما جوهرٌ كامنٌ قابلٌ للانخراط في صيرورةٍ تُحوِّله، فإنَّ الهوية هي ثابتُ الإنسان وتحولاته، أو هي جوهره المجرَّد وتجلياته العيانية الممكنة، والمتغايره، والمتحوِّلة في سياق صيرورة دائمة.
ذإنها، إذنْ، حقيقتنا التي تحتاج جهدنا الإنسانيٍّ الدَّؤوب كي تتجسُّد في الوجود عبر طموحنا اللاهب وقدرتنا الخلاَّقة على إحالة ذواتنا إحالةً موضوعيةً في العالم. وهي قيمنا المتعالية، المجردة، المطلقة، التي تتوق إلى التنزُّل في الحياة العملية عبر وقائع فعليةٍ وأنماط سلوك ومواقف وتصرُّفات، وبرامج عملِ تؤسِّس حقائق حضارية ثقافية واجتماعية وفكرية واقتصادية وسياسية الخ.
وتأسيساً على ذلك، فإنَّ للهوية، باعتبارها منظومةَ قيمٍ مُطْلقةٍ وبنيةً مُتَحوِّلةً في آن معاً، وظيفةً حضاريةً تفضي بالإنسان إلى صعود مراقي التطوُّر والتقدُّم والازهار، وتنجز أهدافاً في تحفيز مسيرة الرُّقي الإنساني، وفي بناء حضارة البشر على نحوٍ يمكِّن الإنسان من الاستمرار في رحلة وجودية تحمله من كمالٍ متحقَّقٍ إلى كمالٍ محتمل.
وتأسيساً على، فإنَّ قراءة الهوية، ومُسَاءَلتها، ليست مجرَّد عملية تنتمي إلى ترفٍ فكريِّ زائد عن الحاجة، وإنما هي نشاطٌ إنسانيٌّ ضروري ينبغي له أن يكون دؤوباً كي يُسهم في تجديد الهوية والارتقاء بها والإعلاء من شأنها عبر إحسان عملية تنزيل مطلقاتها في واقع الحياة الإنسانية: من أنا؟ وكيف صرتُ على ما أنا عليه؟ ما هي العناصر التي تُشكِّل هُويتي؟ ما ثابتها وما متحولها؟ وعلى أي محور ثابت تحدث تحولاتها؟ وكيف يُمكن لمنظومة القيم المطلقة التي تشكِّل عناصر ثابتة في هويتي أن تترجم إلى تصرفات وأفعال وأنماط سلوك؟ إلى برامج عمل تعالج مشكلاتي الوجودية (الوطنية والإنسانية والحياتية اليومية) ووقائع تستجيب لضرورات وإشكاليات وجودي، وشروط واقعي، وطموحي الإنساني الهادف إلى توسيع مدار حريتي؟
ومع أنَّ الإنسان في حاجة إلى إعمال مخيلته كي يحلم بهوية يتطلَّع أن يكونها، وكي يرسم لنفسه خطة عمل لمستقبلٍ قلبل للتحقيق، فإنَّه يحتاج إلى استبعاد ذلك عندما يعمد إلى قراءة الهوية ومساءلتها، إذْ ليس لأي قراءة تنحكم إلى أي نمطٍ من أنماط التفكير الرَّغائبي، أو الخيالي الجامح، أو السكوني الجامد، إلا أنْ تأخذ الإنسان بعيداً عن حقيقته، وتبعده عن معرفة ذاته معرفةً يصحُّ أن تُعرَّف بأنها "رأس المعرفة".
وربما نحتاج إلى أنْ نقرأ "هُويتنا" قراءة متوازنة تدرك قوانين التطور والتغير، وتحلل العلاقات القائمة بين الظواهر المعاصرة والتاريخ والقيم المطلقة المتعالية على الزمان والمكان، وذلك كي نحسن فهم "مفهوم" هذه الهوية، وكي نؤسِّس تحولاته الممكنة على تفاعل الحاضر مع الماضي الحي، ومع آفاق التطور الإنساني المفتوح، ومع الحاجة إلى تنزيل القيم المتعالية إلى وقائع حيَّة.
الخــــــــاتمة:
الحديث حول الهوية الوطنية يطول، ولا أعتقد أن تحقيقا عابرا في التقرير سيفي بالغرض، وكم كنت أتمنى أن تكون هناك ندوات مركزة وحوارات صريحة و شفافة حول هذه المسألة لأهميتها الفائقة والتي لا يمكن معالجتها بشكل طارئ وغير
مكثف. أتمنى أن يكون الطرح هنا مجرد نواة أو مدخل لعمل أكثر كثافة ودقة حول هذه المسألة، فهي من الخطورة بمكان يستوجب نقاشا جادا، متوازنا، وشفافا.
الـمصــــادر:
مجتمع الامارات الأصالة والمعاصرة, د.محمد توهيل أسعد،مكتبة الفلاح، الطبعة الأولى م
دراسات مجتمع الامارات،د. محمد أبو العينين، جامعة الامارات العربية المتحدة ، العين
بغيتكم اتساعدوني في تقرير عن مقوماات الهويه الوطنيه
بلييييز help me
ممكمن اتساعدووني
ابا اجابت هذا السؤال
عللي عام 2022 عام الهوية الوطنية ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
☼ ملخص الهوية الوطنية ☼
المقصود بالھویة الوطنیة :-
1-ھي التعبیر الشامل عن وجودنا وقیمنا وعاداتنا وتقالیدنا ولغتنا الوطنیة
( خلیفة بن زاید) .
2-مجموعة المفاھیم والاتجاھات والمشاعر والمكونات التي تحدد حقیقة
الفرد وحبه لوطنه .
3-الإحساس الداخلي الذي اكتسبھ الفرد من خلال الدین واللغة والمعاییر
باقي الملخص في المرفق …….
أتمنى الفائدة والنجاح للجميع .
ودمتم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عام الهوية الوطنية
عام الهوية الوطنية… أي هوية تحديداً؟!.. إنها لسان عربي وروح عروبية ممتدة في عمق الوطن العربي، وقلب مسلم بأبعاد الإسلام العقدية والحياتية المختلفة والمؤسسة لإنسان له هوية يعتز بها ويفاخر بها الآخرين.
فاحترام الإنسان لهويته وتمسكه بها يعني استمرارية واقعية لهذه الهوية على امتداد المستقبل، وحتى مع التحولات التي تحدث مع تيارات عولمية، تبقى الهوية المستمدة من قناعة وممارسة وهدف، هي الشكل الأصيل لبناء المستقبل والاعتناء به.
لكن نحن هنا، في دولة يعتمد اقتصادها على أطياف متعددة من جنسيات قادمة من أصقاع الكون، لابد من توجيه سياسة محددة وبأهداف واستراتيجية واضحة للآخر المغترب أو الوافد الضيف، فكثيراً ما يخالج هذا الآخر شعور متواطئ بالخيانة لوطنه أو لهويته، أو ربما استعار هوية البلد المضيف ليخفت شعوره بالغربة والقلق، لذا كان من الضرورة بمكان أن تكون هوية الوافد الضيف واضحة بالنسبة له وأن يكون مدركاً لهوية هذه الدولة ومحددات ثقافاتها وأطر تفاعلها مع واقعها ومستقبلها، وقبل كل شيء ماضيها البعيد.
فالإنسان الإماراتي من الاعتزاز والإدراك الواعي، أو اللاواعي، بهويته ودينه ولسانه وتفاصيل أعرافه الاجتماعية المحترمة، شاء أم أبى.
لكن يبقى الآخر الذي يسعى بشكل أو بآخر لطمس هذه الهوية وتحويلها لهوية عالمية، بإمكانها التعايش مع أي جنسية وافدة أخرى، وهنا تكمن الخطورة، فهل نحن في حاجة إلى تقديم تنازلات من هذا النوع الذي يفضي إلى تحويل البلد إلى مجرد واجهة زجاجية تعرض بضائع من كل مكان في العالم وباستحياء وتعرض بقايا من تراثها!
بالتأكيد لا! لأن احترام الآخرين لنا وتقديرهم لهذا المكان قائم على قناعاتنا أولاً بأصالتنا، وبأننا ننتمي إلى هوية راسخة كجذور النخيل وفرعها ممتد نحو السماء. لأن التساهل في أمور خفية يتيح التساهل في أمر الهوية، والتفريط بها يعني الإنذار بأن هناك خللا ما يجري من بين أصابعنا دون أن نشعر بأننا نفقده.
فالأمر ليس صراعا بين الـ"نحن" والـ"هم"، إنه المكان بأصوله وتراثه وقصصه وشكل واقعه وتوقعات مستقبله… وهو مرتبط كذلك بمفردات تزيح عن كاهلنا همّ الحفاظ على أشكالنا وملابسنا وأخلاقنا، وبكل المخاوف من أن نفقد فجأة هوية هي عنوان فعلي لهذه الدولة وعلامتها الفارقة بين الدول الأخرى.
فنبرة الخوف باتت واضحة وجلية في لغة أهل المكان، فالتأكيد على الهوية لا يعني التنازل عن حق أو انتهاك حق الآخرين، لكنه يعني الحفاظ على الشكل الجميل والأصيل والقادر على البقاء، رغم كل التيارات الصعبة التي تحيط بنا من كل مكان.
فعام الهوية يستدعي التأكيد على تفاصيل غاية في الدقة والصغر، لكنها موغلة في الخطورة والتداعيات، لذلك كان تسمية العام بعام الهوية، يعني أن هناك اهتماماً مشتركاً لابد أن تتضافر فيه الجهود لتثبيت دعائم هذه الهوية ولترسيخ أطرها وشكلها العميق الموغل في النفس، لابد وأن تكون هدفاً وأصلاً في رسم وتثبيت شكلنا العام والخاص، على حد سواء.
الهوية الوطنية و الثقافة
تعرف الهوية الوطنية على أنها مجموعة من الأفكار المبنية حول مفهوم الأمة المتعدد الجوانب وحول الطرق التي يربط بها الأفراد والجماعات أنفسهم بتلك الأفكار. وتحتوي الهوية الوطنية على مكونات ثابتة وهي البيئة والتاريخ المشترك والدين.
أما الثقافة فإن لها تعريفات متعددة، فهي بحسب بعض التقسيمات نوعان:
▫ الثقافة الشعبية: وتشمل المأكولات، الترفيه، شكل الملابس… الخ.
▫ الثقافة الرفيعة: الأدب، الموسيقى والفنون.
ويمكن فهم الثقافة على أنها عبارة عن مجموعة من المعتقدات والقيم والمواقف التي يشترك فيها المجتمع. و تعرّف المعتقدات على أنها معايير يقوم من خلالها أفراد المجتمع بتحديد:
▫ ما هو مرغوب وما هو غير مرغوب.
▫ ما هو جيد وما هو سيء.
▫ ما هو جميل وما هو قبيح.
▫ ما هو مقبول وما هو غير مقبول.
ولا بد من الإشارة إلى أن الثقافة تولد زخما هائلا عبر الأجيال المتعاقبة، غير أنها تظل قابلة للتغيير. وتكون مواقف الناس وقواعد السلوك الخاصة بهم أكثر عرضة للتغيير من قيمهم أو معتقداتهم والثقافة مكتسبة حيث تنتقل من جيل إلى جيل عبر العائلة، التقاليد الدينية، المدرسة والوسائل الاجتماعية.
م/ن
سلام عليكم
شحالكم ؟
لقيته ليكم تقرير عن الهوية الوطنية و أن شاء الله بالتوافيج
منقول