لا تخلو حياة الإنسان من مشكلات عديدة يتعرض لها ويقف عاجزا عن إيجاد الحل المناسب لها ، ولكن بعض المشكلات لا يمكن حلها مهما حاول الإنسان ومهما أوتي من مهارة حل المشكلات مثل الوفاة والطلاق والعاهات والإعاقات ولكن هذه الأمور الحتمية يمكن التعايش معها وتكييف النفس على تقبلها كقدر محتوم ولكن هناك مشكلات يمكن حلها عن طريق استخدام الأسلوب العلمي في حل المشكلات ويمكن تلخيص خطواتها في سبع خطوات هي كالتالي :
1- الاستعانة بالله أولا ومواجهة المشكلة وعدم التهرب منها 0
2- تحديد المشكلة ومدى صعوبتها أو شدتها وتكرارها ودراستها 0
3- التعرف على أسباب المشكلة 0
4- التركيز على السبب الحقيقي من بين الأسباب التي يرى الباحث أنه السبب وراء حدوث المشكلة 0
5- التفكير في البدائل والحلول الممكنة ، مع التركيز على إزالة السبب الحقيقي للمشكلة0
6- البدء في التنفيذ لإزالة سبب المشكلة 0الممكن إزالته أو التفكير في توطين المسترشد للتكيف مع السبب الذي لا يمكن تغييره
7- متابعة الحل بعد الشروع في الحل بوقت مناسب لمعرفة مدى جدوى هذا الحل أو استبداله بإزالة سبب آخر ربما يكون هو السبب الحقيقي 0
توضيح هذه الخطوات :
1-إن مواجهة المشكلة التي يتعرض لها الإنسان أفضل من الهروب منها ، بعد الاستعانة عليها بالله فهو المعين على جميع المصائب التي يتعرض لها الفرد في حياته ولدى الإنسان مهارة في حل المشكلات التي تواجهه ، إذا ما أحسن التعامل معها بتروي وتعقل وعدم المسارعة في الحكم حتى يتحقق له الفهم العميق لأسباب المشكلة وعندها يسهل عليه الحل ، عندها يشعر الفرد بالنصر والسعادة والثقة في النفس عندما يتصدى للمشكلة ويواجهها 0
2- تحديد المشكلة ، أحيانا المرشدة تبدأ بالحل قبل أن تحدد المشكلة وتعرف أبعادها أحيانا تكون عدة مشكلات وعندما تفكر فيها تجدها مشكلة واحده ، أحيانا تكون المشكلة سهلة جدا ولكن المرشدة مثلا تكبرها وتعظمها وهي لا تستحق ذلك ، لذا فإن تحديد المشكلة وتجزئتها إلى أجزاء بسيطة هو أولى خطوات النجاح في الحل ، وقد تكون المشكلة وهمية غير واقعية ، لذا قبل ما تتعب المرشدة نفسها لابد من وزن المشكلة بميزانه الإكلينيكي ، هل هي أمام مشكلة فعلية أم لا؟؟ ، إن تحديد المشكلة يقودنا إلى الحل الصحيح ، فمثلا مشكلة التأخر الدراسي ، مشكلة عريضة طويلة تدخل فيها عدة مشكلات ولكن لو حددنا المشكلة تماما لوجدنا أنه انخفاض القدرات العقلية لدى الطالبة ، هذا الانخفاض هو الذي أدى إلى تأخرها الدراسي إلى جوانب أخرى تشكو منها الطالبة كشعورها بالنقص أو عدم الثقة بالنفس 0
2 البحث عن أسباب المشكلة : دائما عندما تواجهنا مشكلة ينبغي لنا أن نبحث عن أسبابها ، فالبحث عن السبب هو الموصل للحل والمشكلة الواحدة لها أسباب ذاتية وأسباب بيئية أما الأسباب الذاتية فهي التي تعود إلى ذات الفرد مثل الأسباب النفسية ، كعدم الثقة في النفس الشعور بالدونية ، الوسواس القهري أو الأسباب العقلية مثل بطء التعلم ، التخلف العقلي ، صعوبات التعلم التوحد ، أو الأسباب الاجتماعية كالانعزالية والانطواء وعدم وجود أصدقاء للمسترشد أو الأسباب الجسمية كعلة أو مرض جسمي أو إعاقة أما الأسباب البيئية فهي قدتكون أسباب تعود إلى الأسرة كمشاكل عائلية طلاق تفكك اسري فقر غنى فاحش أمية الوالدين أو أسباب مدرسية : كقسوة المعلمات مع المسترشد كثرة تغيير الجدول المدرسي الإدارة الدكتاتورية أو الفوضوية إيذاء المسترشد من قبل الزملاء عدم فهم المادة العلمية سؤ بعض المعلمين وغيرها أو أسباب اجتماعية مثل عدم تنظيم الوقت مشاهدة القنوات الفضائية ، الرفقة السيئة ، السهر خارج المنزل وغيرها 0
4- للمشكلة أسباب عديدة وهي متشابكة ومتداخلة ولا أعتقد أن سببا واحدا يمكن أن يكون السبب المؤثر في الحالة بل لابد من التركيز على أهم الأسباب التي ساهمت في المشكلة ، ومتى بدأ هذا التأثير ، الحس الإكلينيكي عند المرشد هو الذي يميز ويستخلص أهم سبب أحدث المشكلة فمثلا الطالبة التي تعاني من الخجل والانطواء وعدم الثقة في النفس لوحظ أن سبب مشكلتها كثرة النقد الموجه لها من والدتها او والدها ، وبمساعدة الأبوين على التخفيف من نقدها أدى ذلك إلى أن تحسنت الحالة 0
5- خطة العلاج دائما هي التي تحدد مدى نجاح المرشدة في دراستها للحالة وخطة العلاج تقوم على أساسين ألأول : معرفة الأسباب الذاتية وإزالتها قدر الإمكان أو التعامل معها كقدر محتوم ومعرفة الأسباب البيئية : وإمكانية مساعدة المسترشد في إزالتها فإذا كان سبب المشكلة سؤ معاملة الأهل فيمكن التأثير في الوالدة لكي تغير من أسلوب معاملتها مع ابنتها أو السعي لمساعدة الطالبة إذا كانت تعاني من الفقر عن طريق صندوق المدرسة والتبرعات 0
6- إن مشكلة كثير من المرشدات أنهن يبذلنَ جهودا كبيرة في دراسة الحالة ولكنهن لا ينفذن ما يكتبن والتنفيذ مهم جدا ، أما الكتابة على الورق بدون أن تأخذ المرشدة على عاتقها مهمة التنفيذ يكون عملها في هذه الحالة بدون فائدة مع الأسف ، كما أن مشاركة المسترشد في اقتراح الحل أمر في غاية الأهمية فالمسترشد يمد المرشد بالحلول المعقولة لمشكلته ، فلا ينبغي للمرشدة أن تحتفظ بحل المشكلة لوحدها بمعزل عن المسترشد فالمسترشد أدرى الناس بمشكلته وحلها فلا بد من اخذ رأيه في حل المشكلة وعند موافقتها ، والحل قد يكون ممكنا وقد لا يكون ومن هنا تكمن مهارة المرشدة في مساعدة المسترشد في تقبل الأمر الواقع وتوطينه على التعامل مع المشكلة بدون قلق أو توتر 0
7- متابعة التنفيذ أي تنفيذ حل المشكلة ، وهذه خطوة مهمة وهي خطوة تقويمية لمعرفة مدى نجاح المرشدة في التطبيق ، وتتم هذه المرحلة بعد بدء حل المشكلة بوقت كاف ، وعندما تحاول المرشدة تحسين علاقة الأم بابنتها وتسعى إلى ذلك بطريقتها الخاصة وذلك بكسب ثقة الأم ومصارحتها بسبب معاناة ابنتها ويتم الاتفاق بين الأم والمرشدة بتغيير معاملتها لابنتها ، تعود المرشدة بعد فترة لسؤال الطالبة عن مدى تحسن علاقتها بأمها فإذا لاحظت المرشدة أن الوضع يسير إلى الأحسن وإلا سلكت طريقة أخرى للتأثير في الوالدة وهكذا ، كما أن على المرشدة أن تتابع مدى تحسن الطالبة دراسيا من خلال إطلاعها على كتبها ومذكراتها ودفاترها واختباراتها ، فإذا كانت قد تحسنت فمعنى ذلك أن العمل مع الحالة يسير في الطريق الصحيح 0