التصنيفات
الصف التاسع

الإنسان والخليج واللؤلؤ -تعليم الامارات

لإنسان ابن بيئته كما يقولون ، وبطبيعة الحال فان البيئة تفرض عليه أن يتأقلم معها وتفرض عليه نوع الحياة التي يجب أن يعيشها.والبحر بجماله الأخاذ ومعطياته المتنوعة الوفيرة غالبا ما يجتذب سكان السواحل إلى امتطاء أمواجه وارتياد أعماقه للحصول ا كانت ذات قيمة مالية كبيرة كاللؤلؤ الذي توجد مناطق صيده بكثرة على سواحل هذه الجزيرة أو الجزر المجاورة لها ومن هذا المنطق فرض البحر على سكان جزر فرسان حياة خاصة من الناحية المعيشية والاقتصادية. فهي ليست ذات موارد مائية تساعد على الزراعة فيها ، وان الزراعة البسيطة الموجودة بها ليست إلا استثناء في حياة سكان هذه الجزر أو من الشواذ اللواتي تثبت القاعدة ، فهي حياة زراعية لا تكاد تذكر إذا قورنت بغ يرها خاصة وأنها تعتمد على الأمطار غير المنتظمة في الغالب.ومن ذلك كله اتجه هؤلاء الناس إلى البحر يجوبون أرجاءه ويغامرون بحياتهم في مداه الواسع ، ويقضون الأسابيع بعيدين عن الأهل والوطن يصارعون أمواجه وأنواءه ويستمتعون بسويعات تجمعهم فيها لياليه المقمرة أحيانا ، والضاحكة نجومها أحيانا أخرى فيرسلونها آهات وزفرات شجية خلفت لنا ثروة هائلة من الألحان والكلمات الرقيقة التي أبدعها الحرمان والفراق والمعاناة. لقد كانت السفن الفرسانية تسافر إلى الغوص في مواسم معينة من العام بحثا عن اللؤلؤ الذي توجد مصا ئده قريبة من شواطئ هذه الجزر ـ أو بالقرب من الجزر المجاورة لها الواقعة على الساحل الجنوبي الغربي للبحر الأحمر مثل جزائر(دهلك) ثم تعود محملة بالمحصول الجيد الوفير الذي يتركز فيما بعد في أيدي قلة من تجاره المشهورين إذ يقومون بشرائه من الغواصين في الأسواق المحلية ، وعندما تتجمع لديهم الكميات التجارية الكافية للتسويق والبيع في الخارج فانهم يسافرون لبيعه في(عدن) عندما كانت سوقا مفتوحة أو في إمارات الخليج العربي آنذاك(دول الخليج حاليا). وللحقيقة والتاريخ فان الحياة المليئة بالشاعرية والوجدان والكفاح والمعاناة والانصهار قد شوه ملامحها تجبر وجشع أصحاب رؤوس الأموال وملاك السفن الذين كانوا يسلطون سيوف جشعهم وطموحاتهم المادية على المشتغلين بالغوص الذين كانوا يقضون الشهور والأيام بعيدين عن أهلهم وذويهم بحثا عن الجوهر الثمين(اللؤلؤ) هؤلاء التجار أو من يسمونهم(بالنواخيذ) كانوا يعطون هؤلاء الغواصين من بضائعهم ما يقيمون به الأود أو ما يخرجهم قليلا من دائرة الكفاف ، فهم يعطونهم ما يدعونه (السلاك) وهو بعض المواد الغذائية ال ضرورية كالذرة والدقيق والسمن وزيت السمسم والسكر وقشر البن ، وكذلك يعطونهم (الوسية) وبعض النقود لشراء بعض احتياجات الأسرة كالسمك والحطب وأشياء أخرى جانبية.هذا السلاك وهذه الوسية يعطيها البحار لأسرته ـ قبل سفره ـ لينفقوها أثناء غيابه بحذر شديد ، وهي في نفس الوقت مقيدة (مسجلة) عليه بدفتر الناخوذة بأسعار قد تصل إلى ضعف ثمنها العادي بحكم أنها مال معطل عن التحرك التجاري ، وهذا ما يجعل البحار دائما مدان للناخوذة بالإضافة إلى أنه عندما يأتي بمحصوله من اللؤلؤ ـ إن رزقه الله ـ فالناخوذة هو الذي يحدد أسعار الشراء وبالثمن الذي يناسبه ، وبطبيعة الحال فان هذه الأسعار تقل كثيرا عن الأسعار الحرة في السوق ، وفي هذه الظروف يجد البحار نفسه مرغما على البيع بتلك الأسعار الجائرة ، فإذا ما تمرد على ناخوذته أقام الدنيا عليه وأقعدها وطالبه إما بتسديد الديون التي قد أرهقه بها أو البيع منه مجبرا.وأحيانا يكون البحار عنيدا ويلجأ إلى ناخوذة آخر يقوم بشراء محصوله منه وبتسديد الديون التي عليه للناخوذة الأول ، ولكن المسكين يكون كما قال الشاعر: كالمستجير من الرمضاء بالنار. ومن الأشياء القا سية أيضا أن من حق الناخوذة الدائن بتسفير الغواص إلى الغوص مع أي يريدها وغالبا ما يقع الاختيار على سفينة اشتهر ربانها بالقسوة والشراسة. والى كل هذا تضاف صور خشنه جدا منها إصابات بعض البحارة بمرض الاسقربوط (نزيف الدم من اللثة) الناتج عن نقص فيتامين(ج) ومنها تقنين ماء الشرب أثناء فترة الغوص حيث لا يوجد منه سوى كميات في آنية فخارية يسمونها(مواعين) يتسع الواحد منها لعشر صفائح وربما اثني عشر صفيحة. كذلك توجد قوارير زجاجية كبيرة تتسع الواحدة منها لخمس أو ست صفائح ويسمونها(دبجان) والبعض الصورة سوءا عندما يدخل فأر إلى إحدى هذه الآنية ويتعفن بداخله فالماء لا يكفي ـ في هذه الحالة ـ ولكن يتم تعقيمه بطريقة تدخين بدائية حيث يغمس فيه عود ـ من الحطب ـ نصف متقد يسمونه ( كسكوس) ثم ينزع هذا العود ويغطى الاناء ليظل الدخان محبوسا فيه أطول وقت ممكن.وبالنسبة للطعام فكل بحري لديه كمية من الذرة ـ زوده بها الناخوذة قبل سفره ، ولديه أيضا صبي ـ يتراوح عمره بين العاشرة والخامسة عشر ـ يقوم بتعليمه العوم والغوص والصبي يقوم في مقابل ذلك ببرح الغواص من البحر بعد أن يملأ سلته بالمحار. ويقوم أيضا بطحن ما يكفي لاطعامه من الذرة المحلية يوميا على قطعة حجر منحوت تسمى(مطحنة) وبعض الأسر الفقيرة التي لا يوجد لها عائل تأخذ مبلغا من المال مقابل أتعاب ابنها ، والبحري يتمتع بالصلاحية الكاملة في تربية ذلك الابن حتى ولو أدى ذلك إلى الضرب والعض في الرجلين ليعود إلى أهله وقد أتقن العوم والغوص وليصبح في المستقبل بحارا يعتمد عليه وتعتمد أسرته عليه.* ويجدر بنا أن نشير إلى مكامن اللؤلؤ أو معادن اللؤلؤ كما تسمى في فرسان والتي كانت منتشرة بالقرب من الجزيرة وأيضاً إلى تلك المعادن التي كان الفرسانيون يتكبدون عناء السفر لها لإستخراج اللؤلؤ حيث أنها لا تعد ولا تحصى ولكن مع كثرتها فإن الفرسانيين كانوا يضطرون إلىالذهاب إلى ماهو أبعد من الجزيرة فإلى جانب مكامن اللؤلؤ التالية: جنابه ــــ ويقع في خليج جنابه, أبو شوراية ــــ بالقرب من جزيرة سولين شمال غرب فرسان, السليل ـــــ ويقع بالقرب من جزيرة قماح في الجنوب, سلوبه فقد كانت هنالك مكامن (معادن) أخرى بالقرب من دهلك واليمن وربا الواقعة بين اليمن وجزيرة فرسان وتستمر هذه الرحلات البحرية إلى عدة أشهر وذلك لإستخراج اللؤلؤ , وقد يضطر النوخذة للتوقف في بعض الجزر للراحة , مثل جزيرة نوره بالقرب من دهلك والتي كانت بمثابة مركز تجاري مصغّر يرتاح فيها المسافرون من الصيادين والتجار حيث كانت مورداً للماء ولأخذ بعض الحاجيات من سمن وسكر وغيره. وعن حصيلة اللؤلؤ التي تجمع في عملية جمع اللؤلؤ أو (القماش) كما يسميه الفرسانيون فقد كانت تباع إما في فرسان أو في عدن و اللحية إحدى مدن اليمن التي كانت مركزاً تجارياً للؤلؤ آنذاك والذي كان يصدر فيما بعد إلى الهند وذلك لا يمنع تجار فرسان القدامى أمثال محمد غاصب و محمد إبراهيم زيدان وغيرهم من السفر إلى الهند للتجارة.

أشكـال اللؤلــؤ

يعتمد تصنيف اللؤلؤ من حيث الجودة على شكل اللؤلؤة- أي الهيئة التي تكون عليها من حيث الشكل . وعلى هذا فإن الأشكال المعروفة هي :

البطـن : شكل من أشكال اللـؤلؤ ، وهو المتبقي في الطاسة الثـانية ، وهو الأصغر من الرأس في الحجم . فإذا كان شكل مفلطحاً قليلاً ، أو على شكل نصف كرة صار اسمه (بطن) – تشبيهاً ببطن الإنسان ، وقيل إن اللفظة من اللغة الإنجليزية ( Button ) أي ( زرارة )، على جانب تسميات أخرى هي : ( المدحرجة ) و(الزيتون) و(الغلامي) و(المضرس ) و (المزيز) و ( الشعيري) .
سـجني : وهو البيضـاوي من اللؤلؤ .
طيـلي : ما كانت له قاعدة على شكل الطبل – وكذلك طبيلي ( مثل الكبسولة ).
تمبـول- تنبـول : اللؤلؤ الكمثري الشكل وجمعـه تنـابيـل .
جالس – يالـس : ما كانت له قاعدة يجلس عليها وهي تشبه الفص .
نيمـرو : أشـبه بالبطـن ، ولهـا حفرة طبيعيـة صغيرة .
جامشاهي : أشـبه بالضـرس .
مجهـولة : لؤلؤة بهـا قشـور تـزال منها بعـد إخراجها ، والجمـع مجـاهيل .
حصـيات قاصـرة المـاء : وعـادة توضـع في المـاء حتى تصفـو .
عدسي : على شـكل حبـة العدس .
جـرست : على شـكل الحصبـاه .
أم عوينـة : إذا كانت بـارزة من المحـارة .
دانـة حـوري : اللؤلؤتـان المتشابهتان في اللون والـوزن .
اقعـري : تشـبه البطـن ، ولكن أعلـى منهـا .
فاضـح : قاصـرة التكـوين .
مبحـورة : وهـي التي تسرب إليها مـاء البحر .
كاووكـي : مـن أنـواع اللؤلؤ .
فوفلـي : مـن أنواع اللؤلؤ ، وتكون جالس في صحن الصدفة .
جيـون : والجمـع جيونات وهي لفظـة إنجليزية .
ربيـاتـي : مـن أنـواع اللؤلؤ .
النخجـي : التي تشـبه حبـة الحمص .
فـص : اللؤلؤ اللاصـق بالمحـارة .
المـوري : تشـبه مـورة الصبـار ( تمـر هنـدي ) .
شِـرين : بكسر الشين وجمعه شرينـات ، وهي لفظـة فارسية ومعناها الحسن والجمـال .
قـولوه : وجمعـه قولـوات .
بَـدله : بفتـح البـاء وجمعـه بـدلات .
يكـه : بفتـح اليـاء وجمعـه يكـات ، وهي لفظـة فارسية وأردية معناها واحد ( أيـك ) .
كنبيـاتي : بكسـر الكـاف ، وجمعـه كنبيـاتات .
فـص : بفتـح الفـاء وجمعـه إِفصوص بكسر الهمـزة أو بضمها أحياناً ، والفص يطلق على اللؤلؤة اللاصقة في جدار المحـارة ، يزيلها الأخصائيون .
رأس : بفتـح الـراء ، وجمعـه رؤوس بضـم الـراء .
بَطـن : بفتـح الباء وجمعـه إبطـون ، ومن أنـواعه نوع يدعى ( بطـن الهند ) .
خشـن : بفتـح أوله أو كسـره .
خشـره : بفتـح الخـاء أو كسرها ، وجمعـه مخاشر وهي أردأ أنـواع اللؤلؤ ، وعادة ما تكون لاصقة بالجـدار وغالباً ما تكـون سـوداء أو بنيـة اللـون .
ربيـاني : أي تشـبه الربيـان .
البيـض : أي تشبـه البيـض .
سـحتيت : والجمـع سـحاتيت وهـي صغار اللؤلؤ .
دَرُور : لآلـئ صغيـرة أصـغر من السـحتيت .

http://www.dandennis.com/one%20solit…w%20border.jpg

ألــــوانُ اللـؤلُــؤ

تأخذ اللؤلؤة شكلها الدائري ولونها الأبيض ، وكلما كانت ناصعـة البياض وكاملة الاسـتدارة ارتفع سعرها ، وهذه القاعدة معروفة عند بحـارة الخليج وعند تجـار اللؤلؤ المعروفين بالطواويش منذ حضارات سبقت الإسلام بكثير ، والمؤرخون يعرفون ذلك من خلال المخلفات الأثرية التي أثبتت وما زال يعرفها أبنـاء اليوم ، ولكن هناك بعض اللآلئ التي عثر عليهـا ذات صبغات مختلفة الألـوان ، كالأزرق والسماوي ، والأحمر الوردي ، والبني الداكن والأسود وغيرها من الألوان ، وإذا سـألنا : لمـاذا تتلـون اللؤلؤة ؟ ، يبـدو السؤال سهلاً إذا رأينـا لؤلؤاً ملونـاً سيئاً أو جيداً ، هذا إذا عرفنا أولاً كيفية تكوّن اللؤلؤة ، فهي أسـاساً من أصل عضوي يفـرزه حيوان المحار ، وهو حيوان صدفي ذو مصراعين يفتحهما ويغلقهما بقـوة عضلات إرادية ، وتتكون صدفة هذا الحيوان من أربع طبقات منفصلـة ، هي من الخارج إلى الداخل: الأولى مـادة قرينـة هي (الكونكولين ) والثانية (كربونات الكاليسوم ) ، وهي (الكالسيت ) و (الأرجونيت) بهيئـة منشورات عمودية على السطح الداخلي للصدفة ، أما الثالثة فتـدعى أو اللؤلؤ ، وتتكـون من حبيبـات غاية في الدقـة من (كربونات الكالسيوم) لها البريق اللؤلؤي الذي يميز السطح الداخلي للصدفة ، والطبقة الرابعة هي طبقـة (الهيبو ستراكوم) بين عضلات الحيوان والمحارة نفسـها .

أما كيف تتكون اللؤلؤة في غشـاء المحارة ، فعندما يدخل جسم غريب دقيق بين مصراعي الصدفة ويلهب الجزء الرخو من جسم الحيوان ، وهو الجزء الموجود بين الحيوان وصحن المحارة ، ولونه أبيض في الغالب وهنا يغطيه الحيوان تدريخياً بطبقة ناعمـة متحدة المركز من نفس مادة الصدفة وتنمو تدريجياً فتكون اللؤلؤة ، وهو علمياً مادتي (الكونكولين) و (كربونات الكاليسوم) ومن هنا تأخذ اللؤلؤة شكلها ولونها وصفاتها من حيث النقـاوة أو الشفافية والحجم والاستدارة ، ويلعب اللون دوره من خلال بيئـة المحـار والتيارات المائية والمناخ ، ويمكن للجواهرجي الخبير أو حتى الطواش أن يحـدد مكان اللؤلؤة من خـلال لونها فقط ، وهذه الخبرة عرفت عن أبنـاء الخليج .

ومن خلال تلك المقاييس تخضع اللؤلؤة إلى غربلـة في (طوس ) الطواش ويحدد نوعيتها ، ومن ثم تخضع للوزن ، فاللآلـئ الكبيرة توزن بواسطة (الجو) وكلما زاد وزنها قلت قيمتها ، هكذا يخبر أغلب الطواشين من خلال تجارتهم في هذا المجـال .

وإذا كانت اللؤلؤة مستديرة وذات لـون شفاف كان لهـا سـعرها الخاص وإذا كانت ذات نتـوءات وتشوهات على سـطحها ، أي كانت خشنة الملمس فإن سـعرها يتـدنى إلى أبعـد حد ، وهناك لآلـئ عديمة الفائدة ، بل لا تعتبـر لؤلؤاً لمـا فيها من التشويه الحقيقي وهي تسمى (خشرة ) وجمعها ( خشرات) أو (خشاري) ، وهو أردأ أنواع اللؤلؤ ولونهـا بني فاتـح أو داكن أو أسود ، وطريقة بيـع اللآلئ الملونة تتم بالكمية وتصنف إلى كميتين : كمية جيدة وفيها من المميزات كالصفاء والشفافية ونعومة الملمس ، والكمية الأخرى خشنة وغير متناسقة في الشكل ، وسعرها يتفق عليه حسب وزنها ، فالجو يكون سعره كذا من النقود ، فإذا اتفـق الطرفان تم المبيع ويبـدو في العـادة أن يبيعها النوخذة للطواش بأبخس الأسعار ، لأنه يعلـم بأنه لا فائـدة منها ، هذا إن لم يقدمها مجاناً لقـاء شـرائه لآلـئ ثمينـة .

والطواش هنا لا يعطي سـعره مباشرة فهو يتفحص مـرات عديدة قبـل أن يفرز اللؤلؤ ، ثم يتفحص مرات أخرى قبل الوزن وبعـد الوزن أيضاً يتفحص جيداً قبل أن يعطي السعر الذي إذا قاله فإنه يربح الضعف من ورائه كما حدث للطواشين في الماضي حيث حصلوا على نصف قيمة ما شروه من لؤلؤ بواسطة خبرتهم .

وإذا كانت للطواشين خبرتهم فاللبحارة أيضاً خبرتهـم في هذا المجال ، وذلك من خلال فلقهم المحار على مدى عقود متتالية من حياتهم المديدة ، حيث صبت في قالب الخبرة وتعاملهم مع المحار واللؤلؤ ولهذا توجهنا إليهـم وسـألنا كثيراً منهم ممن عملوا في الغوص : هل رأوا لؤلؤة كريمة وإلى جانبها لؤلؤة رديئة ؟ . فكانت الإجابة بالنفي أي أنه لا يمكن أن تكون لؤلؤتان مختلفتان في محـارة واحدة ، فإمـا أن تكونا جيدتين حتى وإن كانت واحدة أكبر من الأخرى أو متساويتين في الحجم واللون (البياض) أما أن تكونا مختلفتين في الشكل واللون فهذا لم يحدث ، وهذا لا يعني أنه لا يحدث ، ولكن البحارة لم يتمكنوا من العثور على هذه النقطة ، ولا يعني أن هذا الدور لعبت فيه الصدفة ولكن يبدو أن لم يحدث مع هؤلاء ، أو الذين حدث لهم ذلك لـم يشأ الله له التدوين حتى نتمكن من الإشـارة إليه كمرجع ، ومعرفة مدى قابلية هذا الحدوث في أصداف اللؤلؤ .
تبقـى الخبرة عند كل ذي عمل ، فالجوهري والطواش والنوخذة والبحـار كل له خبرته بـدءاً من البحار الذي يعثر على اللؤلؤة ونهاية إلى الجوهري الذي يعمل على صقلها وتركيبها في الحلي ، وعن الأدباء فقـد ذكر الشملان في كتابه ( تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي – ص 312) ألوان اللؤلؤ التي يعرفهـا وقال : وهذه ألـوان اللؤلؤ التـي أعرفهـا :

1- نِبـاتـي : بكسر النون إي لون النبات ( بلورات السكر ) .
2- قـلابـي : بكسر القاف وتشديد اللام أي أن لـونه يتقلب .
3- وردي : يشبه لون الورد ، أو ذو حمـرة شـفافة .
4- بصـلي : أبيض يشبه لـون البصل .
5- سـماوي : يشبه لـون السـماء .
6- شـقراء : أي لونهـا أشـقر ، ذهبيـة .
7- سِـنقباسي : بكسر السين لفظة دخيلة ربمـا هندية ، وتعني لونـاً معيناً .
8- الخضـراء : أردأ ألـوان اللـؤلؤ .

وكما هو الحال لدى كل الثقافات استعملت ألفاظ الغوص واللؤلؤ في الأغاني الخليجية ، ومن هنا أتت كلمة " الدانة" في أغلب الأغاني الخليجية والكويتية على وجه الخصوص : فالدانة من الأسماء الكويتية التي كانت تتوارد على الأسماع عندما كان الكويتيون من منتصف القرن الماضي وأوله كانت معيشتهم على الغوص، البحث عن اللؤلؤ في الصيف ويذهبون في الخريف والشتاء والربيع للسفر إلى الهند، فكانوا عندما يعودون من الغوص والكل يتساءل عن محصول الآخر هل حصل على (دانة) أم حصل على (لؤلؤ) أم حصل على) حصباة) كان المرحوم حمد السعيدان قد ذكر في موسوعته (صفحة 556) عن الدانة حيث قال( دانة) الدانة لؤلؤة كبيرة من أحسن اللآلىء وأجملها واللفظة فارسية الجمع دانات ويأتي تصنيف الدانة في المرتبة الأولى من حيث تــصنيف اللؤلؤ يفرح البحارة الى أقصى حد عند عثورهم على الدانة.

ويقول الأستاذ الدكتور فالح حنـظل في معجم الألفاظ العامية لدولة الإمارات المتحدة في صفحة (233) حول كلمة (دانة) كل ما تكور بشكل كرة من الأشياء (والدانة) القنبلة وكذلك الطلقة التي تخرج من البندقية والجمع (دان) و(الدانة) اللؤلؤة الكبيرة وتكون غالية الثمن والكويتيون يشبهون الشيء الثمين الذي يحصل عليه الانسان مثل الزوجة الجميلة أو الهدية الثمينة بالـ(دانة) وقد دخـلت في كثير من الأغاني الكويتية.

وفيما يلي أغنية تحمل كل عبق الماضي ونسائم البحر وبريق اللؤلؤ الممزوج بعرق الأجداد :Q

http://www.salmiya.net/songs/shadee/ram/shadee18.ram

تحياتي لكم جميعا وأتمنى أن يحوز هذا الموضوع على إعجابكم وأن يكون قد أعادكم ولو لثوان قليلة إلى ذكريات الزمن الجميل 🙂

http://www.deera.com/Logo_k/Stamp.gif

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

طلب حل التقويم يعني الاسئله الدرس الغوص اللؤلؤ للصف السابع

بليييييييييز ابي حل التقويم يعني الاسئله الدرس الغوص اللؤلؤ … المهم اوك … يالله انتظركم ..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

ح ــل درس آلخليج والأنسآن واللؤلؤ َ ..! -التعليم الاماراتي

انشاء الله ينال اعجابكم ..

وبالتوفيج للكل

,
يا مرحبا بـ اللي حدر
………………. و اللي عنى و اللي حضر
بْكم هلا , و يا مسهلا
………………. و إلْكم مراضيف ‘ الشكر

،

الـًٍـ ح ـل

الفهم و الاستيعاب

1- لأن حياتهم القديمة كانت مرتبطة ارتباط كبير ب البحر و الغوص للحصول على الؤلؤ و كان البحر مصدر رزقهم
2-قل الاقبال على االؤلؤ الطبيعي و الاقبال على اللؤلؤ الياباني و رخص ثمن اللؤلؤ الطبيعي و التراجع عن استخراج اللؤلؤ ن البحر
3-استخدام الاجهزة الحديثة لحفظ المحار وتصديره وتشجيع الافراد على الغوص و استخراج الؤلؤ
4- لها أثر في تكوين صلات وثيقة بين ابناء الخليجو الشعوب الأخرى
2- رتب حسب رأيك
3
2
4
1
3- رؤية الكاتب
وضح السبب:-

اقتصاديا: ان استخراج النفط لن يدوم إلى الأبد لكن اللؤلؤ ثروة طبيعية لا تنتهي لو استثمرها الانسان
اجتماعيا: قلل من الترابط بي ابناء منطقة الخليج و الشعوب الأخر
اللغة و التراكيب
1 ما أضداد الكلمات
ندرة× كثيرة
الرخيص× الغالي
الصمود×الانهيار
هات المرادف
صلات صلة
صلوات صلاة
مجابهات مجابه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

تقرير عن الغوص والبحث عن اللؤلؤ في دولة الامارات اعلربية المتحدة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لو سمحتو ابا تقرير عن الغوص والبحث عن اللؤلؤ في دولة الامارات العربية المتحدة
ولا تنسون المصادر و المراجع مواقع رسمية و البحث يكون موثق و الفهرس
و مشكووورين
ضروووووووووووووري

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

طلب / للغة العربية / درس الخليج و الإنسان و اللؤلؤ ..*ْ~ الصف التاسع


السًلآم عليكمْ وآلرحمه
شح’ـآلهمْ عربً معهدنآ عس’ـآآكمْ بخيًرآت

أممْ.. بالنسبةً لطلبَ.. ْ

درس الخليج و الإنسان و اللؤلؤ ..*ْ~

أبيً بوربوينتْ آو آورآقً عملٍ آو فلآش’ـآت إي شىءً يخصَ ه الدرسً..شرحً معآنيً.. آفكآرً طريقةً لعرض ألدرسً. , .. ألخ

آمْمم مآ عدى التق’ـآريرً مآ آحتآجلهْ..مآ قصرٍ قسمً اللغة العربيةً تآسعْ..

أممْ.. عآديً خذوا رآحتكمْ أنا مآ آحتآجهٍ ب’ـآجر أو اليومْ..أب’ـآه ع آسبوع اليايً..

يعنيً يوم اليمعهْ آو آلخميس..

ع العموم

مشكورًينْ ع المس’ـأعده مقدمآ >< ْ..

ونخدمكمْ ف الإفرآحْ..

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

الخليج والإنسان واللؤلؤ للصف التاسع

السلًآم عليكمْ وآلرحمهْ . .

الخليج والإنسان واللؤلؤ

علاقة الإنسان الخليجيِّ بالبحر قديمة قدم التاريخ، وقد عكست هذه العلاقة كثيراً من صور الكفاح والصمود وتعددت على صفحات هذا البحر حكايات الإنسان الخليجي الذي لم تستطع الصحراء الموحشة أن تحاصره بقفرها وندرة خيراتها، ولم توقفه أمواج البحر ومخاطره عن ركوبه، والسفر على متنه إلى المجهول، حيث يدنو من شواطئ يجهل أسرارها، وشعوب لا يعرف عنها شيئاً، ولم يكتف بهذا بل غاص في أعماق البحر بآلات وأدوات بدائية في أخطر مجابهات الإنسان مع الموت بحثاً عن الحياة.
لقد تركنا هذا النشاط الاجتماعي والاقتصادي والبشري كله وأدخلناه إلى المتاحف، وصفحات التاريخ ليصبح ذكرى عابرة تثيرها أحياناً أغنيات أو رقصات، وكأن هذا الواقع عليه أن يتحول بأمر النفط، ودون تبرير واضح إلى مجرد ظاهرة (فولكلورية) راقصة.
فعلنا هذا برغم أن البحر مازال موجوداً، ومصايد اللؤلؤ لا شك زاخرة بما أودعه الله فيها من خيرات، وتراث الغوص أيضاً موجود، وفوق ذلك كله ما يمكن أن يضاف إلى هذا التراث من وسائل ( التكنولوجيا الحديثة ) لكي يبعث هذا الواقع من جديد أكثر تقدماً وتطوراً وازدهاراً، ولكي يصبح أحد المصادر الدائمة للاقتصاد في المنطقة.
ولنقر معاً إجابات المهتمين بتجارة اللؤلؤ في هذه المنطقة، يقول بعضهم لقد تراجع هذا التراث لسببين:
الأول: ظهور اللؤلؤ الياباني ( المزروع ) في الأسواق العالمية
الثاني: تغير اتجاهات الذوق العام في الحلي
فاللؤلؤ الياباني المزروع لا يختلف عن اللؤلؤ الطبيعي لوناً ولا شكلاً ولا وزناً، فيصعب التمييز بين النوعين وقد كثر إنتاج اللؤلؤ الياباني ورخص ثمنه، فلم يعد هناك ما يدعو للبحث عن الطبيعي غالي الثمن، كما أن أكثر من السيدات قد انصرفن إلى البساطة في الحلي واتجهن إلى العناية باقتناء السيارات والملابس وأثاث المنازل.
ويقول آخرون: إن دراسة متأنية شاملة لدواعي ترك استخراج اللؤلؤ تؤكد لنا أن الأمر خطأ اقتصادي لا مبرر له، وأن خسارة كبيرة ترتبت على تركه، إذ المعروف أن عملية استخراج اللؤلؤ- إضافة إلى أنها كانت مصدر رزقنا – كانت أداة لتكوين صلات وثيقة ومهمة بين أبناء منطقة الخليج العربي بعضهم وبعضهم الآخر، وبينهم وبين الشعوب الأخرى، فلو وجد اللؤلؤ الدعم والتشجيع لكان أكثر نفعاً، وأقل تكلفة.
ولقد تضاعفت أسعار اللؤلؤ عشر مرات ولو توافرت الأجهزة الحديثة لحفظ المحار وتصديره وصناعة هذه الحلي النفيسة لحققت لنا عائداً عظيماً.
وكم نحن بحاجة إلى تعلم الغوص الحديث، وتدريب الشباب عليه، إنه نشاط اقتصادي مهم يقتضيه منطقتنا.
فالنفط مهما يطل الأمد فسوف ينفد، ويبقى عطاء الله في البحر الخالد ثروة هائلة سوف تقف يوماً ما أو يقف أبنائنا على الشاطئ تناجيهم آية الحق سبحانه وتعالى – (( وَهُوَ اْلَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيةً تَلْبَسُونَهــــَا وَ تَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))
هكذا كان أبناء الخليج اتجهوا إلى البحر حين طاردتهم قسوة الصحراء، فأكلوا منه طعامهم، واستخرجوا اللؤلؤ المكنون، وسعت سفنهم تشق عبابه إلى آفاق بعيدة، ورزقهم الله من فضله، فجمعت بينهم سبيل الكفاح وسارت الآلاف من السفن تمخر العباب، وصحبوا معهم الإسلام الحنيف، وأقاموا صلواتهم على الشطآن في سواحل مترامية الأطراف، ورآهم من أراد الله لهم الهداية، فاعتنقوا الإسلام، وتأصلت في نفوسهم صلات الإيمان، والنسب، والجهاد فكانت رحلات الخير والجهاد والسلام.

algulla’

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

حل درس الخليج و الانسان و اللؤلؤ و درس سلوك الأفراد في المجتمعات -مناهج الامارات

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يسعد الرحمن أيامكم بالخير و البركة

,
يا مرحبا بـ اللي حدر
………………. و اللي عنى و اللي حضر
بْكم هلا , و يا مسهلا
………………. و إلْكم مراضيف ‘ الشكر

،

الـًٍـ ح ـل

الفهم و الاستيعاب

1- لأن حياتهم القديمة كانت مرتبطة ارتباط كبير ب البحر و الغوص للحصول على الؤلؤ و كان البحر مصدر رزقهم
2-قل الاقبال على االؤلؤ الطبيعي و الاقبال على اللؤلؤ الياباني و رخص ثمن اللؤلؤ الطبيعي و التراجع عن استخراج اللؤلؤ ن البحر
3-استخدام الاجهزة الحديثة لحفظ المحار وتصديره وتشجيع الافراد على الغوص و استخراج الؤلؤ
4- لها أثر في تكوين صلات وثيقة بين ابناء الخليجو الشعوب الأخرى
2- رتب حسب رأيك
3
2
4
1
3- رؤية الكاتب
وضح السبب:-

اقتصاديا: ان استخراج النفط لن يدوم إلى الأبد لكن اللؤلؤ ثروة طبيعية لا تنتهي لو استثمرها الانسان
اجتماعيا: قلل من الترابط بي ابناء منطقة الخليج و الشعوب الأخر
اللغة و التراكيب
1 ما أضداد الكلمات
ندرة× كثيرة
الرخيص× الغالي
الصمود×الانهيار
هات المرادف
صلات صلة
صلوات صلاة
مجابهات مجابه

،

سلوك الأفراد في المجتمعات

،

الفهم و الاستيعاب
1- أجب عما يأتي
– يرونه جزءا من نسيج حياتهم
– المتعصبون لآرائهم لأنهم يظنون أنهم على صواب وغيرهم على خطأ
– رفضه و أمر الإسلام بفضل العمل ووصف الذي لايربط بين عمله وقوله بالنفاق
– لأنها من أموال الناس وهي ملك للجيع
2- املأ الفراغات
غير متحضرة الوجاهة و نوع من السلطة الحياة ب الدقائق و الثواني يسرف التفاخر

3- وازن بين السلوكين
-احترام القانون – يكرهون القانون
– احترام رأي الآخرين – مت عصبون لرأيهم
التذوق
1- وضحما تفيده التراكيب الملونة
– تشبيه ما هم فيه من تخلف بلا حواجز و السدود و السلوك التي تمنع تحضرهم و كذلك منعزلين عن الناس و تشبهم كأنهم جزر منفصلة و هذا كله يدل على عدم الترابط و التفكك

– تشبيه الاقة التي تربط بين الأفراد الذين يحترمون القانون بالنسيج المتماسك وهي كناية على الترابط
2- وضح دلالة التراكيب الآتية
نسيج حياتهم:تدل على الترابط و التماسك
ضيق الافق:قلة التفكير و قلة التفاهم
انقطاع الصلات:التفكك و عدم الترابط
الطرف الآخر:الرأي الآخر اعتراف الطرف الآخر بذنبه

،

الـًٍـموضوع متعـًٍوب عليه منٍ تنسيق و بحث يرجى ذكر المصدر عند النقل

،

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

طلب بوربونت درس الخليج واللؤلؤ والانسان للصف التاسع

ابغي بوربونت درس الخليج واللؤلؤ والانسان بسررررررررررعة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

معآني / آفكار / مراجعة / حل درس [ الخليج و الإنسان و اللؤلؤ ] فقط ῟ للصف التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليومَ آنا متفجيهُ شويـ ة قلت ليش ما أقضي وقتيُ بهالشيَ

سويـتَ لكُم [ معآني مفردات , افكآر الدرس , مراجعة الدرس , حل آلاسئلهَ ]

لدرس الخليج و الإنسان و اللؤلؤ

آتمنى ينال أعجابكم " مجهود شخصي مارآح تلاقونه فـ ولآ مدونة إلا إأهنيـ ة
لآنو مجهود شخصي "

بتلآقون كل شي فـ المرفقآت ‘
عساه ينال أعجابكم و اتمنى [ التقيييم ] يا حبايبي

والسموحة

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

تقرير , بحث عن اللؤلؤ -تعليم الامارات

في عرض البحر وعلى ظهر سفينة مكتظة بالبشر يعيش البحار على وجبة واحدة من الأرز وبعض حبات التمر لفترة أربعة شهور، تقف السفينة ويبدأ البحارة الغوص في أعماق البحر بحثا عن اللؤلؤ في أماكن ليست بعيدة عن سمك القرش والقناديل، في مهمة شاقة ورتيبة تتم على مراحل مختلفة. ويقول المؤرخون والغواصون: إن عملية الغوص كانت حتى الثلاثينيات من القرن العشرين تتطلب الغوص طيلة النهار من دون خزانات الأوكسجين، تتخللها فترات قصيرة جدا من الصعود إلى السطح للتنفس. واعتاد هؤلاء البحارة على ذكر الله من خلال بعض الأغاني والمواويل التي تحفزهم على تحمل المشقات أثناء عملهم، وأصبح لكل عمل الأغنية الخاصة به.

وتعد عملية البحث عن اللؤلؤ من أقدم المهن المعروفة في منطقة الخليج، والتي مثلت أهم مصادر الدخل قبل اكتشاف النفط في الثلاثينيات من القرن الماضي، وبدء نزول اللؤلؤ الياباني الاصطناعي؛ حيث أصبح صيد اللؤلؤ أقل ربحا مما مضى، فانصرف عنه الغواصون إلى ضروب أخرى من العمل كسبا للقمة العيش.

ورغم ذلك ما زال للؤلؤ أهمية رمزية كبيرة في قطر؛ حيث يمكن رؤية شكله المميز في تصاميم العلامات التجارية، وهناك نصب على شكل لؤلؤة عملاقة وضعت على شارع الكورنيش كنوع من التخليد للتراث القطري في الغوص من أجل اللؤلؤ.
في ركاب البحر

الغواص ممسك بالديين والفطام في أنفه
وقد ارتبط أهل قطر بالبحر بعلاقة وطيدة منذ القدم؛ حيث كان عماد الحياة الأساسي والمصدر الرئيسي للرزق، وخاصة في مجال الغوص للبحث عن اللؤلؤ.

وتبدأ رحلات الغوص في الربيع برحلة قصيرة تسمى "الخانجية" وتستمر لمدة شهر، يعقبها مباشرة الموسم الرئيسي للغوص وهو ما يسمى بالغوص "العود" أي الكبير. والشروع في هذه الرحلة التي تستمر لمدة 4 شهور و10 أيام تسمى "الدشة" أو "الركبة"، ونهاية هذه الرحلة وعودة السفن إلى الديار يطلق عليه "القفال"، والمقصود بها احتفالية تقام للقاء الغائبين على طول شواطئ الخليج، يشارك فيها النساء والأطفال، فرحين بعودة سفن الغوص بعد غياب طويل. وتطلق هذه الكلمة على موعد نهاية الغوص ومعناها العودة؛ فالقفال: من قفل من السفر أي رجع. وكانوا يطلقونها على العائدين من رحلات صيد اللؤلؤ في ذلك الموعد المحدد. ولا تطلق كلمة قفال على أي سفينة عائدة من رحلة الغوص، وإنما هناك شروط محددة للقفال:

1. أن تكون عودة السفن في موعد زمني معين، وهو الأيام الأولى من شهر أكتوبر عندما يصبح الطقس متقلبا والمياه باردة؛ إذ يصبح الغوص عملية شاقة على البحارة. فإذا عادت السفن في أي أيام أخرى فإنها لا تكون قفالا، ولكن يطلقون عليها كلمة "الدخلة" أو "دخلوا"؛ أي دخلوا البلاد خاصة في الفترات التي يتم فيها التزود بالمؤن أو إنزال مريض أو ميت.

2. أن تكون عودة السفن جماعية، ويتم تحديد موعد عودتها باتفاق السلطات الحاكمة مع "سردال" الغوص (أي أمير الغوص)، وهو الشخص المسئول عن جميع السفن التابعة لمدينة أو دولة واحدة، والتي تخرج لموسم الغوص. ويتم الإعلان عن هذا الموعد رسميا. وعندما يحين هذا الموعد يأمر السردال بإطلاق مدفع إيذانا بانتهاء موسم الغوص والعودة إلى الوطن، فتتجمع السفن المنتشرة في البحر، وتبدأ التوجه نحو الوطن مرفوعة الأعلام، وتعم الأفراح في البلاد؛ فالعودة من الموسم (القفال) بمثابة عيد للجميع.

وإذا حدث وتأخرت السفن عن موعدها فإن ذلك يكون مصدر قلق وتوقعات غير سارة، فيجتمع الأهل على الساحل في المرافئ يرابطون فيها حتى عودة السفن
أهازيج البحر

وكان من عادة أهل هذه المهنة أن يترنموا بأهازيج وأغانٍ تخفيفا من قسوة البحر وغربة البعد عن الأهل أثناء ممارسة العمل؛ لذا عرفت بـ"أغاني العمل". ولهذه الأغاني دور حيوي في نفوس البحارة أثناء عملهم الشاق، إذ تدفعهم إلى مزيد من بذل الجهد ونسيان مشقة العمل. وتتميز تلك الأغاني بإيقاعها السريع الذي يتناسب مع سرعة العمل، كما يلاحظ فيها عدم استخدام الآلات الموسيقية عدا الطبل و"الطوس" أي الصجات، وما يصدر عن البحارة من تصفيق منظم وضرب بالأرجل على سطح السفينة.

ويعد هذا الغناء تعبيرا صادقا عن الالتجاء إلى الله وطلب العون منه سبحانه للصبر على فراق الأهل والأحبة وقسوة العمل، فيتوسلون إليه بتيسير أعمالهم وإنجاح مهمتهم، كما يظهر في بعض هذه الأغاني مدى الشوق للأهل والأحبة.

ويقوم "النهام" -وهو المغني صاحب الصوت القوي- بقيادة البحارة في تناغم شجي بترديده "المواويل"؛ مثل الموال السباعي أو ما يسمى "الزهيري".

أنواع الغناء على سفن الغوص:

البريخة:

فن يصاحب عملية سحب "الخراب" -أي حبل المرساة- وهو أول عمل على سطح السفينة. والمرساة كانت تسمى في الخليج قديما "السن"، وهي قطعة من الحجر الصلب مثلثة الشكل، في أحد رءوسها ثقب يُربط به حبل لجر المرساة، وتستغرق تلك العملية زمنا طويلا نتيجة لثقل المرساة وطول الحبل المربوطة فيه. و"البريخة" -أي سحب الخراب- نوعان:

البريخة على صدره:

وهو أن يقوم "السيوب" -ومفردها سيب، وهو الرجل المكلف بسحب "الغيص" (أي الغواص من قاع البحر)- بسحب الحبل وهم وقوف. وينقسمون إلى صفين متقابلين بطول السفينة، وبينهم الحبل الذي يمسكون به، ووجوههم ناحية صدر السفينة. وهي طريقة تمارس عندما تكون الرياح ساكنة.

بريخة دواري:

وتمارس هذه الطريقة عندما تكون كمية المحار الموجود على ظهر السفينة تسمح للبحارة بسحب الخراب بشكل دائري حول أطراف السفينة.

اليره (أي جر المجاديف):

عادة ما يقرر النواخذة استخدام المجاديف في التنقل، وذلك في حالة مواجهة السفينة لبعض الصعوبات، مثل أن يكون الهواء ساكنا أو تكون المياه في حالة الجزر؛ مما لا يساعد السفينة على السير بواسطة الأشرعة، أو قد يكون المكان قريبا ولا يستدعي رفع الشراع .

الجيب:

وهو الشراع الصغير الذي يرفع في مقدمة السفينة، وعادة ما يرفع للمراحل القصيرة، أو في حالة الرياح القوية أو المعاكسة.

الخطفة:

وهي من ألوان أغاني العمل، وتصاحب رفع الشراع الكبير للسفينة، وتستخدم عند الانتقال من الوطن إلى مغاصات اللؤلؤ، وتسمى "الهيرات" -مفردها هير- وكذلك عند العودة للوطن. ويعتبر هذا العمل من أهم وأكبر المهمات على ظهر السفينة، وهو رهن إشارة النوخذ الذي يصيح بالمجموعة: "اخطف"؛ وهي تعني الإمساك بقوة بحبال الشراع الكبير الذي يحتاج إلى طاقة وسرعة في رفعه.

نماذج من نصوص أغاني البحارة:

فلق المحار

* هولو يا ألله الهادي

آه تهدينا

والله وقلب مشقي

والبحر دونه

يا سيد المرسلينا

اشفع لنا يا محمد

اشفع لنا بالشدائد

يا مول الغائبينا

* ودعتكم بالسلامة يا ضوي عيني

وخلافكم ما طبق جفني على عيني

واعدتني بالوصل لمن حفت عيني

ظليت يا سيدي جسم بلايا روح

قد فر مني العقل وصار الجسم مطروح

كل العرب هودت وأنا خلي الروح

يا نور عيني مثل ما رعاك راعيني

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده