يسعدلـﮱ صبـآحڪم . . ؛ مسـآڪم بڪل خير
آشحآلڪم آعضآئنـآ . . !
عسـآڪم طيبيـن . . !
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على افضل خلقه محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد:
فقد جاء في تقريري هذا عن الشاعر عمر أبو ريشة شخصية من التاريخ,والسبب الكامن وراء اختياري هذا الموضوع هو ما تركه الشاعر عمر أبو ريشه من اشعار التاريخ ونسال الله التوفيق والسداد.
الموضوع:
ولد عمر أبو ريشة في منبج بلدة أبي فراس الحمداني في سوريا عام 1910نشأ في بيت يقول أكثر أفراده الشعر وتلقى تعليمه الابتدائي في حلب وأتم دراسته الجامعية في الجامعة الأمريكية بيروت ،حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم عام 1930 ثم أرسله أبوه إلى انجلترا ليدرس الكيمياء الصناعية في جامعة مانشستر، ثار على بعض الأوضاع السياسية في بلاده بعد الاستقلال وكان قوي الانتماء إلى الأمة، ينفعل بأحداثها، ويتفاعل مع قضاياها ويصور ماضيها الزاهر ومن أهم مناصبه:
• عضو المجمع العلمي العربي دمشق
• عضو الأكاديمية البرازيلية للآداب كاريوكا- ريودي جانيرو
• عضو المجمع الهندي للثقافة العالمية
• وزير سوريا المفوض في البرازيل 1949 م 1953 م
• وزير سوريا المفوض للأرجنتين والتشيلي 1953 م 1954 م
• سفير سوريا في الهند 1954 م 1958 م
• سفير الجمهورية العربية المتحدة للهند 1958م 1959 م
• سفير الجمهورية المتحدة للنمسا 1959 م 1961م
• سفير سوريا للولايات المتحدة 1961 م 1963م
• سفير سوريا للهند 1964 م 1970 م
الشاعر عمر أبو ريشة شاعر أصيل متمكن في مجال الشعر له أسلوبه المميز والمنفرد ، وله طريقته في الشعروسمته التي يتميز بها عن غيره من الشعراء فأنت تقرأ قصيدة من شعره تسير على نمط معين ولكنه يفاجئك في أخرها ببيت يختم به قصيدته تلك ويكون هذا البيت خلاف ما تتصور فيكون بيت مفاجأة أو إثارة
بالإضافة إلى أن الشاعر يحشد كما هائلا من الصور والأخيلة في قصيدته حتى أنك تشعرنفسك وسط معمعة من المفاجآت والخيالات والظواهر التي لا تتخيلها.وكان والده شافع {قائم مقام} في منبج، وكان شاعرًا مجيدًا، له قصائد حسنة، وقد زرع حب الأدب في نفس ولده ولكنه لم يكن يريده أديبًا ولا شاعرًا، بل كان يحب أن يكون ولده مهندسًا لعلمه أن الأدب لايطعم خبزًا، ولايجر على صاحبه غير التعب والحرمان .
ومن حسن حظ الأدب العربي، أن عمر لم ينصرف إلى الهندسة، بل انصرف إلى الشعر ، لأن الشاعرية متأصلة فيه وسارية في دمه، ولهذا ما كاد يعود إلى حلب حتى بدأ يصدح بشعر لم تعرفه حلب منذ عهد سيف الدولة.
وهكذا أيقن الحلبيون أن الشهباء قد ظفرت بشاعر تمثـلت فيه عبقرية المتنبي ، وتجّـلت في قصائده ديباجية البحتري ، وجزالة ابن أبي ربيعة، ورقّة أبي فراس الحمداني .
والغريب في أمر عمر، أنه لم يدرس علم العروض، ولكنه ذو أذن موسيقية عجيبة لا تخطئ ،
وهو يختار اللفظة المناسبة للمعنى الذي يريده، ومن هنا جاءت أشعاره في منتهى الدقة والفصاحة والانسجام ، فضلا ً عن السمو والإشراق والتجديد الدائر في فلك الفصحى ، والمـشرق بأنوار الأصالة الفنية الخالصة.
أيضا نجد في شعر الشاعر نبرة الفخـر والاعتزاز بالنفس والثقة ولا نستغرب في رجل لم يفتأ يتجرع غصص المجد ليصل إلى مبتغاه ولو خذلته الدروب ولكنه بذل من أجلها الكثير فاستطاع أن يصل إلى الكثير مما تمناه ولو لم يستطع الإتمام إلا أنه لم يكن محابيا ولو حابى لاستطاع الوصول لكن طموحة أبى عليه وتألقه منعه من أن يصل بالتنازل عن مبادئه التي يؤمن بها فرضي أن يظل حسب ما أمكنه مع الاحتفاظ بكرامته التي يراها أعز ما لديه وما أغلى الكرامة ، بل ربما يرفض المجد إن كان بطريقة غير مشروعه.ومن بعض أشعاره التي أعجبتني وهي قصيدة رائعة والتي يتابع فيها حملاته على المتهاونين بحق أمتهم وشؤون بلادهم و يقول فيها:
تتـسـاءلـين عـلام يحيـا هــؤلاء الأشـقـيـاء
المتـعــبون ودربـهـم قفـرٌ ومرماهم هبـاء
الذاهـلون الـواجـمون أمـام نعش الكـبريـاء
الصابرون على الجراح المطرقون على الحـياء
أنـســتـهـم الأيـام مـا ضحك الحياة وما البكاء
أزرت بـدنـيـهـم ولــم تـترك لـهـم فـيها رجاء
تتساءلين! وكيف أعلم؟ مـا يـرون عـلى البقـاء
امضي لشأنك ، اسكتي أنـا واحـدٌ من هـؤلاء
إنه شاعر مثالي شجاع، لم يخف قويًا، ولم يتملق ثريًا ، ولم يمجـد غير البطولات والمرؤات ، ولو أراد لمشى إليه النضار ، ولتدفـقت تحت قدميه ينابيع الغنى ، ولكنه خلق عزيزًا أبيًا ، فيه من الإنسانية أكرم هباتها ، وأمتن مقوماتها، لقد عاشت حلب في عهد عمر أبي ريشة، خمسة عشر عامًا استعادت في خلالها وجهها الأدبي الوضاء، الذي عرفته في عصر ابن حمدان.
ففي حلب تجلت شاعرية عمر ، كما تجلت قبل ألف عام شاعرية المتنبي وأبي فراس ، ثلاثة شعراء أطربوا الدنيا ، وشغلوا الناس ، وجعلوا قصائدهم حلية الخلد والمجد ، وبهجة العصور والدهور.
وتحت سماء حلب سار موكب الشعر في القرن الماضي ومطلع القرن الحالي يضم عددًا من الشعراء أمثال: جبرائيل الدلال والشيخ إبراهيم الحوراني وميخائيل الصقال وقسطاكي الحمصي وغيرهم من الشعراء أما في القرون السابقة وفي العصر الحاضر،فالشعراءالحلبيون كثيرون، فهذا البلد الطيب لايوحي الشعر فقط بل ينجب الشعراء المجيدين الصادقين .
من مؤلفاته المطبوعة: مسرحية }ذي قار{ ومسرحية {الطوفان} وديوان بعنوان {شعر} وديوان بعنوان {من عمر أبو ريشة} و{منتخبات شعرية} و{غنيت في مأتمي} وديوان شعر بالانكليزية .
أما آثاره غير المطبوعة فكثيرة ، أهمها ملاحم البطولة في التاريخ العربي ، وهي مجموعة تزيد على اثني عشر ألف بيت من الشعر ، ومسرحيتا {سميرا ميس}و{الحسين بن علي} ويحمل عمر أوسمة وأوشحة لم يحملها سفير عربي من قبل .
وقد كان صديقًا حميمًا للزعيم الراحل (نهرو) كما كان صديقًا لمعظم رؤساء الدول التي مثل وطنه فيها .وهو يجيد إجادة تامة عددًا من اللغات الحية مكنته من أن يحرز أوفر قسط من النجاح في سفارته وأدبه وشعره .
الخاتمة
لقد جدد عمر في المعنى والصوت والخيال ، وطلع بشعر هو مزيج من الحسّ المرهف ، والنغم الحلو، والبيان المشرق، والتصوير الفني الصادق، فالشعر عند عمر يقوم على الإبداع والإستنباط لا على التنكّر لعمود الشعر والأصالة العربية.
لاريب أن الشعر العربي مدين لعمر أبي ريشة، بأسمى ما في التجديد من معان شـريفة وصور فكرية جميلة، وأخيلة مجنّحة ترفرف على جباه النجوم ، وتحلق فوق نهر المجرّة.
المراجع والمصادر
www.geocities.com أ/ عبدالله يوركي الحلاق
كتب الشعر العربي
معهد الإمارات التعليمي