العوامل البشرية التي تشمل المواليد و الوفيات و الهجرة مما يؤدي الى تباين معدلات النمو السكاني في الجهات المختلفة
و يختلف التوزيع السكاني حسب دوائر العرض اختلافا جوهريا و ذلك لان اقل من 10% اقل من سكان العالم يعيشون في نصف الكرة الجنوبي و مثل هذه النسبة يعيش بين خط الاستواء ودائرة العرض 20 شمالا و ما يقرب من 50% بين دائرتي عرض 20 شمالا 40 شمالا كذلك يعيش 30% بين دائرتي 40 شمالا و 60 شمالا و اقل من نصف في المائة شمال دائرة العرض 60 شملا اي حوالي اربعة اخماس السكان يعيشون بين دائرتي عرض 20 و 60 شمالا على الرغم من ان هذا النطاق يشمل معظم صحاري نصف الكرة الشمالي و يضم سلاسل جبلية و هضابا مرتفعة كالهيمالايا و التبت الا انه يشمل منطقتي التركز السكاني الرئيسيتين في العالم الاولى في جنوب شرق اسيا حيث يعيش نصف سكان العالم في حوالي ٥ من مساحة الارض و الثانية في اوروبا و يعيش بها خمس سكان العالم ينتشرون على مساحة تقدر بنحو ٥ من مساحة اليابس و قد ادى اختلاف التوزيع السكاني الى اختلاف في كثافة السكان و من ثم يمكن تحديد اكثر جهات العالم ادزحاما بالسكان و اعلاها كثافة باربع مناطق رئيسية و هي :
1) الجزء الجنوبي من قارة اسيا الذي يضم الهند و باكستان و بنجلاديش و سؤيلانكا و بورما و تايلاندا و كمبوتشيا و ماليزيا و اندنوسيا و يكون سكانه نحو 26.6% من اجمالي سكان العالم
2) الجزء الشرقي من قارةاسيا الذي يضم الصين الشعبية و اليابان و كوريا و تايوان و الفلبين و فيتنام و هونغونغ و سنغافورة و منغوليا و يكون سكانه نحو 27.8% من اجمالي سكان العالم
3) قارة اوروبا و خاصة الجزء الغربي منها و يمثل سكان هذا الجزء نحو 10 من اجمالي سكان العالم
4) الاجزاء الشرقية من قارة امريكا الشمالية و يسهم سكانها بنحو 5 من اجمالي سكان العالم
مؤثرات التوزع الجغرافي للسكان :
المؤثرات البشرية :
وهي أشد تأثيراً في التوزع الجغرافي للسكان من تأثير الضوابط الطبيعية حيث أن قوة تأثير هذه العوامل تزداد طرداً مع تقدم الانسان وتطور أنظمته و أساليب عمله و نمو أعداده .
عوامل توزع السكان :
هناك مجموعه من العوامل تلعب دورا في توزع السكان فتوزعهم لا يكون بشكل عشوائي وانما يعود لمجموعه من العوامل نسردها في هذا الموضوع
أولا العامل الديموغرافي:
تعد حركة الولادات و الوفيات مسؤولةً عن دفن الجماعات البشرية نحو اللامعمور أو نحو المناطق القليلة السكان أو عن حشدهم الكبير لمناطق محدده و تعد الهجرات مسؤولةً عن ترتيب أنماط متباينة لانتشار البشر و إعادة توزيعهم أحياناً .
ثانياً الحرف السائدة :
تندرج شدة ازدحام السكان صعوداً من الحرف البدائية نحو الحرف الأكثر رقياً .
1- الحرف البدائية :
وتتمثل بحرفة الجمع و الالتقاط و حرفة الزراعة البدائية في البيئات الاستوائية أو حرفة الصيد في البيئات الحارة و الباردة ، وحرفة الرعي في الصحارى و السافانا . و هنا فإن أية زيادةً سكانية تسبب ضغطاً كبيراً على موراد البيئة ، لذلك يلجأ البدائيون إلى وسائل ري مباشرة أو مقصوده للحفاظ على التوازن بين نمو سكانهم من جهة و إمكانات البيئة الطبيعية من جهة أخرى .
2- الزراعة :
و تكون الكثافة السكانية متدنية إذا كانت الزراعة بدائية و ترتفع الكثافة في المجتمعات الريفية
فإن تأثيرها في الكثافة في البلدان المتطورة محدود و ذلك بسبب التقنية الحديثة هناك و التي تلعب دوراً أساسياً بديلاً يختصر من عدد الأأيدي العاملة اللازمة للزراعة ، وكلما تطورت التقنية عظم دورها في استثمار الثروات الطبيعية بما فيها تحسين أداء التربة و رفع الانتاجية الغذائية .
3- الصناعة :
دور هام في تركز السكان في المدن الصناعية التي تضاعف سكاتها على حساب الريف ، وذلك منذ الثورة الصناعية وما قبلها في القديم
كلما زاد نطاق الاستثمار الصناعي نشأت مناطق جديدة نما عدد سكانها وتغيرت أنماط توزع البشر فيها بسرعة لكن أنماط توزع البشر يتغير تبعاً لنوع الصناعة ، فالصناعات النسيجية و الهندسية الخفيفة التي تتمتع بالاستقرار تستقطب أعداد كبيرة من الأيدي العاملة ، في حين أن الصناعات التعليمية و الكيماوية تحتاج إلى أيدي عاملة و أعداد من السكان أقل . ويؤثر التقدم التقني في الصناعة ايضاً ويلعب دوراً مزدوجاً في التاثير على توزع السكان ، فاستخدام الوسائل الحديثة في الصناعة يختصر عدد من العاملين في حين يؤدي تقدم الصناعة إلى زيادة في السكان حيث تنمو المدن وتتطور بفعل بناء مصانع جديدة .
4- التجارة :
هناك بعض المراكز التي تخصصت تجارياً بتأثير من تطورها التاريخي و موقعها الجغرافي أو نتيجة للأوضاع السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية التي مرّت بها .
ثالثاً : طرق المواصلات :
تلعب دوراً هاماً في حركة السكان و تركزهم في مناطق الجذب ونشوء مراكز جديدة ذات كثافة عالية . ولقد ساهم النقل البحري على ازدهار الموانئ ونموها . ونلاحظ على طول القنوات المائية والنهرية ، نمطاً معيناً من التوزيع الجغرافي للسكان ، حيث تقام المنشأت الصناعية و الخدمية قرب مجرى الأنهار و التي يتبعها زيادة في عدد السكان
وطرق المواصلات ذات أهمية في إعادة توزيع السكان ، إذ نلاحظ إزدحاماً مميزأ للسكان على طول خطوط المواصلات الرئيسية و الفرعية
المؤثرات التاريخية و الحضارية :
يعتبر عامل الاستيطان عاملاً هاماً في اعمار الأرض و انتشار الانسان على سطح الأرض ، إذ يسمح الاستيطان القديم بزيادة أكبر في أعداد السكان
وتلعب سياسة الإسكان دوراً هاماً في توزيع الإسكان . وكذلك فإن سياسة الانجاب ذات أهمية كبيرة في نمط نمو السكان وزيادة انتشارهم أو قلتهك . ولتطور المدن و اشكالها أثرٌ أخر يتمثل في توزع السكان بين الحضر و الريف ، اذ تزداد كثافة السكان بتزايد عدد المدن ومدى اتساعها و أهميتها و اختلاف أشكالها و للصراعات السياسية بين البشر اثرٌ واضح في التوزع الجغرافي للسكان
المؤثرات الطبيعية :
وتلعب دوراً هاماً في توزع السكان و أهم تلك المؤثرات :
اولا العوامل المناخية :
تؤثر هذه العوامل مباشرةً في التوزيع الجغرافي للسكان فقد ساهمت البروده الشديده و الجفاف الشديد في جعل ما يقرب من نصف مساحة اليابسة شبه خالية من السكان من هذه العوامل :
1- الحرارة :
تعد الحرارة المنخفضة و الدائمة في بعض مناطق الأرض عاملاً منفراً للاستيطان البشري وتتوافق مع كثافات سكانية منخفضة اعتباراً من شمال خط عرض 60ْ شمالاً إذ لا يزيد عدد سكان تلك المناطق على 15 مليون نسمة
وللحرارة المرتفعة تأثير في توزع السكان واختلاف كثافاتهم ، إلا أن قدم سكن الانسان للمناطق ذات الحرارة المرتفعة و نمو و تعدد النباتات و المحاصيل الزراعية خفف من تأثير الحرارة المرتفعة الطارده للسكان .
2- الأمطار :
للأمطار أهمية عظيمة في حياة الانسان و النبات ، وكلما قل المطر تضاءلت فرص الزراعة وتجمع السكان باستثناء الواحات كما هو في الصحارى الشاسعه التي يندر سكانها ، بينما نجد أكثر المناطق مطراً ، أعظمها انتاجاً و أكثفها سكاناً ، بينما تؤدي كثرة الأمطار و المياه إلى قلة السكان .
3- الرياح :
وتلعب دوراً في استقرار السكان في المناطق المعتدلة من العالم ، اضافة إلى تاثيرها في تساقط الأامطار وتوزعها ، وعلى النقيض من ذلك يكون للرياح دوراً منفراً للاستيطان كمناطق الزوابع و الأاعاصير المدمره .
ثانيا العوامل التضريسية :
للمناطق المرتفعة ظروف قاسية يصعب العيش على من لم يتطيف مع سكن المرتفعات ، ويفترض الارتفاع حدوداً لا يستطيع أن يتعداها السكن البشري
ثالثا التربة و التكوين الجيولوجي :
للتربة أثر فعال في اجتذاب السكان ، اذ يتفق توزيع التربة الصحراوية و الجبلية و التندرا مع حدود الأقاليم اللا معمورة أو قليلة السكان باستثناء الجزر البركانية أو الفيضية التي تتخللها حيث يزداد عدد سكانها وترتفع كثافتهم كما هو الحال في السهل الصيني الشمالي و جزيرة جاوه الاندونيسية .
رابعا الموارد الطبيعية ومصادر الطاقة :
برز هذا العامل منذ قيام الثورة الصناعية التي ترافقت مع التطور التقني و الاجتماعي و يتناسب تأثير هذه العوامل في اجتذاب السكان طرداً مع أهمية الثروات المعدنية و مصادر الطاقة في الكم و النوع . غير أنها عموماً محدودة الأهمية كعوامل قائمة بذاتها إذ أن الثروات المعدنية لا تؤدي عادة إلى ازدحام السكان في مساحات واسعة إلا في حالة تدخل مؤثرات أخرى .
فعندما تجتذب الموارد المعدنية الصناعة تجتذب الأخيرة بدورها الأيدي العاملة و السكان كما أن نوع المعدن أو الطاقة له دور في اجتذاب السكان وتركزهم أو قلتهم .
ا- كلما كان الغطاء النباتي كثيفا زاد عدد السكان والعكس صحيح
ب-المناخ الملائم للنشاط البشري يكون عامل جذب او طرد السكان .كلما كانت التضاريس سهلة -سهول وهضاب- زاد في جذب السكان
ج- كلما توفرت الشبكة المائية زادت في جذب السكان والعكس صحيح
د-الاودية
ه-كمية التساقط
و-كلما كانت التربة خصبة صالحة للنشاطات الزراعية اعتبرت عاملا جاذبا