- بحث الجغرافيا.doc (343.0 كيلوبايت, 437 مشاهدات)
الموضوع:
الباب الأول : تعريف البيئة وعناصرها ومكوناتها :
* الفصل الأول : تعريف البيئة :
هي كل ما يحيط بالإنسان من جماد مثل السماوات والأرض والجبال والوديان والبحار والتربة وماء وهواء وغازات، وما يحيط بالإنسان من حيوان وأنعام وطيور ونبات وورود وخضرة.
أي البيئة الطبيعية والحياتية كما خلقها الله وسخرها للإنسان واستخلفه عليها.
فالواجب على الإنسان المسلم المؤمن أن يشكر الله ويحمده على ما سخر له من بيئة وأن يحسن استخدام البيئة واستغلالها لمصلحته والبشرية بدون تدمير ولا تلويث وإفساد كما استخلفه عليها فهي أمانة في يده وتحت تصرفه.
وقد سبق الإسلام في التأكيد على حماية البيئة والمحافظة عليها وإنمائها قبل صدور التشريعات والأنظمة الحديثة والاتفاقيات الدولية للحفاظ على البيئة وقد شرع الله في الكتاب والسنة التي جعلها الله لنا شرعة ومنهاجاً في جميع شؤون الحياة بما في ذلك البيئة مثل المحافظة على الماء بعدم الإسراف في استخدامه وعدم تلويثه والمحافظة على النبات بعدم قطعه إلا للضرورة وزرعه لنأكل منه حبا وخضرة وفاكهة والمحافظة على الحيوان والحياة الفطرية ورعايتها والرفق بها لنستفيد من لحمها وصوفها ولبنها وعسلها وبصلها.
فكل شيء في الأرض موزون فإذا أخل الإنسان بعنصر من عناصر البيئة أثر على العناصر الأخرى قال الله سبحانه وتعالى: {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون}.
وقال تعالى: { إن كل شيء خلقناه بقدر }.
وقال تعالى: {ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعم.
الفصل الثاني : عناصر البيئة ومكوناتها :
إن عناصر ومكونات البيئة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: عناصر ومكونات طبيعية كالماء والهواء والأرض والجبال والوديان والشمس والقمر والسماوات.
أما القسم الثاني: فهو البيئة الحية أو ما يطلق عليه الحياة الفطرية وتشمل الإنسان والحيوان والنبات ويستخدم الإنسان البيئة الطبيعية لحياته اليومية كاتخاذ البيوت واستخدام الماء الذي جعله الله حياة للناس والحيوان والنبات، ونتيجة لهذا الاستخدام للموارد الطبيعية في الحياة الصناعية والزراعية يترك مخلفات وملوثات للبيئة تضر بها.
ولقد شرع الله في الكتاب والسنة ضوابط شرعية لحماية البيئة والمحافظة عليها وإنمائها ورعايتها فقال الله سبحانه تعالى: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وأدعوه خوفا وطمعا إن رحمة الله قريب من المحسنين}.
وقال تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}.
الباب الثاني: مجالات حماية البيئة :
وقد نظم الإسلام حماية البيئة والمحافظة عليها وتنميتها بما قرره من مبادئ تحكم التشريع الإسلامي والسياسة العامة في مجالات حماية البيئة مثل:
1) إحياء الموات بزراعته والاستصلاح.
2) الحمى مثل حمى النقيع لخيل وجمال الصدقة الذي أقره رسول الله صلى الله عليه وسلم في خارج المدينة المنورة.
3) تحديد الحرم في الأماكن المقدسة وذبح الحيوان والطيور في الصيد حول الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة ويحرم قطع النبات فيهما.
4) الحفاظ على المرافق العامة كالمياه والأنهار وغيرها من التلوث والاستخدام السيئ.
5) الوقف الشرعي عن طريق الهبة والتبرع والوصية من أجل خدمة الصالح العام وحماية البيئة والمحافظة عليها وإنمائها مثل التبرع بأرض وجعلها حديقة عامة وبناء المساجد والمدارس ووقف العمائر لصالح هذه المرافق.
وهذه النظم الشرعية نص عليها الكتاب والسنة ومما تقدم يتبين لنا عناية الإسلام بالبيئة وأنه سبق المنظمات الدولية لحماية البيئة وإصدار الأنظمة والاتفاقيات المتعلقة بها.
فالشريعة الإسلامية مخزون ثقافي وشرعة ومنهاجاً للمسلمين في رعاية شؤون البيئة والحياة في الدين والدولة.
وما إصدار أنظمة وتشريعات البيئة والانضمام إلى الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالبيئة إلا تطبيقاً للشريعة الإسلامية التي تحث على المحافظة على البيئة ورعايتها بالحسنى والمحافظة عليها وإنمائها لخير الناس والحيوان.
الباب الثالث : نطاق حماية البيئة في الإسلام :
يقصد بنطاق حماية البيئة: المدى الذي تمتد إليه هذه الحماية، ويتحدد هذا المدى من زاويتين:
الأول: تتعلق بنوعية المصالح محل الحماية•
والثانية: تتصل بنوعية المساس المحظور، بمعنى: هل يكتفي بالحماية من الاعتداء، أم تشمل الحماية منع خطر الاعتداء•
والبيئة المقصودة بحماية التشريع الإسلامي هي :
1ـ البيئة الطبيعية: أي الوسط الذي يحيط بالإنسان مثل الهواء والماء والتربة والأحياء التي تعيش في هذا الوسط من حيوانات وطيور، بالإضافة إلى النباتات المختلفة .
2ـ البيئة المشيدة: أي الوسط الذي ابتدعه الإنسان كالآثار والإنشاءات المدنية والسدود ، ولا خلاف بين العلماء على أن الشريعة الإسلامية تبني أحكامها على مصالح العباد وهذه المصالح من وضع الشارع الحكيم .
الباب الرابع : جمال المنظر ونظافة البيئة:
ودعا الإسلام أتباعه إلي نظافة مظهرهم وشكلهم وشعرهم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘من كان له شعر فليكرمه’
فمن السنن تسريح الرأس والمحافظة علي حسن المنظر ونظافته وجماله، عن عطاء بن يسار قال: أتي رجل النبي صلي الله عليه وسلم ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه الرسول، كأنه يأمره بإصلاح شعره، ففعل ثم رجع فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ‘أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان’
وهكذا كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يوجه المسلمين إلي المحافظة علي نظافتهم وحسن مظهرهم ومخبرهم وحسن التجمل في البدن والثوب، ولا يعتبر التجمل وحسن المنظر من الكبر، لأن النظافة والتجمل من الإيمان، لما لهما من أثر بالغ علي حياة الإنسان علي نفسيته، وانشراح صدره في سائر أعماله وأموره.
وأما ما يتعلق بنظافة البيئة :فقد أمر الرسول صلي الله عليه وسلم بتنظيف الأفنية حيث قال:
‘إن الله تعالي طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود’
ويحث الإسلام علي المحافظة علي البيئة، وتنحية الأذى عنها.
وكلمة الأذى تشتمل علي كل ما يضر ويؤذي مثل الشوك والحجر في الطريق والنجاسة وغير ذلك من كل ما هو مؤذ ومستقذر.
وإماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان، كما جاء في الحديث الذي قال فيه الرسول صلي الله عليه وسلم:
‘الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان’
وهنا ندرك أن النظافة وتنحية الأذى عن طريق الناس لها ارتباط كبير بالإيمان بل إنها من شعبه التي لا يكتمل الإيمان إلا بها. وبهذا يتضح لنا، أن النظافة من الإيمان بحق.
وحرصا من الإسلام علي وقاية البيئة من الأذى أمر بالمحافظة علي الماء ونهي عن تلوثه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم، أنه نهي أن بجبال في الماء الراكد’، لأن البول في الماء الراكد الذي لا يتحرك يلوٌث الماء ويفسده ويصبح مصدر عدوي ومرض وأذى لمن يستعمل هذا الماء الذي ألقي بالأذى فيه، بل ليس النهي مقصورا علي الماء الراكد بل أيضا كان النهي عن البول في الماء الجاري نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم أن يبال في الماء الجاري لأن فيه تلويثا للماء وإفسادا له كما نهي عن التبرز في الأماكن التي يمر بها الناس أو قد يجلسون عندها كأماكن الظل في الطريق وفي القرى ونحوها .
الباب الخامس : كيفية حماية البيئة الإنسانية :
تمثل حماية البيئة الطبيعية والاجتماعية هدفاً من أهم أهداف الإسلام الحيوية، وتوضح مظهراً من أبرز مظاهر عنايته بسلامة الإنسان وحماية الطبيعة، وحرصه على نظام الحياة وسعادة النوع البشري واستمرار وجوده على هذه الأرض، ذلك لأن سلامة النوع البشري وما تعايش معه من مخلوقات حية، أو ذات علاقة بها كالتربة والماء والهواء منوطة بحمايتها من التلوث والتخريب.
وقد اتخذ الإسلام خطوات فريدة لحماية الصحة والبيئة وسلامة الحياة، يمكن تلخيص أبرزها بالآتي:
1) التوعية والتثقيف وتربية الإنسان على العناية بالصحة والطبيعة، وحماية الأحياء والحياة على هذه الأرض، منطلقاً من مبدأ عقيدي هو أن ما صنعته يد الخالق سبحانه يتصف بالكمال والإتقان والصلاح، ولا شيء خلق عبثاً في هذا الوجود، وقد صوّر القرآن ذلك بقوله:
{صُنع الله الذي أتقنَ كُلَّ شيء}
وإن تصرف الإنسان الأناني أو المنطلق من الجهل والعدوانية يدفعه إلى تخريب البيئة وإفساد المحيط الطبيعي، لذلك يُحمّل القرآن الكريم الإنسان مسؤولية إفساد البيئة بقوله: {ظهر الفسادُ في البرّ والبحرِ بما كسبت أيدي الناس}
2) الحث على الطهارة: ولعل ابرز الإجراءات الوقائية لحفظ البيئة البشرية هي عناية الإسلام بتربية الإنسان على الطهارة والنظافة والدعوة إلى تنظيف الجسد والثياب والأواني والأثاث وقد جاء ذلك البيان القرآني في قوله تعالى:
{وثيابك فطهر} , {وان كنتم جنباً فاطّهروا}
وبذا جعل الطهارة وحماية البيئة من التلوث نعمة يجب الشكر عليها لله سبحانه وبها تتم النعم، ومنه نفهم أن النعم نعمة الصحة والسعادة والمال.. الخ، ناقصة من غير طهارة البيئة وحمايتها من التلوث والفساد ذلك لأنها تبقى مهددة بالتخريب والزوال.
ويتسامى الفكر الإسلامي والفهم الحضاري فيه عندما يقرر أن الله خالق الوجود يحب – أي يريد للعباد – الحياة الطبيعية والطاهرة التي لا تلويث فيها ولا قذارة، فيعبر الرسول الهادي (صلى الله عليه وسلم ) عن هذا المنهج بقوله: "إن الله طيب يحب الطيب ، نظيف يحب النظافة".
3) النهي عن تلويث البيئة: وكما يحث الإسلام على الطهارة، فإنه ينهى عن تلويث البيئة وإفسادها، من هذه المناهي ما جاء عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) من نهيه عن البصاق على الأرض لما له من مضارّ صحية ومردودات نفسية تخالف الذوق وتثير الاشمئزاز.
وكما ينهى الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن البصاق، فإنّه ينهى عن التغوّط تحت الأشجار المثمرة، والتبوّل في المياه الراكدة والجارية وعلى الطرقات، حمايةً للبيئة وحفظاً للطهارة والصحة.
ونستطيع أن نُشخّص أهمية هذه الوصايا في حماية البيئة، إذا عرفنا خطر فضلات الإنسان على الصحة وتلوث البيئة، لا سيما المياه التي تساعد على نمو الجراثيم وانتشارها عن طريق الشرب والغسل، والخضروات التي تُسقى بها.
4) النهي عن النجاسات والتطهر منها: من قراءتنا لفلسفة التشريع الإسلامي ندرك اهتمام هذا التشريع بحماية الإنسان والحفاظ على صحته وحياته المدنية.
ولقد لخّص الفقهاء فلسفة التشريع وعللوه بقاعدة موجزة هي: (جلب المصالح ودرء المفاسد).
والمصلحة والمفسدة هما ملاك الحكم وعلة تشريعه، وعند تطبيق هذا المبدأ التشريعي على ما ألزمت به الشريعة الإسلامية من حكمها بنجاسة بعض الأعيان، وحرمة أكلها وبيعها ووجوب التطهر منها لأداء الصلاة، عند تطبيق هذا المبدأ تدرك قيمة التشريع الإسلامي وحرصه على درء المفاسد (الأضرار) الصحية التي أثبتتها البحوث والدراسات العلمية، لذا حكمت الشريعة الإسلامية بنجاسة الأعيان الآتية وألزمت بوجوب التطهر منها للصلاة والطواف حول الكعبة (البدن والملابس)، وهذه الأعيان هي:
1- البول والغائط من الإنسان، وكذا بول الحيوان المُحرّم وغائطه أيضا.
2- الميتة من الإنسان والحيوان الذي له شريان نازف.
3- المني من الإنسان والحيوان الذي له شريان نازف.
4- الدم من الإنسان والحيوان الذي له شريان نازف.
5- الخمر.
6- الكلب والخنزير البريان.
ولا يخفى أنّ مشكلة الإنسان سيما في المدن الكبرى، الآن هي مشكلة التخلص من فضلات الإنسان وأخطار التلويث بفضلات مجازر الحيوانات وبفضلات الإنسان والحيوانات الميتة، ذلك لأنّها من أوسع مصادر التلويث بالجراثيم والأمراض الجرثومية، فإنّ فضلات الإنسان والميتة، هي أفضل وسط لعيش الميكروب المرضي الذي يصيب الإنسان.
وكما حدد تلك النجاسات والقاذورات ونهى عن التلوث بها أمر بالتطهر منها، وجاءت هذه الدعوة مكرسة في قوله تعالى:
{ما يُريدُ اللهُ ليجعلَ عليكم من حرجٍ ولكن يُريد ليطهّركُم وليتُمّ نعمته عليكم لعلّكم تشكرون }.
ثبّت التشريع الإسلامي مبدأ (لا ضررا ولا ضرار).
وبهذه القاعدة التشريعية الكبرى التي أعطاها صلاحية تجميد أي تشريع يوجب أو يجيز عمل شيء إذا نتج عنه ضرر، وينطبق هذا التشريع بكون الإسلام قد حرّم كل ما من شأنه أن يضرّ بالبيئة تحريماً تشريعياً، ويتحمل الخبراء الذين اعتبر التشريع الإسلامي تشخيصاتهم العلمية الأمينة حجة يجب العمل بها، مسؤولية تحديد الضار من العناصر والمواد والاستخدامات.
وعندئذٍ تتحمل الدولة مسؤولية منع الاستخدامات الضارة واستعمال صلاحياتها باستعمال الوسائل الكفيلة بمنع الضرر.
وإن مبدأ {وتعاونوا على البرِّ والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}، أساس عريض لحماية البيئة وحفظ نظام الطبيعة، فالآية تنهى عن العدوان على الطبيعة والحياة، وتدعو إلى التعاون على الخير والإصلاح.
الخاتمة
و الآن بعد هذه الرحلة التي تناولنا فيها موضوع الإسلام وحماية البيئة يبدو من المهم التذكير بأهم النقاط التي أثارها هذا التقرير المتواضع و هي :
تعريف البيئة وعناصرها ومكوناتها
مجالات حماية البيئة
نطاق حماية البيئة في الإسلام
جمال المنظر وحماية البيئة
كيفية حماية البيئة الإنسانية
وفي نهاية المطاف أتقدم بهذه التوصية :
وهي طباعة كتيبات تعريفية دورية تعرف بدور الإسلام في حماية البيئة .
وفي الختام أرجو أن يكون هذا التقرير قد نجح في إلقاء بعض الضوء على هذا الموضوع الهام .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصادر والمراجع :
– حماية البيئة في الإسلام من إصدار الاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية بالتعاون مع مصلحة الأرصاد وحماية البيئة في المملكة العربية السعودية، سلسلة دراسات النظم والقوانين رقم 2، الطبعة الثانية 1415هـ/1995م.
– محمد عبد القادر الفقي – القرآن وتلوث البيئة، مكتبة المنار الإسلامية، الطبعة الأولى 1406هـ/1985م.
– عبد الله شحاتة – رؤية الدين الإسلامي في الحفاظ على البيئة – دار الشروق، 1968م.
عبد الرحمن عبد الوهاب الفارس، البيئة من منظور إسلامي، 1410هـ/1990م. طباعة شركة المطبعة العصرية – الكويت.
يوسف القرضاوي – رعاية البيئة في شريعة الإسلام – دار الشروق الطبعة الأولى 2022م.
مسرد متعدد اللغات للآيات الكريمة عن النبأ بعنوان – الإسلام والخضرة البيئية من إصدار مجلس حماية البيئة في الكويت
– التلوث البيئي حاضر ومستقبل تأليف أ.د/ عبد العزيز طريح شرف . مركز الإسكندرية للكتاب ، الإسكندرية 1997م.
– الملوثات الكيميائية البيئية تأليف أ.د/ زيدان هنيدي عبد الحميد و أ.د/ محمد إبراهيم عبد المجيد . الدار العربية للنشر والتوزيع ، القاهرة 1996م.
– د• محمود صالح العادلي، الإسلام وحماية البيئة، مجلة البحوث الفقهية المعاصرة، العدد 32، السنة السادسة، ربيع الآخر ـ جمادى الآخرة 1415هـ/ أكتوبر ـ نوفمبر ـ ديسمبر 1994م، الرياض، ص 13
– أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي، قواعد الأحكام في مصالح الأنام، المطبعة الحسينية، القاهرة، 1302هـ، الجزء الأول، ص 8•
بلييييييييييز
ابا مساعدتكم
انتظر الرد
منذ أنْ خلق اللهُ الأرضَ ومنْ عليها وُجِد ما يُسمى بالتوازن البيئي وهذا يدُلنا على عظمةِ الخالق سبحانه وتعالى، فالله قسم الأرزاق على جميع المخلوقات، وجعل جميع المواد العضوية الناتجة من الشجر ومن فضلات الحيوان تعود مرة أخرى لِتُفيد الشجر والحيوان كغذاء، وهذا هو الذي يعرف بإعادة الدوران (Recycling).
رزق الطير والحيوان:
الجرذان في الصحراء منها ما هو ليلي يخرج ليلاً ليبحث عن الحبوب ليأكلها والآخر نهاري يخرج نهاراً، فلا يزاحمان بعضيهما البعض على الطعام. وهناك ما هو صغير يأكل البذور الصغيرة، والكبير الذي يتغذى على الحبوب الكبيرة.
والطيور الجارحة منها ما يصيد بنفسه والآخر لا يأكل إلا الجيف، والجيف نفسها يَـبيضُ فيها الذبان الأزرق أو الأخضر لتتغذى يرقاته على باقي الجيفة فتستفيد اليرقات من الطعام الوفير.
لبعض الطيور مناقير طويلة تستخدمها للبحث عن الديدان تحت سطح الأرض في المناطق الساحلية، ولبعضها مناقير قصيرة لأكل البذور ولبعضها مناقير حادة لأكل الطيور الأصغر حجماً.
للفراش والخنافس يرقات على شكل الدود وتمتد دورة حياتها كيرقة مدة طويلة وقد جعلها الله بأعداد كثيرة ليكون بعضها طعاماً للطيور والحيوانات الأخرى والقليل يستمر ليتحول إلى خنفساء أو فراشة.
والنباتات الحولية التي تموت في الصحراء بعد أن تنتهي دورتها الحياتية بعد دخول الحر تأكلها الأرضة والبكتيريا لتحولها بعد ذلك إلى مواد عضوية تزيد من خصوبة الأرض لتستفيد منها النباتات في السنة التالية.
فالخلاصة أن جميع ما على الأرض يعيش ويكمل بعضه البعض، وعند تدخل الإنسان بهذه البيئة يختل التوازن مما يجر على الإنسان عواقب قد لا تدركها إلا الأجيال القادمة.
يوجد في البيئة البرية حيوانات ونباتات وطيور متعددة منها ما كان غذاء وعلاج للإنسان استخدم لفترات طويلة من الزمن، ولتكملة الاستفادة منها وجب علينا المحافظة عليها للأجيال اللاحقة لأنه قد يستخرج منها مستقبلاً مواد تساعد في علاج الأمراض، أو يكون القضاء عليها إخلال في البيئة مما ينتج عنه أثر ضار لا تتحمله الإنسانية. فهناك من النبات والحيوان من لا نشعر بأهميته إلا بعد فقده. وهناك أعمال تفعلها البكتيريا و الحيوانات و لا يستطيع الإنسان عملها إلا بجهود وبميزانيات مالية كبيرة.
كيفية المحافظة على البيئة:
• عدم قلع النبات وقتل الحيوان أو الطير، فالإسلام ينهى عن قلع الشجر بدون فائدة أو سبب، وينهى عن قتل الطير بدون الاستفادة منه بالأكل.
• تنظيم الرعي بأن تترك الأرض بعد الرعي فيها فترة من الزمن ( 3 سنوات أو أربع) لتستعيد ما أخذ منها، فرعي النبات قبل أن يكمل دورته في الإزهار ونشر البذور سوف يقلل منه في السنة التالية والتي بعدها حتى ينتهي من الوجود، وكذلك عدم توفر النبات وقلته يساهم في خفض خصوبة الأرض حيث لا يوجد شيء لتحلله البكتيريا ليستفيد منه النبات.
• عدم الخروج عن الجادات الترابية فضغط العجلات على الأرض يقلل من خصوبتها بإخراج الأكسجين منها ويقلل من تحلل المواد العضوية فيها.
• عدمُ إلقاء المواد البلاستيكية في الصحراء، فهي بطيئةٌ التحلل وسامةٌ ومُضِرَّةٌ للحيوان وتبقى لفتراتٍ طويلة في البر تلتصق بالنبات وتقفل جحور الزواحف واللافقاريات. وللعلم فإن إلقاء الطعام في البر غير مضر فهو سريع التحلل ومفيد للحيوان والطير والنبات. والبلاستيك هو من صناعة الإنسان التي تعتبر ضارة للبيئة، وهناك دراسات وأبحاث لاستبداله بمواد تسمى بصديقة للبيئة أي غير ضارة للبيئة.
• فقد أخترع الناس بعض الألات لتكون صديق للبيئة ولا تضرها أبد
ومن بعض هذه الألات الكمبيوتر
شهدت مدينة دبلن الأيرلندية تصنيع أول كمبيوتر صديق للبيئة فى العالم يحمل اسم "إيامكو"، ويتكون من ألواح خشبية قابلة للتحلل بيولوجيا حيث أنها مصنوعة من بقايا صناعة الأخشاب وعجائن النباتات.
وصرح مخترعو الكمبيوتر "إيامكو" من شركة "مايكرو برو كمبيوترز المحدودة" لدى استقبال وزير العلوم والابتكار الأيرلندى جيمى ديفنز أنهم يستطيعون صناعة الألواح الخشبية من لب نباتات وأشجار تنمو محليا.
وتزامنت زيارة الوزير للشركة مع إعلان تفاصيل برنامج جديد لدعم التوجهات الصديقة للبيئة لدى الشركات يحمل اسم " المبادرة الأيرلندية" لدعم التكنولوجيا الخضراء فى الشركات.
وقال بول ماهر مدير شركة مايكرو برو: "تعتمد شركتنا على التكنولوجيا الصديقة للبيئة وكيفية تطويعها لتصنيع أجهزة كمبيوتر أرخص وأكثر ترشيدا للطاقة وأقل ضررا على البيئة".
وتقوم هذه الآلة بتحويل الهواء إلى غازات من خلال مولدين لتحصل على (الغسيل المثالي) ثم يتحول الغاز بعدها إلى أكسجين ويطلق في الهواء دون التسبب في تلويث البيئة.
وتم توزيع الاختراع الجديد الذي يبلغ سعره في الوقت الحالي 100 ألف يورو ببعض الدول العالمية حيث تم تسويق نحو 20 آلة في أمريكا الوسطى ومصر والمغرب وتونس والبرتغال وغيرها من البلدان الأوروبية.
ووفقا للمصدر ذاته إذا لجأت كافة مصانع النسيج إلى استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة سيؤدي هذا إلى توفير قرابة 4.5 مليار كيلووات من الكهرباء و2.4 مليون طن من المساحيق الكيميائية و1.2 مليون متر مكعب من الماء
أعلنت شركة PaperFoam ان آبل ستقوم بإستخدام صناديقهم في تغليف جهاز الاي فون الجديد.
ولكن مالذي يميز هذه الشركة؟ صناديق صديقة للبيئة!! حيث تستخدم الشركة مواد عضوية طبيعية مثل نشأ البطاطس في صناعة هذه الصناديق حيث قامت آبل بطلب ملايين من هذه الصناديق الصديقة للبيئة والتي لاتنتج في حالة حرقها كميات كبيرة من الكربون بعكس الاوراق والبلاستيك.
وقد إنتقدت منظمات الحفاظ على البيئة شركة آبل في مامضى لإستخدامها مواد غير معادة التصنيع ومشرة للبيئة في منتجاتها الامر الذي وعد ستيف جوبز بتغييره.
صفحة 70
*- سجل أمثلة على نجاح الإنسان في تعديل بعض خصائص المناخ في البيئات الحارة و الباردة .
– استخدام الإنسان في المناطق الباردة وسائل التدفئة– استخدام الإنسان في المناطق الحـارة وسائل التبريد
صفحة 72
1. سجل الجماعات البدائية التي تمارس حرفة الجمع و الصيد البدائي .
* الهنود الحمر في حوض الأمازون الأوسط
* الأقزام في حوض الكنغو
* الإسكيمو في سيبيريا
2. بين أسباب اتجاه هذه الجماعات لممارسة الحرف البدائية ؟
لأنها جماعات بدائية منعزلة ليس لديها بديل آخر ( كالزراعة مثلاً )
للمحافظة على البقاء و العيش .
لا تنسوني بتعليقاتكم