قال المصنف -رحمه الله تعالى-: علامات النصب: وللنصب خمسة علامات: الفتحة والألف والكسرة والياء وحذف النون.
فأما الفتحة فتكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع في الاسم المفرد، وجمع التكسير، والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب لم يتصل بآخره شيء، وأما الألف فتكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة نحو: رأيت أباك وأخاك وما أشبه ذلك، وأما الكسرة فتكون علامة للنصب في جمع المؤنث السالم، وأما الياء فتكون علامة للنصب في التثنية والجمع، وأما حذف النون فيكون علامة للنصب في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون.
يقول: "علامات النصب: وللنصب خمس علامات: الفتحة والألف والكسرة والياء وحذف النون" علامات الرفع، وعلامات النصب، وعلامات الجر، وعلامات الجزم، يبدؤها المؤلف وغيره دائمًا بالعلامة الأصلية لهذا الشيء، ثم يتبعها بالعلامة الفرعية؛ فالرفع علامته الأصلية الضمة، ثم تلتها العلامات الفرعية الثلاث، والنصب علامته الأصلية ما هي؟ هي الفتحة، ثم تتلوها بعد ذلك العلامات الفرعية.
فبدأ بالفتحة وهي العلامة الأصلية، للنصب خمسة علامات الفتحة وهي العلامة الأصلية، ثم يتلوها أربع علامات فرعية، وهي الألف والكسرة والياء وحذف النون، وينبغي أن تعلموا أن العلامة الفرعية ليست دائمًا حرفا، وأن العلامة الأصلية ليست دائمًا هي الحركة.
العلامة الأصلية دائمًا حركة فعلًا؛ لكن الحركة ليست خاصة بالعلامة الأصلية؛ بل ربما تكون الحركة علامة فرعية، فالعلامة الفرعية -إذًا- ليست دائمًا حرف أو حذف أو نحو ذلك، وإنما قد تكون حركة -أيضًا- فالحركة إذا جاءت في موضعها الأصلي فهي علامة أصلية.
فالنصب علامته الأصلية ما هي؟ الفتحة، لو نصب اسم بالكسرة لصارت الكسرة في حقه علامة فرعية، والجر علامته الأصلية هي الكسرة، ولكن لو جر اسم بالفتحة لصارت الفتحة حينئذٍ علامة فرعية. فالحركة -إذًا- قد تكون علامة فرعية، والأصل فيها أنها علامة أصلية، فليست العلامة الأصلية -إذًا- مقصورة على حرف أو حذف.
فأما الفتحة فتكون علامة للنصب في ثلاثة مواضع، يعني: لا ينصب بالفتحة في اللغة العربية، إلا ثلاثة أشياء فقط وهي:
أولًا: الاسم المفرد، الاسم المفرد هنا هو الاسم المفرد الذي تقدم في الرفع، يراد به ما ليس بمثنى ولا مجموع، والنوع مثل: رأيت محمدًا منصوب بالفتحة، ومثل أيضًا: رأيت الفتى منصوب بفتحة مقدرة؛ لأنه إعراب تقديري.
والثاني مما ينصب بالفتحة: جمع التكسير، جمع التكسير -أيضًا- ينصب بالفتحة، فتقول قرأت الكتب، واشتريت الأقلام، وقابلت الرجال، وشاهدت الأولاد. فالرجال والأولاد والكتب والأقلام هذه جموع تكسير منصوبة بالعلامة الأصلية وهي الفتحة.
والنوع الثالث مما ينصب بالعلامة الأصلية وهي الفتحة: الفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب، ولم يتصل بآخره شيء. مثل مثال للفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب: لن يسافرَ محمد هذا اليوم، لن ينجحَ المهمل، قيده بشرط ألا يتصل بآخره شيء، فإذا اتصل بآخره شيء فما الحكم؟ هذا الذي يتصل بآخره مختلف؛ إما أن يتصل بآخره ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة فيكون من الأفعال الخمسة.
والأفعال الخمسة ما حكمها في حال النصب؟ تنصب بحذف النون كما سيأتي في محلها، أو أن يتصل بآخره ما سبق أن ذكرناه من نون التوكيد، أو نون النسوة، فإن نون التوكيد، أو نون النسوة إذا اتصلت بآخره فإنه يبنى معهما، يبنى مع نون التوكيد على الفتح، ويبنى نون النسوة على السكون.
وهذا الناصب الذي تقدمه لا يؤثر فيه شيء إذا دخلت عليه إحدى النونين، فإنه يبنى، ويبنى سواء سبق بناصب، أو لم يسبق به، فإن البناء أقوى، أو هذه النون التي دخلت عليه تؤثر عليه في البناء، وتبطل مفعول العلامات، أو النواصب، والجوازم التي تتقدم عليه.
فالفعل المضارع لكي ينصب بالفتحة، وهي العلامة الأصلية لا بد فيه ألَّا يتصل بآخره شيء سواء من ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة التي تجعله من الأفعال الخمسة، أو نون النسوة، أو نون التوكيد التي تلحقه بالمبنيات.
وأما الألف وهي العلامة الثانية من علامات النصب، والعلامة الفرعية الأولى من علامات النصب، فتكون علامة للنصب في باب واحد، أو في موضع واحد وهو: الأسماء الخمسة، المثنى الألف فيه علامة رفع وليست علامة نصب، الأسماء أو الكلمات التي تكون الألف فيها علامة نصب هي الأسماء الخمسة فقط؛ أي: إنه ليس هناك باب لا من أبواب الأسماء، ولا من أبواب الأفعال يمكن أن ينصب بالألف إلا الأسماء الخمسة، أو الأسماء الستة.
طبعًا لا تنصب بالألف إلا إذا توفرت فيها الشروط التي ذكرناها قبل قليل، الشروط الأربعة وهي: الإفراد، وعدم التصغير، والإضافة إلى غير ياء المتكلم، فتقول: رأيت أباك، وشاهدت أخاك… إلى آخر الأسماء الخمسة أو الستة.
وأما الألف فتكون علامة للنصب في الأسماء الخمسة، نحو: رأيت أباك وأخاك، وما أشبه ذلك، وأما الكسرة، هذه الكسرة الآن كما ترون مع أنها حركة إلا أنها صارت علامة فرعية هنا.
وأما الكسرة فتكون علامة للنصب في باب واحد فقط وهو جمع المؤنث السالم، أو ما يسمى بالجمع المختوم بالألف والتاء الزائدتين، الكسرة لا تكون علامة فرعية إلا في هذا الموضع فقط، الكسرة لا تكون علامة فرعية إلا في هذا الموضع فقط.
الكسرة دائمًا علامة أصلية في حالة الجر، ولا تخرج عن الجر، وتكون علامة فرعية في أي باب من الأبواب إلا في هذا الباب وحده وهو باب جمع المؤنث السالم، وفي حالة واحدة من حالاته وهي حالة النصب، فتقول: رأيت المسلمات، وشاهدت السيارات، وما إلى ذلك، فكل ما ختم بألف وتاء زائدتين فإنه ينصب بالكسرة، وهي علامة فرعية في حقه.
وأما الياء فتكون علامة وهي العلامة الفرعية الثالثة من علامات النصب، فتكون علامة للنصب في بابين فقط وهما: التثنية والجمع، فالمثنى والجمع الذي على حدِّه كما يقولون؛ أي: الجمع الشبيه له وهو جمع المذكر السالم ينصبان بالياء، ويجران بها؛ لكن الجر سيأتي، المهم أن الياء تخلف الفتحة في نصب هذين البابين فقط، وهما باب المثنى، وباب جمع المذكر السالم، فتقول: شاهدت طالبين، ورأيت المسلمين.
العلامة الرابعة من علامات الرفع الفرعية: وهي العلامة الخامسة من علامات النصب هي حذف النون، حذف النون أين يأتي؟ يأتي في باب واحد وهو باب الأفعال الخمسة أصلًا حينما تسمع بالنون سواء بثبوت أو بحذف، فاعلم أنك في باب الأفعال الخمسة دون غيره من الأبواب؛ لأن النون لا تكون علامة؛ لا في الإثبات، ولا في الحذف إلا في هذا الباب هو باب الأفعال، أو باب الأمثلة الخمسة، وأما حذف النون فيكون علامة للنصب في الأفعال الخمسة التي رفعها بثبات النون.
تقول -مثلًا-: نحن قلنا: الرجال يكتبون، والطالبان يكتبان، هذا في حالة الرفع، فإذا أدخلت حرف نصب على واحد من هذين الفعلين قلت: الرجال لن يكتبوا، والطالبان لن يكتبا، بحذف النون بسبب دخول النصب.
طيب، مَن يعيد لي بسرعة علامات النصب الخمس؟ تفضل، نعم، نعم، الواو أين؟ لا أريد إعادة مع الأبواب الفتحة في ماذا؟ في الاسم المفرد وجمع التكسير والفعل المضارع…
العلامة الثانية هي الألف، وتكون علامة للنصب في باب واحد وهو الأسماء الخمسة. العلامة الثالثة: نعم، في بابين متشابهين هما جمع المذكر السالم والمثنى، أكمل، بقي علامتان، والكسرة في جمع المؤنث السالم فقط، وحذف النون في باب الأفعال أو الأمثلة الخمسة.
المراجع
موقع جامع شيخ الإسلام ابن تيمية http://www.taimiah.org
http://www.taimiah.org/Display.asp?p…agro-00004.htm الصفحة