كيف تكوّن أسلوبك الخاص بالكتابة؟
الأسلوب موهبة حباها الله لعباده، وملكة فكرية وإكتسابية يكتسبها الإنسان بصقل ملكته وتوجيهها، ليصل إلى الأسلوب الذي يميّزه ويجعله متفرداً على الآخرين.
ولتنمية الجانب الإكتسابي في تكوين الأسلوب المميز يمكن الإهتمام بعوامل تساعد على ذلك منها:
1- الإطلاع وكثرة القراءة حيث يكتسب من ذلك ذخيرة لغوية وأنماطاً تعبيرية تجعله في المستقبل قادراً على التعبير عن نفسه بسهولة ويسر.
2- تربية ملكات الفهم والاستيعاب والتذوق عن طريق معايشة النصوص الجيِّدة استيعاباً وفهماً وتأمّلاً وحفظاً وتذوقاً، والوقوف دائماً عند التعبير الجميل والكلمة اللافتة، والجملة الآسرة، ومحاولة كتابة شيء من مجموعة ذلك كله.
3- تقليد بعض الكتاب المتميّزين بأسلوبهم ولغتهم وطرائق تعبيرهم، وقاموسهم اللغوي، فالعقاد له طريقته وأسلوبه، والمنفلوطي له أسلوبه المعتمد على التفصيل والتوضيح، وسيّد قطب له أسلوبه ورموزه وإيحاءاته، وهكذا يمكن أن يكون في البداية مقلداً، ثمّ يستقل بأسلوبه وطريقته المعبّرة عن شخصيته.
4- أن يداوم النظر في كتب التراث الإسلامي العربي، ويقف عندها متأملاً، دارساً، متمعناً في خيالهم وإبداعهم، وحفظ مقاطع من كلامهم.
5- أن يعرض ما يكتب على من سبقه من الكتاب والأدباء، وأن يستفيد من تجاربهم، ويتحمل توجيهاتهم ونقدهم، وألا يتسرع في نشر ما يكتب، وألا يحسن الظن بما يكتب حتى يتمرس الكتابة ويتقن التعبير.
6- أن يطلع على تجارب الكتاب والمبدعين في بدايات حياتهم، وتجاربهم، فكثير منهم مزق آلاف الأوراق وأحرق عشرات القصائد، قبل أن ينشر على الناس شيئاً، وكثير منهم قد ووجه في بداية حياته بالنقد والسخرية والتهكم من النقاد وكبار الكتاب، ولكنهم ساروا في الطريق حتى أثبتوا وجودهم ووقفوا على أقدامهم.
7- أن يمارس الكاتب نوعين من النقد: نقد ذاتي لأعماله، مراجعة وتمحيصاً ورفضاً، ونقداً من زملائه وأساتذته لإصلاح مساره وتنوير طريقه، وألا يضيق بالنقد الذي يوجّه إليه من غيره، لأنّه المستفيد في نهاية الأمر.
المصدر: كتاب البحث العلمي ومصادره في الدراسات العربية والإسلامية