السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
الكاتب : د.محمد بوالروايح /أستاذ محاضر- قسنطينة الجزائر
مقدمـة:
درج بعض الباحثين الغريين على تصور خاطئ ينتقد الإسلام وينتقصه ويصف حضارته بأنها حضارة همجية بربرية اتخذت العنف وسيلة لتمرير رسالتها وإخضاع مخالفيها ، وهذا التصور من الناحية التاريخية والموضوعية بعيد كل البعد عن حقيقة الحضارة الإسلامية ، فهو تصور وصفي شمولي نمطي فرضته بعض المذاهب الفكرية الغربية التي اتخذت من الإسلام موقفا مسبقا مهد لما يسمى التصور النمطي الغربي للإسلام الذي يخالف حقائق التاريخ والجغرافيا وحقائق الاجتماع.
من جملة ما انطوى عليه التصور الغربي المتعصب ضد الإسلام ، تلك الحملات الفكرية التي استهدفت فترة ذهبية من فترات الإسلام وهي فترة الفتوحات الإسلامية ،التي يدعي بعض الباحثين الغربيين بأنها لم تكن فتحا حقيقيا بل كانت أشبه بالغزو المنظم والموجه ، ومن الفتوحات الإسلامية التي تعرضت للتشويه تلك التي كانت موجهة لإفريقيا ، حيث يزعم بعض المؤرخين الغربيين والمستشرقين أن أفريقيا أصيبت في تلك المرحلة بما يسمى السرطان الإسلامي الذي ظهر في أرضها وامتد في خلالها حتى استولى على حضارتها السابقة السامقة.
إن تصوير الفتوحات الإسلامية في أفريقيا بأنها عملية غزو منظم وأنها مظهر من مظاهر الاستغلال الديني تصوير لا وجود له إلا في الخيال الخصيب لبعض المفكرين الغربيين ،لأن الحقائق التاريخية تفند هذا جملة وتفصيلا ، فإذا كان ديدن هؤلاء المفكرين أن يتخذوا من الفتوحات الإسلامية في أفريقيا مادة للطعن في الإسلام فإن هذا يحتم على الباحثين المسلمين أن يبينوا تهافتهم ويبينوا في المقابل الصورة المشرقة للفتح الإسلامي سوآء في أفريقيا أو في غيرها على أساس أن هدي الإسلام في فتوحاته واحد لا يختلف، وهو عرض الإسلام لا فرضه بالقوة كما يدعي بعض الغربيين الذين لم يتحرروا من سطوة موروثهم الديني والفكري وما يحملونه للإسلام من صورة قاتمة لا تعبربأي حال من الأحوال عن حقيقته وطبيعته.
ولا يختلف الفتح الإسلامي للشمال الأفريقي من حيث أخلاقياته وأدبياته عن الفتح الإسلامي لأفريقيا وعن الفتح الإسلامي عموما .
لقد قسمت موضوع الفتح الإسلامي السلمي لأفريقيا والشمال الأفريقي إلى أربعة أقسام حيث تناولت في القسم الأول التعريف بالموقع الجغرافي والخصائص الطبيعية والاجتماعية والدينية للشمال الأفريقي، وخصصت القسم الثاني للحديث عن الصبغة الحربية للفتح الإسلامي في الشمال الأفريقي حسب الرؤية الغربية والاستشراقية ، وجعلت القسم الثاني للحديث عن الفتح الإسلامي السلمي للشمال الأفريقي .
1-الشمال الأفريقي : الموقع الجغرافي
والخصائص الطبيعية والاجتماعية والدينية
"يعنى بشمال أفريقيا المنطقة المربعة الشكل من الأراضي المرتفعة الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط في الشمال والصحراء الكبرى في الجنوب وخليجي سرت شرقا والمحيط الأطلسي غربا وطرابلس وبرقة وواحة سيوة ،وكذلك كل الصحراء الكبرى في الجنوب([1]). وشمال أفريقيا هي "المنطقة التي كان سكانها الأقدمون- وهم البربر- يتكلمون ولا يزالون يتكلمون في بعض النواحي هنا وهناك لغة مشتركة ذات لهجات عديدة يطلق عليها اليوم اسم اللغة البربرية ، وهذه المنطقة أو بعض أجزائها هي التي كان اليونان يطلقون غليها اسم ليبيا و"تمتد من مصر إلى المحيط الأطلسي وكان للرومان فيها ولايات أفريقية ونوميديا وموريتانيا([2]).
لقد كانت منطقة الشمال الأفريقي تسمى في الاستعمال العربي القديم جزيرة المغرب أو المغرب أي بلاد الغرب ، وللشمال الأفريقي كما يذكر المؤرخون خصائص طبيعية واجتماعية ودينية تميزها عن غيرها من بلاد الدنيا ، ويمكن تلخيصها على النحو الآتي :
أولا : الخصائص الطبيعية
1-تتميز منطقة الشمال الأفريقي بانعزالها عن بقية العالم بموقعها –الذي تزيده عزلة سواحلها الوعرة- يضاف إلى ذلك انقسامها بحواجز داخلية ناشئة عن ترتيب خاص للمرتفعات وسلاسل الجبال مما يجعل المواصلات صعبة من الشمال إلى الجنوب وفي أحيان كثيرة من الشرق إلى الغرب أيضا. ([3]).
2- افتقار الشمال الأفريقي إلى الوحدة الجغرافية وإلى توزيع معقول لمختلف المناطق حول مركز اجتذاب ، وانعدام مجاري المياه الكبرى القابلة للملاحة فكل هذه الخصائص الطبيعية جعلت العلاقات بين السكان في الشمال الأفريقي صعبة وأسهمت في تجزئة المنطقة وتجزئة السلطة السياسية والإدارية ([4]).
ثانيا : الخصائص الاجتماعية
أهم ما يميز منطقة الشمال الأفريقي من الناحية الاجتماعية –وذلك بحسب الدراسات الاجتماعية القديمة والحديثة – ، هو أن العزلة الطبيعية التي أشرت إليها أسهمت في حدوث العزلة الاجتماعية وافتقاد التواصل بين التجمعات السكانية المختلفة، بل إن الظروف الطبيعية الصعبة التي يعيشها سكان الشمال الأفريقي أسهمت في نشوب صراعات اجتماعية كثيرة ومن الغريب أن آثار هذا الصراع ما زالت قائمة إلى اليوم رغم ضعف حدتها في العصر الحديث بفضل مشاريع الإنماء المخنلفة التي انطلقت في الشمال الأفريقي، إذ مسته في ذلك بعض آثار الثورة الاقتصادية العالمية التي اجتاحت العالم ولو بنسبة قليلة غير كافية مقارنة بالعالم المتمدن.
ثالثا : الخصائص الدينية.
إنّ التنافر الطبيعي والتنافر الاجتماعي في الشمال الأفريقي أوجدا تنافرا من قبيل آخر وهو التناف الديني ، ولقد عمل الإسلام على امتداد وجوده في الشمال الأفريقي على توحيد شعوب هذه المنطقة ، وهي حقيقة تاريخية لا مناص من الاعتراف بها ، يقول ألفرد بل :"…والإسلام نفسه – الذي ربما كان على طول التطور التاريخي لهذه البلاد- أهم عامل في توحيد شعوب الشمال الأفريقي وذلك بتقديمه لهم عقيدة دينية مشتركة وتشريعا مدنيا واحدا لم يستطع رغم ذلك أن يصب كل جماعاتهم في كتلة متجانسة ، ولا يزال يحدث حتى اليوم أن تنبذ بعض الجماعات البربرية المسلمة الشريعة الإسلامية المدنية وتحتفظ بقانونها العرفي القديم وغالبية هؤلاء البربر أضافوا
في ميدان الدين شيئا من الإسلام متفاوت المقدار إلى المعتقدات القديمة والأعراف السحرية الدينية التي ورثوها عن أجدادهم البعيدين([5]).
إن كلام( ألفرد بل) عن الإسلام من حيث هو عامل توحيد لشعوب الشمال الأفريقي ،قد تخلله كثير من الدس والغلو الفكري والديني ، الناتج عن قلة اطلاع بطبيعة الشريعة الإسلامية فالإسلام لا يريد إيجاد كتلة بشرية متجانسة وإنما كنلة بشرية متنوعة تتنوع في مذاهبها وميولاتها الفكرية مع الإبقاء على الرباط الجامع والحبل الواصل بينها جميعا، وهي بلا شك عرى الإسلام المتمثلة في أحكامه التشريعية والعقيدية ، ويفهم في هذا السياق من كلام (ألفرد بل) أنه ربما يحمل(بتشديد الميم )الإسلام مسؤولية بغض الارتدادات الدينية التي حدثت في الشمال الأفريقي والتي ترجع حسبه إلى عدم قدرة شريعة الإسلام على احتواء المظاهر الد ينية المتنافرة ،وهذا التصور يعتريه قصور ظاهر ،ذلك أن نبذ بعض الجماعات البربرية كما سماها (ألفرد بل) للشريعة الإسلامية لم يكن بسبب قصور هذه الشريعة ولكن بسبب بعض الإملاءات والوصايات الدينية التي تفرض على سكان الشمال الأفريقي وأفريقيا عموما والتي يتولى كبرها لفيف من المبشرين الذين يبذلون قصارى جهودهم لإبعاد شعوب الشمال الأفريقي عن الإسلام ، وإدخالهم في المسيحية أو إرجاعهم إلى الديانة الوثنية التي كانوا عليها ، وهذا الأمر لم يعد سرا بعد أن أفصح عنه كثير من عتاة ودعاة التبشير في الشمال الأفريقي والذي مثل قطبا فكريا ودينيا أساسيا في قرارات مؤتمر كولورادو عام1978للميلاد.
2-الصبغة الحربية للفتح الإسلامي للشمال
الأفريقي حسب الرؤية الغربية والاستشراقية
لا أجد بدا في البداية من الإشارة إلى أن (ألفرد بل)- و فكره نموذج للرؤية الغربية- قد رجع في الحديث عن الفتح الإسلامي للشمال الأفريقي إلى بعض المؤلفات الإسلامية كما ذكر ذلك في الفصل المتعلق بالفتح العربي وقيام الإسلام السني في شمال أفريقيا من كتابه "الفرق الإسلامية في الشمال الأفريقي" ،ومن هذه المؤلفات التي استقى منها مادته التاريخية عن عملية الفتح في الشمال الأفريقي :
-ابن الأثير ، "الكامل في التاريخ "وقد نشره نورنبرج وهو بلا شك واحد من المستشرقين الذين يتميز فكره التاريخي عن المنطقة العربية والإسلامية برمتها بإسقاطات تاريخية وفكرية تزيد من احتمال التأويل السيء لكثير من الحوادث والقضايا الدينية والاجتماعية ، التي حدثت في الشمال الأفريقي .
-الإدريسي ،نزهة المشتاق في اختراق الآفاق ، وقد ترجمه جوبيرGAUBERT إلى الفرنسية وقد صدر بباريس في مجلدين سنة 1836-1840للميلاد ونشر النص وترجمه فيما يتعلق بإفريقية والأندلس المستشرق دوزي ودي خويه ليدن عام 1866.
-ابن خلدون ، "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر …"،وغير هذه المؤلفات كثير ،غير أن اللافت للنظر أن (ألفرد بل) قد تعامل مع هذه المصادر أو اغترف منها، انطلاقاً من قناعاته الفكرية والدينية وأنّه عوّل في ذلك على آراء كثير من المستشرقين، وهذه النظرة الاستشراقية التي لا تخلو من تحيّز واضح للغرب والفكر الغربي، هي التي تجعلنا نتعامل مع قاله (ألفرد بل )بكثير من الحذر، لأنّ تاريخ الإسلام في أفريقيا أو الشمال الأفريقي قد تعرض- كغيره من التاريخ الإسلامي- إلى التّشويه الذي مارسته كثير من المؤسسات الاستشراقية، وقد ظهرت آثار ذلك من حديث (ألفرد بل) عن المصادر الإسلامية التي تناولت الشمال الأفريقي وذلك في تصديره لحديثه عن الفتح العربي للشّمال الأفريقي. ولكن رغم هذا الإفراغ الفكري الغربي عند (ألفرد بل) عند حديثه عن الفتح الإسلامي للشّمال الأفريقي ،إلاّ أن ذلك لم يمنعه من الاعتراف ببعض الحقائق التاريخية التي ارتبطت تاريخياً بالوجود الإسلامي في القرن الأفريقي، وفي ذلك يقول:" جاء النبي محمد المتوفى في المدينة سنة 633 للميلاد بدين جديد هو الإسلام وشريعة جمع عليها أمّة المؤمنين من بدو وحضر في الجزيرة العربية، في ظلّ التزامات دينية ومدنية واحدة وتولّى النّبي تدبير أمورها، ولمّا قُبض ترك لخلفائه مهمّة رعاية الدولة الإسلامية الفتية، وضمّ شعوب جديدة إلى الإسلام، وزيادة رفعتها ببلاد جديدة.
ومنذ ابتداء عهد الخلفاء الأوائل، قامت الجيوش العربية الإسلامية بفتح البلاد المجاورة لجزيرة العرب وتمّ لها النّصر بسرعة مدهشة"([6]).
ويعدّد (ألفرد بل) أسباب نجاح العرب في الشمال الأفريقي فيذكر منها:
1- تنظيم الجماعات العربية البدوية الفقيرة تحت لواء الإسلام نظاماً وشريعة ممّا جعل منها قوّة حربية متماسكة.
2- الضعف السياسي والحربي والاجتماعي الذي أصاب الدول المجاورة للجزيرة العربية، ونعني بها الأمبراطوريتين البيزنطية والفارسية، التي أنهكت كل منهما الأخرى بالحروب فيما بينهما حتى بداية القرن السابع الميلادي.
ويعلّق( ألفرد بل) على هذه الأسباب فيقول:"… وهذه الأسباب عينها[ هي التي أدّت إلى انتصار العرب في الشمال الأفريقي الخاضع لبيزنطة وكان من الناحيتين السياسية والعسكرية ضعيفاً ضعف سوريا وفارس في نفس العصر([7]).
ويحمل كلام( ألفرد بل) عن الفتح الإسلامي للشّمال الأفريقي -والذّي سمّاه غزواً للعرب للبلاد المجاورة -كثيراً من المغالطات التاريخية، ومنها أنّه يعتقد أنّ موازين الحرب من قوّة أو ضعف هي التي عجّلت بانتصار إسلامي في أفريقيا،بمعنى أنّ الإسلام حسب زعمه قد استغلّ ضعف الأمبراطوريات القائمة أنذاك ليمرّر رسالته، وهذا ليس صحيحاً لأنّ الفتح الإسلامي لم يتعامل بمنطق الحرب، وإنّما تعامل مع الشعوب والدول بمنطق الحرّية الإنسانية، وتخليص الإنسان من الوثنية بطريقة سلمية ليس فيها شيء من العنف أو التعسّف.
وما يفنّدكلام( ألفرد بل )هو أنّ الإسلام دخل مناطق كثيرة من الشمال الأفريقي، ولم تكن هذه المناطق مناطق نزاع عشائري أو سياسي، وإنّما كان انقيادها للإسلام انقياداً نابعاً من قناعتها بإنسانية الدين الوافد؛ هذه الحقائق غابت عن ذهن (ألفرد بل)، رغم أنّه قد اعترف بأنّه قد استعان في ذلك -أي في الحديث عن مرحلة الفتح الإسلامي- بماكتبه ابن خلدون([8]). وهو عمدة المؤرخين العرب المحدثين، ويفهم مما ذكره في المقدمة أن الفتوحات الإسلامية لم يكن هدفها فرض الإسلام ببالقوة سوآء في الشّمال الأفريقي أو في غيره من بقاع الدنيا وفي هذا السياق يقول شوقي أبو خليل([9]). إنّ الإسلام لم يقم على اضطهاد مخالفيه أو مصادرة حقوقهم أو تحويلهم بالكره عن عقائدهم- لأنّ حرّية الاعتقاد مصانة- أو المساس الجائر بأموالهم وأعراضهم ودمائهم وهذا الرّأي يفنّد ماذهب إليه (كارل يركلمان)([10]). من أنّ الإسلام انتشر بالسّيف حيث يقول:" يتحتّم على المسلم أن يعلن العداوة على غير المسلمين حيث وجدهم لأنّ محاربة غير المسلمين واجب ديني" وتلتقي نظرة فردريك موريس([11]). في إبراز الجانب العدواني للإسلام- حسب زعمه- مع نظرة(بروكلمان) حيث يقول:" من الثابت أنّ الإسلام لم يكن يصادف نجاحاً إلاّ عندما كان يهدف إلى الغزو".
ويُرجع كل من ميور وكيتاني ازدياد عدد المؤمنين إلى الانتصارات العسكرية وإكراه النّاس على الدّعوة الموجودة في تعاليم الإسلام([12]).
وعلى العموم فإنّ هناك اتهامات للإسلام بالتّعصب في أثناء فتوحاته في الشرق والغرب حيث أنّ الفكرة الجامعة في الفكر الغربي والاستشراقي أنّ سيف الإسلام أخضع شعوب أفريقية وآسيا شعباً بعد شعب"([13]). ويعطي المنسنيور كولي صورة قاتمة ومروعة عن الإسلام حيث يؤكد أن فتوحاته كانت غزواً صاحبته كثيرمن مظاهر الاستيلاب والاغتصاب، حيث يقول:" في القرن السابع للميلاد برز في الشرق عدّو جديد، ذلك هو الإسلام الذي أسّس على القوّة، وقام على أشدّ أنواع التّعصّب، لقد وضع محمد السّيف في أيدي الذّين اتبعوه وتساهل في أقدس قوانين الأخلاق ثمّ سمح لأتباعه بالفجور والسّلب ووعد الذّين يهلكون في القتال بالاستمتاع الدائم بالملّذات([14]).
ويلتقي غيومان ولوستير مع كولي في ادّعاء الطابع الحربي للإسلام حيث يقول:" إنّ هؤلاء العرب قد فرضوا دينهم بالقوّة وقالوا للناس أسلموا أو موتوا بينما أتباع المسيح ربحوا النّفوس ببرّهم وإحسانهم"([15]).
4- الفتح الإسلامي السّلمي للشمال الأفريقي
لقد كان الفتح الإسلامي لبلاد الشام والأندلسن والسّند وبلاد ماورآء النهر، فتحاً سلمياً وحتى قبل الفتح ويقدم توماس أرنولد([16]). شهادة تاريخية حيّة عن روح التّسامح التي صبغت الفتح الإسلامي لبعض بلاد الشمال الأفريقي حيث يقول:" ولم يضع عمرو بن العاص يده على شيء من ممتلكات الكنائس ولم يرتكب عملا من أعمال السّلب والنهب، وليس هناك شاهد من الشواهد يدل على أنّ ارتدادهم عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع راجع إلى الاضطهاد، أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم المدنيين بل لقد تحوّل كثير من هؤلاء القبط إلى الإسلام قبل أن يتم الفتح.
إنّ الفاتحين المسلمين الذّين فتحوا الشمال الأفريقي كانت تجمعهم مع الفاتحين المسلمين الأوائل الذين فتحوا الأندلس، أصولاً واحدة في التعامل مع غير المسلمين ويؤكد مصطفى الشكعة هذه الحقيقة فيقول:" ذهب كثير من المستشرقين المعنيين بتاريخ المسلمين في الأندلس إلى اختراع الأخبار للإساءة إلى أعلام المسلمين من قادة وفاتحين ،وتمادوا في ذلك إلى المدى الذي جعلهم يهاجمون كل مايتصل بالإسلام والمسلمين و تجمع كتب التاريخ على أنّ القائد الفاتح موسى بن نصير ومساعده القائد طارق بن زياد لم يعمدا في فتوحاتهما إلى مايتنافى مع أخلاقيات الحروب، فمتى استسلمت مدينة ماكان الأمان بكل معانيه ومبادئه يطبق عليها، فإذا ما قاومت عمد القائد الفاتح إلى الوسائل الحربية المشروعة حتى ينال النّصر، ومن المعروف أنّ المدن والحصون كانت تتهاوى تحت سنابك الخيول الإسلامية، وحتى تلك التي فتحت بحدّ السّيف كانت لا تلبث أن تعامل طبقاً للأخلاقيات الإسلامية"([17]).
ويبدو واضحاً من كلام مصطفى الشكعة الرّبط بين منطقة الأندلس ومنطقة المغرب والشمال الأفريقي، من حيث أنّهما في -مرحلة الفتوحات الإسلامية-كانتا تحتكمان إلى قاعدة أخلاقية واحدة، وهي إشاعة السّلم وعدم مجاراة منطق الحرب، وهو مايفنّد زعم كثير من المستشرقين الذّين عمدوا إلى اختراع الأخبار لتزييف مرحلة الفتح الإسلامي ،ولأنّ الفتح الإسلامي للشمال الأفريقي قد ترك آثاراً اجتماعية وسياسية ودينية كثيرة، فإنّ الإستعمار الغربي أراد ان يمحو هذه الآثار وذلك عن طريق الحملات الاستعمارية المركزة التي جعلت الشمال الأفريقي هدفاً أساسياً للغرب،وهي حقيقة يشير إليها شوقي الجمل وعبد الله إبراهيم([18]).إشارات واضحة في سياق حديثهما عن تاريخ أفريقيا؛ فالاستعمار الأوربي كما ذكرا كان ردّة فعل وحركة غربية مضادة للفتح الإسلامي، الذي امتدّ إلى أفريقيا من خلال بوابته الشمال الأفريقي.
ولقد تحدّث نجيب زبيب عن الفتح العربي الإسلامي في شمال أفريقيا وعن أخلاق الفاتحينن وأدبيات الفتح التي أرست قاعدة أخلاقية لم تكن موجودة قبل الفتح الإسلامي في ظلّ الأمبراطوريات المتعاقبة، يقول نجيب زبيب:" لقد حكم الرّومان من غربيين وشرقيين بلدان شمال أفريقيا حكماً تعسفياً ظالماً واستغلوا المناطق التي سيطروا عليها أبشع استغلال ولم ينقلوا إلى تلك المناطق أية حضارة أو ثقافة، لأنّهم كانوا يحتلون مدناً كانت قد ازدهرت فيها الحضارة منذ قرون طويلة،… وكان الحكم الرّوماني قائماً على السّلب والنهب والتمادي في جمع الضرائب ومصادرة المنتوجات الزراعية والصناعية بالإضافة إلى الضرائب الخاصة والباهضة التي كانت تفرض على التجار وأرباب السّفن، ولما طردوا من البلاد لم يشعر أحد بأسف لفقدانهم كما أنّهم لم يتركوا فراغاً في شمال أفريقيا ومصر كان لابدّ من ملئه بقوّات رومانية بعد رحيل تلك القوّات وبقيت البلاد لأهلها وأبنائها الذّين كان لزاماً عليهم أن يستعدّوا للذود عن بلادهم ضد العرب الفاتحين الجدد الذّين جاؤوا من الشرق بدين جديد ومعتقدات جديدة وتقاليد خلقية وأدبية جديدة مستمدة من كتاب الله تعالى الذين يحفظونه في صدورهم([19]).
ويذكر نجيب زبيب أنّ الفاتحين العرب في الشمال الأفريقي قد بدّدوا مخاوف الأفارقة سكان البلاد الأصليين ،لأنّهم لم يقوموا إلا بنشر دين التوحيد والدّعوة إلى الوحدة بين أبنائه رغم الاختلافات القائمة بينهم والتي تصل في أغلب الأحيان إلى حدّ الافتتان(أي حدوث الفتنة العارمة) والاقتتال، وفي ذلك يقول نجيب زبيب:"… تفرّد الحكم الإسلامي العربي في المغرب الأقصى وفي المغرب الأوسط وفي تونس وليبيبا بأنّه كان يشكّل حلقة تامة قائمة بذاتها فصلت بين ماضي تلك البلاد ومستقبلها،لذلك كان العهد العربي خاتمة لعهود الظلم والطغيان الرّومانية والوندالية والبيزنطية، وقد استهلّه الفاتحون الجدد بنشر دين التوحيد الداعي إلى عبادة الله الواحد الأوحد وإلى تآخي المسلمين من العرب وغير العرب من سكان شمال أفريقيا وايبيرية عملاً بما جاء في القرآن الكريم:" إنّما المؤمنون إخوة"([20]). وإلى نبذ التفاخر بالعنصرية والأنساب كما يقول الرّسول صلى الله عليه وسلم:" لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى"([21]). فقضى بقوّة الإيمان على العنصرية والقبلية وساوى بين جميع الطبقات فلاقناصل سيوفهم مصلتة فوق الرّقاب تجتاح البشر والحجر وتصادر الحرث والنسل ولا أباطرة يهدمون المدن ويبيعون سكانها الأحرار في أسواق العبيد الرّومانية وسادت الشورى مستضيئة بآيات الله وبيناته وقاومت الاجتهادات الشرعية لتحلّ محلّ التسلط والعبودية.
ويؤكّد نجيب زبيب أنّ المنطق السّلمي الذي جاء به الفاتحون للشمال الأفريقي كان أخلاقا توارثوها وتلقّوها في معاقلهم الأولى قبل مجيئهم إلى هذه الأقطار فيقول:"… وكان أولئك القادة المجاهدون قد شهدوا المعارك الكبرى في المشرق قبل مجيئهم لنشر عقيدة الإسلام في المغرب فتأدّبوا بآداب الحرب وإذا كانوا قد نالوا حظاًّ وافياً من المثاليات والخبرة في فنون القتال والكرّ والمراوغة إلاّ أنّهم مع ذلك كانوا لا يكفون عن استشارة أصحابهم المعمرين أو الشّبان الأذكياء من ذوي الخبرة والعبقرية في الفنون الحربية([22]).
إنّ القادة الفاتحين الذّين فتحوا الشمال الأفريقي كانوا يتمتعون بأخلاق عالية أخذوها عن الرّعيل الأوّل أو السّلف الأوّل وهو ماجعلهم قادة مسالمين إلى أبعد الحدود، يقول نجيب زبيب:"… هؤلاء القادة الذين زحفوا على المغرب الأدنى ليبيا والأوسط (تونس) والجزائر والمغرب الأقصى (مراكش)، كانوا من أبناء الأجلّة والصحابة التابعين الذّين فتحوا سوريا والعراق و بلاد فارس ومصر في عهدي الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب من أمثال خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح والمثنى بن حارثة الشيباني وسعد بن أبي وقاص، وشرحبيل بن حسنة والمقداد بن الأسود وعمرو بن العاص وغيرهم([23]).
ويحكي نجيب زبيب نقلاً عن المصادر التاريخية أنّ عقبة بن نافع قائد حملة الفتح الأولى كان ملتزماً في فتحه للشمال الأفريقي بأخلاقيات وأدبيات الإسلام، حيث يقول:"… وسار عقبة بن نافع على رأس جيش التحرير مستجيباً لدعوة سكان برقة وليس غازياً كما زعم المؤرخون الأوربيون ومن نقل عنهم من العرب المستكتبين فدخل برقة سلماً وباستقبال حافل، وترحيب مشهود وعمل سكان برقة ما بوسعهم على تذليل العقبات أمام جيشه فحرّر عقبة المناطق السّاحلية ثمّ انطلق لتحرير الواحات الداخلية، وقد وضع نصب عينيه تحرير تونس- أو المغرب الأوسط -بعد فراغه من تحرير الواحات([24]).
ويضيف نجيب زبيب عن حملة الفتح الأولى بقيادة عقبة بن نافع:"… وكانت تعليمات الخليفة عمر(رضي الله عنه) التي أرسلها لعمرو بن العاص تقضي باستشارته قبل أن يهمّ بفتح جديد، فلمّا أرسل إليه يستشيره في ذلك طلب منه التريث والتفرغ لنشر الإسلام فيما حوله، حتى تثبت دعائم الإسلام وتستقر بين سكان برقة وقبائل الواحات فاكتفى عمر بما وصل إليه وألحق برقة من الوجهة الإدارية بمصر كولاية إسلامية وأقام عقبة بن نافع في برقة يدير شؤون البلاد ويشرف عليها([25]).
ولم تختلف الحملة الثانية لفتح أفريقيا بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح عن الحملة الأولى بقيادة عقبة بن نافع من حيث القواعد الأخلاقية التّي قامت عليها،[ فقد كانت أفريقيا في ذلك الوقت خاضعة للبيزنطيين شكلاً ويتولى زعامتها البطريق غريغوار جرجير وكان قائداً طموحاً اغتنم فرصة الخلافات الناشبة بين الكنيسة والأمبراطورية فانفصل عن الأمبراطورية البيزنطية معلناً استقلاله في أفريقيا وقد جهز جيشاً قيل إنّ تعداده بلغ 120 ألف جندي… وحاول أن يتصدى به جيش المسلمين الذي كان بقيادة ابن أبي سرح تسانده قوات عقبة بن نافع المرابطة في برقة…وكان النّصر للمسلمين وهزم جيش العدو وقتل البطريق غريغوار في هذه المعركة…وبعد الهزيمة التي حاقت بهم اعتنق العديد من سكان أفريقيا بما فيهم القبائل الدين الإسلامي حباًّ وطوعاً وعمت فرحة النصر أرجاء البلاد العربية في مشرقها ومغربها، وراح المجاهدون الأبطال يطالبون بتحرير المزيد من الأراضي ونشر الإسلام فيها وبعد أن رأو مناصرة المغاربة لهم بهذا الشكل المذهل([26]). وهكذا توالت الفتوحات في أفريقيا والشمال الأفريقي بنفس القواعد الإنسانية والأخلاقية التي تنكّر لها كثير من المفكرين والمؤرخين الغربيين المجحفيين ،رغم أنّ مصادر التاريخ تثبت هذا قطعاً لا ظناَّ ، إنّ هذه الأخلاق هي التي جعلت الفاتحين المسلمين في الشمال الأفريقي يجدون قبولاً عاماً لدى القبائل والأهالي، يقول نجيب زبيب:"… هذه القضايا الأخلاقية جعلتهم أقرب إلى قلوب سكان البلاد من الرّومان والبيزنطيين الذّين كانوا يستعبدون الشعوب ويطلقون عليهم اسم "الأرقاء" كما كانو يطلقون على ملوك المغاربة لقب" الملوك الأرقاء" ويبيعونهم إذا ثاروا في أسواق العبيد([27]).
ويقول عصام الدين عبد الرؤوف الفقي في سياق حديثه عن فتوح المسلمين في شمال أفريقيا..إنّ سعد بن أبي سرح أذن له عثمان بن عفان بعد أن ولي الخلافة بغزو بلاد أفريقية، فاشتبك مع أهلها في عدّة معارك ثمّ تمكّن بفضل الحملة التي قدمت إليه بقيادة عبد الله بن الزبير من التّغلب عليهم([28]). وفي كلام عصام الذّين عبد الرؤوف الفقي كثير من الدّس واللّبس، ذلك أنّه كما يبدو كان يجاري النظرة الاستشراقية القائلة بأنّ الوجود الإسلامي في أفريقيا كما في غيرها كان غزواً ولم يكن فتحاً وهو مايؤكده في العبارة التي نقلتها عنه، ولا يقف عند هذا الحدّ بل يسترسل، ويذكر أنّ المنطلق الثوري الذّي تعاملت به القبائل الأفريقية دليل عند كثير من المؤرخين على أنّ الفاتحين المسلمين تعاملوا بمنطق الغزو لا بمنطق الفتح، رغم أنّه يذكر في مواضع أخرى، أنّ هناك قبائل أفريقية كثيرة اعتنقت الإسلام طوعاً لا كرهاً وفي ذلك يقول عبد الرؤوف الفقي:"… وعلى الرغم من أنّ العرب استولوا على بعض بلاد شمال أفريقيا، فإنّ نفوذهم لم يتمكّن فيها، فكثيراً ماكان البربر يثورون عليهم كلّما سنحت لهم الفرصة، وظلّ الحال على ذلك إلى أن آلت الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان فأرسل سنة50 هـ إلى عقبة بن نافع الفهري الذي كان مقيماً ببرقة عشرة آلاف جندي ليوطد سلطان العرب بالمغرب ففتح أفريقية وأسلم على يده كثير من البربر ثم وقع اختياره على موضع القيراوان (جنوب تونس) ليقيم بها جند المسلمين وأهلهم فوضع أساس هذه المدينة وبنى بها المسلمون دار الإمارة والمسجد الجامع([29]) .يقول محمد محمد الصّلابي عن الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا وعن دواعي هذا الفتح فيقول:"… كان حال الشمال الأفريقي قبل الفتح يلفظ آخر أنفاسه السّياسية والعسكرية والدينية والاجتماعية فبعد دخول القائد جستنيان قرطاجنة واستسلام آخر ملوك الوندال جليمر أخذت الدولة في انحدار سريع وتساقط غريب حيث كانت الإدارة المدنية فيها في غاية من الفساد كما أنّ الاضطهاد الدّيني والاستغلال المالي وفوضى الجيش أصبحت تنذر الأمبراطورية بأخطار عظيمة… هذه هي حالة المسيحية في الشمال الأفريقي قبل ظهور الإسلام، مذاهب منشقة وفساد إداري وعدم انتظامه، وإشاعة الرشوة وتسلط الرّومان، وانقسامات البربر وفساد العدالة الاجتماعية والظلم والجور، ممّا كان مهداً خصيبا لانتشار الإسلام وقبوله كدين فيه خير الدنيا والآخرة([30]). ويتحدث الصّلابي عن فتح ليبيا وكيف أن أهلها قبلوا الوجود الإسلامي طوعاً، فيقول:" لقد سبق الفتح الإسلامي لليبيا إرهاصات وأحداث وقضايا سياسية، ونزاعات عرقية… التي كان لها أثر بالغ في تغيير مجريات الأحداث السياسية والدّينية في المنطقة، وتمهيداً لتهيئة نفوس أهالي ليبيا لقبول الفتح الإسلامي، حيث أنهم كانت قد بلغتهم أخبار فتح المسلمين لبلاد الشام ومصر فتطلعوا إلى الخلاص على أيدي المسلمين من أولئك البيزنطيين وحكمهم الجائر التّعسّفي، لذلك حاول نفر من أهالي ليبيا التمرد على نظام الإمبراطورية البيزنطية والخروج إلى ناحية مصر حتى يلتقوا بقائد الجيوش المسلمة عمرو بن العاص- رضي الله عنه- وكان يومئذ حاكم مصر، وما أن وصل هؤلاء النفر حتى أعلنوا إسلامهم، ودخلوا في دين الله سبحانه،وأعطوا ولاءهم لقيادة المسلمين بقيادة عمرو بن العاص، نيابة عن خليفة المسلمين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-([31]).
ويؤكد ليفي بروفنسال([32]). الطابع السّلمي للفتح الإسلامي لأفريقيا والشمال الأفريقي، وذلك بطريقة موضوعية تراعي الحقائق التاريخية المخالفة لطريقة كثير من المستشرقين وهناك بعض المصادر التاريخية التي تحاول تشويه الفتح الإسلامي لأفريقيا والشمال الأفريقي ، ومن ذلك ما ذكر السيد عبد العزيز سالم([33]).في كتابه: تاريخ المغرب الكبير حيث يروي في ذلك رواية لابن عذارى نقلها عن إبراهيم بن القاسم يقول:" ووصل عقبة بن نافع الفهري إلى أفريقية في عشرة آلاف من المسلمين ففتحها، ودخلها ووضع السّيف في أهلها فأفنى من بها من النصارى ثمّ قال:" إنّ أفريقيا إذا دخلها إمام أجابوه إلى الإسلام، فإذا خرج منها رجع من كان أجاب منهم لدين الله إلى الكفر، فأرى لكم يامعشر المسلمين أن تتخذوا بها مدينة تكون عزّاً للإسلام إلى آخر الدهر".
خـاتـمـة:
والآن وقد وصلت إلى الخاتمة فلا بدّ من تسجيل النتائج الآتية:
1- إن هناك حلقةوصل بين الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام والأندلس وأفريقيا وغيرها،وخاصة من حيث القواعد الاخلاقية التّي سارت على هديهما هذه الفتوحات ،وهو مايفنّد مزاعم الغربيين والمستشرقيين من أنّ الفتوحات لم تكن تحكمها أداة أو قاعدة أخلاقية واحدة، ممّا يعني عندهم تكييف الفتوحات حسب بيئتهاوالأهل الموجّهة إليهم.
– إنّ الفتح الإسلامي لأفريقيا والشمال الأفريقي كان فتحاً سلمياً، لأنّ الفاتحين لم يمعنوا في إبراز المظاهر الحربية بمجرد أن تتحقق الغاية،وهو ما حصل في مناطق كثيرة من الشمال الأفريقي.
3-لقد لعب الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا دوراً كبيراً في زيادة توحد هذه المنطقة من الناحية الدينية والسياسية والاجتماعية، قبل أن تدب إليها الفرقة والمنازعات الدينية والعرقية والسياسية في العصور الحديثة.
[1]ـ ألفرد بل، الفرق الإسلامية في الشمال الأفريقي من الفتح العربي حتى اليوم، ترجمة عبد الرحمن بدوي، دار الغرب الإسلامي، بيروت ط1، 1996 ص 38
[2]ـ المصدر نفسه، ص 38-39.
[3]ـألفرد بل ، المرجع السابق ،ص39 وما بعدها.
[4]ـالمصدر نفسه ، ص39 وما بعدها.
[5]ـ ألفرد بل، المرجع السابق ،ص 42.
[6]ـ ألفرد بل المرجع السابق ص 75.
[7]ـ ألفرد بل المرجع السابق ص 76.
[8]ـ انظر تاريخ ابن خلدون، 1959 ط بيروت ج6، ص214، إلى301.
[9]ـ شوقي أبو خليل، التسامح في الإسلام (المبدأ و التطبيق) ط2، دمشق دار الفكر 1998،ص 50.
[10]ـ كارل بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية، دار العلم للملايين، بيروت،ط4،1965، ص78.
[11]ـThe religions Of The World Cambridge ED 1852, P28.
[12]ـ توماس أرنولد، الدعوة إلى الإسلام مكتبة النهضة المصرية ط2، 1957، ص469.
[13]ـ انظر :خالدي وفروخ: التبشير و الاستعمار، منشورات المكتبة العصرية صيدا، بيروت 1986، ص41.
[14]ـ المنسنيور كولي: البحث عن الدين الحقيقي ، ص220.
[15]ـ غيومان ولوستير: تاريخ فرنسة (بدون تاريخ ومعلومات نشر)، ص 80-82.
[16]ـ توماس أرنولد، المرجع السابق، ص92.
[17]ـ مصطفى الشكعة: المغرب والأندلس آفاق إسلامية وحضارة إنسانية ومباحث أدبية دار الكتاب المصري ط1، 1987، ص 58.
[18]ـ شوقي الجمل وعبد الله إبراهيم،تاريخ أفريقيا نشر وتوزيع دار الثقافة ،الدوحة، ط1، 1987م، ص56 وما بعدها.
[19]ـ نجيب زبيب الموسوعة العامة لتاريخ المغرب والاندلس، دار الأمير للثقافة والعلوم، بيروتط1، 1995، ص9-10.
[20]ـ الحجرات 10 وتمام الآية:" إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون".
[21]ـ من حديث الرّسول( صلى الله عليه وسلم) المروي في الصحاح:" كلكم سواسية كأسنان المشط لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى".
[22]ـ نجيب زبيب ، المرجع السابق، ص 11.
[23]ـ المصدر نفسه، ص 14.
[24]ـ نجيب زبيب: المرجع السابق، ص 16.
[25]ـ المصدر نفسه، ص 16.
[26]ـ نجيب زبيب، المرجع السابق، ص 17-18.
[27]ـ نجيب زبيب، المرجع السابق، ص49.
[28]ـ عصام الدّين عبد الرؤوف الفقي، معالم التاريخ الإسلامي، دار الفكر العربي القاهرة، (بدون ذكر الطبعة والتاريخ)ص 134.
[29]ـ عبد الرؤوف الفقي، المرجع السابق، ص 134-135.
[30]ـ علي محمد محمد الصّلابي، صفحات من تاريخ ليبيا الإسلامي والشمال الأفريقي، دار البيارق الأردن ط1، 1998، ص165-166. وانظر،سعد زغلول عبد الحميد تاريخ المغرب العربي، القاهرة،1965،ص124.
[31]ـ الصّلابي: المرجع السابق، ص 179.
[32]ـ انظر كتاب: الإسلام في المغرب والأندلس لكاتبه ليفي بروقنسال ترجمة السيد محمود عبد العزيز سالم ومحمود صلاح الدين حلمي ومراجعة لطفي عبد البديع، مؤسسة شباب الجامعة، بدون طبعة سنة 1990.
[33]ـ السيد عبد العزيز سالم، تاريخ المغرب الكبير، العصر الإسلامي(دراسة تاريخية وعمرانية وأثرية دار النهضة العربية بيروت 1981، ص 196).
منقول..