عللى لماذا تكرر الشاعر جمله شيخ ربيع؟؟؟
جمع كلمه بيدا؟؟؟
فسرى هاذى المفردات :
نيسان؟
كوى ؟
نجوب؟
سهوبا؟
بيدا ؟
عللى لماذا تكرر الشاعر جمله شيخ ربيع؟؟؟
جمع كلمه بيدا؟؟؟
فسرى هاذى المفردات :
نيسان؟
كوى ؟
نجوب؟
سهوبا؟
بيدا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
انجازات الشيخ زايد(رحمه الله)
المقدمة: دور الشيخ زايد رحمه الله في حل مشاكل الناس واهتمام الكتاب والمؤرخون بشخصية هذا الرجل وقد وصفة بأنه صقلة حياة الصحراء وفارس من أجود الفرسان حيث كان رحمه الله يمد الانابيب ويحفر الابار من اهل البادية وكان يشاركهم في حياتهم المعيشية وكان رجل ديمقراطي لايعرف التكبر……..
الموضوع: لأنه رجل التاريخ بلا منازع في دولة الإمارات العربية المتحدة فقط حظي صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة باهتمام الكتاب والمؤرخين الذين انبهروا بشخصيته الفذة وطموحه لتغيير وجه الحياة في الصحراء وقدرته على جمع الناس من حوله وحل مشاكلهم .
ويصف هؤلاء الكتاب والمؤرخون صاحب السمو رئيس الدولة بأنه صقلته حياة الصحراء وجعلته فارسا من فرسانها الشجعان يجيد ركوب الخيل والجمال واستحوذت عليه هواية القنص التي تثير روح الأقدام وانه جمع في شخصيته بين أخلاقيات البدو وصلابتهم وقوة الصياد وحساسية الشاعر وهو فيلسوف رحب الصدر محب للطبيعة يميل إلى البساطة
ولد صاحب السمو الوالد في قصر الحصن وقد أطلق عليه والده الشيخ سلطان بن زايد اسم زايد تيمنا بجده العظيم زايد بن خليفة آل نهيان الذي تولى حكم إمارة ابوظبي من عام 1855 إلى 1909 والذي لقب باسم زايد الكبير تقديرا له ولدوره الكبير في تاريخ المنطقة حيث كان فارسا قويا وحد بين القبائل وصنع أمجاد بني ياس التي خرج من بطونها آل نهيان.
ومنذ السابعة من عمره كان زايد يتحدث في مجلس والده ولا يتوقف عن طرح الأسئلة والاستفسارات وحين توفي والده 1927 انتقل الشيخ زايد من ابوظبي إلى واحة العين التي قضى فيها السنوات الأولى من فجر شبابه ومن جبالها وتلالها استمد خلقه وفكره وطموحه.
وتلقى الشيخ زايد في سنواته المبكرة تعليما دينيا حيث بدا بحفظ القران الكريم وهو في الثامنة من عمره وكانت شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم هي الشخصية الرئيسية التي لعبت دورا بارزا في حياته وتركت بصمتها العميقة على طبيعة تفكير وأنماط سلوكه.
وفي العام 1946 عين الشيخ زايد حاكما للمنطقة الشرقية بإمارة ابوظبي حيث عمل طوال 20 عاما على البحث عن حلول عاجلة وحاسمة لمشاكل الناس وكان مجلسه المفضل تحت شجرته المفضلة خارج قلعه المويجعي بالعين الذي لا يكاد يخلو من المواطنين والزوار ويقول كلود موريس في كتابه (صقر الصحراء ) على لسان العقيد هيوبوستيد الممثل السياسي البريطاني الذي عاش فترة طويلة بالمنطقة قوله (( لقد دهشت دائما من الجموع التي تحتشد دوما حول الشيخ زايد وتحيطه باحترام واهتمام وقد شق الينابيع لي زادة المياه لري البساتين، وكان الشيخ زايد يجسد القوة مع مواطنيه من عرب البادية الذين كان يشاركهم حفر الآبار وإنشاء المباني وتحسين مياه الافلاج والجلوس معهم ومشاركتهم الكاملة في معيشتهم وفي بساطتهم كرجل ديموقراطي لا يعرف الغطرسة أو التكبر، وصنع خلال سنوات حكمه في العين شخصية القائد الوطني بالإضافة إلى شخصية شيخ القبيلة المؤهل فعلا لتحمل مسؤوليات القيادة الضرورية )).
ويقول مؤرخ آخر أن الشيخ زايد هو الرجل القوي في منطقة العين وضواحيها ومن هنا امتد نفوذه الى الظفرة وان البدو يحترمونه وقد كرس الشيخ زايد المال القليل الذي توافر لديه للقيام بإصلاحات في المنطقة الشرقية ويرجع إليه فضل بسط نفوذ ابوظبي على البادية ويرشحه كل هذا الى جانب عدالته وروحه الإصلاحية وقدرته السياسية على أن يكون رجل البلاد المنتظر في إمارة ابوظبي، وخلال فترة حكم العين جند زايد نفسه لحل مشكلة استصلاح الأراضي الزراعية وتوفير وسائل الري وعمل تطبيق مبدأ الماء والكلأ لكل الناس، وفي كلمات محددة قرر إلغاء تجارة المياه وجعلها لكل من يعيش على الأرض وكان يقول أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة وذهبت كلمة زايد مثلا وكثر الزرع واخضرت الأرض .
وفي العام 1953 بدأ الشيخ زايد يتعرف على العالم الخارجي وكانت رحلته الأولى إلى بريطانيا ثم الولايات المتحدة وسويسرا ولينان والعراق ومصر وسوريا والهند وباكستان وفرنسا ومن خلال هذه الزيارات أصبح زايد أكثر اقتناعاً بمدى حاجة البلاد إلى الإصلاح والتقدم والنهوض بها بسرعة بعد إن لمس المسافة الشاسعة التي تفصل بين وطنه وبين تلك الدول.
وكانت دولة الإمارات على موعد مع القدر في السادس من أغسطس عام 1966 حين تولى صاحب السمو رئيس الدولة مقاليد الحكم في إمارة ابوظبي حيث شهدت الإمارة على يديه نهضة شاملة ثم أخذ سموه يتطلع بفكره الوحدوي إلى إخوانه في إمارات الخليج العربي داعيا إلى الوحدة لان في الاتحاد قوة وصلابة وفي التفتت ضعف وفرقه وكان سموه أول من نادى بالاتحاد في منطقة الخليج العربي بعد إن أعلنت بريطانيا في يناير 1968 عزمها على الانسحاب العسكري من المنطقة عام 1971.
وقد خطا صاحب السمو الشيخ زايد الخطوة الأولى نحو إقامة صيغة اتحادية في المنطقة تجمع إمارات الخليج العربي حيث أجرى سموه اتصالات مع المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي في فبراير 1968 وتم عقد اجتماع بينهما في منطقة السمحة التي تقع بين ابوظبي ودبي، وأسفر الاجتماع عن الإعلان عن قيام اتحاد يضم إمارتي ابوظبي ودبي كنواة وبداية لاتحاد أكبر وأشمل وأشتمل الاتفاق الموقع بينهما على دعوة حكام الإمارات الخمس الأخرى للانضمام للاتحاد.
واستمر صاحب السمو الشيخ زايد طيلة ما يزيد عن الثلاث سنوات في العمل على تقريب وجهات النظر بين الإمارات حتى أثمرت الجهود عن الإعلان رسميا في الثاني من ديسمبر عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة حيث كان هذا اليوم هو يوم زايد وتتويج لجهود مخلصة بذلوها من أجل التوصل الى هذا الاتحاد الذي يعد تجربة رائده في عالمنا العربي.
ويعد صاحب السمو الشيخ زايد واحدا من العظماء الذين انبتتهم البادية والذين ولدوا وقدرهم مسطر في كتب التاريخ ليحمل أمانة ويؤدي رسالة ويقود مسيرة ويعيد الى سجل الكفاح العربي صفحات مشرقة، ولإيمانه العميق بالوحدة عمل صاحب السمو رئيس الدولة مع إخوانه قادة دول الخليج العربي على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربي وكانت مدينة ابوظبي عاصمة اتحاد الإمارات هي التي احتضنت أول قمة للمجلس في 25 فبراير 1981.
الرأي:ان الشيخ زايد –رحمه الله- ضحى بنفسه وماله من اجل بلاده حيث كان هناك اهتمامات من قبل بعد000000المؤرخون على ما فعله في حياته وكان سموه رحمه الله يذهب الى انحاء العالم من اجل تقدم بلاده وكان لسموه الدور الكبير في اقامة دولة الامارات العربية المتحدة…
مصدر :معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
منقول
منقول.
الموضوع……………………………………. …………..2
– مولده
– طفولته
– هواياته
– شخصيته
– أقواله
– مواقفه
– جوائز واوسمة
النتائج……………………………………. ……..3
– الاتحاد
– التعليم في الإمارات
– الإهتمام بالتراث
– الإهتمام بالبيئة
– تحويل الصحراء وزرعتها
المراجع……………………………………. ……4
– كتاب صقر الصحراء
– كتاب بقوة الإتحاد/ القائد والدولة
المقدمة:
تحل اليوم الذكرى السنوية الثانية لرحيل الشيخ زايد -رحمه الله – مؤسس الدولة وباني نهضتها، وهي ذكرى غالية على كل مواطن ومقيم على أرض الدولة بل على كل عربي وإنسان على وجه الأرض، فالفقيد يجسد منطقة ناصعة في الذاكرة الإنسانية، يزدهر فيها ما زرعه من حب للناس، وما غرسه من فضائل وإنجازات تغرد في ساحات الوطن وفضاء عالمه العربي والإسلامي••
نتذكر في هذه الأيام نموذجاً فريداً في حب الوطن والإخلاص لشعبه وأمته ودينه وعالمه، وفي الوقت نفسه نرى بأعيننا وقلوبنا خطوات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة- حفظه الله – على نفس طريق الوالد والقائد والمعلم لتستمر المسيرة التنموية العملاقة بثقة واطمئنان ومحبة، فهو بحق خير خلف لخير سلف، حيث تتوالى الإنجازات وتتراص في بنيان شامخ يزاد قوة وصلابة يوماً بعد يوم•
الموضوع:
مولده:
ولد الشيخ / زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1918 م في قلعة الحصن التي بناها والده الشيخ / سلطان في مدينة أبوظبي في عام 1910م ، وهو الابن الرابع للشيخ سلطان بن زايد بن خليفة الذي كان ترتيبه الرابع عشر في سلسلة حكام آل نهيان,وقد سمي زايداً تيمناً بجده لأبيه زايد الكبير أمير بني ياس ، الذي كان بطل في أيامه واستمر حاكما لامارة أبوظبي من عام 1855 وحتى عام 1909,و لقد جاء الشيخ / زايد إلى الدنيا ، وسط النكبات والأزمات العنيفة والأحداث المأساوية الأليمة التي كانت قد توالت على الاسره الحاكمة في أبوظبي بعد وفاة رائدها زايد الكبير في عام 1909م.
طفولته:
عاش الشيخ / زايد طفولته في قصر الحصن الكائن حاليا في قلب العاصمة أبوظبي ، وفي زمن شهد ندرة المدارس إلا من بضعة كتاتيب ، دفع به والده إلى معلم ليعلمه أصول الدين ، وحفظ القرآن الكريم ، ونسج من معانيه نمط حياته ، وبدأ يعي أن كتاب الله جل جلاله ليس فقط كتاب دين ، وإنما هو الدستور المنظم الشامل لجميع جوانب الحياة ، وفي السنة السابعة من عمره كان يجلس في مجلس والده الشيخ / سلطان ، وكان الطفل زايد يلتقط ويتعلم العلم من مجلس أبيه ، فتعلم أصول العادات العربية ، والتقاليد الأصيلة ، والشهامة ، والمروة ، والشرف ، وتعلم الأمور السياسية والحوار السياسي ، ورغم تفوقه إلا أنه يعترف هو نفسه بأنه كان أحياناً يرفض التعليم ، وأحياناً كان متمرداً على معلمه ، وفي مرحلة يفاعته بدأت ثقافته تكتسب بعداً جديداً ، فولع بالأدب ، واظهر الاهتمام بمعرفة وقائع العرب وأيامهم ، وكان من أمتع أوقاته الجلوس إلى كبار السن ليحدثوه عما يعرفوه من سير الأجداد وبطولاتهم.
هواياته:
كبر الشيخ / زايد ، وترعرع ، وتعلم الفروسية ، والقنص ، وكان يفضل المرح والقنص في الصحراء أو الجبال القريبة أو المنافسة مع أصدقائه وأقرانه ، كما تولع منذ طفولته بحب الخيل ، حيث كان يتردد إلى إسطبل العائلة للخيول العربية الأصيلة في مزيد .
شخصيته:
الشيخ / زايد عربي مسلم ، ذو سمات إنسانية ، وهو رجل واضح الذاتية ، وطيد الأصالة ، مفتوح الطموح ، مكفول الحاجات ، رشيد التصرف ، كريم المنزلة ، غير منكمش ولا هياب ، جم القدرة على الابتكار والإبداع.
بعض من أقواله:
" الكتاب هو وعاء العلم والحضارة والثقافة والمعرفة والآداب والفنون ، وأن الأمم لا تقاس بثرواتها المادية وحدها وإنما تقاس بأصالتها الحضارية .
" إن أفضل استثمار للمال هو استثماره في خلق أجيال من المتعلمين والمثقفين، علينا أن نسابق الزمن وأن تكون خطواتنا نحو تحصيل العلم والتزود بالمعرفة أسرع من خطانا في أي مجال آخر.
مواقفه:
أقام صاحب السمو الشيخ زايد عدد من المشروعات السكنية التي تحمل اسمه في مدينة القدس ، وكذلك عدد من مشاريع الترميم في المدينة وأمر كذلك مؤسسة زايد للأعمال الخيرية وجمعية الهلال الأحمر بالدولة بتلبية المتطلبات الطبية ، والتعليمية ، والاجتماعية ، لسكان القدس المحتلة ، وتوفير ما يلزم لدعم المؤسسات المعنية بهذه النشاطات حتى يتسنى للمدينة المقدسة الصمود في وجه محاولات التهويد المستمرة .
لقد وضع الشيخ زايد أزمة الخليج في إطارها الصحيح حين أكد موقف دولة الإمارات الرافض للعدوان العراقي المنبوذ وأشار بكل وضوح إلى أن حل الأزمة يتمثل في الانسحاب العراقي التام وغير المشروط من الكويت,و لقد كان لمواقف الشيخ زايد الثابتة ، والتزامه بالعهود ، والمواثيق الأخلاقية ، والإنسانية ، والدفاع عنها مهما كانت النتائج والتضحيات ، لهي مميزات إسلامية في قيادته الحكيمة أكدتها التجربة ، ورسختها الممارسة .
جوائز وأوسمة الشيخ زايد:
• وشاح جامعة الدول العربية (1993).
• الوسام الذهبي للتاريخ العربي(1995).
• جوائز أعمال الخليج 96.
• وسام المحافظة علي البيئة الباكستاني.
• زايد داعية البيئة.
• أبرز شخصية عالمية 1998.
• زايد شخصية العام 1999 الإسلامية.
• ميدالية اليوم العالمي للأغذية(2017).
• جائزة كان الكبرى للمياه(2017).
نتائج الشيخ زايد (رحمه الله):
1_عقد حكام الإمارات التسع اجتماعا في دبي أعلن في نهايته عن توقيع اتفاقية لإقامة اتحاد يشمل إمارات أبوظبي والبحرين ودبي وقطر وأم القيوين والشارقة وراس الخيمة والفجيرة وعجمان على إن يبدأ العمل في نهاية الشهر التالي ، ويحمل اسم اتحاد الإمارات العربية ، وقد أرست هذه الاتفاقية قواعد اتحاد الإمارات العربية ككيان سياسي موحد.
2_ أدرك زايد وفي السنوات الأولى من عمر دولة الاتحاد أن العلم والعمل هما الطريق نحو رفعة الأمة وتقدمها وبناء الإنسان فسارع زايد إلى إعطاء الأوامر السامية ببناء المدارس ومراكز التعليم في مختلف مناطق الدولة.
3_زرع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فينا نحن الأجيال الجديدة حب التراث وحب العادات والتقاليد حيث أن للماضي رائحة طيبة عبقة يشتمها الكبار فيحسون بالحنين له ويشتمها الصغار فيحسون بالنشوة والاعتزاز والفخر ولا أروع من الفخر عند العرب من الفخر بأصولهم وأنسابهم وعاداتهم.
4_اهتم زايد بالبيئة الإماراتية وأولاها عناية كبيرة كيف لا وهي التي أخرجت من رحمها رجالاًَ أشداء بنوا هذه الأرض وعمروها وأقاموا عليها دولة حديثة متطورة ولذلك دعا زايد إلى المحافظة عليها وحمايتها فتم إنشاء المحميات الطبيعية المزروعة بالأشجار الصحراوية والتي تمثل بيئة صالحة للحيوانات البرية للحياة فيها مثل الغزلان والأرانب البرية ومختلف أنواع الطيور .
5_ قامت الدولة بتهيئة العديد من الأراضي عن طريق تسوية الأرض وحرثها ومد شبكات الري الحديثة فيها وقامت بزراعتها بشكل مبدئي بأشجار صحراوية قادرة على تحمل ملوحة التربة وحرارة الجو وتم استخدام الطرق الحديثة في الري مثل التنقيط والتقطير والرش وتم توفير الأسمدة الزراعية العضوية والكيماوية وقامت الدولة في نفس الوقت بتشجيع الزراعة وتم استغلال الإعلام والإرشاد الزراعي في هذا المجال وإضافة إلى ذلك تم توزيع الأراضي الزراعية على المواطنين وبالمجان وتم توفير الدعم اللازم لهم عن طريق حفر الآبار وإنشاء الأحواض والبيوت البلاستيكية وتوزيع الشتلات ودعم الأسمدة والبذور واستجلاب المهندسين والعمال وفعلاً لم تبخل دولة الإمارات في أي شيء يساعد في نشر الرقعة الخضراء في أراضي الإمارات ..
وفاته
توفي الشيخ زايد في 2 نوفمبر 2022 ليخلفه في اليوم التالي رئيساً لدولة الإمارات وحاكماً لإمارة أبوظبي ابنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
الخاتمة :
زايد ليس مجرد زعيم نتغنى بأمجاده وإنجازاته .. زايد دنيا من الحب نعيشها .. زايد هو الأب والدولة والقائد .. زايد هو شيخ كل العرب وأمير كل الفرسان .. زايد هو الرجل الذي صنع المعجزة وبنى المستحيل ووضع يديه المعطاءة في الأرض اليابسة فجعلها جنة سندسية اللون تتباهى كعروس في يوم عرسها لتصبح إماراتي الجميلة في مقدمة الدول وينتقل الإنسان الإماراتي إلى مستوى أرقى وأفضل .. فشكراً يا زايد ، شكراً يا أبي .. وعندما يتحدث الحب في قلوبنا لابد أن ينطق باسم زايد .
المراجع :
– كتاب صقر الصحراء
– كتاب بقوة الإتحاد/ القائد والدولة
المقدمة
التضامن العربي
أخذ التضامن العربي حيزاً كبيراً من جهود صاحب السمو الشيخ خليفة، حيث اعتبره واجباً يفرضه الانتماء إلى الأمة العربية، وقد أكد ذلك مبكراً، فقال " إن موقف أبوظبي بالنسبة للحق العربي موقف محدد وواضح، وهو ليس التأييد فقط ولكنه موقف التدعيم المستمر، وموقف المساندة، بكل ما تملك، فقضية العرب واحدة على كل حال. إن الوطن العربي الذي أصابته التجزئة لا يمكن أن ينفصل فإن روابط الدين واللغة والتاريخ تجمع كل العرب إلى جانب أن آمالهم واحدة ومستقبلهم واحد أيضاً.
إن أبوظبي تؤمن بهذه الحقائق الثابتة، وتنطلق في سياستها على أساس من هذه الحقائق. إن كل ما نقيمه من إنجازات في الداخل هو نواة في تقدم العرب وكل تقدم في أي بلد عربي نعتبره تقدماً لكل عربي".
كما أكد أن دولة الإمارات تؤمن بالوحدة العربية الشاملة، لأنها جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، وتقريب وجهات النظر بين الإخوة، واستبعاد كل ما شأنه التأثير على التضامن العربي.
ومن هذا المنطلق الوحدوي اعتبر أن مشكلة الحدود بين الدول العربية مشكلة مصطنعة فقال:" إننا جميعاً نسعى إلى الوحدة الشاملة وهذا يعني إذابة الحدود بين الأشقاء فنحن أمة واحدة والحدود الجغرافية مصطنعة وما دمنا نؤمن بأن مصيرنا إلى الوحدة العربية باعتبارنا جزء من الوطن العربي الكبير فلماذا نختلف عن الحدود ونتمسك بشكليات رسمها الاستعمار على خرائط بلادنا. إن علينا أن نمهد الطريق لأجيالنا القادمة لتحقيق أمل أمتنا في الوحدة " .
وقد أكد على ذلك في مناسبة أخرى، عندما قال: " إن أعداء الأمة العربية دأبوا على إذكاء الخلافات بين الدول العربية باعتبارها منفذاً إلى إضعاف القوة العربية.. إن الخلافات الحدودية تجدها بين كل بلد عربي وآخر، وهي ليست بدعة تتفرد بها الأمة العربية بين الأمم ذات الجذور المشتركة .
ونظرة بلادنا، كما عبر عنها سمو الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مناسبات عديدة هي أن كل مشكلة أو خلاف بين شقيقة عربية وأخرى لا يجب أن يؤثر على الإستراتيجية العربية الشاملة.. وأن هذه المشكلات والخلافات لا تمس الجوهر .. ومن الممكن حلها بالتفاهم والحوار بين الأخوة. ولقد ثبت عمق هذه النظرة كما ثبتت عمق هذه النظرة كما ثبتت فعاليتها في كل المواقف والأحداث".
وحين كانت العلاقات العربية العربية على غير ما يرام لم يخف سمو القلق على مستقبل الأمة، مبرزاً ضرورة تحكيم العقل، وانتهاج أسلوب الحوار من أجل تجاوز تلك العقبات، فقال: "لقد تمكنت الخلافات العربية من أن تكبل إرادتنا العربية الواحدة لسنوات طويلة، وكان لذلك انعكاسات سيئة على قضايانا المصيرية، إن الموقف العربي الراهن يحتاج إلى مراجعة ووقفة صادقة مع النفس من جانب كل الأطراف، فعلى كل العرب أن يدركوا البندقية الصهيونية تتربص بالجميع وأن إهدار الوقت في خلافات هامشية هو فرصة إضافية للعدول لتثبيت وجوده بالأراضي العربية، والانتقال بأطماعه إلى مرحلة جديدة لابتلاع أرض عربية أخرى .
وأضاف أنه علينا أن لا نستسلم للتشاؤم، راضين بالحال التي نحن فيها كأمر واقع، لأن إدراكنا لحجم الأخطار التي تهدد أوطاننا وثرواتنا وحضارتنا ومصيرنا تجعلنا قادرين ولاشك على تخطي الخلافات بقوة وصلابة بدل الانقسام والفرقة، وعلينا أن نجعل الأمر الواقع على عكس ما يحاول أعداء أمتنا فرضه " .
وخلال استقباله للرئيس ياسر عرفات بتاريخ 01/08/1987 صرح بأن العمل العربي المشترك هو أساس القوة العربية، القادرة على مواجهة التحديات وإغلاق الأبواب أمام الأطماع والمخاطر ومكامن الضعف، وأن الفرقة بين العرب عامل يخدم العدو، ولابد من مواصلة الجهود التي تقرب الأمة العربية من أهدافها في وحدة الكلمة والصف باعتبارها الضمانة الأكيدة لتحقيق ما نصبو إليه من آمال.
وفضلاً عن جهوده في تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية والدول العربية، فقد بذل جهوداً مشهودة في المصالحة العربية العربية، وفي رجوع مصر للصف العربي، انطلاقاً من دورها في المسيرة العربية، وثقلها المادي والمعنوي، وإدراكاً منه أن الكيان العربي جزء لا يتجزأ، وأن التضامن العربي يجب أن يكون فوق الخلافات الآنية، والمواقف الطارئة، وفي هذا السياق صرح سموه قائلاً: "إننا جميعاً نقدر أهمية دور مصر وثقلها بالنسبة للعمل العربي الموحد، ولا أحد من القادة العرب ينكر دور مصر القيادي في المسيرة العربية الموحدة، وما قدمته لنصرة قضايا أمته العربية من مساندة ودعم وتضحيات"، وظل يؤكد على هذه الحقيقة ويعمل من أجلها حتى استعادت مصر موقعها في العمل العربي المشترك، ومن تصريحاته في هذا المجال:" نحن نعتقد أن مصر جديرة بأن تأخذ مكانتها الطبيعية ضمن أسرتها الكبيرة في الجامعة العربية خدمة للقضايا المصيرية والعربية إقليمياً ودولياً، لأننا لا نتصور عملاً عربياً ناضجاً دون أن تشارك مصر في صياغته، ودون أن تشترك في تنفيذه. وهذا المطلب يأتي من حتمية وقدرة موقع مصر في الوطن العربي وفي الوجدان العربي وفي التاريخ العربي" .
وإلى جانب دعوته إلى استعادة مصر لمكانتها في العمل العربي المشترك فقد رأى بعقله الثاقب أن الحرب الأهلية التي اندلعت في لبنان آفة ينبغي العمل على توقيفها، ليعود هذا القطر كما كان وكما يجب أن يظل عضواً فاعلاً في كيان هذه الأمة، فأكد " أن ما يحدث على الساحة اللبنانية يشكل كارثة بكل المقاييس، ولا يستفيد منه غير أعداء العرب". وقال: "إن ما يجري على الساحة اللبنانية من اقتتال يثير الألم والأسى في قلب كل عربي، فضلاً عن أنه مبعث للقلق على مصير هذا البلد العزيز على القلب والنفس، كما أنه مبعث للقلق على مستقبل المنطقة لما قد يترتب عليه من احتمالات خطيرة قد تلحق بالمنطقة العربية.
إن القوى اللبنانية المتصارعة تدرك تماماً أن لبنان العريق مهدد بالضياع، وأن القوى المتربصة بهذا البلد هي صاحبة المصلحة الوحيدة في إزالة لبنان من فوق خريطة العالم بتغذية ذلك الصراع حتى تتحقق لها أهدافها.
إن حل الأزمة اللبنانية يتوقف قبل كل شيء على اللبنانيين أنفسهم، لأنهم القادرون وحدهم على صيانة وحدة أراضيهم واستقلالهم، وأعتقد أن سقوط اتفاق 17 آيار هو خطورة كبيرة يساهم مساهمة كبيرة في تعميق الحوار بين الأطراف اللبنانية، بما يستهدف في النهاية عودة السلام إلى لبنان وتحقيق العدالة بين جميع أبنائه. وأود أن أقول إن كل الأطراف مطالبة بمراجعة مواقفها وأن تفكر في أن وحدة لبنان هي حجر الزاوية في سلامة لبنان وأمنه واستقلاله وأن تعمل بإخلاص وتجرد من أجل تحقيق هذه الغاية النبيلة".
وهكذا انطلقت رؤية صاحب السمو لمشاكل لبنان من الحرص على تجاوز تلك المشاكل، والتأكيد على أن تجاوزها بيد اللبنانيين أولاً وأخيراً، وأنها لا تخدم سوى أعداء الأمة الذين يذكون الصراعات بين أبناء الوطن الواحد من أجل اختراقه، وخلق اتفاقيات تخدم مصالحهم في المنطقة العربية؛ لذلك اعتبر أن سقوط اتفاق 17 آيار هو خطورة كبيرة في تعميق الحوار بين أبناء لبنان، وبادرت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى السعي بكل الوسائد لحل المشكل اللبناني، فشاركت في قوات الردع العربية، وظلت الجهود مستمرة لحقن الدماء بين الأشقاء، ثم لدعم حكومة الوفاق الوطني، والتأكيد على حق لبنان في المقاومة حتى تحرير الجنوب وعندما تم تحرير الجنوب توجه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بمكرمته الكريمة التي تجلت في مبادرة الإمارات إلى مشروع "نزع الألغام من جنوب لبنان" لتعود الحياة إلى تلك المنطقة الغالية، ولتزول منها كل عوامل الخوف والرعب والإرهاب التي زرعها العدو الصهيوني. كل ذلك فضلاً عن مشاريع الاستثمار المتعددة والاتفاقيات الثنائية، والزيارات المتبادلة التي تآزرت كلها من أجل إزالة عوامل الحرب الأهلية والاحتلال الصهيوني اللذين عانى منهما لبنان خلال السنوات الماضية.
لقد كانت رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة للمشكل اللبناني تنطلق من إحساس قومي صادق وعميق عبر عنه بقوله: " إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة ننطلق في نظرتنا للقضايا العربية بأنها قضايا مرتبطة ببعضها، وبأن الألم العربي ألم واحد، وحينما يتألم العربي في فلسطين المحتلة أو في لبنان فإن هذا الألم يصيب أبناء الإمارات، وكذلك عندما نتوصل إلى حل مشكلة عربية معينة فإن الانفراج يصيبنا جميعاً فالأمن القومي العربي واحد ولا يمكن أن يشعر أحد منا بالطمأنينة ومنزل أخيه يتصدع وأمنه وحياته معرضان للخطر ".
"إن ما يحدث حالياً في لبنان هو من جراء الاعتداء الصهيوني على الأمة العربية منذ نكبة فلسطين عام 48 فمنذ أيام النكبة أصيبت الأمة العربية بهزة عنيفة لا تزال مضاعفتها تتفاعل حتى اليوم، كما أن العدو الصهيوني لا يتوقف عن تدبير المؤامرات ضد الشعبين العربيين اللبناني والفلسطيني".
إنها الرؤية التي تنطلق من وحدة الألم والأمل، وتدرك أن الأمن العربي واحد، وأن العدو الذي يسعى إلى اختراقه يعمل ما في وسعه لتنفيذ خططه ومؤامراته لذلك فلابد من التضامن والتآزر لمجابهته؛ الأمر الذي جعل منه صاحب السمو ولي عهد أبوظبي برنامج عمل دؤوب سعى إلى تحقيقه بين كل الدول العربية، وأكد عليه في مختلف المناسبات. ومن ذلك قوله: "تحرص دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة على تحقيق التضامن العربي، ووحدة الصف وتعزيز العمل العربي المشترك،انطلاقاً من إيمانها بأن التضامن قوة، والفرقة ضعف، ولذلك ترى دولة الإمارات أن اللقاءات العربية من أجل صيانة العمل العربي، وسد الثغرات التي تعتري هذا العمل، ونتمنى أن تزول الخلافات العربية حتى تجد الأمة العربية المكانة اللائقة بها في عصر العولمة الذي لا مكان فيه للكيانات الصغيرة أو الضعيفة ".
وانطلاقاً من هذه الحقيقة فقد أكد على ضرورة توفر الثقة بين العواصم العربية فقال:" إن إقامة جسور الثقة بين مختلف العواصم العربية تسهل تحقيق تضامن قادر على استثمار كافة الإمكانات المتاحة، لمواجهة مختلف التحديات التي تواجهنا، ونحن مطالبون الآن، أكثر من أي وقت مضى، بالارتفاع فوق الخلافات الثنائية والجانبية، إلى المستوى الذي يجعلنا قادرين على التلاقي وتبادل الرأي بروية ومسؤولية، والاتفاق على موقف محدد واضح، مضيفاً أن الوقت لم يفت لإنقاذ الموقف ورأب الصدع في وحدة الصف العربي، لأن استمرار التمزق ضرب من المستحيل، ولابد أن تعود الروح إلى العمل العربي المشترك وتكون وحدتنا هي السبيل لمواجهة عدونا المشترك. وقد حان الوقت لكي ندرك حقائق هذا العصر، أن عالم اليوم، لا يقيم وزناً ولا يلتفت إلى قضية إلا بقدر القوة الضاغطة لأصحابها.. ولهذا يجب أن يكون لنا تحرك وموقف، لأن حقوقنا لن ترد إلينا بمجرد التمني، وعلينا أن نسعى إلى استردادها بكل السبل "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، وعندما تتغير موازين كثيرة في المنطقة، فإن الإرادة العربية القادرة، تستطيع حينئذ فرض إرادتها وتصبح لإمكانياتنا الضخمة قوة فاعلة ".
وقد رسم منهجاً قويماً للتضامن العربي حين قال: "إن أمتنا العربية تعيش اليوم مرحلة تاريخية وحاسمة، وتحتاج إلى تصفية القلوب وإنكار الذات، واستبعاد أية مشكلة جانبية أمام التعاون المطلق لإعلاء المصلحة العربية العليا فوق كل اعتبار. وفي رأينا أن اللقاء العربي المباشر هو الحوار الدائم الذي لا ينقطع لتدارس ما يواجهنا من مشاكل لنتخذ متحدين مواقف لها فعاليتها وتأثيرها في مجال العالمي . إن الخلاف في وجهات النظر لا يجب أن يتحول إلى اختلافات لأن ما بين الدول العربية وشعوبها لا يمكن أن تؤثر فيه عوامل طارئة ".
ولاشك أن التضامن والعمل المشترك لابد أن يتجليا في إطار عملي واحد، لذلك كانت نظرة صاحب السمو الشيخ خليفة للجامعة العربية، بوصفها إطاراً للعمل العربي المشترك على مستوى إدراكه للتحديات التي تواجه الأمة.
قولو لي قبل ما تاخذون
اسم الطالب : إشراف المعلم :
الصف :
المقدمة :
لم يخل عصر من عصور الإسلام من العلماء الدعاة الذين يأخذون بيد الأمة في ظلام الليل البهيم، وعند اشتداد الخطب واضطراب الأمور، يقومون بواجبهم المقدس في أداء الأمانة ونشر العلم، وتقويم الاعوجاج، ومواجهة الظلم، وتصويب الخطأ، وقام العلماء الأفذاذ بهذه السنة الحميدة؛ استشعارًا للمسئولية، وتقديرًا للأمانة، وإدراكًا لعظم دورهم باعتبارهم طليعة الأمة، ولسان حالها، وروادها.. والرائد لا يكذب أهله.
والعز بن عبد السلام، واحد من هؤلاء الرواد الصادقين، لم تشغلهم مؤلفاتهم ووظائفهم عن الجهر بكلمة الحق، وتبصير الناس، ومحاربة البدع، ونصح الحكام، وخوض ميادين الجهاد، حتى طغى هذا النشاط على جهدهم العلمي وهم المبرزون في علومه، واقترنت أسماؤهم بمواقفهم لا بمؤلفاتهم، وحمل التاريخ سيرتهم العطرة تسوق إلى الناس جلال الحق وعظمة الموقف، وابتغاء رضى الله، دون نظر إلى سخط حاكم أو تملق محكوم، فهو ينطق بما يعتقد أنه الصواب والحق، غير ملتفت إلى غضب هذا أو رضى ذاك.
المولد والنشأة :
في دمشق كان مولد عبد العزيز بن عبد السلام المعروف بالعز سنة (577 هـ -1181م)، وبها نشأ وتلقى تعليمه، وكانت دمشق منذ العصر الأموي حاضرة من حواضر العلم تزخر بالعلماء وتموج فيها الحركة العلمية، ويقصدها العلماء من الشرق والغرب.
ولم يطلب العز العلم صغيرًا مثل أقرانه، وإنما ابتدأ العلم في سن متأخرة، وانتظم في التزام حلقات الدرس وأكب على العلم بشغف ونهم وهمة عالية، فحصل في سنوات قليلة ما يعجز أقرانه عن تحصيله في سنوات طويلة، ورزقه الله الفهم العميق والذكاء الخارق فأعانه ذلك على إتقان الفقه والأصول، ودراسة التفسير وعلوم القرآن وتلقي الحديث وعلومه، وتحصيل اللغة والأدب والنحو والبلاغة.
وأشهر شيوخ العز ما ذكرهم السبكي في طبقات الشافعية بقوله: تفقه على الشيخ فخر الدين بن عساكر، وقرأ الأصول على الشيخ سيف الدين الآمدي وغيره، وسمع الحديث من الحافظ أبي محمد القاسم بن عساكر.
الخطابة في الجامع الأموي :
ولم يكن التدريس فقط ميدانه المحبب، وساحته التي يرمي بأفكاره فيها، ويلتقي بالصفوة من تلاميذه، يمدهم بقبس علمه، وصفاء روحه، وإخلاص نفسه، ويقدم الصورة والمثال لما ينبغي أن يكون عليه العالم القدوة من الالتزام والانضباط -وإنما أضاف إلى ذلك مجالاً أرحب بتوليه الخطابة في الجامع الأموي بدمشق سنة (637 هـ = 1239م)، وكان خطيبًا بارعًا، يملك أفئدة السامعين بصوته المؤثر، وكلامه المتدفق، وإخلاصه العميق، ولم يكن يؤثر استخدام السجع المفرط كما كان يفعل أقرانه، ولا يدق مثلهم بالسيف الخشبي على أعواد المنابر، ولا يرتدي السواد، وإنما كان فيه سلاسة ويسر، يبتعد عن التكلف في الكلام، ويصيب بحديثه الطيب شغاف القلوب، فيعمل فيها ما لا تعمله عشرات الدروس والمواعظ الخالية من الروح، الفقيرة من العاطفة.
وشاء الله أن يخسر المسلمون في دمشق خطب الشيخ الجامعة، فلم يستمر في الخطابة سوى سنة تقريبًا، وفقد المنصب بسبب شجاعته وقرعه بالنكير على صنيع الصالح إسماعيل حاكم دمشق، بعد أن وضع يده في يد الصليبيين، وتحالف معهم ضد ابن أخيه الصالح أيوب حاكم مصر، وكان ثمن هذا الحلف أن سلّم لهم صيدا وشقيف وصفد، ولم يكتف الصالح إسماعيل بتصرفه الشائن وإنما سمح لهم بدخول دمشق لشراء السلاح لقتال المسلمين في مصر.
ولم يكن الشيخ ليسكت عن خطأ أو يسمح بتجاوز في حق الأمة، أو تفريط في ثوابتها؛ فأفتى بحرمة بيع السلاح للفرنج بعد أن ثبت أنه يُستخدم في محاربة المسلمين، ثم أعقب ذلك بخطبة مدوية في الجامع الأموي قبح فيها الخيانة وغياب النجدة والمروءة، وذم ما فعله السلطان وقطع الدعاء له بالخطبة.
وما كان من الصالح إسماعيل إلا أن أقدم على عزل الشيخ الجليل عن الخطابة والإفتاء، وأمر باعتقاله، ثم فك حبسه بعد مدة خوفًا من غضب الناس وألزمه بيته، ومنعه من الإفتاء.
في القاهرة :
أيقن الشيخ صعوبة الحركة مع حاكم يفرّط في الحقوق، ويقدم على الخيانة بنفس راضية، فقرر الهجرة إلى بلد يمارس فيها دعوته، ويدعو إلى الله على البصيرة، عالي الجبين، مرفوع الهامة، فولّى شطره إلى القاهرة، ورفض العودة إلى دمشق بعد أن طلب منه بعض دعاة الصلح أن يترفق بالسلطان، ويلاينه وينكسر له حتى يرضى عنه، وأطلق عبارته الكريمة للساعي إلى الصلح: "يا مسكين ما أرضاه أن يقبّل يدي، فضلا أن أقبل يده، يا قوم أنتم في واد، وأنا في واد، والحمد لله الذي عافاني مما ابتلاكم به".
وصل الشيخ إلى القاهرة سنة (639 هـ = 1241م) واستقبله الصالح أيوب بما يليق به من الإكرام والتبجيل، وولاه الخطابة في جامع عمرو بن العاص، وعينه في منصب قاضي القضاة، والإشراف على عمارة المساجد المهجورة بمصر والقاهرة، وهي الأعمال التي تناط الآن بوزارة الأوقاف، لكنها كانت تستند في ذلك الوقت إلى القضاة؛ لأمانتهم ومكانتهم الدينية والاجتماعية.
بائع الأمراء :
قبل الشيخ الجليل منصب قاضي القضاة ليصلح ما كان معوجًا، ويعيد حقًا كان غائبًا، وينصف مظلومًا، ويمنع انحرافًا وبيلا، فلم يكن يسعى إلى جاه وشهرة، وفي أثناء قيامه بعمله اكتشف أن القادة الأمراء الذين يعتمد عليهم الملك الصالح أيوب لا يزالون أرقاء لم تذهب عنهم صفة العبودية، والمعروف أن الملك الصالح أكثر من شراء المماليك وأسكنهم جزيرة الروضة واعتمد عليهم في إقامة دولته وفي حروبه، وهؤلاء المماليك هم الذين قضوا على الدولة الأيوبية في مصر وأقاموا دولتهم التي عُرفت بدولة المماليك.
وما دام هؤلاء الأمراء أرقاء فلا تثبت ولايتهم ونفاذ تصرفاتهم العامة والخاصة ما لم يُحرروا، فأبلغهم بذلك، ثم أوقف تصرفاتهم في البيع والشراء والنكاح وغير ذلك مما يثبت للأحرار من أهلية التصرف، فتعطلت مصالحهم، وكان من بين هؤلاء الأمراء نائب السلطان.
وحاول هؤلاء الأمراء مساومة الشيخ فلم يفلحوا وأصر على بيعهم لصالح بيت المال، ثم يتم عتقهم ليصبحوا أحرارًا تنفذ تصرفاتهم، قائلا لهم: نعقد لكم مجلسًا، ويُنادى عليكم لبيت مال المسلمين، ويحصل عتقكم بطريق شرعي، وما كان ذلك ليرضيهم فرفضوا ورفعوا الأمر إلى السلطان الصالح أيوب، فراجع الشيخ في قراره فأبى، وتلفظ السلطان بكلمة ندَّت منه أغضبت الشيخ، وفهم منها أن هذا الأمر لا يعنيه ولا يتعلق بسلطته، فانسحب الشيخ وعزل نفسه عن القضاء، فما قيمة أحكامه إذا لم تُنفذ.
وما أن انتشر خبر ما حدث، حتى خرجت الأمة وراء الشيخ العز الذي غادر القاهرة وأدرك السلطان خطورة فعلته، فركب في طلب الشيخ واسترضاه وطيَّب خاطره واستمال قلبه، وطلب منه الرجوع معه، فوافق العز على أن يتم بيع الأمراء بالمناداة عليهم.
وكم كان الشيخ مهيبًا جليلا وهو واقف ينادي على أمراء الدولة واحدًا بعد واحد، ويغالي في ثمنهم حتى إذا ارتفع السعر إلى أقصى غايته وعجز المشترون قام السلطان الصالح أيوب بدفع الثمن من ماله الخاص إلى الشيخ الشجاع الذي أودع ثمنهم بيت مال المسلمين، وكانت هذه الوقعة الطريفة سببا في إطلاق اسم بائع الملوك على الشيخ المهيب.
مع الظاهر بيبرس :
وتكرر هذا الأمر منه عند بيعة الظاهر بيبرس حين استدعى الأمراء والعلماء لبيعته، وكان من بينهم الشيخ العز، الذي فاجأ الظاهر بيبرس والحاضرين بقوله: يا ركن الدين أنا أعرفك مملوك البند قدار -أي لا تصح بيعته؛ لأنه ليس أهلا للتصرف- فما كان من الظاهر بيبرس إلا أن أحضر ما يثبت أن البندقدار قد وهبه للملك الصالح أيوب الذي أعتقه، وهنا تقدَّم الشيخ فبايع بيبرس على الملك.
وكان الظاهر بيبرس على شدته وهيبته يعظم الشيخ العز ويحترمه، ويعرف مقداره، ويقف عند أقواله وفتاواه، ويعبر السيوطي عن ذلك بقوله: (وكان بمصر منقمعًا، تحت كلمة الشيخ عز الدين بن عبد السلام، لا يستطيع أن يخرج عن أمره حتى إنه قال لما مات الشيخ: ما استقر ملكي إلا الآن).
مؤلفاته وجهوده العلمية :
تعددت مساهمات العز بن عبد السلام في الإفتاء والخطابة والقضاء والتدريس والتأليف، وله في كل إسهام قدم راسخة ويد بيضاء، وانتهت إليه في عصره رياسة الشافعية، وبلغت مؤلفاته ثلاثين مؤلفًا، وهي دليل نبوغ فذ وقدرة عالية على أن يجمع بين التأليف وأعماله الأخرى التي تستنفد الجهد وتفنى الأعمار فيها، لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء، فاجتمع له من الفضل ما لم يجتمع إلا للأفذاذ النابغين من علماء الأمة.
وشملت مؤلفاته التفسير وعلوم القرآن والحديث والسيرة النبوية، وعلم التوحيد، والفقه وأصوله والفتوى. ومن أشهر كتبه: قواعد الأحكام في مصالح الأنام، والغاية في اختصار النهاية في الفقه الشافعي، ومختصر صحيح مسلم، وبداية السول في تفضيل الرسول، والإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز، وتفسير القرآن العظيم، ومقاصد الصلاة، ومقاصد الصوم.
وفاته :
طال العمر بالعز بن عبد السلام، فبلغ ثلاثة وثمانين عاما قضى معظمها في جهاد دائم بالكلمة الحرة، والقلم الشجاع، والرأي الثاقب، وحمل السلاح ضد الفرنج؛ للمحافظة على حقوق الأمة حتى لقي ربه في (10 من جمادى الأولى 660 هـ – 9 من إبريل 1263م).
الخاتمة :
وهنا قبل أن أختم تقريري لابد من الذكر بأن الشيخ العز بن عبد السلام هو من الأبطال والشجعان الذي حمى ودافع عن الدين والأمة في زمن كانت الذئاب تنهش الأمة العربي شيئا فشيئا ولذا لابد لنا من أن نفخر ونعتز بمثل هذا العالم والقائد , وفي النهاية أتمنى أن أكون قد وفقت في كتابة هذا التقرير راجيا من الله العلي القدير أن تكونوا قد استفدتم منه.
من مصادر الدراسة:
ابن شاكر الكتبي: فوات الوفيات – تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت – بدون تاريخ.
• عبد الوهاب السبكي: طبقات الشافعية الكبرى – تحقيق محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح الحلو – مطبعة عيسى البابي الحلبي – القاهرة – (1383هـ=1964م) وما بعدها.
• محمود رزق سليم سليم: عصر سلاطين المماليك – مكتبة الآداب – القاهرة – (1384 هـ = 1965م)
محمد الزحيلي: العز بن عبد السلام – دار القلم – دمشق – 1998م.
الفهرس:
المقدمة……………………………………. ………………………………………….. ………………2
المولد والنشأة –والخطابة في الجامع الأموي…………………………………….. ………………..3
في القاهرة –بائع الأمراء……………………………………. …………………………………………4
مع الظاهر بيبرس- مؤلفاته -وفاته……………………………………… …………………………….5
الخاتمة ………………………………………….. ………………………………………….. …………6
المصادر……………………………………. ………………………………………….. ………………7