التصنيفات
الصف الثامن

بحث عن درس اثر اللغة العربية في اللغات الاخرى ضروري وبسرعة للصف الثامن

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اريد بحث عن درس اثر اللغة العربية في اللغات الاخرى
واريده اليوم ضروري
وارجو منكم ان لا تخجلوني لانه اول طلب لي بالمدونة

وشكرا

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثامن

ورقة عمل عن اثر اللغة العربية على اللغات الاخرى للصف الثامن

ورقة عمل عن درس اللغة العربية على اللغات الخرى

الصف الثامن

دين

منقول

اعتذر على عدم صنع اوراق عمل وبوربينات لضيق الوقت

واتمنى الاستفادة

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثامن

تقرير عن درس أثر اللغة العربية في اللغات الأخرى للصف الثامن


أثر اللغة العربية في اللغات الأخرى

إن الكلمات العربية في اللغات الإسلامية : الفارسية والتركية والأوردية والمالاوية والسنغالية أكثر من أن تحصى.

والكلمات العربية في الإسبانية والبرتغالية ثم في الألمانية والإيطالية والإنكليزية والفرنسية ليست قليلة أيضاً .

لقد التقت العربية بالفارسية والسريانية والقبطية والبربرية.

وكان عندها أسباب القوة، فهي لغة القرآن، وتتميز ببناء قوي محكم، وتملك مادة غزيرة .

لقد حملت رسالة الإسلام فغنيت بألفاظ كثيرة جديدة للتعبير عما جاء به الإسلام من مفاهيم وأفكار ونظم وقواعد سلوك.

وأصبحت لغة الدين والثقافة والحضارة والحكم في آن واحد .

غزت العربية اللغات الأخرى
كالفارسية والتركية والأوردية والسواحلية فأدخلت إليها حروف الكتابة وكثيراً من الألفاظ. وكان تأثيرها في اللغات الأخرى عن طريق الأصوات والحروف والمفردات والمعاني والتراكيب .

وأدى اصطدام العربية باللغات الأخرى إلى انقراض بعض اللغات وحلول العربية محلها كما حصل في العراق والشام ومصر, وإلى انزواء بعضها كالبربرية وانحسار بعضها الآخر كالفارسية .

لقد أصبحت لغات الترك والفرس والملايو والأوردو تكتب جميعها بالحروف العربية . وكان للعربية الحظ الأوفر في الانبثاث في اللهجات الصومالية والزنجبارية لرجوع الصلة بين شرق إفريقيا وجزيرة العرب إلى أقدم عصور التاريخ .

سأل طالب في بيروت
أستاذه عن المعنى العربي لمصطلح أجنبي,
فقال لـه الأستاذ : وهل العربية لغة ؟!
لقد اتخذت محاولات الطعن في العربية أشكالاً ومظاهر شتى,
فهي تلبس تارة ثوب الطعن في الأدب القديم وصحته,
وتظهر تارة بمظهر تشجيع اللهجات المحلية لتفتيت اللغة الواحدة وتمزيق الناطقين بها, وتارة تلبس ثوب الثورة على القديم والدعوة إلى التجديد. فمن مناد بالتمرد على الأسلوب العربي القديم, وهو لا يتمرد في حقيقته على قِدَم الأسلوب

وإنما يتمرد على صحة اللغة وسلامتها, ومن قائل بضيق العربية وقصر باعها عن مواكبة الحضارة, ومن مصرح بهجر الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني, ومن داع إلى تغيير القواعد.. ومن داعٍ للاعتراف بالعلمية وما فيها من أدب وفن .!

ويلبس كل ذلك ثوب الإصلاح اللغوي
.
وبلغ الأمر بأحدهم أنه لا يرى سبباً لهزيمة العرب إلا لغتهم الفصحى, أو يراها من أسباب هزيمتهم. وثان نظر إلى تخلف العرب العلمي في عصر الذرة فأعلن أنه لا يرى لهذا سبباً غير تمسك العرب بلغتهم في مراحل التعليم عامة والتعليم العالي منها خاصة.

وثالث لم يجد داء عند العرب أخطر من بقاء الحروف العربية في أيدي أصحابها, فدعا إلى نبذها وإحلال الحروف اللاتينية محلها.

ودعا آخرون إلى اللهجات المحلية وتشجيع دراسة تلك اللهجات باسم البحث العلمي في علم اللغة وفقهها, كما دعوا إلى العامية ودراستها.

وما هذا إلا دعوةٌ مفرقة ممزقة بطريقة علمية في عصر تبحث فيه الأمة عن وحدتها وترفع فيه شعار قوميتها.

ولقد تأسى كثير من أصحاب هذه الدعوات بما فعله مصطفى كمال أتاتورك في تركية حين نبذ الحروف العربية وكتب اللغة التركية بالحروف اللاتينية فقطع بذلك كل صلة للشعب التركي بمحيطه الشرقي والعربي والإسلامي ظناً منه أن ذلك يجعل تركية في صدارة العالم المتقدم .

ويقول الإنكليزي ( ويلكوكس )
: (( إن العامل الأكبر في فقد قوة الاختراع لدى المصريين هو استخدامهم اللغة العربية الفصحى في القراءة والكتابة )). وما يزال أحد الشوارع في حي (الزمالك) بالقاهرة يحمل اسمه .

ودفعت هذه الاتهامات أحد المفكرين إلى أن يصرخ من المرارة
: (( من حق إسرائيل أن تحيي العبرية الميْتة, ومن واجبنا أن نميت العربية الحية )). ويقول الدكتور عمر فروخ في هذا المعنى

: (( أعجب من الذين يدرسون اللغات الميْتة, ثم يريدون أن يميتوا لغة حية كالعربية .))

إن من يراجع الوثائق التي بدأت بها عملية الاحتلال البريطاني لمصر يكتشف أن أول أعمال الاحتلال هو وضع الخطة لحطم اللغة،

يبدو ذلك واضحاً في تقرير لورد دوفرين عام 1882

حين قال : إن أمل التقدم ضعيف ( في مصر) ما دامت العامة تتعلم اللغة العربية الفصيحة .

وقد توالت هذه الحرب ليس في مصر وحدها بل في الشام والمغرب بأقطاره كلها في محاولات قدمها كرومر وبلنت من ناحية ولويس ماسينيون وكولان في المغرب

. ثم تقدم رجال يحملون أسماء عربية للعمل بعد أن مهد لهم الطريق ويلكوكس والقاضي ديلمور، وحيل بين اللغة العربية وبين أحكام المحاكم المختلطة والأجنبية .

وكان التعليم في البلاد العربية المحتلة يتم كله
باللغات الأجنبية ( الإنجليزية في مصر والسودان والعراق ) والفرنسية في (سورية وتونس والجزائر والمغرب)،

فقد كانت لحظة النفوذ الأجنبي ترمي إلى
أولاً : تحويل أبجدية اللغات الإقليمية إلى اللاتينية وكانت تكتب أساساً بالحروف العربية ، كما حدث في إندونيسيا وبعض بلاد إفريقية وآسية .

ثانياً : تقديم اللغات الأجنبية في الأقطار الإسلامية على اللغة العربية .

ثالثاً : تقديم اللهجات واللغات المحلية وتشجيعها والدعوة إلى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية.

رابعاً : ابتعاث الطلاب إلى الغرب لدراسة لغاته، وكان ذلك إيماناً بأن اللغة هي الوجه الثاني للفكر، وأن من يجيد لغة لا بد أن يعجب بتاريخها وفكرها ويصير له انتماء من نوع ما إلى هذه الأمة .

وكانت الحملة على اللغة العربية الفصحى من خلال حجج ضعيفة واهية منها
: صعوبة اللغة، ومنها التفاوت بينها وبين العامية .

وكان فرض اللغات الأجنبية في مختلف أقطار الأمة الإسلامية عاملاً هاماً في فرض ثقافاتها ووجهة نظر أهلها وفي الوقوف موقف الإعجاب بالغاصب والعجز عن مواجهته.

ومن يدرس تجارب التعليم الغربي في البلاد العربية
يجد الولاء الواضح للنفوذ الغربي .

وفي البلاد الإسلامية غير العربية فعل الأجنبي فعله في إفريقية وآسيا خاصة ففي إفريقية عمد الإنجليز في نيجيريا إلى نقل حروف اللغات المحلية من العربية إلى الحروف اللاتينية فضلاً عن عملية القضاء على كتب التراث الإسلامي التي تعرضت للحريق للقضاء على كل أثر علمي عربي بعد قطع التيار الحضاري العربي القادم من شمال إفريقية ومصر .

وفي غرب إفريقية عمد الاستعمار الفرنسي إلى القضاء على العربية بعد معركة مع اللغة العربية في الجزائر خلال مائة عام كاملة .

وقد جاء هذا كله بعد أن بلغت اللغة العربية كل وصف حتى أصبحت لغة التخاطب بين قبائل نصف القارة كما أشار إلى ذلك ( توماس أرنولد) في كتابه (( الدعوة إلى الإسلام ))، وبعد أن كانت بعوث إفريقية ترسل إلى مكة المكرمة والأزهر أصبحت ترسل إلى الغرب .

وبعد أن كانت اللغة العربية قد شاركت بحروفها وألفاظها في كل اللغات الأساسية في إفريقية

وهي الهوسا والماندنجو والوولوف والسواحلية والصومالية ولغات النيجر والدناكل في إثيوبيا وإرتيريا، عمد النفوذ الأجنبي إلى إيقاف كل ذلك وإحياء الثقافات الإفريقية القديمة وصبغها بصبغة إقليمية تساعد على إثارة التعصب وإقامة القوميات المحدودة المحلية في نطاق قبلي ليستغلوا هذه الروح في إقامة سد مرتفع في وجه انتشار اللغة العربية مع نشر الثقافة الإنجليزية والفرنسية من خلال اللغتين ليتحقق الاستعمار الثقافي الكامل .

وهكذا أصبحت اللغتان الإنجليزية والفرنسية – كل في منطقة سيطرتها – لغة أساسية في مراحل التعليم المختلفة، وغلبت اللهجات القومية ولغة المستعمر ليس على مناهج التعليم فحسب بل على أعمال المصارف والمحاكم والدواوين .

أما في آسيا فقد استطاعت اللغات الأجنبية في جنوب شرق آسيا ( الملايو – إندونيسيا – تايلاند ) السيطرة ، وتراجعت اللغة العربية ثم تراجعت الحروف العربية أيضاً في تركيا وإندونيسيا.

وفي إندونيسيا وأرخبيل الملايو نجد الصورة قاتمة، فقد تعرضت إندونيسيا بعد الاستقلال للتحديات في مجال اللغة فكتبت اللغة الأندونيسية بالخط الروماني (اللاتيني) بدلاً من الخط العربي المحلي، وأصبحت العربية لغة أجنبية لا يقرؤون ولا يكتبون بها، وأصبح العدد الأكبر قادراً على أن يقرأ اللغات الغربية وخاصة الإنجليزية .

وإذا أردنا حصر التحديات التي واجهتها اللغة العربية فإننا نلخصها بالتالي
 استبدال العامية بالفصحى .

 تطوير الفصحى حتى تقترب من العامية .

 الهجوم على الحروف العربية والدعوة إلى استعمال الحروف اللاتينية .

 إسقاط الإعراب في الكتابة والنطق .

 الدعوة إلى إغراق العربية في سيل من الألفاظ الأجنبية .

 محاولة تطبيق مناهج اللغات الأوروبية على اللغة العربية ودراسة اللهجات والعامية .

وقبل الدخول في المواجهة علينا أن نشخص الأمراض التي نعاني منها على المستوى اللغوي فالتشخيص نصف العلاج
إن التردي في عصور الانحطاط كان عاملاً من عوامل ضعفنا اللغوي، وهذا التردي لم يكن مقصوراً على العامة من الناس بل شمل العلماء والفقهاء حتى كان يعجز الكثير منهم عن كتابة رسالة خالية من العجمة، بريئة من الركاكة أو العامية، سليمة من الخطأ.

وكانت دروس الفقه والدين بل دروس النحو والبلاغة تلقى بلغة مشوبة بالعامية منحطة عن الفصحى.

أما أساليب العرب الفصيحة والكلام البليغ فقد كانوا بعيدين عنه كل البعد، وكل ما تصبو إليه النفوس وترتفع إليه المطامح أن يقلد الكاتب أسلوب الحريري في مقاماته أو القاضي الفاضل في رسائله ومكاتباته .

لقد اختفت الفروق اللغوية وأصبحت الألفاظ المتقاربة مترادفة.

ولم يبق الترادف مزية من مزايا العربية بل مرضاً من أمراضها الوافدة المنتشرة، وغلب على الناس استعمال الألفاظ في معانيها العامة فضاعت من اللغة بل من التفكير مزية الدقة التي عرفت بها العربية في عصورها السالفة،

وأدى ذلك إلى تداخل معاني الألفاظ حين فَقَدت الدقة واتصفت بالعموم، وفقد الفكر العربي الوضوح حين فقدته اللغة نفسها، واتصفت بالغموض ، وانفصلت الألفاظ عن معانيها في الحياة وأصبحت عالماً مستقلاً يعيش الناس في جوه بدلاً من أن يعيشوا في الحياة ومعانيها .

إن الموقف يلقي أمامنا مشكلة النهوض باللغة العربية
وقدرتها على الوفاء بحاجات أهلها في هذه الحياة الجديدة سواء في ميدان العلوم أو الفن أو الأدب بأغراضه وآفاقه الحديثة، أو في ميدان الحياة العملية بما فيها من مستحدثات لا ينقطع سيلها.

كما يدفعنا باتجاه التحرر من آثار عصور الانحطاط من جهة ومن التقليد الأجنبي والعجمة الجديدة التي أورثنا إياها عصر الاستعمار والنفوذ الأجنبي من جهة أخرى .

إن المطلوب تكوين وعي لغوي صحيح يساير وعينا السياسي والفكري بل هو الأساس لتكوين تفكيرنا تكويناً صحيحاً، والأخذ بأيدينا نحو الوحدة اللغوية والتحرر اللغوي والقضاء على التجزئة والشعوبية أو النفوذ الأجنبي في ميدان اللغة والفكر .

إن التعليم الجامعي العلمي خاصة في كثير من أقطار العروبة ما زال باللغات الأجنبية : فهو إنكليزي في أقطار ، فرنسي في أقطار، روسي في أقطار، ولا توجد صيدلة عربية ولا طب عربي .

وما زال هناك إلى الآن من يجادل لإبقاء تدريس العلوم باللغات الأجنبية . لقد انقسم العرب إبان عهد الاستعمار
إلى مجموعتين : الأولى هي الدول التي حافظت على اللغة العربية طوال فترات الاحتلال، ولكن العجب أن تتصاعد فيها آراء تشكك في صلاحية اللغة العربية لاحتواء العلوم الحديثة،
والثانية هي مجموعة الدول التي استطاع المستعمر فرض لغته عليها، وهي على العكس بذلت جهوداً مضنية لاستعادة مكانة اللغة العربية.

ومنذ سنوات ظهرت حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس في محطة الجزيرة القطرية الفضائية كان موضوعها عن صلاحية اللغة العربية في تدريس العلوم، وكان النقاش بين أستاذين جامعيين عربيين : الأول يدعو إلى تدريس العلوم باللغة الإنكليزية وهو سوري، والثاني يدعو إلى تعريب التعليم وهو جزائري .
إن كثيراً من دعاة العروبة لا يحسنون لغتهم. وهذا ما دفع أحد المفكرين إلى القول بأن

هناك إهانة توجه إلى العربية؛ تتجلى هذه الإهانة في ثلاثة أمور

1 – السيل من الأفلام والمسلسلات والتمثيليات والمسرحيات والأغاني باللغة العامية .

2 – بعض الزعماء يخلط العربية بالعامية، وهم مولعون بخفض المرفوع وجر المنصوب .

3 – تقليد المنتصر .

وإذا نظرنا إلى ما يفعل أصحاب اللغات الأخرى لخدمة لغاتهم لوجدنا أنفسنا مقصرين كثيراً.

فالإنكليز مثلاً يفعلون العجب في تعميم لغتهم، ويبتكرون الحيل الطريفة لتحبيبها إلى النفوس حتى أصبحت الإنكليزية لغة العالم، ولغة العلم معاً .

وقد حفظ لنا تاريخنا جهود رواد بذلوا ما بوسعهم لخدمة هذه اللغة .

فمثلاً لما تولى سعد زغلول وزارة المعارف في مصر كان التعليم في المراحل الأولى باللغة الإنكليزية ؛ كان كتاب الحساب المقرر على الصف الابتدائي تأليف (( مستر تويدي )) وكذلك سائر العلوم، فألغى سعد هذا كله، وأمر أن تدرس المقررات كلها باللغة العربية، وأن توضع مؤلفات جديدة باللغة القومية.

وبذلك المسلك الناضج حفظ على مصر عروبتها. وهذا الصنيع دفع أحد المفكرين المصريين إلى القول : (( إن سعداً أحسن إلى جيلنا كله بجعلنا عرباً )) فكم سعداً نحتاج إليه ؟

ويسرني أن أختم بأبيات من قصيدة للدكتور عبد المعطي الدالاتي من وحي هذه المقالة

لغتي عليا اللغاتِ
قد سمتْ كالكوكبِ

جرسها بين اللغاتِ
كرنين الذهبِ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

تقرير انجليزي عن مستقبل اللغات , English report about the future of languages -تعليم الامارات

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
انا اختوكم الأمل ……..يديده
واتمنى تساعدوني ……….ولكم جزيل الشكر وتقدير…..&&
انا ادور عن بحث the futuer of languages
وادري انا بحصل عندكم؟؟
واتمنى يكون بور بينت بعد وسهلون عليه الامر؟
وشكره وبسرعه لو سمحت اخوي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الأمل طــــريقي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

اثر اللغه العربيه في اللغات الاخرى + نشاط الطالب -مناهج الامارات

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

مكانة المهارات اللغوية في طرائق تعليم اللغات -تعليم اماراتي

بسم الله الحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ملخص:

الإنصات للغة قبل الحديث بها، مرحلة من المراحل الأساسية في تعليم اللغات و خاصة اللغات الأجنبية، و الكلام بلغة من اللغات هو مرحلة أخرى مهمة و لكنها تالية للأولى ، هاتان المهارتان بالإضافة إلى القراءة و الكتابة – تمثلان أهم أهداف تعلم اللغات. و الطرائق الحديثة في أسسها العامة تهدف جميعها إلى تعليم هذه المهارات كلها أو بعضها حسب الأهداف الخاصة المرتبطة بالأهداف و الحاجات.

مكانة المهارات اللغوية في طرائق تعليم اللغات

مما لا شك فيه أن تعليمية اللغات كانت منذ بداية النصف الثاني من القرن الماضي، و لا تزال، من العلوم التي حققت نجاحا كبيرا سواء بالمفهوم العام أي تعليمية العلوم، سواء منها التجريبية أو الاجتماعية، أو بالمفهوم الخاص في مجال تعليم اللغة سواء لأبنائها أو لغير أبناءها"1". بالإضافة إلى النجاح الكبير الذي حققته التعليمية و خاصة في مجال تعليم اللغات، فقد كانت عاملا رئيسيا في تطوير النظرة إلى مفاهيم لغوية مهمة، كمفهوم التعليم، و الاكتساب اللغوي، و إثراء مفهوم التواصل اللغوي و استغلاله في العمل التربوي، و كذلك تطوير مناهج تعليم اللغات و طرائقها كما سنوضح ذلك . لذلك سوف نتطرق في هذا المقال إلى موضوع المهارات اللغوية لبيان أهميتها و مكانتها في اكتساب اللغة، كما سنوضح كيفية اهتمام الطرائق الحديثة بهذه المهارات لما لها من أثر و قيمة في كل عملية تربوية كما يؤكد ذلك المهتمون بهذا الميدان.

1- المهارات اللغوية:
هي أربع مهارات ( الاستماع – الكلام – القراءة – الكتابة )، و لما كان لكل علم أهدافه، فإن هذه المهارات الأربع في تعليم اللغات تمثل الأهداف الأساسية ، التي يسعى كل معلم لتحقيقها عند المتعلمين، فتعلم أي لغة من اللغات، سواء كانت اللغة الأم أم لغة أجنبية، إنما هدفه هو أن يكتسب المتعلم القدرة على سماع اللغة و التعرف على إطارها الصوتي الخاص بها، و يهدف كذلك إلى الحديث بها بطريقة سليمة تحقق له القدرة على التعبير عن مقاصده، و التواصل مع الآخرين أبناء تلك اللغة خاصة، و كذلك يسعى إلى أن يكون قادرا على قراءتها و كتابتها. و بهذه الصورة تصبح هذه المهارات هي مركز البحث و الأهداف الحقيقية العلمية التربوية، فما هي هذه المهارات، و ما أهميتها، و كيف يمكن استغلال ما كتبه الباحثون للاستفادة من هذا كله في تطبيق طريقة التعليم ( أيا كانت ) لتحقيق أفضل النتائج. سنركز في هذا المقال على مهارتين أساسيتين هما مهارتي السماع و الكلام، و هما من أهم المهارات التي يلج المتعلم عبرهما ميدان اكتساب أي لغة,و يتوقف على تعليمها بالطريقة الصحيحة ، نجاح العملية التعليمية كلها، و الإخفاق فيهما يعرقل العملية التعليمية و يعقدها،بحيث يكون ذلك عائقا كبيرا أمام تعلم اللغة بصورة متكاملة و صحيحة.

1- مهارة السماع:

لا بأس من العودة إلى علمائنا القدماء لنستلهم من أقوالهم معاني ما دونوه في بعض جوانب هذا الموضوع، فابن خلدون مثلا، يعرف اللغة على أنها "ملكة"، أي قدرة من القدرات "الصناعية" كما يشير إلى أنها تكتسب و لا تورث و لذلك وجب الاهتمام بها و بطرق اكتسابها كما يوضح في مقدمته حين يقول: " اعلم أن اللغات كلها ملكات شبيهة بالصناعة ….. و ليس ذلك بالنظر إلى المفردات و إنما هو بالنظر إلى التراكيب.فإذا حصلت الملكة التامة في تركيب الألفاظ المفردة للتعبير بها عن المعاني المقصودة و مراعاة التأليف الذي يطبق الكلام على مقتضى الحال بلغ المتكلم حينئذ الغاية من إفادة مقصودة للسامع و هذا هو معنى البلاغة"2". إن كتساب اللغة عند ابن خلدون، كما هو واضح من هذا النص هو اكتساب للتراكيب الحاملة للمعاني و الدالة على المقاصد، و بعد ذلك هو حسن تطبيق هذا التركيب و تأليفه بالطريقة الفنية التي تجعله مطابقا للسياق الذي يقال فيه و ملائما له. و يقول في موضوع آخر: " السماع أبو الملكات "3" في إشارة منه إلى أن اللغة- و هي الملكة الكبرى- تتكون كذلك من ملكات أخرى، أهمها "السماع".

و لا غرو في ذلك إذا عرفنا أن العرب منذ القديم قد أولوا أهمية بالغة لسماع اللغة في صفائه، و تذكر كتب التأريخ للغة العربية في غير موضع بأن العرب كانوا يحرصون على أن يتربى أبناؤهم في البوادي و بعيدا عن الحاضرة، ليتعلموا اللغة العربية بطريقة سليمة من طريق سماعها صافية من متكلميها الذين لم يختلطوا بالأعاجم، و لم يصب ألسنتهم اللحن.

أما اليوم، فقد أولى الباحثون اهتماما كبيرا- خاصة بعدما ازدهرت طرائق تعليم اللغات- بمهارة السماع، و يقصدون به الإنصات المركز الواعي، و هو المهارة الأساسية الأولى التي يجب بذل الجهد في تعليمها لضمان نجاح العملية التعليمية كلها. و قد وضعوا لذلك أهدافا أساسية، لا بد لكل معلم أن يعرفها و يحسن الوصول ضمانا لنجاحه. و هذه الأهداف هي:"4"

1- نقل المتعلم من المحيط الصوتي القديم إلى المحيط الصوتي الجديد.

تؤكد الدراسات التربوية الحديثة على أن أول صعوبة تواجه متعلمي اللغات – و خاصة الأجنبية منها – تتمثل في كيفية انتقال المتعلم من المحيط الصوتي بلغته الأصلية، الناتج من خصائص هذه اللغة الصوتية سواء كان ذلك في صفات أصواتها أو مخارجها، أو في الطابع الخاص بنبرتها و تنغيمها، فتعلم الإنسان لغته تطبع فكره و إحساسه باللغة أولا و قبل كل شيء بهذه الطريقة الصوتية التي يستعمل بها هذه اللغة، و هذا أمر نجده في جميع اللغات، فحديثنا نحن باللغة العربية في طابعها الصوتي، يختلف عن الحدبث باللغة الفرنسية أو الإنجليزية أو الألمانية عندما يتحدث بلغته الأم، لذلك كانت مهمة المعلم الأولى و الأساسية هي مرافقة المتعلم عن طريق تقديم اللغة التي يراد تعليمها في إطارها الصوتي، بحيث يجعله يستمع إلى هذه اللغة بصورة مكثفة عن طريق اختيار نصوص و كلمات أو نشاطات بهذه اللغة قائمة اختيار دقيق يحقق للمتعلم حسن الولوج إلى هذه اللغة، ليقوده في الأخير إلى الاستئناس بهذه اللغة و التعود على سماعها و الوعي بأنها تختلف كثيرا أو قليلا عن لغة الأم في هذا المستوى بالذات. و تعتبر هذه المرحلة من المراحل المهمة التي يتوقف عليها نجاح المراحل الأخرى.

2- التعرف على الأصوات و التمييز بينها، و في هذه المرحلة لا يطلب من المتعلم معرفة معاني الكلمات لأن الهدف هو التعرف على أصوات اللغة الجديدة خاصة الأصوات المختلفة عن أصوات لغته الأم – في تعليم اللغات الأجنبية – كما تعتبر هذه المرحلة كذلك امتدادا للمرحلة السابقة التي يسعى فيها المتعلم إلى إكمال انغماس المتعلم في محيط اللغة الصوتي حتى يألفه.

3- إدراك المعنى العام للكلام، و يتم ذلك عن طريق تقديم مجموعة من الكلمات أو العبارات البسيطة يستطيع المتعلم نطقها بسهولة، و تحمل معان عامة شائعة يمكن أن يستوعب مضامينها، و يتدرب على تكرارها.

4- إدراك بعض التغيرات في المعنى الناتجة عن تغير في بنية الكلمة ( كتغير الصوت، أو إضافة حرف…..الخ )، و ذلك للفت الأنظار انتباه التعلم إلى وظيفة الأصوات، و أثرها في المعنى، و التعرف شيئا فشيئا على بنية اللغة.

5- و هي المرحلة الأخيرة من مراحل تعليم السماع، و يتم فيها تقديم بعض الأساليب المستعملة في الحياة اليومية و المتصلة بثقافة اللغة المستعملة في الحياة اليومية و المتصلة بثقافة اللغة المتعلمة، كالسؤال، و للجواب، و الأمر، و الإشارة إلى مدلول، و التحية و الاستجابة لها …….الخ. هذه هي مراحل تعليم مهارة السماع كلها، لكن تشير فقط إلى أن هذا التقسيم لهذه المهارة إلى مراحل، إنما هو من أجل التقريب و التوضيح، فالمهارة هي كل هذه المراحل مجتمعة، و التفريق بينها خاضع لحدس المعلم و انتباهه، فهو الذي يقدر لخطة الانتقال من مرحلة إلى أخرى حتى يتم التأكد من تمام الأولى، و لا بد أن تعالج كل المراحل في النهاية على أساس متكامل هو تحقيق مهارة السماع.

و يمكن للمعلم أن يستعين ببعض القواعد التربوية الخاصة بتعليم هذه المهارة نذكر منها:

أ-توجيه المتعلمين إلى الإنصات للموقف عدة مرات من أجل التعود على محيط اللغة الصوتي الجديد دون التفكير في مكونات الكلام و عناصره. ب- تشجيعهم على استبعاد لغتهم القومية، ليتم التركيز على اللغة المتعلمة فقط.

ج- التدرج في تقديم الأصوات و المادة الأولى من اللغة من المواقف البسيطة إلى المواقف الأكثر تعقيدا، على أن يوافق هذا التدرج مراحل نمو عملية السماع.

د- حث المتعلمين على الاستماع إلى مجموعة من أحاديث، تم استرجاعها على شرائط مسجلة بأصواتهم، تم الاستماع إليها، و هذا يعطيهم فرصة للمقارنة، و يقدم لهم ما يسمى في علم النفس التربوي بالتغذية الرجعية. هذا بالنسبة لمهارة السماع، ونشير في الأخير إلى أن هذه المرحلة هي مخصصة لتحضير المتعلم من الناحية الصوتية، و هي عملية مهمة، لأن من يسمع اللغة جيدا يتكلمها كذلك.

2- مهارة الكلام:

ليس هناك داع للتأكيد على أهمية مهارة الكلام، فكل متعلم لأي لغة، يهدف أولا و قبل كل شيء إلى استعمالها و التحدث بها ليتصل مع الآخرين و يعبر عن أفكاره و مقاصده.

فالكلام -إذن- مهارة إنتاجية، تتطلب من المتعلم القدرة على استعمال أصوات اللغة بصورة صحيحة (وهذا يحقق في مرحلة السماع )، و التمكن من الصيغ الصرفية و نظام تركيب الكلمات، و في الأخير القدرة على حسن صياغة اللغة في إطارها الاجتماعي. إن الغرض من الكلام هو نقل المعنى لتحقيق التواصل، و لن يتم ذلك إلا بحذف قواعد اللغة في سياقها الاجتماعي، فلا تواصل بدون معنى، و لا معنى خارج الإطار الاجتماعي."5" من هنا تظهر أهمية الكلام في تعلم اللغات، و إذا ما أهملت هذه المهارة أو أخرت لفترة زمنية معينة، كان ذلك عقبة كبيرة في تعليم اللغة كلها، لأن المتعلم – كما ذكرنا – يقبل على تعلم اللغة و هو يهدف أساسيا إلى استعمالها شفويا، و عندما تمر الأيام دون أن يتمكن من ذلك، يحدث له نوع من الإحباط، و ينتابه شعور بأن التحدث بهذه اللغة أمر صعب المنال.

لكل هذا، كان تعليم هذه المهارة، هو سعي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، يمكن حصرها فيما يلي:

أ- أن ينطق المتعلم أصوات اللغة سليمة صحيحة، و أن يؤدي جميع أنواع النبر و التنغيم بطريقة مقبولة. ب- التعبير عن المعاني باستعمال التراكيب النحوية و الصيغ الصرفية المناسبة.

ج- اكتساب ثروة لفظية موافقة لمستوى نضجه و قدراته.

د- القدرة على استعمال أساليب اللغة المفيدة في التواصل مع الآخرين، في معانيها ووظائفها.

و في ختام الحديث عن مهارتي ( السمع و الكلام )، تجدر الإشارة إلى أن هذه المعلومات موجهة للمعلم، و جهلها يضع هذا المعلم حين يواجه المتعلمين في حيرة من أمره، متسائلا من أين يبدأ و ما الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها في كل مرحلة.

إن التركيز على هذه المهارات ناتج في الحقيقة من تطور النظرة إلى اللغة و مواضيعها خاصة منذ بداية القرن العشرين، و ظهور النظريات اللغوية الحديثة ( النظرية البنيوية، و النظرية التوليدية التحويلية ). لقد غيرت أفكار هذه النظريات طبيعة التعامل مع اللغة بما أمرت عليه من حقائق لغوية. و من هذه الحقائق التي أكدت عليها النظرية البنيوية نذكر:"6"

اللغة نظام و بنية
التأكيد على أن اللغة منطوقة قبل أن تكون مكتوبة
اللغة مجموعة منظمة من العادات
تعليم اللغة لذاتها، و ليس ما يدور في فلكها من أفكار فلسفية و جدل في قضاياها النظرية.
اللغة هي ما يستعملها أصحابها، و ليس ما ينبغي أن يكون.
اللغات تختلف فيما بينها في جميع المستويات ( الصوتية و الصرفية- المعجمية، و التركيبية و الدلالية ).

لقد مثلت هذه الأفكار بالنسبة لطرائق تعليم اللغات الأرضية النظرية لاستحداث طرائق جديدة، و استلهمت منها مادتها الأساسية في التركيز على تعليم المهارات، أي ما اتصل بالجانب المنطوق من اللغة، و الوجه الإستعمالي لها، و دراسة بنيتها الشكلية…الخ و هذا ما يفرق في الحقيقة بين الطرائق التقليدية، أو ما عرف بطريقة التواعد و الترجمة المعروفة قبل البنيوية، و التي أهملت هذه المهارات، و ركزت كما يبدو من اسمها على تعليم قواعد اللغات القديمة و الترجمة منها و إليها، و ذلك تأثرا بالجو الفكري السائد في ذلك الوقت ( و هو أمر لا نريد التوسع فيه في هذا المقام) و بين الطرائق الحديثة، و خاصة ما عرف بالطرائق البنيوية، كالطريقة السمعية الشفوية البصرية ، و الطريقة المباشرة,…..الخ). فقد استفادت هذه الطرائق جميعا من النظريات اللغوية، و ركزت على استغلال مفاهيمها، فانعكس ذلك كله على مضمون انشغالاتها، فاهتمت بالمهارات اللغوية خاصة مهارة السماع و الكلام: فالطريقة السمعية الشفوية مثلا، كانت و لا تزال تهدف إلى تعليم اللغة كما ينطقها أصحابها بالاعتماد على السماع في أصواتها و نبرها و تنغيمها، و كما هي مستعملة حقيقة، و كذلك بالاعتماد على استغلال تراكيبها و معانيها في سياقاتها الاجتماعية كما هي متداولة عند أبناءها في فترة زمنية محددة.

إضافة إلى هذه الطرائق، فذكر الطريقةالتواصلية، التي تهدف إلى تعليم اللغة اعتمادا على وظيفتها الأساسية ( التواصل )، و قد استفادت في ذلك من تطور نظرية التواصل اللغوي, و قدمته هذه النظرية على يد مجموعة من العلماء من معلومات هامة حول هذه الوظيفة، وجهت بها أنظار المهتمين بتعليم اللغات و الاستفادة منها.

و في الختام، نقول، إن تعليم اللغات ( الأم، أو اللغات الأجنبية ) قد عرف تطورا كبيرا منذ منتصف القرن الماضي, و ذلك نتيجة عوامل كثيرة, حضارية و ثقافية, و تجارية و سياسية…الخ

و قد عرفت المجتمعات الأوروبية قيمة اللغات الوطنية في بناء المجتمعات و نشر الثقافات و التعريف بالهوية و التأثير في الآخرين فوفرت للغاتها جميع الوسائل لترقيتها و نشرها، و أولى هذه الوسائل هي البحث في كيفية تعليمها لأبنائها أولا، ثم للآخرين ثانيا فظهرت الطرائق المختلفة، عامة و متخصصة، و تنوعت بحسب الأهداف و حسب الحاجات، و البيئات.

و بهذا كانت اللغة في هذه المجتمعات عاملا أساسيا من عوامل التوحيد بين أفراد الثقافة الواحدة، و ركيزة أساسية في الحفاظ على موروث الأمم و المجتمعات الذي يعتبر هو ضميرها و امتدادها الحضاري. فهلا أولينا في مجتمعاتنا العربية اللغة العربية الاهتمام نفسه، و أوكلنا الأمر إلى ذوي الاختصاص من علماء و أبناء هذه الأمة لوضع الطرائق التعليمية الناجعة، لتحقيق مع حققته المجتمعات المتقدمة حتى لا تملى علينا الطرائق إملاء، و لا تصاغ لنا البرامج التعليمية صوغا، لا يخدم مجتمعاتنا. و لا يسعى لترقيتنا و ازدهارنا.

م/ن

بالتوفيق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

تقرير / بحث / عن كيف نشأت اللغات وتعددت؟ -تعليم الامارات

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

من آيات الله التي لفت الانتباه إليها –سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز تعدد لغات الناس وألسنهم، رغم أن أصلهم واحد، وأبوهم

آدم عليه السلام.

قال الله تعالى : { ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالِمين }

فكيف نشأت تلك اللغات؟ وتفرعت كل ذلك التفرع؟ وماهي اللغة الأم للبشرية؟ وكم عددها الآن الرئيسي منها وغير الرئيسي؟

وهل تتغير اللغات وتتطور؟ وهل ينقرض البعض منها؟ وكيف يتعلم الإنسان الكلام بلغته؟ وما أسباب التشابه في كثير من

الكلمات في بعض اللغات؟ وكيف ولدت اللغة العربية؟ وهل تطورت عن الوضع الذي ولدت به؟ وما مكانة اللغة العربية الآن بين

اللغات عند علماء دراسة اللغات؟ وبماذا تتميز هذه اللغة عما سواها؟

كل هذه أسئلة نحاول الإجابة عليها في هذا المبحث.

علم الفيلولوجيا:

هذا اسم علم دراسة اللغات، والذي يتخصص فيه مئات الخبراء والدارسين، واللغة كما يعرفها هذا العلم هي: أصوات يعبر كل

جيل من الناس عما في وجدانهم، أو هي الكلام المصطلح عليه بين كل قوم.

ويدعي البعض أن كلمة (لغة) في العربية مأخوذة من لفظة (لوغوس) اليونانية ومعناها (كلمة).

عدد اللغات الآن، وأهمها:

يقدر علماء الفيلولوجيا عدد اللغات المنطوقة الآن عند البشر بثلاثة آلاف لغة، كثير منها لغات محدودة ينطق بها عدد قليل من

الناس، واللغات الرئيسية التي يتكلم بها أكثر من مليون شخص للغة الواحدة تزيد قليلا على المائة لغة.

من تلك اللغات تسع عشرة لغة كبرى يزيد عدد المتكلمين بكل منها عن خمسين مليون شخص، وهي:

في جنوب آسيا:الهندية، والأوردية، والبنغالية، والبنجابية، والتاميلية، والماراثية، والتيلوجية.

وفي بقية آسيا: الصينية، الملايوية-أندنوسية، واليابانية، والكورية.

وفي أوروبا: الروسية، والإيطالية، والألمانية.

يضاف إليها الخمس لغات العابرة للحدود التي يتحدث بها سكان العديد من الدول، وهي اللغات الأهم في العالم، وهي:

العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والبرتغالية.

تقسيم اللغات حسب غناها اللفظي والمعنوي:

تنقسم اللغات إلى قسمين:

أ‌- اللغات المنحطة: وهي الأقل تعبيرا عن المعاني، وأبسط ألفاظا، ومنها اللغات الإفريقية، ولغات الهنود الحمر، واللغات

الصينية،ولغة البربر، ولغة الأحباش، وبعض اللغات القديمة مثل لغة قدماء المصريين، وغيرها.

ب‌- اللغات المرتقية: وهي اللغات واسعة التعبير عن المعاني، وشاملة الألفاظ، وهي قسمان:

1- غير متصرفة: مثل اللغة التركية.

2- متصرفة: تقبل التصريف، وهي قسمان عظيمان: آرية، وسامية.

اللغات الآرية:

وتسمى اللغات (الهندوأوروبية)، وقد توصل العلماء بعد استقراء طويل أن أصل كل تلك اللغات واحد وهو اللغة الآرية

المفقودة،والتي يذهب البعض –وإن كانت فرضية لم تثبت- إلى أنها كانت لغة قوم في شمال أوروبا في القرون الغابرة قبيل

الطوفان أو بعده، وربما كانوا من نسل يافث بن نوح عليه السلام.

وهذه اللغات الآرية يتكلم بها حوالي نصف البشر وهم سكان جنوب آسيا (شبه القارة الهندية)، وكذلك سكان أوروبا والسكان الجدد

الحاليين للأمريكتين وأستراليا.

وهذه اللغة قسمان:جنوبية وشمالية.

أ‌- الجنوبية: وهي اللغات السنسكريتية، ومنها اللغات الهندية، والأفغانية، واللغة الفارسية، والكردية، والأرمنية.

ب‌- الشمالية: وهي أنواع متعددة أهمها:

1- اللاتينية: ومنها الإيطالية والفرنسية والأسبانية والرومانية.

2- الجرمانية: ومنها اللغات الإنجليزية والألمانية والهولندية.

3- الإغريقية: ومنها اليونانية.

اللغات السامية:

وتسمى اللغات الأفروآسيوية، وهي لغات قديمة اندثر معظمها، ولكنها كانت لغات الحضارة الكبرى عبر التاريخ، وهي أقسام

ثلاثة:

‌أ) الآرامية: ومنها اللغات البابلية والكلدانية والسريانية، ويرى بعض علماء اللغات أنها لغة واحدة تطورت في مراحل زمنية

متفاوتة.

‌ب) العبرانية: ومنها اللغة العبرية الحالية لليهود، وكذلك الفينيقية والقرطاجية.

‌ج) العربية: وهي اللغة الأرقى ولغة القرآن الكريم، وقد تفرعت عنها بعض لغات الحبشة في الأدوار السابقة لها.

اللغة الأم للبشرية:

كان اليهود قد أشاعوا عند الناس قبل الاكتشافات الأثرية أن لغتهم العبرانية هي اللغة الأم للناس، وأنها لغة آدم والقرون الأولى،

وانتشر هذا الاعتقاد في أوروبا في القرون الوسطى.

ولما جاءت الاكتشافات الأثرية وتشكل علم اللغات لم تقو تلك الدعوى على الصمود، حيث اكتشفت كتابات بلغات أخرى قبل

الزمن الذي دونت فيه التوراة، وأرسل فيه موسى، بل قبل زمن إبراهيم عليه السلام، ولم يعثر على كتابات أو آثار عبرية من تلك

الأزمان المتقدمة بتاتا.

فقد وجدت سجلات مكتوبة باللغة الصينية ترجع إلى قبل ثلاثة آلاف وخمسمائةسنة، أي في حدود 1500 ق.م، كما وجدت

سجلات بالكتابة الهيروغليفية المصرية القديمة قبل خمسة آلاف عام, أما أقدم سجلات مكتوبة ومعروفة حتى الآن فهي صور

الكلمات السومرية المكتوبة قبل حوالي خمسة آلاف وخمسمائة عام، أي في حدود 3500 ق.م.

وعلى هذا الأساس؛ وعلى أساس دراسات التشابه اللغوي والاشتقاقات اللغوية والصوتية في اللغات، وأسس علمية أخرى؛ يرى

بعض علماء اللغات أن اللغة البابلية هي اللغة الأم للبشرية، وهي اللغة التي تكونت السومرية منها.

كما أن هناك فرضيات أخرى للغة الأم منها السريانية والعربية.

والراجح أن اللغة البابلية هي لغة الناس الأم بعد الطوفان، في حدود الألف الرابعة قبل الميلاد.

وهنا يتبادر السؤال المهم:

كيف؛ ولماذا اختلفت اللغات وتنوعت؟

نشأت الحضارة الأولى في العراق بين نهري دجلة والفرات، وهي حضارة البشرية بعد الطوفان ولغة الناس حينئذ البابلية.

وحصل أن الناس كثروا بعد ذاك فتفرقوا في الأرض في هجرات جماعية طلبا للعيش وبحثا عن الرزق، وكان من أول الهجرات

تلك التي كانت إلى بلاد النيل، وإلى الصين، وكونت حضارات كبرى مشهورة.

وبدأ الناس يجدون في أماكنهم التي وصلوها أشياء جديدة، فيسمونها بأسماء يخترعونها، وتكون الأسماء المخترعة مختلفة بين

أصحاب كل حضارة، وتعتمد الإضافات على أصوات ما يرون ويسمعون، وبدأت تضاف مع الأيام كلمات أخرى واختصارات

وألفاظ جديدة على حسب الحاجة، واشتد الخلاف مع مرور السنين.

ثم أصبحت تتفرع من أصحاب كل حضارة لغات أخرى أيضا بسبب الهجرة والتباعد، فتبلبلت ألسن الناس.

هذه هي النظرية العلمية الأقوى، وعليها أكثر علماء اللغات.

وهناك أساطير مشهورة تمتلئ بها كتب التاريخ التي تقوم على روايات ولا تعتمد على الدراسات والاكتشافات –ومنها كتب

التاريخ العربية القديمة- تروي بعضها قصة طريفة لا بأس من ذكرها.

فيذكرون أن الناس كانوا على اللغة البابلية حتى زمن النمرود الذي طلب أن يبنى له معراج عظيم للسماء ليرى رب إبراهيم النبي

حينذاك، فعندما صعد السقف خر عليه وعلى قومه فنتج من سقوطه وما أحدثه من خوف عند الناس وذهول شديد أن تبلبلت ألسن

الناس، وتفرقت فأصبحت كل مجموعة منهم تتكلم بلغة لا يفهمها الآخرون، وتفرقت كل مجموعة بلغتها إلى بلد من البلدان، فكانت

أساس اللغات.

ورغم أن القصة تقوم على مجرد روايات منقطعة، لكن يمكن اعتبارها فرضية في هذا المجال لأمور:

منها دعواها أن البابلية هي أساس اللغات، وهذا ما يذهب إليه بعض خبراء علم اللغات الحديث بتجاربه، بعد تدوينه في تلك

الكتب بألف عام أو يزيد.

ومنها ذكر أن ذلك حصل في زمن إبراهيم (أواخر الألف الثالث قبل الميلاد) وهو زمن قريب من زمن نظرية الحضارة الأولى

السابقة(أوائل الألف الثالثة للميلاد).

هذا بغض النظر عن قصة النمرود وما حصل له مع إبراهيم من مواجهات، ومحاولته بناء المعراج، وتلك قصص حقيقية عرج

عليها القرآن تصريحا أو تلميحا، وانظر بعض التفاسير عند آية (فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا

يشعرون)

لكن أين دور الكتابة في المحافظة على اللغة في النظريتين السابقتين؟

متى نشأت الكتابة للغات؟:

الرأي السائد عند علماء اللغات أن الكتابة لم تظهر إلا بعد اللغة المنطوقة بفترة طويلة، وأن الناس لم يكونوا يستخدمون الكتابة في

عصورهم الأولى.

ويرجع بعض علماء اللغة ظهور الكتابة لمنتصف القرن الخامس قبل الميلاد!

لغة الإسبرانتو:

وهي لغة عالمية حاول بعض العلماء اختراعها في القرن الماضي، لتعميمها على الناس كلهم، ودعمتها بعض الدول والمنظمات

العالمية، وتعلمها مئات الآلاف من الناس حينذاك، ولم تستمر الفكرة إلا سنوات قليلة حتى ضعفت وتلاشت، لفقدانها الخصائص

الثقافية التي في كل اللغات الحية القديمة.

كيف يتعلم الناس اللغة؟:

يتعلمونها بطريقة تلقائية، فيشعر الصغار بالحاجة للتعبير عن احتياجاتهم الخاصة؛ ومن ثم يبدأون الاستماع للكبار وتقليدهم، ثم

يتعلمون تدريجيا انتقاء ونطق الأصوات المستخدمة في اللغة السائدة في مجتمعاتهم.

نظرية تطور اللغات:

بنية اللغة –أي لغة- لا تبقى ثابتة بدون تغير، فقواعدها ومفرداتها وأنماطها الصوتية كلها تتغير مع الاستعمال ومرور الأجيال.

ويكون التغير عادة بطيئا جدا، وتحدث معظم التغييرات للأشياء التي تستجد ولما يتغير في الحياة.

فمثلا لا يلاحظ الإنجليز تغير لغتهم من سنة إلى أخرى؛ ولكن إذا حاول الحاليون منهم قراءة نصوص إنجليزية قديمة فسيجدون

أنها مختلفة عما يتحدثون به بقدر اختلاف الألمانية والدانماركية عنها.

وهناك لغات تعتبر الآن ميتة رغم أنها أصول لبعض اللغات الحية لعدم وجود من يتكلم بها أو حتى يفهمها في الوقت الحالي، مثل

السومرية والبابلية والحثية والأكادية والمصرية القديمة والعربية الحميرية.

وحتى نحن معاشر العرب توجد لغات عربية قديمة لا يمكننا قراءة أو فهم كلمة منها، مثل اللغات المسندية كالحميرية والسبأية

والمعينية والقتبانية رغم أنها كلها لغات عربية، ولكنها تكتب بحروف ورسومات أخرى.

وحتى لو تعلم الإنسان قراءة تلك الحروف والمفردات فإنه لن يفهم من تلك اللغات –إذا قارنها بالعربية الحديثة- إلا حزءا يسيرا،

وهو عبارة عن الكلمات التي مازالت حتى الآن على صورتها.

بل حتى اللغة العربية في فترات الجاهلية يصعب على كثير من الناس فهم كثير من مفرداتها التي تعتبر الآن غريبة وتجاوزها

الزمن وأصبحت لا تستخدم بسبب نظرية التطور في اللغات.

ولننظر إلى هذا النص الشعري العربي من الجاهلية وهو من معلقة طرفة بن العبد التي كانت معلقة على الكعبة:

أمـون كألواح الإران نصـأتهـا على لاحـب كأنـه ظهـر بـرجـد

جـمالية وجناء تـردي كـأنهـا سـفنـجـة تبـري لأزعـر أربـد

تباري عتاقا ناجيـات وأتبعـت وظيفـا وظيفـا فوق مور معبد

تربعت القفين في الشول ترتعي حـدائق مـولي الأسـرة أغـيـد

كأن علـوب النسع في دأيـاتها موارد من خلقاء في ظهر قردد

كل هذا مما يؤكد نظرية تطور اللغات.

وتبذل مجمعات اللغة العربية في العصر الحديث جهودا حثيثة لتعريب كثير من المصطلحات الناشئة مثل مصطلحات الحضارة

الحديثة، ومنها كلمات الطائرة والقطار والسيارة والبرقية.

مكانة اللغة العربية:

اللغة العربية من اللغات السامية التي شهدت تطورا كبيرا وتغيرا في مراحلها الداخلية.

وللقرآن الكريم فضل عظيم على اللغة العربية حيث بسببه أصبحت هذه اللغة الفرع الوحيد من اللغات السامية الذي حافظ على

توهجه وعالميته؛ في حين اندثرت معظم اللغات السامية، وما بقي منها غدا لغات محلية ذات نطاق ضيق مثل العبرية والحبشية.

واللغة العربية يتكلم بها الآن قرابة 300مليون إنسان كلغة أم، كما يتحدث بها من المسلمين غير العرب قرابة العدد نفسه كلغة

ثانية.

ومن تأثير اللغة العربية على محيطها وعلى المسلمين أن هناك عدة لغات أخرى تكتب بالحرف العربي الحديث، ومنها:

أ‌- في آسيا: الفارسية والأوردية، والكردية، والملايو، والبشتو.

ب‌- في إفريقيا: الهوسا، والفلانية، والكانوري.

ت‌- كما توجد لغات بقت سنين عديدة تكتب بذلك الحرف حتى غيرت مؤخرا لأسباب متعددة منها: التركية، والصومالية،

والسواحلية.

أول ظهور للعربية:

لم يعرف على وجه الدقة متى ظهرت كلمة العرب؛ وكذلك جميع المفردات المشتقة من الأصل المشتمل على أحرف العين والراء

والباء، مثل كلمات عربية وأعراب وغيرها.

وأقدم نص أثري ورد فيه اسم العرب هو اللوح المسماري المنسوب للملك الآشوري (شلمانصر الثالث) في القرن التاسع قبل

الميلاد، ذكر فيه انتصاره على تحالف ملوك آرام ضده بزعامة ملك دمشق، وأنه غنم ألف جمل من جنديبو من بلاد العرب.

ويذكر البعض –من علماء اللغات- أن كلمة عرب وجدت في بعض القصص والأوصاف اليونانية والفارسية وكان يقصد بها

أعراب الجزيرة العربية.

ولم يكن هناك لغة عربية معينة، لكن جميع اللغات التي تكلمت بها القبائل والأقوام التي كانت تسكن الجزيرة العربية سميت لغات

عربية، وهي لغات متطورة من البابلية وغيرها، ومنها لغة عاد وثمود وسواهم، وكانت لغات متقاربة وتتطور حينا بعد حين،

وتتغير.

ومن تلك اللغات القديمة اللغة المهرية المستخدمة حتى الآن في ثمود وسوقطرى.

ولم تكن تلك اللغات تكتب بالأحرف العربية التي نعرفها الآن، ولكنها مرت بعدة تحولات كما سيأتي.

من هم العرب؟:

كان لنوح عليه السلام عدة أبناء منهم سام الذي تنتسب إليه كل الشعوب السامية؛ ومنهم العرب.

وكان لسام بن نوح خمسة أبناء وهم : ( إرم، ولاوذ، وأرفخشذ، وآشور، وعيلام ).

والقوم الذين اصطلح لاحقا على تسميتهم عربا، يعودون للأبناء الثلاثة الأوائل.

وينقسم العرب إلى عرب بائدة وعرب عاربة وعرب مستعربة.

فأما إرم بن سام فمن نسله جزء من العرب البائدة، وبعض العرب العاربة.

وأما لاوذ بن سام فمن نسله بعض العرب البائدة.

وأما أرفخشذ بن سام فمن نسله بعض العرب العاربة وكل العرب المستعربة، ومن أحفاده إبراهيم عليه السلام؛ وجميع أبناءه

ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم.

العرب البائدة:

وهم العرب الذي كانوا في الجزيرة العربية في السنوات الغابرة ثم بادوا وانتهوا، ومنهم عاد المنتسبين لجدهم عاد بن عوص بن

إرم، ويسمون عاد إرم، ومنهم ثمود وجديس وغيرهم من نسل إرم بن سام بن نوح.

ومن نسل لاوذ بن سام بن نوح العمالقة وطسم وهم أصحاب الرس.

العرب العاربة:

ويسمون (القحطانية) وهم الذي كانت عندهم اللغة العربية القديمة، ومنهم أخذ العدنانيون العربية الحديثة.

ومنهم سبأ وحمير ومعين وجرهم وهم من نسل عاد الذي يعود نسله لإرم بن سام.

ومنهم حضرموت وعمان وهم من نسل أرفخشذ بن سام.

فسبأ –مثلا- الذي ينتسب إليه قوم سبأ هو ابن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود عليه السلام.

وهود من نسل عاد ونبيهم، وهم من نسل إرم بن سام بن نوح.

وقحطان بن هود هو الذي انتسب له القحطانيون، وقيل أنه أول من تكلم بالعربية، وقيل بل ولده يعرب بن قحطان، وهما جدان

لمعظم العرب البائدة والعاربة، فمن أحدهما كان منشأ اللغات العربية القديمة.

وهذه اللغات القديمة التي تطورت عصرا بعد عصر انقسمت إلى قسمين:

أ‌- لغات عربية جنوبية قديمة:عند أقوام جنوب الجزيرة العربية، مثل المعينية والسبأية والحميرية، وكانت تكتب بالحرف

المسندي.

ب‌- لغات عربية شمالية قديمة:عند أقوام شمال الجزيرة العربية، مثل اللغات الثمودية واللحيانية والصفوية، وكانت تكتب بالحرف

الثمودي.

ولا يتيسر الآن لأحد منا أن يفهم شيئا من كتابة أولئك القوم سواء باللغة الشمالية أو الجنوبية، إلا بدراسة تلك الحروف والكتابات.

العرب المستعربة:

ويسمون (العدنانية)، وجدهم النبي إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ويرجع نسب إبراهيم إلى أرفخشذ بن سام بن نوح عليه

السلام.

وحين أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يترك ولده إسماعيل عليه السلام في ذلك الوادي غير ذي زرع، كان إبراهيم يقوم بغرس

العرب العدنانية الذين سيشكلون جزءا من العرب لاحقا.

فعندما نبع ماء زمزم جاء قوم من جرهم القحطانيين فسكنوا مع إسماعيل هناك، وأخذ منهم العربية الجنوبية القديمة التي خلط شيئا

منها مع لغة أبيه الكلدانية.

ثم جاء العماليق وتزوج إسماعيل منهم، ثم تزوج من جرهم، كان له الكثير من الولد، وانتشر نسله.

وكان من أحفاده –بعد عدة أجيال- رجل اسمه عدنان، إليه ينتسب أبناء إسماعيل.

وقد تأثرت لغتهم باللغات العربية الشمالية الموجودة حولهم حينئذ ومنها الثمودية واللحيانية تأثرا ظاهرا.

ونشأ من ذلك التزاوج بين اللغتين العربيتين الجنوبية (من جرهم والعماليق) والشمالية من (الثمودية واللحيانية) إضافة

للمصطلحات الكلدانية اليسيرة (من إبراهيم) نشأت اللغة العربية الحديثة التي هي أم اللغة العربية الفصحى كما سيأتي.

وقد استمرت أكثر من ألفي سنة حتى تطورت إلى اللغة العربية الفصحى، بعد أن مرت على سنة التطور والتغير.

اللغة العربية الفصحى:

تطورت اللغة العربية الحديثة عبر مئات السنين، وبعد مرور أكثر من ألفي سنة من ولادتها أصبحت –قبيل الإسلام- تسمى (لغة

مضر) وتستخدم في شمال الجزيرة وقد قضت على اللغة العربية الشمالية القديمة وحلت محلها.

بينما كانت تسمى اللغة العربية الجنوبية القديمة (لغة حمير)، نسبة إلى أعظم ممالك اليمن حينذاك.

وما كاد النصف الأول للألفية الأولى للميلاد ينقضي حتى كانت هناك لقريش ولغة لربيعة ولغة لقضاعة، وهذه تسمى لغات وإن

كانت مازالت في ذلك الطور لهجات فحسب، ويفهم كل قوم غيرهم بسهولة، كما كانوا يفهمون لغة حمير أيضا وإن بشكل أقل.

وكان نزول القرآن في تلك الفترة هو الحدث العظيم الذي خلد إحدى لغات العرب حينذاك، وهي اللغة التي نزل بها –والتي كانت

أرقى لغات العرب- وهي لغة قريش.

وسميت لغة قريش مذاك اللغة العربية الفصحى.

يقول الله تعالى في القرآن الكريم:

(وكذلك أنزلناه حكما عربيا…)،( وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا)،(وهذا لسان عربي مبين).

تطور الكتابة العربية:

أسلفنا أن اللغات العربية القديمة كانت تكتب بالخطين المسندي والثمودي.

ثم دخل مع اللغة العربية الحديثة الخط النبطي المأخوذ من الفينيقيين، وقيل أنه نسبة لنابت بن إسماعيل عليه السلام.

وأخذ ذلك الخط مكان الخط الثمودي في شمال الجزيرة، وأصبح الخط المعتمد في لغة مضر (العربية الحديثة)، أما لغة حمير (

العربية القديمة الجنوبية) فحافظت على الخط المسندي.

وأخذ الخط النبطي –الذي هو أبو الخط العربي الحديث- يتطور أيضا.

وكان أقدم نص عربي مكتشف مكتوبا بالخط النبطي وهو (نقش النمارة) المكتشف في سوريا، والذي يرجع لعام 328م.

ولنحاول المقارنة في هذا الجزء من ذلك النص مع الحروف العربية الحديثة:

امرء القيس بن عمرو ملك العرب

وفي الفترة السابقة للإسلام كانت هناك خطوط أخرى حديثة للغة مضر مثل الخط الحيري (نسبة إلى الحيرة)، والخط الأنباري (

نسبة إلى الأنبار).

وعندما جاء الإسلام كان الخط المستعمل في قريش هو الخط النبطي المطور، وهو الخط الذي استخدمه النبي صلى الله عليه وسلم

في كتابة رسائله للملوك والحكام حينذاك، ويلحظ في صور بعض تلك الخطابات الاختلاف عن الخط العربي الحديث الذي تطور

من ذلك الخط.

وبعض المختصين يعتبرون ذلك الخط النبطي المطور عربيا قديما، وأقدم مكتشفات منه (نقش زبد) 513م، و(نقش أم الجمال)

568م.

الخط العربي الحديث:

كان الحجازيون أول من حرر العربية من الخط النبطي، وبدأ يتغير بشكل متقارب حتى عهد الأمويين حين بدأ أبو الأسود الدؤلي

بتنقيط الحروف.

ثم أمر عبد الملك بن مروان عاصما الليثي ويحيى بن يعمر بتشكيل الحروف، فبدأوا بعمل نقطة فوق الحرف للدلالة على فتحه،

ونقطة تحته للدلالة على كسره، ونقطة عن شماله للدلالة على ضمه.

ثم تطور الوضع إلى وضع ألف صغيرة مائلة فوق الحرف للفتح، وياء صغيرة للكسر، وواو صغيرة للضم.

ثم تطور الوضع للشكل الحالي في الفتح والكسر والضم.

كما انتشرت الخطوط العربية وتفشت في البلاد والأمصار.

من مميزات اللغة العربية:

للغة العربية مميزات تميزها عن كل لغات العالم، ويجعلها نعمة حقيقية يتمتع بها العارفون بها والمحبون لها، منها:

1- أنها لغة القرآن الكريم التي اختار –عز وجل- أن ينزل بها آخر كتبه التي سيتعبد به إلى نهاية تاريخ البشرية.

2- أنها أقل لغات العالم تطورا منذ نزول القرآن الكريم، فلا توجد لغة مر عليها أكثر من ألف عام وما زال أهلها يمكنهم قراءة

وفهم نصوصها بسهولة مثلها، وبعدها العبرية.

3- الإعراب ميزة للغة العربية، حيث يشمل كل المفردات من اسم وفعل وحرف، ورغم وجود الإعراب في بعض اللغات الأخرى

مثل الهندية والعبرية والحبشية والجرمانية والمصرية القديمة، إلا أنه إعراب قاصر ببعض الكلمات دون بعض.

4- ومن المميزات ضبط الكلمة بالشكل من ضم وفتح وكسر، فكلمة علم -مثلا- يمكن أن تقرأ على سبعة أوجه حسب تشكيلها (

عَلِم، عُلِم، عَلَّم، عُلِّم، عَلِّم، عِلم، عَلَم).

وختاما:

هذه هي لغتنا المقدسة، رأينا كيف تطورت عبر العصور حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، ويحس بجمالها الحقيقي وقيمتها من

يدرسها ويتعلمها، وكفاها شرفا أنها لغة القرآن الكريم

م/ن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

اسطوانة تعلم مع ســــــلـــحوف – مميزه وبعدد من اللغات – -للتعليم الاماراتي

اسطوانة تعلم مع ســــــلـــحوف – مميزه وبعدد من اللغات – روابط جديدة بتاريخ 08-11-2017

اسطوانة تعلم مع ســــــلـــحوف – مميزه وبعدد من اللغات – روابط جديدة بتاريخ 08-11-2017

الأسطوانة مجرّبة ومضمونة ولا تحتاج سيدي
فقط فك الضغط عنها باستخدام winrar وشغلّها

ملاحظة: المرجو الدعاء لوالدي بالرحمة

التحميل
برابط واحد فقط

slhof.rar – 156.6 MB

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

مواقع بكل اللغات يسرد سيره الرسول صلى الله عليه وسلم يوضح الاسلام أرجو ألتثبيت للصف التاسع






الحمد لله بكرمه و فضله تم الإنتهاء من موقع رسول الله


بسم الله الرحمن الرحيم


آن يهدي الله بك رجلا خير مما طلعت عليه الشمس


نصيحة أبتغى فيها ما عند الله تعالى


أخي أختي في الله .. الأجر العظيم أتاكم .. كن سبب في


اسلام انسان وأخدم هذا الدين وأعمل بما امرك الله فقط


أنشر هذا كتاب وموقع يدعو ويعرف بالأسلام احرص على نشره


في أماكن الغير ناطقين بالعربيه..ولا تتهاون في ذلك


ابداً


أكتبه على طريقه الستيكرز والصقه على سيارتك إن أمكن


وكونوا ***** بعد الله سبحانه وتعالى في إخراج انسان من


النار إلى الجنه إنشاء الله أخي أختي في الله اجتهد …


ليس لأحد!! فقط لربك وخالقك الله


عنوان المواقع


للغه الأنجليزيه



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


هذا رابط عن السيرة المصطفي صلى الله عليه وسلم باللغة الدانماركية بشكل موجز


الموقع الرئيسي



للغه الفرنسيه



للغه الأيطاليه



للغه الأسبانيه


للغه الصينيه



للغه اليابانيه



للغه الالمانيه



موقع الكتاب على الانترنت هو :




وهذا الكتاب على هيئة بي دي اف بشكل الكتاب الاصلي :



* بعـــض طـــرق النشـــر للموقـــع:


– ارسله لكــل من تعرفهـم لا تتـرك أحد منهـم


– ضعه في موقعك الشخصي


– ضعه في مدونة

– ضعه في توقيعك اسفل الرسائل او المشاركات او على

التوبك او على رسائل الترحيب


– اكتبه في غرف وبرامج المحادثه


– ارسله في رساله بالجوال..واطلب من قارئها بأن يقوم


بنشرها


– أكتبه على طريقه الستيكرز والصقه على سيارتك إن أمكن


*مقتطفات من الرسائل التي جاءت إلى الموقع بفضل من الله


وحده له المنه وله الحمد تعالى الله ربي .. لا إله إلا


هو سبحانه:


• سأكون مقدرةً لأي معلومات يمكنك أن ترسلها لي عن


الإسلام.


• أرغب في الدخول فيه وأحتاج لبعض التوجيه


•ما أريد أن أعرفه هو كيف يمكن للمرأة أن تدخل في


الإسلام؟


•أريد أن أعرف الله. كيف هو؟ وكيف يمكن لي أن أدخل داره


المقدسة (بعد الممات) مع أنني عاصي…. أرجو أن تعطوني


جواباً شافياً لنفسي الآن وفي الآخرة.


• قبل قليل قرأت كتابك على الإنترنت وأرغب منك أن ترسل


لي معلومات عن كيفية الدخول في الإسلام……..


• أنا يابانية. الحمد لله، دخلت في الإسلام قبل حوالي 14


شهراً.


• موقعك كان أول شيء جعلني أفكر في الإسلام. لم أكن أؤمن


بالله إلى أن قرأت مقالاتك. سبحان الله وجزاك الله


خيراً. الآن، أحاول أن أقوم بالدعوة في اليابان والتي


فيها عدد قليل من المسلمين00000


وغيرها الكثير


شارك في الأجر .. بإذن الله .. وأنشر هذه الرساله قدر

استطاعتك


اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم


سلطانك


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


ربَّ خيــرٍ لــم تـنـلــه *** كــان شـــراً لــو أتــاك




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

اخوتى فى الله هل تريدون حقا ان تنصروا رسول الله( صلى الله عليه وسلم) ؟

نريد ان نساهم فى نشر سيرته و ننشرها لكل امة بلغتها حتى يعرف العالم كله من هو محمد (صلى الله عليه وسلم ).

يمكنكم الان قراءة ودراسة سيرة نبينا الحبيب بعشرة لغات مختلفة كما يمكنكم ان تساهموا فى تعريف العالم كله عن طريق الانترنت بشخصية محمد رسول الله( صلى الله عليه وسلم) الحقيقية وليس كما يصورها السفهاء الذين يتطاولون عليه وذلك عن طريق هذا الرابط

Muhammad – Mohammad -Mohamed Prophet of Islam PBUH

إظهار الجانب الإنساني للرسول


[ عربي | انجليزي | فرنسي | روسي | فلبيني-تاجالوج | ألماني | دنمركي | فارسي | اسباني ]

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

اللغة العربية افضل اللغات -تعليم الامارات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بحث عن اللغة العربية افضل اللغات..

حصريا لمعهدنا ..

اللغة العربية أفضل اللغات

ليس هذا اكتشافًا حديثًا ، ولا اجتهادًا وبحثًا معاصرًا .. فقط ،
بل هو ما قرره الأئمة الأعلام قديمًا وحديثًا ، وكذلك ما أقرّ به المنصفون الخبراء باللغات من المستشرقين .
ليس هذا عداءً للغات الأخرى ، ليس عنصرية ، ليس رفضًا للآخر ، ليس تسفيهًا لهم ولا للغاتهم ، كما أن أفضلية النبيّ الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم ليست تنقيصًا من الأنبياء عليهم السلام.
فضل العربية

قال عز وجل : (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًاعَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)"فصلت 3" أى بُيِّنَتْ معانيه وأحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير فهو معجز فى لفظه ومعناه.
(قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)
"الزمر 28" لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا لبس ، بل هو بيان ووضوح وبرهان.
(وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنْ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا)
"طه 113" ، (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)"الشعراء 195" مبين واضح فصيح .
(وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا
)"الرعد 37 " محكمًا معربًا جليًّا.
======
وقد صُفّيت العربية منذ الجاهلية الأولى من عاد وثمود والعرب الباقية من جرهم وقحطان وحمير وهى نفوس غربلت اللغة ونقحتها على مدى أجيالها ، حتى إذا جاء إسماعيل نبي الله ؛ أخذها وزادها ووفّاها وزانها ، فلما ضرب جبريل الأرض ونبع زمزم وجاءت قبيلة جرهم ونزلوا عند أم إسماعيل شب الغلام ، ونشأ بينهم وتعلم العربية منهم.
أى أصلها ، ثم ألهمه الله العربية الفصحى ، قال ابن حجر رحمه الله : وروى الزبير بن بكار فى النسب من حديث علي بإسناد حسن قال أول من فتق الله لسانه العربية المبينة إسماعيل.
أما نزول القرآن فكان المرحلة الأخيرة لكمال العربية والقمة الأعلى للفصاحة ، فتحدى ربنا تبارك وتعالى بلغاء العرب أن يأتوا بمثله فعجزوا ، وبسورة فعجزوا وبآية فعجزوا أمام القرآن المعجز " قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" الإسراء 88
=========
ومن ذلك: أن العربية أفضلُ اللغات وأوسعُها ، قال ابن فارس في فقه اللغة : لغةُ العرب أفضلُ اللغات وأوسعُها قال تعالى: { وإنه لتنزيلُ ربِّ العالمين نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتكُونَ مِنَ المُنْذِرين بِلِسَانٍ عربي مُبِينٍ } فوصفه سبحانه بأبلغ ما يُوصَف به الكلامُ وهو البيان ، وقال تعالى: { خَلَق الإنسانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } فقدَّم سبحانه ذِكْرَ البيان على جميع ما توحَّد بخَلْقه وتفرَّد بإنشائه من شمسٍ وقمر ونجْم وشجر وغير ذلك من الخلائق المُحْكَمَة والنشايا المتقنة فلما خصَّ سبحانه اللسانَ العربي بالبيان عُلم أن سائرَ اللغات قاصرةٌ عنه وواقعة دونه.

فإن قال قائلٌْ: فقد يقع البيانُ بغير اللسان العربي لأن كلَّ من أفهمَ بكلامه على شرط لُغته فقد بيَّن.
قيل له: إن كنتَ تريد أنّ المتكلم بغير اللغة العربية قد يُعْرِب عن نفسه حتى يفهَم السامعُ مُراده ؛ فهذا أخسُّ مراتب البيان لأن الأبْكم قد يدلُّ بإشارات وحركات له على أكثر مراده ثم لا يُسمى متكلمًا فضلًا عن أن يُسمى بَيِّنًا أو بليغًا وإن أردت أنَّ سائرَ اللغات تُبِين إبانَةَ اللغة العربية فهذا غلط لأنا لو احتجنا إلى أن نُعَبِّر عن السيف وأوصافه باللغة الفارسية لما أمكننا ذلك إلا باسم واحد ونحن نذكر للسيف بالعربية صفاتٍ كثيرة وكذلك الأسد والفرس وغيرهما من الأشياء والمُسَمَّياتِ بالأسماء المترادفة ؛ فأين هذا من ذاك وأين لسائر اللغات من السعة ما للغة العرب هذا ما لا خفاء به على ذي نُهْية.
وقد قال بعض علمائنا – حين ذكر ما للعرب من الاستعارة والتمثيل والقَلْب والتقديم والتأخير وغيرها من سنن العرب في القرآن فقال: وكذلك لا يقدرُ أحدٌ من التَّراجم على أن ينقلَه إلى شيء من الألْسِنة كما نُقِل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية والرومية وترجمت التوراة والزَّبور وسائر كتب الله عز وجل بالعربية لأنَّ غيرَ العرب لم تتسع في المجاز اتساعَ العرب ، ألا ترى أنك لو أردتَ أن تنقلَ قوله تعالى: { وإما تَخَافَنَّ من قومٍ خيانةً فانبِذْ إليهم على سواءٍ } لم تستطع أن تأتي لهذه بألفاظ مؤدِّية عن المعنى الذي أودِعَتْه حتى تبسط مجموعها وتصلَ مقطوعها وتُظهرَ مَسْتُورها فتقول: إن كان بينك وبين قوم هُدْنة وعَهْد فخِفْت منهم خيانةً ونقضًا فأعْلمهم أنك قد نقضتَ ما شرطته لهم وآذنْهم بالحرب لتكونَ أنتَ وهم في العلم بالنَّقْض على الاستواء.

=======
أبو منصور الثعالبي النيسابوري يقول فى مقدمة كتابه فقه اللغة وسر العربية : من أحب الله تعالى أحب رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم ، ومن أحب الرسول العربى ، أحب العرب ، ومن أحب العرب ، أحب العربية التى بها نزل أفضل الكتب ، على أفضل العجم والعرب ، ومن أحب العربية عُني بها وثابر عليها وصرف همته إليها ومن هداه الله الإسلام وشرح صدره الإيمان وآتاه حسن سريرة فيه ؛ اعتقد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم خير الرسل والإسلام خير ملة ، والعرب خير الأمم ، والعربية خير اللغات والألسنة والإقبال على تفهمها من الديانة ، إذ هى أداة العلم ومفتاح التفقه فى الدين ، وسبب إصلاح المعايش والمعاد ثم لإحراز الفضائل والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب ، كالينبوع للماء والزند للنار ….]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية (وما زال السلف يكرهون تغيير شعائر العرب حتى فى المعاملات ، وهو التكلم بغير العربية ، إلا لحاجةٍ كما نص على ذلك مالك والشافعى وأحمد ، بل قال مالك من تكلّم فى مسجدنا بغير العربية أُخرج منه .
مع أن الألسن يجوز النطق بها لأصحابها ، ولكن سوّغُوها للحاجة وكرهوها لغير الحاجة ، ولحفظ شعائر الإسلام فإن الله أنزل كتابه باللسان العربى ، وبعث به نبيه العربي ، وجعل الأمة العربية خير الأمم ، فصار حفظ شعارهم من تمام حفظ الاسلام ، فكيف بمن تقدم على الكلام العربي مفردِه ومنظومة يُغَيّرُه ويُبَدِّلُهُ ويخرجه عن قانونه ويكلف الانتقال عنه؟)
وقال ابن جنّى: إن أكثر من ضلّ من أهل الشريعة عن القصد فيها ، وحاد عن الطريقة المثلى إليها فإنما استهواه ، واستخف حِلمه ، ضعفُه في هذه اللغة الكريمةِ الشريفة التى خوطبت الكافة بها. أبو مالك سامح بن عبد الحميد مليجي سالم حمودة
قال ابن كثير رحمه الله فى تفسيره 2/ 467 : (لغة العرب هى أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعانى التى تقوم بالنفوس فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف الرسل )
قال الأستاذ فخري محمد صالح
[ اللغة العربية أسهل اللغات البشرية تعلمًا وخاصة للمبتدئين لأن المكتوب هو المنطوق وأن حركات الضبط القصيرة والطويلة تساعد تمامًا على النطق الجيد بعكس اللغات الأوربية فقد تنطق اللفظة بما لا يتفق مع صورة كتابتها وقد تشمل الكلمة على حروف لا تنطق قد تصل الى نصف عدد حروف اللفظة .
فكلمة (لعب) المكتوبة هى (لعب) المنطوقة ، ويساعد على دقة النطق الضبط بالحركات .
إذن هذه ميزة يجب الحرص عليها ، بل هى علامة من علامات اللغة العربية الفصحى ]
اللغة العربية أداءً ونطقًا وإملاءً وكتابةً.
يقول روفائيل بتي وهو الرجل الذي يجيد تسع لغات هي (العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والهندية والآرامية والعبرية والفارسية والروسية) يقول في كتابه
The Arabes Men الصادر في سنة 1976م في نيويورك ص 48 (إنني أشهد من خبرتي الذاتية أنه ليس ثمة من بين اللغات التي أعرفها لغة تكاد تقترب من العربية سواء في طاقتها البيانية أم في قدرتهاعلى أن تخترق مستويات الفهم والإدراك ، وأن تنفذ وبشكل مباشر إلى المشاعر والأحاسيس تاركة أعمق الأثر فيها).
الإسباني "فيلا سبازا" : اللغة العربية من أغنى لغات العالم بل هي أرقى من لغات أوروبا لأنها تتضمن كل أدوات التعبير في أصولها ، في حين الفرنسية والإنجليزية والإيطالية وسواها قد تحدرت من لغات ميتة ، وإني لأعجب لفئة كثيرة من أبناء الشرق العربي يتظاهر أفرادها بتفهم الثقافات الغربية ويخدعون أنفسهم ليقال عنهم أنهم متمدنون

الحمد لله رب العالمين الذي قال في محكم تنزيله:
( إنا أنزلناه قرآنًا عربيًّا لعلكم تعقلون) سورة يوسف الآية2. والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ خير خلقـه أجمعين الذي قال(( بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ)) ([1]) وهو القائل صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا)) ([2])، ورضي الله تبارك وتعالى عن أصحاب رسول الله أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعدُ معشرَ القراءِ الكرامِ؛ (كتبه الأستاذ عبد الله أحمد الطرابلسي) : لا يخفى عليكم أهمية اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم، وتحدث به نبينا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، وإليها تهفو نفس كل مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، فهي لغة العبادة للمسلمين كافة، وهي لغة التواصل والتخاطب بين أهلها، ويرحم الله القائل:
لغةٌ إذا وقعتْ على أسماعِنا كانتْ لنا بردًا على الأكبادِ
ستظل رابطةً تؤلِّفُ بيننـا فهي الرجاءُ لناطقٍ بالضادِ
فاللغة العربية أرسخ اللغات ثباتًا وبيانًا، لم تتغير بلاغتها وفصاحتها منذ قديم الزمان إلى يومنا هذا، حفظها الله لنا بحفظ القرآن على مر الزمان إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومَنْ عليها قال جلَّ مِن قائلٍ سبحانه: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) سورة الحِجر الآية 9 .
وأنا أريد من خلال هذه الكلمات أن أعرفكم ببعض جوانب لغتكم لتزيد محبتكم لها وعنايتكم بها، وانظروا إلى سلفكم الصالح كيف كان اهتمامهم بالعربية، فسيدنا علي رضي الله عنه هو الذي أشار على أبي الأسود الدؤلي بوضع علم النحو لحرصه على لغة العرب وخوفه أن تمتزج بها اللغات الأخرى فتضيع العربية ([3])، وسيدنا عمر بن الخطاب رضي اله عنه يقول (تعلموا العربيةَ فإنها تثبتُّ العقلَ، وتزيدُ المروءة)) ([4]).
قال الإمام ابن كثير رحمه الله عند تفسير قول الله عز وجل إنا أنزلناه قرآنًا عربياً لعلكم تعقلون) سورة يوسف
((وذلك لأن لغةَ العرب أفصحُ اللغات وأبينُها وأوسعُها، وأكثرُها تأديةً للمعاني التي تقوم بالنفوس؛ فلهذا أنزلَ أشرف الكتب بأشرف اللغات، على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان، فكمل من كل الوجوه )) ([5]).
أيها القراء الكرام لغتكم العربية هذه من أيسر اللغات نطقًا وتعلمًا وتعليمًا، والشاهد على ذلك القرآن الكريم الذي نزل بها، وجاء فيه قول ربنا تبارك تعالىولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر). سورة القمر الآية17.
والقرآن عربي كما تعلمون، وإذا كان القرآن ميسرًا للذكر، فهذا يعني أن اللغة العربية التي نزل بها ميسرة أيضًا، ويشهد لما أقول تاريخ العربية في ذلك، فلقد أتقنها غير العرب حتى أصبحوا علماءها ومراجعها الكبار.هاتوا لي _ أيها الإخوة_ لغة أخرى_ سوى العربية_ أصبح فيها غيرُ أهلِها مراجعَها وكتبوا أصولَها.
ألم يكتب سيبويه ـ وهو فارسي الأصل ـ أساس النحو للعربية في كتابه المسمى بالكتاب؟ ألم يكتب لنا الزمخشري ـ وهو من خوارزم ([6]) ـ أساس البلاغة والكشاف؟.
بل انظروا إلى معاجم اللغة العربية، فمن كتب لنا معجم القاموس المحيط؟ أليس الفيروزآبادي؟ وفيروزآباد هي مدينة جنوب شيراز، ومن كتب لنا مختار الصَّحاح؟ أليس الرَّازي؟ وهو من بلاد الرَّي ([7])،وغيرهم كثير.
وبلغت محبة غير العرب للغة العربية والعناية بها حدًّا لا يمكن تصوره، حتى قال أبو الريحان البيروني ـ وهو من علماء خوارزم ـ وله مؤلفات باللسانين العربي والفارسي قال ( لأن أُهجى بالعربية أحب الي من أن أُمدح بالفارسية)) ([8]).
وكان للغة العربية تأثير مباشر أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي؛ كالتركية والفارسية والأردية وغيرها، بل تعدى أثرها على كثير من لغات العالم.
واللغة العربية لغة غنية ثرة متجددة متطورة، ولها أصولها الثابتة التي تعتمد عليها من نحو وصرف وبلاغة وغيرها، وعلم النحو يبحث في أقسام الكلام، وحركات الحروف في أواخر الكلام، وأما علم الصرف فإنه يبحث في بِنْية الكلمة نفسِها من حيث وزنها.وأما علم البلاغة، فهو علم يعتني بتحسين الألفاظ وتجميل المعاني حتى تكون كالماء الجاري عذوبة ورِقّة، ويشمل: البيان والمعاني والبديع، والبيان: فيه التشبيه وأقسامه وأركانه، والاستعارات بأنواعها، والحقيقة والمجاز، والكنايات، وأما المعاني: ففيه الخبر والإنشاء، وأما البديع: فإنه يشتمل على المحسنات اللفظية والمعنوية كالجناس، والطباق، وأسلوب الحكيم، وحسن التعليل، والتطريز، والتوشيح، وغير ذلك.
——–
([1])صحيح البخاري(ج 23 / ص 166)،عن أبي هريرة رضي الله عنه برقم(7013).
([2])صحيح البخاري(ج 19 / ص 228)،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَر رضي الله عنهما برقم(5767).
([3]) مفتاح العلوم للسكاكي (ج 1 / ص 99).
([4]) شعب الإيمان للبيهقي(ج 4 / ص 187) برقم(1625 ).
([5]) تفسير ابن كثير (ج 4 / ص 365).
([6]) خوارزم تقع اليوم في غرب أوزبكستان.
([7]) والرَّيّ اليوم في أطراف مدينة طهران.
([8]) نحو إتقان الكتابة باللغة العربية (ج 1 / ص 107).



نفع الله بها العباد..

موفقين ان ششاء الله..

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده