يحتوي على كل ما يخص اللغة العربية و عن كل ما يلزم الطالب …
و البحث بمجهود شخصي مني انا فقط ..
اتمنى الاستفادة منه …
- بحث عن اللغة العربية.zip (86.9 كيلوبايت, 214 مشاهدات)
الموضوع:
مفهوم اللغة العربية :
مصطلح"اللغـة" في الدلالة اللغوية(1) مشتق من "لغا"، اللغو واللغـا؛السقـط وما لا يعتد به من كلام وغيره، ولا يحصل منه على الفائـدة. ومصدرهاالأصلي "لغوة"على وزن "فعلة" من لغوت؛ إذا تكلمت.
وهـي فـي الاصطـلاح، ظـاهـرة اجتمـاعية يكتسبـها الإنسـان من المجتمع، قال:"ابن جني – ت 392هـ -": "أما حدها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم".(2)
فهذا المفهوم الذي وضعه أبو الفتح عثمان بن جني، يمدنا بمجموعة من المنطلقات المبدئية في حد"اللغة"، أولاها أن طبيعة اللغة أصوات، وثانيها إن وظيفتها الأساسية تتمثل في التبليغ والتواصل،وهي بالنسبة للفرد "وسيلته للتعبير عن مشاعره وعواطفه وإحساسا ته وما ينشأ في ذهنه من أفكار". 3))، وثالثها أن اللغة خاصية إنسانية ترتبط بالإنسان دون الحيوان؛ولذلك عدها "وليام ويتني" مؤسسة اجتماعية4))، شأنها شأن باقي المؤسسات التي ينشئها أفراد المجتمع، باعتبارها "أداة اجتماعية يوجدها المجتمع للرمز إلى عناصر معيشته وطرق سلوكه"5))، وتختلف اللغات باختلاف المجتمعات، فهي إذن من أخص مميزات الإنسان، حيث فطر على تلقيها من مجتمعه بدءا من طفولته. فلا كيان لها دون الأنام، فإن عاشوا عاشت وإن ماتوا ماتت، فاللغة ملك الأمة، وعنوان حضارتها؛ ولذا كانت من المقدسات؛ لأنها سجل حافل دونت فيه الأمة أحاسيسها الدينية ومآتيـها التاريخية، ومنجـزاتها العلمية، وبها عبر الشاعـر عن آمال أمته وآلامها.
اللغة العربية في الماضي:
والعربيـة من اللغـات السـامية القديمة الحية، ولكنها مع هذا القـدم لم تثبت أو تجمد على حـال وإنما سـايرت روح كل عصر، وعبرت عنـه بحيث أصبحت أنموذجـا في التواصل والعطاء من خلال مخزونها الذي لا ينفذ مع مرور الأيام، وإنما يتجدد هذا المخزون لكي يوائم ويساير متطلبات كل عصر، والدليل على ذلك أن القـارئ العربـي يستطيع أن يفهم اليوم ما كتب باللغة العربية منذ ألف وخمسمائة عام، في حين لا يستطيع القارئ الإنجليزي -مثلا – فهم اللغة التي كان يكتب بها " شكسبير" منذ حوالي أربعمائة عام فقط ، فلله ذر من قال بلسانها(6):
وسعت كتاب الله لـفظاً و غاية وما ضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلةٍ وتنسيق أسـماء لمخترعات ؟
وإن من الحقائق التي لايمكن تجاهلها، هو أن كل أمة تعتز بنفسها وبوجودها، لابد لها أن تعتز بلغتها، ولا يوجد من ينكر أو يحرم على الآخرين من أن يعبروا عن مشاعرهم بلغتهم؛ لذلك فإن من أبشع أنواع السيطرة على الآخرين هو مصادرة مشاعرهم بمصادرة لغاتهم.
وعندما يتحدث الإنسان عن لغته، فإنه يحـاول بكل ما أوتي من العلم، وقـوة الحجـة أن يبرهن على أن لغته من أهم اللغات، وأنها لغة حية، وأنها لغة مقدسة إلى غير ذلك من النعوت التي يحاول سبغها عليها؛ لتحبيبها أو لترجيحها، أو للتغني بآصالها وخلودها ونحن معشر العرب يحق لنا الاعتزاز بلغتنا والاستشراف بانتمائنا إليها،فهي عنوان هويتنا وأهم رابطة بين الناطقين بالضاد، وهي أهم صلات الماضي بالحاضر والمستقبل، فلغتنا من أغزر اللغات مادة ، وأطوعها في تأليف الجمل وصياغة العبارات، وأنها لغة ثرية بالألفاظ والكلمات التي تناسب مدارك أبنائها، وهي أمتن تركيبا، وأوضح بيانا، وأعذب مذاقا عند أهلـها ، فالعلـم يزيـن بالعربيـة، قال عبد الله بن المبارك رضي الله عنه: "لا يقبل الرجل بنوع من العلوم ما لم يزين علمه بالعربية" (7).
ولكننا إذا نظرنا إلى حال لغتنا اليوم فإننا نجدها قد تقهقرت عن وضعها عما كانت عليه في العهود الغابرة، مقارنة بمثيلاتها من اللغات الأوروبية، ولعل مـن أسبـاب تخلفها عن اللحاق بركب اللغات العالمية – كالإنجليزية مثلا – سببه هو تلك الهـوة الواسعـة بين المجتمعات العربية، وإنجازات العلم ،والتكنولوجيا، والمعرفة بعامة.
أضف إلى ذلك أن الاعتمـاد على الأطـر الخشبية القديمة في تدريسـها له أكبـر الأثر في تخلفها، فطريقة التلقين على سبيل المثال لا الحصر، لم تعد ذات جدوى كمـا كانت عليه في العصـور السـابقة، حينما كان المعلم المصدر المبـاشر الذي تستقـى منه المعلومات، ومحور المعرفة، فقد تغيرت مفاهيم التدريس وطرائقه وأساليبه، وتعددت أيضا قنوات ومنافذ الحصـول على المعرفة العلمية.
اللغة العربية في الحاضر:
فإذا كـانت العربية قديمـا تعكس ما وصل إليه علماؤنا الأجلاء من تقدم علمي في شتـى المجـالات – إذ أثبتت مرونتها الفائقة من خلال التطـور الذي أصـاب مدلولات مفرداتها، وطرائـق التعبير عنـها إلى أن صارت في فتـرة وجيزة مـن نزول كتـاب العربية الأول (القرآن الكـريم) لغـة العلـوم العقلية، كالطب، والكيمياء، والرياضيات، والفلك … الخ. مثلما هي لغة العلوم النقلية، كالفقه، والكلام … الخ، وغدت لغة العلم الأولى التي لاتضاهيهـالغـة في القرون الوسطى ، وخلفت آثارا تشهد بعبقرية علمائها الذين عرفوا للغتهم قدرهـا فصعدوا بها جميعا كما صعدت بهم إلى عنان السمـاء – فهي اليوم ليست على أحسـن ما يرام؛ لما أصابها من سبات عميق ضرب على آذان أبنائها، حيث أصبحت تجابـه تحديا خطيرا بات يهدد كيانها ومكانتها الحضارية في اجتياز مرحلة هامة من مراحـل تطورها، مما يفرض علينا واجب حل مشكلاتها المزمنة والنهوض بها.
ويتوقف ذلك على مدى حسن استخدامنا للمنجزات العلمية في معالجـة قضـايا الدرس اللغوي التقليدية، ومسايرة قطار المدنية، من الناحيتين: النظرية والتطبيقية ، بعدما ظل مفهوم الأمية لدى المجتمعات المتقدمة مرادفا لجهل الأفراد في التفاعل مع ما توصل إليه العلم الحديث من اختراعات لمختلف الوسائل التقنية، كالكمبيوتر، والانترنيت …الخ. فالتقنية تمثل الأمل في التصدي لكل العقبات، لما لها من أهمية كبرى في تعزيز التعاون في مجال التعليمية، وفي إحداث التكامل بين الدراسات الاجتماعية والأدبية… فالكمبيوتر على سبيل المثال الذي ظهر في كنف اللغة الإنجليزية ، ونالت على إثره عناية أوفر بين لغات العالم المختلفة، من حيث المعالجة الآلية ،ساهم بقسط كبير في ذيوعها وانتشارهـا وكذا في تأصيل الصلة بين اللغـة وتكنولوجيـات المعلومـات التي كان لهـا الفضل في اكتشاف وتعميق جوانب التحليل اللغوي.
اللغة العربية وتـحدياتها:
وعليه من الضروري إذا أردنا الارتقاء بلغتنا العربية، التي فيها من أسباب النمو ما يحفظ عليها شباب الدهر، ربطها بالتقنية الحديثة في شتى المجالات، في تدريسها، وفي ترجمة ومعالجة النصوص التراثية كما فعل اليهود(8) الذين خطوا خطوات واسعة جدا في مجال الترجمة الآلية بين اللغـات العالمية ولغتهم العبرية، خاصة وأن العربـية أثبتت أنـها من أكثر اللغات قابلية لاستعمال الكمبيوتر في معالجتها آليـا؛ لكونها تجمع بين كثيـر من الخصائص اللغوية المشتركة مع اللغات الأخرى،حيث تشتمل المعالجة الآلية للغة العربية على شقين أساسين:-الشق الأول-يشمل نظام البرمجة المستخدمة في المعالجة الآلية أو بواسطة الكمبيوتر، للفروع اللغوية المختلفة، مثل:
نظام الصرف الآلي الذي يقوم بتحليل الكلمات إلى عناصرها الاشتقاقية والتصريفية، أو يعيد تركيبها من هذه العناصر،مثل تحليل الكلمة،باعتبارها المادة الأساسية التي يبحث فيها علم الصرف .
نظام الإعراب الآلي،ويتولى إعراب الجمل آليا،فعند كتابة أية جملة لغوية؛نريد إعرابها،نطلب من الجهاز تقديم مختلف الأوجه الإعرابية لها، وهذا لا يتأتى إلا بعد أن يقوم علماء العربية،وبخاصة النحاة بوضع برمجة آلية تخص مادة النحو العربي في الجهاز، وهذا بطبيعة الحال يتطلب تضافر الجهود من لدن الغيورين على العربية..
نظام التحليل الدلالي الآلي الذي يستخلص معاني الكلمات استنادا إلى سياقها،ويحدد معاني الجمل استنادا إلى ما يسبقها وما يلحقها من جمل،وذلك علاوة على قواعد البيانات المعجمية والقواميس الإلكترونية ومنهجيات هندسة اللغة(9)، ولعل هذا من الإشكالات التي ما يزال البحث فيها جاريا؛ للوصول إلى آلية حديثة،تمكن الجهاز من تحديد وشرح أي نص لغوي، وفق سياقه اللغوي، بحيث يصبح الكمبيوتر وسيلة مساعدة للباحث في تنقيح أبحاثه، شكلا ومعنى،وتركيبا،بل يصبح هو نفسه يقوم بإنجاز البحث أو المقال،وما علينا نحن سوى تقديم له المعلومات والأفكار، ليعطينا المقال أو النص جاهزا.
والشق الثاني- "يتضمن التطبيقات التي تقوم على النظم اللغوية الآية السابقة،والتي تشمل على سبيل المثال لا الحصر: الترجمة الآلية، والتدقيق الهجائي والنحوي، والفهرسة والاستخلاص الآلي، وفهم الكلام ونطقه آليا" (10).
أسس مواجهت تحدياتها:
وعليه فإن بعث العربية حية،لكي تكـون قادرة بحق على تحديات العولمة، يجب أن يقوم على ثلاثة أسس:
أولاً: ضرورة العودة بها إلى أصالتها،فكل بناء جديد يجب أن يؤسس على أصل متين وتابت.
وثانياً: إثبـات قدرة اللغة العربية على التفاعـل مع التجـربة العلمية العالمية الحديثة واستيعابها للحضـارة الغربية،قديما وحديثا، وثالثها:تفعيلها من أجل التعبير عن تطلعـات وآمـال الشعـوب العربية،بتحقيق وحدة قومية لها خصائصها ومقوماتها المتميزة، وعلى حكومـات الأمة العربية.
ثالثاً: العناية بعلمائها وأدبائها وشعرائها، ورجال الفكر فيها، وسن ضوابط تلزم أبناء الوطـن، التعامل بها، وأية مخالفـة من لدن بعض المتفيهقين باللغـة الأجنبية تفرض عليهم غرامة مالية؛ومن تم تسيج العربية بسياج يقيها من عبث العابتين وشرود الشاردين، فيعلو شأنها.
ــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
1- ابن منظور،لسان العرب،مادة)ل غ و).
2- ابن جني، الخصائص، ج1، تحقيق محمد علي النجار، ص 33.
3- محمود أحمد السيد، نقلا عن عبد السلام المسدي، اللسانيـات من خلال النصوص، ط2، الدار التونسية للنشر، تونس، ص17.
4- نقلا عن فردينان دي سوسير، محاضرات في الألسنية العامة، ترجمة يوسف غازي ومجيد النصر، ص21.
5- تمام حسان، اللغة العربية، معناها ومبناها، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1973، ص 28.
6-حافظ إبراهيم: الديوان
7- انظر: طه حسين الدليمي، سعاد عبد الكريم الوائلي، الطرائق العلمية في تدريس اللغة العربية، دار الشرق للنشر والتوزيع، ط1، الأردن، 2022، ص3.
8- سعيد أحمد بيومي، أم اللغات دراسة في خصائص اللغة العربية والنهوض بها، مكتبة الآداب، ط1، القاهرة، 2022 ص 102.
مصدر :
معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
منقول
__________________
بليز اريدة باااجر ضروري
تفضلو التقرير في المرفق
والسموحه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال في الجيولوجيا وهو :
ما هي الأدلة على حدوث تكتونية الملح في صخور دولة الإمارات العربية المتحدة ؟؟
يا ليت تجاوبوا على السؤال بأسرع وقت
وجزاكم الله كل خير
الحمد لله الذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين ، والصلاة والسلام على من هو أفصح العرب والعجم محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى آله وصحبه أجمعين:
أولا: أهمية اللغة العربية من الناحية العقيدية:
من المعلوم أن اللغة هي رباط شاء الله سبحانه وتعالي أن يجعله من الصلات التي تشد البشر بعضهم إلي بعض ولذلك كانت ميزة آدم عليه السلام في معرفة أسماء المسميات وقد امتحن الله تبارك وتعالي ملائكته بأن سألهم عن هذه الأسماء فعجزوا عن الحديث عنها واختبر آدم عليه السلام فنجح في هذا الاختبار وكان ذلك سببا لرفع شأنه وإعلاء قدره في الملأ الأعلى ,ذلك لان الجنس البشري _كما هو معلوم _جنس اختاره الله تعالي لأن يكون اجتماعيا بفطرته ، ومدنيا بطبعه فهو بحاجة إلي التفاهم ،وما يتبع هذا التفاهم من التعاون ،ولذلك امتن الله سبحانه في كتابه العزيز بتعليم الناس البيان يقول جل وعلي (الرحمن -علم القرآن _خلق الانسان_ علمه البيان) والبيان من مزايا هذا الانسان . ولذلك فإن الناس الذين يجمعهم المبدأ الواحد والفكر الواحد هم بحاجة إلي أن تكون لهم لغة تربط جميع فئاتهم وتصل بين جميع أطرافهم وتكون وسيلة للتفاهم بينهم واللغة العربية هي التي يجب أن ترشح لذلك ، لأنها لغة القرآن والقرآن هو كتاب المسلمين جميعا وكذلك هى لغة العبادة ،فالمسلم _ أيا كان _ عندما يمثل بين يدي الله سبحانه وتعالي يخاطب الله بلسان عربي مبين فيقول(إياك نعبد_وإياك نستعين) ولا فرق في ذلك بين عربي وأعجمي ولا بين ابيض واسود ولا بين جاهل وعالم لأنها لغة مشتركة بين جميع المسلمين ولم تعد ملكا للعرب . بعد أن نزل بها القرآن واختارها الله سبحانه وتعالي لأن تكون وعاء لكلامه فهي لغة العرب والعجم من جميع المسلمين ،ولذلك فإنني عندما أغار علي هذة اللغة ،لا أغار عليها من منطلق العصبية القومية الجاهلية ،وانما أغار عليها لأنها لغة الإسلام ولأنها لغة القرآن, المحافظة عليها محافظة علي قيم الإسلام التي جاء بها الكتاب الكريم وجاءت بها السنة النبوية علي صاحبها افضل الصلاة والسلام ولأننا لا نستطيع ان ندرك معاني القرآن الكريم ونفهم العقيدة الحقه ،ونصل إلي أسرار الشريعة الغراء ونعرف أحكام ديننا الحنيف إلا من خلال إطلاعنا علي هذه اللغة ومعرفتنا الدقيقة بها .
ثانيا: أهمية اللغة العربية من الناحية الحضارية :
لقد شاء الله تعالى أن تمر العربية كغيرها من اللغات بمراحل ، فقد هذبتها الألسن العربية وطوّرتها طورا بعد طور إلى أن تهيأت لأن تكون وعاءً لكلام الله عندما نزل بها القرآن على قلب المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وقد كان العرب في ذلك الوقت على ذروة الفصاحة والبلاغة وكانت الجزيرة زاخرة بالجم الغفير من الخطباء والشعراء الذين يلقون الحديث العربي قصيده ورجزه ونثره ونظمه وهم يتبارون في هذا المضمار ويتفاخرون بالسبق إلى قصبات السبق فيه .
وقد كانوا يجتمعون في أسواقهم التي كانت تعقد في الحجاز من أجل هذا التباري وكانوا يتقنون التعبير ولا يحتاجون إلى وضع ضوابط لها لأنهم نشأوا عليها فهم يتقنونها بالسليقة وبالممارسة وما كانت تشوبهم عجمة في حديثهم ، فكان المخطئ منهم يُعرف خطؤه بالبديهة . وعندما دخلتْ الشعوب في دين الله أفواجا احتاج الناس إلى ضوابط لهذه اللغة وذلك لسببين :
الأول: أن تلك الشعوب لم تكن عندها الملكة العربية التي كانت عند العرب.
الثاني : أن العرب أنفسهم شابتْ عربيتهم شوائب من العجمة بسبب الاختلاط فاحتاجوا إلى وضع هذه االضوابط على أن معظم الأئمة الذين خدموا العربية وبحثوا فنونها وتعمقوا في دراسة إشتقاقاتها ووضعوا الضوابط لها هم من غير العرب كالأخفش وسيبويه والفراء والكسائي … وهم مع ذلك يفتخرون ويعتزون وكل ذلك من أجل خدمة القرآن ومن أجل الحفاظ على معرفة معانيه وإعجازه .
ولذلك فإنه من العار على المسلم أن يحسن اللغات الأجنبية ومن بينها لغات المحتلين الذين استذلوه واستعبدوه ، وأنْ يفاخر بإتقانها وهو لا يتقن اللغة العربية .
والمسلمون هم أحوج الناس لهذا التواصل الحضاري من خلال التفاهم بهذه اللغة وهذا أمر مهيأ بدليل أن غير العرب يعتنون بهذه اللغة ويتفوقون على العرب فيها، من أمثلة ذلك أنه في بريطانيا نُظْمَتْ مسابقة شعرية باللغة العربية الفصحى ، واشترك فيها الكثير من الشعراء وكان الفائز الأول هو شاعر من سنغاليا بقصيدة له في مدح النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مطلعها :
هجرت بطاح مكة والهـضابا
وودعت المنازل والرحابا
اتخذت من الدجى يا بدر سترا
ومن رهبوت حلكته ثيابا
وهذا الشاعر مسلم غير عربي ولكن القرآن جعله يعتني بالعربية .
فنحن يجب أن نكون أحرص الناس على العربية لأنها لغتنا ولأنها لغة الصلاة لكل مسلم ، وهي لغة الحضارة والزمن القادم يرفض أية لغة سواها إن نحن بقينا نعتز بها ومع ذلك فهي خالدة بخلود القرآن ، ويجب علينا تعلمها والدفاع عنها من أي دخيل يحاول أن يقلل من شأنها وأن يسلك طريقا غيرها من الذين يدّعون التطور ومسايرة الركب الحضاري ولو على حساب اللغة والدين ، ومن واجبنا نحن العرب أن نحرص على استخدامها فيما بيننا وخاصة في المؤسسات التعليمية كالجامعات والكليات المختلفة لأنها رابط عربي وثيق .
وعلينا أن ننتبه من الدعوات المعاصرة والتي تنادي باستخدام اللغة العامية المحلية أو خلط العامية بالعربية كما هو الحال عند بعض الشعراء المتأثرين بالفكر الاشتراكي من مدعى الحداثة وغيرها ، أو أولئك المستسلمين لأحوال سواد الناس والذين يمزقون العربية راكبين غمار الشعر النبطي مدعين أن الناس اليوم تحبه والجمهور كلهم عليه ومعه .
إن هذا الكلام هو الاستسلام بعينه والتخلي عن المبادئ والقيم وضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس وإلا كيف ننزل إلى أسفل سافلين بحجة الجاهلين والذين لا يهمهم من سماع الشعر غير الضحك وترقيص الأجساد والأسنان وهم عن العربية وحبها بعيدون بعد المشرق عن المغرب. فأين حبنا للعربية فلو أحببنا العربية لما تنازلنا عنها من أجل عامة الناس ومن أجل الذين لا صلة لهم بالأدب وتذوقه.
فهل عرفنا قدر العربية وأعطيناها كلنا لتعطينا بعضها .
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي