التصنيفات
الصف السابع

تقرير وبحث جاهز عن الاستعمار للصف السابع

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

1 – الاستعمار لغةً هو طلب التعمير والسعي لتحقيق العمران[1] قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[2].
2- الاستعمار اصطلاحاً يطلق على استيلاء شعب بالقوة العسكرية على شعب آخر لنهب ثرواته واستغلال أرضه، وتسخير طاقات أفراده لمصالح المستعمرين.
ويرافق ذلك اتخاذ مخططات تحول هذا الشعب عن دينه ومفاهيمه ومبادئه إلى ما عليه دولة الشعب الغالب المستعمر من مبادئ ونظم وعادات إذا كان بين الغالب والمغلوب تباين في ذلك[3].

أهداف الاستعمار:
1- هدف ديني يكمن في هدم الإسلام هدماً كلياً وإضعاف وتفريق المسلمين.
2- هدف اقتصادي يكمن في استغلال ثروات المسلمين من حيث التوسع في الأراضي الإسلامية للاستغلال أو الاستيطان، وحينما لا يرضى أصحاب الأرض الشرعيين فإن المستعمر يقوم بمصادرة الأرزاق وسلب الأرض.
3- هدف سياسي يكمن في الهيمنة والسيطرة على المسلمين وتسخيرهم في الأعمال الاستثمارية والحربية إذ يجندون الشعوب المغلوبة ويدفعون بها إلى معارك حربية ضد شعوب أخرى [4].

الوسائل المتبعة لتحقيق الاستعمار:
1- نشر الدعوات والتنظيمات السياسية التي تسعى إلى تحقيق الاستعمار الأوربي؛ إذ شجعوا ظهور بعض الطوائف والمذاهب الدينية التي تدّعي الإسلام ظاهراً كالبهائية، والتي تعرف بجذورها اليهودية.
2- عملت الدول الأوربية على إدخال فكرة العلمانية في العالم الإسلامي بهدف إيجاد أجيال مسلمة تؤمن بعقائد غريبة على مجتمعاتنا الإسلامية التي تعيش فيها من خلال المؤسسات العلمية.
3- إثارة القوميات والشعوبيات المختلفة بين المسلمين.
4- إن المستعمر لا يختار موظفي الدولة من المسلمين؛ فالمسلمون يجب أن يكونوا أقلية في جهاز البلد الخاضع للاستعمار. ثم إن المسلمين القليلين في جهاز الدولة لا تلقَى إليهم مقاليدُ المناصب الرئيسة أبداً.
5- حرص المستعمر على إفساد الأجيال الناشئة باعتبارهم صحائف بيضاء لها قابلية التأثر لأنها أمه الغد، فيفسدون أخلاقهم ويجعلونهم غرباء في أوطانهم.
6- القضاء على حركة الجهاد الإسلامي ودس الدسائس لإثارة الحروب بين المسلمين بغية تعميق العداوة والبغضاء فيما بينها وإضعاف قواها جميعاً.
7- إن المستعمر إذا نزل بلداً اتخذ أعوانه من الأقليات المستوطنة أو الطارئة [5].

العلاقة بين الاستعمار والتنصير:
نجد أن العلاقة بين الاستعمار والتنصير علاقة وثيقة؛ فالتنصير والاستعمار وجهان لعملة واحدة، فالمنصّرون هم الواجهة الدينية للمستعمر، والاستعمار هو الحقيقة الاقتصادية والسياسية للمنصرين.
كما دعا المنصرون الاستعمار إلى احتلال البلاد الإسلامية وغير الإسلامية، وعندما احتلت البلاد ذلل المحتلون العقبات أمام المنصرين، واستطاعوا أن يقيموا مؤسساتهم في بلاد المسلمين بكل سهولة.
كما أن الحركة التنصيرية هي وليدة لأطماع استعمارية صليبية أسسها الملك لويس التاسع.

والهدف من مساعدة المستعمرين للمنصرين إنما هو تحقيق الأهداف السياسية والاقتصادية؛ فعلى سبيل المثال لو تأملنا العالم الغربي لوجدناه عالماً ملحداً لا يؤمن بدين، وعالمًا مادياً لا يعرف لروح معنى، فأمريكا التي تعبد الحديد والذهب والبترول قد غطت نصف الأرض بمبشرين يزعمون أنهم يدعون إلى حياة روحية وسلام ديني، وفي حين نرى فرنسا دولة علمانية في بلادها نجدها الدولة التي تحمي رجال الدين في الخارج! وكذلك إيطاليا التي ناصبت الكنيسة العداء وحجزت الباب في الفاتيكان كانت تبني جميع سياستها الاستعمارية على جهود الرهبان، والمبشرين.

والمستعمرون أصدروا المراسيم والقوانين التي تسهل عمل المنصرين؛ إذ أمر الاستعمار البريطاني لكينيا أن يكون التعليم في مدينة (ممباسا) إجبارياً، وتولت البعثات التنصيرية تعليم الطلاب في (ممباسا).

ولم تتوقف العلاقة بين حركتي التنصير والاستعمار عند نقطة المصالح المشتركة، بل نجد أن الأخلاقيات السيئة للاستعمار من قتل وبطش قد حصلت بمشاركة رجال الكنيسة.

فالاستعمار ما هو إلا حماية للتنصير، والتنصير ما هو إلا غزو فكري وثقافي حتى يتسنى للدولة الإسرائيلية السيطرة على العالم الإسلامي.

كما أن الاستعمار اليوم لم يحقق الجلاء العسكري إلا وقد حقق أكبر أهدافه بفرض نفوذ مستمر لن ينقطع مع هذه الوحدات التي استعمرها طويلا، والمتمثل في النفوذ الفكري والثقافي[6].

وللاستعمار مؤسسات أساسية ضخمة تقوم بالعمل في سبيل تثبيت وجودها وتأكيد بقائها، وأهمها التبشير والاستشراق، وهذه المؤسسات تحمل دعوات مختلفة إلى التغريب والشعوبية وتظهر بأسماء مختلفة كأسماء ثقافية أو حضارية، وهي تسعى إلى إخراج المسلمين من القيم والمبادئ الإسلامية وصهرهم في الثقافات الغربية، ومن الأدلة على ذلك وثيقة استعمارية لنصارى وطنيين وجدت في أحد أديرة لبنان مكتوبة بالفرنسية قيل فيها: إن هذا الوطن لم يخلق إلا لكم؛ حتى تجمعوا شملكم وتباشروا حريتكم بعد الحروب الخيرة التاريخية، فاعلموا جيدًا أن كلمة لبناني معناها مسيحي، أما العرب الذين جاءوا من الصحراء فيعودون إليها.

فهذا يدل على العلاقة الوثيقة بين الاستعمار والتنصير[7]تجمع عقيدة التوحيد الأمة الإسلامية في شتى بقاع الأرض وهي العقيدة التي شيدت حضارة إنسانية آلفت بين القيم الروحية والأخلاقية ومصالح البشر وقواعد المعارف ومناهج العلوم التي نهض بها الغرب الأوروبي في عصر نهضة تزامن معه الوهن الحضاري والسياسي في الأمة الإسلامية، بسبب تراخي السلطة وكثير من الجماعات في الالتزام بثوابت شريعة التوحيد مما تسبب في الضعف والتشرذم السياسي الذي هيّأ للاستعمار الأوروبي أن يفتت الأمة لتدفع ثمن وهنها من رصيد حرياتها وثرواتها ومستقبلها المهدد دائما بالسرطان الإسرائيلي الذي ترعاه الصهيونية الأميركية. ولا حاجة لسوْق الأدلة والبراهين على حرص قوى الغرب الأميركي الأوروبي على استمرار تقزيم الأمة الإسلامية بوسائل مستحدثة بعد أن نالت حريتها السياسية من الاستعمار الأوروبي. ولم تسر قوى البغي السياسي والاقتصادي الغربي على نهج السيطرة العسكرية فقط بل ابتكرت وسائل اختراق فكرية ومعنوية وثقافية لإذابة المناعة والحصانة الإيمانية التي تتميز بها العقيدة الإسلامية لدرء الأخطار والصمود ضد الكراهية والعدوان، ساعدها على ذلك التقدم الذي حققته في فنون أوتقنيات الإعلام والدعاية التي جابت الآفاق بالفضائيات وثورة المعلومات
والأمة الإسلامية رغم اتساع رقعتها الجغرافية والسكانية فإن قلبها ومحرك وجدانها كان دائما في وسطها العربي والتركي ?العثماني? والإيراني، ومن ثم كان التوجه الإستراتيجي للهيمنة الغربية وتملّك زمام رؤوس هذا المثلث الكبير بل، إذا أردنا دقة وتركيزا أكثر، كانت مصر والشام والعراق وشمال إفريقيا هي مفاتيح السيطرة على الأمة الإسلامية. وكان قلب ذلك كلّه مصر المستهدفة دائما على مدار التاريخ فهي كََبد المناعة والحصانة والدفاع عن الأمة الإسلامية. وما زالت تعتبر الموقع الاستراتيجي المفضل لبوابة الشرق والإسلام، يشهد على ذلك قديم التاريخ ووسطه وحديثه. إن قوة مصر والعالم العربي ليست بنظم الحكم التي غلب على سمتها القهر والاستبداد بل في قوة الشعوب التي إن تحررت من قيود بغي احتكارات السلطات الاستبدادية لفعلت، ما يتصوره البعض مستحيلا، في تجاوز التخلف واللحاق بركب التقدم والحرية والديموقراطية والعدالة.
إن تاريخ العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب له وجهان، الأول مشرق أطلّ على البشرية بحضارة إنسانية تحفّها الرحمة والتسامح والدعوة الى الهداية والتوحيد من دون إكراه في الدين، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وكما هو شائع ومعلوم لدى مفكري وعلماء ومستشرقي الغرب فإن النهضة الأوروبية لم تقم على أساس المنهج العلمي إلا بفضل علماء المسلمين وفقهائهم وفي مقدمتهم الإمام الشافعي الذي أرسى قواعد أصول الفقه التي أسست قواعد التفكير العلمي الموضوعي وذلك بالشهادة التأريخية العلمية لمؤرّخ المنطق برنتال (Prantl) الذي دحض زعم روجيه باكون (Bacon,R) بأنه مؤسس المنهج العلمي التجريبي، إذ إنه أخذ كل النتائج المنسوبة إليه من العرب. فعلا استثمر الغرب ما أفاده في دفع وانطلاق المدنية الغربية الحديثة متحررا من ميزان القيم الإنسانية في علاقته مع العالم الإسلامي صاحب الفضل عليه ضاربا بقيم التسامح والمودة عرض الحائط فهو لا يبغي الا تحقيق تفوقه ومصالحه على حساب حقوق الشعوب الأخرى فكان المد الاستعماري التقليدي الذي أصاب العالم الإسلامي في مقتل، فسخّرها كإحدى أدواته للسيطرة على العالم الإسلامي الذي مازال يَئنّ من استمرار سطوته باستعمار مستحدث جعل من العالم الإسلامي دولا ودويلات مستقلة شكلا لا مضمونا، أي أنها ما زالت تسير نظمها السياسية في فلك التبعية له.
أما الوجه الآخر الأشد ظلمة من سواد الليالي فهو ردود أفعال العالم الغربي ازاء انتصارات المسلمين منذ انطلاق الحضارة الإسلامية، وتنامي الشعور بالكراهية نحو المسلمين على مدى عدة مراحل أو محطّات حسب تعبير الدكتورة نادية مصطفى في أحد الحوارات التي شاركت فيها.
حيث أفادت أن المحطة الأولى كانت بعد ظهور الإسلام مباشرة وانتشاره في شبه الجزيرة العربية والثانية كانت منذ وصول الإسلام إلى الأندلس جنوبي أوروبا في عهد الخلافة الأموية، واستقر فيها الإسلام نحو ست مائة عام، أما المحطة الثالثة فجاءت في الحروب الصليبية الحاقدة التي رفعت الصليب واستمرت لأكثر من مائتي عام، أما الرابعة فكانت في فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية المسيحية وما أعقب ذلك من قيام الدولة العثمانية التي امتدت إلى حدود النمسا في وسط أوروبا، وكانت الخامسة في حركة الاستعمار الأوروبي للعالم العربي والإسلامي التي جاءت في أعقاب عصر النهضة والكشوف الجغرافية، أما السادسة فكانت في حركات التحرر التي قامت في العالم العربي والإسلامي للتخلص من الاستعمار ثم كانت المحطة السابعة في إنشاء الغرب الأوروبي والأميركي لإسرائيل كرأس حربة في قلب العالم العربي والإسلامي وأخيرا الثامنة وهي معركة مكافحة ما يسمى بالإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية ومعها أوروبا ضد العالم العربي والإسلامي في أعقاب تفجيرات سبتمبر 2022، وما سيأتي بعد ذلك من نتائج مضادة تجاه الإسلام والعالم الإسلامي، إثر التفجيرات التي توالت بعد ذلك في لندن ومدريد.
أما بالنسبة لمحطة الكراهية الأخيرة عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2022 فيضيف الدكتور محمد الصادق أنه مما يزيد الأمر تعقيدا أن المحطة الأخيرة في الاحتكاك والعداء بين الغرب والإسلام وهي ما يسمى بمكافحة الإرهاب، قد فاقت كل المحطات واستوعبتها، ففيها من مذابح الصليبيين في القدس كما نرى في الدعم اللامتناهي لليهود في فلسطين لتنفيذ مذابح مخيم جنين وغيره، وفيها من الاستعمار الاستيطاني في القرن الثامن عشر ومن الكراهية والحقد ضد الاسلام في العصور الوسطى وعصر النهضة، وفيها من الإمبريالية في بداية القرن العشرين، ويزيد من خطورة الهجمة الحالية أن الهجمات السابقة كانت هناك مقاومة لها متعددة الأشكال والدرجات، وكنا نكسب الكثير منها أو كسبنا معظمها، أما الآن فلا توجد مقاومة، وإذا وجدت ففينا من يسعى لوأدها، وانتشر مفهوم التطبيع في مواجهة المقاومة.
لكن نوعية الحياة في الغرب ارتبطت أساليبها بوحشية النظام الانتاجي الرأسمالي، وضرورة ضمان أسواق له في شتى بقاع العالم، وابتداع نظام الشركات المتعددة الجنسية وحمايتها بكل السبل، إلى درجة تبرير التدخل العسكري السافر، وأخيرا قهر الدول للانضمام إلى اتفاقية "الجات" التي ستؤول فوائدها بشكل جوهري إلى الدول الأكثر تقدما على حساب الأخرى المتخلفة والأقل نموا، أهم من ذلك أن الغرب يتصور واهما أن حضارته ومدنيته أسبق وأفضل الحضارات والمدنيات، ولها الحق في قيادة غيرها من سائر البشر، يساعده على ذلك تمكنه بسيطرة القوة والإرهاب بالتهديد والوعيد لمن لا يكون معه أو في صفه كما في تداعيات 11 سبتمبر 2022 والأزمة الأفغانية والصمت القاتل عن جرائم الحرب الإسرائيلية في فلسطين.
وهكذا فإن الشقة بين الحضارتين الغربية والإسلامية بعيدة، وأسباب ابتعادها تكمن في تضارب المصالح أولا، وفي الصورة الذهنية المشوهة عن الإسلام بفعل كثير من المفكرين والمستشرقين، الشعور بالعداوة التاريخية الصليبية التي ما زالت تفرز سمومها في أشكال إعلامية وفنية مزعومة للإساءة للرسول ? كما حدث في الدنمارك وهولندا، وتصريحات بابا الفاتيكان وتصريحات بوش الصارخة بصليبية النزاع الراهن بين المقاومة والنفوذ الصهيوني والأميركي، رغم تراجعه باعتبارها زلة لسان، ولا يمكن إغفال ما ضاعف تشويه صورة الإسلام من تلك السلوكيات المخالفة للإسلام وروحه التي يمارسها الغافلون في المجتمعات الإسلامية ودولها وحكامها.
وبالتالي تأتي أهمية تصحيح الصورة الذهنية لدى الغرب عن الإسلام، ولكن يسبق ذلك ضرورة تصحيح المفاهيم الأساسية في العالم العربي والإسلامي، وتنقية التراث من شوائب البدع والغلو، والاتجاه نحو الوسطية والاعتدال، والسير قدما نحو تحقيق دعائم الاستخلاف وتنمية المجتمعات العربية والإسلامية والأخذ بأسباب القوة بالتقدم المعرفي والعلمي والتقني، وتطوير المنظومة التربوية والتعليمية في إطارها الإيماني.
خلاصة القول ان الإسلام بقيمه الإنسانية في العدل والحرية والمساواة يجب أن ينعكس في ضروب السلوك الاجتماعي والسياسي لدى الشعوب والحكام، وهذا هو السبيل الموضوعي لقناعة الآخر بإنسانية وعالمية الإسلام وجدوى حضارته، وحتى يتحقق ذلك فلا يخلو الأمر من أهمية الدراسة والبحث والتخطيط المحكم لتنشيط الحركات السياسية والاجتماعية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني على المستويات الإقليمية والدولية، وتوثيق الروابط والخبرات بين الشخصيات والمنظمات الثقافية والجامعية في الغرب والشرق، وهذا كله وغيره لا يغني عن جهود مستمرة لتطوير السياسة الإعلامية الفضائية، ووضع منهجية ملائمة للخطاب الإسلامي الموجه للشعوب الغربية والآسيوية والإفريقية وغيرها.إلا أن نقطة البداية في خضم ترهلات وانبطاح الأنظمة السياسية والاقتصادية المتسلطة المستبدة، هي حتمية التغيير باجتثاث جذور الفساد والافساد التي استنبتتها الأنظمة التسلطية، وتحرير الشعب من عقال القهر والظلم بتركيز ثروات النهب والاستغلال، يواكب ذلك أو يسبقه بسط الديموقراطية الحقيقية والمساواة والعدالة الاجتماعية.

من المفيد ومن المناسب أن أتحدث من فوق منبر هذه الجامعة ذات السمعة الواسعة والتأثير الأكاديمي في الشيلي(1)، وفي المحيط العام في قارة أمريكا اللاتينية، حول قضايا تشغل اهتمامات النخب الفكرية والثقافية وصانعي القرار في العالم الإسلامي الذي جئتكم أمثله في هذه الأمسية، بصفتي مديراً عاماً للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ وأميناً عاماً لاتحاد جامعات العالم الإسلامي، وأستاذاً جامعياً، وعضواً في العديد من المؤسسات الأكاديمية والعلمية العربية الإسلامية، حرصاً على تقديم صورة حقيقية لعلاقة العالم الإسلامي بالغرب والتأثيرات الناجمة عنها سلباً وإيجاباً.

أما لماذا اخترت هذا الموضوع تحديداً؟، فلأن العالم الإسلامي أصبح اليوم يشغل حيّزاً واسعاً من اهتمامات الرأي الدولي، وأن نسبة تزيد عن الخمسين في المائة من الأخبار التي تذيعها أو تنشرها وسائل الإعلام العالمية، يكون العالم الإسلامي مسرحاً لها. وهو الأمر الذي يشكل ظاهرة إقليمية تستحق الدراسة المعمقة.

ويمكن للباحث أن يطرح في هذا السياق مجموعة أسئلة، منها :

ــ لماذا العالم الإسلامي يعيش اليوم أوضاعاً غير مستقرة ؟.

ــ لماذا يوجد أكثر من سبعين في المائة من اللاَّجئين في العالم ينتمون إلى بلدان العالم الإسلامي ؟.

ــ لماذا تنخفض مستويات التنمية في العالم الإسلامي ؟.

ــ لماذا تشوب العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب بعض التوترات على مدى عقود متواصلة من السنين ؟.

ولقد رأيت أن أمهّـد للإجابـة عن هـذه الأسئلـة، بالعـودة قليلاً إلـى التاريـخ المعاصـر، للوقوف على الخلفيات السياسية التي كانت من الأسباب الرئيسَة التي أثّرت في مجموع دول العالم الإسلامي، والتي يمتدّ تأثيرها إلى اليوم.

البدايات الأولى للاستعمار الغربي للعالم الإسلامي :

لقد بدأ الاستعمار الأوروبي للعالم الإسلامي في القرن السادس عشر حينما احتلت هولندا الجزر الأندونيسية في سنة 1552، واستمر احتلالها لها لمدة ثلاثة قرون ونصف القرن، حيث استمر الاحتلال الهولندي لأندونيسيا إلى سنة 1945. ثم احتلت روسيا القيصرية قازان عاصمة تتارستان في سنة 1602. ثم وصلت الأساطيل البريطانية إلى شبه القارة الهندية في سنة 1757، فاحتلت إنجلترا الهند التي كانت عهدئذ تحت حكم دولة إسلامية، واستمر احتلالها لها مائة وتسعين سنة، إلى أن استقلت الهند في سنة 1947.

وفي سنة 1798 غزت فرنسا مصر بقيادة نابليون بونابرت، واستمر الغزو الفرنسي لها ثلاث سنوات. وفي سنة 1830 احتلت فرنسا الجزائر، واستمر الاحتلال مائة واثنتين وثلاثين سنة إلى سنة 1962. وفي سنة 1882 احتلت بريطانيا مصر، واستمر الاحتلال إلى سنة 1923، وفي سنة 1881 احتلت فرنسا تونس. وفي السنة ذاتها احتلت بريطانيا قبرص. وفي سنة 1829 احتلت بريطانيا جنوب اليمن واستمر احتلالها لها إلى سنة 1967، وفي سنة 1857 احتلت فرنسا السنغال واستمر الاحتلال إلى سنة 1960، وفي سنة 1903 احتلت بريطانيا نيجيريا.

واحتلت إسبانيا في سنة 1884 الصحراء المغربية، في جنوب المغرب، وأطلقت عليها اسم (الصحراء الإسبانية)، واستمر احتلالها لها إلى سنة 1976. وفي سنة 1912 احتلت فرنسا ثم إسبانيا في آخر السنة نفسها، المغربَ تحت غطـــاء الحماية. وفي سنة 1911 غزت الجيوش الإيطالية ليبيا (بنغازي وطرابلس)، فاندلعت الحرب الإيطالية ــ العثمانية على مدى السنتين (1912 – 1911)، باعتبار أن ليبيا كانت في تلك الفتـرة، جزءاً من الإمبراطورية العثمانيـة. وفي أثنـاء الحرب العالميـة الثانيـة (1945 – 1939) احتلت فرنسا إقليم فزان الليبي، واحتلت إنجلترا بنغازي وطرابلس، واستمر هذا الاحتلال الفرنسي والبريطاني لليبيا إلى سنة 1952.

ومنذ منتصف القرن التاسع عشر، بدأت الأطماع الأوروبية تتجه نحو الإمبراطورية العثمانية التي عُرفت في تلك الفترة بالرجل المريض، فعمدت الدول الأوروبية إلى تحريض روسيا القيصرية ضد الأقاليم الإسلامية المجاورة لها، فقامت بغزو منطقة القرم، وقادت حروباً طويلة للاستيلاء على الأراضي شمالي القوقاز. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بسطت روسيا نفوذها على آسيا الوسطى، فاحتلت آذربيجان في سنة 1828.

وتفجّر الصراع بين العالم الإسلامي والغرب من جديد مع أواخر القرن التاسع عشر، في شكل الحرب الروسية العثمانية التي اندلعت في الفترة ما بين (1871 و 1878) بتواطؤ من الدول الأوروبية أيضاً. وأثناء فترة الحرب العالمية الأولى(1918 – 1914) انهزمت الإمبراطورية العثمانية، وتمّ تمزيقها إلى مجموعة أقاليم ما لبثت أن أصبحت دولاً قائمة الذات؛ فاستولت فرنسا وإنجلترا على الولايات العربية التي كانت تابعة للدولة العثمانية، والتي تشمل أقاليم الشام أو سورية الكبرى (سورية ولبنان وفلسطين والأردن اليوم)، والعراق. ثم امتد الاحتلال لهذه الأقاليم تحت غطاء الانتداب إلى سنة1943 ، بالنسبة لسورية ولبنان بموجب قرار عصبة الأمم. وتأسست إمارة شرق الأردن (نواة المملكة الأردنية الهاشمية اليوم) في سنة 1921.

واستمر الاحتلال البريطاني لفلسطين تحت مسمى الانتداب، وتحت غطاء دولي، إلى سنة 1948، عندما استغل اليهود الوضع فأعلنوا عن تأسيس دولة إسرائيل في 15 مايو من سنة 1948 في مخالفة واضحة للقانون الدولي، حيث أقيمت هذه الدولة في إقليم له سكانه الأصليون هم الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره والاستيلاء على وطنه. ولا يزال هذا الوضع المأساوي غير القانوني الذي نتج عن احتلال فلسطين وتهجير شعبها، هو السبب الرئيس في تدهور الأحوال وفي تهديد الأمن والسلم الدوليين، ليس في منطقة الشرق الأوسط، وإنما في العالم أجمع. وهو أخطر أزمة تتهدد العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب في الحاضر والمستقبل، مما يضعنا أمام مفتاح الأزمة الدولية المتمثلة في انسداد الأبواب أمام تسوية عادلة لها في إطار الشرعية الدولية، تردّ الحقوق الوطنية المشروعة إلى الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة بعاصمتها القدس.

هكذا دخل العالم الإسلامي القرن العشرين وأقطاره محتلة، وأجزاؤه ممزقة، وأوضاع شعوبه متدنية اقتصادياً واجتماعياً بصورة بالغة السوء. ولقد امتدت تداعيات هذه الأوضاع وآثارها السلبية إلى مرحلة ما بعد تأسيس الدول العربية الحديثة في العالم العربي الإسلامي، مما تسبّب في اندلاع أزمات سياسية متلاحقة، وفي نشوء ظروف اقتصادية صعبة.

الوقوف في وجه طموح الشعوب الإسلامية :

لقد كانت الأنظمة السياسية في العديد من دول الغرب طوال ما يزيد على قرنين من الزمن، تقف في الصف المعادي لإرادة الشعوب الإسلامية والمناهض لحقها في الحياة الحرة الكريمة، والمعاكس لتوجّهاتها نحو بناء المجتمع القوي المستقر الذي تزدهر فيه الحياة السياسية والاقتصادية، ويتمتع فيه الإنسان بحقوقه المشروعة. وقد ترتب على هذه السياسة التي اتبعتها الأنظمة السياسية في تلك الدول الغربية تجاه شعوب العالم الإسلامي لعقود متطاولة، أن نشأ رأي عام يحمّل الغربَ مسؤولية هذه الأوضاع، وتوتّرت العلاقات على مستويات عديدة بين الطرفين، ولا تزال إلى اليوم.

إنَّ هذه الخلفيات التاريخية الحديثة والمعاصرة، إذا أضفنا إليها خلفيات العصور الوسطى، نجد أنفسنا أمام ركام هائل من الخصومات التاريخية الناتجة عن سوء الظن وعدم الثقة واحتدام الصراع الذي يتخذ أشكالاً تتفاوت بين الخفاء والظهور من عصر إلى آخر.

شهادة أرنولد توينبي :

يصوّر المؤرخ البريطاني الشهير (أرنولد توينبي) أحوال العالم الإسلامي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تصويراً دقيقاً، في محاضرة له في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، حيث قال في لحظة صدق ومكاشفة : "إننا ظللنا نطارد الرجل التركي (يقصد الرجل المريض، وهو كناية عن الإمبراطورية العثمانية) ونهاجمه لكي يترك دينه، لأنه كان ينظر إلينا من علٍ كأننا خنازير برية، فلما ترك دينه وتبعنا احتقرناه، لأنه لم يعد عنده ما يعطيه"(2).

وهذا تلخيصٌ للأزمة الحضارية التي نكب بها العالم الإسلامي. وتلك حقيقة من حقائق التاريخ المعاصر، تظهر لنا جوانب من الخطة التي دبرتها مجموعة من الدول الأوروبية في القرنين التاسع عشر والعشرين، لتمزيق العالم الإسلامي، ولإضعافه، ولاستغلال موارده الطبيعية من أجل بنـاء الاقتصاديات الأوروبية المزدهرة في تلك المرحلة، مما كان له مضاعفات سياسية ونفسية وثقافية على مجمل العلاقات التي تربط دول العالم الإسلامي بالدول الأوروبية، وبالولايات المتحدة الأمريكية التي تقف بكل إمكاناتها مع إسرائيل وتدعمها في جميع المجالات.

وللأمانة التاريخية وللموضوعية المنهجية، نؤكد هنا أن هذه الخلفيات جميعاً، ساهمت في تشكيل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب على مستوى اللاوعي الجمعي، وعلى مستوى الواقع. ولا سبيل اليوم إلى فهم طبيعة هذه العلاقات وإدراك أبعادها، إلاّ من خلال الوقوف على تلك الظروف التاريخية الآنفة الذكر، والتي لا تزال تعمل عملها في الحاضر، ولربما في المستقبل.

إنَّ الأوضاع التي نشأت عن الاستعمار الأوروبي للعالم الإسلامي، تسبّبت في ظروف لم تكن مواتية على الدوام للنموّ والتقدم والازدهار. فقد وجدت الدول العربية والإسلامية نفسها بعد الاستقلال، أمام أزمات كبيرة نتيجة لشيوع الفقر والجهل والمرض وسوء الإدارة والفساد، ولانعدام الشروط الموضوعية لإقامة هياكل جديدة للدولة المستقلة. وقد ترتبت على تلك الأوضاع مشاكل كثيرة ظلت تتفاقم، فتعطّـلت عملية النمو في مناطق، وتعثرت في مناطق أخرى، وتباطأت في جل الأقطار. وعلى الرغم من أن قلة من الدول العربية الإسلامية، قد عرفت كيف تستثمر مواردها وإمكاناتها وتحقق معدلات معينة من النموّ والتقدم وتحسّن من مستويات مواطنيها، فإن غالبية دول العالم الإسلامي تعاني اليوم من مخلفات عهود ما قبل الاستقلال. وإن كانت العوامل المتسببة في بطء النمو لا تعود دائماً إلى ظروف الاستعمار، فكثير منها ينبع من الداخل، لأسباب كثيرة لا يسمح المجال بالخوض فيها.

إنَّ تأزم الأوضاع الاقتصادية وتدهور الخدمات التي تقدمها بعض الحكومات لمواطنيها في جل دول العالم الإسلامي، سواء بسبب شح الموارد وقلة الإمكانات، أو بسبب سوء التسيير وانعدام الخبرة، قد أدّى إلى نشوء مشاكل اجتماعية كثيرة، منها تنامي الشعور بالظلم والحرمان، وتصاعد نبرة الغضب والاحتجاج بين فئات غير قليلة من المواطنين، مما كان له الأثر القوي في ظهور تيارات العنف والتطرف وانتشار الأفكار الرافضة والتيارات الساخطة، وفي ردّ أسباب الأزمات إلى الدول الاستعمارية سابقاً، واتهامها بالمسؤولية عن فساد الأوضاع وسوء الأحوال، الأمر الذي ينعكس سلبياً على العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب.

ولاشكّ أن الدول الغربية الواسعة النفوذ سياسياً واقتصادياً، تتحمّل اليوم قسطاً من المسؤولية إزاء ما تعاني منه الشعوب الإسلامية من أوضاع اقتصادية صعبة، وحيال اضطراب حبل الأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، وفي فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال وغيرها.

دور الغرب في صنع مأساة فلسطين :

ومعلوم أن تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية إلى هذه الدرجة الخطيرة التي وصلت إليها، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي لها، وممارسة سلطات الاحتلال لسياسة القمع والقتل والتهجير والمطاردة في حق الشعب الفلسطيني، ووجود الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، كل ذلك يخلق حالات من التذمر والسخط والكراهية في أوساط الشعوب الإسلامية عموماً، وليس لدى الشعب الفلسطيني فحسب، ويتسبّب في تحميل الغرب المسؤولية المشتركة مع إسرائيل في استمرار هذا الظلم. وتلك هي المسألة التي على الغرب أن يتفهمها ويعمل على معالجتها بما يردّ الحقوق إلى أصحابها الشرعيين، ويؤدي إلى استتباب الأمن والسلم في هذه المنطقة من العالم. ولن تستقر العلاقات بين شعوب العالم الإسلامي والغرب بصفة عامة، إلاّ إذا عولجت هذه المسألة معالجة عادلة تردّ الأمورَ إلى نصابها، وتقضي نهائياً على أسباب الأزمة.

وحتى تتبيّن معالم الصورة بالوضوح الكامل، أريد أن أسوق ثلاثة أمثلة عن بعض المواقف غير المسؤولة التي تتخذ والآراء المتطرّفة التي يُعبر عنها في الغرب، والتي يكون لها نتائج سيئة للغاية لدى الرأي العام الإسلامي، والتي تنعكس آثارها السلبية على مجمل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب.

اعتراف صريح من الرئيس ريتشارد نيكسون :

يقول الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون في كتابه (الفرصة السانحة) : »إن الإسلام والغرب متضادان، وإن نظرة الإسلام للعالم تقسمه إلى قسمين : (دار الإسلام) و(دار الحرب) حيث يجب أن تتغلب الأولى على الثانية، وأن المسلمين يوحدون صفوفهم للقيام بثورة ضدّ الغرب، وعلى الغرب أن يتحد مع الاتحاد السوفييتي (قبل أن يسقط ويتمزق) ليواجه هذا الخطر الداهم بسياسة واحدة«(3).

وهذا الرأي الذي نشر في كتاب ترجم إلى عدة لغات عالمية، ومنها اللغة العربية، يساهم في تأجيج روح العداء، وفي تأليب قطاعات واسعة من أبناء العالم الإسلامي ضد الغرب. والرئيس نيكسون في القسم الأول من هذا الرأي يجانب الحقيقة تماماً. أما في القسم الثاني، فيعبر نيكسون عن رأي يتبناه قطاع عريض من صانعي القرار والنخب الفكرية والثقافية وأوساط واسعة من بين الشعوب في الغرب. وهذا موقف غير سليم لا ينمّ عن الحكمة وبعد النظر، ويعكس في الوقت ذاته نوايا ليست بريئة.

وفي هذا السياق أيضاً، يقول الكاردينال (بول بوبار) مساعد بابا الفاتيكان السابق، ومسؤول المجلس الفاتيكاني للثقافة، في تصريح إلى صحيفة (الفيجارو) الفرنسية : (إن الإسلام يشكل تحدياً بالنسبة لأوروبا وللغرب عموماً، وإن المرء لا يحتاج إلى أن يكون خبيراً ضليعاً لكي يلاحظ تفاوتاً متزايداً بين معدّلات النموّ السكاني في أنحاء معينة من العالم؛ ففي البلدان ذات الثقافة المسيحية يتراجع النموّ السكاني بشكل تدريجي، بينما يحدث العكس في البلدان الإسلامية النامية، وفي مهد المسيح ــ هكذا يقول الكاردينال بول بوبار وهو يقصد الشرق الأوسط، وتحديداً البلدان العربية ــ يتساءل المسيحيون بقلق عما سيحمله لهم الغد، وعما إذا لم يكن موتهم مبرمجاً بشكل ما ؟ .. إنّ التحدّي الذي يشكله الإسلام يكمن في أنه دين وثقافة ومجتمع وأسلوب حياة وتفكير وتصرف، في حين أن المسيحيين في أوروبا يميلون إلى تهميش الكنيسة أمام المجتمع(4).

الإسلام لا يشكّل خطراً على أمة أو شعب أو دين :

أما كون الإسلام دينَ ثقافة ومجتمع وأسلوب حياة وتفكير وتصرف، فهذا صحيح لا شكّ فيه، وحقيقة من حقائق هذا الدين. وأما القول بأنه يشكّل تحدّياً للمسيحيين باعتباره ذاك، فهو قول باطل لا أساس له من الصحة إطلاقاً. وهو قول يزيد في تأزيم العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب، وتتبنّاه قطاعات واسعة من أبناء الغرب.

إنَّ الإسلام لا يشكّل تحدّياً ضدّ أمة أو شعب أو دين، أو ضدّ قانون من القوانين الدولية، وإنما العداء للإسلام وكراهية المسلمين وممارسة سياسة التمييز ضدهم، وانتهاك القوانين الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إن ذلك هو الذي يشكّل تحدياً حقيقياً، لا للغرب فحسب، ولكن للعالم أجمع، ويهدّد استقرار العلاقات الدولية، وخصوصاً علاقات العالم الإسلامي بالغرب.

ويعزّز هذا التوجّه غير السليم الذي يذكي نار الكراهية والتمييز والصراع، ما قاله (جياني ديميكليس) رئيس المجلس الوزاري الأوروبي في مطلع التسعينيات من القرن الماضي في حديث إلى مجلة (النيوزويك)، إذ سئل : "ما مبررات بقاء حلف الأطلنطي ــ الناتو ــ بعد زوال المواجهة بين الغرب الليبرالي والمعسكر الذي كان اشتراكياً ؟". فأجاب بقوله : »صحيح أن المواجهة مـع الشيوعية لم تعـد قائمـة، إلاَّ أن ثمة مواجهة أخرى يمكن أن تحلّ محلها بين العالم الغربي والعالم الإسلامي". فلما عاد مراسل (النيوزويك) ليسأل : "وكيف يمكن تجنّب تلك المواجهة المحتملة؟". قال (جياني ديميكليس) : "ينبغي أن تحلّ أوروبا مشاكلها، ليصبح النموذجُ الغربيُّ أكثر جاذبية وقبولاً من جانب الآخرين في مختلف أنحاء العالم. وإذا فشلنا في تعميم ذلك النموذج الغربي، فإن العالم سيصبح مكاناً في منتهى الخطورة"(5).

وهذا الكلام من مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، ينطوي على تهديد سافر للعالم الإسلامي. وهو رأي يتعارض كلياً مع قواعد القانون الدولي، ومع الحق في الحفاظ على الخصوصيات الثقافية للشعوب.

إنَّ هناك شعوراً متزايداً يسود الشعوب الإسلامية بأن الإسلام مستهدفٌ من جهات متعددة. والعقلاء في العالم الإسلامي يبذلون جهوداً في إبعاد الناس عن سوء الظن، وفي القضاء على (فكرة التآمر) الذي يستهدف الإسلام والمسلمين، من منطلق أن سوء الظن هو نقيصة من النقائص التي تنهى عنها التعاليم الإسلامية. ولي شخصياً في هذا المجال، نشاطٌ فكريّ منذ أكثر من ربع قرن في ساحة العمل الثقافي والأكاديمي والإعلامي. ولكننا أحياناً نجد أنفسنا أمام ما يعزز سوء الظن هذا بالأدلة والحجج.

اختراق الإسلام إعلانٌ للعداء ضدّه :

وعلى سبيل المثال، أُورد هنا ما جاء في وثائق (مؤتمر كولورادو) الذي انعقد في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 1978، تقول إحدى هذه الوثائق عن الإسلام ما يلي : »إنه الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية .. والنظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعياً وسياسياً .. ونحن بحاجة إلى مئات المراكز لفهم الإسلام، ولاختراقه في صدق ودهاء. ولذلك لا يوجد لدينا أمر أكثر أهمية وأولوية من موضوع تنصير المسلمين«(6).

إنَّ مثل هذه الخطط المريبة التي تُعدُّ لغزو العالم الإسلامي، يكون لها أسوأ النتائج وأخطر المضاعفات، إذ تساهم في تأليب الشعوب الإسلامية ضد الغرب بصورة عامة، وتؤدي بصورة تلقائية إلى إذكاء نوازع النفور بدلاً من تقوية مشاعر التفاهم والتسامح. ففكرة (اختراق الإسلام) من الأفكار الخطيرة التي تروج في أوساط عديدة، وهي شبيهة بفكرة (صدام الحضارات) التي تكاد أن تسيطر اليوم على صانعي السياسات في الساحة الدولية، والتي تُفسَّر على أساسها كثيرٌ من الأحداث التي تجري في هذه المرحلة من التاريخ، وتُفهم كثيرٌ من المواقف المتعصبة المتحيزة غير الملتزمة بالقانون الدولي.

وتقتضي مني الأمانة العلمية والنزاهة الموضوعية في هذا السياق، أن أشير باختصار شديد، إلى ردود الفعل التي أحدثتها أقوال نيافة البابا بينيدكت السادس عشر، الواردة في محاضرته بجامعة ريغينسبورغ الألمانية، يوم 12 سبتمبر من السنة الماضية، حول موضوع العقل في الإسلام، أو العقل والقرآن، أو العقل في الحضارة الإسلامية. وقد قمت بكتابة ردّ علمي موضوعي هادئ على نيافة البابا، ترجم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وتجدونه في الموقع الإلكتروني للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. وصدر هذا الرد مع ردود أخرى شارك فيها شيخ الأزهر الدكتور محمد سيّد طنطاوي، في العدد الرابع والعشرين من مجلة (الإسلام اليوم) الأكاديمية التي تنشرها الإيسيسكو سنوياً باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.

ومع الاحترام الذي نكنّه لنيافة البابا، فإنه لابد من القول إن ما ورد في محاضرته تلك بخصوص الإسلام ورسوله الكريم محمد بن عبد اللَّه [، يخالف حقائق التاريخ. وقد أصيب العالم الإسلامي بصدمة شديدة من جراء هذه الأقوال غير الصحيحة، على الرغم من أن صفوة من المفكرين والأكاديميين، ويشرفني أنني كنت واحداً منهم، قد ردّوا عليها بنزاهة وحكمة وفندوها، في إطار احترام المكانة الدينية والعلمية والأكاديمية لصاحبها.

والواقع أن ما ورد في محاضرة نيافة البابا، يرد كثيراً في الكتابات الغربية منذ أن ظهرت الطباعة وإلى اليوم. ولكن ما أثار الضجة الهائلة أن الأمر يتعلق هذه المرة بشخصية ذات اعتبار عظيم ومكانة سامية. وأعتقد أن المسألة انتهت. وطويت الصفحة. وإن كنا في العالم الإسلامي نتطلع إلى مبادرات عملية لإثبات حسن الظن، ولوضع حـدّ لازدراء الإسلام، بل لازدراء الأديان السماوية عموماً، وللتطاول على مقدسات المؤمنين في سائر أنحاء العالم.

رؤية غربية مستنيرة :

إنَّ شعوب العالم الإسلامي تتطلع نحو المستقبل، لبناء علاقات إنسانية جديدة على أساس المبادئ الدينية السماوية، والمثل الإنسانية السامية، وما انتهت إليه البشرية من قوانين تحكم علاقات الدول والشعوب بعضها ببعض. ولكن ظواهر الأمور في هذا العالم، تؤكد لنا أن الغرب -والمقصود هنا الدول الكبرى المتحكمة في زمام السياسة الدولية ــ يسير في الاتجاه المعاكس.

تقـول الباحثة (سوزان نيكول) مساعدة المؤرخ اليهودي الدكتور ألفريد ليلينثال(7) (Dr. Alfred M. Lilienthal) المعادي للصهيونية، في موضوع لها وزعتـه على الإنترنيت بتاريخ 2022/7/13 : »الأمريكيون يساعدون بلادهم ضدّ الإرهاب، لو عرفوا الجواب الحقيقي عن السؤال (لماذا يكرهوننا ؟). إنَّ العرب والمسلمين يقولون للغرب باستمرار السبب الحقيقي، إلاّ أن الغرب لا يسمع. يجب علينا الاعتراف بتحيّزنا على امتداد نصف قرن ضد العرب والشعوب المسلمة الأخرى. لقد أوجدنا سببَ عدائهم لنا، فنحن، ولسنا هم، الذين بدأنا صراع الحضارات المريع الذي سنواجهه في الجيل القادم أو أكثر«.

هذه رؤية غربية مستنيرة إلى عمق الأشياء. نقلتها هنا على سبيل المثال، لأثبت لكم أن الغرب ليس كتلة واحدة، فهناك عقلاء يفهمون الأمور على حقيقتها، وحكماء يعملون من أجل السلام والتعايش والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان.

إنَّ فكرة حوار الحضارات انطلقت من العالم الإسلامي. وقد تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدعوة التي وجهها الرئيس الإيراني السابق السيد محمد خاتمي من فوق منبرها، لتعزيز الحوار بين الحضارات. وكان للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ دورٌ تفخر به، في تفعيل قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بجعل سنة 2022 (سنة الأمم المتحدة للحوار بين الحضارات)، فقد عقدت عدة مؤتمرات وندوات دولية حول هذا الموضوع، بعضها بالتعاون والشراكة مع منظمات دولية وإقليمية، اليونسكو، ومجلس أوروبا، ومؤسسة أناليند الأورو ــ متوسطية للحوار بين الثقافات، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ــ ألكسو ــ التابعة لجامعة الدول العربية، وغيرها. وأصدرنا في الإيسيسكو (الكتاب الأبيض حول حوار الحضارات) باللغات الثلاث : العربية والإنجليزية والفرنسية في طبعتين. وهو الكتاب الذي يضم الوثائق والقرارات والبيانات والإعلانات الخاصة بحوار الحضارات. وعلى المستوى الشخصي نشرت لي مجموعة من المؤلفات والدراسات حول قضايا حوار الحضارات والثقافات وتعزيز التعايش والتفاهم بين الشعوب، جلّها مترجم إلى الإنجليزية والفرنسية. وينصُّ ميثاق الإيسيسكو على هدفين رئيسَيْن من ضمن أهدافها الأخرى، هما : تدعيم التفاهم بين الشعوب في الدول الأعضاء وخارجها والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولاسيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، والعمل على نشر ثقافة العدل والسلام ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان وفقاً للمنظور الحضاري الإسلامي.

ولعلّ من المناسب أن أذكر بالمناسبة، أن (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) الصادر عن الأمم المتحدة في ديسمبر سنة 1948، يعبر تماماً عن المنظور الحضاري الإسلامي، ما عدا المادتين السادسة عشرة والثامنة عشرة منه اللتين لنا عليهما تحفظات.

إنَّ العالم الإسلامي تمثله اليوم (منظمة المؤتمر الإسلامي) التي تضمّ في عضويتها سبعاً وخمسين دولة، إضافة إلى أربع دول أعضاء مراقبين، وهي : جمهورية روسيا الاتحادية، ومملكة التايلاند، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والبوسنة والهرسك، إضافة إلى طائفة القبارصة الأتراك المسلمين. وتوجد أكثر من عشر منظمات إسلامية تعمل في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي، منها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ــ إيسيسكو ــ ، والبنك الإسلامي للتنمية.

ولكن لابد من الملاحظة هنا أن أكثر من ثلث المسلمين في العالم الذين يبلغ تعدادهم ملياراً ونصف المليار نسمة، غير ممثلين في دولٍ في منظمة المؤتمر الإسلامي. مثال ذلك المسلمون في الهند، وفي الصين، وفي جنوب أفريقيا، وفي دول الاتحاد الأوروبي، وفي الأمريكتين، وفي غيرها. ولذلك فإننا في الإيسيسكو نولي عناية مركزة بالجاليات والأقليات المسلمة في سائر أقطار العالم، من حيث تقديم الدعم لمؤسساتها التربوية والتعليمية والثقافية والإسلامية، وتقوية الصلات الثقافية والحضارية بين المجتمعات الإسلامية في هذه الأقطار وبين إخوانهم في الدين في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.

ولعلّ من المناسب أن أشير إلى أن الإيسيسكو أشرفت في آخر شهر يونيو 2022، على عقد الاجتماع الخامس لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في جنوب شرقي آسيا ومنطقة الباسفيك في سنغافورة.

كما تشرف الإيسيسكو في هذا الوقت، على عقد الاجتماع السادس لرؤساء المراكز الثقافية والجمعيات الإسلامية في دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي في سانتياغو. وقد وضعنا في الإيسيسكو (استراتيجية العمل الثقافي في الغرب) التي اعتمـدها مؤتمر القمـة الإسلامي العاشـر المنعقــد في ماليــزيا في سنة 2022. وهو أعلى سلطة دستورية في منظومة العمل الإسلامي المشترك. وأنشأنا في إطار هذه الاستراتيجية (المجلس الأعلى للتربية والثقافة في الغرب) الذي يضطلع بمهامّ التنسيق بين المؤسسات التربوية والثقافية الإسلامية في الأقطار التي توجد بها جاليات وأقليات مسلمة.

وأريد أن أغتنم هذه المناسبة الأكاديمية، لأشير إلى أن مصطلح (العالم الإسلامي) هو من وضع الغرب أصلاً. ذلك أن المستشرقين هم الذين نحتوا هذا المصطلح. وقد صدرت مجلة بهذا الإسم(THE MUSLIM WORLD) باللغة الإنجليزية في 1911م(8). ولكن هذا المصطلح ينطوي الآن على مضمون يتجاوز الرقعة الجغرافية التقليدية، والتي تشمل البلدان الإسلامية، إلى المسلمين عامة حيثما وجدوا. ولذلك فإن المسلمين في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي ــ مثلاً ــ هم جزء لا يتجزأ من العالم الإسلامي، بهذا المفهوم الحضاري الثقافي، لا بالمفهوم السياسي والجغرافي. فالمسلمون أينما كانوا، هم حملة رسالة الحضارة الإسلامية، ودعاة سلام وتعايش وتفاهم بين الشعوب والحضارات والأديان.

كتلة إسلامية حضارية :

إنَّ هذه الكتلة الإسلامية الحضارية هي قوةٌ للسلام وللأمن في العالم، ومصدر إشعاع ثقافي إلى مختلف الآفاق، وعنصر دفع لجهود المجتمع الدولي من أجل تعزيز قيم التعايش والتفاهم والحوار بين الثقافات والحضارات والأديان.

وإذا كانت صورة العالم الإسلامي اليوم في الغرب يشوبها كثير من الظلال، ربما بسبب ما ترتكبه فئة قليلة معزولة متطرفة من أبناء المسلمين، من جرائم إرهابية هنا وهناك، ندينها بشدة ونرفضها لأنها تخالف تعاليم الإسلام، فإن ما يجب الإشارة إليه في هذا المقام، هو أن دولاً كثيرة من العالم الإسلامي مستهدفة بهذه الجرائم في المقام الأول وضحية لها. ولذلك فإن الرأي العام الإسلامي يقف ضد التطرف بكل أنواعه، ويرفض الإرهاب بجميع أشكاله رفضاً قاطعاً، لأنه يسيء إساءة بالغة إلى الإسلام والمسلمين أولاً وقبل كل شيء. وفي القرآن الكريم تقول الآية 32 من السورة الخامسة (المائدة) : {من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً}. فهذه الآية القرآنية تعبّر أصدق التعبير وأقواه وأبلغه، عن الرؤية الإسلامية إلى الإرهاب أياً كان، وعـن الموقف الإسلامـي الثابت من مرتكبي الإرهاب مهما تكن دوافعهم وأهدافهم. فهؤلاء المرتكبون للجرائم الإرهابية، قَتَلَةٌ لا يمثلون إلاّ أنفسهم. ولذلك فليس من الإنصاف ولا من العدل في شيء، أن يؤخذ المسلمون عموماً بجريرة هذه الفئة المنحرفة عن جادة الإسلام والخارجة على القانون.

العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب على أساس المصالح المشتركة :

إنَّ العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب يجب أن تقوم على أساس المصالح المشتركة، والالتزام بقواعد القانون الدولي، وخدمة قضايا الإنسان في كل مكان. وإن الأحداث التي تقع في البلدان الإسلامية والتطورات المتأزمة التي تشهدها مناطق إسلامية عديدة، تدعونا جميعاً إلى تضافر الجهود للتغلب على الأزمات وتسويتها، وفي المقدمة منها أزمة الشعب الفلسطيني ، التي تعدّ بكل المقاييس أخطر تحدّ يواجه هذه العلاقات.

إن آفاق المستقبل تنفتح أمام العالم الإسلامي الذي يغالب مشاكله المتراكمة الناتجة عن سياسات استعمارية قديمة وجديدة، ويعمل على تحسين أوضاعه، ويواجه التحديات الحضارية التي يتفاقم خطرها كلما أمعن قادة القوى العظمى في الغرب، في ممارسة سياسة الضغط والسعي من أجل فرض نمطٍ حضاري واحد على حساب الخصوصيات الثقافية والحضارية للشعوب.

وأعتقد أننا جميعاً، سواء في العالم الإسلامي، أو في أمريكا اللاتينية، نواجه هذا التحديَّ الحضاريَّ القاهر لإرادة الشعوب في الحرية والتنمية والتقدم والحفاظ على الخصوصيات. ولذلك فإنني أدعو من فوق هذا المنبر الأكاديمي، إلى تعزيز علاقات التعاون بين شعوب أمريكا اللاتينية التي نحمل لها كلَّ التقدير والاحترام، وبين شعوب العالم الإسلامي، وبينها وبين بقية شعوب العالم. فتلك هي السبيل إلى بناء المستقبل الإنساني الآمن(*).

——————————————————————————–

(1) ألقيت هذه المحاضرة في جامعة الشيلي (مركز الدراسات العربية) بسانتياجو، يوم 26 يوليو 2022 م.

(2) أرنولد توينبي "الإسلام والغرب والمستقبل"، ترجمة نبيل صبحي، الدار العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 1969 م.

(3) ريتشارد نيكسون (الفرصة السانحة)، ص : 135، 138، 139، ترجمة أحمد صدقي مراد، طبعـة دار الهلال، القاهرة، 1992 م.

(4) نقلاً عن صحيفة (الشرق الأوسط)، لندن، في 1999/10/1 م.

(5) (النيوزويك) 2 يوليو 1990 م.

(6) "التنصير : خطة لغزو العالم الإسلامي" ــ الترجمة العربية لوثائق مؤتمر كولورادو، ص 452، طبعة مركز دراسات العالم الإسلامي، مالطا، 1991 م .

(7) ولـد سنة 1913 في نيويورك، مـؤرخ وصحافـي، كتب في سنة 1949 مقالاً بعنوان "عَلَمُ إسرائيل ليس عَلَمـي" (Israel’s Flag is not Mine) أثار ردود فعل واسعة في الأوساط اليهودية الأمريكية بسبب موقفه المناهض للصهيونية، أهم كتبه "الشبكة الصهيونية" (The Zionist Connection).

(8) هذه المجلة لا تزال تصدر، ولكن بإدارة جديدة وبسياسة تختلف عن التوجّهات التي هيمنت عليها طوال عقود من السنين. وكان القس صموئيل م. زويمر أول رئيس تحرير لها. وتلخص العبارة التي كانت تنشر تحت اسم المجلة، الأهدافَ من وراء إصدارها : "مجلة فصلية أدبية وفكرية تعرض نجاح المبشرين المسيحيين في العالم الإسلامي وحوادث وأخبار المحمديين". وقد أزيلت هذه العبارة من غلاف المجلة.

(*) أثناء إعداد هذه المحاضرة للنشر في كتاب، تناقلت الأنباء خبر إقدام مائتي جامعة في الولايات المتحدة الأمريكية، على إقامة ما يسمى بــ (أسبوع الوعي بالفاشية الإسلامية) خلال الفترة من 22 إلى 26 أكتوبر 2022 م . وقد بادرتُ في بيان أصدرته بالمناسبة، إلى إدانة هذه الحملة العنصرية التي قادها منظمو أسبوع الكراهية والتحريض ضدّ الإسلام والمسلمين. وقلت إنَّ هذه الحملة تؤكد خروج هذه الجامعات عن التقاليد الأكاديمية المعتمدة في التعليم الجامعي، التي منها الحيادية والموضوعية والنظرة العلمية إلى الأمور والترفع عن ارتكاب الأعمال المنافية للقيم الإنسانية. ولاشك أن مثل هذه الحملة العنصرية تشكّل خطراً على مستقبل العلاقات بين العالم الإسلامي والغرب. والغريب أن هذا الموضوع لم تلتفت إليه وسائل الإعلام العالمية، ومرَّ كأنه لم يكن، مع أنه بادرة تنطوي على دلالات خطيرة، تزيد في تأجيج نار الكراهية والعنصرية، وتعدُّ شكلاً من أشكال الإرهاب الفكري الذي يمارس داخل الجامعات الأمريكية

م/ن

بالتوفيق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

ملخص درس آثار الاستعمار -تعليم اماراتي

والأن اضعه لكم في المدونة عسى ان تعم الفائدة

http://www.sez.ae/vb/attachment.php?…8&d=1239284735

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

حل درس الاستعمار الاوروبي للوطن العربي / بوربوينت -للتعليم الاماراتي

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا في أمس الحاجة إليكم أرجوا لكم أن تضعوا لي درس بوربوينت و لدرس الإستعمار الأوربي للعالم الإسلامي مع حل الأسئلة
حق باجر

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

حل درس الاستعمار الاوروبي للصف السابع

حل درس الاستعمار الأوروبي للعالم الاسلامي

101
ما البضائع التي تشعر أن أوربا بحاجة غليها من ذاك الزمن؟
البهارات والبخور والتوابل والأحجار الكريمة والذهب واللؤلؤ
دلل بمثال على عالمية الحضارة الإسلامية؟
النهضة العلمية لم تقتصر على نهضة الدولة الإسلامية بل شملت الدول المجاورة .

بين رأيك في سيطرة الدول القوية على الدول الضعيفة ؟
لاأوافق
ترفضه جميع الأديان ويخالف كل القوانين البشرية.

ص103
لماذا سعت أوربا من خلال الكشوف الجغرافية إلى تطويق العالم الإسلامي؟
لإضعافه لضربه من الداخل
أبرز النتائج التي تربت على الكشوف الجغرافية
تحول طرق التجارة من بلاد المسلمين (من البحر المتوسط)إلى المحيط الأطلنطي
ضعف تجارة المسلمين
ضعف الصناعة
ضعف الزراعة
سوء أحوال البلاد الاقتصادية
104
بريطانيا : مصر ـ السودان ـ الأردن ـ العراق ـ الصومال الشمالي ـ اليمن ـ عمان ـ الإمارات ـ قطر ـ البحرين ـ الكويت
الجزائر ـ تونس ـ المغربـ – موريتانيا – – فرنسا : سوريا- لبنان – جيبوتي
ايطاليا : ليبيا – الصومال الجنوبي
أساليب غير مباشرة ( حقيقية ) قام بها المستعمر
( 1) استغلال ثروات البلاد
(2) استغلال الموقع الجغرافي
(3) التحكم في طرق التجارة
(4) نشر الجهل .
(5) السعي وراء عدم قيام دولة عربية موحدة
105
المناطق التي تم انتزاعها من العالم الإسلامي وضمت للدول المجاورة :؛
مثال :لواء الاسكندرونة من سوريا إلى تركيا
المناطق التي تشهد نشاطا للحركات التبشيرية
الصومال

ص106
ما ابرز الثروات التي نهبها الاستعمار من العالم الإسلامي
الذهب –النفط – المحاصيل النقدية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

حل ادرس الاستعمار الاوروبي للعالم الاسلامي :؟؟ -مناهج الامارات

بسم الله الرحمن الرحيم
حل درس الاستعمار الأوروبي للعالم الاسلامي

101
ما البضائع التي تشعر أن أوربا بحاجة غليها من ذاك الزمن؟
البهارات والبخور والتوابل والأحجار الكريمة والذهب واللؤلؤ
دلل بمثال على عالمية الحضارة الإسلامية؟
النهضة العلمية لم تقتصر على نهضة الدولة الإسلامية بل شملت الدول المجاورة .

بين رأيك في سيطرة الدول القوية على الدول الضعيفة ؟
لاأوافق
ترفضه جميع الأديان ويخالف كل القوانين البشرية.

ص103
لماذا سعت أوربا من خلال الكشوف الجغرافية إلى تطويق العالم الإسلامي؟
لإضعافه لضربه من الداخل
أبرز النتائج التي تربت على الكشوف الجغرافية
تحول طرق التجارة من بلاد المسلمين (من البحر المتوسط)إلى المحيط الأطلنطي
ضعف تجارة المسلمين
ضعف الصناعة
ضعف الزراعة
سوء أحوال البلاد الاقتصادية
104
بريطانيا : مصر ـ السودان ـ الأردن ـ العراق ـ الصومال الشمالي ـ اليمن ـ عمان ـ الإمارات ـ قطر ـ البحرين ـ الكويت
الجزائر ـ تونس ـ المغربـ – موريتانيا – – فرنسا : سوريا- لبنان – جيبوتي
ايطاليا : ليبيا – الصومال الجنوبي
أساليب غير مباشرة ( حقيقية ) قام بها المستعمر
( 1) استغلال ثروات البلاد
(2) استغلال الموقع الجغرافي
(3) التحكم في طرق التجارة
(4) نشر الجهل .
(5) السعي وراء عدم قيام دولة عربية موحدة
105
المناطق التي تم انتزاعها من العالم الإسلامي وضمت للدول المجاورة :؛
مثال :لواء الاسكندرونة من سوريا إلى تركيا
المناطق التي تشهد نشاطا للحركات التبشيرية
الصومال

ص106
ما ابرز الثروات التي نهبها الاستعمار من العالم الإسلامي
الذهب –النفط – المحاصيل النقدية

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

اوراق عمل , مفهوم الاستعمار واشكاله,, للصف التاسع

السسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

مفهوم الاستعمار و أشكاله
· ما هو الاستعمار؟
__________________________________________________ __________________________________________________
· أكمل الجدول الآتي:

الدولة الاستعمارية
الدول العربية المستعمرة
بريطانيا
فرنسا
إيطاليا
أسبانيا

· اكتب نوع الاحتلال في الدول التالية:

الدول المستعمرة
نوع الاحتلال
فلسطين
جنوب أفريقيا
الجزائر
الخليج العربي
سوريا
ليبيا

· بين العلاقة السببية بين اكتشاف البلاد و حركة الاستيطان.
________________________________________________
· علل: الاستعمار مهما تعددت أشكاله فهو شكل واحد.
________________________________________________
· علل: استعمار الأوربيين للوطن العربي.
________________________________________________
__________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________
· ما المقصود برجل أروبا المريض؟
__________________________________________________ ______________________________________________
· ما المقصود بالمسألة الشرقية؟
__________________________________________________ ______________________________________________

الاحتلال البرتغالي للخليج العربي و المقاومة الوطنية
· ما الأساليب التي مارسها البرتغاليون ضد عرب الخليج؟
__________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________
· علل:دوافع الاستعمار البرتغالي.
________________________
________________________
· ما النتائج التي ترتبت على احتلال البرتغال لمنطقة الخليج العربي؟
__________________________________________________ __________________________________________________ ____________________________________________
· ما ردة فعل عرب الخليج لللإحتلال البرتغالي؟
______________________
______________________
· ما الأسرة التي تزعمت حركة المقاومة؟
______________________
· ما دور ناصر بن مرشد اليعربي في القضاء على الاحتلال؟
___________________
___________________
الحملة الفرنسية على مصر و بلاد الشام
· متى بدأت الحملة الفرنسية ومتى انتهت؟
___________________________
· من هو قائد الحملة الفرنسية على مصر؟
___________________________
· ما هي دوافع الحملة الفرنسية على مصر و بلاد الشام؟
________________________________________________
________________________________________________
________________________________________________
· ما هوالهدف من الحملة الفرنسية على مصر؟
__________________________________________________ ______________________________________________
· من هو قائد المقاومة الشعبية في الأسكندرية؟
__________________________
· أكمل الجدول الآتي:

اسم المعركة
الأطراف
النتائج
معركة الأهرام
معركة أبو قير البحرية

· ما هي نتائج معركة أبو قير البحرية؟
__________________________________________________ __________________________________________________ ____________________________________________

كما يوجد في المرفق..منقول,,

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

انتهى البحث عن الاستعمار الاوروبي للدول الاسلامية الصف العاشر

ارجو مروركم و الاطلاع على هذا البحث
بالتوفيق و النجاح للجممممممممممممممممممممممميييع

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

تقرير عن الاستعمار الفرنسي للجزائر تاسع الفصل الأول تاريخ للصف التاسع

هلًـآ وغ ـلاً

الاستعمارً الفرنسيـ للجزآئر ( مجهودً شحصيـً )

الجزائر قبيل الاستعمار

كانت الجزائر قبل الاستعمار سيدة البحر الابيض المتوسط فقد كان لها أسطول ضخم يخاف منه كل أعدائها، وقد تحطم هذا الاسطول في معركة نافرين قرب اليونان عام 1827.
الاحتلال الفرنسي للجزائر
استعملت فرنسا ذريعة المروحية لكي تكون سببا لاحتلالها للجزائر إلا أن فرنسا كانت تنوي احتلال الجزائر منذ عهد نابليون بونابرت هاجمت الجزائر من ميناء طولون وبلغ عدد الجنود الذين ضمتهم الحملة (37600 جندي). وصلت هذه الحملة إلى سيدي فرج في (14 يونيو 1830م الموافق لـ 23 ذي الحجة 1245 هـ). بعد الاحتلال فرضت فرنسا على الجزائريين قانون الأهالي. وتبعت عدة أساليب لقمع المجاهدين إلا أنها لم تفلح في ذلك لصلابة هذا الشعب

فرنسا و الثورات الشعبية
راجع المقال الرئيسي:الثورات الشعبية

لم تحتل فرنسا الجزائر بسهولة بل كانت هناك ثورات شعبية عديدة في كل اقليم وقفت في وجهها وقد عرقلت تقدم الإحتلال منذ دخوله.

جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر
الإبادة الجماعية
التهجير
التعذيب

اغتصبو جميلة بوحيرد

فرض الضرائب الجائرة
التعدي على حرمة المقابر و المساجد
التعدي على الهوية [1].
كانت الألقاب الجزائرية قبل الاستعمار الفرنسي ثلاثية التركيب (الابن والأب والجد)، وفي حالات أخرى خماسية التركيب، بحيث تضاف لها المهنة والمنطقة.

أصدرت الإدارة الاستعمارية الفرنسية في 23 مارس 1882 قانون الحالة المدنية أو قانون الألقاب الذي ينص على استبدال ألقاب الجزائريين الثلاثية وتعويضها بألقاب لا ترتبط بالنسب. وسبق صدور هذا القانون محاولات متواصلة لطمس الهوية الجزائرية، أهم ملامحها إجبار الأهالي -وهو التعبير الشائع لتوصيف الجزائريين-على تسجيل المواليد الجدد وعقود الزواج لدى مصلحة الحالة المدنية الفرنسية، بعدما كانوا يقصدون القاضي الشرعي أو شيخ الجماعة.

و الغاية من استبدال ألقاب الجزائريين الثلاثية وتعويضها بألقاب لا ترتبط بالنسب هو تفكيك نظام القبيلة لتسهيل الاستيلاء على الأراضي، وإبراز الفرد كعنصر معزول، وتغيير أساس الملكية إلى الأساس الفردي بدلا من أساس القبيلة، و طمس الهوية العربية والإسلامية من خلال تغيير الأسماء ذات الدلالة الدينية وتعويضها بهوية هجينة، وإحلال الفرد في المعاملات الإدارية والوثائق مكان الجماعة، وأخيرا تطبيق النمط الفرنسي الذي يخاطب الشخص بلقبه وليس باسمه.

و بموجب هذا القانون لم تكتف السلطات الاستعمارية بتغيير أسماء وألقاب الجزائريين بصفة عشوائية بل عوضت العديد منها بأسماء مشينة و نابية و بعضها نسبة لأعضاء الجسم والعاهات الجسدية، وألقابا أخرى نسبة للألوان وللفصول ولأدوات الفلاحة وللحشرات وللملابس وللحيوانات و لأدوات الطهي. و لم يكن هناك أي منطق في إطلاق الألقاب على الأشخاص، وكل ما هنالك هو رغبة في تحطيم معنويات الجزائريين، من خلال منح الفرصة لترديد أسمائهم مشينة طول الوقت وعلى مرّ الأزمان. و ما يزال الأبناء والأحفاد يتوارثون هذه الأسماء منذ عام 1882 و هي أسماء لم يختاروها هم ولا آباؤهم، وإنما أجبروا على حملها حتى اليوم.

و من الأمثلة الحية على الألقاب المشينة التي تحملها عائلات جزائرية اليوم ويتم تداولها في كل المحررات والوثائق الرسمية لقب "حمار"، ولقب "بوذيل"، ولقب "خاين النار"، ولقب "مجنون"، ولقب "بومعزة"، ولقب "كنّاس" ولقب "بومنجل".

كما يذكر التاريخ قصة الجزائري "الحاج البخاري بن أحمد بن غانم" وله أربعة أولاد: محمد وعبد القادر وأحمد والحبيب، فقد خسر هذا الشخص أرضه بعد رحيله إلى سوريا، وبعدما قامت الإدارة بتغيير ألقاب أولاده حيث أصبحوا "محمد عسّال، وعبد القادر بووشمة، وأحمد البحري، والحبيب ندّاه.

الإعتداء على الحقوق اللغوية
موقف الشعب الجزائري
لم يتجاوب الشعب الجزائري مع السياسة الفرنسية في جميع الجهات بدون استثناء، لا سيما في المناطق التي عرفت ضغطا فرنسيا مكثفًا لتحويل اتجاهها الوطني، فلم يكن للإعانات ولا المساعدات التي تقدمها الإرساليات التبشيرية ولا للتعليم الذي وفرته المدرسة الفرنسية، ولا للمستوطنين الفرنسيين، ولا للمهاجرين الجزائريين الذين تنقلهم السلطات للعمل في فرنسا ـ أثر في فرنسة الشعب الجزائري المسلم، وهو ما دفع مخططي السياسة الفرنسية إلى اتهام الجزائريين بأنهم شعب يعيش على هامش التاريخ.

وحارب الشعب سياسة التفرقة الطائفية برفع شعار "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا والجزائر وطننا" الذي أعلنه العالِم والمجاهد الجليل عبد الحميد بن باديس، ورأى المصلحون من أبناء الجزائر في ظل فشل حركات المقاومة، أن العمل يجب أن يقوم –في البداية- على التربية الإسلامية لتكوين قاعدة صلبة يمكن أن يقوم عليها الجهاد في المستقبل، مع عدم إهمال الصراع السياسي فتم تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام [1350هـ=1931م] بزعامة ابن باديس، التي افتتحت مدارس لتعليم ناشئة المسلمين، وهاجم ابن باديس الفرنسيين وظلمهم، وشنع على عملية التجنس بالفرنسية وعدها ذوبانا للشخصية الجزائرية المسلمة، وطالب بتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي، وأثمرت هذه الجهود عن تكوين نواة قوية من الشباب المسلم يمكن الاعتماد عليها في تربية جيل قادم.

وعلى الصعيد السياسي بدأ الجزائريون المقاومة من خلال التنظيم السياسي الذي خاض هذا الميدان بأفكار متعددة، فمنهم من يرى أن الغاية هي المساواة بالفرنسيين، ومنهم الشيوعيون، والوطنيون المتعصبون، وظهرت عدة تنظيمات سياسية منها: حزب الجزائر الفتاة، وجمعية نجم شمال إفريقيا بزعامة مصالي الحاج الذي عرف بعد ذلك بحزب الشعب الجزائري، وتعرض زعيمه إلى الاعتقال والنفي مرات كثيرة.

1- التحضير لإندلاع الثورة

لقد تم وضع اللمسات الأخيرة للتحضير لاندلاع الثورة التحريرية في اجتماعي 10 و24 أكتوبر 1954 بالجزائر من طرف لجنة الستة . ناقش المجتمعون قضايا هامة هي :

– إعطاء تسمية للتنظيم الذي كانوا بصدد الإعلان عنه ليحل محل اللجنة الثورية للوحدة والعمل وقد اتفقوا على إنشاء جبهة التحرير الوطني وجناحها العسكري المتمثل في جيش التحرير الوطني. وتهدف المهمة الأولى للجبهة في الاتصال بجميع التيارات السياسية المكونة للحركة الوطنية قصد حثها على الالتحاق بمسيرة الثورة، وتجنيد الجماهير للمعركة الحاسمة ضد المستعمر الفرنسي

– تحديد تاريخ اندلاع الثورة التحريرية : كان اختيار ليلة الأحد إلى الاثنين أول نوفمبر 1954كتاريخ انطلاق العمل المسلح يخضع لمعطيات تكتيكية – عسكرية، منها وجود عدد كبير من جنود وضباط جيش الاحتلال في عطلة نهاية الأسبوع يليها انشغالهم بالاحتفال بعيد مسيحي، وضرورة إدخال عامل المباغتة.

– تحديد خريطة المناطق وتعيين قادتها بشكل نهائي، ووضع اللمسات الأخيرة لخريطة المخطط الهجومي في ليلة أول نوفمبر)خريطة أهم عمليات أول نوفمبر 1954).

المنطقة الأولى- الأوراس :مصطفى بن بولعيد

المنطقة الثانية- الشمال القسنطيني: ديدوش مراد

المنطقة الثالثة- القبائل: كريم بلقاسم

المنطقة الرابعة- الوسط: رابح بيطاط

المنطقة الخامسة- الغرب الوهراني: العربي بن مهيدي

تحديد كلمة السر لليلة أول نوفمبر 1954 : خالد وعقبة

2- الاندلاع

كانت بداية الثورة بمشاركة 1200مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم 400 قطعة سلاح وبضعة قنابل تقليدية فقط. وكانت الهجومات تستهدف مراكز الدرك والثكنات العسكرية ومخازن الأسلحة ومصالح إستراتيجية أخرى، بالإضافة إلى الممتلكات التي استحوذ عليها الكولون..

شملت هجومات المجاهدين عدة مناطق من الوطن ، وقد استهدفت عدة مدن وقرى عبر المناطق الخمس : باتنة، أريس، خنشلة وبسكرة في المنطقة الأولى، قسنطينة وسمندو بالمنطقة الثانية ، العزازقة وتيغزيرت وبرج منايل وذراع الميزان بالمنطقة الثالثة. أما في المنطقة الرابعة فقد مست كلا من الجزائر وبوفاريك والبليدة ، بينما كانت سيدي علي و زهانة ووهران على موعد مع اندلاع الثورة في المنطقة الخامسة ( خريطة التقسيم السياسي والعسكري للثورة 1954 -1956).

وباعتراف السلطات الاستعمارية ، فإن حصيلة العمليات المسلحة ضد المصالح الفرنسية عبر كل مناطق الجزائر ليلة أول نوفمبر 1954 ، قد بلغت ثلاثين عملية خلفت مقتل 10 أوروبيين وعملاء وجرح 23 منهم وخسائر مادية تقدر بالمئات من الملايين من الفرنكات الفرنسية. أما الثورة فقد فقدت في مرحلتها الأولى خيرة أبنائها الذين سقطوا في ميدان الشرف ، من أمثال بن عبد المالك رمضان وقرين بلقاسم وباجي مختارو ديدوش مراد و غيرهم

3- بيان أول نوفمبر 1954

‘ وقد سبق العمل المسلح الإعلان عن ميلاد "جبهة التحرير الوطني "التي أصدرت أول تصريح رسمي لها يعرف بـ "بيان أول نوفمبر ".وقد وجهت هذا النداء إلى الشعب الجزائري مساء 31 أكتوبر 1954 ووزعته صباح أول نوفمبر، حددت فيه الثورة مبادئها ووسائلها ، ورسمت أهدافها المتمثلة في الحرية والاستقلال ووضع أسس إعادة بناء الدولة الجزائرية والقضاء على النظام الاستعماري . وضحت الجبهة في البيان الشروط السياسية التي تكفل تحقيق ذلك دون إراقة الدماء أو اللجوء إلى العنف ؛ كما شرحت الظروف المأساوية للشعب الجزائري والتي دفعت به إلى حمل السلاح لتحقيق أهدافه القومية الوطنية، مبرزة الأبعاد السياسية والتاريخية والحضارية لهذا القرار التاريخي. يعتبر بيان أول نوفمبر 1954 بمثابة دستور الثورة ومرجعها الأوّل الذي اهتدى به قادة ثورة التحرير وسارت على دربه الأجيال.

المرآجعً والمصآدرً

إسلام اون لاين
مدونة تعلم في رآس الخيمه
معهد الإمارات التعليمي
فارس الإمارات
شبكة التعليم في في الإمارات
مدونة الشارقة التعليمية
شبكة مدارس الإماراتً

الحقوقً محفوظهً

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

مرحبا ممكن اريد بحث عن الاستعمار ضروري بليز اريد مساعده -للتعليم الاماراتي

مرحبا …………….؟

ممكن طلب

ابليز لا اتردوني

اريد بحث عن الاستعمار ضروري بليز اريد مساعده

لانه ما بقى شي حق التسيلم

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

الاستعمار البرتغالي في الخليج العربي للصف التاسع

*الاستعمار البرتغالي في الخليج العربي:-

* المقدمة:
– بسم الله الرحمن الرحيم والصلات والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
– تناولت في بحثي البسيط الذي يتحدث عن ماضي دول الخليج العربي و الذي يتناول كيف تمكن البرتغاليين من السيطرة على الخليج العربي و احتلاله وكيف تم تحرير عمان من الاحتلال البرتغالي و أهم القبائل التي نتجت عن عند التحرير من الاحتلال وكيف تمكن البريطانيين من طرد البرتغاليين والسيطرة على الخليج العربي حتى القرن العشرين و أهم الاجتماعات التي نتج عنها قيام الاتحاد وكيف اكتمل عقد الاتحاد بانضمام رأس الخيمة , و أهم المشاريع التي عقدت بين الولايات الأمريكية المتحدة ودولة الإمارات.

* الموضوع:
– في القرن الحادي عشر الميلادي استطاع البرتغاليون الوصول الى الخليج والسيطرة عليه واقاموا العديد من المعاقل والقلاع على سواحله وبقوا في المنطقة قرابة القرنين تمكنوا خلالهما وباساليبهم الاستعمارية من تدمير التجارة العربية فيه

كان تحرير عمان من الاستعمار البرتغالي سبباً في حدوث تنقلات جديدة بين القبائل لا في عمان وحدها بل في شرقي الجزيرة العربية كلها اذ ساد الامان ساحل الخليج العربي بعد فترة طويلة من الارهاب والبطش اللذين تميز بهما العهد البرتغالي وبدات القبائل هجرتها الى الساحل

برزت قوتان سياسيتان جديدتان مستقلتات على ساحل عمان

القوة الاولى قوة بحرية تتألف من حلف قبائل يتزعمها القواسم وكان مقرها رأس الخيمة

القوة الثانية قوة برية هي قوة بني ياس وحلفائهم من القبائل وكان يتزعمهم آل بوفلاح ويمتد نفوذهم على طول الساحل حتى خور العديد .

بدأت القوى الاوربية مثل البرتغال وهولندا وبريطانيا تتنافس للسيطرة على المنطقة في القرنين الثامن عشر والتاسع العشر أخذت قوة القواسم تبرز تدريجياً فبثت أسطولاً بحرياً ضخماً يضم اكثر من60 سفينة ضخمة وكان لديهم حوالي عشرين ألف بحار وبدأت تشكل تحدياً خطيراً للبريطانين الذين برزوا في ذلك الوقت كقوة مسيطرة في القرن التاسع عشر

كانت المواجهة بين الجانبين حتمية وخلال العقدين الاولين من القرن التاسع عشر جرت سلسلة من المعارك البحرية اسفرت عن تدمير اسطول القواسم بصورة شبة كاملة

وتعزيز النفوذ البريطاني في الخليج الذي بداء عام 1820 واستمر حتى أوائل القرن العشرين والذي كان من اعظم شخصياتة الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان الذي حكم أبوظبي اكثر من خمسين عاماً من 1855الى 1909م و يلقب بزايد الكبير وهو جد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات

كانت المنطقه خلال المائة والخمسين عاما التي سبقت قيام الاتحاد تحت الانتداب البريطاني اذ تم توقيع اتفاقية بين حكام هذه الامارات والبريطانين خلال القرن التاسع عشر تقضي بتولي مسؤولية الشؤون الخارجية والدفاعية في الامارات للبريطانين مقابل تعهد البريطانين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للامارات اوفي علاقاتها مع بعضها بعضا

خلال فترة الوجود البريطاني المباشر في المنطقة كانت الهياكل التقليدية للحكم السائد آنذاك قادرة على التكيف ببطء مع الظروف المتغيرة وفقا لارادة الحكام والشعب

حتى منصف الخمسينات من هذا القرن لم يول البريطانيون أي اهتمام بالتنمية الاقتصادية للبلاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو ارساء بدايات البنية الاساسية الحديثة في بداية عام 1968م أعلن البريطانيون عن نيتهم بانهاء احتلال الامارات بحلول نهاية عام 1971م

حتى منصف الخمسينات من هذا القرن لم يول البريطانيون أي اهتمام بالتنمية الاقتصادية للميلاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو ارساء بدايات البنية الاساسية الحديثة في بداية عام 1968م أعلن البريطانيون عن نيتهم بانهاء احتلال الامارات بحلول نهاية عام 1971م

ادرك الشعب وحكام الامارات الاخطار الناتجة عن اوضاع التجزئه والتفكك وازداد الوعي بضرورة قيام اتحاد يجمع بين الامارات ويتيح لها فرص الانطلاق والتقدم

*اهم الاجتماعات التى نتج عنها قيام الاتحاد :

الاجتماع الذى عقد بين صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمرحوم الشيخ راشد بن سعيد المكتوم في أوائل فبراير 1968م وكان اول اجتماع وحدوي على طريق تحقيق الامل الكبير الذي طالما راود شعب المنطقه

اجتماع حكام الامارات في دبي في الفترة من 25 الى 27 فبراير 68 بدعوه موجهه من حاكمي ابوظبي ودبي وتم في هذا الاجتماع الاتفاق على قيام اتحاد الامارات العربيه المتحده

اجتماع حكام الامارات في 2 ديسمبر 1971م وتحقيقاً لأراده شعب الامارات واستجابة لرغباته صدر عن هذا الاجتماع البلاغ التاريخي الذي جاء فيه

يزف المجلس الاعلى هذه البشرى السعيده الى شعب الامارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقه والدول الصديقه والعالم اجمع معلناً قيام دولة الامارات العربية المتحده دوله مستقله ذات سيادة وجزءً من الوطن العربي الكبير

تستهدف الحفاظ على استقلالها وسيادتها وامنها واستقرارها ودفع كل عدوان على كيانها أو كيان الاعضاء الامارات فيها وحماية حقوق وحريات شعبها وتحقيق التعاون الوثيق فيها بين اماراتها لصالحها المشترك

من اجل هذة الاغراض ومن ازدهارها وتقدمها في كل المجالات ومن اجل توفير الحياه الافضل لجميع المواطنين ونصرة القضايا والمصالح العربية وميثاق الامم المتحدة والاخلاق الدولية

واكتمل عقد الاتحاد بانضمام امارة رأس الخيمة في 10 فبراير 1972م

تم انتخاب صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان رئيسا للدولة وانتخب صاحب السمو المرحوم الشيخ راشد بن سعيد المكتوم نائباً للرئيس

بادرت دولة الامارات بعد اعلان قيامها الى انضمام عضوية جامعه الدول العربية في السادس من ديسمبر 1971م

انضمت الى عضويه الامم المتحده في التاسع من ديسمبر عام 1971 وذلك انطلاقاً من ايمانها بميثاق الامم المتحده والاعراف الدوليه.
– (في أعقاب الوجود البرتغالي البحري، وسيطرتهم على الثغور الرئيسية في الخليج العربي، وفي بداية القرن السابع عشر، ظهرت في الساحة التجارية شركة الهند الشرقية، كمقدمة للحملات البريطانية البحرية، وبزوغ فجر الأسطول العسكري البريطاني القوي لما وراء البحار، لحماية المصالح الإنجليزية المتمثلة في شركة الهند الشرقية، وتأمين خطوط المواصلات البحرية الطويلة، وسبق ذلك ـ بلا شك ـ بعثات التجسس السرية على هيئة تجار أو مستشرقين ادّعوا دخول الإسلام، وجمع الإنجليز المعلومات المتنوعة عن التركيبة الإنسانية والقبلية والسياسية والوضع الاقتصادي، لمناطق السواحل العربية، المطلة على طريق المواصلات البحرية، التي تربط أوروبا بأقاليم جنوب قارة آسيا. واشتعلت حمى التنافس التجاري والسياسي بين الإنجليز والبرتغاليين على مناطق التجارة والنفوذ، حيث امتاز الإنجليز على منافسيهم البرتغاليين بالمعرفة الموضوعية، والاهتمام المنهجي بأوضاع السكان المحليين، والقوى السياسية الإقليمية المتصارعة والماسكة بزمام الأمور، وعلى العكس منهم البرتغاليون، الذين لم يعيروا أوضاع الشعوب التي قامت على ضفاف بلدانهم وموانئهم العسكرية البحرية الاهتمام اللازم، ولا يعني ذلك عدم اهتمامهم المحدود بما يناسب طبيعة وجودهم.
وتبع ذلك تراجع النفوذ البرتغالي، وتزايد القوة البريطانية في المجالين السياسي والتجاري في منطقة الخليج العربي، التي تسارعت قوتها في نهاية القرن الثامن عشر تزامناً مع حملة الفرنسيين للسيطرة على مصر بقيادة نابليون بونابرت في عام 1799، لم تقتصر الحملة الفرنسية على مصر على الجانب العسكري، بل شملت شتى المجالات العلمية والمعارف الإنسانية، والمحاولات المنظمة لاختراق حصون المعرفة وقلاع الهوية، حتى ان بونابرت نفسه ادّعى الدخول في الدين الإسلامي العظيم.

الإنجليز كانوا السبّاقين في اختراق المراكز المادية والمعنوية لشعوب المنطقة العربية، قبيل طلائع الوجود البرتغالي، ومهّدوا لنفوذهم السياسي والعسكري المؤثر لاحقاً، بحنكة استعمارية واسعة الأفق والطموح، نظراً للتجارب الميدانية، بعد اكتشاف الأميركتين وما أعقبها من هجرة أوروبية واسعة أدت إلى قيام تجارة الرقيق للأعمال الزراعية الواسعة، ثم ظهور المستعمرات الأميركية على الساحل الشرقي لأميركا الشمالية في ما يُعرف اليوم (الولايات المتحدة وكندا)، وفي هذه الحقبة من التخطيط لقيام النظام الاستعماري الواسع غير المسبوق في التاريخ البشري، ازدهرت مدارس الاستشراق الأوروبية، وتكالب المغامرون وذوو المهمات الخاصة في الشرق على تعلم اللغات الشرقية كالعربية والفارسية والتركية، وبأوامر مباشرة من مراكز التخطيط الاستعماري في أوروبا، اندس عدد لا بأس به من رجال المهمات السرية المتمكنين من لغات أهل الشرق في المراكز الدينية التقليدية، كالأزهر الشريف والنجف الأشرف وغيرهما من الحواضر الدينية والعلمية في الشرق، حسب التصنيف الاستعماري منذ أربعة قرون.)(1)

__________________________________________________ ___________
* المراجع:
(1): من كتاب: دراسات في تاريخ الخليج العربي.
الكاتب: د. بدر الدين عباس الخصوصي.
الطبعه الثانية.
صـــــــــ93 , 85 , 98 ـــــ…

( معهد الإمارات التعليمي )

وكان للثروات الخرافية التي تكدست في أوروبا، من المستعمرات البعيدة الغنية بالثروات الطبيعية، والمعادن النفيسة والأيدي العاملة الرخيصة، أن أصبحت أوروبا خلية نحل علمية وعملية في مختلف العلوم والفنون، وقفز مفهوم الحاجة والرفاهية من تنظير التاريخ الى تجربة الإنسان الجماعية، وحتى التنظير الفلسفي الإنساني كان بمفهوم التفاعل الاجتماعي في المجتمعات الأوروبية، دون أي التفاتة حقيقية لثقافات الشعوب المستعمَرة ـ بفتح الميم ـ التي غمرت ثرواتها العظيمة القارة العجوز.
وأدى تكدس الثروات وما لحقها من رفاهية في القرن الثامن عشر، إلى بوتقة الأفكار الفلسفية في دوائر من التنظير الصريح وتأطير البنية الآيديولوجية، لاجتهادات عصرية تتنافس في المسالمة وحب الخير كالنتاج الأدبي والفكري المدهش لمنظِّر الثروة الفرنسية (فولتير)، والكاتب السابق لمفاهيم عصره (جان جاك روسو)، ثم الفلاسفة الطبيعيين في منتصف القرن التاسع عشر، وفي الوقت الذي دخلت فيه أوروبا عصر النهضة، وشحذت الهمم للإبداع العلمي والعطاء الجسدي في مواكبة متطلبات الثورة الصناعية، دخل الشرق وقبله الأمة العربية، في سُبات دنيوي عميق، واشتغل العامة بتأمين لقمة العيش، وطيعت الدهماء لثقافة الظاهرة الصوتية، المنابر والمدونة التي تتطرق إلى هوامش من الاجتهادات وتفسير المواقف، وتبارت الحناجر في طرح مقومات الحركة الفطرية للمجتمع البشري، في المزايدات المذهبية والطروحات الدينية الغامضة، حيث لا يجرؤ أحد على المناقشة في تفاصيل الطرح، فما بالنا بأساس الرأي الذي هو في حد ذاته لا يخرج عن إطار الملقي، وما يقصد به من حماية وضعه الاجتماعي والمعنوي، المتدثر بعباءة الدين مع المحافظة على القوة المعنوية ذات التأثير الكبير على الناس.
وكانت الأوضاع الاقتصادية والمناخية الصعبة في أقطار الأمة العربية، وفي منطقة الخليج والجزيرة العربية بالذات، قد أفرزت ظروفاً إنسانية مأساوية مؤلمة بسبب انحباس الأمطار لسنوات متتالية، ونهضت قيم الجهل والتخلف من سباتها، كالغزو وانتشار ثقافة قطاع الطرق، وانعدمت وسائل العلم والمعرفة في القسم الأكبر من أقاليم شبه الجزيرة العربية، حتى نسي الناس قيم العقيدة أساس الأخلاق العربية الحميدة التي أثنى عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، واستجدت بدع وثنية تبخرت بحرارة وهج الإسلام منذ أمد طويل.
حتى ظهور دعوة المصلح العربي الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي، في قلب الجزيرة العربية للحد من انتشار المفاهيم الخاطئة، وإيقاف السلوك الوثني الذي انتشر بين عامة الناس في الجزء الأوسط من الجزيرة العربية، بعد أن استيقظ من سباته الطويل بفعل صاعقة السحب السوداء، الثنائي البغيضان الجهل والفقر .
وصفحات تقويم التاريخ تخبرنا ان تلاميذ المصلح الديني الكبير، قد وقعوا في حفر التعصب الأعمى والمبالغة في تطبيق التعاليم، بل وتعميم الكثير من الأفكار الإصلاحية البيئية الخاصة بالأوضاع السائدة في نجد ذلك الزمن، على سواحل الجزيرة العربية ذات الخصوصية الحضارية والمذهبية الإقليمية التي لم تخل من بعض الشوائب، إلا ان بُعدها الحضاري العميق، وتراكم مدارسها المعرفية في حقول الدين والدنيا، كانت عوامل حماية ناجعة وسياجاً معنوياً قوياً ضد التعصب والتطرف والانغماس في تقديس الجماد والأحجار، وهذه الأمور كانت غريبة على سكان المناطق الداخلية في الأقطار العربية عموماً، والجزيرة العربية لا تشذّ كثيراً عن هذه القاعدة، التي هي دلائل صائبة للتفسير الجغرافي لحوادث التاريخ.
ان المزايدات الدينية، بمختلف توجهاتها في عصر الصراع التجاري الرهيب بين الشركات الغربية العملاقة، الأوروبية والأميركية، وما بينهما من التعاونيات السيئة الذكر، وهي الشركات المتعددة الجنسية، هذه المزايدات التي تفوح برائحة أسيد لتذويب روح التسامح وقيم المجتمع المدني، ليست وليدة انفعال إنساني وقتي، إنما تكرار لأخطاء الماضي، الذي يجب علينا الاتعاظ من دروسه.
ان من العجب بمكان أن ينقاد قسم كبير من المجتمع العربي، لطروحات عاطفية انفعالية لحفنة من رجال الدين، غير الواعين بجوهر قضايا الأمة وأولوياتها، الذين لا هم لهم إلا تكرار خطب الوعظ المملة، التي لا تقدم لمسيرة الأمة العربية إلا الشحن العاطفي الضبابي، والتعصب المذهبي والتقوقع الثقافي (الأنثروبولوجي)، وأخطر من ذلك كله زرع الشك والكراهية باسم الدين القويم بين الناس للمدارس الفقهية والعبادية الأخرى، إلى جانب الشعارات المذهبية والطائفية الضيقة التي ألقت سحبها الداكنة زخات من التلوث المعنوي المستهجن، على مرتفعات عقلانية الطرح والسلوك، ونظراً للخطاب العاطفي المرتدي عباءة الدين القويم، ظهرت ـ للأسف الشديد ـ مفاهيم خاطئة وسلوك غير سوي من التنطع والتمسك بالقشور والتناقض الواضح بين القول والفعل.
إن حكمة نزول الأديان السماوية، إنما لأجل بثّ المحبة والسلام والعدل والأمن بين الأفراد والجماعات، والخطاب الديني الضيق قد زرع الفرقة بالإلقاء المنبري الحماسي الموتور لعقود طويلة واستفاد من تكنولوجيا الأجهزة الصوتية ليضفي المزيد من الحماس الصوتي العاطفي لخلق رأي عام لا يرى الدنيا والدين إلا من خلال عقلية الخطب المنبرية الحماسية الخالية من المعلومة الدقيقة، أما المعرفة، فهي بعيدة عنها بعد الحلم الرومانسي عن صليل سيوف ساحات الوغى.
كانت عقلية رجال الدين للكنيستين المهمتين في أوروبا، قد تحررت من الوازع الإنساني خوفاً من إرهاصات التغيير، فضحت الكنيسة بالأتباع قبل المنافسين، أما سكان مستعمرات الممالك الأوروبية، فسلقهم أحياء في قدور الطبخ الهائلة عمل مقدس لخدمة الدين المسيحي.
ويحدثنا التاريخ عن حروب طائفية مقيتة بين المسلمين وباسم الدين، ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين لما تزل تندلع بغباء بين الفينة والأخرى، والأوضاع مناسبة لتكرار فعل الأشرار، بغض النظر عن شعار الدين ومسمياته، علينا التمسك بفضيلة (الحكمة ضالة المؤمن)، والأخذ بالقول المأثور (الدين للإنسان وليس الإنسان للدين)، والالتزام بعدم تسييس الدين وأهدافه لأمور دنيوية آنية، وألا نكرر أخطاء التاريخ، فجماجم ضحايا الحروب الطائفية والمذهبية والمذاهب التفسيرية في أوروبا، لم تحص على وجه الدقة بعد، على الرغم من مرور أربعة قرون على بدئها.
ان الاستعمار الأوروبي، ومن خلال الوسائل العديدة، التي اتبعت للتغلغل التدرجي في أقطار آسيا وافريقيا، تمهيداً للاستعمار السياسي المباشر، لعب على التناقضات المذهبية والإقليمية وحتى التفاوت الحضاري، وظفته العقلية التجارية لمنظري الاستعمار، لخدمة الوجود المباشر وغير المباشر وديمومته، وان تجاوز سلبيات الماضي يتطلب منا قراءة موضوعية متأنية لتاريخ المنطقة العربية المعاصر، بدءا من وصول الاستعمار البرتغالي، إلى سواحل الخليج العربي، ووقفة القواسم الشجاعة، في وجه طلائع الاستعمار البدائي.
وبعد هذا الاستعراض التاريخي، أود أن أذكر بأن في كل حقبة من حقبات تعرض الشرق العربي وجواره الإقليمي، إلى تحدّ جديد، تتكيف آيديولوجية المقاومة والمقارعة مع مستجدات العصر، وإمكانات الشعوب وطاقاتها في التحدي والاستجابة، ففي ذروة التوسع الاستعماري التجاري المباشر وظهور نظريات القومية السياسية، ثم في ذروة مرحلة الآيديولوجية القومية في الوطن العربي، التي كانت تزاوجاً عاطفياً مبهماً، بين فلسفة القومية الأوروبية الألمانية بالذات، والتفسير الماركسي في تأطير المجتمع، طبقاً لنظرية صراع الطبقات، التي تحتل هامشاً في الماركسية، يبدو كبيراً في تطبيقه، صغيراً في تنظيره، هذه قراءة معقولة لبنيوية الماركسية في وجهة نظر جورج مارشيه، زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي في أوائل السبعينات.
ومع شروق شمس الوطنية الإيرانية، على يدي محمد مصدق وتياره القومي، حسب الإيرانيون، أن الغرب قد يمن على الفكر القومي في بلادهم، بنعمة التحرك ثم الاستفراد بالقرار السياسي، الذي سيصطدم بلا محالة بمرجل الاقتصاد الغربي، المتمثل في شركات البترول الأميركية، والإنجليزية، الوثابة، بعد ركود الحرب العالمية الثانية، ونتيجة للعقلية الشرقية (الكلاسيكية) في المراهنة على الشارع الجماهيري، دون وعي منهجي جماعي للحدث، أعلنت حكومة مصدق الوطنية، عن تأميم شركات البترول الغربية، مما يعني الاصطدام بعنفوان هذه الشركات البترولية الغربية المتنامية التأثير في السياسة والاقتصاد، حيث عمدت إلى تحريك ساسة واشنطن، الذين لم يضيعوا وقتاً طويلاً، فقد طبقوا ما أعدوه سلفاً منذ زمن بعيد، وذلك بمساندة الشاه الراحل على العودة بدفعة معنوية، تتناسب مع طموح شبابه ورؤية الغرب لمصالح شركاته في تلك المرحلة الزمنية، وتسارعت السياسة البريطانية في التنظير لاستغلال الدين لمواجهة طموح ساسة دول أقاليم احتياط البترول الضخم، واستعدت دوائرهم لمثل هذه المفاجآت الصعبة، في مسار النظام السياسي الاقتصادي الدولي، المفصل بتجربة الحضارة الغربية وعطائها التكنولوجي المتسارع، فقد كانت خطوة تأميم أعمال شركات البترول الغربية واستثماراتها، على يد حكومة مصدق الوطنية، خطوة سياسية غير مسبوقة في حركة اقتصاد ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ثم اتخذت القومية في النظام الإيراني، مساراً مختلفاً في التطبيق تحت عباءة النظام الإمبراطوري، الذي انتفخ بالمدح الإعلامي الغربي تارة، وبغطاء الضرائب المتنامي، ثم بمداخيل البترول، واشتق لنفسه طريقاً في التاريخ، من أجل السعي لإضفاء هالة حضارية قديمة على سياسة العصرنة، التي أخذ بها الشاه ونظامه، ففي غمرة الزهو القومي الامبراطوري، أقدم الشاه الراحل في عز قوته وعنفوان نظامه في بداية الستينات، بحملة إعلامية مسعورة ضد تنامي آيديولوجية القومية العربية، مما جعله يخلق عداوة سياسية موسعة، غير مبررة مع جيرانه العرب، في فترة الصراع الناصري مع الغرب عموماً، والمجابهة العسكرية المؤجلة مع إسرائيل ومخططاتها، كان العرب في سباق محموم لتجميع قواهم تحت شعار يجمع أكثر مما يفرق في تلك المرحلة، فكانت القومية وتنظيرها وتعدد تفسيراتها، أقرب الطرق في تجيير طاقات الأمة العربية للمواجهة العسكرية والنفسية، مع إسرائيل ونياتها المعروفة للتوسع بحجة المحافظة على كينونة نظامها واستمراره.
وحملة الشاه الإعلامية على القوم
ية العربية، كانت تتناقض مع رفعه لشعار القومية في إيران وربطها بجذور تاريخية مشكوك في تواصلها، وكان عداؤه للناصرية يعزز رضى الغرب عن سياسته الإقليمية وطموحه الغامض في الخليج العربي.
وفي تلك المرحلة، قام الشاه في عام 1963، بتأميم أراضي الاقطاع الزراعية وتوزيعها على طبقة الفلاحين المنتجين، بتغطية إعلامية تحت مسمى ثورة الشاه والشعب، مما أثار على نظامه وعلى طموحه الشخصي، غضباً منهجياً مؤثراًً، حيث ان الاقطاع في حلف غير مكتوب عبر التاريخ مع طبقة رجال الدين التقليديين، واستغل المسيّسون في الحوزات العلمية الإيرانية، هذه الفرصة السانحة، التي ستخدم طموحهم في العقود القادمة، فقام الإمام آية الله الخميني، بحركة عصيان قوية كادت أن تهز نظام الطاووس، وما تبع ذلك من ردة فعل عنيفة للغاية، من جانب نظام الشاه وأجهزته القمعية التي بالغت في قمع الانتفاضة، وأدت في ما بعد إلى نفي الخميني إلى تركيا، ثم استقراره في النجف، في رحلة مقارعة نظام الشاه واستغلال اخطائه وتجاوزاته.
في أوائل الستينات، كانت الحركات الدينية في المنطقة العربية وجوارها الإقليمي، امتداداً تقليدياً للفكر الديني المتعدد التفسيرات والمتباين الرؤى منذ انتهاء الحرب الكونية الثانية، لم يراهن الغرب على الحركات الدينية في الوطن العربي، للعب دور قريب لخدمة مصالحه وتحييد التكتلات السكانية بآيديولوجية الدين في تلك الفترة، على الرغم مما يقال بأن اتصالات الغرب بحركة الاخوان المسلمين بدأت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في مصر، فعند تنامي هذه الحركات تحت الاحتلال الإنجليزي، ثم الهيمنة البريطانية السياسية، لم تعكس أدبيات التوجه الديني أكثر من تعاطف مع التيار الديني في شبه القارة الهندية، وأن ميدان السياسة والخوض فيه لم يكن ملائماً للطرح الديني على المستوى الوطني في فترة المخاض السياسي آنذاك، أي منذ انتهاء الحرب العظمى حتى أوائل الستينات وظهور بوادر العولمة الأولى بقيام (الشركات المتعددة الجنسية).
كان مقياس مراقبة العالم الثالث (المستعمر) تعتمد على شعبية الآيديولوجيات الفكرية السياسية المباشرة، التي تجند الاتباع من زاويتي التنظيم الشعبي والتنظير العقائدي الصحافي والتركيز على دور المثقفين، كبوصلة لمعرفة دقة ما يدور في الحركة الفطرية للمجتمعات الشرقية، وهذا ما جعل مراكز الرصد السياسي والثقافي في الغرب عموماً، ومستشاري الشركات العملاقة البترولية وغيرها يقع في ضبابية التقويم للدعم أو المحاربة

__________________________________________________ ______
– المراجع:
(1): الكاتب: جمال زكر
يا قاسم, من كتاب: تاريخ الخليج العربي. , صـــ 10 , 11ـــــــ…
الطبعة الأولى.

(معهد الإمارات التعليمي )

-الخاتمة
استفدت من هذا البحث في تاريخ الوطن العربي و أهم المراحل والتطورات التي مر بها و أهم المشاريع و الاتفاقات التي عقدت بين الولايات الأمريكية المتحدة ودول الوطن العربي

،

الـًٍـحقوق محفـوظه لدى معهد الإمارات التعليميـ

،

يرجى ذكر المصدر عند النقل

،

الغلـٍـأكلـ..ه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده