فضل الماء ووجوب المحافظة عليه
بقلم : د. محمد عبدالرزاق الطبطبائي
من النعم العظيمة التي من الله تعالى بها على الانسان نعمة الماء العذب، فالماء العذب افضل شراب، واعظم صدقة، ورحمة الله على خلقه، وحيث وجد الماء وجدت الحياة: فالبلاد التي لا ماء فيها تهجر.
وبين الله لنا الآداب وكيفية التعامل مع هذه النعمة، وذلك كما يلي:
اولا: وجوب شكر نعمة الماء العذب:
ثانيا: عدم الإسراف:
فلا يجوز للإنسان ان يسرف في اي شيء، ومن ذلك الإسراف في استعمال الماء، ولو في العبادة، فلا تشرع الزيادة على ثلاث غسلات لكل عضو من أعضاء الوضوء، وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يتوضأ في مد (ربع لتر)، ويغتسل في صاع (اي: لتر تقريبا).
ثالثا: التصدق بسقي الماء افضل الصدقة:
ان سقي الماء من افضل الاعمال واعظم القربات، قد سئل ابن عباس اي الصدقة افضل فقال الماء الم تروا الى اهل النار حين استغاثوا باهل الجنة ان افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله، وروى ابو داود ان سعدا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اي الصدقة اعجب اليك قال الماء.
رابعا: احكام الماء:
– انه طهارة للأشياء: فقد جعله الله تعالى طهارة للمتنجس.
– الناس شركاء فيه:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الناس شركاء في ثلاثة: الماء والكلأ والنار».
– لا يجوز تلويثه، فقد نهى عن البول في الماء الراكد.
– ولا يجوز التعذيب بالحرمان من الماء.
روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فاذا كلب يأكل الثرى من العطش فقال لقد بلغ هذا الكلب مثل الذي بلغ بي فملأ خفه ثم امسكه بفيه ثم رقي فسقي الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وان لنا في البهائم لاجرا قال في كل ذات كبد رطبة اجر وعكس هذا ما رواه مسلم عن عبدالله بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي اطعمتها وسقتها اذ هي حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض وفي حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم «من سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما اعتق رقبة ومن سقى مسلما شربة من ماء حيث لا يوجد الماء فكأنما احياها (خرجه ابن ماجة في السنن الثالثة) وقد استدل بذلك من قال ان صاحب الحوض والقربة احق بمائه وان له منعه ممن اراده لان معنى قول اهل الجنة ان الله حرمهما على الكافرين لا حق لكم فيها وقد بوب البخاري رحمه الله على هذا المعنى باب من راى ان صاحب الحوض والقربة احق بمائه وادخل في الباب عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لأذودن رجالا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل عن الحوض قال المهلب لا خلاف ان صاحب الحوض احق بمائه لقوله عليه السلام لآذودن رجالا عن حوضي.
موعظة:
اذا اراد ان يعرف احدنا قيمة الماء، فلينظر الى ذلك الملك الذي قال لعلماء:
عظني، فقال له العالم: ايها الملك، ارأيت ان منعت الماء، اتشتريه بنصف ملكك؟
فقال له: نعم، قال ارأيت ان حبسته اتفتدي نفسك بنصف ملكك؟ قال: نعم، قال له: فلا خير في ملك لا يساوي كأس ماء
وبالتوفيق=$