اشحالكم ::
تقرير لمادة التربيه الوطنيه ::
النظـام السيااسي في الامارات::
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
إنجازات، وتنمية، وبناء .. كلمات تلخص مسيرة المغفورله بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وقائد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أقام دولة اتحادية متطورة ومتقدمة بكل المقاييس وجعلها في مصاف الدول الأكثر تقدما في العالم. ولا تكاد تُذكَر الدول ذات الدخل الفردي المرتفع ورفاهية العيش إلا وتكون الإمارات من بينها. كل هذا وأكثر بفضل جهود صاحب السمو الشيخ زايد وإيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للشعوب وأن لشعبه ولبلاده القدرة على تحقيق المستحيلات وسنتحدث في هذا البحث عن اهم اعماله .
الموضوع :
إن نجاح تجربة المغفور له في الحكم تعود في أهم ركائزها إلى الاتصال الوثيق الذي بناه المغفور له الشيخ زايد منذ مطلع حياته السياسية مع أبناء شعبه، ولم تقتصر تلك الصلة على كبار شخصيات المجتمع، وزعاماته القبلية، ولكنها شملت كل فئاته، فقد تبدت بوضوح درجة ترابطه مع عامة الناس، ومعايشته همومهم وآمالهم ومتطلباتهم الأساسية بصورة دائمة تفوق الوصف.
إن علاقته الوثيقة والمستمرة مع أبناء شعبه هي التي وفرت له أفضل قاعدة لتحقيق هذا النجاح. وبالتالي فإن قدرته الدبلوماسية ساعدته على إيجاد قنوات متعددة لهذا التواصل، منها متابعته لأعضاء المجلس الوطني واستماعه لهم ومناقشته لقضاياهم.
ومنذ اللحظات الأولى التي تسلم بها المغفور له مقاليد الحكم، أدرك قيمة المشورة وتبادل الرأي في ما يخص قضايا الناس والوطن، فأنشأ مجلس التخطيط الذي جمع فيه شيوخ القبائل وأصحاب الخبرة ليناقشهم في آرائهم، وليستمع إلى ما يذهبون إليه من أفكار لتلبية حاجات الناس، وتقديم أفضل الخدمات لهم، تحقيقاً لحلمه الكبير في قيام دولة عصرية لها خصوصيتها الثقافية والروحية، تعتز بتراثها، وتتقبل بكل رحابة صدر ما جاءت به عقول البشر في مجالات المعرفة والتكنولوجيا دون أن يؤثر ذلك على الهوية والانتماء والثقافة.
فالشورى من أهم ما ترسخ في عقل وقلب المغفور له، وهو نهج ارتضاه في الحكم، وأسلوب طبقه في إدارة البلاد.
ولكي يأخذ هذا النهج بعده ودوره الحقيقي كان لابد أولاً من تلمس احتياجات المواطنين والتي هي من أهم الركائز الأساسية التي اهتم بها المغفور له الشيخ زايد، حيث كان يتابع باهتمام أعمال المجلس الوطني الاتحادي، والذي كان يرى فيه وجه الأمة يسمع من خلاله نبضها، ويتعرف على فكر ورأي أبناء وطنه، ويقف على وجهات نظرهم، والآراء التي تدور في فكرهم، وعلى لسانهم.
كان المغفور له يرى في المجلس عوناً للحكومة للقيام بواجباتها، وشريكاً لها في المسؤولية الوطنية، وعاملاً على تحقيق التوازن بين السلطات المختلفة في الدولة.
لذلك كان حريصاً على التأكيد دوماً على أهمية دور المجلس باعتباره يضم نخبة من أبناء الإمارات الذين يعتبرهم الأمل في مواصلة المسيرة حيث قال عنهم : (إن أعضاء المجلس الوطني الاتحادي هم أبناء وإخوان، يجب الاعتماد عليهم والأخذ برأيهم وعليهم مسؤولية كبرى تجاه الأمة وتجاه هذا الوطن وعليهم أن يتابعوا كل كبيرة وصغيرة ويتعاونوا على ما يرونه صحيحاً حتى يصبحوا عيوناً ساهرة على كل ما يلمس إخوانهم وأبناءهم من ضرر، ويكونوا الحرس الأول والحامية قبل أن يأتي الضرر).
ومن مظاهر اهتمام المغفور له الشيخ زايد بالمجلس الوطني الاتحادي ما يلي :
-1 حرص سموه على حضور جلسات افتتاح الدورات العادية الأولى للمجلس.
-2 مشاركته في المناقشة مع الأعضاء في بعض جلسات المجلس.
-3 اجتماع سموه مع أعضاء المجلس بعد كل جلسة يحضرها، ويتحدث إليهم، ويستمع إلى قضاياهم بروح شفافة يلفها دفء المشاعر وأبوة القائد.
-4 استقبال سموه للجان الرد على خطاب الافتتاح في كل دورة جديدة.
-5 استقبال الوفود البرلمانية التي كانت تحضر إلى البلاد.
– متابعة أنشطة البرلمانات العربية حيث يبدي ملاحظاته وتوجيهاته.
لقد أكد المغفور له الشيخ زايد على تطلعات أبناء الإمارات إلى ممثليهم في المجلس الوطني الاتحادي للمشاركة بفعالية وجدية وأمانة وإخلاص لبناء مستقبل الأمة وقال في خطابه في افتتاح الدورة العادية الأولى : ( إن جماهير الشعب في كل موقع تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة وتتطلع إلى مجلسكم الموقر لتحقيق ما تصبو إليه من مشاركتكم في بناء مستقبل باسم ومشرف وزاهر لنا وللأجيال على أن يؤدي دوراً هاماً في تحقيق آمال الشعب الكبرى نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية.
وقد ردّ المجلس على خطاب المغفور له الشيخ زايد بقوله : (إن المجلس ليشارك سموكم ثقتكم الغالية في ان الحكومة ستجد من مجلسنا تعاوناً صادقاً للقيام بمسؤولياته).
هذا التجاذب المسؤول بين القائد وممثلي الشعب وفر لمجتمع الإمارات أرضية خصبة من مجالات عدة، إذ أشاع فيها روح الشورى وتبادل الرأي قولاً وعملاً، وحث على تحمل المسؤولية، فقيادة الأمة لا تكون بتعصب للرأي، أو إملاء من أعلى إلى الشعب، وإنما تكون – كما أرادها المغفور له – أخذاً وعطاء، ومسؤولية يشارك بها الجميع، ورأياً يقلبه أعضاء المجلس من كل جانب، يتبنون ما هو خير لهذه الامة، ويطلب منهم وفق خبراتهم وما يمثلونه من شرائح اجتماعية أن يعطوا الرأي السديد الذي ينتج عملاً مفيداً لكل المجتمع.
وفي افتتاح جلسة المجلس في دور الانعقاد العادية الأول من الفصل التشريعي الأول قال المغفور له الشيخ زايد : (في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي يجتمع فيها مجلسكم الموقر فإن جماهير الشعب على هذه الأرض
الطيبة المؤمنة بربها ووطنها وترابها تتطلع إليكم واثقة من أنكم بعون الله ستشاركون في تحقيق آمالها في العزة والمنعة والتقدم والرفاهية).
إن الشورى التي عرفها المغفور له تعني المسؤولية، بكل ما في المسؤولية من معاني الالتزام، والعمل الدؤوب، والمتابعة والمحاسبة، أما الأهداف فهي واضحة في كلمته – رحمه الله – إذ كل أعضاء المجلس يجب أن يتوجهوا في آرائهم وقراراتهم فيما يقود إلى عزة ومنعة وتقدم ورفاهية الوطن.
وفي دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الأول قال المغفور له الشيخ زايد : ( إن اجتماع مجلسكم الموقر هو استكمال للمؤسسات الدستورية التي نص عليها دستور الاتحاد وهو البداية الحقيقية للمرحلة الجديدة التي تقبل عليها دولتنا الناهضة).
وفي خطابه أمام المجلس الوطني الاتحادي في افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثالث أكد على أهمية المشاركة الشعبية في مسؤولية النهوض بالوطن فقال – رحمه الله – : ( إن مسؤولية بناء النهضة في هذا البلد لا تقع على الحكومة وحدها ولكن الشعب الذي تمثلونه يشارك في هذه المسؤولية، يشارك بالرأي والفكر والمشورة وبالعمل الدائب والجهد الخلاق والتعاون المخلص).
وتعد جلسة التاسع والعشرين من شهر أبريل 1975 جلسة تاريخية شهدت أول مشاركة فعلية من المغفور له الشيخ زايد حول دور وواجبات الأعضاء في التعامل مع قضايا المواطنين، وتحمل هذه الجلسة الرقم 13 من دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثاني وجاء فيها : ( يطيب لي أن أكون بينكم وأتكلم معكم بكل صراحة وأناشدكم كذلك بالصراحة الكاملة مثلما يصارح الواحد منا نفسه في خلوته، يجب على كل فرد منا في دولة الإمارات ان يكون صريحاً بدون تردد مع إخوانه من الرئيس إلى أعضاء المجلس الوطني إلى أفراد الشعب.
الإخلاص لا يمكن أن يتحقق بدون صراحة، كيف يقول إنسان ما أنا مخلص ومن جهة أخرى يكون مجاملاً هذا شيء غير ممكن، الصراحة مطلوبة بين الأهل والإخوان والأبناء لأن الصراحة هي الإخلاص ولأن صراحة كل واحد منكم ومن أفراد الشعب هي واجب وتأتي قبل كل واجب، لأننا ككل في هذه الدولة نعتبر ركاب سفينة واحدة إذا نجت السفينة نجونا أما إذا غرقت فمن يضمن لنا السلامة).
وبعد أن استمع إلى هموم المواطنين من خلال ممثليهم أعضاء المجلس، حيث ناقشها معهم، فوافق على بعضها، وأحال الآخر للحكومة، أو للمجلس للدارسة والمناقشة ختم حديثه بالقول: ( المرجو من أعضاء المجلس ورئيس المجلس أنهم إذا وجدوا بعض التقصير في حق المواطن لا تأخذهم لومة لائم في أي لحظة، ولتوجهوا أسئلتكم إلى أعضاء الحكومة والى رئيس الحكومة وإلي بالذات، فأنا مستعد للحديث معكم في أي وقت، وإذا كان هناك أي تقصير سوف أخبركم عن الأسباب، وإذا كنت قد طلبت منكم الصراحة فأنا كذلك أتعهد بأن أكون صريحاً معكم في كل وقت وبدون مجاملة).
إن الشورى والحرية عند المغفور له الشيخ زايد بمثابة الواجب الوطني الذي يجب أن يطالب به كل فرد من أفراد الشعب فهو يقول لنا : (إن كل فرد من أبناء هذا الشعب حر، وكل من لا يطالب بالحرية فهو مقصر في أداء واجبه الوطني).
وكانت العادات والتقاليد في مجتمع الإمارات تمد الحرية بشرايين القوة والنماء، فالشعب وقادته كانوا أشبه بالقبيلة الواحدة تجمعهم مجالس وندوات تدور فيها الأحاديث المتنوعة، وتعرض الشكاوى، وتحسم القضايا، وتجرى المناقشات حول الشؤون والمصالح العامة، ولذلك لم يكن غريباً ان نستمع في قاعة المجلس إلى مداخلات من النقد الموضوعي لمواقف وقرارات أو سياسات اتخذتها الحكومة، وهذه المداخلات من النقد الموضوعي تطرح في قوالب صريحة غير ملفوفة بدهاء أو ذكاء، أو مواربة، إنها تحمل الرأي بشجاعة ومسؤولية، وبغيرة وطنية، وبحرص صادق على مصالح الوطن والمواطنين، وبرغبة أكيدة في الإصلاح والتقويم.
كما أن المغفور له الشيخ زايد قد طبق هذا المبدأ مع القبائل وفروعها بمن فيهم شيوخ العشائر والشخصيات البارزة فيها بما يتفق مع عادة أضفى عليها الزمن جلالاً، وهي التزامه باستشارتهم بشكل دائم وجادّ. وقد كانوا يشعرون بحرية في تقديم وجهات نظرهم له في أي موضوع مهم يتعلق بسياسة الدولة أو أي موقف.
وهذا ترك لديهم انطباعاً بأنهم يشاركون من ناحية في القرار ولكونهم مصدر ثقة من ناحية أخرى، وقد نما هذا الشعور باتجاه حب الوطن والغيرة عليه، ولكن يبدو أن الأحداث الرئيسية في تاريخ دولة الإمارات العربية القريب قد قوت وظيفة التوحيد التي تقوم بها إدارة الدولة المركزية إحساساً بالكبرياء (الوطني) وقد شهد اليوبيل الفضي لدولة الإمارات الذي احتفل به في ديسمبر 1996 تبادل التهاني بشكل واسع النطاق، كما شهد شعوراً غامراً بالكبرياء الوطني الذي يمثل مركزه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
الخاتمة:
لاشك أن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعلى امتداد مسيرته الحافلة قد أدخل تغييرات جذرية وإيجابية على مستوى حياة الملايين سواء في بلاده أو خارجها. أما فيما يتعلق بدولة الإمارات العربية المتحدة فإن مقارنة بصرية بسيطة لصور ما كانت عليه قبل قيام الإتحاد وما أصبحت عليه اليوم تؤكد أنها ما كانت ستحظى بما حظيت به لولا وجود هذه الرؤية الثاقبة له كحاكم وقائد وسياسي محنك. لقد استطاع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن يضع بلاده على الخريطتين العالمية والاقليمية وأن يكرس اسمه كقائد عربي فريد تمتع باحترام العالم أجمع.