البحث التاريخي
البحث التاريخي هو الدراسة المنتظمة لأحداث الماضي لمعرفة ما حدث فيه، فهو ليس مجرد عملية تجميع حقائق وتواريخ أو حتى وصفاً للأحداث . بل تفسير حيوي منساب لأحدث الماضي يشتمل على تلك الأحداث بهدف استعادة التمايزات، الشخصيات والأفكار التي أثرت فيها وبذلك يكون أحد أهداف البحث التاريخي هو نشر فهم أحداث الماضي [2] .
أهمية البحث التاريخي :
يمكن إيجاز أسباب أهمية البحث التاريخي فيما يلي :
1 – الكشف عن ما هو غير معروف ( بعض الأحداث التاريخية لم تسجل ) .
2 – الإجابة على الأسئلة الخاصة بأحداث الماضي .
3 – توضيح العلاقة بين الماضي والحاضر لأن معرفة الماضي يمكن أن تقدم منظوراً أفضل لأحداث الحاضر .
4 – تسجيل وتقييم إنجازات الأفراد ، المنظمات أو المؤسسات .
5 – المساعدة على فهم الثقافة التي نعيش ضمنها .
خطوات البحث التاريخي :
لا يختلف البحث التاريخي في جوهره عن البحث الاجتماعي إن لم يكن جزءاً منه . لذلك نجد أن هناك أكثر من مدخل للقيام بالبحث التاريخي، والخطوات التالية هي التي تتبع بواسطة معظم الباحثين في مجال البحث التاريخي :
1 – تحديد موضوع البحث وصياغة المشكلة :
هذه هي الخطوة الأولى في البحث التاريخي . فأفكار ومواضيع البحث التاريخي توجد في عدة مصادر مثل الأحداث الجارية، إنجازات الأفراد أو العلاقات بين أحداث الماضي والحاضر .
2 – جمع البيانات ومراجعة الأدبيات :
تتضمن هذه الخطوة تحديد وجمع البيانات التي تتعلق بموضوع البحث . فمصادر البيانات للبحث التاريخي تكون من الوثائق مثل المذكرات ، الصحف ، التسجيلات ، الصور ، الآثار والمقابلات مع الأفراد الذين خبروا الموضوع أو لهم معرفة عنه .
3 – تقويم البيانات :
يجب تقويم كل مصادر المعلومات من أجل التحقق من أصالتها وصحتها وذلك لأن المصادر تكون عرضة للتأثر بالعديد من عوامل الانحياز . هناك نوعان من التقويم يجب أن يخضع لهما كل مصدر :
1 – النقد الخارجي : وهو عملية تحديد مصداقية ، موثوقية وأصالة مصدر البيانات . تكون أحياناً مهمة صعبة وأحياناً أخرى يمكن القيام بها بسهولة عن طريق تحليل خط اليد أو تحديد عمر الورقة التي تحمل البيانات .
2 – النقد الداخلي : هو عملية تحديد موثوقية وصحة البيانات الموجودة في المصدر . وتتم هذه العملية عن طريق النقد الإيجابي والنقد السلبي .
-النقد الإيجابي : يعنى التأكد من أن المقولات والمعاني الموجودة في المصدر مفهومة . أحياناً يصعب ذلك بسبب الغموض أو انعكاسات الحاضر .
-النقد السلبي : يعنى تأسيس موثوقية ، أصالة وصدق محتوى المصدر المستخدم . وهذه مهمة أكثر صعوبة لأنها تقضي إصدار أحكام حول صحة وأصالة ما هو موجود في المصدر .
يستخدم المؤرخون عادة ثلاثة وسائل كشف هي :
أ – التوثيق أو مقارنة الوثائق مع بعضها البعض لتحديد ما إذا كانت تحمل نفس البيانات وتستخدم هذه الطريقة للحصول على معلومات حول صحة وأصالة الوثيقة .
ب – متابعة المصدر وذلك عن طريق تحديد الكاتب ، تاريخ كتابة الوثيقة ، ومكانها .
جـ – إيجاد القرائن أو تحديد متى وأين وقع الحدث .
4 – تأليف البيانات وإعداد التقرير :
هذه هي الخطوة الأخيرة وتعنى بتأليف البيانات التي تم جمعها ووضعها في تقرير سردي للموضوع المدروس .
عملية التأليف : تعنى اختيار ، تنظيم وتحليل المواد المجموعة في شكل مواضيع أو أفكار أو مفاهيم . ثم توضع هذه الأفكار في انسجام لتشكل كلاً متصلاً .
هنالك أربعة أنواع من المشاكل التي يمكن مقابلتها عند تأليف البيانات في تقرير سردي :
1 – محاولة استنتاج علاقة سببية من أحداث ذات علاقة ترابطية تمثل المشكلة الأولى . كون أن حدثين حدثا في وقت واحد لا يعنى ذلك أن أحدهما سبب للآخر .
2 – المشكلة الثانية هي تحديد وتفسير كلمات مفتاحية من أجل تجنب الغموض والتأكيد على أن تلك الكلمات تحمل الدلالات الصحيحة .
3 – المشكلة الثالثة هي التمييز بين الدليل الذي يشير إلى كيف يجب أن يكون سلوك الناس وكيف هو سلوكهم الفعلي .
4 – المشكلة الرابعة هي الإبقاء على التمييز بين القصد والنتيجة .