التصنيفات
الصف العاشر

بحث عن علي الطنطاوي للصف العاشر للصف العاشر

اهديكم هذا التقرير بم فيه
و امل ان يعجبكم اهدائي
مع تمنياتي بالوفيق للجميع

في المرفقات

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

حل درس( طالب علم) لعلي الطنطاوي للصف العاشر

النشاط الاول : صفحة 154
أ- وصول طالب العلم بغداد
– محاولة صاحب الخان طرد طالب العلم
– محاولة طالب العلم الوصول الى أحمد بن حنبل
– تغيير نظرة صاحب الخان لطالب العلم
– عودة طالب العلم الى الأندلس

ب – يحيى بن معين / ظهر في قصة واحدة عندما سأله طالب العلم عن أحمد بن حنبل .

ج – بقي بن مخلد – أحمد بن حنبل – محمد بن سعيد .

النشاط الثاني : صفحة 155
– قدوم (بقي بن مخلد ) بغداد
الجواب : حبه للعلم وبحثا عن أحمد بن حنبل

– قول الأمام أحمد عن بقي بن مخلد (هذا يقع عليه أسم طالب العلم )
الجواب : لأنه ثابر في الوصول الى أحمد بن حنبل للحصول على علمه .

– تراجع صاحب الخان عن قراره طرد بقي بن مخلد
الجواب: لأنه عرف علاقته بأحمد بن حنبل وحبه للعلم

– تساؤل يحيى بن معين عندما سأله (بقي بن مخلد ) عن الأمام أحمد
– الجواب : لأنه تعرف على حال أحمد بن حنبل فهو شيخ مشهور بعلمه الواسع .

نشاط الثالث : صفحة 156
– (محمد بن سعيد )
– الجواب : تعاطف بقي بن مخلد ووضح لصاحب الخان علاقته القوية بأحمد بن حنبل

– صاحب الخان
– الجواب : أعجب ببقي بن مخلد بعد أن عرف أنه طالب العلم و صاحبا لاحمد بن حنبل

– الأمام أحمد بن حنبل
– الجواب : أعجب بطالب العلم وطريقة الوصول اليه .

– يحيى بن معين
– الجواب :استغراب يحيى بن معين عندما سأله عن أحمد بن حنبل

النشاط الرابع :صفحة 157
جدول المقارنة

الدوافع للموقف الثاني : عندما علم صاحب بأنه من أصحاب أحمد بن حنبل

ردة الفعل للموقف الأول : أراد صاحب الخان طرد بقي بن مخلد من الخان و محاولة طالب العلم الوصول الى أحمد بن حنبل

ردة الفعل للموقف الثاني : تغيرت نظرته الى الرجل بحب وتقدير وكبر في عينه

النتيجة للموقف الاول : محاولة اقناع صاحب الخان بعدم طرده وتغيير نظرته لطالب العلم

النتيجة للموقف الثاني : زيارته عند مرضه.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

طلب ملخص قصة طالب علم لعلي الطنطاوي ضروري ! للصف العاشر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته …

لو سمحتو بغيت ملخص قصة طالب علم لعلي الطنطاوي ضروري قبل نهاية ها الاسبوع

وشكرا مقدما .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

حل درس طالب العلم لعلي الطنطاوي للصف العاشر

هلـآ

آشـ ح ـآلكم عسـآكم بخير وسهـآآلـه

آلشيـوـوخ بـ غ ـيت حل درس طـآآلب علــم لـعلي الطنطـآآآوي (قصــه وآآقـعـيه

ص 149

^ـــ^بليـــز لـآتـــردونــي

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

تقرير , بحث عن الشيخ محمد علي الطنطاوي الامارات للصف الثاني عشر

السلاااام عليكم وحمه الله وبركاته

شحالكم؟؟؟

لو سمحتوا ابي تقرير عن محمد علي الطنطاوي

بلييييييييييز

خلال هالاسبوع

و السموووحه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

بحث عن الشيخ <<علي الطنطاوي>> دخلو وعلى طول print للصف الثاني عشر

هذا بحث عن الشيخ علي الطنطاوي وان شا الله تستفيدو>>>

المقدمـــــــــــة:هو محمد ابن مصطفى، الطنطاوي مولداً ، الدمشقي موطناً، الشافعي مذهبا ً، لقبهُ "علي الطنطاوي". أسرته أصلها من طنطا عاصمة إقليم الغربية في مصر ، سافر جده وعمهه منها سنة 1255هـ . أبوه مصطفى الطنطاوي كان واحداً من العلماء المعدودين آنذاك في الشام ووصفه علي الطنطاوي بأنه : ( من صدور الفقهاء ومن الطبقة الأولى من المعلمين والمربين (وقال عنه أيضاً : ( كنت منذ وعيت أجد – إذا أصبحت – مشايخ بعمائم ولحي يقرؤون على أبي).
وقد توفي والده في عام 1925م ، و كان عمره آنذاك ست عشرة سنة وثلاثة أشهر . كانت أسرة أمه أيضاً من الأسر العلمية الكبيرة في الشام فمثلاً : خاله ، أخو أمه ، هو محب الدين الخطيب الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتي الفتح و الزهراء ، وكان له أثر كبير في الدعوة هنالك ، إذاً فلا عجب أن يكون علي الطنطاوي عالماً من العلماء.
نشأته ودراسته:
كان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية ؛ فقد تعلم في هذه المدارس إلى أن تخرج في الجامعة. وكان يقرأ معها على المشايخ علوم العربية والعلوم الدينية على الأسلوب القديم .
تلقى دراسته الإبتدائية الأولى على العهد العثماني فكان طالباً في المدرسة التجارية التي كان أبوه مديراً لها إلى سنة 1918م ، ثم في المدرسة السلطانية الثانية ، وبعدها في المدرسة الجقمقية ، ثم في مدرسة حكومية أخرى إلى سنة 1923م ، حين دخل" مكتب عنبر" الذي كان الثانوية الوحيدة في دمشق حينذاك ، تخرج منه سنة 1928م.
وقد عاش الطنطاوي في هذه المدرسة ستاً من أغنى سنين حياته لم ينس أثرها ولم تغب عنه ذكراها إلى آخر أيامه وقال عنها: " لقد عشت في هذا المكتب ست سنين كانت أحفل سنين حياتي بالعواطف وأغناها بالذكريات ، وكانت لنفسي كأيام البناء في تاريخ الدار . ولو عاشت الدار بعدها ألف سنة لكانت كلها تبعاً لهذه الأيام التي يُرسم فيها المخطط وتحدد الغرف ويرسى الأساس" .
بعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا ، وكان أول طالب من الشام يقصد مصر للدراسة العالية ، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية (1929م) فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس سنة 1933م . وقد رأى لجاناً للطلبة لها مشاركة في العمل الشعبي والنضالي ، فلما عاد إلى الشام دعا إلى تأليف لجان على تلك الصورة ، فأُلفت لجنة للطلبة سُميت " اللجنة العليا لطلاب سوريا" وانتخب رئيساً لها وقادها لمدة ثلاثة سنين.
توفي أباه وهو في السادسة عشر من عمره ، فكان عليه أن يتحمل أعباء أسرته المكونة من أمه وخمسة من الأخوة و الأخوات هو أكبرهم . ومن أجل ذلك فكر في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة ، ولكن مالبث أن عاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها. ثم ماتت أمه وهو في الرابعة والعشرين ، فكانت تلك واحدة من أكبر الصدمات التي تلقاها في حياته ، وقد وصف موتها في ذكرياته حيث قال:" وجاء اليوم الأسود ، وكان يوم الأربعاء أذكره تماما ، وكان في الثاني والعشرين من صفر سنة 1350هـ ، مر عليه ثلاث وخمسون سنة ، ولا تزال ذكراه ماثلة أمام عيني، كأنه قد كان أمس…..".

عمله في الصحافة:
نشر علي الطنطاوي أول مقالة له في جريدة عامة في عام 1926م ، وكان في السابعة عشر من عمره . ولم ينقطع بعد نشره لهذه المقالة عن الصحافة أبداً ، فعمل بها في كل فترات حياته ونشر في كثير من الصحف ؛ شارك في تحرير مجلتي خالد محب الدين الخطيب " الفتح" و"الزهراء"، حين زار مصر سنة 1926م ، ولما عاد إلى الشام عمل في جريدة "فتى العرب" مع الأديب الكبير المعروف الأرناؤوط ، ثم في "ألف باء" مع شيخ الصحافة السورية يوسف العيسى ، ثم كان مدير تحرير جريدة "الأيام" وكان يكتب في "الناقد" و"الشعب" وسواهما من الصحف . وفي سنة 1933م أنشأ الزيات المجلة الكبرى "الرسالة" فكان الطنطاوي واحداً من كتابها واستمر فيها عشرين سنة ، وكتب بالإضافة إلى ذلك سنوات عدة في مجلة "المسلمون" وفي "الأيام" و"النصر" . وحين جاء إلى المملكة نشر في مجلة "الحج" في مكة ، وفي جريدة "المدينة" ، وأخيراً نشر ذكرياته في "الشرق الأوسط" على مدى نحو من خمس سنين . وله مقالات متناثرة في عشرات من الصحف والمجلات التي كان يعجز- هو نفسه – عن حصرها وتذكر أسمائها. وقد بقيت الصحافة العمل الأثير لديه حيث قال عنها :" أما من حيث قرب هذه المهنة من نفسي فهي أحب إلي من كل مهنة مارستُها ، ولوخيرت الآن لاخترتها دون سواها".
في التعليم :إذا كانت الصحافة هي المهنة التي أحبها علي الطنطاوي فإن التعليم هو العمل الذي ملأ حياته كلها ، لقد بدأ بالتدريس في المدارس الأهلية بالشام ، في الأمينية والجوهرية والكاملية ، وهو في السابعة عشر من عمره .
صار معلماً ابتدائياً في مدارس الحكومة سنة 1931م حين أغلقت السلطات جريدة "الأيام" التي كان يعمل مديراً لتحريرها ، وبقي في التعليم الابتدائي إلى سنة 1935م ، وكانت حياته في تلك الفترة سلسلة من المشكلات بسبب مواقفه الوطنية وجرأته في مقاومة المستعمرين الفرنسيين وأعوانهم في الحكومة ؛ فمازال يُنقل من قرية إلى قرية ، ومن مدينة إلى مدينة ، حتى طاف أرجاء سوريا جميعها.
بدأ التعليم مدرّساً في المدارس الابتدائية في القرى بحماسة نادرة ، حيث كان طموحه أكبر من تعليم الصبيان ؛ عمل مع تلاميذ المدرسة الابتدائية بقرية سلمية التي علّم فيها سنة 1923م ، ثم انتقل إلى قرية سقبا في السنة التالية ، وصار مسؤولاً عن مدرسة ابتدائية فيها أكثر من مئةٍ من التلاميذ ، بعد ذلك انتقل إلى العراق عام 1936م ودرّس في الثانوية المركزية في بغداد ثم في ثانويتها الغربية ودار العلوم الشرعية في الأعظمية، كما عمل في كركوك والبصرة وقد تركت تلك الفترة في نفسه ذكريات لم ينساها وأحب بغداد حتى ألف فيها كتاباً .
بقي في العراق يدرّس حتى عام 1939م ، ثم رجع إلى دمشق فعُيِّن أستاذاً معاوناً في مكتب عنبر ، ولكنه لم يكفَّ عن مواقفه التي تسبب له المتاعب ، وكان واحدا منها موقفه في احتفال أُقيم بذكرى المولد، فما لبث أن جاء الأمر بنقله إلى دير الزور ، وهكذا صار معلماً في الدير سنة 1940م ؛ وكان يمكن أن تمضي الأمور على ذلك لولا أنه مضى في سنته ومنهجه في الجرأة والجهر بالحق. وقد طبعت محاضراته التي ألقاها على طلبة الكلية العلمية الوطنية في دروس الأدب العربي .
عمله في القضاء:ترك الشيخ الطنطاوي درب العلم وسلك درب القضاء ، حيث دخله ليمضي فيه رُبع قرن كاملاً، خمسة وعشرين عاماً من أخصب أعوام حياته ، بدأ قاضياً في النبك ثم في دوما ، ثم قاضياً ممتازاً في دمشق ، فمستشاراً لمحكمة النقض في الشام ، ثم مستشاراً لمحكمة النقض في القاهرة أيام الوحدة مع مصر.
هذه المرة أيضاً ظهر نبوغ علي الطنطاوي وبان تميزه ، لقد أراد أن يكون مُتقناً لعمله مجيداً له مخلصاً فيه ، وما كان ليقبل أن يستغله أحد أو يستغفله ، فلما نجح في امتحان القضاء وعُين قاضياً في النبك ، لم يسارع إلى استلام العمل ، بل طلب من الوزارة أن تمهله شهراً حيث قال :"لا لألعب فيه وأستمتع ، ولا لأسافر وألهو بل لأواظب في المحكمة الشرعية في دمشق حتى أعرف المعاملات كلها : من عقد نكاح ، وحصر إرث وتنظيم الوصية ، إلى الحكم في قضايا الإرث والوقف والزواج…"
وبعد هذا الاستعداد كانت بدايته في القضاء خير بداية ، فقد أمضى في النبك قاضياً لها نحو أحد عشر شهراً ، ثم نُقل قاضياً إلى "دوما" ، وكانت محكمة دوما هي الطريق إلى محكمة دمشق ، حيث صار قاضي دمشق الممتاز ، بعدها أصبح مستشار لمحكمة النقض ، وأحس بالمسؤولية الجسيمة التي ألقيت على عاتقه ، فبات الليالي يفكر ماذا يصنع حتى اهتدى إلى فكرة عجيبة . اقترح الطنطاوي وضع قانون كامل للأحوال الشخصية ، فكُلِّف بذلك عام 1947م وأوفِد إلى مصر مع عضو محكمة الاستئناف الأستاذ نهاد القاسم ، فأمضيا تلك السنة كلها هناك ، حيث كُلِف هو بدرس مشروعات القوانين الجديدة للمواريث والوصية وغيرها ، وكُلِف زميله بدراسة مشروع القانون المدني . وقد أعد هو مشروع قانون الأحوال الشخصية كله وصار هذا المشروع أساساً للقانون الحالي . بعد ذلك صار مسؤولاً في رئاسة مجلس الأوقاف وعمدة الثانويات الشرعية ، فقرر أنظمة الامتحانات في الثانويات الشرعية وكان له يدٌ في تعديل قانون الأوقاف ومنهج الثانويات ، ثم كُلِِف عام 1960م بوضع مناهج الدروس فيها فوضعها وحده بعدما سافر إلى مصر واجتمع فيها بالقائمين على إدارة التعليم في الأزهر واعتُمِد كما وضعها.

سفره إلى المملكة العربية السعودية:قدم الطنطاوي إلى الرياض سنة 1963م مدرساً في الكليات والمعاهد وفي نهاية السنة عاد إلى دمشق ، عازماً ألا يعود إلى المملكة في السنة التالية ، إلا أن عرضاً بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع في هذا القرار . وهكذا انتقل الشيخ الطنطاوي إلى مكة ليمضي فيها خمساً وثلاثين سنة ، فأقام مجاوراً للحرم إحدى وعشرين سنة ، ثم انتقل إلى العزيزية فسكنها سبع سنوات ، ثم إلى جدة فأقام فيها حتى وفاته – يرحمه الله- عام 1999م .
بدأ هذه المرحلة الجديدة من حياته بالتدريس في كلية التربية بمكة ، ثم لم يلبث أن كُلِف بتنفيذ برنامج للتوعية الإسلامية ، فترك الكلية وراح يطوف على الجامعات والمعاهد والمدارس في أنحاء المملكة لإلقاء الدروس والمحاضرات ، وتفرغ للفتوى يجيب عن أسئلة الناس في الحرم ، أو في بيته ساعات كل يوم ، ثم بدأ برنامجيه : "مسائل ومشكلات " و" نور وهداية" ، اللذين قُدر لهما أن يكونا أطول البرامج عمراً في تاريخ إذاعة المملكة . هذه السنوات الخمس والثلاثون كانت حافلة بالعطاء الفكري للشيخ علي الطنطاوي ، فقد كان من أقدم مذيعي العالم العربي ، حيث بدأ يذيع في إذاعة الشرق الأدنى من يافا من أوائل الثلاثينيات ، وأذاع من إذاعة بغداد سنة1937م ومن إذاعة دمشق سنة 1942م لأكثر من عقدين من الزمان . هذا العمل ملأ عليه وقته كله خلال تلك السنوات ، وكان يمضي كل يوم ساعات عاكفاً على أسئلة المستمعين والمشاهدين قراءةً وفرزاً ، وما كان يسعه أن يجيب عن كل سؤال يأتيه لأنه كان يستلم المئات منها في كل أسبوع ووقت البرنامجين لا يتسع لغير عشر منها . وكان – فوق ذلك- يتفرغ للإجابة عن أسئلة المستفتين بالهاتف بين العصر والمغرب كل يوم ، وهكذا أمضى تلك السنوات ، حتى إذا جاوز الثمانين بدأ جسمه الذي حمله في مسيرة حياته الطويلة الحافلة بالتعب ، وما عاد يقوى على العمل ، فآثر ترك الإذاعة والتلفاز. وكان قبل ذلك ينشر ذكرياته في الصحف، فلما أوقف نشرها ودع القراء قائلاً : " لقد عزمت على أن أطوي أوراقي ، وأمسح قلمي ، وآوي إلى عزلة فكرية كالعزلة المادية التي أعيشها من سنين ، فلا أكاد أخرج من بيتي ، ولا أكاد ألقى أحداً من رفاقي وصحبي ". ثم أغلق عليه باب بيته واعتزل الناس إلا قليلاً من المقربين يأتونه في معظم الليالي زائرين ، فصار ذلك مجلساً يطل من خلاله على الدنيا ، وصار مدونة تُبحث فيه مسائل العلم والفقه واللغة والأدب والتاريخ .
وفاتـــــه:
بات الشيخ في آخر أيامه ينسى بعضاَ من شؤون يومه ، فكان يصلي الفريضة مرتين خشية أن يكون قد نسيها ، وتوقف عن الفتوى مخافة الزلل والنسيان ، ولكن الواقع أنه كان قادراً على استرجاع المسائل والأحكام بأحسن مما يستطيعه كثير من الرجال والشبان . ومضى على هذه الحال حتى تعب قلبه الكبير، فأُدخل المستشفى مرات عدة ، وكانت الأزمات متباعدة في أول الأمر ، ثم تقاربت حتى أصبح كثير التنقل بين البيت والمستشفى . ثم أتم الله قضاءه فمضى إلى حيث يمضي كل حي ، وفاضت روحه بعد عشاء يوم الجمعة ، الثامن عشر من حزيران ، عام 1999م في قسم العناية المركزة بمستشفى الملك فهد بجدة ، ودفن في مكة في اليوم التالي بعدما صُلّي عليه في الحرم المكي الشريف .
كتاباته و مؤلفاته:
الكتابات اللأدبية :

فِكَر و مباحث : يتضمن هذا الكتاب 25 مقالة نصفها مما نشر في الثلاثينيات أي أنها من أوائل ما نشر علي الطنطاوي في الصحف وبلغ عدد صفحاته 212 صفحة.

صور وخواطر: يحوي هذا الكتاب 38 مقالة نشرت بين عامي 1935م و1966م أي على مدى نحو ثلاثة عقود والكتاب مكون من 286 صفحة.

مع الناس: في هذا الكتاب 40 مقالة بعضها من أوائل ما نشر علي الطنطاوي في الصحف في مطلع الثلاثينيات ولكن أكثرها مما نشر في أواخر الخمسينيات وهو مكون من 220 صفحة.

هتاف المجد: يتضمن 35 مقالة منها ما نشر مقالات في الصحف والمجلات ومنها ما كان أحاديث أذيعت في الإذاعات أو خطباً ألقيت في الاحتفالات والمهرجانات وهي تعود إلى حقبة طويلة تمتد عبر الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات وبلغت عدد صفحاته 228 صفحة.

مقالات في كلمات: يحتوي مقالات صغيرة موجزة ، ضم هذا الكتاب نحو 113 مقالة كُتِبت على 254 صفحة .

قصص من الحياة : نجد في هذا الكتاب 27 قصة قصيرة ، كتبت أكثرها في الفترة الممتدة ما بين أواسط الثلاثينيات وأواسط الأربعينيات ، أقدم ما فيه قصتان تعودان إلى عام 1931م ، عدد صفحات هذا الكتاب 220 صفحة .

صيد الخاطر: طبع هذا الكتاب لأول مرة سنة 1960م وهو مكون من 450 صفحة.

السيرة الذاتية :

من حديث النفس: يتضمن هذا الكتاب 36 مقالة ، نشر عام 1960م ، وفيه 236 صفحة.

من نفحات الحرم: في هذا الكتاب مقالات كُتِبت بين عامي 1935م و 1965م وقد صدر في طبعته الأولى عام 1960م ثم أعيد طبعه عام 1980م وهو يقع في 142 صفحة .

ذكريات علي الطنطاوي : تتألف مجموعة الذكريات من ثمانية أجزاء فيها نحو 2500 صفحة ، وتضم 244 حلقة مما نُشر.

بغداد- مشاهد وذكريات: في هذا الكتاب تسع عشرة مقالة نُشر أكثرها بين عامي 1936 و1947، وهو يقع في 181 صفحة .

صور من الشرق في أندونيسيا: نُشر هذا الكتاب في سنة 1960، وفيه مقالات وأحاديث نشرها علي الطنطاوي أو أذاعها بعد عودته من رحلته في سنة 1954.

الكتابات التاريخية:
أبو بكر الصديق: صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في عام 1353هـ (1935)، وهو يقع في 308 صفحة ويضم في آخره فهرساً للأعلام التي ترجم لها المؤلف في حواشي الكتاب، وهي تزيد عن200 ترجمة.

أخبار عمر: صدر هذا الكتاب في عام 1959، وهو يقع في 464 صفحة ، وفي آخره فهارس كاملة للأعلام والقبائل والأماكن، ثم ثَبَت بمصادر الكتاب (وعددها 157 بين مطبوع ومخطوط).
رجال من التاريخ: صدر هذا الكتاب -أول ما صدر- في عام 1958 في نحو 300 صفحة ، وأعيدت طباعته خمس مرات على الأقل. وأضيفت إلى الكتاب تراجم لم تكن قد نُشرت من قبل في طبعاته اللاحقة فبلغ عدد ترجماته في الطبعة السابعة خمساً وخمسين وعدد صفحاته 480 صفحة.

أعلام التاريخ ( 7 أجزاء): هذه سلسلة تتألف من سبعة كتيبات، ويراوح عدد صفحات الكتيب الواحد منها بين أربعين صفحة وستين. وقد ظهرت الطبعة الأولى منها في سنة 1960.

قصص من التاريخ: في هذا الكتاب ثلاث وعشرون قصة نُشر أكثرها في الثلاثينيات، وهو يقع في 340 صفحة .

حكايات من التاريخ: سلسلة تتألف من سبع حكايات صغيرة يقع كل منها في بضع وأربعين صفحة ، وقد ظهرت الطبعة الأولى منها في سنة 1960.

دمشق: يقع هذا الكتاب في 160 صفحة ، وفيه 19 مقالة كُتبت بين عامي 1931 و1964. وفي الكتاب بعض الصور القديمة لمدينة دمشق.

الجامع الأموي: يقع هذا الكتاب في نحو تسعين صفحة ، وهو أصغر كتب الشيخ حجماً. وقد ظهرت طبعته الأولى في عام 1960.

الكتابات الإسلامية:

فصول إسلامية: يضم هذا الكتاب 32 مقالة نُشرت في أزمنة متباينة، من أواخر الثلاثينيات إلى أوائل السبعينيات، ويقع في 300 صفحة، وقد صدر للمرة الأولى في عام 1960 ثم أعيدت طباعته مع زيادات في عام 1985.

في سبيل الإصلاح: ظهرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب في عام 1959، وهو يضم ثلاثاً وثلاثين مقالة يعود أكثرها إلى عشر الأربعينيات، ويقع في 210 صفحة . وقد نُشر أول الأمر مقالات في جريدة (المدينة) السعودية سنة 1969، ثم نشرته وزارة المعارف الأردنية في عدد خاص من مجلتها (رسالة المعلم)، وبعد ذلك نُشر في كتاب أعيد طبعه إلى اليوم أكثر من ثلاثين مرة وتُرجم إلى عدة لغات.
تعريف عام بدين الإسلام: يقع هذا الكتاب في 190 صفحة ، وقد نُشر أول الأمر مقالات في جريدة (المدينة) السعودية سنة 1969، ثم نشرته وزارة المعارف الأردنية في عدد خاص من مجلتها (رسالة المعلم)، وبعد ذلك نُشر في كتاب أعيد طبعه إلى اليوم أكثر من ثلاثين مرة وتُرجم إلى عدة لغات.

فتاوى علي الطنطاوي: الجزءُ الأول منه يقع في 320 صفحة ، وقد طبع أول طبعة في عام 1985 ثم أُعيد طبعه بعد ذلك أكثر من عشر مرات، والجزءُ الثاني يقع في 278 صفحة .

الخــــــــــــاتمــــــة: وفي الختام ، أرجو من الله أن أكون قد قدمت صورة طيبة للعلامة الكبير الشيخ محمد علي الطنطاوي ، فلقد وجدت صعوبة في حصر حياته الحافلة ، ومواقفه المتعددة بين هذه الكلمات ، وأدعوه سبحانه أن يرحمه برحمته الواسعة ، وأن يحسن إليه ويدخله الجنة ، وأن يقيه من عذاب النار وعذاب القبر وأن يغفر له ولي ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

التـوصـيــــــــــــــات:
1. تعريف طلاب المدارس بهذا العلامة الكبير عن طريق نشر كتيبات وملصقات .
2. توفير مؤلفاته في مكتبات المدارس وغيرها.
3. إذاعة بعض مرئيات الشيخ علي الطنطاوي في التلفاز .
4. إدخال بعض كتابات الشيخ في المناهج التعليمية بهدف الرقي بالطلاب والسمو بأفكارهم.

المصـــــــــــــــــادر:
1. صور وخواطر – علي الطنطاوي – دار المنارة للنشر والتوزيع.
2. علماء ومفكرون معاصرون ، لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم ( علي الطنطاوي) – مجاهد مأمون ديرانية – دار القلم دمشق.
3. معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين – أحمد الجدع – الطبعة الأولى1999- دار البشير للنشر والتوزيع جدة .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

بحث و موضوع و تقرير عن الشيخ علي الطنطاوي للصف الثاني عشر

بحث و موضوع و تقرير عن الشيخ علي الطنطاوي

هو علي بن مصطفى الطنطاوي، ولد في مدينة دمشق في 12 حزيران 1909، لأسرة ذات علم ودين. أصله من مدينة طنطا في مصر حيث انتقل جده محمد بن مصطفى في أوائل القرن التاسع عشر إلى دمشق، وكان عالماً أزهرياً حمل علمه إلى ديار الشام فجدد فيها العناية بالعلوم العقلية ولاسيما الفلك والرياضيات. وقد نزح معه ابن أخيه أحمد بن علي جدّ علي الطنطاوي وكان هذا إمام طابور متقاعد في الجيش العثماني.
أما أبوه الشيخ مصطفى فكان من العلماء المعدودين في الشام، انتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق. وكان مديراً للمدرسة التجارية في دمشق، ثم ولي منصب رئيس ديوان محكمة النقض عام 1918 إلى أن توفي عام 1925.
وأسرة أمه أيضاً من الأسر العلمية في الشام، كثير من أفرادها من العلماء المعدودين ولهم تراجم في كتب الرجال.. خاله محب الدين الخطيب الكاتب الإسلامي الكبير الذي استوطن مصر وأنشأ فيها صحيفتي (الفتح) و(الزهراء) وكان له أثر في الدعوة فيها في مطلع القرن العشرين.
تلقى علي الطنطاوي دراسته الابتدائية الأولى في العهد العثماني، فكان طالباً في المدرسة التجارية، ثم في المدرسة السلطانية الثانية وبعدها في المدرسة الجقمقية، ثم في مدرسة حكومية أخرى إلى سنة 1923 حيث دخل مكتب عنبر الذي كان الثانوية الوحيدة في دمشق ومنه نال البكالوريا سنة 1928. ثم ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، ولكنه لم يتم السنة وعاد إلى دمشق في السن التالية فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس سنة 1933.
كان على الطنطاوي من الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ، والدراسة في المدارس النظامية، فقد تعلم في هذه المدارس إلى أن تخرج من الجامعة. وكان يقرأ معها على المشايخ علوم العربية والعلوم الدينية على الأسلوب القديم.
عندما عاد الطنطاوي إلى الشام دعا إلى تأليف لجان للطلبة على غرار تلك التي رآها في مصر فألفت لجنة للطلبة سميت (اللجنة العليا لطلاب سورية) وانتخب رئيساً لها وقادها نحواً من ثلاث سنين. وكانت هذه اللجنة بمثابة اللجنة التنفيذية للكتلة الوطنية التي كانت تقود النضال ضد الاستعمار الفرنسي لسوريا.
ابتدأ الطنطاوي التدريس في المدارس الأهلية في دمشق وهو في الثامنة عشرة من عمره، وقد طبعت محاضراته التي ألقاها على طلبة الكلية الوطنية في دروس الأدب العربي عن (بشار بن برد) في كتاب عام 1930.
بعد ذلك عين معلماً ابتدائياً في مدارس الحكومة سنة 1931 حين أغلقت السلطات جريدة (الأيام) التي كان يعمل مديراً لتحريرها، وبقي في التعليم الابتدائي إلى سنة 1935. وكانت حياته في تلك الفترة سلسلة من المشكلات بسبب مواقفه الوطنية وجرأته في مقاومة الفرنسيين وأعوانهم في الحكومة.
عام 1936 انتقل الطنطاوي للتدريس في العراق، فعين مدرساً في الثانوية المركزية في بغداد، ثم في ثانويتها الغربية ودار العلوم الشرعية في الأعظمية، ولكن روحه الوثابة وجرأته في الحق فعلا به في العراق ما فعلا به في الشام، فما لبث أن نقل مرة بعد مرة، فعلم في كركوك في أقصى الشمال، وفي البصرة في أقصى الجنوب. وبقي يدرس في العراق حتى عام 1939، لم ينقطع عنه غير سنة واحدة أمضاها في بيروت مدرساً في الكلية الشرعية فيها حتى عام 1937.
ثم رجع إلى دمشق فعين أستاذاً معاوناً في مكتب عنبر، ولكنه لم يكف عن مواقفه التي سببت له المتاعب، فنقل إلى مدرسة دير الزور سنة 1940 ولبث فيها فصلاً دراسياً أبعد بعدها قسرياً بسبب خطبة حماسية ألقاها في صلاة الجمعة ضد المستعمر الفرنسي.
عام 1941 دخل الطنطاوي سلك القضاء، فعين قاضياً في النبك مدة أحد عشر شهراً ثم قاضياً في دوما (من قرى دمشق)، ثم قاضياً ممتازاً في دمشق مدة عشر سنوات فمستشاراً لمحكمة النقض في الشام، ثم مستشاراً لمحكمة النقض في القاهرة أيام الوحدة مع مصر.
وقد اقترح الطنطاوي ـ يوم كان قاضياً في دوما ـ وضع قانون كامل للأحوال الشخصية فكلف بذلك عام 1947، وأوفد إلى مصر مع عضو محكمة الاستئناف الأستاذ نهاد القاسم (الذي صار وزيراً للعدل أيام الوحدة) فأمضيا تلك السنة كلها هناك حيث كلف هو بدرس مشروعات القوانين الجديدة للمواريث والوصية وسواها. وقد أعد مشروع قانون الأحوال الشخصية كله وصار هذا المشروع أساساً للقانون الحالي في سورية.
وكان القانون يخول القاضي الشرعي في دمشق رياسة مجلس الأوقاف وعمدة الثانويات الشرعية، فصار الطنطاوي مسؤولاً عن ذلك كله خلال العشر سنين التي أمضاها في قضاء دمشق، فقرر أنظمة الامتحانات في الثانويات الشرعية، وكان له يد في تعديل قانون الأوقاف ومنهج الثانويات، ثم كلف عام 1960 بوضع مناهج الدروس فيها فوضعها وحده بعدما سافر إلى مصر واجتمع فيها بالقائمين على إدارة التعليم في الأزهر واعتمدت كما وضعها.
انتقل الطنطاوي عام 1963 بعد انقلاب الثامن من آذار، وإعلان حالة الطوارئ في سورية، إلى المملكة العربية السعودية ليعمل مدرساً في كلية الشريعة وكلية اللغة العربية في الرياض، ومنها انتقل إلى مكة، للتدريس فيها ليمضي فيها وفي جدة خمساً وثلاثين سنة.
بدأ الطنطاوي هذه المرحلة الجديدة من حياته بالتدريس في كلية التربية بمكة، ثم لم يلبث أن كلف ببرنامج للتوعية الإسلامية، فترك الكلية وراح يطوف على الجامعات والمعاهد والمدارس في أنحاء المملكة لإلقاء الدروس والمحاضرات، وتفرغ للفتوى يجيب على أسئلة وفتاوى الناس في الحرم ـ في مجلس له هناك ـ أو في بيته ساعات كل يوم، ثم بدأ برنامجيه (مسائل ومشكلات) في الإذاعة، و(نور وهداية) في التلفزيون اللذين قدر لهما أن يكونا أطول البرامج عمراً في تاريخ إذاعة المملكة وتلفزيونها.
يعتبر الطنطاوي من أقدم المحاضرين الإذاعيين في العالم العربي، إذ بدأ يحاضر من إذاعة الشرق الأدنى من يافا من أوائل الثلاثينات، ومن إذاعة بغداد سنة 1937، ومن إذاعة دمشق سنة 1942 لأكثر من عقدين متصلين، وأخيراً من إذاعة المملكة وتلفزيونها نحواً من ربع قرن متصل من الزمان.
نشر الطنطاوي أول مقالة له في جريدة عامة في عام 1926، ولم ينقطع عن النشر في الصحف منذ ذلك التاريخ، فشارك في تحرير مجلتي خاله محب الدين (الفتح) و(الزهراء) حين زار مصر عام 1926، ثم كتب في جريدة فتى العرب ثم في (ألف باء)، ثم كان مدير تحرير (الأيام) التي أصدرتها الكتلة الوطنية سنة 1931 وخلال ذلك كان يكتب في (الناقد) و(الشعب) وسواهما من الصحف. وفي سنة 1933 أنشأ الزيات المجلة الكبرى (الرسالة) فكان الطنطاوي واحداً من كتابها واستمر فيها عشرين سنة إلى أن احتجبت سنة 1953. وكتب في مجلة (المسلمون) و(النصر) وفي مكة كتب في مجلة (الحج) وفي جريدة (المدينة)، ونشر ذكرياته في (الشرق الأوسط) على مدى نحو خمس سنين. وله مقالات متناثرة في عشرات الصحف والمجلات التي كان يعجز هو نفسه عن حصرها وتذكر أسمائها.
شارك الطنطاوي في طائفة من المؤتمرات منها حلقة الدراسات الاجتماعية التي عقدتها جامعة الدول العربية في دمشق في عهد الشيشكلي، ومؤتمر الشعوب العربية لنصرة الجزائر، ومؤتمر تأسيس رابطة العالم الإسلامي واثنين من المؤتمرات السنوية لاتحاد الطلبة المسلمين في أوروبا. وأهم مشاركة له كانت في المؤتمر الإسلامي الشعبي في القدس عام 1953 والذي تمخضت عنه سفرته الطويلة في سبيل الدعاية لفلسطين، وقد جاب فيها باكستان والهند والملايو وإندونيسيا.
لما جاوز الطنطاوي الثمانين من عمره وبدأ التعب يغزو جسمه آثر ترك الإذاعة والتلفزيون واعتزل الناس إلا قليلاً من المقربين يأتونه في معظم الليالي زائرين، فصار ذلك له مجلساً يطل من خلاله على الدنيا، وصار مدونة أدبياً وعلمياً تبحث فيه مسائل العلم والفقه واللغة والأدب والتاريخ.
وفي الثامن عشر من حزيران عام 1999 توفي علي الطنطاوي في مستشفى الملك بجدة، ودفن في مكة في اليوم التالي بعدما صلي عليه في الحرم المكي الشريف.
يعد الشيخ علي الطنطاوي أحد رموز الدعوة الإسلامية الكبيرة في العالم العربي وشخصية محببة ذائعة الصيت نالت حظاً واسعاً من الإعجاب والقبول، وله سجل مشرف في خدمة الإسلام والمسلمين.
كان الطنطاوي أديباً وداعية يتمتع بأسلوب سهل جميل جذاب متفرد لا يكاد يشبهه به أحد، يمكن أن يوصف بأنه السهل الممتنع، فيه تظهر عباراته أنيقة مشرقة، فيها جمال ويسر، وهذا مكنه من طرح أخطر القضايا والأفكار بأسلوب يطرب له المثقف، ويرتاح له العامي.
حمل الطنطاوي على كاهله راية الإصلاح الديني في الميادين كافة: التشريعي والسياسي والاجتماعي، فكان في ما يؤلف ويحاضر الداعية المسلم الذي يهجم على الخرافات والتقاليد البالية والسلوكيات المستوردة؛ فيصحح عقائد الناس ويقوم أخلاقهم، كما كان يتصدى لظلم رجال السلطان وأصحاب الدعوات الهدامة بمنطق الحق القويم وسلاسة الأسلوب وعذوبة العبارة مما قيض له قبولاً عند عامة الناس، كما نصب له في الوقت نفسه كثيراً من المعادين والشانئين. وكتبه في ميادين الإصلاح المختلفة كثيرة متعددة الاتجاهات تشهد له بعمق الفكرة وطول الباع وسلامة المنهج، وقد سبق زمانه في طروحاته الإصلاحية على صعيد التشريع والسياسة والاجتماع.
رزق الشيخ الطنطاوي خمساً من البنات، وقد كان لفقد إحداهن (بنان) ـ وقد اغتالتها يد الإرهاب الآثم في مدينة آخن الألمانية ـ أكبر الأثر في نفسه، ولكنه احتسبها عند الله. وتمسك بالصبر والتسليم بقضاء الله.
ترك الطنطاوي عدة مؤلفات هي:
ـ هتاف المجد,مباحث إسلامية، فصول إسلامية، نفحات من الحرم، صيد الخاطر لابن الجوزي (تحقيق)، فكر ومباحث.
مصدر :معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com

__________________

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

موضوع , تقرير عن الشيخ علي الطنطاوي الامارات

موضوع , تقرير عن الشيخ علي الطنطاوي الامارات
موضوع , تقرير عن الشيخ علي الطنطاوي الامارات
موضوع , تقرير عن الشيخ علي الطنطاوي الامارات

علي الطنطاوي

بِـسمِ اللهِ الرَّحَمنِ الرَّحِيمِ
" وَيسأَلونَكَ عَـنْ الـرُّوحِ قُـل الـرُّوحُ مِـن أَمـرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُـم مِـنْ الـعِلمِ إِلا قَليلاً "
الآية رقم 85 سورة الإسراء

[LIST][*] أهمية البحث :- [/LIST] ترجع أهمية البحث في دراسة شخصية الكاتب الكبير علي طنطاوي والوقوف على كتابته الجميلة التي أثرت الأدب السعودي من ناحية الأدب العربي من ناحية أخرى بجانب كبير من الثقافة والأدب البارز في حياته ، رحم الله هذا الأديب .
هدف البحث :-
دراسة حياة وشخصية هذا الأديب والوقوف على جوانب القوة في حياته ودراسة حال الصحافة أثناء وفاته وآرائهم في هذا الأديب السعودي المشهور .
[LIST][*] مصادر البحث :- [/LIST] اعتمدت في كتابه البحث عن عدة كتب استعرتها من المكتبة ( ذكريات علي طنطاوي ) أربعة أجزاء وبعض المقالات الموجودة على الانترنت للوقوف على كتابات الصحف يوم وفاة هذا الأديب .
[LIST][*] منهجية البحث :- [/LIST] اتبعت في دراسة الأديب علي طنطاوي على الوصف والتحليل والنقل حيث تكلمت عن حياته وشخصيته ومؤلفاته وموته .
[LIST][*] فرضيات الدراسة والتساؤلات :- [/LIST] لقد حاولت في هذا البحث فرض عدة تساؤلات ومنها ما موقف الصحف اليومية من موت رجل أديب وشيخ كبير وداعية إسلامي كبير مثل الشيخ علي الطنطاوي وقد حاولت رسم صورة وأسلوب وحياة الشيخ ورأي بناته فيه والأدباء الكبار في شخصيته الأدبية ، نفع هذا الرجل الأمة الإسلامية بكتاباته الجميلة المليئة بالعبر والتحدي وأخذت أسأل نفسي كم في هذا العالم الفسيح نجد شخصًا ورعًا محبًا للإسلامي مثله رحم الله شيخنا .
[LIST][*] المقدمة : – [/LIST] إن الحمد لله نحمده ولا نجحده ونشكره ولا نكفره ونستعين به ونستنصره ونستهديه ونستغفره وصلاة وسلامًا على المبعوث رحمة للعالمين محمد e ورضوان الله على أصحابه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
لقد حاولت في هذا البحث رسم صورة الشيخ الكبير والعلامة الكبير الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله – من مولده وحياته وكتاباته وبناته وجانب من شخصيته العظيمة وتحدثت في البحث عن أقوال الصحف لحظة وفاته وتحدثت أيضا عن مؤلفاته وأشهر الصحف التي تعامل معها ، واختصرت على قدر ما أستطيع .
أطلب من الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتي وينفعني به يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

[LIST][*] وصف الأديب : [/LIST] كأنه قبضة من الشام عُجنت بنهري النيل والفرات، لوحتها شمس صحراء العرب، فانطلقت بإذن ربها نفساً عزيزة أبية، تنافح عن الدعوة وتذود عن حياض الدين.
ذلكم هو العلامة الكبير، الفقيه النجيب، والأديب الأريب الشيخ علي الطنطاوي الذي فقدته الأمة قبل فترة، لتنثلم بذلك ثلمة كبيرة، ضاعفت آلامنا وأدمت قلوبنا.ـ
كان الشيخ الطنطاوي قوة فكرية من قوى الأمة الإسلامية، ونبعا نهل منه طالبو العلم، والأدب في كل مكان، كان قلمه مسلطا كالسيف سيالاً كأعذب الأنهار وأصفاها، رائعة صورته، مشرقا بيانه، وفي ذلك يقول عن نف سه ((أنا من "جمعية المحاربين القدماء" هل سمعتم بها؟ كان لي سلاح أخوض به المعامع، وأطاعن به الفرسان، وسلاحي قلمي، حملته سنين طوالاً، أقابل به الرجال، وأقاتل به الأبطال، فأعود مرة ومعي غار النصر وأرجع مرة أمسح عن وجهي غبار الفشل. قلم إن أردته هدية نبت من شقه الزهر، وقطر منه العطر وإن أردته رزية حطمت به الصخر، وأحرقت به الحجر، قلم كان عذبا عند قوم، وعذاباً لقوم آخرين))
[LIST][*] مولده : [/LIST] ولد الشيخ علي الطنطاوي في مدينة دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 هـ ((12 يونيو 1909 م)) من أسرة علم ودين، فأبوه الشيخ مصطفى الطنطاوي من أهل العلم، وجده الشيخ محمد الطنطاوي عالم كبير، وخاله الأستاذ محب الدين الخطيب الكاتب الإسلامي الكبير والصحافي الشهير.ـ
تفتح وعيه على قنابل الحلفاء تدك عاصمة الأمويين وفلول الأتراك تغادر المدينة وديار الشام مقفرة بعد أن عز الطعام وصارت أوقية السكر (200 غرام) بريال مجيدي كان يكفي قبل الحرب لوليمة كبيرة. وكان أول درس قاس تعلمه وعاشه تفكك الدولة العثمانية وتحول ولاياتها السابقة إلى دويلات. فسوريا أصبحت أربع دول: واحدة للدروز والثانية للعلويين، والثالثة في دمشق والرابعة في حلب.ـ
كان الفتى علي الطنطاوي وقتها مازال تلميذا في المدرسة لكن وعيه كان يسبق سنه، فعندما أعلن في مدرسته عن المشاركة في مسيرة لاستقبال المفوض السامي الجديد الجنرال ويفان الذي حل محل الجنرال غورو، رفض ذلك وألقى خطبة حماسية، قال فيها: ((إن الفرنسيين أعداء ديننا ووطننا ولا يجوز أن نخرج لاستقبال زعيمهم ))
لله درك يا فتى أدركت ما لم يدركه الكبار، فكيف تستقبل أمة عدوها الذي سلبها حريتها وكيف تنسى ما قاله قائد هذا العدو بعد معركة ميسلون ودخول الشام عندما زار الجنرال غورو قبر صلاح الدين وقال له: ها نحن عدنا يا صلاح الدين.. الآن انتهت الحروب الصليبية.ـ
تلك المعركة التي كانت نقطة تحول في وعي الفتى علي الطنطاوي، فقد خرج منها بدرس ممهور بدماء الشهداء واستقلال الأمة.. درس يقول إن الجماهير التي ليس عندها من أدوات الحرب إلا الحماسة لا تستطيع أن ترد جيشا غازيا. أصبح الاحتلال الفرنسي واقعا جديدا في سوريا، وغدا حلم الدولة المستقلة أثراً بعد عين، وكما حدث في كل بقاع العالم الإسلامي كان العلماء رأس الحربة قي مواجهة المحتل وتولى الشيخ بدر الدين الحسيني شيخ العلماء في مدن سوريا قيادة ثورة العلماء الذين جابوا البلاد يحرضون ضد المستعمر، فخرجت الثورة من غوطة دمشق وكانت المظاهرات تخرج من الجامع الأموي عقب صلاة الجمعة فيتصدى لها جنود الاحتلال بخراطيم المياه ثم بالرصاص، والشاب علي الطنطاوي في قلب من تلك الأحداث.ـ
في أحد الأيام كان على موعد لصلاة الجمعة في مسجد القصب في دمشق فقال له أصحابه: إن المسجد قد احتشد فيه جمهور من الموالين للفرنسيين واستعدوا له من أيام وأعدوا خطباءهم فرأينا أنهم لا يقوى لهم غيرك، فحاول الاعتذار فقطعوا عليه طريقه حين قالوا له إن هذا قرار الكتلة ((كان مقاومو الاحتلال ينضوون تحت لواء تنظيم يسمى الكتلة الوطنية وكان الطنطاوي عضوا فيها)) فذهب معهم وكان له صوت جهور، فقام على السّدة مما يلي ((باب العمارة)) ونادى: إليّ إليّ عباد الله، وكان نداء غير مألوف وقتها، ثم صار ذلك شعاراً له كلما خطب، فلما التفوا حوله بدأ ببيت شوقي:ـ

وإذا أتونا بالصفوف كثيرة جئنا بصف واحد لن يكسرا

وأشار إلى صفوفهم المرصوصة وسط المسجد، وإلى صف إخوانه القليل، ثم راح يتحدث على وترين لهما صدى في الناس هما الدين والاستقلال، فلاقت كلماته استحساناً في نفوس الحاضرين، وأفسدت على الآخرين أمرهم، وصرفت الناس عنهم. ولما خرج تبعه الجمهور وراءه، وكانت مظاهرة للوطن لا عليه.ـ
في 1928 دعاه خاله محب الدين الخطيب للقدوم إلى مصر وكان قد أصدر مجلة "الفتح" قبل ذلك بعامين فسافر علي الطنطاوي إلى مصر للدراسة في كلية دار العلوم، لكن المناخ الثقافي في مصر في ذلك الحين شده للانخراط في العمل الصحفي الذي كان يشهد معارك فكرية وسجلات أدبية حامية الوطيس حول أفكار التقدم والنهضة والإسلام والاستعمار وغيرها، وكان طبيعياً أن يأخذ الشاب علي الطنطاوي موقعه في صفوف الذائدين عن حياض الإسلام المناوئين للاستعمار وأذنابه، وظل الطنطاوي في موقعه لم يتراجع أو يتململ أو يشكو تكالب الأعداء أو قلة الإمكانيات فكان الفارس الذي لم يؤت من ثغره.ـ
لم يكمل دراسته في كلية دار العلوم وعاد إلى دمشق ليلتحق بكلية الحقوق التي تخرج فيها عام 1933، ثم عمل مدرساً في العراق، ولما عاد إلى دمشق عمل قاضياً شرعياً، عن علم ودراسة وتدرج في الوظائف التعليمية والقضائية حتى بلغ فيها مكانة عالية، ثم درّس في العراق سنة 1936 ورجع إلى بلده فلم يلبث أن انتقل إلى القضاء فكان القاضي الشرعي في دوما، ثم مازال يتدرج في مناصب القضاء حتى وصل إلى أعلى تلك المناصب، وكان قد ذهب إلى مصر لدراسة أوضاع المحاكم هناك.ـ
[LIST][*] رحلته إلى المملكة العربية السعودية : [/LIST] هاجر الأديب علي الطنطاوي إلى المملكة العربية السعودية 1963 م فعمل في التدريس في كلية اللغة العربية وكلية الشريعة في الرياض ثم انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة في مكة المكرمة ثم تفرغ للعمل في مجال الإعلام وقدم برنامجاً إذاعياً يومياً بعنوان "مسائل ومشكلات" وبرنامجاً تلفزيونياً أسبوعياً بعنوان "نور وهداية".ـ
وظل طوال تنقله بين عواصم العالم الإسلامي يحن إلى دمشق ويشده إليها شوق متجدد. وكتب في ذلك درراً أدبية يقول في إحداها:ـ
ـ((وأخيراً أيها المحسن المجهول، الذي رضي أن يزور دمشق عني، حين لم أقدر أن أزورها بنفسي، لم يبق لي عندك إلا حاجة واحدة، فلا تنصرف عني، بل أكمل معروفك، فصلّ الفجر في "جامع التوبة" ثم توجه شمالاً حتى تجد أمام "البحرة الدفاقة" زقاقاً ضيقاً جداً، حارة تسمى "المعمشة" فادخلها فسترى عن يمينك نهراً، أعني جدولاً عميقاً على جانبيه من الورود والزهر وبارع النبات ما تزدان منه حدائق القصور، وعلى كتفه ساقية عالية، اجعلها عن يمينك وامش في مدينة الأموات، وارع حرمة القبور فستدخل أجسادنا مثلها.ـ
دع البرحة الواسعة في وسطها وهذه الشجرة الضخمة ممتدة الفروع، سر إلى الأمام حتى يبقى بينك وبين جدار المقبرة الجنوبي نحو خمسين متراً، إنك سترى إلى يسارك قبرين متواضعين من الطين على أحدهما شاهد باسم الشيح أحمد الطنطاوي، هذا قبر جدي، فيه دفن أبي وإلى جنبه قبر أمي فأقرئهما مني السلام، واسأل الله الذي جمعهما في الحياة، وجمعهما في المقبرة، أن يجمعهما في الجنة، {رب اغفر لي ولوالدي} {رب ارحمهما كما ربياني صغيراً} رب ارحم بنتي واغفر لها، رب وللمسلمين والمسلمات ((
ويعد الشيخ علي الطنطاوي أحد رموز الدعوة الإسلامية الكبيرة في العالم الإسلامي وشخصية محببة ذائعة الصيت نالت حظاً واسعاً من الإعجاب والقبول، وله سجل مشرف في خدمة الإسلام والمسلمين.ـ
[LIST][*] أسلوبه : [/LIST] كان الأديب علي الطنطاوي يتمتع بأسلوب سهل جميل جذاب متفرد لا يكاد يشبهه فيه أحد، يمكن أن يوصف بأنه السهل الممتنع، فيه تظهر عباراته أنيقة مشرقة، فيها جمال ويسر، وهذا مكّنه أن يعرض أخطر القضايا والأفكار بأسلوب يطرب له المثقف، ويرتاح له العامي، ويفهمه من نال أيسر قسط من التعليم.ـ
اشتهر الشيخ الطنطاوي بسعة أفقه وكثرة تجواله وحضور ذهنه وذاكرته القوية ولذلك تجيء أحكامه متسمة بصفة الاعتدال بعيدة عن الطرفين المذمومين: الإفراط والتفريط.ـ
[LIST][*] الصحف التي كتب فيها : [/LIST] كتب الأديب علي الطنطاوي في صحف بلده في الشام، فاحتل مكانة مرموقة فيها، ثم أضحى من كبار الكتاب، يكتب في كبريات المجلات الأدبية والإسلامية مثل "الزهراء" و "الفتح" و "الرسالة" و "المسلمون" و "حضارة الإسلام" وغيرها، وكانت له زوايا يومية في عدد من الصحف الدمشقية.ـ
[LIST][*] مجالات الكتابة : [/LIST] من المجالات التي سبق إليها الكتابة في أدب الأطفال والمشاركة في تأليف الكتب المدرسية. وتحقيق بعض كتب التراث، وله جولات في عالم القصة فهو من أوائل كتابها.ـ
كانت مساجلاته تملأ الأوساط الفكرية والأدبية طولاً وعرضاً، وكان لا يكف عن إصدار رسائله التي يحذر فيها من مغبة الانخداع بالنحل الباطلة.ومن طريف ما تعرض له في إحدى مساجلاته ما يرويه عن نفسه ((كنا يوما أمام مكتبة "عرفة" فجاء رجل لا يعرفه فاندس بيننا وحشر نفسه فينا، وجعل يتكلم كلاما عجيبا، أدركنا منه أنه يدعو إلى نحلة من النحل الباطلة، فتناوشوه بالرد القاسي والسخرية الموجعة، فأشرت إليهم إشارة لم يدركها: أن دعوه لي، فكفوا عنه وجعلت أكلمه وأدور معه وألف به، حتى وصلت إلى إفهامه أني بدأت أقتنع بما يقول، ولكن مثل هذه الدعوة لا بد فيها من حجة أبلغ من الكلام، فاستبشر وقال: ما هي؟ فحركت الإبهام على السبابة، وتلك إشارة إلى النقود. قال: حاضر، وأخرج ليرتين ذهبيتين يوم كانت الليرة الذهبية شيئاً عظيماً. مد يده بالليرتين فأخذتهما أمام الحاضرين جميعاً، وانصرف الرجل بعد أن عرفنا اسمه، فما كاد يبتعد حتى انفجرت الصدور بالضحك، وأقبلوا عليّ مازحين، فمن قائل شاركنا يا أخي، وقائل: اعمل بها وليمة، أو نزهة في بستان، قلت سترون ما أنا صانع، وذهبت فكتبت رسالة، تكلمت فيها عن الملل والنحل والمذاهب الإلحادية، وجعلت عنوانها "سيف الإسلام" وكتبت على غلافها "طبعت بنفقة فلان" باسم الرجل الذي دفع الليرتين، وبلغني أنه كاد يجن ولم يدر ماذا يفعل، ولم يستطع أن ينكر أمراً يشهد عليه سبعة من أدباء البلد، وقد بلغني أن جماعته قد طردته بعد أن عاقبته ((
[LIST][*] أسلوب كتابته : [/LIST] كما كان الفقيد –يرحمه الله داعية شجاعاً ثابتاً على مبدئه لا يلين، ولا يهادن، كما يقتحم الأهوال، وينازل الرجال، يلج عرين الآساد، وربما عرض نفسه –باختياره- لمخالب تمزق جلد التمساح، كل ذلك في سبيل إيمانه بفكرته الإسلامية، والتضحية من أجل إعلائها مهما كان الثمن.
[LIST][*] أثره في حياة الناس والمجتمع : [/LIST] وقد ترك الشيخ علي الطنطاوي أثراً كبيراً في الناس وساهم في حل مشكلاتهم عن طريق كتابته ورسائله وأحاديثه، وقد كان له دور طيب في صياغة قانون الأحوال الشخصية في سوريا، وهو واضع مشروع هذا القانون على أسس الشريعة الإسلامية، كما وضع قانون الإفتاء في مجلس الإفتاء الأعلى، وانتخب عضواً في المجمع العلمي العراقي في بغداد. وفي كل أعماله كان يبتغي الأجر من ربه ويسعى إلى واسع مغفرته، يقول: ينجيني قانون {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} إني والله أخشى ذنبي ولكني لا أيأس من رحمة ربي.. وآمل أن ينفعني إذا مت صلاة المؤمنين عليّ ودعاء من يحبني، فمن قرأ لي شيئاً أو استمع لي شيئاً فمكافأتي منه أن يدعو لي، ولدعوة واحدة من مؤمن صادق في ظهر الغيب خير من كل ما حصلت من مجد أدبي وشهرة ومنزلة وجاه.ـ
بناته:
رزق الشيخ الجليل خمساً من البنات، وقد كن لفقد إحداهن "بنان" –وقد قتلت اغتيالاً في مدينة "آخن" الألمانية مع زوجها عصام العطار- أكبر الأثر على نفسه ولكنه احتسب الله فيها وتمسك بالصبر والتسليم بقضاء الله، وقد كان لفضيلته أسلوبه المتميز في التربية ومعاملة البنات.ـ
تقول حفيدته عبادة العظم: نشأت وترعرعت في كنف جدي وأمي وأنا أعتقد –كما يظن ويعتقد كل طفل- أن كل الناس يتربون ويتوجهون في بيئة إن لم تماثل بيئتي فهي مشابهة لها، وكنت أسمع الناس يمتدحون جدي فلا أدرك من الحقيقة إلا أن الناس عرفوه لنه يحدثهم في الراديو والتلفزيون، فأحبوه، فامتدحوه، وكنت أنا مثلهم أحبه كثيراً، لما أراه منه، فلم أعر الأمر اهتماما.ـ
وما لبثت أن كبرت قليلا، واختلطت بالناس فبدأت أدرك شيئاً فشيئاً الفروق الجوهرية بين جدي مربيا وبين سائر المربين، وكنت كلما اجتمعت مع أقراني لمست التباين بين أسلوبه في التوجيه وبين أسلوب بقية الوالدين، وكنت كلما سمعت مشكلات الآباء في تربية الأبناء، أعترف لجدي بالتميز والإبداع في معالجة الأخطاء وتعديل الطباع، وساهمت خالاتي وأمي في تبصيري، وذلك بما كنّ يقصصنه عليّ من قصصهن مع جدي، وبما كن يكننّه له من الاحترام والشكر والتقدير، وبما كنّ يحملنه من إيمان عميق بالله، ومبادئ عظيمة تعلموها من شرع الله.ـ
فلم أكد أتفهم هذه الحقائق، وأتبين الأثر الكبير الذي أوجده جدي فينا، حتى شرعت بكتابة المواقف المهمة العالقة في ذاكرتي، إذ أحسست بأن هذه التوجيهات حري بها أن لا تبقى حبيسة معرفة بعض الناس الذين هم أحفاد الطنطاوي بل ينبغي أن تنشر ليطلع عليها الناس، لتكون لهم عوناً في تنشئة أبنائهم وبناتهم ولهذا أصدرت عنه كتابي.ـ
وعن كتابها "هكذا ربانا جدي علي الطنطاوي" تقول:ـ
لم اكن عند جدي عندما عرض الكتاب عليه لأول مرة. فقد حمله إليه زوج خالتي "نادر حتاحت" بصفته ناشر الكتاب، ولما قرأه جدي اتصل بي هاتفيا وقال: الكتاب جيد بل هو جيد جداً، وأسلوبه جميل. لكنه عقّب بقوله: ومن الصعب عليّ يا ابنتي أن أمتدح هذا الكتاب أو أدلي برأيي الصريح عنه، لأنه عني، وأخشى أن يظن الناس أني أفعل لأجل ذلك. ثم ختم كلامه بقوله: وأنا لست كما وصفت فأنت التي جملت الحوادث وصورتها بتلك الطريقة.ـ
وكان ذلك تواضعاً منه فأنا ما كتبت غير الحقيقة وما صورت إلا ما رأيته، وما قال ذلك جدي إلا تواضعاً.ـ
وعن رؤية الشيخ الطنطاوي للمرأة وخصوصاً أنه لم يرزق بالبنين تقول:ـ
جدي إنسان كأي إنسان آخر يحب أن يرزق البنين، فيحملون اسمه ويتعلمون مما علمه الله ويكونون خلفاء له وهو لم يتوقع أصلا ألا يولد له ذكر، فلما جاءته ابنته الأولى رضي بقضاء الله وسعد بها، بل أحبها وأخواتها –من بعد- حباً شديداً، وأولاهن من العناية والرعاية والاهتمام ما لم يوله أب آخر ممن أعرف أو سمعت عنهم.ـ
أما احترامه للمرأة فهو شيء معروف عنه، وكان في أحاديثه يدافع عن النساء ويذبّ عنهن، ويحذر الرجال من الظلم والتعدي، وكان يردد دائماً: أن الدرجة للرجل على المرأة درجة واحدة، وليست سلماً. حتى لقّبوه بناصر المرأة، وهو كذلك معنا فقد كان يؤثرنا أحياناً –نحن الحفيدات- على الأحفاد، وقد بذل لنا الكثير، وأكرمنا زيادة عنهم في بعض المواقف ولكن دون أن يشعروا حتى لا يتسبب ذلك في أذاهم.ـ
[LIST][*] شخصية الشيخ علي الطنطاوي : [/LIST] وحول شخصية الشيخ علي الطنطاوي وكيف جمع بين العلم والدين والأدب والحياة تقول: ساءلت نفسي هذا السؤال مرة، ثم وجدت الجواب في سيرة جدي، فقد مر بظروف قاهرة ومؤلمة، فعوذه الله بمجموعة من العطايا، أهلته إلى النجاح.ـ
كان يتيماً وحيداً بلا أب ولا أم ولا سند مادي أو معنوي، فأعطاه الله العقيدة السليمة، وقوة الشخصية، فكان بلسانه وقلمه سيفاً مسلولاً على أعداء الله ورسوله، فان يترصد الباطل ويقتله، ينازل الفسوق فيقهره، ويبارز الكفر والانحلال والمجون فيغلبهم جميعاً، وكان صدّاعاً بالحق، لا يسكت عن إنكار منكر، ولا تمنعه منه هيبة ذي سلطان، جريئاً لا يهاب أحداً ولا يخشى إلا الله، متمرداً على العادات والتقاليد المخالفة للإسلام، فرفع الله بعمله هذا ذكره بين الناس.ـ
وكان محباً للعزلة والانفراد فأعطاه الله حب العلم، والشغف بالقراءة والاطلاع، ورزقه الذكاء والذاكرة العجيبة، وسرعة الاستيعاب فلم تكن إلا سنون حتى جمع علماً غزيراً متنوعاً، فهو أديب، ولغوي فقيه، وعالم نفس، وهو قارئ نشيط في الطب والفلك، فسهل الله له بعلمه الطريق إلى عقول الناس.ـ
وكان هيّاباً للاجتماع بالناس، فأعطاه الله القدرة على مخاطبتهم من بعيد، أي عن طريق وسائل الإعلام على اختلاف مشاربهم، وأعطاه روح الفكاهة، وحلاوة الأسلوب، والابتكار في العرض، والقدرة على الإقناع، والمرونة في الإفتاء فوصل إلى قلوب الكثيرين.ـ
وتقول أمان علي الطنطاوي ترثي والدها الفقيد:ـ
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا عليك يا أبتاه لمحزونون، أبتاه أنت شمس حياتنا ونور أيامنا.. أبتاه يعز علينا الفراق، ويحز في النفس غياب صوتك ووجهك، لكنك في القلب أنت في العقل أنت.. أبتاه يا نبض أيامي، أبتاه ملهم أفكاري.. أبتاه يا أحب وأغلى الناس، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته. عن مجموع محبيك يدعون لك بالرحمة والمغفرة وأن يسكنك فسيح جناته ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة، ويجمعنا معك في جنة الخلد. أبتاه ها قد لحقت ببنان التي حزنت عليها دوماً ولم تذكر اسمها إلا هذا العام ولم تلح في طلبها إلا وأنت مريض بالإشارة، أشرت بإصبعك الثاني قلت لك: بنان، هززت رأسك، يا أحب الناس ها قد التقيت ببنان. جعلك الله وإياها من أهل الجنة.ـ
يقول الشيخ مجاهد محمد الصواف الذي رافق الشيخ علي الطنطاوي منذ كان في العاشرة من عمره: من أبرز سماتهرحمه الله- هدوء الشيخ وفهمه لما يجري في العالم وارتباطه العميق بالدعوة إلى الله والتزامه في ذلك بالقرآن والسنة مما مكنه من طرح موضوعاته وما يهدف إليه من نشر التوعية والدعوة بشكل يقبله الناس. وكان كاتباً رائعاً إذا أمسك القلم وإذا أراد أن يبكي أبكى، وإذا أراد أن يضحك أضحك فيجمع في أسلوبه الدعوي كل أساليب التربية، فكان يجيب عن أطنان من الرسائل ولم يكن يتحرج في الإجابة عن أي سؤال يطرح في مجتمعنا، واستطاع بحكمته ووسطيته وأسلوبه الرائع في طرح القضايا والمشكلات أن يكسب القبول من الناس جميعاً.ـ
[LIST][*] أسلوب مميز: [/LIST] وقال الدكتور حسن محمد سفر أستاذ نظم الحكم الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة: بفقدان العلامة الشيخ علي الطنطاوي، فقد العالم الإسلامي علماً من أعلام الفكر والثقافة الإسلامية وكان رحمه الله يطل على المسلمين من الشاشة أسلوب مبسط يبين فيه أحكام الإسلام ووجهة نظر المجتهدين من علماء الشريعة فيما يتعلق بالمسائل والأحكام والفتاوى وكان هذا الأسلوب الشيق مميزاً يضيف إليه سماحته من الطرف والقصص ما يربط به الموضوع فتستخلص منه العبر والعظات، وقد كان هذا الأسلوب محبباً لدى الشباب، فرحم الله هذه الثلة المباركة من علماء الإسلام وعوضنا في سماحته كل خير وحفظ الله علماءنا ليؤدوا الرسالة التي أنيطت بهم والحمد لله على كل حال.ـ
[LIST][*] العالم موسوعة: [/LIST] الشيخ محمد فيصل السباعي مدير إدارة النشر بجامعة أم القرى وأحد المقربين من الشيخ الطنطاوي يقول: لقد رافقت الشيخ علي الطنطاوي في كثير من الفترات عرفت فيها حماسه وغيرته على الإسلام وعرفت فيه رمزاً من رموز العلم والتعليم، عرفته رحمه الله قرابة نصف قرن، وكان عالماً عاملاً كثير التواضع للجميع وبخاصة في مجال الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وكان رحمه الله موسوعة متنقلة وإنا لنشهد له بالخير والصلاح ولا نزكيه على ربه ونسأل الله تعالى أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء والمثوبة ويعوض العالم الإسلامي بفقده ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان وأن يسكنه فسيح جناته.ـ
[LIST][*] بعض مؤلفات العالم الموسوعة رحمه الله: [/LIST] · ذكريات ( 1- 8 )
· فتاوى
· تعريف عام بدين الإسلام
· أبو بكر الصديق
· أخبار عمر وأخبار عبد الله بن عمر
· الجامع الأموي في دمشق
· هتاف المجد
· في سبيل الإصلاح
· دمشق (صور من جمالها، وعبر من نضالها)
· فكر ومباحث
· بغداد (مشاهدات وذكريات)
· فصول إسلامية
· مقالات في كلمات
· في إندونيسيا (صور من الشرق)
· من نفحات الحرم
· صيد الخاطر للإمام بن الجوزي، تحقيق الطنطاويين
· حكايات من التاريخ (جابر عثرات الكرام، المجرم ومدير الشرطة، التاجر والقائد، قصة الأخوين، وزارة بعنقود عنب، ابن الوزير)
· أعلام التاريخ (عبد الرحمن بن عوف، عبد الله بن المبارك، القاضي شريك، الإمام النووي، أحمد بن عرفان الشهيد)
· قصة حياة عمر
· من شوارد الشواهد
· القضاء في الإسلام
· يا بنتي ويا ابني
· ارحموا الشباب
· طريق الجنة وطريق النار
· صلاة ركعتين
· قصتنا مع اليهود
· طريق الدعوة إلى الإسلام
· موقفنا من الحضارة الغربية
· تعريف موجز بدين الإسلام
· المثل الأعلى للشاب المسلم
وله مئات من البحوث والمقالات في عشرات من الصحف والمجلات.
[LIST][*] أمثلة من مؤلفاته: [/LIST] قصص من الحياة
يحتوي الكتاب على ثمانية وعشرين قصة واقعية. وكما يذكر الشيخ رحمه الله في خاتمة كتابه، أن القصص قد لا تكون كلها حقيقية، إلا أنها واقعية، وشبيهاتها تحدث في بلادنا الإسلامية كل يوم.
قصص من التاريخ
يحتوي الكتاب على ثلاثة وعشرين صورة جميلة من التاريخ. رجال من التاريخ
يعرض الكتاب حياة 46 شخصية تاريخية بصورة أدبية رائعة.
من حديث النفس
يحتوي الكتاب على خواطر منوعة.
صور وخواطر
يحتوي الكتاب على خواطر منوعة.
مع الناس
يحتوي الكتاب على خواطر منوعة.
من غزل الفقهاء
يعرض هذا الكتيّب أمثلة من شعر الغزل لدى الفقهاء.
مقالات متفرقة
لا أعرف مصدر هذه المقالات والقصص.
[LIST][*] أقوال الصحف اليومية يوم وفاة الشيخ علي الطنطاوي : [/LIST] للمزيد :
http://www.alshamsi.net/friends/b7oo…i_tantawi.html

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف الثاني عشر

تقرير عن علي الطنطاوي 2 ثانوي الامارات

تقرير عن علي الطنطاوي 2 ثانوي الامارات

علي الطنطاوي

ولد في مدينة دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 هـ (12 يونيو 1909) ، أصل أسرته من مدينة طنطا في مصر ، حصل على البكالوريا سنة 1928 من مكتب عنبر الثانوية الوحيدة في دمشق آنذاك, سافر إلى مصر للدراسة في كلية دار العلوم التي لم يكمل الدراسة فيها ،عاد إلى دمشق و التحق بكلية الحقوق حتى نال الليسانس سنة 1933 .
انتقل للتدريس في الثانوية المركزية في بغداد عام 1936, ثم الثانوية الغربية، و أنتقل إلى دار العلوم الشرعية في الأعظمية، وأنتقل إلى كروك في شمال العراق ثم البصرة في أقصى الجنوب وبقي في العراق حتى سنة 1939 ، ألف كتابا خاصا عن بغداد ، عام 1937 درس في الكلية الشرعية في بيروت.
عاد إلى دمشق إلى التدريس ثم عين قاضيا حتى أصبح مستشارا لمحكمة النقض في الشام.
هاجر إلى السعودية بعد انقلاب الثامن من آذار إلى السعودية ، عمل مدرسا في كلية الشريعة وكلية اللغة العربية في الرياض وبعدها أنتقل للتدريس في مكة ، ثم بدأ البرنامج الإذاعي (مسائل و مشكلات) ثم برنامج (نور وهداية) في التلفزيون السعودي.
شارك في المؤتمر الإسلامي الشعبي في القدس عام 1953 ، وقد سافر إلى باكستان و الهند و إندونيسيا من أجل التعريف بقضية فلسطين.
توفي عام 1999 في جدة وصلي عيه صلاة الجنازة في الحرم المكي ودفن في مكة. تميز بأسلوبه الجذاب والسهل الممتنع ، كان قريبا من الناس متفهما لهم ، ناقش الكثير من المشكلات الإجتماعية وبعض الإعتقادات الخاطئة, تميز بأدبه ومقالاته ، من أعز أصدقائه الكتاب الذي كان لا يفارقه.كان قريبا من المثقف والعامي.
مقتل بنان الطنطاوي
يصف الشيخ علي الطنطاوي مقتل أبنته في مذكراته :
((إن كل أب يحب أولاده، ولكن ما رأيت ، لا والله ما رأيت من يحب بناته مثل حبي بناتي… ما صدقت إلى الآن وقد مر على استشهادها أربع سنوات ونصف السنة وأنا لا أصدق بعقلي الباطن أنها ماتت، إنني أغفل أحيانا فأظن إن رن جرس الهاتف، أنها ستعلمني على عادتها بأنها بخير لأطمئن عليها، تكلمني مستعجلة، ترصّف ألفاظها رصفاً، مستعجلة دائما كأنها تحس أن الردى لن يبطئ عنها، وأن هذا المجرم، هذا النذل …. هذا …….يا أسفي ، فاللغة العربية على سعتها تضيق باللفظ الذي يطلق على مثله، ولكن هذه كلها لا تصل في الهبوط إلى حيث نزل هذا الذي هدّد الجارة بالمسدس حتى طرقت عليها الباب لتطمئن فتفتح لها ، ثم اقتحم عليها على امرأة وحيدة في دارها فضربها ضرب الجبان والجبان إذا ضرب أوجع ، أطلق عليها خمس رصاصات تلقتها في صدرها وفي وجهها ، ما هربت حتى تقع في ظهرها كأن فيها بقية من أعراق أجدادها))
آثاره
•صور وخواطر
•مع الناس
•رجال من التاريخ
•قصص من التاريخ
•قصص من الحياة
•ذكريات علي الطنطاوي. (ثمانية أجزاء).
•أبو بكر الصديق.
•عمر بن الخطاب.

حقيقة الحب لدى الشيخ علي الطنطاوي

يستطيع أن يمحو من النفس صورة المجد والجاه ، والفضيلة والرذيلة ، والطموح والحسد ، ولكن لايمحوه شيء 0الحب أحجية الوجود،ليس في الناس من لم يعرف الحب،وليس فيهم من عرف ماهو الحب الحب مشكلة العقل التى لاتحل ولكنه حقيقة القلب الكبرى0 الحب اضعف مخلوق واقواه، يختبىء في النظره الخاطفه من العين الفاتنه وفى الرجفه الخفيفه من الاغنيه الشجيه، والبسمه المومضه من الثغر ثم يظهر للوجود عظيما جباراً،فيبنى الحياه ويهدمها ويقيم العروش ويثلها،ويفعل في الناس والدنيا الافعايل من حرم الكلام في الحب ؟!! ما في الحب شيء !! ولا على المحبين من سبيل !! إنما السبيل على من ينسى في الحب دينه ، أو يضيع خلقه ، أو يهدم رجولته ، أو يشتري بلذة لحظة في الدنيا عذاب ألف سنة في جهنم .. ما أشقى المحبين! يمشون كما يمشي الناس ويأكلون كما يأكلون, ولكنهم يعيشون في دنيا لا يعرفها الناس ولا يصلون إليها, تضيق الدنيا بالمحب إذا جفاه محبوبه, حتى ليكاد يختنق فيها على سعتها, ويجد في العش الضيق الذي يلجأ إليه مع محبوبه دنيا واسعة, ويتألم المحب في اللذائذ إذا لم يذقها معه من يحب .. والطبيعة الجميلة سواد في عين المحب قاتم إذا لم تنرها مقلتا المحبوب .. هذا هو الحب .. ثوب براق تحمله المرأة وتمشي حتى تلقى رجلاً فتخلعه عليه فتراه به أجمل الناس ، وتحسب أنه هو الذي كانت تبصر صورته من فرج الأحلام وتراها من ثنايا الأماني …. مصباح في يد الرجل ، يوجهه إلى أول امرأة يلقاها فيراها مشرقة الوجه بين نساء لا تشرق بالنور وجوههن ، فيحسبها خلقت من النور وخلقن من طين فلا يطلب غيرها ولا يهيم بسواها ، لا يدري أنه هو الذي أضاء محياها بمصباح حبه .. خدعة ضخمة من خدع الحياة ، خفيت عن المحبين كلهم من عهد آدم إلى هذا اليوم .. هذه هي حقيقة الحب .. فلا تسمع ما يهذي به المحبون!..
مقتبس من كلام العلامة الأديب السوري : الشيخ علي الطنطاوي يرحمه الله
وهناك كلام ووصية جميلة له.

قصة طريفة للشيخ الطنطاوي

صحبنا في رحلتنا إلى الحجاز، دليل شيخ من أعراب نجد يقال له صلَبى ما رأيت أعرابياً مثله قوةَ جَنَان، وفصاحة لسان، وشدة بيان ولولا مكان النبرة البدوية لحسبته قد انصرف الساعة من سوق عكاظ، لبيان لهجته، وقوة عارضته، وكثرة ما يدور على لسانه من فصيح الكلام. وكان أبيّ النفس، أشمّ المعطس،

كريم الطباع، لكن فيه لوثة وجفاء من جفاء الأعراب، رافقنا أيام طويلة، فما شئنا خلة من خلال الخير إلا وجدناها فيه، فكان يواسينا إذا أصبنا، ويؤثرنا إذا أَضَقنا، ويدفع عنا إذا هوجمنا، ويفديّنا إذا تألمنا، على شجاعة نادرة، ونكتة حاضرة، وخفة روح، وسرعة جواب، قلنا له مرة:
– إن (صْلَبة) في عرب اليوم، كباهلة في عرب الأمس، قبيلة لئيمة يأنف الكرام من الانتساب إليها، وأنت فيما علمنا سيّد كريم من سادة كرام، وليس لك في هذه القبيلة نسب؟ فما لك تدعى صلبى. فضحك وقال:
– صدقتم والله، ما أنا من صلبة، ولا صلبة مني، وإني لكريم العم والخال ولكنّ هذا الاسم نكتة أنا مخبركم بها.
قلنا: هات. قال:
– كان أبواي لا يعيش لهما ولد، فلما ولدت خشيا عليّ فسمياني صْلَبى. قلنا: ائن سمياك صْلَبى عشت؟ قال:
إن عزرائيل أكرم من أن يقبض روح صْلَبى.
وسألناه مرة: هل أنت متزوج يا صْلَبى؟ قال:
– لقد كنت متزوجاً بشرّ امرأة تزوجها رجل، فما زلت أحسن إليها وتسيء إليّ، حتى ضقت باحتمالها ذرعاً فطلقتها ثلاثاً وثلاثين.
قلنا: إنها تبين منك بثلاث، فعلام الثلاثون؟
فقال على الفور: صدقة مني على الأزواج المساكين!
وطال بنا الطريق إلى تبوك، وملّ القوم، فجعلوا يسألونه عن تبوك، ويكثرون عليه، يتذمرون من بعدها، حتى إذا كثروا قال لهم:
ما لكم تلومونني على بعدها؟ والله لم أكن أنا الذي وضعها هناك. ولم يكن صْلَبي يعرف المدن، ولم يفارق الصحراء قط إلا إلى حاضرته تبوك (وتبوك لا تزيد عن خمسين بيتاً…) فلما بلغنا مشارف الشام أغريناه بالإبلاد ودخول المدينة، وجعلنا نصف إليه الشام، ونشوّقه فيأبى، وكنت صفّيه من القوم وخليله ونجيّه فجعلت أحاولوه وأداوره، وبذلت في ذلك الجهد فلم أصنع معه شيئاً لما استقر في نفسه من كراهية المدن وإساءة الظن بأهلها، وكان عربياً حراً، ومسلماً موحداً، لا يطيق أن يعيش يوماً تحت حكم (الروم) أو يرى مرة مظاهر الشرك…
فودعناه وتركناه.
وعدت إلى دمشق، فانغمست في الحياة، وغصت في حمايتها أكدّ للعيش، وأسعى للكسب، فنسيت صلَبى وصُحبته، وكدت أنسى الصحراء وأيامها، ومرّت على ذلك شهور… وكان أمس فإذا بي ألمح في باب الجابية وسط الزحمة الهائلة، وجهاً أعرفه فلحقت به أتبيّنه فإذا هو وجه صْلَبى، فصحت به:
– صْلَبى! قال: – لا صْلَبى ولا مْلَبى.
قلت: ولم ويحك؟ قال: أنا في طلبك منذ ثلاث ثم لا تأتي إليّ ولا تلقاني؟
فقلت له ضاحكاً: – وأي ثلاث وأي أربع؟ أتحسبها تبوك فيها أربعمائة نسمة؟ إنها دمشق يا صْلَبي، فيها أربعمائة ألف إنسان، فأين تلقاني بين أربعمائة ألف؟
قال: – صدقت والله.
قلت: هلم معي. فاستخرجته من هذه الزحمة الهائلة، وملت به إلى قهوة خالية، فجلسنا بها ودعوت له بالقهوة المرة والشاهي، فسرّ، وانطلق يحدثني قال:
– لمّا فارقتكم ورجعت وحيداً، أسير بجملي في هذه البادية الواسعة، جعلت نفسي تحدثني أن لو أجبت القوم ورأيت المدينة… فلما كان رمضان مرّ بنا بعض الحضريين فدعوني إلى صحبتهم لأرشدهم الطريق، ثم أغروني كما أغريتموني، وحاوروني كما حاورتموني حتى غلبوني على أمري ودخلوا بي دمشق، فما راعني والله يا ابن أخي إلا سيارة كبيرة كسيارتكم هذه، لكنها أهول وأضخم، لها نوافذ وفيها غرف، وقد خطوا لها خطين من حديد فهي تمشي عليهما، فأدخلوني إليها، فخشيت والله وأبيت، فأقسموا لي وطمأنوني، فدخلت ويدي على خنجري إن رأيت من أحد شيئا أكره وجأته به، وعيني على النافذة إن رابني من السيارة أمر قفزت إلى الطريق، وجلست، فما راعنا إلا رجل بثياب عجيبة قد انشق إزاره شقاً منكراً، ثم التف على فخذيه فبدا كأنما هو بسراويل من غير إزار، وعمد إلى ردائه فصف في صدره مرايا صغيره من النحاس، ما رأيت أعجب منها، فعلمت أنه مجنون وخفت أن يؤذينا، فوضعت كفي على قبضة الخنجر، فابتسم صاحبي وقال: هو الجابي. قلت: جابي ماذا، جبّ الله (…)!
قال: اسكت، إنه جابي (الترام) أعني هذه السيارة.
ثم مدّ يده بقرشين اثنين، أعطاه بها فتاتة ورق، فما رأيت والله صفقة أخسر منها، وعجبت من بلاهة هذا الرجل إذ يشتري بقرشين ورقتين لا تنفعان وجلست لا أنبس، فلم تكن إلا هنَيّة حتى جاء رجل كالأول له هيئة قِزْدية ألا أنه أجمل ثياباً، وأحسن بزّة، فأخذ هذه الأوراق فمزقها، فثارت ثائرتي، قلت: هذا والله الذل، فقّبح الله من يقيم على الذل والخسيفة، وقمت إليه فلبّبته وقلت له:
– يا اين الصانعة، أتعمد إلى شيء اشتريناه بأموالنا، ودفعنا به قروشنا فتمزقه، لأمزّقن عمرك.
وحسبت صاحبي سيدركه من الغصب لكرامته، والدفاع عن حقه مثل ما أدركني فإذا هو يضحك، ويضحك الناس ويعجبون من فعلي، لأن عمل هذا الرجل -فيما زعموا- تمزيق أوراق الناس التي اشتروها بأموالهم…
ولما نزلنا من هذه الآفة، قال لي صاحبي: هلّم إلى الحمام. فقلت: وما الحمام يا ابن أخي؟
قال: تغتسل وتلقي عنك وعثاء السفر.
قلت: إن كان هذا هو الحمام، فما لي فيه من مأرب، حسبي هذا النهر أغطس فيه فأغتسل وأتنظف.
قال: هيهات… إن الحمام لا يعدله شيء، أو ما سمعت أن الحمام نعيم الدنيا؟
قلت: لا والله ما سمعت. قال: إذن فاسمع ورَهْ.
وأخذني فأدخلني داراً قوراء في وسطها بركة عليها نوافير يتدفق منها الماء، فيذهب صعداً كأنه عمود من البلور ثم يتثنى ويتكسر ويهبط كأنه الألماس، له بريق يخطف الأبصار، صنعة ما حسبت أن يكون مثلها إلا في الجنان، وعلى أطراف الدار دكك كثيرة، مفروشة بالأسرة والمتكآت والزرابيّ كأنها خباء الأمير، فلم نكد نتوسطها حتى وقثب إلينا أهلوها وثبة رجل واحد، يصيحون علينا صياحاً غريباً، فأدركت أنها مكيدة مدبرة، وأنهم يريدون اغتيالي، فانتضيت خنجري وقلت: والله لا يدنو مني أحد إلا قطعت رقبته، فأحجموا وعجبوا ورعبوا، وغضب صاحبي وظنني أمزح، ومال عليّ يعاتبني عتاباً شديداً. فقلت له: ويحك أو ما تراهم قد أحاطوا بنا؟ قال:
إنهم يرحبون بنا ويسلمون علينا. فسكت ودخلت. وعادوا إلى حركتهم يضحكون من هذا المزاح، ويدورون حولنا بقباقيبهم العالية، ويجيئون ويذهبون، وأنا لا أدري ما هم صانعون حتى قادونا إلى دكة من هذه الدكك، وجاءوا ينزعون ثيابنا فتحققت أنها المكيدة، وأنهم سيسلبونني خنجري حتى يهون عليهم قتلي، فقد عجزوا أن يقاتلوني وبيدي الخنجر، فأبيت وهممت بالخروج ولكن صاحبي ألحّ عليّ وأقسم لي، فأجبت واستسلمت وإن روحي لتزهق حزناً على إني ذللت هذا الذل حتى أسلمتهم سَلَبي يسلبونني وأنا حي. ولو كنت في البادية لأريتهم كيف يكون القتال… حتى إذا تمّ أمر الله ولم يبق عليّ شيء، قلت: أما من مسلم؟ أما من عربي؟ أتكشف العورات في هذا البلد فلا يغار أحد، ولا يغضب إنسان؟
فهدّأ صاحبي من ثورتي وقال: أفتغتسل وأنت متزر؟ قلت: فكيف أتكشف بعد هذه الشيبة وتذهب عني في العرب فتكون فضيحتي إلى الأبد؟
قال: من أنبأك أنك ستتكشف؟ هلا انتظرت!
فانتظرت وسكت فإذا غلام من أغلمة الحمام، يأخذ بيده إزاراً فيحجبني به حتى أنزع أزراري وأتزرّ به، فحمدت الله على النجاة، وكان صاحبي قد تعرى فأخذ بيدي وأدخلني إلى باطن الحمام، فإذا غرف وسطها غرف، وساحات تفضي إلى ساحات، ومداخل ومخارج ملتفّة متلوية، يضّل فيها الخرّيت وهي مظلمة كأنها قبر قد انعقدت فوقها قباب وعقود، فيها قوارير من زجاج تضيء كأنها النجوم اللوامع، في السماء الداجية، وفي باطن الحمام أناس عري جالسون إلى قدور من الصخر فيها ماء، فتعوذت بالله من الشيطان الرجيم، وقلت هذه والله دار الشياطين وجعلت ألتمس آية الكرسي فلا أذكر منها شيئاً، فأيقنت أنها ستركبني الشياطين لما نسيت من آية الكرسي، وجعلت أبكي على شيبتي أن يختم لها هذه الخاتمة السيئة، وإني لكذلك، وإذا بالخبيث يعود إليّ يريد أن ينزع هذا الإزار الذي كسانيه، فصحت به: يا رجل، اتق الله، سلبتني ثيابي وسلاحي، وعدت تجردني وتعريني، الرحمة يا مسلمون، الشفقة أيها الناس! فوثب إليّ الناس، وأحدقوا بي، وجعلوا يضحكون، فقال صاحبي:
– ما هذا يا صْلَبى، لا تضحك الناس علينا، أعطه الإزار. قلت: وأبقى عرياناً؟ قال: لا، ستأخذ غيره، هذا كساء يفسد إذا مسه الماء، وإن للماء كساء آخر.
ونظرت فإذا عليه هيئة الناصح، وإذا هو يدفع إليّ إزاراً آخر، فاستبدلته به مكرهاً وتبعت صاحبي إلى مقصورة من هذه المقاصير، فجلسنا علا قدر من هذه القدور… وأنا أستجير بالله لا أدري ماذا يجري عليّ، فبينما أنا كذلك وإذا برجل عار، كأنه قفص عظام، له لحية كثة، وشكل مخيف وقد تأبط ليفاً غليظاً يا شرّ ما تأبط، وحمل ماعوناً كبيراً، يفور فوراناً، فاسترجعت وعلمت أنه السمّ وأنه سيتناثر منه لحمي، فقصد إليّ، فجعلت أفرّ منه وأتوثب من جانب إلى جانب وهو يلحقني ويعجب من فعلي، ويظن أني أداعبه، وصاحبي يضحك ويقسم لي أنه الصابون، وأنه لا ينظف شيء مثله.
قلت: ألا شيء من سدر! ألا قليل من أشنان؟
قال: والله ما أغشك، فجرب هذا إنه خير منه.
فاستجبت واستكنت، وأقبل الرجل يدلكني دلكاً شديداً وأنا أنظر هل تساقط لحمي، هل تناثر جلدي، فلا أجد إلا خيراً فأزمعت شكره لولا أني وجدته يتغفلني فيمد يده تحت الإزار إلى فخذي، فيدلكه ويقرصه، فقلت هذا ماجن خبيث، ولو ترك من شره أحد لتركني، ولصرفته عني شيبتي، وهممت بهشم أنفه وهتم أسنانه، ولحظ ذلك صاحبي فهمس في أذني أنه ينظفك وكذلك يصنع مع الناس كلهم، فلما انتهى وصب عليّ الماء، شعرت والله كأنما نشطت من عقال، وأحسست الزهو والخفة، فصحت فأنكرت صوتي فقلت: ما هذا، أينطق لساني مغنٍ من الجن؟ وأعدت الصيحة فازددت لصوتي إنكاراً. واستخفني الطرب، فجعلت أغني وأحدو، فقال صاحبي: لعلك استطبت صوتك؟
قلت: أي والله. قال: أفأدلك على باب القاضي؟
قلت: وما أصنع في باب القاضي؟ قال: ألا تعرف قصة جحا؟
قلت: لا والله، ما أعرف جحا ولا قصته.
قال: كان جحا عالماً نحريراً، وأستاذاً كبيراً، لكن كان فيه فضائل نادرة، وكان خفيف الروح، فدخل الحمام مرة فغنى فأعجبه صوته -وكان أقبح رجل صوتاً- وراقه حسنه، فخرج من فوره إلى القاضي، فسأله أن ينصبه مؤذناً وزعم أن له صوتاً لا يدخل أذناً إلاّ حمل صاحبها حملاً فوضعه في المسجد… فقال القاضي: اصعد المنارة فأذن نسمع.
فلما صعد فأذّن، لم يبق في المسجد رجل إلا فر هارباً. فقال له القاضي: أي صوت هذا، هذا الصوت الذي ذكره ربنا في الكتاب:
قال: أصلح الله القاضي، ما يمنعك أن تبني لي فوق المئذنة حماماً؟!..
ولمح الأعرابي صديقاً له من أعراب نجد، قد مرّ من أمام القهوة، فقطع عليّ الحديث وخرج مهرولاً يلحق به.

مصدر :معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com

ارجو ان ينال هذا الموضوع اعجابكم
مع تحيات زعيم العلمي

__________________

منقول

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الارشيف الدراسي

تقرير / بحث / مقال عن علي الطنطاوي للصف التاسع

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

علي الطنطاوي

بِـسمِ اللهِ الرَّحَمنِ الرَّحِيمِ

" وَيسأَلونَكَ عَـنْ الـرُّوحِ قُـل الـرُّوحُ مِـن أَمـرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُـم مِـنْ الـعِلمِ إِلا قَليلاً "

الآية رقم 85 سورة الإسراء
أهمية البحث :-
ترجع أهمية البحث في دراسة شخصية الكاتب الكبير علي طنطاوي والوقوف على كتابته الجميلة التي أثرت الأدب السعودي من ناحية الأدب العربي من ناحية أخرى بجانب كبير من الثقافة والأدب البارز في حياته ، رحم الله هذا الأديب .
هدف البحث :-
دراسة حياة وشخصية هذا الأديب والوقوف على جوانب القوة في حياته ودراسة حال الصحافة أثناء وفاته وآرائهم في هذا الأديب السعودي المشهور .
مصادر البحث :-
اعتمدت في كتابه البحث عن عدة كتب استعرتها من المكتبة ( ذكريات علي طنطاوي ) أربعة أجزاء وبعض المقالات الموجودة على الانترنت للوقوف على كتابات الصحف يوم وفاة هذا الأديب .
منهجية البحث :-
اتبعت في دراسة الأديب علي طنطاوي على الوصف والتحليل والنقل حيث تكلمت عن حياته وشخصيته ومؤلفاته وموته .
فرضيات الدراسة والتساؤلات :-
لقد حاولت في هذا البحث فرض عدة تساؤلات ومنها ما موقف الصحف اليومية من موت رجل أديب وشيخ كبير وداعية إسلامي كبير مثل الشيخ علي الطنطاوي وقد حاولت رسم صورة وأسلوب وحياة الشيخ ورأي بناته فيه والأدباء الكبار في شخصيته الأدبية ، نفع هذا الرجل الأمة الإسلامية بكتاباته الجميلة المليئة بالعبر والتحدي وأخذت أسأل نفسي كم في هذا العالم الفسيح نجد شخصًا ورعًا محبًا للإسلامي مثله رحم الله شيخنا .
المقدمة : –
إن الحمد لله نحمده ولا نجحده ونشكره ولا نكفره ونستعين به ونستنصره ونستهديه ونستغفره وصلاة وسلامًا على المبعوث رحمة للعالمين محمد e ورضوان الله على أصحابه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
لقد حاولت في هذا البحث رسم صورة الشيخ الكبير والعلامة الكبير الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله – من مولده وحياته وكتاباته وبناته وجانب من شخصيته العظيمة وتحدثت في البحث عن أقوال الصحف لحظة وفاته وتحدثت أيضا عن مؤلفاته وأشهر الصحف التي تعامل معها ، واختصرت على قدر ما أستطيع .
أطلب من الله عز وجل أن يجعل ذلك في ميزان حسناتي وينفعني به يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وصف الأديب :
كأنه قبضة من الشام عُجنت بنهري النيل والفرات، لوحتها شمس صحراء العرب، فانطلقت بإذن ربها نفساً عزيزة أبية، تنافح عن الدعوة وتذود عن حياض الدين.
ذلكم هو العلامة الكبير، الفقيه النجيب، والأديب الأريب الشيخ علي الطنطاوي الذي فقدته الأمة قبل فترة، لتنثلم بذلك ثلمة كبيرة، ضاعفت آلامنا وأدمت قلوبنا.ـ
كان الشيخ الطنطاوي قوة فكرية من قوى الأمة الإسلامية، ونبعا نهل منه طالبو العلم، والأدب في كل مكان، كان قلمه مسلطا كالسيف سيالاً كأعذب الأنهار وأصفاها، رائعة صورته، مشرقا بيانه، وفي ذلك يقول عن نف سه ((أنا من "جمعية المحاربين القدماء" هل سمعتم بها؟ كان لي سلاح أخوض به المعامع، وأطاعن به الفرسان، وسلاحي قلمي، حملته سنين طوالاً، أقابل به الرجال، وأقاتل به الأبطال، فأعود مرة ومعي غار النصر وأرجع مرة أمسح عن وجهي غبار الفشل. قلم إن أردته هدية نبت من شقه الزهر، وقطر منه العطر وإن أردته رزية حطمت به الصخر، وأحرقت به الحجر، قلم كان عذبا عند قوم، وعذاباً لقوم آخرين))
مولده :
ولد الشيخ علي الطنطاوي في مدينة دمشق في 23 جمادى الأولى 1327 هـ ((12 يونيو 1909 م)) من أسرة علم ودين، فأبوه الشيخ مصطفى الطنطاوي من أهل العلم، وجده الشيخ محمد الطنطاوي عالم كبير، وخاله الأستاذ محب الدين الخطيب الكاتب الإسلامي الكبير والصحافي الشهير.ـ
تفتح وعيه على قنابل الحلفاء تدك عاصمة الأمويين وفلول الأتراك تغادر المدينة وديار الشام مقفرة بعد أن عز الطعام وصارت أوقية السكر (200 غرام) بريال مجيدي كان يكفي قبل الحرب لوليمة كبيرة. وكان أول درس قاس تعلمه وعاشه تفكك الدولة العثمانية وتحول ولاياتها السابقة إلى دويلات. فسوريا أصبحت أربع دول: واحدة للدروز والثانية للعلويين، والثالثة في دمشق والرابعة في حلب.ـ
كان الفتى علي الطنطاوي وقتها مازال تلميذا في المدرسة لكن وعيه كان يسبق سنه، فعندما أعلن في مدرسته عن المشاركة في مسيرة لاستقبال المفوض السامي الجديد الجنرال ويفان الذي حل محل الجنرال غورو، رفض ذلك وألقى خطبة حماسية، قال فيها: ((إن الفرنسيين أعداء ديننا ووطننا ولا يجوز أن نخرج لاستقبال زعيمهم ))
لله درك يا فتى أدركت ما لم يدركه الكبار، فكيف تستقبل أمة عدوها الذي سلبها حريتها وكيف تنسى ما قاله قائد هذا العدو بعد معركة ميسلون ودخول الشام عندما زار الجنرال غورو قبر صلاح الدين وقال له: ها نحن عدنا يا صلاح الدين.. الآن انتهت الحروب الصليبية.ـ
تلك المعركة التي كانت نقطة تحول في وعي الفتى علي الطنطاوي، فقد خرج منها بدرس ممهور بدماء الشهداء واستقلال الأمة.. درس يقول إن الجماهير التي ليس عندها من أدوات الحرب إلا الحماسة لا تستطيع أن ترد جيشا غازيا. أصبح الاحتلال الفرنسي واقعا جديدا في سوريا، وغدا حلم الدولة المستقلة أثراً بعد عين، وكما حدث في كل بقاع العالم الإسلامي كان العلماء رأس الحربة قي مواجهة المحتل وتولى الشيخ بدر الدين الحسيني شيخ العلماء في مدن سوريا قيادة ثورة العلماء الذين جابوا البلاد يحرضون ضد المستعمر، فخرجت الثورة من غوطة دمشق وكانت المظاهرات تخرج من الجامع الأموي عقب صلاة الجمعة فيتصدى لها جنود الاحتلال بخراطيم المياه ثم بالرصاص، والشاب علي الطنطاوي في قلب من تلك الأحداث.ـ
في أحد الأيام كان على موعد لصلاة الجمعة في مسجد القصب في دمشق فقال له أصحابه: إن المسجد قد احتشد فيه جمهور من الموالين للفرنسيين واستعدوا له من أيام وأعدوا خطباءهم فرأينا أنهم لا يقوى لهم غيرك، فحاول الاعتذار فقطعوا عليه طريقه حين قالوا له إن هذا قرار الكتلة ((كان مقاومو الاحتلال ينضوون تحت لواء تنظيم يسمى الكتلة الوطنية وكان الطنطاوي عضوا فيها)) فذهب معهم وكان له صوت جهور، فقام على السّدة مما يلي ((باب العمارة)) ونادى: إليّ إليّ عباد الله، وكان نداء غير مألوف وقتها، ثم صار ذلك شعاراً له كلما خطب، فلما التفوا حوله بدأ ببيت شوقي:ـ
وإذا أتونا بالصفوف كثيرة جئنا بصف واحد لن يكسرا
وأشار إلى صفوفهم المرصوصة وسط المسجد، وإلى صف إخوانه القليل، ثم راح يتحدث على وترين لهما صدى في الناس هما الدين والاستقلال، فلاقت كلماته استحساناً في نفوس الحاضرين، وأفسدت على الآخرين أمرهم، وصرفت الناس عنهم. ولما خرج تبعه الجمهور وراءه، وكانت مظاهرة للوطن لا عليه.ـ
في 1928 دعاه خاله محب الدين الخطيب للقدوم إلى مصر وكان قد أصدر مجلة "الفتح" قبل ذلك بعامين فسافر علي الطنطاوي إلى مصر للدراسة في كلية دار العلوم، لكن المناخ الثقافي في مصر في ذلك الحين شده للانخراط في العمل الصحفي الذي كان يشهد معارك فكرية وسجلات أدبية حامية الوطيس حول أفكار التقدم والنهضة والإسلام والاستعمار وغيرها، وكان طبيعياً أن يأخذ الشاب علي الطنطاوي موقعه في صفوف الذائدين عن حياض الإسلام المناوئين للاستعمار وأذنابه، وظل الطنطاوي في موقعه لم يتراجع أو يتململ أو يشكو تكالب الأعداء أو قلة الإمكانيات فكان الفارس الذي لم يؤت من ثغره.ـ
لم يكمل دراسته في كلية دار العلوم وعاد إلى دمشق ليلتحق بكلية الحقوق التي تخرج فيها عام 1933، ثم عمل مدرساً في العراق، ولما عاد إلى دمشق عمل قاضياً شرعياً، عن علم ودراسة وتدرج في الوظائف التعليمية والقضائية حتى بلغ فيها مكانة عالية، ثم درّس في العراق سنة 1936 ورجع إلى بلده فلم يلبث أن انتقل إلى القضاء فكان القاضي الشرعي في دوما، ثم مازال يتدرج في مناصب القضاء حتى وصل إلى أعلى تلك المناصب، وكان قد ذهب إلى مصر لدراسة أوضاع المحاكم هناك.ـ
رحلته إلى المملكة العربية السعودية :
هاجر الأديب علي الطنطاوي إلى المملكة العربية السعودية 1963 م فعمل في التدريس في كلية اللغة العربية وكلية الشريعة في الرياض ثم انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة في مكة المكرمة ثم تفرغ للعمل في مجال الإعلام وقدم برنامجاً إذاعياً يومياً بعنوان "مسائل ومشكلات" وبرنامجاً تلفزيونياً أسبوعياً بعنوان "نور وهداية".ـ
وظل طوال تنقله بين عواصم العالم الإسلامي يحن إلى دمشق ويشده إليها شوق متجدد. وكتب في ذلك درراً أدبية يقول في إحداها:ـ
ـ((وأخيراً أيها المحسن المجهول، الذي رضي أن يزور دمشق عني، حين لم أقدر أن أزورها بنفسي، لم يبق لي عندك إلا حاجة واحدة، فلا تنصرف عني، بل أكمل معروفك، فصلّ الفجر في "جامع التوبة" ثم توجه شمالاً حتى تجد أمام "البحرة الدفاقة" زقاقاً ضيقاً جداً، حارة تسمى "المعمشة" فادخلها فسترى عن يمينك نهراً، أعني جدولاً عميقاً على جانبيه من الورود والزهر وبارع النبات ما تزدان منه حدائق القصور، وعلى كتفه ساقية عالية، اجعلها عن يمينك وامش في مدينة الأموات، وارع حرمة القبور فستدخل أجسادنا مثلها.ـ
دع البرحة الواسعة في وسطها وهذه الشجرة الضخمة ممتدة الفروع، سر إلى الأمام حتى يبقى بينك وبين جدار المقبرة الجنوبي نحو خمسين متراً، إنك سترى إلى يسارك قبرين متواضعين من الطين على أحدهما شاهد باسم الشيح أحمد الطنطاوي، هذا قبر جدي، فيه دفن أبي وإلى جنبه قبر أمي فأقرئهما مني السلام، واسأل الله الذي جمعهما في الحياة، وجمعهما في المقبرة، أن يجمعهما في الجنة، {رب اغفر لي ولوالدي} {رب ارحمهما كما ربياني صغيراً} رب ارحم بنتي واغفر لها، رب وللمسلمين والمسلمات ((
ويعد الشيخ علي الطنطاوي أحد رموز الدعوة الإسلامية الكبيرة في العالم الإسلامي وشخصية محببة ذائعة الصيت نالت حظاً واسعاً من الإعجاب والقبول، وله سجل مشرف في خدمة الإسلام والمسلمين.ـ
أسلوبه :
كان الأديب علي الطنطاوي يتمتع بأسلوب سهل جميل جذاب متفرد لا يكاد يشبهه فيه أحد، يمكن أن يوصف بأنه السهل الممتنع، فيه تظهر عباراته أنيقة مشرقة، فيها جمال ويسر، وهذا مكّنه أن يعرض أخطر القضايا والأفكار بأسلوب يطرب له المثقف، ويرتاح له العامي، ويفهمه من نال أيسر قسط من التعليم.ـ
اشتهر الشيخ الطنطاوي بسعة أفقه وكثرة تجواله وحضور ذهنه وذاكرته القوية ولذلك تجيء أحكامه متسمة بصفة الاعتدال بعيدة عن الطرفين المذمومين: الإفراط والتفريط.ـ
الصحف التي كتب فيها :
كتب الأديب علي الطنطاوي في صحف بلده في الشام، فاحتل مكانة مرموقة فيها، ثم أضحى من كبار الكتاب، يكتب في كبريات المجلات الأدبية والإسلامية مثل "الزهراء" و "الفتح" و "الرسالة" و "المسلمون" و "حضارة الإسلام" وغيرها، وكانت له زوايا يومية في عدد من الصحف الدمشقية.ـ
مجالات الكتابة :
من المجالات التي سبق إليها الكتابة في أدب الأطفال والمشاركة في تأليف الكتب المدرسية. وتحقيق بعض كتب التراث، وله جولات في عالم القصة فهو من أوائل كتابها.ـ
كانت مساجلاته تملأ الأوساط الفكرية والأدبية طولاً وعرضاً، وكان لا يكف عن إصدار رسائله التي يحذر فيها من مغبة الانخداع بالنحل الباطلة.ومن طريف ما تعرض له في إحدى مساجلاته ما يرويه عن نفسه ((كنا يوما أمام مكتبة "عرفة" فجاء رجل لا يعرفه فاندس بيننا وحشر نفسه فينا، وجعل يتكلم كلاما عجيبا، أدركنا منه أنه يدعو إلى نحلة من النحل الباطلة، فتناوشوه بالرد القاسي والسخرية الموجعة، فأشرت إليهم إشارة لم يدركها: أن دعوه لي، فكفوا عنه وجعلت أكلمه وأدور معه وألف به، حتى وصلت إلى إفهامه أني بدأت أقتنع بما يقول، ولكن مثل هذه الدعوة لا بد فيها من حجة أبلغ من الكلام، فاستبشر وقال: ما هي؟ فحركت الإبهام على السبابة، وتلك إشارة إلى النقود. قال: حاضر، وأخرج ليرتين ذهبيتين يوم كانت الليرة الذهبية شيئاً عظيماً. مد يده بالليرتين فأخذتهما أمام الحاضرين جميعاً، وانصرف الرجل بعد أن عرفنا اسمه، فما كاد يبتعد حتى انفجرت الصدور بالضحك، وأقبلوا عليّ مازحين، فمن قائل شاركنا يا أخي، وقائل: اعمل بها وليمة، أو نزهة في بستان، قلت سترون ما أنا صانع، وذهبت فكتبت رسالة، تكلمت فيها عن الملل والنحل والمذاهب الإلحادية، وجعلت عنوانها "سيف الإسلام" وكتبت على غلافها "طبعت بنفقة فلان" باسم الرجل الذي دفع الليرتين، وبلغني أنه كاد يجن ولم يدر ماذا يفعل، ولم يستطع أن ينكر أمراً يشهد عليه سبعة من أدباء البلد، وقد بلغني أن جماعته قد طردته بعد أن عاقبته ((
أسلوب كتابته :
كما كان الفقيد –يرحمه الله- داعية شجاعاً ثابتاً على مبدئه لا يلين، ولا يهادن، كما يقتحم الأهوال، وينازل الرجال، يلج عرين الآساد، وربما عرض نفسه –باختياره- لمخالب تمزق جلد التمساح، كل ذلك في سبيل إيمانه بفكرته الإسلامية، والتضحية من أجل إعلائها مهما كان الثمن.
أثره في حياة الناس والمجتمع :
وقد ترك الشيخ علي الطنطاوي أثراً كبيراً في الناس وساهم في حل مشكلاتهم عن طريق كتابته ورسائله وأحاديثه، وقد كان له دور طيب في صياغة قانون الأحوال الشخصية في سوريا، وهو واضع مشروع هذا القانون على أسس الشريعة الإسلامية، كما وضع قانون الإفتاء في مجلس الإفتاء الأعلى، وانتخب عضواً في المجمع العلمي العراقي في بغداد. وفي كل أعماله كان يبتغي الأجر من ربه ويسعى إلى واسع مغفرته، يقول: ينجيني قانون {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} إني والله أخشى ذنبي ولكني لا أيأس من رحمة ربي.. وآمل أن ينفعني إذا مت صلاة المؤمنين عليّ ودعاء من يحبني، فمن قرأ لي شيئاً أو استمع لي شيئاً فمكافأتي منه أن يدعو لي، ولدعوة واحدة من مؤمن صادق في ظهر الغيب خير من كل ما حصلت من مجد أدبي وشهرة ومنزلة وجاه.ـ
بناته:
رزق الشيخ الجليل خمساً من البنات، وقد كن لفقد إحداهن "بنان" –وقد قتلت اغتيالاً في مدينة "آخن" الألمانية مع زوجها عصام العطار- أكبر الأثر على نفسه ولكنه احتسب الله فيها وتمسك بالصبر والتسليم بقضاء الله، وقد كان لفضيلته أسلوبه المتميز في التربية ومعاملة البنات.ـ
تقول حفيدته عبادة العظم: نشأت وترعرعت في كنف جدي وأمي وأنا أعتقد –كما يظن ويعتقد كل طفل- أن كل الناس يتربون ويتوجهون في بيئة إن لم تماثل بيئتي فهي مشابهة لها، وكنت أسمع الناس يمتدحون جدي فلا أدرك من الحقيقة إلا أن الناس عرفوه لنه يحدثهم في الراديو والتلفزيون، فأحبوه، فامتدحوه، وكنت أنا مثلهم أحبه كثيراً، لما أراه منه، فلم أعر الأمر اهتماما.ـ
وما لبثت أن كبرت قليلا، واختلطت بالناس فبدأت أدرك شيئاً فشيئاً الفروق الجوهرية بين جدي مربيا وبين سائر المربين، وكنت كلما اجتمعت مع أقراني لمست التباين بين أسلوبه في التوجيه وبين أسلوب بقية الوالدين، وكنت كلما سمعت مشكلات الآباء في تربية الأبناء، أعترف لجدي بالتميز والإبداع في معالجة الأخطاء وتعديل الطباع، وساهمت خالاتي وأمي في تبصيري، وذلك بما كنّ يقصصنه عليّ من قصصهن مع جدي، وبما كن يكننّه له من الاحترام والشكر والتقدير، وبما كنّ يحملنه من إيمان عميق بالله، ومبادئ عظيمة تعلموها من شرع الله.ـ
فلم أكد أتفهم هذه الحقائق، وأتبين الأثر الكبير الذي أوجده جدي فينا، حتى شرعت بكتابة المواقف المهمة العالقة في ذاكرتي، إذ أحسست بأن هذه التوجيهات حري بها أن لا تبقى حبيسة معرفة بعض الناس الذين هم أحفاد الطنطاوي بل ينبغي أن تنشر ليطلع عليها الناس، لتكون لهم عوناً في تنشئة أبنائهم وبناتهم ولهذا أصدرت عنه كتابي.ـ
وعن كتابها "هكذا ربانا جدي علي الطنطاوي" تقول:ـ
لم اكن عند جدي عندما عرض الكتاب عليه لأول مرة. فقد حمله إليه زوج خالتي "نادر حتاحت" بصفته ناشر الكتاب، ولما قرأه جدي اتصل بي هاتفيا وقال: الكتاب جيد بل هو جيد جداً، وأسلوبه جميل. لكنه عقّب بقوله: ومن الصعب عليّ يا ابنتي أن أمتدح هذا الكتاب أو أدلي برأيي الصريح عنه، لأنه عني، وأخشى أن يظن الناس أني أفعل لأجل ذلك. ثم ختم كلامه بقوله: وأنا لست كما وصفت فأنت التي جملت الحوادث وصورتها بتلك الطريقة.ـ
وكان ذلك تواضعاً منه فأنا ما كتبت غير الحقيقة وما صورت إلا ما رأيته، وما قال ذلك جدي إلا تواضعاً.ـ
وعن رؤية الشيخ الطنطاوي للمرأة وخصوصاً أنه لم يرزق بالبنين تقول:ـ
جدي إنسان كأي إنسان آخر يحب أن يرزق البنين، فيحملون اسمه ويتعلمون مما علمه الله ويكونون خلفاء له وهو لم يتوقع أصلا ألا يولد له ذكر، فلما جاءته ابنته الأولى رضي بقضاء الله وسعد بها، بل أحبها وأخواتها –من بعد- حباً شديداً، وأولاهن من العناية والرعاية والاهتمام ما لم يوله أب آخر ممن أعرف أو سمعت عنهم.ـ
أما احترامه للمرأة فهو شيء معروف عنه، وكان في أحاديثه يدافع عن النساء ويذبّ عنهن، ويحذر الرجال من الظلم والتعدي، وكان يردد دائماً: أن الدرجة للرجل على المرأة درجة واحدة، وليست سلماً. حتى لقّبوه بناصر المرأة، وهو كذلك معنا فقد كان يؤثرنا أحياناً –نحن الحفيدات- على الأحفاد، وقد بذل لنا الكثير، وأكرمنا زيادة عنهم في بعض المواقف ولكن دون أن يشعروا حتى لا يتسبب ذلك في أذاهم.ـ
شخصية الشيخ علي الطنطاوي :
وحول شخصية الشيخ علي الطنطاوي وكيف جمع بين العلم والدين والأدب والحياة تقول: ساءلت نفسي هذا السؤال مرة، ثم وجدت الجواب في سيرة جدي، فقد مر بظروف قاهرة ومؤلمة، فعوذه الله بمجموعة من العطايا، أهلته إلى النجاح.ـ
كان يتيماً وحيداً بلا أب ولا أم ولا سند مادي أو معنوي، فأعطاه الله العقيدة السليمة، وقوة الشخصية، فكان بلسانه وقلمه سيفاً مسلولاً على أعداء الله ورسوله، فان يترصد الباطل ويقتله، ينازل الفسوق فيقهره، ويبارز الكفر والانحلال والمجون فيغلبهم جميعاً، وكان صدّاعاً بالحق، لا يسكت عن إنكار منكر، ولا تمنعه منه هيبة ذي سلطان، جريئاً لا يهاب أحداً ولا يخشى إلا الله، متمرداً على العادات والتقاليد المخالفة للإسلام، فرفع الله بعمله هذا ذكره بين الناس.ـ
وكان محباً للعزلة والانفراد فأعطاه الله حب العلم، والشغف بالقراءة والاطلاع، ورزقه الذكاء والذاكرة العجيبة، وسرعة الاستيعاب فلم تكن إلا سنون حتى جمع علماً غزيراً متنوعاً، فهو أديب، ولغوي فقيه، وعالم نفس، وهو قارئ نشيط في الطب والفلك، فسهل الله له بعلمه الطريق إلى عقول الناس.ـ
وكان هيّاباً للاجتماع بالناس، فأعطاه الله القدرة على مخاطبتهم من بعيد، أي عن طريق وسائل الإعلام على اختلاف مشاربهم، وأعطاه روح الفكاهة، وحلاوة الأسلوب، والابتكار في العرض، والقدرة على الإقناع، والمرونة في الإفتاء فوصل إلى قلوب الكثيرين.ـ
وتقول أمان علي الطنطاوي ترثي والدها الفقيد:ـ
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا عليك يا أبتاه لمحزونون، أبتاه أنت شمس حياتنا ونور أيامنا.. أبتاه يعز علينا الفراق، ويحز في النفس غياب صوتك ووجهك، لكنك في القلب أنت في العقل أنت.. أبتاه يا نبض أيامي، أبتاه ملهم أفكاري.. أبتاه يا أحب وأغلى الناس، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته. عن مجموع محبيك يدعون لك بالرحمة والمغفرة وأن يسكنك فسيح جناته ويجعل قبرك روضة من رياض الجنة، ويجمعنا معك في جنة الخلد. أبتاه ها قد لحقت ببنان التي حزنت عليها دوماً ولم تذكر اسمها إلا هذا العام ولم تلح في طلبها إلا وأنت مريض بالإشارة، أشرت بإصبعك الثاني قلت لك: بنان، هززت رأسك، يا أحب الناس ها قد التقيت ببنان. جعلك الله وإياها من أهل الجنة.ـ
يقول الشيخ مجاهد محمد الصواف الذي رافق الشيخ علي الطنطاوي منذ كان في العاشرة من عمره: من أبرز سماته –رحمه الله- هدوء الشيخ وفهمه لما يجري في العالم وارتباطه العميق بالدعوة إلى الله والتزامه في ذلك بالقرآن والسنة مما مكنه من طرح موضوعاته وما يهدف إليه من نشر التوعية والدعوة بشكل يقبله الناس. وكان كاتباً رائعاً إذا أمسك القلم وإذا أراد أن يبكي أبكى، وإذا أراد أن يضحك أضحك فيجمع في أسلوبه الدعوي كل أساليب التربية، فكان يجيب عن أطنان من الرسائل ولم يكن يتحرج في الإجابة عن أي سؤال يطرح في مجتمعنا، واستطاع بحكمته ووسطيته وأسلوبه الرائع في طرح القضايا والمشكلات أن يكسب القبول من الناس جميعاً.ـ

أسلوب مميز:
وقال الدكتور حسن محمد سفر أستاذ نظم الحكم الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز بجدة: بفقدان العلامة الشيخ علي الطنطاوي، فقد العالم الإسلامي علماً من أعلام الفكر والثقافة الإسلامية وكان رحمه الله يطل على المسلمين من الشاشة أسلوب مبسط يبين فيه أحكام الإسلام ووجهة نظر المجتهدين من علماء الشريعة فيما يتعلق بالمسائل والأحكام والفتاوى وكان هذا الأسلوب الشيق مميزاً يضيف إليه سماحته من الطرف والقصص ما يربط به الموضوع فتستخلص منه العبر والعظات، وقد كان هذا الأسلوب محبباً لدى الشباب، فرحم الله هذه الثلة المباركة من علماء الإسلام وعوضنا في سماحته كل خير وحفظ الله علماءنا ليؤدوا الرسالة التي أنيطت بهم والحمد لله على كل حال.ـ
العالم موسوعة:
الشيخ محمد فيصل السباعي مدير إدارة النشر بجامعة أم القرى وأحد المقربين من الشيخ الطنطاوي يقول: لقد رافقت الشيخ علي الطنطاوي في كثير من الفترات عرفت فيها حماسه وغيرته على الإسلام وعرفت فيه رمزاً من رموز العلم والتعليم، عرفته رحمه الله قرابة نصف قرن، وكان عالماً عاملاً كثير التواضع للجميع وبخاصة في مجال الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وكان رحمه الله موسوعة متنقلة وإنا لنشهد له بالخير والصلاح ولا نزكيه على ربه ونسأل الله تعالى أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء والمثوبة ويعوض العالم الإسلامي بفقده ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان وأن يسكنه فسيح جناته.ـ
بعض مؤلفات العالم الموسوعة رحمه الله:
· ذكريات ( 1- 8 )
· فتاوى
· تعريف عام بدين الإسلام
· أبو بكر الصديق
· أخبار عمر وأخبار عبد الله بن عمر
· الجامع الأموي في دمشق
· هتاف المجد
· في سبيل الإصلاح
· دمشق (صور من جمالها، وعبر من نضالها)
· فكر ومباحث
· بغداد (مشاهدات وذكريات)
· فصول إسلامية
· مقالات في كلمات
· في إندونيسيا (صور من الشرق)
· من نفحات الحرم
· صيد الخاطر للإمام بن الجوزي، تحقيق الطنطاويين
· حكايات من التاريخ (جابر عثرات الكرام، المجرم ومدير الشرطة، التاجر والقائد، قصة الأخوين، وزارة بعنقود عنب، ابن الوزير)
· أعلام التاريخ (عبد الرحمن بن عوف، عبد الله بن المبارك، القاضي شريك، الإمام النووي، أحمد بن عرفان الشهيد)
· قصة حياة عمر
· من شوارد الشواهد
· القضاء في الإسلام
· يا بنتي ويا ابني
· ارحموا الشباب
· طريق الجنة وطريق النار
· صلاة ركعتين
· قصتنا مع اليهود
· طريق الدعوة إلى الإسلام
· موقفنا من الحضارة الغربية
· تعريف موجز بدين الإسلام
· المثل الأعلى للشاب المسلم
وله مئات من البحوث والمقالات في عشرات من الصحف والمجلات.
أمثلة من مؤلفاته:
قصص من الحياة
يحتوي الكتاب على ثمانية وعشرين قصة واقعية. وكما يذكر الشيخ رحمه الله في خاتمة كتابه، أن القصص قد لا تكون كلها حقيقية، إلا أنها واقعية، وشبيهاتها تحدث في بلادنا الإسلامية كل يوم.
– قصص من التاريخ
يحتوي الكتاب على ثلاثة وعشرين صورة جميلة من التاريخ.
– رجال من التاريخ
يعرض الكتاب حياة 46 شخصية تاريخية بصورة أدبية رائعة.
– من حديث النفس
يحتوي الكتاب على خواطر منوعة.
– صور وخواطر
يحتوي الكتاب على خواطر منوعة.
– مع الناس
يحتوي الكتاب على خواطر منوعة.
– من غزل الفقهاء
يعرض هذا الكتيّب أمثلة من شعر الغزل لدى الفقهاء

الخاتمة
وفي النهاية أطلب من الله سبحانه وتعالى أن أكون قد وفقت في الحديث عن العلامة الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله وجعله في الفردوس الأعلى فهذا ما حاولت توصيله إليكم فإن كان فيه نقص فالكمال من الله عز وجل فأطلب من الله العلي العظيم أن يجعله في ميزان حسناتي ، وأخيرًا يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ليس شدة السلطان قتلاً بالسيف ولا ضربًا بالسوط ولكن قضاء بالحق وأخذًا بالعدل "
{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المراجع
1- علي الطنطاوي ، ذكريات ( الجزاء الأول ) ط1 ، دار المنارة للنشر جدة 1405هـ ، 1985م .
2- علي الطنطاوي ، ذكريات ( الجزاء الثاني) ط1 ، دار المنارة للنشر جدة 1405هـ ، 1985م .
3- علي الطنطاوي ، ذكريات ( الجزاء الثالث ) ط1 ، دار المنارة للنشر
جدة 1405هـ ، 1985م .
4- علي الطنطاوي ، ذكريات ( الجزاء الرابع ) ط1 ، دار المنارة للنشر جدة 1405هـ ، 1985م .
5- مقالات متنوعة من مواقع على الانترنت .
6- أقوال الصحف والمجلات يوم وفاته ( الانترنت )

إعداد أ. أحمد مراد علام

م/ن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده