- طباعة.doc (138.5 كيلوبايت, 4265 مشاهدات)
كان صلى الله عليه وسلم يفرح بأطفـال المسلمين، ويهنيء بميلادهم، ويباركهم، ويسعد إذ يأتونه بهم يُحنـكهم، ويسميهم ، ويبين للمسلمين كيف يستقبـلون أبناءهم ، ويحثهم على الفرحة بهم ، والابتهاج بمقدمهم ، ويدعوهم للعقيقة عنهم يوم سابعهم ، ويشهد هذه الولائم تنويهاً بها، وإعلاءً لشأنها وللمناسبة التي أقيمت من أجلها .
فعن أسماء بنت أبى بكر رضي الله عنها أنها حملت بعبد الله بن الزبير -بمكة-، قالت: ( فخرجت وأنا متم- أي في آخر أيام الحمل – فأتيت المدينة، فنزلت بقباء، فولدته بقباء، ثم أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره، ثم دعا بتمرة، فمضغها، ثم تفل في فيه، فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حنكه بتمرة، ثم دعا له وبرّك عليه، وكان أول مولود ولد في الإسلام ) متفق عليه.
والأخبار عن فعله عليه الصلاة والسـلام ذلك بغير عبد الله بن الزبير لا تقف عند حصر .
وكأني بأصحابه رضوان الله عليهم قـد عرفوا حبّه عليه الصلاة والسـلام لذلك وسعادته به ، فكانوا يحرصون عليه ، ويهتمون به ، بل وجدوا في ذلك خيراً لأبنائهم ، وبركة عليهم ، يشهد لذلك ما ثبت عن أنس رضي الله عنه قال : ولدت أم سُليم – زوج أبي طلحة ، وأم أنس- غلاماً ، فقال أبو طلحة : ( احفظيه – أي لا يتناول شيئاً – ، حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ) . قال أنس : وأرسلت أم سليم مع الصبي بتمرات ، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( أمعه شيء؟ قالوا : نعم . تمرات ، فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم فمضغها ثم أخذ من فيه فجعلها في فم الصبي وحنّكه به ، وسماه عبد الله ) متفق عليه .
وقال أبو موسى : ( ولد لي غلام فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم به فسماه إبراهيم ، وحنـكه بتمرة ، ودعـا له بالبركة ، ودفعه إليّ ، وكان إبراهيـم هذا أكبر ولد أبي موسى الأشعري ) متفق عليه .
وكان ذلك مألوفاً معروفاً عند المسلمين فعن عائشة رضي الله عنها : ( أن رسـول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بالصبيان فيبرّك عليهم ، ويحنّكهم ) رواه مسلم .
ومن مظاهر هذه الأبوة الحانية تلطفه صلى الله عليه وسلم بالصغار ومداعبته لهم، فلم يقف برُّه صلى الله عليه وسلم عند حد تحنيـكه أطفال المسلمين ، وتبريكهم ، وتسميتهم ، بل كان يداعبهم ، ويلاطفهم ، ويدخل السرور عليهم ، فقد روى البخاري عن أم خالد بنت خالد بن سعيد أنها قالت: أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي ، وعليّ قميص أصفر ، فقال رسول الله: ( سنه سنه – هو بالحبشية حسنة – ، قالت : فذهبت ألعب بخاتم النبوة ، فزبرني أبي من ذلك – أي نهرني وزجرني ، ومنعني – ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعها ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبلي وأخلقي ، ثم أبلى وأخلقي ، ثم أبلي وأخلقي ) ، قال عبد الله بن المبارك راوي الحديث : فَبَقِيَتْ حتى ذكر من بقائها . والمعنى: أبلي وأخلقي كثيراً ، أي أنك ستعيشين حتى تستهلكي الكثير الكثير من الثياب ، فهو دعاء لها بطول العمر ، فبقيت حتى طال عمرها وذكرها الناس بذلك.
أما أبوته لأولاده وأحفاده ، فلا شك أنها كانت أبلغ وأكمل – فسنة الخلقة وطبيعة الفطرة أن يكون حب الإنسان لمن هم من صلبه وذويه أقوى من حبه لسواهم ، مهما بلغ في حبه ورقته – وهذا مما جبل عليه الإنسان .
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم عدم التفرقة بين البنين والبنات ، وإعطاء البنات من المحبة والتقدير حقهن كاملاً ، في وقت كانت البيـئة الجاهلية الجافية ، في حاجة إلى من يلقنـها هذا الدرس عمليّاً وسلوكياً ، قبل أن يلقنه لها نظريّاً . ووجد في تلك البيـئة من تحجرت عاطفته ، وجف نبع الحنان في قلبه ، وانتكست فطرته ، حتى دفن ابنته حية في التراب . { وإذا بُشر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهة مسودَّاً وهو كظيم . يتوارى من القوم من سوء ما بُشّر به أيُمسكه على هُوْنٍ أم يَدُسُّه في التراب ألا ساء ما يحكمون } (سورة النحل: 58-59).
لقد حمل صلى الله عليه وسلم أُمامة بنت أبي العاص ، على كتفه أثناء الصلاة ، فإذا سجد وضعها ، وإذا قام رفعها.
وكان صلى الله عليه وسلم يدلل زينـب بنت أم سلمة ، وكانت طفلة في حِجر أمها، ويقول لها : ( يا زناب ) .
وأجار أبا العاص حين أجارته ابنته زينب ، ومن قبل ردّ لها قلادتها، وفك لها أسيرها حين أُسر أبو العاص في بدر، وأرسلت زينب تفتديه بقلادتها .
وحبه صلى الله عليه وسلم لفاطمة ، وهي رابعة البنات بعد زينب و أم كلثوم و رقيـة ، لا يحتاج إلى بيان أو تأكيد.
ولم يحجب تلك الأبوة أو يشغلها ، ما كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم من جهاد وبعث سرايا ، ووفود ، ورسل وتعليم ، وتبليغ .
يأتيه الوفد فيعجب سيدهم – الأقرع بن حابس التميمي – من مداعبته صلى الله عليه وسلم الحسن وتقبيله، فيقول مستغرباً: إنّ لي عشرة من الصبيان ما قبلت واحداً منهم.
وأخبار أبوته الحانية ، ورقته صلى الله عليه وسلم ورحمته بالأولاد كثيرة ، منها ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال : ( ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إبراهيم ابنه مسترضعاً في عوالي المدينة ، وكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت، فيأخذه ، فيقبله ، ثم يرجع ) .
ومنها ما جاء عن عائشة رضي الله عنها قالت : عثر أسامة بعتبة الباب ، فشج في وجهه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أميطي عنه الأذى ، فتقذرته ، فجعل يمص عنه الدم ، ويمجه عن وجهه، ثم قال : لو كان أسامة جارية لحليته ، وكسـوته حتى أنفِّقه ) رواه ابن ماجه وصححه الحافظ العراقي .
والأخبار غير ذلك كثيرة، فمنها حمل الحسن و الحسين ، ونزوله من على المنبر من أجل أحدهما، وإطالة السجود لركـوب الحسن على ظهره ، والتردد على بيـت فاطمة لتعهـدهما، والاستمتاع بمرآهما وشمهما ، وكذا ما كان منه تجاه ابنه إبراهيم ، من فرح بميلاده، وحُب له في حياته ، وحُزن عليه عند مماته.
هذا هو خاتم الأنبياء، ورسول الله إلى العالمين، يحمل تلك العاطفة الأبوية العظيمة، فهل يدرك المسلمون تلك العظمة، فيقتدون به ويسيرون على نهجه، ويبلغون رسالته، فتعم الرحمة، وينتشر الخير، ويسعد الناس.
بلييييييييييييييييييييييييز
ص 70 : أقرأ وأتدبر :
– الأسباب الإستراتيجية : موقعها وقربها من مكة – لأن فيها ثاني أكبر قبيلة بعد قريش .
– الأسباب الاقتصادية : خصوبة أرضها وتنوع محاصيلها .
– الأسباب البشرية : فيها ثاني قبيلة حجماً بعد قريش (ثقيف) ولها قيمتها بين القبائل في المنطقة
وفيها أقارب للنبي صلى الله عليه وسلم فيها وعلاقات قوية مع قريش .
: أدلل :
بعد صدّ قريش له وتكذيبه صلى الله عليه وسلم توجّه إلى الطائف لتكون مركزاً للدعوة
ولدعوة أهلها للإسلام دون أنْ ييأس .
ص 71 : أقرأ وأناقش :
– لأنه صلى الله عليه وسلم لمْ يعدْ بني عامر بما طلبوا بل أفهمهم أنّ الأمر كله لله منْ قبل ومنْ
بعد .
– كي لا يظنوا أنه يطلب الأمر لنفسه صلى الله عليه وسلم .
ص 71 : أقرأ :
1- هيمنة الأفكار القبلية بين سكان المدينة .
2- وجود الصراعات والمشاحنات بين قبائل المدينة وخاصة بين الأوس والخزرج .
3- كثرة اليهود بين سكان المدينة وأثرهم مادياً ومعنوياً .
4- دخول فئة جديدة غريبة عنْ مجتمع المدينة وهم المهاجرون .
ص 72 : 1 :
– سرعة اندماج المهاجرين في مجتمع المدينة وتوحيد صفهم وشعورهم وإحلال المحبة والأخوة مكان الاقتتال
وإرساء مبدأ التكافل والتعاون والإيثار بينهم .
ص 72 : أناقش :
– المسلمون الأنصار من الأوس والخزرج – المشركون الذين لم يؤمنوا – اليهود .
– تفكك المجتمع وعدم تجانس لاختلاف المعتقدات والمصالح .
– حدد صلى الله عليه وسلم أولاً مفهوم الأمة بهذه الوثيقة وجعل حكم النزاعات لله و رسوله
( الإسلام) وركز فيها على حرية العقيدة للجميع وجعل المسؤولية جماعية .
ص74 : أذكر : – قصته صلى الله عليه وسلم نفسه مع اليهودي صاحب الدَّين مع عمر رضي الله عنه.
ص 75: أقرأ و أناقش :
– إثارة الفتنة بين المهاجرين والأنصار ( كما حدث في حادثة الإفك ) .
– إنه صلى الله عليه وسلم لمْ يأخذ برأي عمر رضي الله عنه بقتل عبد الله بن أبي ، ثم أمرَ
بتحرك الجيش كي لا يخوضوا بالحديث عن الأمرومواصلة المسير ليل نهار فأصابهم التعب
وناموا فخمدت الفتنة .
– حدوث الفتنة في المدينة وتوسعها لتحرك وتعاطف قوم ابن سلول معه إضافة إلى توجيه أصبح
الاتهام له صلى الله عليه وسلم من المسلمين والمنافقين والمشركين بأنه يقتل أصحابه.
ص 75 : الموازنة بين المرونة والحزم في التعامل مع الناس:
– عندما جاءه اليهودي صاحب الدَّين ولمْ يحلّ أجله فشدّ النبي صلى الله عليه وسلم منْ ردائه
وقال له : ( أنتمْ يا بني عبد المطلب أناس مطل ..) فقام عمر وأراد قتل اليهودي لكن النبيّ نهاه
وقال له حسبك يا عمر كان أحوج أنْ تسده دينه وتنصحني بالوفاء .. ) فتعجب اليهودي وأسلم .
– كان في البداية موقفه صلى الله عليه وسلم سليماً يقوم على التعايش السلمي وحرية العقيدة
ولكن بعد أنْ انتهكوا العهود مراراً وأرادوا الكيد للنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين كان
قرار قتالهم أسرع .
ص 76 : أعلل :
– لأن قريشاً أخرجت المسلمين منْ ديارهم و أموالهم بغير حق فأصبح للمسلمين الحقّ
باستردادها ولو بالقوة وكان لقريش أيضاً البدء بالاعتداءات والهجوم على المسلمين في المدينة .
ص 78 : أناقش :
# المرونة
– استجابته صلى الله عليه وسلم للصلح .
– الموافقة على إسقاط بعض الجمل .
– الموافقة على تأجيل دخول المسلمين مكة إلى العام التالي.
– قبوله شرط ردّ مسلم قريش وعدم رد مسلم المدينة من قريش
الثوابت والأصول
– إصراره صلى الله عليه وسلم على بدء الوثيقة باسم الله .
– إصراره صلى الله عليه وسلم على نبوته شفوياً وإن لم تكتب.
– إصراره صلى الله عليه وسلم على دخول مكة والطواف.
– تأكيده صلى الله عليه وسلم أنه نبي الله وقريش تقرّ ذلك ولكنها تعاند وتكذب.
# تأكيده صلى الله عليه وسلم أنه نبيٌ الله وقريش تقر بذلك لكنها تعاند وتكذب وتكفر فلم يفوِّتها صلى
الله عليه وسلم لسهيل بل ردّ عليه شفوياً مع القسم .
ص 79 : – لأنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أراد جاهداً رفع راية الإسلام وتحقيق مبدأ العبودية لله
وحده , أما سهيلاً فكان يريد إرضاء كبريائه أمام قبيلته والخوف من كلام القبائل عنهم أنّ
قريشاً خضعت لضغوطات المسلمين بعد قوتهم .
ص 80 : الأنشطة التقويمية :
* النشاط الأول : لأنه جعل صلى الله عليه وسلم بحكمته للمسلمين القوة والهيبة ومن حنكته صلى الله
عليه وسلم أنه قدّم السلمَ والدعوة إليه على الحرب فقد أرسل لهم أبا سفيان رضي الله عنه
مؤمِّناً لهم ومقراً بحِرمة المسجد الحرام
(منْ دخلَ المسجد الحرام فهو آمن ومنْ دخل داره فهو آمن ومنْ دخل دار أبي سفيان فهو آمن ) .
* النشاط الثاني : بناء المسجد – خصّهم بمؤسسة خاصة لهم – اختيارهمْ منْ كبار الصحابة الذين
يجيدون القراءة والكتابة .
* النشاط الثالث: نعمْ إنه رجل سياسة ذكي ومحنك لأنه خطط لبناء دولته الجديدة الإسلامية فدرس
المراحل والعوائق التي تواجهه فعالجها واهتم ببناء الدولة داخلياً ثم خارجياً وسياسته الثابتة
القائمة على الحوار والسِلم والعدل والأخوة والشدة تحقق له ما أراد بمشيئة الله .
* النشاط الرابع : خوفاً منْ كلام القبائل عنها باهتزاز مكانتها وضعفها وإرغامها على ذلك من
المسلمين .
* النشاط الخامس: 1- الصبر على الشدائد .
2- المثابرة وعدم اليأس .
3- المحافظة على الثوابت في منهجه صلى الله عليه وسلم( العدل – المساواة-
الأخوة – العفو …) .
4- الحنكة وحسن معالجة الأمور والمواقف .
5- الليونة لنفسه والشدة لله .
6- الرحمة بالناس والشدة لأعداء الله .
* النشاط السادس : كان صلى الله عليه وسلم ُيرسل الرسل إلى القبائل والدول المجاورة كالروم
والفرس يدعوهم إلى الإسلام أولاً ثم السلام (البقاء على دينهم مع الجزية).
* النشاط السابع : – أراد صلى الله عليه وسلم مركزاً للمسلمين منْ كل صوب بأن يكون مكان عبادة
وتعليم وقضاء و مدونة اجتماعياً يلتقي فيه المسلمون دون فوارق بينهم .
دور ديني تعبدي – دور اجتماعي لالتقاء المسلمين – دور عسكري ( التخطيط ودعوات
لحرب) – دور قضائي( الفصل بين المسلمين وغيرهم)- دور تعليمي ( كمدرسة للمسلمين )
– دور تشريعي ( لمستجدات الأمور والشورى) .
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
منقوووول