الموضوع:
الدستور: هو مجموعة من القواعد مكتوبة وغير المكتوبة التي تحدد مصادر وأهداف وصلاحيات وحدود السلطة السياسية. أو هو مجموعة القواعد القانونية التي تحدد شكل الدولة والحكومة وتنظم السلطات المختلفة فيها والعلاقات بينها مع بيان حقوق الأفراد وواجباتهم. ومن غير المعقول أن توجد سلطة تشريعية من دون جهاز يقود عملها التشريعي ويمثلها أمام السلطات الأخرى في داخل البلد أو أمام الدول والمنظمات الأجنبية ، وأجهزة السلطة التشريعية هذه هي رئاسة هذه السلطة ولجانها الثابتة والمؤقتة.
كتاب نظام الحكم والإدارة في الإمارات العربية المتحدة، لمؤلفه الدكتور عبد الرحيم عبد اللطيف الشاهين المحاضر في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الإمارات هو أحد المؤلفات الرئيسة حول نظام الحكم والإدارة في دولة الإمارات.
وقد اتبع فيه الباحث المنهج التاريخي في جزء هام من الكتاب، حيث احتوى الفصل الأول على عرض تاريخي، تتبع فيه المؤلف التطور التاريخي والسياسي لدولة الإمارات منذ الاستعمار البريطاني للخليج العربي وحتى قيام الاتحاد السباعي لدولة الإمارات.
أما في فصول الكتاب الأخرى، فقد اتبع المؤلف منهجية تحليلية، من خلال عرض الأشكال والأنماط والأساليب والهياكل الإدارية، ونظم الحكم في الدولة والدستور والقوانين.
وفي الفصل الثاني من الكتاب، تحدث فيه المؤلف عن التنظيم الدستوري في الإمارات. فيقول المؤلف: خصائص الدستور الإماراتي أنه دستور مدون وذو طبيعة جامدة، ووضع بطريقة المنحة.
كما أن المجلس الأعلى للاتحاد هو من يملك فقط حق اقتراح التعديل، واشترط أغلبية لذلك. أما اقتراح تعديل القوانين الاتحادية فهو اختصاص مجلس الوزراء الاتحادي. ويلاحظ أن سلطة المجلس الوطني الاتحادي في إقرار التعديل الدستوري أو إصدار القوانين الاتحادية تقف عند حدود العمل الاستشاري غير الملزم.
وعن الشكل السياسي لدولة الإمارات، فيبدي الشاهين الملاحظات التالية:
1- دستور الإمارات لا يقسم السلطات إلى تنفيذية وتشريعية وقضائية، وإنما له تقسيم مختلف حيث أقر خمس هيئات تمارس السلطات السابقة.
2- لم ينص الدستور على نوع وشكل الاتحاد.
وتتحدد معالم النظام الاتحادي، في مظاهر الوحدة في المجال الدولي، إذ تتمتع الإمارات بالشخصية الدولية، وشعب الإمارات شعب واحد ولمواطني الاتحاد جنسية واحدة، وللاتحاد علمه وشعاره ونشيده الوطني.
ومع ذلك، فيستدل المؤلف على تغلب المظاهر الاستقلالية على المظاهر الوحدوية، من خلال ما يلي:
1- وزع الدستور الاختصاصات بين نطاق الاتحاد ونطاق الإمارة؛ وبهذا أصبح اختصاص الإمارات هو الأصل واختصاص الاتحاد هو الاستثناء.
2- المجلس الأعلى هو رأس السلطة التنفيذية الاتحادية، ولا تتولى هذه السلطة إلا تنفيذ القوانين الاتحادية.
3- يقوم تنظيم السلطة القضائية للاتحاد على أساس إنشاء محكمة اتحادية عليا، وجعل انضمام الهيئة القضائية لأية إمارة إلى السلطة القضائية الاتحادية أمرا جوازيا متروكا لحرية واختيار الإمارة.
ويؤكد فقهاء القانون، أن دولة الإمارات عبارة عن اتحاد مركزي أو دستوري، أي أن للكيانات المتحدة رئيس واحد، يتولى الاتحاد برعاية الشؤون الخارجية جميعها، والشؤون الداخلية ينظم الاتحاد بعضها. ويرى البعض أن النظام الاتحادي في الإمارات هو اتحاد فدرالي بدون نظام نيابي، أي أن أساسه التوفيق بين اختصاصات الأسر الحاكمة وبين اختصاصات دولة عصرية فدرالية.
وبالاستعراض التفصيلي لدستور الإمارات، يلاحظ أن:
– دستور الإمارات يمثل تعاهدا بين حكام الإمارات السبع.
– الوضع المتميز لإماراتي أبو ظبي ودبي يجعل باقي الإمارات ليست على مستوى التمثيل المتكافئ.
– يعتبر النظام القبلي قوة طاردة للسلطة السياسية في الدولة الحديثة ويدفع لعدم قبول أي سلطة تتجه نحو تقييد حريته.
وفي الفصل الثالث من الكتاب، الذي جاء بعنوان تنظيم السلطات الاتحادية العامة في الإمارات العربية المتحدة.
أولا: المجلس الأعلى للاتحاد.
ويعتبر أعلى سلطة في الإمارات، ويتألف من حكام الإمارات السبع الذين يحتفظون بكل السلطات المهمة. ومن الاختصاصات التشريعية للمجلس: حق الاعتراض أو الموافقة أو التصديق على القوانين الاتحادية. أما الاختصاصات التنفيذية للمجلس، هي: رسم السياسة العامة للاتحاد الموكولة له بموجب الدستور، انتخاب رئيس الاتحاد ونائبه.
ويجوز للإمارات الأعضاء في الاتحاد عقد اتفاقيات إدارية محدودة ذات طبيعة إدارية محلية مع الدول والأقطار المجاورة، بشرط إخطار المجلس الأعلى للاتحاد مسبقا، وإذا رفض المجلس على تلك الاتفاقيات فيرفع الأمر إلى المحكمة الاتحادية للبت في الأمر.
ومن اختصاصات المجلس الأعلى للاتحاد:
– إعلان الحرب الدفاعية بمرسوم يصدره رئيس الاتحاد.
– إعلان الأحكام العرفية بموجب مرسوم يصدر بمصادقة المجلس الأعلى للاتحاد وموافقة مجلس الوزراء الاتحادي، ويبلغ هذا المرسوم إلى المجلس الوطني الاتحادي في أول اجتماع له.
– تعيين رئيس مجلس الوزراء وقبول استقالته وإعفاؤه من منصبه بموافقة المجلس الأعلى.
– حل المجلس الوطني.
ثانيا: رئيس الاتحاد ونائبه.
مدة ولاية الرئيس ونائبه خمس سنوات ميلادية، ويجوز إعادة انتخاب كل منهما للمنصب ذاته، وقد أعطى الدستور والنظام الداخلي للمجلس الأعلى والعديد من القوانين الاتحادية رئيس الاتحاد ونائبه العديد من الصلاحيات والاختصاصات التشريعية والتنفيذية .
ثالثا: مجلس الوزراء الاتحادي.
يتكون مجلس الوزراء الاتحادي من رئيس مجلس الوزراء ونائبه وعدد من الوزراء، ولا يمانع الدستور أن يتولى أحد أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد رئاسة الوزارة الاتحادية. ولمجلس الوزراء اختصاصات تشريعية وسياسية وتنفيذية وإدارية. وقد نصت المادة (60) من الدستور على اعتبار مجلس الوزراء هيئة تنفيذية للاتحاد وتحت الرقابة العليا لرئيس الاتحاد والمجلس الأعلى، ويقول الشاهين:" اختصاصات مجلس الوزراء السياسية محدودة، ولا يزاولها منفردا، وإنما تحت إشراف ورقابة المجلس الأعلى للاتحاد، وبذلك، فإن دوره ضعيف جدا".
رابعا: المجلس الوطني للاتحاد.
شهدت الإمارات في ديسمبر من عام 2022 لأول مرة في تاريخها إجراء أول انتخابات برلمانية جزئية لاختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي البالغ عددهم 40 عضوا. ورغم أن الدستور لم يفرق بين المواطن الأصلي أو المواطن بالتجنس، إلا أن القانون الاتحادي رقم(17) لسنة 1972 قصر العضوية على المواطنين الأصليين وحرم المتجنسين من حق العضوية أو الترشيح أو الانتخاب أو التعيين في أي هيئة من الهيئات النيابية أو الشعبية، واستثنى من أصله عماني أو قطري أو بحريني.
وقد تحدث صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، عن تفعيل دور وتوسيع صلاحيات واختصاصات المجلس الوطني الاتحادي.
خامسا: القضاء الاتحادي.
خصص الفصل الخامس من الباب الرابع من الدستور للقضاء، وينص الدستور على استقلال القضاء.
المحاكم الابتدائية الاتحادية، وقد نظم هذه المحاكم القانون الاتحادي رقم(6) لسنة 1978، من حيث الترتيب والشكل والاختصاص والإجراءات المتبعة أمامها وغيرها من الشروط. وتختص هذه المحاكم بالمنازعات المدنية والتجارية والإدارية وقضايا الأحوال الشخصية.
المحاكم الإستئنافية الاتحادية، وتختص بالنظر في القرارات والأحكام الصادرة عن المحاكم الابتدائية. والأحكام الصادرة في المواد المستعجلة، والأحكام الجزائية الصادرة عن المحاكم المدنية.
أما المحكمة الاتحادية العليا، فتتشكل من رئيس وعدد من القضاة لا يتجاوزون خمسة، يعينون بمرسوم يصدره رئيس الاتحاد بعد مصادقة المجلس الأعلى عليه.
وتختص المحكمة الاتحادية العليا بالفصل في الأمور التالية:
– المنازعات المختلفة بين الإمارات الأعضاء في الاتحاد، أو بين إمارة أو أكثر وبين حكومة الاتحاد.
– بحث دستورية القوانين الاتحادية، وبحث دستورية التشريعات الصادرة عن إحدى الإمارات.
– تفسير أحكام الدستور، إذا طلب منها ذلك.
– مساءلة الوزراء وكبار موظفي الاتحاد المعينين بمرسوم.
– تفسير المعاهدات والاتفاقيات الاتحادية.
– أية اختصاصات أخرى منصوص عليها في الدستور، أو يمكن أن تحال إليه بموجب قانون اتحادي.
الدولة الطولونية
(254-292هـ/ 868-905م)
فى عهد الخليفة الواثق، كانت مصر من نصيب "باكباك" التركى حيث ازداد نفوذ الأتراك،
وأخذوا يتولون المناصب الكبري، ويتقاسمونها فيما بينهم.
ولكن "باكباك" فَضَّلَ أن يبقى فى العاصمة "بغداد" ويبعث من ينوب عنه فى ولاية مصر.
ووقع الاختيار على أحمد بن طولون، ذلك الشاب الذى نشأ فى صيانة وعفاف ورياسة ودراسة
للقرآن العظيم مع حسن صوت به، وكان والده مملوكًا تركيا بعث به وإلى بلاد "ما وراء
النهر" إلى الخليفة "المأمون العباسي" ولما مات والده تزوج باكباك أمه.
وجاء أحمد بن طولون ليحكم مصر نيابة عن "باكباك" التركي، ولكن موقع مصر الجغرافي،
وبُعد المسافة بين العاصمة المصرية "الفسطاط" والعاصمة العباسية "بغداد" شجع وإلى
مصر الجديد على الاستقلال بها.
فلم يكد أحمد بن طولون يستقر فى مصر سنة 254هـ حتى أخذ يجمع السلطة كلها فى يده.
لقد عزل الموظف العباسى المختص بالشئون المالية فى مصر واسمه "عامل الخراج" وصار
هو الحاكم الإدارى والمالى والعسكري.
وكان له ما أراد، فأقر الأمور فى البلاد، وقضى على الفتن، ونشر الطمأنينة فى ربوع الوادي،
وعَمَّ البلاد الرخاء.
استقلال مصر عن الخلافة:
ولقد أتاحت له الظروف أن يعلن استقلاله بالبلاد فى عهد الخليفة المعتمد العباسي، عندما بعث
ابن طولون بإعانة مالية للخلافة مساعدة منه فى القضاء على "ثورة الزنج". ولكن "طلحة"
أخا الخليفة بعث يتهم ابن طولون بالتقصير فى إرسال المال الكافي، ويتهدده ويتوعده، وهنا
كان رد ابن طولون قاسيا وعنيفًا، ولم يكتف بهذا بل أعلن استقلاله بالبلاد.
وتأسست فى مصر "الدولة الطولونية" نسبة إلى منشئها أحمد ابن طولون، وراح أحمد بن
طولون يعدّ جيشًا قويا لحماية البلاد داخليا وخارجيا؛ وقد بلغ جيش مصر فى عهد أحمد بن
طولون مائة ألف جندي.
القطائع عاصمة مصر:
وراح يفكر فى اتخاذ عاصمة له غير "الفسطاط" تضارعها وتنافسها، فاتخذ الأرض الواقعة
بين السيدة زينب والقلعة وسماها "القطائع"، وعليها أقام جامعه الكبير الذى ما زال موجودًا
حتى الآن، وجعله معهدًا لتدريس العلوم الدينية، وكان ابن طولون رجل صلاح وبرٍّ، يتصدق
من خالص ماله فى كل شهر ألف دينار.
وقد رابطت فى العاصمة الجديدة طوائف الجند حيث أقطعهم أحمد بن طولون أرضًا يقيمون
عليها.
حماية الثغور:
وأمام ما وصل إليه أحمد بن طولون من قوة، كان لابد أن تتقرب إليه الخلافة العباسية ليقف
إلى جانبها فى مواجهة الروم البيزنطيين، الذين لا يكفُّون عن الإغارة من آسيا الصغري.
إن شمال الشام منطقة حساسة، وكانت المناطق الملاصقة للروم فيه تعرف باسم "إقليم
العواصم والثغور" فهى تشتمل على المنافذ والحصون القائمة فى جبال طوروس.
فليس عجيبًا إذن أمام ضعف الخليفة وقوة أحمد بن طولون أن يعهد إليه بولاية الثغور الشامية
للدفاع عنها ورد كيد المعتدين.
لقد كان أحمد بن طولون مهيأً لهذه المهمة وجديرًا بها، فبعث بجزء من جيشه وأسطوله ليرابط
هناك على الحدود، يحمى الثغور، ويؤمن المنافذ والحصون.
الوحدة بين مصر والشام:
ثم يتوفى والى الشام التركى سنة 264هـ، فيضم أحمد بن طولون البلاد إليه لكى يستكمل
وسائل الدفاع على إقليم الثغور.
وصارت مصر والشام فى عهد الدولة الطولونية وحدة لها قوتها فى الشرق العربي، تحمل راية
الدفاع عن أرض الإسلام ضد الروم، بينما عجزت الخلافة العباسية فى ذلك الوقت عن
مواجهة قوى الشر والعدوان، وأمام قوة أحمد بن طولون وقيامه بتوحيد الشام ومصر تحت
إمرته خشى أباطرة الروم سلطانه، وخافوا سطوته، فبعثوا إليه يودون أن يعقدوا هدنة معه، بل
لقد حدث أكثر من ذلك، لقد عزم الخليفة العباسى "المعتمد" على مغادرة البلاد سرّا فرارًا من
سيطرة أخيه الموفق "طلحة"، فأين يذهب يا تري؟!
لقد قرر اللجوء إلى أحمد بن طولون صاحب القوة الجديدة فى مصر والشام، ولكن أخاه الموفق أعاده إلى عاصمة الخلافة بالعراق.
وظلت الوحدة بين الشام ومصر قائمة فى عهد أحمد بن طولون، وراحت قواته البحرية والبرية
تحمى هذه الوحدة وتعلى قدرها فى شرق البحر الأبيض المتوسط.
ولاية خمارويّه:
ويتولى ابنه "خُمارويه" بعده حاملاً راية الدفاع عن مصر والشام كما كان أبوه. ولكن
"طلحة" أخا الخليفة "المعتمد" يعود إلى محاولاته ودسائسه لإعادة مصر والشام إلى سيطرة
الخلافة العباسية.
ويعد خمارويه جيشًا يتولى قيادته بنفسه، ويهزم قوات أخى الخليفة عند دمشق فى معركة
"الطواحين" سنة 273هـ/ 887م، فلا يملك إلا أن يعقد مع "خمارويه" صلحًا اعترفت فيه
الخلافة العباسية بولاية خمارويه على مصر والشام، ولأبنائه من بعده لمدة ثلاثين سنة. وكان
نصرًا رائعًا أتاح له أن يسيطر على منطقة العواصم والثغور، وأصبح "خمارويه" قوة يرهبها
الروم.
مصاهرة الخليفة:
وهكذا القوة تكسب أصحابها الاحترام والسيطرة والنفوذ، وتزداد العلاقة بين خمارويه والخلافة
العباسية قوة، حيث يتزوج الخليفة المعتمد "العباسة" بنت خمارويه المعروفة باسم "قطر
الندي"، وهى التى جهزها أبوها بجهاز لم يسمع بمثله.
وراح خمارويه يهتم بمرافق الدولة، ويخصص الأموال لمساعدة الفقراء والمحتاجين، ويشيد
القصور الضخمة فى عاصمة أبيه "القطائع". وظل خلفاء خمارويه فى الحكم ما يقرب من
عشر سنوات بعد وفاته مقتولا عام 282هـ/ 895م.
إعادة الدولة إلى الخلافة:
لقد ولى مصر بعد خمارويه ثلاثة من آل طولون لم يسيروا على نهجه، بل انغمسوا فى اللهو
والملذات، فكثر الطامعون فى الحكم، وانتشرت الفوضي، وانتهى الأمر بعودة جيوش الخلافة
العباسية لاسترداد مصر من يد رابع الولاة الطولونيين عليها.
وفى سنة 292هـ/ 905م دخلت الجيوش العباسية القطائع تحت قيادة محمد بن سليمان وقد
قبض على الطولونيين وحبسهم وأخذ أموالهم وأرسلهم إلى الخليفة، وأزال بقايا الدولة
الطولونية التى حكمت مصر والشام مدة ثمانية وثلاثين عامًا .
م/ن
لقد مرت الخلافة العثمانية بأربعة أدوار هي على التوالي : عصر القوة ، وعصر الضعف ، وعصر الانحطاط والتراجع ، وعصر حكم الاتحاديين .و امتدت سلطنة بني عثمان ما يقرب من مائتين وإحدى وثلاثين سنة
الــــــــعـــــــــــــــرض:
أولاً : عصر القوة :
اختلف عهد الخلافة العثمانية عن عهد السلطنة إذ بدأ الاهتمام بالأمة المسلمة ، والعمل على توحيدها ، ثم الوقوف أمام الصليبية صفاً واحداً ، وقد عمل الخلفاء على هذا حتى ضعف أمرهم فأصبح تفكيرهم ينحصر بالمحافظة على ما تحت أيديهم ، حتى إذا زاد الضعف بدأت الدول النصرانية تقتطع من الدولة جزءاً بعد آخر حتى أنهت عليها ، واصطنعت لنفسها أعواناً بين المسلمين ، حتى قضت على الخلافة الإسلامية نهائياً ، وتشتت أمر المسلمين ، وانقسموا فرقاً وشيعاً وعصبية .
لذا فقد توالى على الخلافة العثمانية أربعة عصور كان أولها عصر القوة ، وتعاقب عليه خليفتان فقط هما : سليم الأول ( 923- 926 ) ، وابنه سليمان الأول ( القانوني ) ( 926- 974 ) ، ولم يطل عصر القوة ؛ إذ لم يزد كثيراً عن النصف قرن .
ثانياً : عصر الضعف :
ثم جاء عصر الضعف بعدهما مباشرة ، وبدأ الخط البياني للخلافة العثمانية بالهبوط باستمرار ، وإن كان يتوقف عن الهبوط ، ويسير مستوياً في بعض المراح للقوة بعض الخلفاء النسبية أو لهمة حاشيتهم وخاصة الصدر الأعظم ، وتولى في هذه المرحلة خمسة عشر خليفة ، ويعد أكثرهم مغموراً ، إلا من حدثت في أيامه أحداث جسام فسلطت الأضواء عله وعرف بسببها ، وأولهم هو سليم الثاني ، وتعود معرفته لتوليه الحكم بعد أبيه الذي طارت شهرته ،وبصفته أول الخلفاء الضعفاء ، وقد توقف الخط البياني عن الارتفاع ثم هبط فجأة وبدأت الدولة تتراجع عن أجزاء من أملاكها تدريجياً حتى لم يبق لها إلا القليل ثم انهارت.
وإذا كانت هذه المرحلة قد طالت إذ زادت على ثلاثة قرون ونصف ( 974 – 1327 ) فذلك يعود لهيبة الدولة السابقة ،واتساع رقعتها ، والعاطفة الإسلامية الباقية نسبياً ، واختلاف الدول الأوروبية فيما بينها على التقسيم ،وقيام بعض الخلفاء الأقوياء نسبيا ، وخلفاء هذه المرحلة هم :
1- سليم الثاني ( 974- 982 ) .
2- مراد الثالث ( 982- 1003) .
3- محمد الثالث ( 1003 – 1012 ) .
4- أحمد الأول ( 1012 – 1026 ) .
5- مصطفى الأول ( 1026 – 1027 ) و ( 1031 – 1032 ) .
6- عثمان الثاني ( 1027 – 1031 ) .
7- مراد الرابع ( 1032 – 1049 ) .
8- إبراهيم الأول ( 1049 – 1058) .
9 – محمد الرابع ( 1058- 1099 ) .
10- سليمان الثاني ( 1099 – 1102 ) .
11- أحمد الثاني ( 1102 – 1106 ) .
12 – مصطفى الثاني ( 1106 – 1115 ) .
13- أحمد الثالث (1115 – 1143 ) .
14- محمود الأول ( 1143 – 1168 ) .
15- عثمان الثالث ( 1168 – 1171 ) .
ثالثاً : عصر الانحطاط والتراجع :
وبدأ هذا العصر بعد الضعف الكبير الذي آلت إليه الدولة العثمانية ، وبعد النهضة التي تمت في الدول الأوروبية ، وبعد اتفاق الدول النصرانية كلها مع خلافها بعضها مع بعض على الدولة العثمانية والتفاهم على حربها وتقسيمها ، تحركها في ذلك الروح الصليبية ، وقد عرف هذا الاتفاق ضد المسلمين في الكتب الأوروبية باسم المسألة الشرقية أي مشكلة الدول الواقعة في الشرق من أوروبا .
وكانت مدة الخلفاء طويلة نسبياً ، وقد توالى من الخلفاء في هذا العصر الممتد من عام ( 1171 – 1327 ) أي أكثر من قرن ونصف تسعة خلفاء هم :
1- مصطفى الثالث ( 1171 – 1187 ) .
2- عبد الحميد الأول ( 1187 – 1203 ) .
3- سليم الثالث ( 1203 – 1222 ) .
4- مصطفى الرابع ( 1222 – 1223 ) .
5- محمود الثاني ( 1223 – 1255 ) .
6- عبد المجيد ( 1255 – 1277 ) .
7- عبد العزيز ( 1277 – 1293 ) .
8- مراد الخامس ( 1293 – 1293 ) .
9- عبد الحميد الثاني ( 1293 – 1328 ) .
رابعاً : عصر حكم الاتحاديين :
بعد خلع السلطان عبد الحميد الثاني أصبح كل شيء في الخلافة بيد الاتحاديين ، أما الخليفة فكان صورة ، غير أن الأمر لم يطل إذ لم يتعاقب على الخلافة سوى ثلاثة خلفاء، وكانت الدولة قد اشتركت في الحرب العالمية الأولى بجانب ألمانيا ، فهزمت وتجزأت ، وغادر البلاد رجال الاتحاد البارزين أو الذين كانت بيدهم الأوامر والنواهي ، وجاء إلى الحكم من جديد مصطفى كمال الذي كان منصرفاً إلى شهواته وبناء مجده فألغى الخلافة حسب دور مخطط له ، وزالت الخلافة الإسلامية التي دامت أكثر من أربعة قرون ،وبزوالها لم يعد للمسلمين خلافة فانقسمت بلادهم ، وظهرت النعرات القومية ، وتصارع بعضها مع بعض حتى وهن أمر المسلمين.
أما الخلفاء الذين تعاقبوا أيام حكم الاتحاديين فهم :
1- محمد رشاد ( محمد الخامس ) ( 1328 – 1337 ) .
2- محمد السادس ( وحيد الدين ) ( 1337 – 1340 ) .
3- عبد المجيد الثاني ( 1340 – 1324 ) .
الــــــــــخــــــاتـــــمـــــــة:
لقد تعرفنا من خلال ماسبق على ان الدولة العثمانية قد مرت باربع مراحل متتالية: عصر القوة ، وعصر الضعف ، وعصر الانحطاط والتراجع ، وعصر حكم الاتحاديين .و قدامتدت سلطنة بني عثمان ما يقرب من مائتين وإحدى وثلاثين سنة وقد عرفنا بان اهتمام الخلافاء في عصر القوى كان ينحصر على توحيد المسلمين والاهتمام بالامة الاسلامية وحرصوا على ما بين ايدهم وهذه الاسباب كانت هي بداية العصر الجديد عصر الضعف حيث طمعت الدول النصرانية بهم وقد عرفنا بان مرحلة عصر الضعف قد طالت إذ زادت على ثلاثة قرون ونصف ( 974 – 1327 ) وذلك يعود لهيبة الدولة السابقة ،واتساع رقعتها ، والعاطفة الإسلامية الباقية نسبياً ، واختلاف الدول الأوروبية فيما بينها على التقسيم ،وقيام بعض الخلفاء الأقوياء وقد تعرفنا الى الخلفاء الذين حكموا في هذه المرحلة وبعد ذلك اتت مرحلة الانحطاط والتراجع حيث زاد الضعف واتفقت الدول النصرانية فيما بينها على تقسيم الدولة العثمانية واما بالنسبة الى مدتها فلقد كانت مدة طويلة نسبيا دامت من عام ( 1171 – 1327 ) وحكم خلالها 9 خلفاء بعد ذلك جاء عصر حكم الاتحاديين حيث اشتركت الدولة مع المانيا في الحرب العالمية وهزمت وتجزأت ثم بعد ذلك حكمها مصطفى كمال الذي كان منصرفاً إلى شهواته وبناء مجده فألغى الخلافة حسب دور مخطط له ، وزالت الخلافة الإسلامية التي دامت أكثر من أربعة قرون ،وبزوالها لم يعد للمسلمين خلافة فانقسمت بلادهم ، وظهرت النعرات القومية ، وتصارع بعضها مع بعض حتى وهن أمر المسلمين
الخدمات الأمنية – الخدمات التعليمية – الخدمات الصحية – الخدمات الإعلامية ..
صـ 60
بين المزايا ……..
1 بناء المدارس و رياض الأطفال في مختلف مناطق الدولة ..
2 مجانية التعليم ..
3 تطوير المناهج المدرسية ..
صـ 63
بين الفوائد ……
1 النهوض بالوطن في شتى المجالات ..
2 التقدم العلمي و التكنلوجي للدولة ..
علل اهتمام …….
1 من أجل إعداد جيل واعي و مثقف قادر على النهوض بالدولة ..
2 من أجل تقدم و نهضة الدولة في كافة الميادين ..
63 ما مقترحاتك …..؟؟
توفير فرص العمل المناسبة ـــ تقديم الحوافز المادية ـــ نشر التوعية في اهمية التعليم الفني ..
69 اذا اردت …..؟؟
الجوية لانني احب الدفاع عن الوطن و احب الطيران ..
ما الدور …..؟؟
معالجة المصابيين ـــ التدريب على الأسلحة الحديثة ..
اذكر امثلة …..؟؟
مساعدة جنوب لبنان ـــ تقديم خدمات صحية في العراق ـــ مساعدة المنكوبين ..
و اسفة على التقصير ..
يعرف عن خلفاء بني أمية ـ وبصفة خاصة المؤسسين الكبار منهم مثل معاوية بن أبي سفيان وعبد الملك بن مروان ـ حرصهم علي حسن إدارة دولتهم والسهر علي مصالح الرعية ، لينتظم لهم أمر الملك ، فلم يدخروا وسعا في اقتباس الأساليب الإدارية النافعة لتطبيقها في دولتهم وإنشاء الدواوين والأجهزة ، لإدارة مرافق الدولة . والديوان كلمة فارسية معناها السجل أو الدفتر الذي تدون فيه الاسماء والأموال وقد أطلق الإسم مجازا علي المكان الذي يعمل فيه الموظفون المختصون بالعمل في الديوان .
وأول من أنشأ الدواوين في الدولة الإسلامية عمر بن الخطاب ، فلم يكن علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق دواوين فقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم يدير أمور الدولة معاونة أصحابه ، وكان كل منهم يقوم بالعمل الذي يكلفه به الرسول صلي الله عليه وسلم حسبما تقضي به الحاجة ودون أن تكون لهم أماكن محددة تمسي دواوين ، واستمر الحال كذلك في عهد أبي بكر . فلما كان عهد عمر بن الخطاب ، واتسعت الدولة وزادت مواردها المالية ، اقتضي الأمر خطوة الي الأمام علي طريق التنظيم الإداري والمالي للدولة ، فكان إنشاء الديوان ويعزو المؤرخون سبب إنشاء عمر الديوان الي كثرة الأموال التي أخت تتدفق علي المدينة من غنائم الفتوحات ومن الصدقات وغيرها فلما تحير عمر في كيفية التصرف في هذه الأموال الكثيرة استشار الصحابة في ذلك ، فقال عثمان بن عفان : (( أري مالا كثيرا يسع الناس ، وإن لم يحصوا حتي يعرف من أخذ ممن لم يأخذ خشيت أن يشتبه الأمر فقال له الوليد بن هشام بن المغيرة : قد جئت الشام فرأيت ملوكها قد دونوا ديوانا وجندوا جندا ، فدون ديوانا وجندا جندا ، فأخذ بقوله : فدعا عقيل بن أبي طالب ، ومخرمة بن نوفل ، وجبير بن مطعم ، وكانوا من كتاب قريش ، فقال : اكتبوا الناس علي منازلهم )) ويفهم من كلام المؤرخين أن عمر أنشأ ديوانين لا ديوانا واحدا ، فقد أنشأ ديوانا للعطاء بدأ فيه بقرابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وأزواجه وفرض للناس حسب سابقتهم ففضل أصحاب بدر عليه غيرهم . والي جانب هذا كان هناك ديوان للجند ، أي المجاهدين ، تدون فيه أسماؤهم وعطاؤهم ويبدوا أن أسماء الجند كانت تدون حسب قبائلهم (( حتي تتميز كل قبيلة عن غيرها )) كما يقول الماوردي ، فكان كل قبيلة تمثل فرقة من فرق الجيش .وهكذا وضع عمر بن الخطاب أساس نظام الدواوين في الدولة الإسلامية مستفيدا في ذلك بتجارب الفرس والروم . ولما قامت الدولة الأموية دعت الضرورة الي إنشاء دواوين أخري .
فبالإضافة الي ديواني العطاء والجند ، أنشأ الأمويون عدة دواوين أخري رئيسية هي :
1 ـ ديوان الخراج :
وهو المختص بالأموال فكل موارد الدولة ، من غنائم وجزية وخراج الأرض ، وزكاة وعشور ، أي الضرائب التي كانت تؤخذ من التجار علي أنواع التجارة ، وهي شبيهة بإيرادات الجمارك في الوقت الحاضر ، وكان التجار علي ثلاثة أنواع ، تجار مسلمون يؤخذ منهم ربع العشر من قيمة تجارتهم ، وتجار من أهل الذمة يؤخذ منهم نصف العشر ، وتجار من أهل الحرب ، يؤخذ منهم العشر ، ولا يؤخذ من أحد من هذه الأنواع الثلاثة شئ إذا كانت قيمة التجارة أقل من مائتي درهم . كل هذه الموارد وغيرها كانت تصب في بيت المال ، ويهيمن عليها ديوان الخراج الرئيسي في دمشق ـ عاصمة الدولة الأموية ـ فقد كان لكل إقليم ديوان محلي ففي العراق ديوان ، وفي مصر ديوان .. الخ . وكانت هذه الدواوين تجمع ما يرد إليها من أموال علي اختلاف أنواعها ثم تصرف ما يلزمها من مرتبات الجنود والموظفين ، وما تحتاجه المرافق العامة ، مثل إنشاء الطرق وبناء الجسور وشق الترع والقنوات الخ .. ثم ترسل ما يتبقي لديها الي بت المال المركزي في دمشق ،الذي يقوم بدوره بالصرف علي ما يلزمه ، وأبواب الصرف كانت كثيرة ، مثل نفقات دار الخلافة ومرتبات الجند والموظفين والاتفاق علي المرافق العامة للدولة .والأعطيات التي كانت تمنح للشعراء والخطباء من مؤيدي الدولة وللشخصيات الكبيرة التي كانت الدولة تتألفها .
2 ـ ديوان البريد :
وهذا الديوان أنشأه معاوية بن أبي سفيان وكان لهذا الديوان مهتمان رئيسيتان ، ا لأولي نقل الرسائل من دار الخلافة وإليها ، سواء كانت هذه الرسائل داخلية أو خارجية ، فالرسائل الداخلية هي التي كانت تدور بين الخلافة وولاة الأقاليم والقادة وكبار الموظفين والرسائل الخارجية هي التي كانت تدور بين الخلافة وبين الدول الأجنبية ، حيث كانت تقوم بعثات من دار الخلافة بحمل رسائل من الخليفة الي ملوك الدولة الأجنبية وبصفة خاصة الي أباطرة الدولة البيزنطية .
وفي الحقيقة أصل هذا الديوان وجوهر عمله كان موجودا منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم فقد كان يرسل رسلا ومبعوثين يحملون منه رسائل الي الملوك والأمراء المعاصرين له ، كما حدث بعد صلح الحديبية ، حين أرسل الي كسري وهرقل والنجاشي والمقوقس ، وغيرهم ، يدعوهم الي الإٍسلام . والجديد في الأمر أن معاوية بن أبي سفيان أنشأ لهذا النوع من العمل ديوانا خاصا ، له موظفون مخصوصون ، يقومون علي العمل فيه وذلك لم يكن موجودا قبل معاوية .
وأما المهمة الثانية التي كان يقوم بها ديوان البريد في العصر الأموي ، فهي أن موظفي هذا الديوان كان عيون الخليفة ، يراقبون له الولاة والعمال وأعمالهم ومسلكهم ، ويرفعون إليه تقارير بكل ما يصل الي عملهم من ذلك ، حتي يكون الخلفاء علي علم بأحوال الولايات وبكل ما يدور فيها .
ومعني ذلك أن ديوان البريد كان يقوم في العصر الأموي بدور ما يسمي بالرقابة الإدارية في الوقت الحاضر ، وهي دور خطير جدا .
وكلمة بريد ربما كانت من أصل يوناني بمعني المراسلات ، أما المسلمون فقد أخذوها من المسافة التي قدروها بين كل بريد وبريد . كما يقول ابن الطقطقا . وهي اثنا عشر ميلا ، حيث قسموا المسافات بين عاصمة الخلافة وعواصم الأقاليم الي مسافات متساوية ، كل مسافة منها إثنا عشر ميلا ، ليسهل نقل الرسائل والأخبار بسرعة ، حيث كانت خيل البريد تحمله وتسير هذه المسافة ، فإذا وصلت الي نهايتها وجدت خيلا أخري في انتظارها جاهزة ومستريحة فتحمله الي مسافة أخري ، وهكذا الي ان يصل الي عاصمة الخلافة إن كان واردا إليها أو الي عواصم الأقاليم إن كان صادرا عنها .
وقد اهتم ا لأمويون اهتماما كبيرا بهذا الديون لأهميته الكبيرة في دولتهم المترامية الأطراف ، لكثرة مشاكلها والخارجين عليها ، حيث كان رجال البريد ــ كما ذكرنا ــ يقومون بدور الرقابة علي العمال والموظفين .
3 ـ ديوان الخاتم :
وهو الذي كانت ترسل إليه أوامر الخليفة ومكاتباته فتنسخ منها نسخ وتحفظ فيه ، حتي مكن الرجوع إليها عند الضرورة ، ثم يختم الأصل بخاتم هذا الديوان ، يم يطوي ويحزم بخط ثم يختم بالشمع ، لئلا يمكن فتحه والإطلاع عليه ما فيه ، فهو أشبه بإدارة الأرشيف في الوقت الحاضر ، وكان هذا الديوان من أهم الدواوين في الدولة الأموية وأول من أنشأ معاوية بن أبي سفيان ن والذي حمله علي ذلك ما يقول ابن الطقطقا ، أنه كان أحال رجلا ــ هو عمر بن الزبير ــ علي زياد في العراق بمائة ألف درهم ، وكتب له كتابا بذلك ، فلما قرأ الكتاب ــ وكان غير مختوم ــ جعل المائة مائتين ، فلما رفع زياد سابه الي معاوية في نهاية العام وأطلع علي ذلك أنكره ، وقال : ما أحتله إلا بمائة ألف فقط ، ثم حبس عمرو بن الزبير حتي قضي عنه أخوه عبد الله المائة الألف الزائدة وأمر بإنشاء هذا الديوان . وهذه الحادثة علي بساطتها تصور يقظة معاوية ودقته في تفحص أعمال الولاة ، وحرصه علي ضبط الأمور كبيرها وصغيرها ومرة أخري فقول ــ كما قلنا بشأن ديوان البريد ــ إن ختم الرسائل لم يكن جديدا ، بل كان معروفا منذ عهد النبي صلي الله عليه وسلم فعندما عزم علي إرسال رسائله الي كسري وقيصر وغيرهما ، قالوا له : يارسول الله إن الأعاجم لا تقبل رسالة إلا ان تكون مختومة ، فاتخذ خاتما من فضه نقش عليه محمد رسول الله ، وكان يختم به رسائله وقد وكل بحمله بعض الصحابة ، مثل معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي ، الذي عرف بحامل خاتم النبي صلي الله عليه وسلم وظل الخلفاء الراشدون يستخدمون خاتم النبي صلي الله عليه وسلم في ختم رسائلهم ، حتي سقط من يد عثمان بن عفان في بئر أريس فاتخذ خاتما غيره ، نقش عليه أيضا محمد رسول الله ، فبذور الإدارة والنظم وضعت إذن منذ عهد الرسول صلي الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ، فالجديد في عمل معاوية هو تطوير هذه البدايات التنظيمية طبقا لمقتضيات الظروف واتساع رقعة الدولة .
4 ـ ديوان الرسائل :
وكان مختصا بصياغة الكتب والرسائل والعهود التي كانت تصدر عن الخلافة الي الولاة والعمال في داخل الدولة ، ويتلقي المكاتبات التي تصل منهم ، ويقوم موظفوه بعرضها علي الخليفة ، وكان كتاب هذا الديوان يختارون بعناية كبيرة ، من بين المشهورين بالبلاغة والفصاحة والعلم بالشريعة وأحكامها ، واللغة العربية وآدابها ، ومن أصحاب المرؤة والأخلاق الفاضلة ، وكان يراعي فيهم أن يكونوا من أرفع الطبقات حسبا ونسبا . ومن أشهر الكتاب في العصر الأموي ، عبد الحميد بن يحي كاتب مروان بن محمد ، الذي صاغ الشروط والمواصفات التي يجب أن تتوفر فيمن يقوم بهذه المهمة الجليلة بين يدي الخفاء والأمراء في رسالة وجهها الي الكتاب يعتبرها المؤرخون أحسن ماكتب في هذا الباب .ويبدو أن عمل ديوان الرسائل لم يكن مقصورا علي أمر المكاتبات الداخلية في الدولة ، بل كان ينظر أمر العلاقات الخارجية ، ويشرف علي الوفود والبعثات الدبلوماسية التي كانت ترسلها الدولة الي الدول الأجنبية ، ويستقبل كذلك الوفود الأجنبةالتي تأتي الي دمشق ، سواء لمجرد الزيارة أو للمفاوضات من أجل معاهدات صلح وخلافة ويقوم علي ضيافتهم وإسكانهم في بيوت الضيافة ، وتعيين المرافقين الذي يصحبونهم أثناء إقامتهم ويطلعونهم علي المعالم المهمة في البلاد ، وعلي هذا يكون ديوان الرسائل في الدولة الأموية أشبه بديوان رئاسة الجمهورية والديوان الملكي ، وإدارات المراسم والعلاقات العامة في الدول المعاصرة .
5 ـ ديوان العمال :
وهو المسئول عن جميع الموظفين المدنيين في الدولة من حيث ترتيب أعمالهم ووظائفهم ومرتباتهم .. الخ ولعل جميع أسماء موظفي الدواوين السابقة ــ ما عدا ديواني الجند والعطاء ــ كانت مدونة فيه ، فهو أشبه بديوان الموظفين في النظم المعاصرة ، وسبق أن أشرنا الي ما ذكره الطبري من أن سجلات هذا الديوان في البصرة في ولاية عبيد الله بن زياد 55 ـ 64 هـ كانت تحوي مائة وأربعين ألفا من مختلف الموظفين والعمال المدنيين . وخلاصة القول : أن الأمويين كانوا يعملون جاهدين علي تطوير دولتهم إداريا وإنشاء كل ما تدعوا الضرورة الي إنشائه من الدواوين والأجهزة ، وإسناد إدارتها الي خيرة من أهل الشرف والنسب والعلم والثقافة والمرؤة والأمانة .
منقول من كتاب الاستاذ الدكتور عبدالشافي محمد عبداللطيف الدولة الاموية
م/ن
أكملي الفراغات فيما يلي:-
من أهم المماليك العثمانيين:
1-………………………….
2-………………………….
هي الدولة التي تشكل الدولة العثمانية حاليا ………………………………….
الدولة التي كرس عثمان حياته للقضاء عليها…………………………………..
اذكري السنة التي فتح فيها محمد الفاتح القسطنطينية………………………………… .
اكتبي مراحل قيام الدولة العثمانية:-
1-…………………………….. 3-…………………………………
2-……………………………. 4-…………………………………
ضعي علامة (صح) أو (خطأ) فيما يلي و صححي الخطأ اذا وجد :-
سقطت الدولة العثمانية عام (1944) . ( )
هاجرت القبائل التركية بأعداد قليلة من أواسط آسيا الى الأناضول في منتصف القرن 13 .
( )
كان قائد العثمانيين في الهجرة الى الأناضول ( أرطغرل).
وبعدها تحدث العقيد القذافي قائلا: أنا سعيد كل السعادة هذا اليوم باللقاء.. نحن هنا في الفيوم، ولكن واضح للناس التي تسمع وتشاهد هذا اللقاء أنه ربما أحدا يقول كيف نحن في الفيوم، وهذه الوجوه وهذه القبائل وهذه العائلات موجودة في الجبل الأخضر وموجودة في سرت؟!.
لابد أن الكثيرين يقولون إن هذا اللقاء قد لا يكون في الفيوم، ربما يكون في الجبل الأخضر، ربما في سرت، وقد لا يصدقون أننا في الفيوم، لأن نفس الهتافات ونفس الوجوه ونفس القبائل الموجودة هناك، وهذه حقيقة موجودة أن نفس هذه القبائل التي تمتد من أسيوط وأسوان إلي الفيوم إلي البحيرة إلي الصحراء الغربية إلي الجبل الأخضر إلي المنيا، ومن المنيا إلي سرت، من البحيرة إلي مطروح إلي زليتن إلي مصراتة إلي ترهونة إلي بني وليد.. هذه القبائل وجودها كلها امتداد واحد.
والليبيون الذين ذهبوا إلي بلدان إفريقية مثل تشاد والنيجر، عادوا بعد ذلك، لكن نحن الليبيين الذين خرجنا من ليبيا في العهد التركي أو العهد الإيطالي وجئنا إلي مصر، لم نرجع إلي المكان الذي خرجنا منه، وهاهي هذه القبائل موجودة هنا.. ها أنتم موجودون- مثلما قلنا- في أسيوط والمنيا وبني سويف، وفي البحيرة والإسكندرية ومطروح والفيوم.
ومادام الليبيون تحتضنهم هذه الأرض.. أرض مصر من الناحية الإدارية والسياسية، واستوطنوا فيها، إذن من حق الليبي أن يدافع عن هذه الأرض لأنه يحتاج لها، تحميه وتؤويه مثلما أوت الليبي الموجود الآن.
ويري القذافي أنه من أجل هذا طرح إعادة إحياء الدولة الفاطمية، قائلا: حتى لا يقولون دولة جديدة، باعتبار أن هناك دولة كانت موجودة260 عاما، وتغلبوا عليها، وقد يكون أبناؤها موجودين الآن يستطيعون أن يحيوها مرة ثانية.
طبعا عندما نعلن الدولة الفاطمية من مراكش إلي الشرق العربي، لا أعرف إلي أين تمتد، لكن دعنا نقف عند مصر.. هي طبعا عندها امتدادات بعد ذلك.
لكن عندما نحيي الدولة الفاطمية مرة أخري، معناها هذه المنطقة شمال إفريقيا أصبحت دولة واحدة، ولا داعي لكلمة ليبي ومصري، وعربي بربري وعربي غير بربري، ولا داعي لهذه الأقليات والتشرذم والمذهبية.
الدولة الفاطمية هذه هوية رأيت أنها مناسبة جدا تصهر كل هذه التفاعلات المحلية التي هي ليست تناقضات، لكن هناك تفاعلات محلية نقضي عليها، وتظهر الحقيقة أن المصري والليبي والتونسي والجزائري والمغربي وحتي الموريتاني هم شعب واحد.. وأصل واحد.. ولغة واحدة.. ودين واحد.. وأرض واحدة، والناس يعود لها الوعي مرة أخري ويقولون كيف نحن كنا نقول الأمة المصرية والأمة الليبية والأمة التونسية والأمة الموريتانية…. وإلي آخره، كيف؟!
وإذا بنا شعب واحد وأرض واحدة.. كيف كنا قابلين بوضعية مزيفة؟!. لو قامت الدولة الفاطمية لظهرت الحقيقة.. أولا نتخلص من كل هذا التشرذم الموجود الآن، ونتخلص من أنك أنت اسمك كذا، واسمك كذا، لأن سيصبح’ فاطمي’ خلاص.. هوية.
ثم إن جميع الأقليات المضطهدة الآن سوف تعود لها كرامتها واعتبارها وتصبح متساوية مع الآخرين، لأن هذه الأقليات هي من بقايا الدولة الفاطمية وقد اضطهدت لأن الدولة الفاطمية سقطت، وتغلبوا عليها بعد مائتين وستين سنة من قيامها، فإذا عادت الدولة الفاطمية ستعود الروح إلي هذه الأقليات والجماعات التي الآن مكفرة ومضطهدة، من’ الدروز’ و’البهرة’.
إلي جانب هذا- رأيت في هذه القائمة- الأشراف.. الأشراف من ضمن الجماعات المضطهدة منذ قيام الدولة الأموية، ثم قيام الدولة العباسية، ثم الاستعمار التركي، وبعد ذلك قيام الأنظمة العربية المختلفة هذه، العائلية وغيرها.. كلها كانت علي حساب الأشراف.. تضطهد الأشراف، والدليل علي ذلك أن الأشراف توزعوا في الأرض من الهند إلي مراكش وحتى الأندلس بسبب الاضطهاد، وأخفوا هويتهم، وإلي الآن في بلاد عربية ممنوع أن تقول شريف..ممنوع أن تقول أصلك فلان فلان الشريف أو السيد.. ممنوع أنك أنت السيد فلان الفلاني.
فالأشراف الآن بالملايين، ومضطهدون، وبدأوا الآن ينظمون أنفسهم.. موجودون نحن هنا من مصر إلي ليبيا إلي شمال إفريقيا إلي المشرق إلي الجزيرة العربية، وهم من مصلحتهم أن تقوم الدولة الفاطمية، لأن هذه الدولة شريفة.
وأعتقد أنهم بدأوا يتحركون، وليس هناك حق للغير أن يضطهد الأشراف.. ما هو ذنب الأشراف هل لأنهم أشراف؟!! وبالتالي يجب بالنسبة للمثقفين والزعامات الشعبية، أن يأخذوا هذه الأطروحة مأخذ الجد.
الآن في إفريقيا يقولون أنتم إقليم شمال إفريقيا ركن من أركان الوحدة الإفريقية، قلنا لهم’ كيف نحن شمال إفريقيا ركن من إفريقيا؟’ قالوا لأن عندما تعملون وحدة سياسية ووحدة اقتصادية وعملة واحدة وجيشا واحدا، وجنوب إفريقيا يعمل كذا، ووسط %
الأيوبيون،بنو أيوب ، أسرة أسسها صلاح الدين الأيوبي حكمت الشام ومصرو الحجاز وشمال العراق وديار بكر بجنوب تركيا وجنوب اليمن في القرنين الثان عشر والثالث عشر الميلاديين.
أصلهم
اختلف المؤرخون في تحديد أصل الأيوبيين فقيل انهم كرد من الأكراد الروادية من أذربيجان وقيل انهم عرب. وقيل انهم اكراد مستعربون حيث انه من الثابت ان لغتهم كانت العربيه وذكر الحسن بن داود الأيوبي في كتابه "الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية"[1] ما قيل عن نسب أجداده وقطع أنهم ليسوا أكرادًا، بل نزلوا عندهم فنسبوا إليهم. وقال: "ولم أرَ أحداً ممن أدركتُه من مشايخ بيتنا يعترف بهذا النسب".
كما أن الحسن بن داوود قد رجَّح في كتابه صحة شجرة النسب التي وضعها الحسن بن غريب، والتي فيها نسبة العائلة إلى أيوب بن شاذي بن مروان بن أبي علي (محمد) بن عنترة بن الحسن بن علي بن أحمد بن أبي علي بن عبد العزيز بن هُدْبة بن الحُصَين بن الحارث بن سنان بن عمرو بن مُرَّة بن عُوف بن أسامة بن بَيْهس بن الحارث بن عوف بن أبي حارثة بن مُرّة بن نَشبَة بن غَيظ بن مرة بن عوف بن لؤي بن غالب بن فِهر (وهو جد قريش).
صعودهم
كانت أسرة نجم الدين أيوب، بمن فيهم أخوه أسد الدين شيركوه وابنه يوسف (صلاح الدين) قوادا عسكريين في خدمة الزنكيين.
في 1132 كان نجم الدين أيوب في خدمة عماد الدين زنكي في حربه ضد السلطان السلجوقي قرب تكريت، فعينه حاكما على بعلبك إلا أنه سلمها إلى حاكم دمشق، معين الدين أنور أتابق البوريين الذي حاصرها، ثم لجأ إلى دمشق.
بعد موت عمادالدين دخل شيركوه في خدمة ابنه نورالدين زنكي ملك حلب مشاركا في قيادة الجيش في الحملات العسكرية في الشام وحملاته في مصر في مواجهة الفاطميين.
كان نور الدين يتطلع إلى دمشق، فحينما حاصرها الصليبيون في الحملة الثانية عام 1148 دخل معين الدين (و البوريون) على مضض في حلف مع نور الدين، الذي طالب لاحقا بالمدينة، وولى عليها نجم الدين أيوب فبقي عليها حتى نهاية حكم نورالدين، ويقال أنه أكرمه حتى كان واليه الوحيد الذي سمح له بالجلوس في حضوره
كان منصب الوزارة في الدولة الفاطمية محط أنظار كثيرين من قادة الجيش. فقد قامت منافسات للظفر بهذا المنصب بين الفاطميين شاور وضرغام؛ وظفر شاور بالمنصب؛ لكن بعد ذلك نجح ضرغام أحد كبار رجال الدولة في خلعه، والجلوس مكانه في منصب الوزارة؛ فهرب شاور إلى الشام مستنجدا بنور الدين محمود صاحب دمشق؛ ليعيده إلى منصبه، وفي الوقت نفسه استنجد ضرغام بعموري الصليبي ملك بيت المقدس.
استجاب كل من نور الدين محمود وعموري نداء مَن استنجد به؛ فأرسل نور الدين سنة 559هـ الموافق 1164م حملة بقيادة أسد الدين شيركوه، ومعه ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي وكان في السابعة والعشرين من عمره، وحضر الصليبيون إلى مصر بقيادة عموري، وتتابعت حملات نور الدين وعموري على مصر، حتى بلغ عددها ثلاثا، وانتهى الأمر بهزيمة الصليبيين، وانتصار حملة نور الدين، والقضاء على الوزيرين المتنافسين، وتقليد أسد الدين شيركوه منصب الوزارة في سنة 564هـ الموافق 1169
أصبح أسد الدين الحاكم الفعلي في البلاد بعد أن اختاره العاضد وزيرا له، ولقبه بالملك المنصور أمير الجيوش، وقلده جميع أمور الدولة، وأظهر شيركوه براعة في الحكم؛ فاستطاع في الفترة القصيرة التي قضاها في الوزارة أن يقبض على زمام الأمور في البلاد، وأن يوزع الإقطاعات على عساكره؛ غير أنه تُوفِّي بعد أن ظل في منصبه ما يقرب من ثلاثة أشهر، وخلفه في منصبه ابن أخيه صلاح الدين.
و أستكمل صلاح الدين انتزاع الخلافه من الفاطميين الذين كانت دولتهم في أفول، فنجح في عرقلة هجوم الصليبيين سنة 1169 بعد موت شيركوه، كما فرض نفسه كوزير للعاضد، الخليفة الفاطمي العاجز، فكان صلاح الدين هو الحاكم الفعلي لمصر.انضم إلى صلاح الدين عدد من أبناء عشيرته
بهذا وضعت أركان الدولة الأيوبية وتأسست فعليا، وإن كان صلاح الدين حتى ذلك الوقت رسميا يعمل في خدمة والى دمشق التابع للدولة العباسية في بغداد
ووصل إلى صلاح الدين أمر من القائد الأتابك نور الدين بإقصاء خليفة مصر الفاطمى العاضد ,ان تكون الخطبه للخليفة العباسى المستضئ بنور الله الثالث والثلاثين من بنى العباس في بغداد فإعتذر صلاح الدين بتخوفه من أن يثير هذا العمل غضب أهل مصر، غير أنه إزاء إصرار نور الدين محمود جمع أمراء جيشه ليستشيرهم في أمر قطع الخطبة؛ فترددوا كثيرا، لكن فقيها يدعى الأمير العالم قطع هذا التردد وأبدى عزمه على القيام بهذا الأمر، فصعد المنبر في أول جمعة من شهر المحرم 567هـ الموافق سبتمبر 1171م قبل الخطيب ودعا للخليفة العباسي فلم يعارضه أحد، وفي الجمعة الثانية أمر صلاح الدين الخطباء في مساجد الفسطاط والقاهرة بإسقاط اسم العاضد من الخطبة، وذكر اسم الخليفة العباسي محله، معلنا بذلك نهاية الخلافة الفاطمية، وتبعية مصر للخلافة العباسية،
سورية
بعد موت نور الدين زنكي وفرار ابنه الصالح إسماعيل الطفل إلى حلب، عاد صلاح الدين إلى دمشق المدينة التي انطلق منها حيث اهله،. في السنوات اللاحقة أخذ صلاح الدين يبسط نفوذه على أقاليم الداخل السوري ، مرجئا مواجهة الصليبيين إلى حين، وإن كان عادة ما ينتصر عليهم عندما تقع المواجهة.
عندما استقر حكمه في سورية استدار ليواجه الصليبيين الذين ظل في سجال معهم إلى وفاته، وكان أعظم نصر له عليهم هو فتح القدس يوم 2 أكتوبر 1187، في معركة حطين.
اليمن
كان شيركوه عندما انطلق إلى الجنوب بحزاء البحر الأحمر باسطا نفوذه على اليمن ومدخلها تحت حكم الأيوبيين في الشام.
بعد صلاح الدين
عوضا عن تأسيس إمبراطورية مركزية فقد ولى صلاح الدين أبناء عشيرته على إمارات وراثية في مختلف الأقاليم التي سيطر عليها.
فحكم أخوه العادل في الجزيرة وشرق الأردن وأخوه طوغتكين في اليمن وأبناء أخوته في بعلبك وحماه وأبناء شيركوه في حمص.
و بعد وفاة صلاح الدين سنة 1193 قسمت باقي مملكته بين أولاده الثلاثة، فنال أكبرهم الأفضل [[دمشق]] وكان من المفترض أن يكون سلطانا أعلى على كل الباقين ففي دمشق مقر صلاح الدين ومركز للدولة، كما نال العزيز مصر، وحكم ثالثهم الزاهر حلب.
إلا أن أبناء صلاح الدين اختلفوا فيما بينهم فرفض العزيز والزاهر الاعتراف بسلطة أخيهم الأفضل، وفي ذات الوقت، سعى الموالي الشماليون للأيوبيين الذين كان صلاح الدين قد أخضعهم، الزنكيين والأرتوقيين، إلى استعادة استقلالهم، وقد تمكن العادل من كبح جهودهم تلك إلا أن الوضع ظل غير مستقر.
في ذات الأثناء وصلت الأمور ما بين العزيز والأفضل إلى حد الانهيار، عام 1194، توسط عمهم العادل ما بين الأخوين، وتوصلوا إلى اتفاق تسلم بموجبه فلسطين إلى العزيز، بينما يسود الزاهر على اللاذقية في مقابل أن يعترف الاثنان بسيادة عليا لأخيهما الأكبر في دمشق.
إلا أن هذا الاتفاق لم يستمر طويلا، فتواجه الاخوة مرة أخرى، وجاء العادل مرة أخرى لنجدة الأفضل، وهزموا العزيز في مصر، لكن العادل تراجع عن دعم الأفضل الذي كان حكمه يلقى معارضة واستياء محكوميه في أنحاء مملكته، وتحالف مع العزيز ودخل الاثنان دمشق سنة 1196 ونفيا العادل إلى صلخد في حوران وتولى العادل الحكم في دمشق والعزيز في مصر وفي نوفمبر 1198 مات العزيز في حادث صيد وخلفه ابنه الأكبر المنصور وهو صبي في الثانية عشرة. وزراء العزيز القلقين من أطماع العادل استدعوا الأفضل ونصبوه وصيا على عرش مصر باسم ابن أخيه، وكان الأفضل والزاهر قد تحالفا ضد عمهما العادل بينما كان يقمع تمردا للأرتوقيين في الشمال، وانضم إليهما معظم الأمراء الأيوبيون، فعاد العادل سريعا إلى دمشق ليواجه جنود أبناء أخيه تاركا ابنه الأكبر الكامل ليقود العمليات ضد الأرتوقيين، إلا أن جيوش الأمراء الأيوبيين حاصرت العادل في قلعته ستة أشهر، استغلها العادل ليستميل كثيرا من حلفاء أبناء أخيه، ووصل الكامل بمدد في يناير 1200 ونصر العادل وانتصر على الأخوة.
واصل العادل في دمشق انتصاره بأن غزا مصر وسيطر عليها تماما وأجبر الأفضل على اللجوء مرة أخرى إلى صلخد جنوب سوريا ووضم العادل مصر إلى حكمه إلى أن الزاهر هدده مجددا في الشمال بالتحالف مع الأفضل، إلا أن العادل تمكن مرة منهم وأخضع كل أقربائه نهائيا.
بموجب الاتفاق الذي توصلوا إليه في 1201 احتفظ الزاهر بحلب وأعطي الأفضل فرقين في ديار بكر، وكان على المنصور أن يكتفي بالرها في الجزيرة السورية، بينما بقيت دمشق ومصر وأغلب الجزيرة تحت جكم العادل ينوب عنه فيها أبناؤه الكامل والمعظم والأشرف على الترتيب، وبهذا أعاد العادل توحيد الدولة الأيوبية وعاصمتها دمشق.
بعد العادل
بموت الملك العادل أبى بكر بن أيوب سنة 1218 تكررت أحداث مشابهة لما سبق، ومرة أخرى بعد موت ابنه الكامل ناصر الدين محمد بن العادل في 1238، إلا أن الدولة الأيوبية في مجملها صمدت حتى مقتل توران شاه آخر السلاطين الأيوبيين في مصر سنة 1250، وخلفته أرملة الملك الصالح نجم الدين أيوب شجرة الدر وعز الدين أيبك مؤسس دولة المماليك البحرية.
قضى خانات المغول على سلالة الأيوبيين في دمشق وفي حلب عام 1260 م، لكن بعد أن هزم المماليك المغول في عين جالوت وحكم الأيوبيين في حمص عام 1262 م، بينما استمر حكم فرع للأيوبيون في حماه حتى سنة 1344 م وأصبحت سوريا ومصر تحت حكم المماليك.
كما كان فرع مستقل للأيوبيين في اليمن وكذلك في ديار بكر.
قائمة السلاطين
سلاطين الأيوبيين وولاتهم على الأقاليم الحاكم الحياة الحكم
1 الناصر صلاح الدين أبو المظفر يوسف بن أيوب 1137-1192 1174-1192
2 العزيز عماد الدين أبو الفتوح عثمان بن صلاح الدين ….-1198 1192-1198
3 المنصور ناصر الدين محمد بن العزيز ….-…. 1198-1200
4 العادل سيف الدين أبو بكر أحمد بن أيوب ….-…. 1200-1218
5 الكامل ناصر الدين محمد بن العادل ….-…. 1218-1238
6 العادل سيف الدين أبو بكر بن الكامل ….-…. 1238-1240
7 الصالح نجم الدين أبو الفتح أيوب بن الكامل 1205-1249 1240-1249
8 المعظم توران شاه بن نجم الدين ….-…. 1249-1250
9 عصمة الدين أم خليل شجرة الدر* ….-…. 1250-1250
10 مظفر الدين "الملك الأشرف" موسى بن المسعود يوسف بن ناصر الدين محمد ….-…. 1250-1252
الأيوبيون نجم الدين أيوب – شيركوه – صلاح الدين الأيوبي
أيوبيو مصر صلاح الدين الأيوبي – العزيز بن صلاح الدين – المنصور محمد بن عماد الدين – العادل أحمد بن أيوب – الكامل – العادل أبو بكر بن الكامل – الصالح أيوب – توران شاه – شجرة الدر
أيوبيو اليمن توران شاه بن أيوب – سيف الإسلام طغتكين – معز الدين إسماعيل بن طغطكين – الناصر أيوب بن طغطكين – المظفر سليمان بن طغطكين – المسعود صلاح الدين يوسف بن طغطكين
أيوبيو حماة المظفر عمر بن توران شاه بن أيوب – المنصور محمد بن عمر – الناصر قلج أرسلان بن محمد – المظفر محمود بن محمد – المنصور محمد بن محمود
المعينون من قبل المماليك:
المظفر محمود الثاني بن محمد – عماد الدين إسماعيل بن نور الدين علي بن المظفر محمود – الأفضل محمد بن إسماعيل
أيوبيو حلب العادل أحمد بن أيوب – الظاهر غازي بن صلاح الدين – العزيز محمد بن غازي – الناصر يوسف بن محمد
أيوبيو حمص أسد الدين شيركوه – القاهر محمد بن شيركوه – المجاهد شيركوه بن محمد – المنصور إبراهيم بن شيركوه – الأشرف موسى بن إبراهيم
أيوبيو دمشق صلاح الدين الأيوبي – الأفضل علي بن صلاح الدين – [[]]
أيوبيو ديار بكر [[]]
ارجو التقييم