معجزة الاسراء والمعراج العظيمة
——————————————————————————–
قال الله تعالى : {سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من ءاياتنا انه هو السميع البصير } سورة الاسراء
ان الاسراء والمعراج ءايتان من ءايات الله تبارك وتعالى , ومعجزتان من معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الباهرات وقعتا على خلاف المألوف من سُنن الخلق اذ لم يعهد قبل ذلك ان احدا من البشر قطع مثل هذه المسافة الطويلة
من المسجد الحرام بمكة الى المسجد الاقصى بالقدس ثم اخترق السموات السبع وعلا فوق ذلك الى ما شاء الله سبحانه وتعالى ثم عاد الى مكة في فترة يسيرة من الليل وهي نحو ثلث ليلة , فسبحان الله القدير على كل شيء .وليعلم انه ليس المقصود من المعراج ان يصل الرسول عليه الصلاة والسلام الى مكان مكان في السموات او في العرش او غير ذلك من العالم العلوي هو مركز ومكان لله عزّ وجلّ فهذا ضلال مبين واعتقاد باطل لا يليق بالخالق عزّ وجلّ لان المكان والحيز من صفات المخلوقين والله سبحانه وتعالى لا يوصف بصفات المخلوقين .
الرسول صلى الله عليه وسلم اخبر ان جبريل _ امين الوحي _اتاه بالبراق وهو دابة من الجنةبيضاء يقع حافرها حيث ينتهي طرفها
وركبه وانطلق بهما وانزله جبريل ول مرة في المدينة المنورة فصلى بها ثم انطلقتبهما حتى وصلا الى طور سيناء فصلى هناك ثم الى بيت لحم
فصلى هناك ايضا .
من عجائب وحكم رحلة الاسراء
ان الرسول صلى الله عليه وسلم راى ابليس متنحيا عن الطريق يدعوه
وراى قوما يزرعون ويحصدون في يومين فقال جبريل الامين لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هؤلاء المجاهدين في سبيل الله .
وراى الحياة الدنيا متاع الغرور بصورة عجوز الى غير ذلك من الايات والعجائب .
ان الحكمة التي تتجلى لنا في ذلك ان الدنيا مآلها الى الزوال وان ما فيها من زخارف دنيوية ومتاع وطيبات ولذائذ شهية وما فيها من اماكن وعمران جميلة وقصور ومبان عالية بهية المنظر مصيرها الى الفناء والخراب والزوال
__________________
قال الامام علي رضي الله عنه "من زعم أن الهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود "