التصنيفات
القسم العام

فريق بحثي سعودي يتوصل إلى أسباب مرض التوحد -للتعليم الاماراتي

بسم الله الرحمن الرحيم
لقد حاول العلماء والباحثون فى معرفة اسباب التوحد وفى الوقت نفسه اجتهد المربين والمعلمين
في محاولات جاده فى اخراج الطفل التوحد من عالمهم الى عالم اخر يستطعون التفاعل فيه ولو بشي
بسيط ……
ومن بين ذلك كله دراسه سعوديه كان عنونها
فريق بحثي سعودي يتوصل إلى أسباب مرض التوحد
في إنجاز متقدم على مستوى العالم فريق بحثي سعودي يتوصل إلى أسباب مرض التوحد

الرياض – "إخبارية الجوف"الجوف -صحيفة اخباريةتوصل فريق بحثي سعودي إلى نتائج دراسة تتنبأ بأسباب مرض التوحد للأطفال المصابين بهذا المرض، في إنجاز يعد من الدراسات المتقدمة على مستوى العالم. وأظهرت نتائج الدراسة أن ارتفاع معدل الأجسام المضادة لبروتين مغلف للمخ كانت أعلى في المصابين بدرجة أعلى من التوحد مقارنة بالآخرين الذين لديهم درجة أقل من هذا المرض، ما يرجح وجود خلل في جهاز المناعة. وأوضحت لصحيفة الاقتصادية البروفيسورة ليلى بنت يوسف العياضي استشارية فسيولوجيا المخ والأعصاب مديرة المركز الجامعي لأبحاث وعلاج التوحد، أن النتائج الأخيرة للدراسة التي أعدها فريق بحثي علمي سعودي، تُظهر أن وجود مستويات مرتفعة وذات دلالة من الأجسام المضادة للبروتين المايليني الأساسي المغلف للأعصاب، وأيضا أجسام مناعية مضادة للجانجليوسيد ام 1 الموجودة في الغلاف الخارجي للخلايا وبالأخص الخلايا العصبية والذي له علاقة بالتوصيل العصبي داخل مخ الإنسان، سبب رئيس في حدوث اضطراب التوحد. وأضافت أن النتائج الأخيرة للدراسة التي أعدها فريق العمل البحثي بجهود مشتركة من المركز الجامعي لأبحاث التوحد وكرسي الشيخ محمد العمودي لأبحاث التوحد، أن هذه المستويات كانت ذات علاقة بمستوى التوحد، حيث ارتفعت في المصابين بدرجة أعلى من التوحد مقارنة بالآخرين الذين لديهم درجة أقل من هذا المرض، ما يرجح وجود خلل في جهاز المناعة الذي قد يشير إلى أن الخلل المناعي هو المسبب لاضطراب طيف التوحد في هذه المجموعة، الذي يرجح بدوره إمكانية التحكم في الاضطراب عن طريق التدخلات المناعية المختلفة. وبينت المشرفة على كرسي الشيخ محمد العمودي لأبحاث التوحد، أن النتائج هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، وأن هناك مستويات أعلى من مادتي الإستيبونتين والبروقرانيلين، والمادتان عبارة عن بروتينات ذات علاقة بكميه الخلل الذي يصيب الخلايا وبالأخص الخلايا العصبية، وهي مؤشرات بروتينيه للخلية العصبية وكانت مستويات المادتين ذات علاقة بمستوى التوحد لدي العينة المدروسة. ما يرجح صحة النتائج الأولى. وتم نشر هذه النتائج جميعها في مجلات علمية عالمية وهي مجلة نيوروانفلاميشن الأمريكية Journal of Neuroinflammation، ومجلة المخ والسلوكيات والمناعةBrain Behavior and Immunity. وفيما لا توجد إحصاءات رسمية لعدد مرضى التوحد في المملكة، إلا أن هناك تقديرات تشير إلى أن عدد المصابين في ازدياد مستمر في السعودية بأكثر من 10 في المائة، كما أنه يوجد جمعيتان للتوعية بالتوحد، وأكثر من 420 سعوديا مصابا بالتوحد يتلقون العلاج في دول مجاورة، بسبب عدم وجود مراكز كافية لتأهيلهم داخل المملكة.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

تقرير عن مرض التوحد تعليم الامارات

الـــــتـــــوحـــــــــد

تعريف التوحد..

هو نوع من الإعاقة التطورية الناتجة عن إضطراب عصبي يظهر خلل في وظائف الدماغ و يصيب الطفل خلال الثلاث سنوات الأولى فالطفل يبدأ بالتوحد على نفسه و إطلاق العنان لعالمه الخاص بعيدا عن التواصل مع من هم حوله و قد يكون عالمه عالم مليء بالضجيج و قد يكون خاملا يملأه الصمت القاتل..

أما الجمعية الأمريكية… فعرفت التوحد..

هو إعاقة تطورية تظهر دائما في الثلاث سنوات الأولى من العمر و ذلك نتيجة الإضطرابات العصبية التي تؤثر على وظائف المخ و تسبب ضعف التواصل اللفظي و اللغير لفظي و ضعف في التواصل الإجتماعي و انشطة اللعب التخيلي…

نشأة هذا المرض..

إن ظهور مرض التوحد ليس بالحديث.. حيث أنه كان اول ظهور له عام 1943 و لكن هناك إختلاف في نسبته بين ما كانت عليه و ماهي عليه اليوم فاليوم هي من 4:5 لكل 10000 نسمه و كذلك و بالذكور أكثر منه بالإناث 4:1

مسبباته..

• بما أن نسبة الإعاقة الذهنية في مرض التوحد هي من 60الى 70 % فإن هذا دليل على وجود خلل في منطقة ما بالمخ.. و يتم تحديد مكان الخلل بتحديد وقت حدوثه كأن يكون في فتره الإخصاب او فترة الحمل او فترة مابعد الولادة .

• وقد يكون السبب خلل جيني و لكن للآن لم يتم تحديد الجين..

• تناول عقاقير ضارة أثناء فترة الحمل.

• هناك جدل عن علاقة مطعوم (إم إم آر) مع الإصابة بالتوحد.

• عوامل بيئية نفسية للطفل تحفز ظهور المرض…

• عدم قدرة جسم الطفل على التخلص من المواد الثقيلة كالرصاص..

• نقص بعض الفيتامينات مثل B6

التشخيص…

حتى نستطيع التشخيص علينا أن نتعرف أولا على الأعراض التي تظهر على المريض…

• إنعدام الإتصال الإجتماعي..

• إنعدام الإتصال البصري والتتابع البصري…

• ظهور حركات نمطية كالصراخ التصفيق العض …

• التعامل مع كل ماحوله و كأنه جماد فيقترب من الشخص يشمه يتحسسه بلسانه…

• عدم الإستجابة للأوامر …(مثل عدم القدرة على مسك الأشياء و عدم القيام بأي أمر يطلب منه…)

• بعضهم يظهر حركة و نشاط زائد و البعض الآخر خمول شديد..

• لا يمكنه اللعب ضمن مجموعة ..

عند توفر هذه الأعراض و التي يتم التعرف عليها بالملاحظة تتم عملية التشخيص عن طريق فريق عمل كامل وهو مكون من..
• طبيب أطفال
• طبيب أعصاب
• أخصائي نفسي أطفال
• أخصائي تخاطب
• أخصائي إجتماعي
• أخصائي تربية خاصة

و هناك عدة مقاييس معتمدة في عملية التشخيص و منها

• إختبارات القدرات المعرفية مثل مقياس وكسلر ومقياس ستانفورد بينيه
• إختبار النضج الإجتماعي ..

و بعض الإختبارات الأخرى التي من شأنها أن تدرس الحالة بأكملها و تحدد درجة التوحد…

العلاج…

يتم وضع برنامج شامل متكامل بشكل فردي (خطة علاجية فردية),و لضمان نجاح هذه الخطة يتم تدريب أهل الطفل التعاون معهم و يتلخص البرنامج بالنقاط التالية ..

1-التدريب على المهارات الحياتية اليومية الإستقلالية (العناية الذاتية) مثل خلع الملابس و ارتدائها, تنظيف الأسنان ,تمشيط الشعر ,غسل اليدين والوجه, مهارات مائدة لطعام و تناوله ,استعمال بعض الأجهزة و الأدوات.

2-التدريب على المهارات الإجتماعية:
أ*. مسلكيات التفاعل و العلاقات الإجتماعية.. مثل التواصل البصري, النظر للمتحدث ,إختيار الألعابالدمى , تحديد مكان اللعب و تحية الآخرين
ب.اللغة و الكلام(اللغة الإستقبالية و اللغة غير اللفظية)تدريب الرأس و العينين على الإستدارة للإنتباه و متابعة الشخص المتحدث ,الإنتباه بمجرد ذكر إسمه,النظر للأجسام التي توضع أمامه و كذلك عند إسقاطها أمام عينه,إختيار اللعبة المفضلة ,الإستجابه لأمر جزئي واحد ومن ثم الزيادة بالترتيب و تكثيف الأمر..
ج.اللغة التعبيرية مثل إعادة الأصوات ,توظيف الصراخ بإصدار أصوات لفظية بدلا عنه,الإشارة لموضوع يريده مع إصدار صوت رمزي,تقليد الأصوات الصادرة عن مدربه..
د.الإذعان و إطاعة الأوامر اللفظية…متابعتها ,فهم المطلوب من الأمر,تنفيذ المهمة و البدء بها,الإستمرار بتنفيذها,الإنتهاء من التنفيذ,الإستعداد لتقبل أخرى…
3- تعديل السلوك العام لنصل الى مرحلة تجعله أكثر قدرة على التعايش مع البيئة المحيطة به.
4- إعطاء أدوية تساعد المريض و تتم من قبل الأطباء المشرفين على الحالة..
5- يتم عادة إتباع حمية غذائية خاصة مع أخصائي تغذية خاصة أن الطفل في هذه المرحلة هو في مرحلة نمو.. مثلا في حالة النشاط الزائد نمنع الأهل من إعطاء الطفل الشوكولا و كذلك الإعتماد على العصائر الطازجة .

عزيزي القارئ … يبقى مريض التوحد هو أحد أركان مجتمعنا و ليس ركنا مهملا فدعونا نمد له يد العون لنصل به الى بر الأمان و نصنع منه فردا قادرا على التعايش في المجتمع و بعيدا عن عالمه الذي توحد به و قد نصنع منه فردا نافعا في مجتمعنا إن أحسنا تدريبه و شخصت حالته منذ البداية دون ان يهمل..
م
تفع الله به

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
القسم العام

البلوغ ومشكلاته والتوحد في الامارات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

مرحلة البلوغ هي مرحلة من مراحل نمو الإنسان، وتعتبر من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته لأنها مرحلة لا توثر على سلوك الفرد في هذه المرحلة العمرية فقط بل توثر عليه في جميع المراحل التالية لها واهم ما يميز هذه المرحلة هو حدوث نمو جسدي ونضج جنسي . وكلمة البلوغ (Puberty) مشتقة من الكلمة اللاتينية (Pubertas) والتي تعنى النضج أو حالة البلوغ (Adulthood). وتتم عملية البلوغ بحدوث بعض التغيرات الهرمونية بواسطة ذلك الجزء فى المخ المعروف باسم "هيبوثالامس – Hypothalamus" الذي يُحفز الغدة النخامية، وهى بدورها تنشط الغدد الأخرى. وهنا يبدأ الجسم في إفراز ، هرمون التناسل الذكرى وهو "التيستيرستيرون" لدى الذكور وهرمون التناسل الأنثوي وهو "الإستروجين" لدى الإناث وتبدأ مرحلة البلوغ عند الإناث فى سن مبكرة (8) سنوات، أما الذكور فبعد هذه السن بعامين أي عند الوصول لسن (10) سنوات. وتقوم "الهيبوثالامس" بإرسال إشارات بالتغيرات الهرمونية التي تحفز بدورها الغدة النخامية، وفى المقابل تقوم الغدة النخامية بإفراز هرمونات منشطة للأعضاء التناسلية تسمى (Gonadotrophins) التي تحفز كلاَ من الأدرينالين والخصية أو المبيض (Gonads). ومن هذه الغدد يأتي فيضان الهرمون الجنسية: التيستيرستيرون والإندروجين عند الذكور الإستروجين والبروجيستين عند الإناث، وتقوم الهرمون الجنسية بتنظيم نمو الأعضاء التناسلية وعلى الرغم من تشابه الهرمون التي تفرزها الغدة النخامية (Gonadotrophins) إلا أن الهرمونات الجنسية التي تُفرز تكون مختلفة كلية عند الذكور والإناث. وهنا نلاحظ ملاحظة هامة جدا وهى أن الخبرة التي يمر بها الذكور والإناث أثناء مرحلة البلوغ هي خبرة جديدة لم يتعود عليها لا الإناث ولا الذكور وهنا نجد أن العديد من الذكور والإناث قد أصيبوا بحالة من عدم التوازن وقد يصاحبها حدوث بعض الاضطرابات النفسية. هذه التغيرات لا تحدث بين عشية وضحاها وإنما تتم على فترات طويلة. وتتأثر حدوث التغيرات ببعض العوامل منها الجينات ، بالإضافة إلى أسلوب التغذية كما تعتبر فترة البلوغ هي فترة الضغوط النفسية والجسدية على كل من الفتى والفتاة ، لأن التغيرات التي تحدث فيها وقدرة الشخص الذي يمر بها على التكيف ومواجهة هذه التغيرات تكون بمثابة التحديات التي يواجهها الفرد إما أن تمر بسلام أو ينتج عنها اضطرابات نفسية.

هذا بالنسبة للبالغ العادي والذي يجب على الإباء والأمهات أن يتوخوا الحذر والحيطة حتى تمر هذه المرحلة بسلام أما بالنسبة للتوحدى فالمشكلة تحمل قدرا كبيرا من الصعوبة فالتوحدى بالإضافة إلى المشكلات التي يتعرض لها البالغ العادي يتعرض التوحدى الى العديد من المشكلات المرتبطة بالتوحد والبلوغ في وقت واحد ومن المشكلات التي يتعرض لها المصابون بالتوحد، نمو الرغبة الجنسية وظهور حالة الاستمناء عند الأولاد مما يدفعهم إلى ممارستها – دون إدراك عادات المجتمع وقوانينه- أمام الناس في المكان العام.كما أن هذه العادة تدخل ضمن السلوك الروتيني للتوحدى وهنا تصبح بالإضافة إلى المتعة المرتبطة بهذه العادة قد أصبحت عادة روتينه لإصابة البالغ بالتوحد.
كذلك يظهر لديهم الميل إلى الجنس بمظهر غير ناضج، فيكون لديهم فضول طفولي متعلق بالأجساد، وقد يبادر أحدهم بسذاجة وبراءة إلى خلع ملابس الأطفال الآخرين.
أما الفتيات فإن عملية الحيض والعادة الشهرية غالبًا ما تبدأ لديهن خلال الوقت الزمني نفسه الذي تبدأ فيه عند الفتيات الطبيعيات.وهنا أيضا تظهر لدى الفتاة العديد من المشكلات التي تتعلق بالنظافة الشخصية والميل إلى الجنس الأخر والفضول والتي لا تعرف الفتاة ولا تدرك كيف تتصرف في هذه الأمور
ولمواجهة الرغبة الجنسية لدى هؤلاء المصابين بالتوحد لا بد من عمل التوعية اللازمة والقيم بتدريب التوحديين مبكرا وتأهيلهم لتقليل المخاطر الناجمة عن القيام بأمور تخالف معايير المجتمع وأخلاقياته، ومنع المصاب من ممارسة أي عمل غير مقبول اجتماعيًا.
إلى جانب ذلك لا بد من توعية الفتاة بالدورة الشهرية وتدريبها على استخدام أغطية خاصة من البلاستيك، وتوعية المراهقات بأمور الحمل والولادة.

والحقيقة أن للأسرة دورًا بالغ الأهمية في مواجهة مرحلة البلوغ عند التوحديين، حيث يجب على الآباء مواصلة الجهد في تعليم القواعد السلوكية العامة وقوانينها. كما يجب عليهم تنظيم وتوفير الفرصة الملائمة للدمج للتوحديين مع البالغين والمراهقين، واختيار رفاقهم بعناية ودقة.
كذلك يجب على الآباء تفهم حالة البالغين والمراهقين من التوحديين، للتعامل معهم بسلوك مدروس في كل موقف من المواقف التي قد يواجهها التوحدى .

أما في مجال التعليم فيجب اختيار التعليم المناسب لقدرات هؤلاء الأشخاص، وتدريبهم على إنجاز مهارات مناسبة تمنحهم جزءًا من الاستقلالية في حياتهم كما انه من الضروري أن تتعاون الأسرة في دراسة كيفية إعداد التوحدى للحياة التي تتناسب مع ظروفه العقلية، وذلك في ارتياده مختلف الأماكن مثل الأسواق .

م

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف التاسع

بيًن آلتعصب والتوحد تابع لدرس موقف الإسلام من التعصب -للتعليم الاماراتي

السلآم عليكم وآلرحمه

التمييز السلبي هو واحد من الثمار المرة لشجرة التعصب، أو فلنقل هو أخطر الأعراض التي تظهر على جسد ضربه فيروس التعصب. . التمييز السلبي ضد أفراد أو مجموعات داخل مجتمع ما، ليس إذن مرض، لكنه عرض لمرض مجتمعي هو التعصب، الذي قد يكون موروثاً أو طارئاً. . قد يرجع إلى أساس تكوين المجتمع، وطبيعة علاقاته الثقافية والاقتصادية. . وقد يكون التعصب عنصراً مستجداً، أوجدته متغيرات وتأثيرات داخلية أو خارجية، الأغلب لا تكون تلك المتغيرات قد خلقت هذا التعصب من العدم، وإنما نفخ&EcirEcirc; فيه الحياة فتمدد بعد انحسار، وتعملق بعد ضآلة وكمون.

نستطيع أن نتحدث عن تعصب مادي وتعصب أدبي، إذا تأملنا في المعاني المحملة على كلمة "تعصب" واستخداماتها في حياتنا، فنحن نستخدم كلمة تعصب بمعنى الانتماء القوي والمتحمس لأمر ما، قد يكون جماعة معينة، أو فكرة أو عقيدة أو أيديولوجيا يقتنع بها الإنسان، وقد يكون التعصب لكيان أدبي، مثل ناد أو فريق رياضي يشجعه الإنسان ويتعصب له. . فالتعصب قد يتم على أسس مادية، مثل الانتماء إلى عرق أو جنس معين من البشر، وأقل منه في درجة المادية، التعصب لأصحاب مهنة أو لفريق للكرة مثلاً، أما إذا كان التعصب لفكرة أو عقيدة، فيكون في أغلبه تعصب أدبي، وإن كان له انعكاساته المادية.

لكن قد يبدو غريباً للوهلة الأولى، أن نتحدث عن تعصب إيجابي وآخر سلبي. . ما نقصده هنا ليس مجرد وصف لنتائج التعصب، وإنما يمتد الوصف لطبيعة التعصب ذاته. . فإذا كان التعصب يعني الارتباط أو الانتماء لجماعة أو لفكرة سيان، فإن طبيعة هذا الارتباط هي التي توصف بالسلبية أو الإيجابية، فإذا كان ما يربط بين الفرد والكيان المتعصب له، أو ما يشده إليه، يرجع لمزايا يراها في هذا الكيان، تؤدي لتكون شعور بالحب أو بالاقتناع لدى الفرد، فإن هذا يعد ارتباطاً إيجابياً.

أما إذا كان ما يربط الفرد بالكيان المتعصب له، هو كراهية كيانات أخرى موجودة بنفس الساحة أو المحيط، أو الخوف منها، بما يجعله يرتبط بكيانه المختار، فإن عوامل الربط أو الانتماء هنا تكون سلبية. . هي عوامل تنافر مع آخر، تلك التي دفعتني للالتصاق بمجموعتي، التي قد لا يكون بيني وبينها في هذه الحالة أي مشتركات مادية أو أدبية.

نستطيع أن نأخذ مثالين من الساحة السياسية، يوضحان المقصود بالتعصب الإيجابي والسلبي، مع الأخذ في الاعتبار أن المقصود بالتعصب حتى الآن هو مجرد الشعور بالانتماء، ولم ندخل بعد في الوجه الآخر من التعصب سيء السمعة. . لدينا انتماء دول وشعوب ما نعرفه بالاتحاد الأوروبي، نجد أن التوافق في نظم وأفكار وثقافات هذه الشعوب، هي التي جعلت مسيرتها نحو التقارب والتوحد تتقدم باستمرار، حتى صارت لها عملة واحدة، وبرلمان موحد، وغيرها من مظاهر ربما أهمها إلغاء تأثيرات الدخول فيما بينها، ليتنقل الفرد الأوروبي بين بلدان ومدن أوروبا، كما لو كانت لدولة واحدة. . عناصر التوحيد إذن ترجع إلى طبيعة تلك المكونات، وليس لعناصر خارجة عنها. . هو انتماء أو فلنقل تعصب إيجابي. . يلحق بهذا المثل، حالة اقتناع بمهارة فريق لكرة القدم، بحيث نرى مثلاً أن "الزمالك مدرسة، لعب وفن وهندسة"، وبغض النظر عن حقيقة تصور الإنسان عما ينتمي إليه، إلا أن ما يربطة بهذا الفريق هو مجرد إعجابه بأدائه، وليس كراهية باقي الفرق المنافسة له. . هنا يكون التعصب أيضاً إيجابياً.

المثال الآخر هو حالة الجامعة العربية، التي تعتبر المقابل للاتحاد الأوروبي. . لو تأملنا في أحوال تلك الدول المسماة عربية، وفي الخطاب السياسي والثقافي الداعي لوحدتها، سنلحظ غياباً شبه تام لعناصر التوافق بينها، فرغم أن هنالك بالفعل الكثير من عناصر التكامل الاقتصادي مثلاً بين هذه الدول المتجاورة، فما يتوفر لدى هذه الدولة ويفيض عن حاجتها ينقص الأخرى، التي تتمتع بمزايا يمكن أن تقايضها مع ما تحتاجه، إلا أن تواري مثل تلك التوجهات من دعوة العروبة واضح جلي، ليتصدر المشهد بدلاً منه، حالة عداء وتخويف من الآخر، الذي هو الصهيونية والإمبريالية وما شابه من التسميات ذات الوزن الثقيل!!. . هكذا تكون الوحدة العربية المزعومة وحدة تقوم على تعصب سلبي، لأنها تتأسس على كراهية آخر، وليس على حب أو توافق بين المكونات التي تتأسس منها.

في الكيانات التي تقوم على عوامل توحد (تعصب) إيجابي، لا يكون هناك مبرر لتمييز سلبي ضد آخر عدو. . فالسائد هو التوافق المؤدي للتجاذب بين الأفراد، وليس التنافر مع آخرين، يمارس ضدهم التمييز السلبي. . هنا لايستخدم مفهوم (تعصب) بمحمولاته السيئة لوصف الرابطة داخل تلك الكيانات، ليستخدم بدلاً منه مفهوم "توحد" الأكثر مناسبة للدلالة على طبيعة تلك الكيانات، ليقتصر استخدام مفهوم "تعصب" على تلك الكيانات التي تقوم على كراهية عناصر خارجية، أو التنافر معها، ذلك الذي وصفناه بالتعصب السلبي.

لنا الآن أن نتساءل عما يمكن أن تكون عليه أحوال مجتمعات أو دول، تقوم على التوحد فيما بينها، مقارنة بأخرى تقوم على التعصب. . شتان الفرق بين أفراد تتأسس علاقاتهم على عوامل توافق بينهم، يبحثون عنها، أو ينقبون عليها إن لم تكن ظاهرة، ليقيموا عليها حياتهم، وبين أناس تقوم حياتهم على التخوف من آخرين وكراهيتهم، ولا يجدون للدعوة لتوحدهم، إلا لأن تتعالى أصواتهم بصيحات عداء لأناس آخرين، قد يلقبونهم بالإمبرياليين أو الصهاينة أو الكفار . . . إلخ!!

أهم ما ينبغي علينا ملاحظته، هو أن الكيانات التي تتأسس على التوحد، تبحث باستمرار عن عوامل التوحيد، لتحاول ضم المزيد والمزيد من الأفراد والكيانات إلى التجمع، والعكس بالنسبة لتك القائمة على التعصب، إذ دائماً تسعى إلى الفرز الاستبعاد، لتأكل أو تستهلك نفسها بنفسها، عبر انشقاقاتها الداخلية. . هنا يلعب نهج تجمعها دوراً معاكساً يؤدي إلى تدميرها من الداخل.

نرى هذا جلياً في مثالينا السابقين، ففيما تتزايد أعداد الدول المنتمية للاتحاد الأوروبي القائم على التوحد، نجد الجامعة العربية تتصدع، وتنقسم لجبهات متضادة متعادية، سواء علانية أو في الخفاء!!

هكذا أيضاً يكون حال الأوطان حيث تزداد الأوطان القائمة على التوحد قوة وتماسكاً، في حين أن تلك التي يشيع فيها التعصب تتفتت إلى مكونات صغرى متباغضة متعادية، لتعود تلك المكونات الصغرى للانقسام داخلياً. . ينقسم المصريون إلى مسلمين ومسيحيين متعادين ومتباغضين، لينقسم بعد ذلك المسلمون إلى سنة وشيعة، ثم ينقسم السنة إلى سلفيين وصوفيين وقرآنيين وغيرها من تقسيمات، وكذا تنقسم الشيعة إلى عديد من الطوائف. . لنجد المسيحيين أيضاً ينقسمون إلى أرثوذكس وكاثوليك وانجيليين. . ليس التنوع هنا هو المستهجن، فالتنوع ثروة قومية وإنسانية. . المشكلة هي في الروح التي تسود بين مكونات الكيان أو الوطن الواحد، هل هي روح توحد وتعاون على البناء والتعمير، أم روح تعصب وكراهية وعداء يفضي إلى الخراب!!

منقولً لعيونكمْ

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده