الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله معلم الخير للناس أجمعين.
تقريري يتحدث عن كتاب سنن الترمذي و هو من أميز كتب الحديث في الترتيب ، وقد أشتمل على الأحاديث الصحيحة و الحسنة و الضعيفة مع بيان درجاتها و التنبيه عليها ، و هو يعد من أهم مصادر الحديث الحسن ، و قد أضيف الى الأحاديث أقوال الصحابة و التابعيين و العلماء.
اسمه ونسبه
هو الإمام الحافظ العلَم المحدّث الجليل أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَورة بن موسى السُّلَمي التِّرْمِذِي.
وُلد في عام 209م (وقيل غير ذلك) بمدينة "ترمذ" الشهيرة – الواقعة على ساحل نهر "جيحون" من بلاد ما وراء النهر (في جنوب جمهورية أوزبكستان على حدود أفغانستان حسب التقسيم الجغرافي الحالي). وكان جدّ الإمام الترمذي من مدينة "مرو" [وهي من مدن في تركمنستان اليوم] في الأصل، ولكنه انتقل إلى مدينة "تِرْمِذْ" وولد الإمام فيها. وقيل بأن الإمام الترمذي وُلِد كفيفاً، إلا أن الإمام الذهبي يرجح بأنه أصيب بالعمى بسبب كثرة كتابته للعلم من أجل نشر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
طلبه للعلم ورحلاته الحديثية
امتثالاً للتوجيه النبوي الكريم "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة" –وكما هي عادة علماء الإسلام والمحدثين عبر التاريخ الإسلامي- بدأ الإمام الترمذي في رحلاته العلمية فسمع من علماء الحديث بخراسان والعراق والحرمين الشريفين وغيرها.
وكان أعظم شيوخه الإمام البخاري، كما أخذ الحديث من كبار المشايخ مشاركاً شيخه البخاري، كالإمام قتيبة بن سعيد ومحمد بن بشار وإسحاق بن راهويه وغيرهم.
من ثناء الأئمة على الإمام الترمذي قال الإمام الحاكم: سمعتُ عمر بن علّك يقول: "مات البخاري فلم يخلّف بخراسان مثل أبي عيسى، في العلم والحفظ والورع والزهد، بكى حتى عمي وبقي ضريراً سنين".
وقال أبو الفضل البيلماني: سمعت نصر بن محمد الشيركوهى يقول: سمعت محمد بن عيسى الترمذي يقول: "قال لي محمد بن إسماعيل (يعني الإمام البخاري): ما انتفعت بك أكثر مما انتفعت بي".
وقد روى الإمام البخاري حديثاً في صحيحه عن طريق تلميذه الإمام الترمذي.
وقال الإمام الذهبي في ترجمته للإمام الترمذي:
"محمد بن عيسى بن سورة؛ الحافظ، العلَم، الإمام، البارع…" إلى أن قال: "جامعه" قاضٍ له بإمامته وحفظه وفقهه، ولكن يترخّص في قَبول الأحاديث، ولا يشدّد…" الخ.
قوة حفظ الإمام الترمذي وذكائه
روى الإمام الذهبي في سيره عن الإمام الترمذي أنه قال عن نفسه:
"كنت في طريق مكة فكتبت جزأين من حديث شيخ، فوجدته فسألته وأنا أظن أن الجزأين معي، فسألته فأجابني، فإذا معي جزآن بياض، فبقي يقرأ علي من لفظه، فنظر فرأى في يدي ورقاً بياضاً، فقال: أما تستحي مني؟ فأعلمته بأمري وقلتُ: أحفظه! فقال: اقرأ! فقرأته عليه، فلم يصدقني وقال: استظهرتَ قبل أن تجيء! فقلتُ: حدثني بغيره! فحدّثني بأربعين حديثاً ثم قال: هاتِ. فأعدتها عليه، ما أخطأتُ في حرف".
كتابه "الجامع " وأقوال العلماء فيه صنّف الإمام الترمذي عدداً من الكتب الحديثية، أشهرها وأعظمها كتاب "الجامع المختصر من السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل"، وهو المشهور بـ"سنن الترمذي".
وللإمام الترمذي أيضاً كتاب "الشمائل المحمدية"، وكتاب "العلل"، وكتاب الزهد، وغيرها.
أما كتابه "الجامع" فقد وصفه الإمام الترمذي قائلاً:
"صنفتُ هذا الكتاب وعرضته على علماء الحجاز، والعراق، وخراسان، فرضوا به، ومن كان هذا الكتابُ في بيته فكأنما في بيته نبي يتكلم".
قال الإمام الذهبي معلقاً:
"كتابه "الجامع" فيه علم نافع، وفوائده غزيرة، ورؤوس المسائل، وهو أحد أصول الإسلام، لو لا ما كدّره بأحاديث واهية، بعضها موضوع، وكثير منها في الفضائل".
ثم أورد الذهبي ثناء الإمام أبي إسماعيل شيخ الإسلام على جامع الترمذي بقوله:
"جامع الترمذي أنفع من كتاب البخاري ومسلم، لأنهما لا يقف منهما إلا المتبحر العالم، و"الجامع" يصل إلى فائدته كل أحد".
"إنمَا الأَعمَالُ بالنّيات"
عن أَمِيرِ المُؤمِنِينَ أَبي حَفْصٍ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّما الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لكُلِّ امْرِىءٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلى اللهِ ورَسُولِهِ، ومَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أو امْرأةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إليه". رواهُ إمَامَا المُحَدِّثِينَ : أبُو عَبْدِ اللهِ محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيمَ بن المُغِيرةِ بن بَرْدِزْبَهْ البُخَاريُّ، وأبُو الحُسَيْنِ مُسْلِمُ بنُ الحَجَّاج بن مُسْلمٍ القُشَيْرِيُّ النَّيسابُورِيُّ في صَحِيحَيْهما اللَّذَيْنِ هُما أَصَحُّ الْكُتُبِ المُصَنَّفَةِ.
أهمية الحديث: إن هذا الحديث من الأحاديث الهامة، التي عليها مدار الإسلام، فهو أصل في الدين وعليه تدور غالب أحكامه. قال الإمام أحمد والشافعي: يدخل في حديث: "إنما الأعمال بالنيات" ثلث العلم، وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنية بالقلب أحد الأقسام الثلاثة.
مفردات الحديث: "الحفص": الأسد، وأبو حفص: كنية لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. "إلى الله": إلى محل رضاه نيةً وقصداً. "فهجرته إلى الله ورسوله": قبولاً وجزاءً. "لدنيا يصيبها": لغرض دنيوي يريد تحصيله.
سبب ورود الحديث: عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها : أم قيس، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر، فتزوجها، فكنا نسميه: مهاجر أم قيس. [رواه الطبراني بإسناد رجاله ثقات] .
المعنى العام: 1- اشتراط النية: اتفق العلماء على أن الأعمال الصادرة من المكلفين المؤمنين لا تصير معتبرة شرعاً، ولا يترتب الثواب على فعلها إلا بالنية. والنية في العبادة المقصودة، كالصلاة والحج والصوم، ركن من أركانها، فلا تصح إلا بها، وأما ما كان وسيلة، كالوضوء والغسل، فقال الحنفية : هي شرط كمال فيها، لتحصيل الثواب. وقال الشافعية وغيرهم: هي شرط صحة أيضاً، فلا تصح الوسائل إلا بها.
2- وقت النية ومحلها: وقت النية أو العبادة، كتكبيرة الإحرام بالصلاة، والإحرام بالحج، وأما الصوم فتكفي النية قبله لعسر مراقبة الفجر. ومحل النية القلب؛ فلا يشترط التلفظ بها؛ ولكن يستحب ليساعد اللسانُ القلبَ على استحضارها. ويشترط فيها تعيين المنوي وتمييزه، فلا يكفي أن ينوي الصلاة بل لا بد من تعيينها بصلاة الظهر أو العصر .. إلخ.
3- وجوب الهجرة: الهجرة من أرض الكفار إلى ديار الإسلام واجبة على المسلم الذي لا يتمكن من إظهار دينه، وهذا الحكم باق وغير مقيد.
-4يفيد الحديث: أن من نوى عملاً صالحاً، فَمَنَعَهُ من القيام به عذر قاهر، من مرض أو وفاة، أو نحو ذلك، فإنه يثاب عليه. والأعمال لا تصح بلا نية، لأن النية بلا عمل يُثاب عليها، والعمل بلا نية هباء، ومثال النية في العمل كالروح في الجسد، فلا بقاء للجسد بلا روح، ولا ظهور للروح في هذا العالم من غير تعلق بجسد.
5- ويرشدنا إلى الإخلاص في العمل والعبادة حتى نحصِّل الأجر والثواب في الآخرة، والتوفيق والفلاح في الدنيا.
6-كل عمل نافع وخير يصبح بالنية والإخلاص وابتغاء رضاء الله تعالى عبادة.
فاحرص على تحسين النية والإخلاص لله تعالى.
وفاة الإمام الترمذي:
توفي الإمام الترمذي في عام 279م في نفس مدينته التي وُلد فيها، وهي "ترمذ".
فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وجزاه خيرا كثيراً طيباً مباركاً فيه، لما قدّم لأمة الإسلام هذه المصنفات العظيمة ونشر الحديث الشريف وتسبب في هداية الألوف المؤلفة من الخلق إلى العلم النافع والعمل الصالح.
الخاتمة:
في نهاية تقريري اتمنى ان ينال اعجاب المعلمة ، ومثل ما ذكرت في البداية عن تقريري الذي يتحدث عن ((اهم رواية الحديث الشريف)) وتناولت فيه : اسمه و نسبه ، طلبه للعلم و رحلاته الحديثية ، وذكرت احدى احاديثه و هو بعنوان (الاعمال بالنيات )) …..الخ.
المصادر:
– سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي
– ميزان الاعتدال للإمام الذهبي
– تهذيب التهذيب – للحافظ ابن حجر
– كتاب العاشر (أهم رواية الحديث الشريف)
الفهرس
الغلاف ———————————————————————1
المقدمة ———————————————————————2
اسمه و نسبه —————————————————————-3
طلبه للعلم و رحلاته ——————————————————– 4
روى الإمام الذهبي في سيره عن الإمام الترمذي أنه قال عن نفسه—————-5
أمثلة على كتاب الترميذي —————————————————-6
وفاة الامام الترميذي ———————————————————7