السلام عليكم
التقرير في المرفقات
بس عدلوا فيه شوي
موفقين
- أمريكا اللاتينية (مقدمة+خاتمة).doc (33.5 كيلوبايت, 2420 مشاهدات)
السلام عليكم
التقرير في المرفقات
بس عدلوا فيه شوي
موفقين
يمنع وضع روابط لمدونة أخرى
البوربوينت في المرفقات ..
تشغل قارة أمريكا اللاتينية مساحة كبيرة تقدر بحوالي 20177600كم،تتنوع الموارد الأقتصادية و تضم دول أمريكا الوسطى و البحر الكاريبي و دول اكريكا الجنوبية و تحتوي على اكثر من 20دولة
موقعها ::
هي احدى قارات العالم الجديد و تقع في الجزء الغربي من خط غرينتش و يمر بها خط الاستواء في الأجزاء الشماليه تقع بين دائرتي عرض 32و 56شمالا و يحدها من الشرق المحيط الاطلسي و من الغرب المحيط الهادي و من الشمال أمركا الشمالية و البحر الكاريبي و من الجنوب التقاء المحيط الاطلسي مع المحيط الهادي و ينقسم سطح القارة إلى ثلاثة أقسام مثل جبال الأنديو التي تمد من الشمال إلى الجنوب و السهول الوسطى و الهضاب الشرقية و يتأثر مناخ القارة بعدة عوامل و تتنوع فيها الاقاليم المناخية و تزخر قارة امريكا الجنوبية بثروتها الزراعية و الحيوانية و المعدنية
v الجبال ::
تمتد السلاسل الجبلية من الشمال المكسيك حتى أقصى جنوب قارة أمريكا الجنوبية بشكل مستمر دون انقطاع و توازي هذه الجبال الساحل الغربي للقارة و تحصر بينها و بين المحيط الهادي سهولا ساحلية تختلف من الضيق و الاتساع
v الهضاب ::
تشغل الهضاب جزءا كبيرا من مساحة أمريكا الجنوبية و يتركز فيها معظم السكان و بخاصة في دول امريكا الوسطى و البرازيل و من أبرز الهضاب الموجودة هضبة المكسيك و هضبة جيانا و تاغونيا و هضبة اليرازيل
v السهول
تضم السهول الاتينية أحواضا نهرية مثل الامازرن و نهرا بارنا و براغوي و الاونيوكو
من اهم السهول اللاتينية ::
v سهول اللانوس:
أي الحشائش المدارية الطويلة و ينحصر بين جبال الانديز الشماية غربا و هضبة جيانا شرقا و يخترقه نهر الوريكو
v سهول السلفاس
أي سهول الغابات المدارية المطيرة و تنحصر بين جبال الانديز من الغرب و هضبة جيانا من الشمال
v سهول البمباس
تقع بين هضبة البرازيل شمالا و هضبة بتاغونيا جنوبا و يجري في هذه السهول نهر لابلاتا
v السهول الساحلية
تقسم إلى ::
v السهول الساحلية الغربية المطلة على المحيط الهادي
v السهول الساحلية الشرقية المطله على المحيط الاطلنطي و هي اكثر اتساعا
v
v المناخ و النبات الطبيعي ::
(المناخ المداري -المناخ الاستوائي – صحراوي أو شبة صحراوي – مناخ البحر المتوسط – المناخ المعتدل – مناخ جبلي – مناخ دافىء )
المناخ الاستوائي ::
يعد في نهر الامازون و تعد الغابات الاستوائية المظهر السائد في هذا الحوض
المناخ المداري ::
و يعد في السواحل الغربية و حوض الاوكرنيوكو و معظم هضبة البرازيل
المناخ الصحراوي ::
يمثل في سواحل شيلي و بيرولمورور لمرور تيار بيرو البارد
مناخ البحر المتوسط ::
يتمثل في وسط شيلي و تسقط الأمطار الاعصارية
المناخ المعتدل البارد ::
يتمثل في جنوب شيلي و امطارة طوال العام و تسود الغابات الصنوبرية
v السكان ::
يتوزع حوالي 60 % من سكان امريكا اللاتينية في البرازيل و الارجنتين و المكسيك و يتركزون في المناطق الساحلية و يقلون في المناطق الداخلية .
v الموارد و الانشطة الاقتصادية :
الزراعة و تربية الماشية ::
تعد من أهم الموارد الاقتصادية في القارة ومن اشهر المحاصيل الزراعية :: البن و قصب السكر و الموز و القمح و الارز و الذرة
التعدين و مصادر الطاقة ::
تتعدد مصادر الطاقة في امريكا اللاتينية مثل الفحم :في كولومبيا و شيلي و النفط في :: فنزويلا و المكسيك
الخاتمة
*تقرير عن أمريكا اللاتينية*
تحتوي أمريكا اللاتينية على أكثر من 20 دولة ، تمتد من " باتاجونيا " إلى " ريو برافو " . استطيع أن أؤكد أن الرفاق سوف يشكروني على عدم محاولتي التعرض بشكل تفصيلي للظروف السياسية والاجتماعية لكل دولة على حدة . أريد أن أتعرض فقط لبعض الاتجاهات الأكثر أهمية في المنطقة .
على نحو ما يعرف الرفاق ، فإن أمريكا اللاتينية منطقة سريعة التغير ، تشهد انفجار نضالات جماهيرية ضخمة ، وتبحث عن بديل للسياسات الفاسدة للبرجوازيات الصغيرة القومية. وتعاني من النتائج المأساوية لخضوع الجماهير للديكتاتوريات العسكرية القمعية . ولعب الاتجاه المراجع دورا حاسما في هذا التضليل ، خاصة في الستينيات وأوائل السبعينيات .
اليوم تبقي أمريكا اللاتينية أكثر المجتمعات استقطابا و اضطرابا سياسيا على ظهر الأرض. منذ عام 2022 ، تمت الإطاحة بعشرة حكومات على الأقل في تداعيات هذه الأزمة ، سواء عبر انقلابات أو انتفاضات جماهيرية فضلا عن الغزو الأمريكي لهاييتي .
في البداية ، من الضروري التعرف على الموضوعات التي تتداولها مراكز الأبحاث من واشنطن ووسائل الإعلام والأحزاب الكبرى في الولايات المتحدة .
الأول هو أن واشنطن فقدت نفوذها في المنطقة التي تعتبرها فناء خلفيا ، والثاني يرتبط بموضوع يسمونه " التحول نحو اليسار "
في أمريكا اللاتينية . هذه الظاهرة الأخيرة ، المرتبطة باليسار البرجوازي الصغير والمراجعين ، تقوم على أساس أنها تبدو وكأنها مجابهة ومواجهة حاسمة مع الإمبريالية ، وأيضا ، وكأنها طريق جديد للاشتراكية .
لكن الأمر ليس كذلك . فلا شك أن هناك أهمية موضوعية عميقة لانتقال السلطة في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية إلى قوى تنتمي بشكل أو بآخر لليسار ، ولها صوت معارض للسياسات الأمريكية .
هناك انزعاج متزايد في الدوائر الأمريكية الحاكمة من التطورات الجارية في المنطقة . في هذا الإطار ، نشرت " الفورين افيرز " في عددها الأخير مقالا بعنوان ( هل تخسر واشنطن أمريكا اللاتينية ؟ ) كتبها " بيتر هاكيم " ، رئيس الحوار بين الأمريكتين ، الممولة من جانب دوائر المال والأعمال ، وتقوم بدور الجماعة الفكرية التي تقدم رؤى استراتيجية للدوائر الحاكمة عن فتح أسواق في المنطقة . وفيها يشجب " بيتر هاكيم " ويدين إدارتي "كلينتون " و " بوش " ، لعدم اكتراثهم بأمريكا اللاتينية ، وهو الأمر الذي سمح بانفلات سطوة أمريكا على المنطقة بعد فترة سارت فيها أمريكا اللاتينية قدما في اتجاه اليمين .
في الحقيقة ، تراجع النفوذ الأمريكي في أمريكا اللاتينية ، سواء كان نتيجة لأخطاء في السياسة الخارجية أو لقرارات اتخذها هذا السياسي أو ذاك . فأنها ترجع لتغيرات في الاقتصاد العالمي ونتيجة للسياسات الكارثية الأمريكية أو المدعومة من أمريكا خلال الفترة التي يسميها " هاكيم " أن المنطقة خلالها كانت تتجه قدما نحو اليمين .
هذه التغيرات في الاقتصاد العالمي كانت نتيجة للعولمة و نتيجة للهبوط النسبي المتزايد في وضع الرأسمالية الأمريكية إزاء غرب أوروبا
مبدأ ( مونرو ) – الذي يقر برفض السياسة الأمريكية الخارجية لأي قوة خارجية عدا الولايات المتحدة بمد نفوذها إلى نصف الكرة الغربي – أصبح غير قائم . فعلى مدار قرنين ، نجحت الحكومات الأمريكية في وضع هذا المبدأ موضع التنفيذ . واستخدمت كمبرر للتدخلات الأمريكية في المنطقة ، وطوال القرن العشرين ، لفرض ديكتاتوريات عسكرية ولقمع الحركة الثورية للطبقة العاملة . و طوال تلك الفترة نشأت النظم البرجوازية القومية التابعة للإمبريالية الأمريكية . لكن التغيرات الاقتصادية حطمت هذا المبدأ والعلاقات السابقة .
منافسو الولايات المتحدة يكسبون نفوذا اقتصاديا
في غصون العقد الأخير ، تفوق الاتحاد الأوروبي على الرأسمالية الكوكبية كمصدر رئيسي للاستثمارات الخارجية المباشرة والتجارة في بلدان أمريكا الجنوبية . وإن بقيت الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول مع بلدان أمريكا اللاتينية ككل . وتتمتع بعلاقات اقتصادية قوية مع المكسيك في إطار اتفاقية النافتا الموقعة عام 1993 . حيث تذهب ثلثي الصادرات الأمريكية للمنطقة إلى المكسيك ، وتستغل العمالة المكسيكية الرخيصة في إنتاج السلع للسوق الأمريكي .
الأمر الأكثر إزعاجا لواشنطن ، أن الصين تلعب دورا متزايدا جنوب " ريوجراند " . الرئيس الصيني "هوجينتاو" ، ونائبه " زنج كوينفونج " ، قاما برحلتين لأمريكا اللاتينية خلال العامين الماضيين ، ووقعوا اتفاقيات تجارية وأخرى للتعاون العسكري . وأصبحت المنطقة مصدرا هاما للمواد الخام بالنسبة للصناعات الصينية . وتضاعفت واردات الصين من المنطقة ستة مرات خلال السنوات الستة الماضية ومن المتوقع أن تبلغ 100 بليون دولار في نهاية هذا لعقد .
كما تتعهد الصين باستثمار 100 بليون دولار في بناء الطرق والمواني وأعمال البنية الأساسية خلال العقد القادم . وتواصل الصين بناء العديد من المشروعات الكبرى ، خاصة في النفط في فنزويلا ، وفي الغاز الطبيعي في بوليفيا وفي المعادن الأساسية .
عقد الكونجرس الأمريكي جلستا استماع حول ما يعرف بالخطر الصيني أو بالتهديد الصيني البعيد المدى على النفوذ الأمريكي في العالم . أكد خلالهما مساعد وزير الخارجية لشئون نصف الكرة الأرضية الغربي "روجير نوريجا " أن الإدارة الأمريكية منتبهة ويقظة لأية مؤشرات عن تعاون اقتصادي يفضي إلى علاقات سياسية . يمكن أن تؤثر سلبا على مصالحنا الأساسية في المنطقة .
باختصار ، هذه التغيرات في العلاقات الاقتصادية الكوكبية تعني أن الرأسمالية الأمريكية لم تعد تحتكر السيطرة المنفردة على بلدان أمريكا اللاتينية . وأنها قلقة من تنامي العلاقات بين بلدان المنطقة وبين القوى المنافسة للولايات المتحدة الأمريكية ، التي توفر فرصة ومجال لنظم المنطقة لكي تناور بين القوى الدولية المتنافسة ، وتناوئ الانفراد الأمريكي ومحاولات استمرارها في الهيمنة على المنطقة . هذا هو الإطار الأساسي لما يمكن تسميته بالاتجاه نحو اليسار . وهو ما يمكن وصفه بشكل أفضل بأنه اتجاه نحو "اليورو" و " اليوان " .
في نصف الكرة الغربي نفسه ، تواجه الرأسمالية الغربية تحديات ناشئة ومستجدة من البرازيل . التي يبلغ عدد سكانها 180 مليون نسمة وتملك ثروات طبيعية ذات وزن . وأصبحت عاشر أكبر القوى الصناعية في العالم وخامس أكبر الدول المصدرة للسلاح . هذا النمو البرازيلي يؤدي إلى تكرار تصادمها مع الولايات المتحدة حول قضايا التجارة خاصة في قضايا حقوق الملكية الفكرية وحول قضايا الصادرات الزراعية .
تبدو المؤشرات السياسية لهذه التغيرات بوضوح في القرار الذي اتخذه البيت الأبيض مؤخرا برفض السماح لأسبانيا ببيع الطائرة الأسبانية التي تحتوي على تكنولوجيا أمريكية إلى فنزويلا . وهي الصفقة التي وقعتها حكومة شافيز مع وزارة الدفاع الأسبانية . وأعلنت أسبانيا عن تحديها لهذا الموقف بصناعة الطائرات اعتمادا على التكنولوجيا الأوروبية . ومن المتوقع أيضا أن تتخذ أسبانيا موقفا مماثلا إزاء صفقتها الخاصة ببيع قوارب حراسة عسكرية ، ومع البرازيل حول الطائرات العسكرية التي تصنعها من أجل فنزويلا .
أعلنت البرازيل الأسبوع الثاني من مارس ، بعد اجتماع عقد بين " لولا " و " شافيز " والرئيس الأرجنتيني "كيرتشنر " بهدف إقامة صناعة مشتركة للسلاح في إطار اتفاقية التجارة التي تجمع بعض بلدان أمريكا اللاتينية المعروفة باسم "ميركوسور " . الهدف منه إنتاج طائرات عسكرية وأسلحة أخرى تحتاجها بلدان القارة ، لتنافس الأسلحة الأمريكية التي تستوردها بلدان القارة بشكل تقليدي من الولايات المتحدة ، حيث تستهلك القارة سنويا حوالي 3.5 بليون دولار في التسلح .
هناك نزاع أخر بين بوليفيا وشيلي حول حرية الوصول للأطلنطي ، كذلك بين بيرو وشيلي. هذه النزاعات من الممكن أن تنفجر إلى حرب ، بدعم من قوى خارجية لأي من طرفي النزاع ، وهو الأمر الذي تتزايد إمكانية حدوثه . وهي أيضا نزاعات تهدد واشنطن . ومن الممكن أيضا أن تندفع بلدان المنطقة للتعاون العسكري ضد العدوانية الأمريكية . ومع ذلك ، فإن ذلك لا يجبرنا على الانحياز لشافيز أو أي نظام قومي برجوازي أخر .
فهم طبيعة هذه الأنظمة يستلزم دراسة الآثار المترتبة على تنفيذ السياسات لصالح الحكومة الأمريكية والمؤسسات المالية المسيطرة في أمريكا خلال سنوات الثمانينيات والتسعينيات . وهي سياسات " تحرير الأسواق " المعروفة باسم " إجماع واشنطن " .
هذه السياسات التي أطلق عليها الإصلاحات الاقتصادية ، روجت لدعاوي تحقيق النمو الاقتصادي ، وكانت بمثابة نهاية لسياسات التصنيع للإحلال محل الواردات وبرامج التنمية القومية المرتبطة بالأنظمة القومية في الفترات السابقة على ذلك ، ودمج اقتصاديات هذه البلدان في الرأسمالية العالمية .
في هذا الإطار ، تم خفض التعريفات الجمركية إلى النصف مقارنة بالسبعينيات . ورفع القيود عن الاستثمارات العالمية في معظم البلدان .
وفي التسعينيات فقط ، تم خصخصة المشروعات المملوكة للدولة بأكثر من 178 بليون دولار ، وتسريح مئات الآلاف من العاملين .وعلى ذلك فإن قيمتها أكثر عشرين مرة من قيمة المشروعات التي تم خصخصتها في الاتحاد السوفيتي بعد انهياره .
هذا النمو الاقتصادي الزائف قام على أسس غير مسبوقة ، ولا يمكن أن تتكرر . حيث لا يمكن بيع المشروعات المملوكة للدولة أو المشروعات العامة أكثر من مرة واحدة .
أثمرت هذه السياسات الفقر والاستقطاب الاجتماعي الذي يهدد اليوم هذه المجتمعات . حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن حوالي 213 مليون إنسان ، أي حوالي 40.6 % من سكان أمريكا اللاتينية البالغ عددهم 523 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر .
وطبقا لدراسة صدرت عام 2022 من البنك الدولي ، أن 10% من سكان المنطقة يربحون 48% من إجمالي الدخل العام . بينما 10% منهم لا يحصلون إلا على 1.6 % فقط .
يتزايد عدم المساواه في أمريكا اللاتينية بشكل حاد . ويفوق في تفاوته بلدان شرق أوروبا . على نحو ما تشير إحصاءات منظمة التعاون التنمية الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة ، التي تشير أيضا إلى أن هذا التفاوت يشمل كل مظاهر الحياة ، حيت تم التراجع عن توفير الرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة ، والتمكن من الحصول على الأرض أو الممتلكات الاجتماعية الأخرى .
وتقدم فنزويلا مثالا في هذا الشأن فعلى الرغم من الأوضاع المشابهة لها مع كل من الأرجنتين والأورجواي وعدد من البلدان الأخرى ، فأن فنزويلا التي شهدت تضخما عاليا ، أعوام 1996 ، وفيما بين 88 و 1996 ، شهدت فنزويلا تخفيضا في عدد العاملين في الصناعة بنسبة 15% .
في نهاية التسعينيات ، انخفضت الأجور الحقيقية بنسبة 40% عما كانت عليه في الثمانينيات . وانخفضت القدرة الشرائية عام 1994 إلى الثلثين عما كانت عليه عام 1978 . كما انخفض الإنفاق الاجتماعي بنسبة 40% خلال نفس الفترة . ويشمل خفض النفقات على التعليم بنسبة 40% ، و 70 % على الإسكان وتنمية الحضر ، و 37% على الرعاية الصحية .
وبين 1984 و 1995 ، تضاعفت أعداد الفقراء لتصل نسبته إلى ثلثي السكان .
تزايد البؤس الاجتماعي واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء ، بينما أثرى قطاع من الطبقة الحاكمة الفنزويلية والشرائح العليا من الطبقة المتوسطة من خلال التعامل مع الشركات المتعددة الجنسيات .
تنتسب النقابات العمالية إلى حزب العمل الديموقراطي ، الذي فقد مصداقيته تماما لتعاونه مع الحكومة في التخلي عن المكتسبات السابقة . وحدث تراجعا كبيرا في عضوية النقابات ، نتيجة لفقد العمال وظائفهم ودفعهم ما يسمي بالإصلاح للشوارع والبطالة . و تراجع عدد العمال الأعضاء في النقابات من 26.4% من مجموع قوة العمل عام 1988 ، إلى 13.5 % فقط عام 1995 .
لذلك ، لم تلعب هذه النقابات دورا له شأن في المعارضة أو في الاحتجاجات الاجتماعية .
باختصار ، لم تقدم أي من هذه النظم شيئا للطبقة العاملة . وفي كثير من الأحيان ساروا على نفس السياسات التي سارت عليها النظم القومية اليسارية والنظم الشعبية العسكرية ، مثل " جون بيرون" في الأرجنتين ، و" جتوليو فارجاس " في البرازيل .
*تقرير عن أمريكا اللاتينية*
تحتوي أمريكا اللاتينية على أكثر من 20 دولة ، تمتد من " باتاجونيا " إلى " ريو برافو " . استطيع أن أؤكد أن الرفاق سوف يشكروني على عدم محاولتي التعرض بشكل تفصيلي للظروف السياسية والاجتماعية لكل دولة على حدة . أريد أن أتعرض فقط لبعض الاتجاهات الأكثر أهمية في المنطقة .
على نحو ما يعرف الرفاق ، فإن أمريكا اللاتينية منطقة سريعة التغير ، تشهد انفجار نضالات جماهيرية ضخمة ، وتبحث عن بديل للسياسات الفاسدة للبرجوازيات الصغيرة القومية. وتعاني من النتائج المأساوية لخضوع الجماهير للديكتاتوريات العسكرية القمعية . ولعب الاتجاه المراجع دورا حاسما في هذا التضليل ، خاصة في الستينيات وأوائل السبعينيات .
اليوم تبقي أمريكا اللاتينية أكثر المجتمعات استقطابا و اضطرابا سياسيا على ظهر الأرض. منذ عام 2022 ، تمت الإطاحة بعشرة حكومات على الأقل في تداعيات هذه الأزمة ، سواء عبر انقلابات أو انتفاضات جماهيرية فضلا عن الغزو الأمريكي لهاييتي .
في البداية ، من الضروري التعرف على الموضوعات التي تتداولها مراكز الأبحاث من واشنطن ووسائل الإعلام والأحزاب الكبرى في الولايات المتحدة .
الأول هو أن واشنطن فقدت نفوذها في المنطقة التي تعتبرها فناء خلفيا ، والثاني يرتبط بموضوع يسمونه " التحول نحو اليسار "
في أمريكا اللاتينية . هذه الظاهرة الأخيرة ، المرتبطة باليسار البرجوازي الصغير والمراجعين ، تقوم على أساس أنها تبدو وكأنها مجابهة ومواجهة حاسمة مع الإمبريالية ، وأيضا ، وكأنها طريق جديد للاشتراكية .
لكن الأمر ليس كذلك . فلا شك أن هناك أهمية موضوعية عميقة لانتقال السلطة في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية إلى قوى تنتمي بشكل أو بآخر لليسار ، ولها صوت معارض للسياسات الأمريكية .
هناك انزعاج متزايد في الدوائر الأمريكية الحاكمة من التطورات الجارية في المنطقة . في هذا الإطار ، نشرت " الفورين افيرز " في عددها الأخير مقالا بعنوان ( هل تخسر واشنطن أمريكا اللاتينية ؟ ) كتبها " بيتر هاكيم " ، رئيس الحوار بين الأمريكتين ، الممولة من جانب دوائر المال والأعمال ، وتقوم بدور الجماعة الفكرية التي تقدم رؤى استراتيجية للدوائر الحاكمة عن فتح أسواق في المنطقة . وفيها يشجب " بيتر هاكيم " ويدين إدارتي "كلينتون " و " بوش " ، لعدم اكتراثهم بأمريكا اللاتينية ، وهو الأمر الذي سمح بانفلات سطوة أمريكا على المنطقة بعد فترة سارت فيها أمريكا اللاتينية قدما في اتجاه اليمين .
في الحقيقة ، تراجع النفوذ الأمريكي في أمريكا اللاتينية ، سواء كان نتيجة لأخطاء في السياسة الخارجية أو لقرارات اتخذها هذا السياسي أو ذاك . فأنها ترجع لتغيرات في الاقتصاد العالمي ونتيجة للسياسات الكارثية الأمريكية أو المدعومة من أمريكا خلال الفترة التي يسميها " هاكيم " أن المنطقة خلالها كانت تتجه قدما نحو اليمين .
هذه التغيرات في الاقتصاد العالمي كانت نتيجة للعولمة و نتيجة للهبوط النسبي المتزايد في وضع الرأسمالية الأمريكية إزاء غرب أوروبا
مبدأ ( مونرو ) – الذي يقر برفض السياسة الأمريكية الخارجية لأي قوة خارجية عدا الولايات المتحدة بمد نفوذها إلى نصف الكرة الغربي – أصبح غير قائم . فعلى مدار قرنين ، نجحت الحكومات الأمريكية في وضع هذا المبدأ موضع التنفيذ . واستخدمت كمبرر للتدخلات الأمريكية في المنطقة ، وطوال القرن العشرين ، لفرض ديكتاتوريات عسكرية ولقمع الحركة الثورية للطبقة العاملة . و طوال تلك الفترة نشأت النظم البرجوازية القومية التابعة للإمبريالية الأمريكية . لكن التغيرات الاقتصادية حطمت هذا المبدأ والعلاقات السابقة .
منافسو الولايات المتحدة يكسبون نفوذا اقتصاديا
في غصون العقد الأخير ، تفوق الاتحاد الأوروبي على الرأسمالية الكوكبية كمصدر رئيسي للاستثمارات الخارجية المباشرة والتجارة في بلدان أمريكا الجنوبية . وإن بقيت الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول مع بلدان أمريكا اللاتينية ككل . وتتمتع بعلاقات اقتصادية قوية مع المكسيك في إطار اتفاقية النافتا الموقعة عام 1993 . حيث تذهب ثلثي الصادرات الأمريكية للمنطقة إلى المكسيك ، وتستغل العمالة المكسيكية الرخيصة في إنتاج السلع للسوق الأمريكي .
الأمر الأكثر إزعاجا لواشنطن ، أن الصين تلعب دورا متزايدا جنوب " ريوجراند " . الرئيس الصيني "هوجينتاو" ، ونائبه " زنج كوينفونج " ، قاما برحلتين لأمريكا اللاتينية خلال العامين الماضيين ، ووقعوا اتفاقيات تجارية وأخرى للتعاون العسكري . وأصبحت المنطقة مصدرا هاما للمواد الخام بالنسبة للصناعات الصينية . وتضاعفت واردات الصين من المنطقة ستة مرات خلال السنوات الستة الماضية ومن المتوقع أن تبلغ 100 بليون دولار في نهاية هذا لعقد .
كما تتعهد الصين باستثمار 100 بليون دولار في بناء الطرق والمواني وأعمال البنية الأساسية خلال العقد القادم . وتواصل الصين بناء العديد من المشروعات الكبرى ، خاصة في النفط في فنزويلا ، وفي الغاز الطبيعي في بوليفيا وفي المعادن الأساسية .
عقد الكونجرس الأمريكي جلستا استماع حول ما يعرف بالخطر الصيني أو بالتهديد الصيني البعيد المدى على النفوذ الأمريكي في العالم . أكد خلالهما مساعد وزير الخارجية لشئون نصف الكرة الأرضية الغربي "روجير نوريجا " أن الإدارة الأمريكية منتبهة ويقظة لأية مؤشرات عن تعاون اقتصادي يفضي إلى علاقات سياسية . يمكن أن تؤثر سلبا على مصالحنا الأساسية في المنطقة .
باختصار ، هذه التغيرات في العلاقات الاقتصادية الكوكبية تعني أن الرأسمالية الأمريكية لم تعد تحتكر السيطرة المنفردة على بلدان أمريكا اللاتينية . وأنها قلقة من تنامي العلاقات بين بلدان المنطقة وبين القوى المنافسة للولايات المتحدة الأمريكية ، التي توفر فرصة ومجال لنظم المنطقة لكي تناور بين القوى الدولية المتنافسة ، وتناوئ الانفراد الأمريكي ومحاولات استمرارها في الهيمنة على المنطقة . هذا هو الإطار الأساسي لما يمكن تسميته بالاتجاه نحو اليسار . وهو ما يمكن وصفه بشكل أفضل بأنه اتجاه نحو "اليورو" و " اليوان " .
في نصف الكرة الغربي نفسه ، تواجه الرأسمالية الغربية تحديات ناشئة ومستجدة من البرازيل . التي يبلغ عدد سكانها 180 مليون نسمة وتملك ثروات طبيعية ذات وزن . وأصبحت عاشر أكبر القوى الصناعية في العالم وخامس أكبر الدول المصدرة للسلاح . هذا النمو البرازيلي يؤدي إلى تكرار تصادمها مع الولايات المتحدة حول قضايا التجارة خاصة في قضايا حقوق الملكية الفكرية وحول قضايا الصادرات الزراعية .
تبدو المؤشرات السياسية لهذه التغيرات بوضوح في القرار الذي اتخذه البيت الأبيض مؤخرا برفض السماح لأسبانيا ببيع الطائرة الأسبانية التي تحتوي على تكنولوجيا أمريكية إلى فنزويلا . وهي الصفقة التي وقعتها حكومة شافيز مع وزارة الدفاع الأسبانية . وأعلنت أسبانيا عن تحديها لهذا الموقف بصناعة الطائرات اعتمادا على التكنولوجيا الأوروبية . ومن المتوقع أيضا أن تتخذ أسبانيا موقفا مماثلا إزاء صفقتها الخاصة ببيع قوارب حراسة عسكرية ، ومع البرازيل حول الطائرات العسكرية التي تصنعها من أجل فنزويلا .
أعلنت البرازيل الأسبوع الثاني من مارس ، بعد اجتماع عقد بين " لولا " و " شافيز " والرئيس الأرجنتيني "كيرتشنر " بهدف إقامة صناعة مشتركة للسلاح في إطار اتفاقية التجارة التي تجمع بعض بلدان أمريكا اللاتينية المعروفة باسم "ميركوسور " . الهدف منه إنتاج طائرات عسكرية وأسلحة أخرى تحتاجها بلدان القارة ، لتنافس الأسلحة الأمريكية التي تستوردها بلدان القارة بشكل تقليدي من الولايات المتحدة ، حيث تستهلك القارة سنويا حوالي 3.5 بليون دولار في التسلح .
هناك نزاع أخر بين بوليفيا وشيلي حول حرية الوصول للأطلنطي ، كذلك بين بيرو وشيلي. هذه النزاعات من الممكن أن تنفجر إلى حرب ، بدعم من قوى خارجية لأي من طرفي النزاع ، وهو الأمر الذي تتزايد إمكانية حدوثه . وهي أيضا نزاعات تهدد واشنطن . ومن الممكن أيضا أن تندفع بلدان المنطقة للتعاون العسكري ضد العدوانية الأمريكية . ومع ذلك ، فإن ذلك لا يجبرنا على الانحياز لشافيز أو أي نظام قومي برجوازي أخر .
فهم طبيعة هذه الأنظمة يستلزم دراسة الآثار المترتبة على تنفيذ السياسات لصالح الحكومة الأمريكية والمؤسسات المالية المسيطرة في أمريكا خلال سنوات الثمانينيات والتسعينيات . وهي سياسات " تحرير الأسواق " المعروفة باسم " إجماع واشنطن " .
هذه السياسات التي أطلق عليها الإصلاحات الاقتصادية ، روجت لدعاوي تحقيق النمو الاقتصادي ، وكانت بمثابة نهاية لسياسات التصنيع للإحلال محل الواردات وبرامج التنمية القومية المرتبطة بالأنظمة القومية في الفترات السابقة على ذلك ، ودمج اقتصاديات هذه البلدان في الرأسمالية العالمية .
في هذا الإطار ، تم خفض التعريفات الجمركية إلى النصف مقارنة بالسبعينيات . ورفع القيود عن الاستثمارات العالمية في معظم البلدان .
وفي التسعينيات فقط ، تم خصخصة المشروعات المملوكة للدولة بأكثر من 178 بليون دولار ، وتسريح مئات الآلاف من العاملين .وعلى ذلك فإن قيمتها أكثر عشرين مرة من قيمة المشروعات التي تم خصخصتها في الاتحاد السوفيتي بعد انهياره .
هذا النمو الاقتصادي الزائف قام على أسس غير مسبوقة ، ولا يمكن أن تتكرر . حيث لا يمكن بيع المشروعات المملوكة للدولة أو المشروعات العامة أكثر من مرة واحدة .
أثمرت هذه السياسات الفقر والاستقطاب الاجتماعي الذي يهدد اليوم هذه المجتمعات . حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن حوالي 213 مليون إنسان ، أي حوالي 40.6 % من سكان أمريكا اللاتينية البالغ عددهم 523 مليون نسمة يعيشون تحت خط الفقر .
وطبقا لدراسة صدرت عام 2022 من البنك الدولي ، أن 10% من سكان المنطقة يربحون 48% من إجمالي الدخل العام . بينما 10% منهم لا يحصلون إلا على 1.6 % فقط .
يتزايد عدم المساواه في أمريكا اللاتينية بشكل حاد . ويفوق في تفاوته بلدان شرق أوروبا . على نحو ما تشير إحصاءات منظمة التعاون التنمية الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة ، التي تشير أيضا إلى أن هذا التفاوت يشمل كل مظاهر الحياة ، حيت تم التراجع عن توفير الرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة ، والتمكن من الحصول على الأرض أو الممتلكات الاجتماعية الأخرى .
وتقدم فنزويلا مثالا في هذا الشأن فعلى الرغم من الأوضاع المشابهة لها مع كل من الأرجنتين والأورجواي وعدد من البلدان الأخرى ، فأن فنزويلا التي شهدت تضخما عاليا ، أعوام 1996 ، وفيما بين 88 و 1996 ، شهدت فنزويلا تخفيضا في عدد العاملين في الصناعة بنسبة 15% .
في نهاية التسعينيات ، انخفضت الأجور الحقيقية بنسبة 40% عما كانت عليه في الثمانينيات . وانخفضت القدرة الشرائية عام 1994 إلى الثلثين عما كانت عليه عام 1978 . كما انخفض الإنفاق الاجتماعي بنسبة 40% خلال نفس الفترة . ويشمل خفض النفقات على التعليم بنسبة 40% ، و 70 % على الإسكان وتنمية الحضر ، و 37% على الرعاية الصحية .
وبين 1984 و 1995 ، تضاعفت أعداد الفقراء لتصل نسبته إلى ثلثي السكان .
تزايد البؤس الاجتماعي واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء ، بينما أثرى قطاع من الطبقة الحاكمة الفنزويلية والشرائح العليا من الطبقة المتوسطة من خلال التعامل مع الشركات المتعددة الجنسيات .
تنتسب النقابات العمالية إلى حزب العمل الديموقراطي ، الذي فقد مصداقيته تماما لتعاونه مع الحكومة في التخلي عن المكتسبات السابقة . وحدث تراجعا كبيرا في عضوية النقابات ، نتيجة لفقد العمال وظائفهم ودفعهم ما يسمي بالإصلاح للشوارع والبطالة . و تراجع عدد العمال الأعضاء في النقابات من 26.4% من مجموع قوة العمل عام 1988 ، إلى 13.5 % فقط عام 1995 .
لذلك ، لم تلعب هذه النقابات دورا له شأن في المعارضة أو في الاحتجاجات الاجتماعية .
باختصار ، لم تقدم أي من هذه النظم شيئا للطبقة العاملة . وفي كثير من الأحيان ساروا على نفس السياسات التي سارت عليها النظم القومية اليسارية والنظم الشعبية العسكرية ، مثل " جون بيرون" في الأرجنتين ، و" جتوليو فارجاس " في البرازيل .