التصنيفات
الصف العاشر

تقرير بحث ابو جعفر الطبري الامام الطبري للصف العاشر

الإِمَامُ الطَّبَرِيّ

تأليف : محمد علي قطب

( محمّد بن جَرير بن يَزيد الطبري )

( 224 – 310 هـ )
قال الخطيبُ البغدادي : " كان من كبار أئمة العُلماء ، ويُحكم بقولِه ، ويُرجَع إلى معرفتِه وفضلِه "
بسم الله الرحمن الرحيم
" الطبري " و " طبرستان " :
منذ أن فَتَح العَرَب المسلمُون بلاد فارس ، وتوغّلُوا فيما وراءها ، واسْتوْطنُوا تلك الدِّيار بزَغَ نجمُها ، وأشْرَق ضياؤها ، وكثُر ذكْر " أصبهان " و " خراسان " وغيرهما مَع ما تلهج بِهِ أسماء الأعْلام من الرِّجال ، سواء كان على صعيد الفتح ، أو على صعيد العِلم والمعْرفة ، كما حفلت بطون الكُتُب بذكر أسماء العلماء الأَفْذَاذ ، منهُم مَن يرجع نسبُه إلى أصل عربي ، ومنهُم من هُوَ من أهْل تلك البلاد ، وقد اصْطَبَغَ كليَّةً وتلبَّس بالإسلام الحنيف لسانًا وقلبًا ، وعقلاً وروحًا .
وإنا لنعجز – في كثير من الأحيان – عن تعداد أولئك الأعلام الذين أَثْرَوُا المكتبة الإسلامية ، وأمدُّوهَا بغزير علمِهِم ، وما تفتحت عنه قرائح عُقولهِم وعلُومهم ؛ ثم خلَّفوا تراثًا هائلاً ، ما يزال إلى يومنا هذا مصدر عِلم وفِهم ، ومرجعًا وافيًا في كل فن .
وإمامنا " الطبريُّ " – رحمه الله تعالى – ، الذي نترجمُ لَهُ هُو أحَد الذين نبغُوا من أهل تلك الدِّيار نبوغًا عظيمًا ، ودوَّى اسمُهُ في الآفاق طوال القرن الثالث الهجري ، ومطلع القرن الرابع ، وكان أحد أركان العلم على مدى عُقُود من السنين ، والذي لا يزال حتى يومنا هذا بما صنَّف وكَتَب – مصدر ثقة واحترام وتقدير – ، في مُختلف العلوم والفنون الإسلامية خاصَّة تاريخه : (( تاريخ الأُمم والمُلوك )) ، وتفسيره الذي يعتبر – وبحقّ – أبا التفاسير .
وإمامنا – رحمهُ الله – لا تقتصر شهرتُهُ على كتابَيْه المذكورين ، في التاريخ والتفسير ، ولكن يتعدى ذلك إلى إتقانِهِ لعلم القراءات ، واللُّغة ، والحديث … إتقانا متميزًا ، وغيرها من العلوم والمعارف أيضا ، وقد برع فيها جميعًا ، وشهد له بذلك أساطين عصرِهِ ، ومَن بعدهم .
وله أيضًا النظم الجميل ، وإن كان مقلًا ، وما قالهُ من الشِّعْر إنما هُو خطرات في مناسبات ، ولكنه مُحكم وجيد ، وينبئ عن شاعريِّةٍ كامنة ، وسَلِيقةٍ وطَبع.
ولقيَ إمامُنا " الطبريُّ " في حياتِهِ محنةًً ، شأن الكثيرين من الأئمَّة الأعلام ، ذوي الرأي الحُر ، وقولَة الحقِّ ، لا يَخْشَوْنَ فيها إلا الله تعالى .
ونَحن لا يسعُنا أن نؤيد أو نُعارض ، ونفوِّض الأمر في صَدَد ذلك إلى الله تعالى ، فهُوَ أعلمُ بالنوايا ، وخفايا القُلُوب ، وما انطوت عليه الجروح .
لقد وُجدَ – رحمه الله – في عَصْر اشتدَّت فيه ريحُ المذهبيَّة ، وعصبيتها المقيتة ، نتيجة تفاعلات وأحْداث سياسيَّة ، وتقلبات عنيفة ، من ثَمَّ كانت له اجتهاداتٌ وآراء ، مما حفزَ البعْض إلى اتهامِهِ بالرَّفض .
ونَحنُ لو اطلعنا على تََفْسيرِه ، وتاريخه ، ومصنَّفاتِهِ ، قد نشتمُّ منها بعض الرائحة ولكن من غَيْر غُلُوٍ ولا تَطَرُّف ، ولا تعصُّب ، ولقد أنصفَهُ من هذه النزعة – التُّهمة – الكثير من العُلماء ، من أهل السنَّة والجماعة ، ممَّن عاصرُوه ، أو ممَّن جاءوا بعده .
ولم يكتف المتعصِّبُون ضدَّه برميه بهذه التُّهمة ، بل تجرؤوا إلى أبْعد من ذلك ، إلى فِرْية اتِّهامِهِ بالإلْحاد ، غباءً وجهلاً ، وجُرأةً على الله تعالى ، وهل يُعْقَل هذا بالنسبة لعالمٍ جليل ، صادق الإيمان ، قوي اليقين ، متفتِّح الذهن ، مفسِّرٍ لكتاب الله ، القُرآن العظيم والذكر الحكيم .
وبعد ، فهيَّا أخي القارئ نستجلي معًا حياة هذا الإمام ، بكلِّ ظروفها ومُعطياتها ، وما خلَّفه لنا من تُراث علمي ، والله الموفِّق والهادي إلى سواء السَّبيل .

اسمُهُ ونَسبُه :
هو : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير 1 بن غالب
وكُنْيَتُه : " أبو جعفر " ؛ عربي الأصْل ، ولم يكن له ولد اسمه " جعفر " ، لأنه لم يتزوَّج أصلاً ، وإنما تكنَّى بِهِ التزامًا بآداب الشرع والسنَّة الشريفة ، أما عروبة النسب فعليها الأكثرون ، وإن ذهب المستشرق " بروكلمان " إلى أنه أعجمي النَّسب ، ونسبته إلى " طبرستان " ، إقليم من أقاليم بلاد " فارس " .

مَوْلِدُهُ ونشأَتُه :
وُلدَ في بلدة " آمل " ، إحدى مدُن الإقليم ، وهي أكبر مدنه على الإطلاق ، وغَلَبتْ عليه النسبةُ إلى الإقليم بدلاً من بَلَد الولادة ؛ وقد كانت ولادتُه عام أربعة وعشرين ومائتين (( 224هـ )) ؛ وقال بعضهم (( 225هـ )) ؛ وفيها كانَتْ نَشْأَتُه حتى بَلَغَ أشُدَّه .
ومنذُ نعومة أظفارِهِ ظهر نُبُوغُه ، وميله إلى العِلْم ؛ وكانت تلك الدِّيار ، وما يجاورها ويُحيط بها موئِلاً لكثير من العلماء الأفذاذ .
يقول الأستاذ " محمد الزحيلي " في كتابه : " الإمام الطبري " 2 : (( ونشأ " الطبري " بـ " آمُل " ، وتربى في أحضان والِدِه ، وغَمَرهُ برعايتِه ، وتفرَّس فيه النباهة والذكاء والرغبة في العِلْم ، فتولى العناية بِه ، ووجَّهه منذ الطفولة إلى حفظ القرآن الكريم ، كما هي عادَة المسلمين في منهاج التربية الإسلامية ، وخاصَّةً أن والده رأى حُلُمًا ، تفاءل به خيراً عند تأويله .
قال الإمام " الطبري " : (( رأى لي أبي في النَّوم أنني بين يدي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ومعي مخلاة مملوءة بالأحجار ، وأنا أرمي بين يديه ، ولما قصَّ رؤياه على صديقه ، قال له : إن ابنكَ إن كبُر نصَحَ في دين الله ، وذبَّ عن شريعتِه ، فحرص أبي على معُونتي على طلب العِلْم ، وأنا يومئذٍ صبي صغير )) 3 .

لماذا لم يَتَزَوَّج " الطَّبَرِيّ " ؟ :
سُؤال قد يتبادَرُ إلى الذِّّهن ، خاصَّة في شَخْص أو امرئٍ مدركٍ وعالم بالسُنَّة .
والذي يُتابعُ مراحل حياة الإمام " الطَّبريّ " ، ويقف على مكوناته الخَلقيَّة والخُلُقيَّة ، يدرك أن عزوفه عن الزواج لم يكُن لعلَّة أو قُصُور ، إنما شَغَلَه العِلْم ، واستغرقَهُ الدَّرس والتَّحصيل ، شأنُهُ في ذلك شأن كثير من العُلماء الأفذاذ .
ولقد وصَفَ مَسْلَمَة بن قاسم " الإمام الطبريّ " فقال : (( كان حَصُورًا لا يعرفُ النِّساء ، شَغَلَه طَلَب العِلْم وهو ابن اثنَتَي عشرة سنة ، ولم يزل طالبًا للعلم ، مولعًا بِه ، إلى أن مات )) 4 اهـ .

بداية مبكِّرة :
ومن قول " مَسْلَمَة بن قاسم " : نَعْلَم أن الإمام " الطبري " _رحمه الله _ قد أقْبَل على طَلَب العِلْم والمعرفة في سنٍّ مبكرة ، وذلك بتشجيع من والدهِ ، صاحب الرؤيا .
وكان أوّل توجّهه إلى المساجد ومعاهد القرآن الكريم في بَلَدِه " آمُل " ، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين ، وأتْقَن قراءته ، وعرف أحكَامَه ، وصلى بالناس إمامًا وهو ابن ثماني سنوات ، ثم بدَأ يكتُبُ الحديث الشريف وهو في التاسعة من عمره ، ووهب نفسه للعلم وهو في مقتبل شبابه 5 .
ومُنذ طفولتِه ظهرت فيه سماتُ النُّبُوغ ، والتَّفَتُّح الحاد ، والذكاء الخارق ، والذهن المتوقد ، وملكات الحفظ والاستيعاب ، وكان والده – كما سبق وعرفنا – حريصًا على توفير كُلِّ الإمكانات لولده النجيب ، وخصَّه بعنايته ورعايتِه ، والمال اللازم للإنفاق على العلم والتعلُّم 6 .

الانتقال من " آمُل " :
ومع بُلُوغِه الثانية عشر من عُمره ، كان الإمام " الطبريّ " قد اسْتُوْعُبُ علوم بلدِه ، كما ازداد ظمأً إلى العلم ، ومن ثَمَّ بدأ الرِّحلة في الطَّلب ، وكان ذلك سنة ستٍ وثلاثين ومائتين ( 236 هـ ) .
وكانت البلاد المجاورة له في " طَبَرستان " أوَّل مقاصده ، ثم إلى " بلاد الري " ، يأخذُ من علمائها الحديث واللُّغة والتاريخ والتفسير ، لا يكلّ ولا يملّ ، ليلاً ونهارًا دائبًا .
جاء في " معجم الأدباء " لـ " ياقوت الحموي " 7 :
(( فأول ما كتب الحديث ببلده ثم بالريّ وما جاورها ، وأكثر من الشُّيوخ حتى حصّل كثيرًا من العِلْم ، وأكثر من " محمد بن حميد الرازي " ومن " المثنى بن إبراهيم الأُبلِّي " وغيرهما )) اهـ .
ويحدثنا الإمام " الطبري " عن نفسه فيقول :
(( كنَّا نكتُب عند " محمد بن حميد الرازي " فيخرج إلينا في الليل مرات ، ويسألنا عمَّا كتبْناه ، وكان في قرْية من قرى " الري " ، بينها وبين الريّ قطعة ـ ثمّ نَغدو كالمجانين حتى نصير إلى " ابن حمَيْد " فَنَلحق مجلسه )) 8 .
وقال " ياقوت " أيضًا :
(( وكتب عن " أحمد بن حماد " كتاب " المبتدأ " و " المغازي " عن " سَلَمَة ابن المفضّل " عن " محمد بن إسحاق " وعليه بنى تاريخَه ، ويقال إنَّه كَتَب عن " ابن حُمَيْد " فوق مائة ألف حديث ؛ قال " أبو جعفر " – الطبري – : كان يقرأ علينا " ابن حُمَيْد " من التفسير )) اهـ .

إلى " العراق " :
جاء في الأثر : (( اثنان لا يشبعان : طالب علم وطالب مال )) 9 ؛ وصَدَقَت هذه الفراسة في إمامنا العظيم ، الإمام " الطبي " – عليه الرحمة والرضوان – .
لقد أضحى كمن يشرب من ماء البَحْر ، كلما شرب ازداد عطشًا .
وهذا العطش والظمأ إلى المزيد من العلم والمعرفة ، دفعه إلى الخروج من دائرة " طبرستان " إلى آفاق الأقطار والأمصار ؛ وكان أول اتجاهِه إلى " العراق " و " العراق " يومئذٍ محطُّ الرِّحال ومعقد الآمال لطلاب العلم ، إذ كانت تموجُ بالفُحُول في كلّ فن ، لقد كان في نيته الالتقاء بالإمام " أحمد بن حنبل " – رحمه الله – ، لكن المنيَّة عاجلت الإمام " أحمد " فتُوفي عام واحد وأربعين ومائتين ( 241 هـ ) ؛ قبل أن يصلها " أبو جعفر " وهكذا حُرِم " الطبري " من اللقاء والمشافهة ، ولكنه لمن يُحرم من لقاء عدد آخر من الأفذاذ العلماء ، إذ كانت " بغداد " يومئذٍ حاضرة العلم والعُلماء ، فكتب عن شيوخها وأكثر عنهم ، وسمع الحديث عن محدِّثيها ، والفقه من العلماء والفقهاء ، على مُختَلف المذاهب 10 .

من " بغداد " إلى " البصرة " و " الكوفة " و " واسط " :
وانتقل إمامنا – رحمه الله – من " بغداد " إلى " البصرة " ، وسمع الحديث فيها من " محمد بن موسى الحرشي " و " عماد بن موسى القزّاز " و " محمد بن عبد الأعلى الصَّنعائي " و " بِشْر بن معاذ " و " أبي الأشعث " و " محمد بن بشَّار ابن بُنْدار " و " محمد بن المعلي " 11 … وهم ممَّن بقيَ من شيوخها في زمنه .
وخرج من ثَمَّ إلى " واسط " ، وسمع الحديث – أيضًا – من بعض شيوخها ؛ وتوجّه بعد ذلك إلى " الكوفة " ، والتقى فيها بكبار علمائها ؛ وكتب الحديث عنهم ، منهم " أبي كُرَيب – محمد بن العلاء الهمذاني " و" هناد بن السَّري " و " إسماعيل بن موسى " 12 .

العودة إلى " بغداد " .. والتفوُّق :
وعاد الإمام " الطبري " إلى " بغداد " بعد جولته في " البصرة " و " الكوفة " و " واسط " ؛ إذا كانت " بغداد " بما فيها من علوم ومعارف ، وشيوخ أعلام ، تحتاج إلى أكثر مما أنفقه فيها من وقت زيارته الأولى .

وفي هذه الزيارة طال مقامه فيها ، واستغرق في درس علوم القرآن عامّة ، وعلم القراءات خاصّة ، على " أحمد بن يوسف التَّغلبي " ، كما تلقّّى فقه الإمام " الشافعي " – رحمه الله – عن " الحسن بن محمد الصّباح الزّعفراني " ن وكتب عنه كتابًا في الفقه ، ودرّسه في " بغداد " على جماعة منهم ، : " أبو سعيد الإصطخري " وغيره .
في هذه المرحلة ظهر نبوغ " الطبري "وإمامته العلميَّة ، وعَرَفَته حلقات التدريس ، وأقرّ له العلماء الأعلام بالتفوُّق والتقدُّم ، حتى إنه – رحمه الله – دَرَس الفقه الظاهري على يد " داوود بن علي " … بقصد المعرفة ، وتنويعها ، من مصادرها المختلفة ؛ وينابيعها المتعدّدة .

إلى " الشام " :
ومن " بغداد " إلى " الشام " ، حيث الرصيد العلميّ فيها وفير كثير ، إذ كانت تلك الديار في يوم من الأيام حاضرة العهد الأموي ، تزخَرُ بالحركة والنشاط ، ومدِّ الفتوح ، وموئل العلم والعلماء ، فأتاها وزار أكثر مدنها " دمشق " و " حمص " و " حماه " و " حلب " و " بعلبك " … و " بيروت " .
وفي " بيروت " أخَذَ القرآن الكريم برواية الشاميّين عن " عباس بن الوليد " المقرئ البيروتيّ 13 ، وأقام هناك مدّةً يلتقي خلالها به ، ليُتقن ما يحفظ ويتلقى .

ومن " الشام " إلى " مصر " :
وكان إمامنا " الطبري " – رحمه الله – شديد الشغف والشوق إلى زيادة " مصر " التي كانت غنية بعلمائها ، ورؤوسهم الأفذاذ ، من محدِّثين وفقهاء ولغويِّين وغيرهم ؛ فشدَّ الرحال إليها وكان ذلك سنة ثلاث وخمسين ومائتين ( 253 هـ ) ؛ في أوائل عهد " أحمد بن طولون " .
وفيها أخذ فقه الإمام " مالك بن أنس " على يد نوابغ التلامذة أمثال " يونس بن عبد الحكم " وبنيه : " محمد " و " عبد الرحمن " و " سعد " ، كما أخذ وتلقّى فقه الإمام " الشافعي " – خاصَّة " الجديد " على يد " الربيع بن سليمان الحراوي " و " الربيع بن سليمان الأزدي " و " إسماعيل بن يحيى بن إبراهيم المزني " و " محمد بن عبد الله بن الحكم " الذي جمع بين مذهبي " مالك " و " الشافعي " .

التَّنقل بين " مصر " و " الشام " :
( أقام " الطبري " مدَّة بـ " مصر " ، ثم رغب العودة " الشام " ، فقضى إربَه العلمي بـ " الشام " ، ثم رجع ثانية إلى " مصر " سنة ست وخمسين ومائتين( 256 هـ ) ، والتقى أيضًا وللمرة الثانية بـ " يونس بن عبد الأعلى الصَّدفيّ " وأخذ عنه قراءة " حمزة " و " ورش " وكان بمصر وقت دخول " الطبري " إليها " أبو الحسن عليُّ بن سراج المصري " ، وكان متأدبًا فاضلاً ، ويلقى من يفد إلى " مصر " ، فتعرَّض إلى " الطبري " ، وبان له فضله في علوم اللُّغة ، وسأله عن شعر " الطِّرمَّاح " – وكان " الطبري " يحفظه عن ظهر قلب – فوجده فاضلاً في كلِّ ما يذاكره به في الأدب والعلم والشِّعر ، ودرس " الطبري " بمصر العَرُوض ، بعد أن سئل عنه ، وأصبح عروضيًا ) 14 .

الحنين إلى الوطن :
بعد هذه الرحلة الطويلة التي استغرقت سنين عددًا ، والتي حصَّل فيها إمامنا " الطبري " ما حصَّل من علوم ومعارف ، وأنق في سبيلها نصيبًا كبيرًا من مدَّخراته – القليلة – ، وقسطًا من عمره ، دبَّ في قلبه الحنين إلى الوطن .
( فترك " مصر " ، ورجع إلى وطنه ، وفي الطريق قصد مدينة السلام 15 " بغداد " ، وكتب فيها العلم ، ثم عاد إلى " طبرستان " ، ثم إلى مسقط رأسه وديار آبائه 16 ، وهو العالم المتمكِّن ، والباحث القدير ، والمناظر الفريد ، والداعية العامل .
وكانت هذه الزيارة لـ " طبرستان " هي الأولى منذ أن فارقها في طلب العلم ، ولم يطُل المقام في بلده ، فرجع إلى " بغداد " ، ونزل في " قنطرة البَرَدان " واشتهر اسمه في العلم ، وشاع خََرُ بالفهم والتَّقدم ) 17 .
ولقد قام الإمام " الطبري " بزيارة خاطفة إلى " طبرستان " سنة تسعين ومائتين ( 290 هـ ) ، حيث مكث فيها قليلاً ، ثمَّ جذبته " بغداد " مرَّة أخرى .
وفي ظنِّنا أن زياراته إلى " طبرستان " السريعة كانت ذات هدفين ، أحدهما نوازع النَّفس إلى الوطن ، وثانيهما تحصيل ثمن الغلال من الأرض التي خلَّفها له والده ، إذ كان إمامنا " الطبري " – رحمه الله – قليل المال والكسب ، يعيش على ما خلفه له والده .

الاستقرار في " بغداد " :
لقد تقدَّم العمر بالإمام " الطبري " ؛ وكان قد حصّل ما حصَّل من جزيل العلم والمعرفة ، على اختلاف مقاصدهما وفنونهما ، وأصبح عالم عصره ، وفريد دره ؛ وآن للفارس أن يَتَرَجَّل ، وللمسافر أن يحطّ الرِّحال ؛ فاستقر في " بغداد " وانقطع فيها للتدريس والتأليف ) .
( وكانت " بغداد " مركز الفقهاء والعلماء والأدباء والنحويين والمتأدبين ، فالتقى " الطبري " بهم ، وتسامر معهم ، وأخذ منهم وأعطى ، ونال الثناء العاطر والمكانة العليا في نفوسهم ، واحتل مركز الصدارة ، وكانت له مناظرات وجولات مع معظم أهل العلم ) 18 .

" الطبري " المثل الراقي في العلم والتعلم :
يقول الأستاذ " محمد الزحيلي " في كتابه : ( الإمام الطبري ) 19 :
( ولكن " الطبري " – رحمه الله – حقّق عمليًّا وتطبيقيًّا وسلوكيًّا المثل القائل : (( اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد )) ، فبدأ التعلم في أحضان والديه ، وحفظ القرآن في كنف أسرته ، واستمرَّ حتى بلغ السادسة والثمانين من عمره ، فلم تفتر عزيمته، ولم يخفّ نشاطه ، ولم يجفّ أمله في العلم ، وتفاؤله في خدمة الدين حتى هذه السنة ؛
وكان في شيخوخته قد بدأ بعدة كتب ، وقطع في كل منها شوطًا ، ولم يتمها ، كـ (( فضائل علي )) ، و (( فضائل أبي بكر )) ، و (( عمر )) ، و (( فضائل العباس بن عبد المطلب )) – رضي الله عنهم – و (( الموجز في الأصول )) ، و (( تهذيب الآثار )) كما وعد ، وقطع بكتاب (( الآدر )) في الأصول ، ولم يخرج منه شيء ، وأراد أن يعمل كتابا في القياس فلم يعمله ) 20 اهـ .
يقول " أبو القاسم : الحسين بن حُبَيْش ، الورّاق " : ( كان قد التمس مني " أبو جعفر " أن أجمع له كتب الناس في القياس ، فجمعت له نيفًا وثلاثين كتابًا ، فأقامت عنده مُدَيْدَةً ، ثم كان من قطعه للحديث قبل موته بشهور ما كان ، فردَّها عليّ ، وفيها علامات له بحمرةِ قد علَّم عليها ) 21 .
وفاته – رحمه الله – :
لقد امتدّ العمر بالإمام " الطبري " ، فعاش ستّةً وثمانين عامًا ، قضاها في سبيل العلم ونشره ، وتضاعفت هذه الأعوام بما لا يعلمه إلا الله وحده ، لتبقى ذكرى هذا الإمام الجليل والعالم الفَذّ خالدة في التاريخ ، وليبقى اسمه يتردد على الألسنة ، تلهج بعلمه وفضله ولتتنقل كتبه ومصنفاته وآثاره العلمية بين أيدي الأجيال المتعاقبة ، ينتفعون بها ، ويترحمون على صاحبها .
بقي الإمام " الطبري " مستوطنا " بغداد " ، عاصمة الدولة الإسلامية – في العهد العباسي – أعظم مركز للثقافة والعلم في العالم آنذاك ، يؤدي رسالته ، ويلتف حوله الطلاب والعلماء ، وعلى كتبه التي بدأ بعضها في آخر حياته ، حتى أسلم الروح إلى بارئها تعالى يوم السادس والعشرين ( 26 ) ، من شهر شوال سنة عشر وثلاثمائة ( 310 هـ ) في عصر الخليفة " المقتدر بالله " : ودفن " الطبري " ، في داره الكائنة بـ " رحبة يعقوب " بـ " بغداد " 22 .

رحم الله إمامنا " الطبري " الذي كان عالم عصره ، ووحيد دهره ، الذي جمع من العلوم والفنون ما لم يجتمع لغيره ، والذي تبوأ المكانة المرموقة في أمته ومجتمعه ، وبين العلماء والطلاب ، والذي كان – وما يزال – في سويداء القلوب بين أبناء جيله وتلاميذه ، الذين نقلوا صورته وأخلاقه وشمائله وعلومه إلى الأجيال اللاحقة ، وبقي اسم " الطبري " وعلمه يتردد في كل مكان .
يقول" ابن كثير " :
وقد كانت وفاته وقت المغرب ، عشية يوم الأحد ليومين بقيا من شوال من سنة عشر وثلاثمائة ( 310 هـ ) ، وقد جاوز الثمانين بخمس سنين أو ست سنين ، وفي شعر رأسه ولحيته سواد كثير ) 23 .
ويقول أيضا :
( كان أحد الأئمة الأعلام علمًا وعملاً بكتاب الله وسنة رسوله ) .
( ولما توفي اجتمع الناس من سائر أقطار " بغداد " وصلُّوا عليه بداره ، ودفن بها ومكث الناس يترددون إلى قبره شهورًا يصلّون عليه ) اهـ .
ورثاه " ابن الأعرابي " فقال :

حـدث مـُفظِع وخـطـب جـليلٌ *** دق عن مثله اصْطِبار الصبورِ

قـام نـاعي العـلوم أجـمع لـما *** قام ناعي محمد بن جرير

فـهـوت أنـجـمٌ لـهـا زاهـراتٌ *** مؤذنات رسومها بالدُّثورِ

وتغشى ضياءها النير الإشراق *** ثـوب الدجـنَّـة الديـجــورِ
وغَدَا روضها الأنيق هشيماً *** ثم عادت سهولها كالوعورِ
يا أبا جعفر مضيت حميداً *** غير وانٍ في الجد والتشميرِ
بين أجر على اجتهادك موفور *** وسعي إلى التقى مشكورِ

مستحقاً به الخلود لدى جنته *** عدنٍ في غِبْطَة وسرورِ

آثاره العلمية :
لم تقتصر علوم الإمام " الطبري " وآثاره على علم واحد ، بل خاض – رحمه الله – ميدان مختلف العلوم الشرعية واللغوية وكان في كل منها إمامًا ومقدمًا .
لقد كان – رحمه الله – إمامًا في السنة وعلوم الحديث ، وعدَّه الإمام " النووي " – رحمه الله – في طبقة " الترمذي " و " النسائي " .
وكان أيضا إمامًا في القراءات ، واختار لنفسه قراءة ، وصنف في القراءات – أيضا – .
ودرس التفسير بتعمق ، وصنف أعظم كتبه على الإطلاق في التفسير ، كتاب " جامع البيان في تأويل آي القرآن " ، الذي ضمَّ فيه علوم القرآن المختلفة ، حتى اعتُبِر " إمام المفسرين " أو " شيخ المفسرين " .
كما كان – رحمه الله – إمامًا في الفقه ، وعلم الخلاف ، والفقه المقارن ، واختلاف العلماء ؛ وكان من الأئمة المجتهدين ، وصاحب مذهب مستقل ، ولقد تبعه بعض الناس على مذهبه رَدْحًا من الزمن ، وصنّف الكتب الجيِّدة في الفقه العام ، والفقه المقارن ، والفقه المذهبي .
ومن أعظم إنجازاته – رحمه الله – إلى جانب تفسيره العظيم ، كتابه في التاريخ الذي يعتبر مرجعًا هامًا وأساسيًّا ، لدى كثير من الباحثين والمؤرخين ، وهو فيما قدّم يعتبر شيخ المؤرخين بلا منازعٍ ولا مدافع ، واسم الكتاب " تاريخ الرُّسل والملوك " 24 .
هذا إلى جانب كتابه الأخير " تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين " ، إلى شيوخه هو ؛ المعروف بـ " ذيل المذبل " .
وكان أيضا – رحمه الله – من أئمة العربية ، في المعاني واللغة والصرف والعَروض والبيان ، بالإضافة إلى علمه بالفلسفة والمنطق والجَدَل .
وكان عنده شيء من علم الطب والجبر والرياضيات .
وكان – رحمه الله – أيضا عالمًا بأصول الدين والتوحيد ، وعلم الكلام ، وله كتب فيها .
وكان عالمًا بالحديث ، وبلغ مرتبة الحافظ المحدِّث ، ولقد صنف في علم الحديث ومصطلحه ، كما التزم بمنهج المحدّثين في معظم كتبه .
وكان عالمًا بأصول الفقه وقواعد الاجتهاد والاستنباط ، مما أهله أن يكون مجتهدًا صاحب رأي مستقل ومذهب .
وكان عالمًا بآداب النفس وعلم الأخلاق والتربية ، وصنف فيها كذلك .
وكان … وكان …
مما يعجز القلم عن متابعة ما كان عليه الإمام الجليل " محمد بن جرير الطبري " ، ويلهث فلا يدرك الغاية ؛ لقد كان – رحمه الله – موسوعيَّا ، موسوعة علميَّة قائمة بذاتها .
قال " الخراساني " :
( وله مصنفات مليحة في فنون عديدة ، تدل على سعة علمه ، وغزارة فضله ، وكان من الأئمة المجتهدين ) 25 اهـ .
ووصفه " الخطيب البغدادي " فقال :
( وكان أحد أئمة العلماء ، يُحكم بقوله ، ويُرجع إلى رأيه ، لمعرفته وفضله ، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه في أحدٌ من أهل عصره ؛ وكان حافظًا لكتاب الله تعالى ، عارفًا بالقراءات ، بصيرا بالمعاني ، فقيهًا في أحكام القرآن ، عالمًا بالسنن وطرقها ، صحيحها وسقيمها ، ناسخها ومنسوخها ، عارفًا بأقوال الصحابة والتابعين ، ومَن بعدهم من المخالفين في الأحكام ، ومسائل الحلال والحرام ، عارفًا بأيام الناس وأخبارهم ، وله الكتاب المشهور في " تاريخ الأمم والملوك " وكتاب في التفسير لم يصنِّف أحدٌ مثله ، وكتاب سماه " تهذيب الآثار " لم أر سواه في معناه ، إلا أنه لم يتمَّه ؛ وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة ، واختيار من أقاويل الفقهاء ، وتفرُّد بمسائل حُفِظت عنه ) 26 اهـ .
ويقول " ياقوت الحموي " في " معجم الأدباء " 27:
( كان كالقارئ الذي لا يعرف إلا القرآن ، وكالمحدّث الذي لا يعرف إلا الحديث ، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه ، وكالنحوي الذي لا يعرف إلا النحو ، وكالحاسب الذي لا يعرف إلا الحساب ، وكان عالمًا بالعبادات جامعًا للعلوم ، وإذا جمعت بين كتبه وكتب غيره ، وجدت لكتبه فضلًا على غيرها ) اهـ .
وذكره " أبو علي الحسن بن علي الأهوازي المقرئ " ، وكذلك " ابن النَّديم " في الفهرست ، و " ابن خلكان " و " أبو العباس بن سُرَيح " و " الحافظ الذهبي " وغيرهم ، وأثنوا على علمه وفضله ومكانته ثناءً عظيمًا ، يطول الحديث لو أفردنا لكل منهم مقالته وديباجته .
أسماء مصنفاته وآثاره العلمية التي ذكرها المترجمون والمؤرخون :
1 – ( جامع البيان على تأويل آي القرآن ) – تفسير الطبري .
2 – ( تاريخ الأمم والملوك ) – تاريخ الطبري .
3 – ( ذيل المذيل ) .
4 – اختلاف علماء الأمصار في أحكام شرائع الإسلام – ( اختلاف الفقهاء ) .
5 – ( لطيف القول في أحكام شرائع الإسلام ) ( فقه الطبري ) .
6 – ( الخفيف في أحكام شرائع الإسلام ) مختصر كتاب ( اللطيف ) .
7 – ( بسيط القول في أحكام شرائع الإسلام ) ( في تاريخ الفقه ورجاله وأبوابه ) .
8 – ( تهذيب الآثار ، وتفصيل الثابت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الأخبار سمَّاه القفطي : ( شرح الآثار ) .
9 – ( آداب القضاة ) .
10 – ( كتاب المسند والمجرد ) .
11 – ( أدب النفوس الجيدة والأخلاق الحميدة ) .
12 – ( الرد على ذي الأسفار ) ( ردُّ على المذهب الظاهري ) .
13 – كتاب ( القراءات وتنزيل القرآن ) – ( منه نسخة خطِّية بمكتبة الأزهر الشريف ) .
14 – ( صريح السنة ) .
15 – ( البصير في معالم الدين ) ( في أصول الدين ) .
16 – ( فضائل علي بن أبي طالب ) ( لم يتمه ) .
17 – ( فضائل أبي بكر وعمر ) ( لم يتمه ) .
18 – ( فضائل العباس ) ( لم يتمه ) .
19 – كتاب في عبارة الرؤيا في الحديث ( لم يتمه ) .
20 – مختصر مناسك الحج .
21 – مختصر الفرائض في أنصبة المواريث .
22 – الرد على ( ابن عبد الحكم ) على ( مالك ) – ( في علم الخلاف والفقه المقارن ) .
23 – الموجز في الأصول ( لم يتمه ) .
24 – الرمي بالنشاب ، أو رمي القوس ( يشك في نسبته إليه ) .
25 – الرسالة في أصول الفقه .
26 – العدد والتنزيل .
27 – مسند " ابن عباس " .
28 – كتاب المسترشد .
30 – اختيار أقاويل الفقهاء .
أخي القارئ :
قد يهولك هذا العدد من المؤلفات والمصنفات التي خلفها الإمام " الطبري " – عليه رحمة الله – ، وقد تستكثرها ، ومن أجل إزادة الدهشة والشكِّ لديك ، نورد ما قاله " الخطيب البغدادي " في " تاريخ بغداد " 28 :
( وسمعت " عليّ بن عُبَيد الله بن عبد الغفار " اللغوي – السمسمي – يحكي : أن " محمد بن جرير – الطبري – مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم أربعين ورقة ) اهـ .
وهذا يعني أنه – رحمه الله – كتب نحو ستمائة ألف ورقة !!! ، وهذا – أيضا – لا يتهيأ لمخلوق إلا بحسن عناية الخالق – سبحانه وتعالى – .
وقبل أن نتحدَّث عن تفسير الإمام " الطبري " رحمه الله ، الذي هو من صميم عملنا وبحثنا ، نذكر طائفة من تلاميذه ، كما ذكرنا من قبل شيوخه الذين تتلمذ عليهم وأخذ عنهم ، وكيف كان يتعامل مع ألئك الطلبة والتلاميذ .
يذكر لنا " ياقوت " في " معجم الأدباء " جملةً من الحوادث التي تبيِّن صورة وصيغة التعامل التي كانت قائمة بين الإمام " الطبري وتلاميذه 29

قال " أبو بكر بن كامل " – أحد التلاميذ – : ( جفاني بعض أصحابه في مجلسه ، فانقطعت عنه زمانًا ، ثم إنه لقيني فاعتذر إليَّ كأنه جني جناية ، ولم يزل في رفقه وكلامه حتى عُدت إليه ) اهـ .
وقال " ابن كامل " أيضا :
( وكان عند " أبي جعفر " رواية " ورش " عن " نافع " ، عن " يونس بن عبد الأعلى " عنه ، وكان يقصد فيها ، فحرص " أبو بكر بن مجاهد " – مع موضعه في نفسه ، وعند " أبي جعفر " – أن يسمع منه هذه القراءة منفردًا ، فأبى إلا أن يسمعها مع الناس ، فما أثَّر ذلك في نفس ، " أبي بكر " ؛ وكان ذلك كرهًا أن يخصّ أحدًا بشيء من العلم ) 30 اهـ .
ومن تلاميذه – رحمه الله – :
1 – ( أبو الفرج المعاني بن زكريا النهرواني ) المعروف بـ " ابن الطرَّار " .
2 – ( علي بن عبد العزيز بن محمد الدُّولابي ) .
3 – ( أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثَّلج ) .
4 – ( أبو القاسم بن القرَّاد .
5 – ( أبو الحسن أحمد بن يحيى بن علي بن بحبى بن أبي منصور ) .
6 – ( أبو الحسن الدقيقي الحلواني ) .
7 – ( أبو الحسن بن يونس ) .
8 – ( أبو بكر بن كامل ) .
9 – ( أبو إسحاق – إبراهيم بن حبيب السِّقطي ) .
10 – ( ابن أبي نوبي ) .
11 – ( ابن الحداد ) .
12 – ( أبو مسلم الكجّي ) .
13 – ( أبو الأفرج بن أبي العباس بن المغيرة الثَّلاج ) .
14 – ( أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر الفرغاني ) .
15 – ( أحمد بن كامل بن خَلَفَ بن شجرة ) .
16 – ( سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي ) .
17 – ( أبو شعيب الحرّاني ) .
18 – ( عبد الغفار الخُصيبي ) .
19 –( محمد بن أحمد بن حمدان ) ( أبو عمر النيسابوري ) .
20- ( محمد بن شعيب بن إبراهيم ) .
21 – ( محمد بن عبد الله الشافعي ) .
22 – ( محمد بن علي بن إسماعيل ) – القفال الكبير – .
23 – ( مخلد بن جعفر الباقرجي ) .
24 – ( يوسف بن القاسم بن يوسف بن فارس بن سوّار ) .
25 – ( أحمد بن عبد الله بن الحسين بالجُبني الكبَّائي ) .
26 – ( أ؛/د بن موسى العباس ) .
27- ( عبد الله بن أحمد بن الفرغاني )
28 – ( عبد الواحد بن عمر بن محمد ) ( أبو طاهر البغدادي البزّار ) .
29 – ( محمد بن أحمد بن عمر ) ( أبو بكر الضّرير الرّملي ) .
30 – ( محمد بن محمد بن فيروز ) ( أبو عُبيد الله الكرْجي ) .
وهؤلاء التلامذة الأعلام – على كثرتهم – تنوّعت علومهم فيما أخذوه عن شيخهم وإمامهم الإمام " الطبري " – عليه الرحمة والرضوان – .

(( تفسير الطبري )) :
ذلك هو مقصدنا وغايتنا …
ويعتبر تفسير الإمام " الطبري " – جامع البيان في تأويل آي القرآن – باتفاق وإجماع العلماء ، قدماء ومحدثين – موسوعة علميّة كبرى ، ودائرة معارف متعددة الأغراض ، متنوعة المعارف ؛ لأنه يحتوي على مختلف صنوف العلوم الدينية ، واللغوية ، مما يندر وجوده في تفسير آخر ، ومن أجل كل هذا عدَّ الذروة فر بابه وموضوعه ؛ وقال عنه الكثيرون بأنَّه " أبو التفسير " .
ويقع هذا التفسير العظيم في ثلاثين جزءًا من الحجم الكبير ، يبدأ بمقدمة مُطَوَّلة شرح فيها محتويات الكتاب ، وعرَّف به ؛ واعتمد – رحمه الله – فيه على ما اشتهر من أقوال الصحابة والتابعين ، أمثال " ابن عباس " – رضي الله عنهما – " وسعيد بن جُبير " و " مجاهد بن جبر " و " قتادة بن دعامة السَّدوسي " و " الحسن البصري " و " عكرمة " – مولى " ابن عباس " و " الضَّحاك بن مزاحم " و " عبد الله بن مسعود " و " عبد الرحمن بن يزيد بن أسلم " و " ابن جريح " و " مقاتل بن حيان " وغيرهم من مفسِّري الصحابة والتابعين – رضي الله عنهم أجمعين – .
وترجع أهمية هذا التفسير إلى أنه :
1 – وفَّى الناحية التاريخية حقها ، وإلى أنه أقدم كتب التفاسير إطلاقًا .
2 – واعتماده الناحية العلمية الموضوعية ، واحتوائه على كثير من العلوم والفنون الدينية .
3 – وإلى كونه – فيما انتهجه – تراثًا حضاريًّا ، وفكرًا مؤصلاً وموردًا رئيسيًّا من موارد العلم .
4 – وإلى اعتماد أكثر الذين كتبوا في التفسير من بعده عليه ، فكان مرجعهم الأول والأخير ، من بعد عصره إلى يومنا هذا .
قال عنه " أبو بكر بن خُزَيمة " :
( نظرت فيه من أوله إلى آخره ، فما أعلم على أديم الأرض أعلم من " ابن جرير " ) 31 .
وقال الإمام " النووي " :
( لم يصنِّف أحدٌ مثله ) 32 .
وقال " أبو حامد الإسفراييني " : ( لو سافر رجلٌ إلى الصين حتى يحصل على كتاب تفسير " محمد بن جرير " لم يكن ذلك كثيرًا ) 33 .
وقال الإمام " السُّيوطي " :
( وكتابه – التفسير – أجلُّ التفاسير وأعظمها ، فإنه يتعرَّض لتوجيه الأقوال ، وترجيح بعضها على بعض ، والإعراب ، والاستنباط ، فهو يفوق بذلك على تفاسير الأقدمين ) 34 .
وقال شيخ الإسلام " ابن تيمية " :
( وتفسير " محمد بن جرير الطبري " هو من أجل التفاسير وأعظمها قدرًا ) .
وقال أيضًا :
( وأما التفاسير التي في أيدي الناس ، فأصحها تفسير " محمد بن جرير الطبري " ، فإنه يذكر مقالات الَّلف بالأسانيد الثابتة ، وليس فيه بدعة ، ولا ينقل عن المتَّهمين )35 .
وهناك شهادات أخرى لكثير من العلماء المهتمّين ، ولقد رأينا الاكتفاء بما قدَّمنا ؛ والله الموفق .

أخلاقه وصفاته :
قال عنه تلميذه " عبد العزيز بن محمد " :
( وكان " أبو جعفر " ظريفًا في ظاهره ، نظيفًا في باطنه ، حسن العشرة لمجالسيه ، متفقدًا لأحوال أصحابه ، مهذبًا في جميع أحواله ، جميع الأدب في مأكله وملبسه ، وما يخصه في أحوال نفسه ، منبسطًا مع إخوانه ، حتى ربما داعبهم أحسن مداعبة ، وربما جيء بين يديه بشيء من الفاكهة فيجري في ذلك المعنى ما لا يخرج من العلم والفقه والمسائل ، حتى بكون كأجدِّ جدِّ ، وأحسن علم ) 36 اهـ .
وكان شديد الورع بالغ الزهد ، والحذر من الحرام ، والبعد عن مواطن الشبهة ، وقد دل على ذلك ما جاء على لسانه في كتابه ( آداب النفوس ) .
وقال " ابن كثير " :
( وكان من العبادة والزهادة ، والورع والقيام في الحق لا تأخذه في ذلك لومة لائم ، وكان من كبار الصالحين ) اهـ .
وكان عفيف اللسان أبيَّ النفس ، أنشد فقال :
إذا أعسرت لم يعلم رفيقي *** واستغني فيستغني صديقي
حيائي حافظ لي ماء وجهي *** ورفقي في مطالبتي رفيقي
ولو أني سمحت ببذل وجهـي *** لكنت إلى العلا سهل الطريق

وكان – رحمه الله – يكره بطر الغنيّ ، والمذلة من الفقير ، ويقول في ذلك :
خُلُقان لا أرضى طريقهما *** بَطْر الغنى ومذلة الفقرِ

فإذا غَنيت فلا تكن بطرًا *** وإذا افتقرت فتُه على الدهر
وكان – رحمه الله – شديد التواضع في غير ذلَّة ولا مذلَّة ، غير متعال بعلمه ، محببًا إلى أصحابه وتلاميذه .

مصادر و المراجع :
معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
قوقل
وكبيديا الموسوعة الحرة
الكلمة الطيبة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

تقرير التاريخ عن فولتيرمن 16 ورق للصف العاشر

تقرير لمادة التاريخ عن المفكر والفيلسوف
**فولتير**

فولتير بعد 225 عاماً على رحيله (1694-1778(
تاريخ طويل من المنافي والاعتقال والاضطهاد والجرأة شكل
إحدى الظواهر الكبرى لهدم النظام القديم والتمهيد للثورة

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة…
قد لا تكون التواريخ مهمة لاسترجاع حياة أو مؤلفات عظماء كبار مروا في التاريخ، لكنها هنا للذكرى وليس فقط للاحتفال. وفعل التذكر، حين يتعلق بمفكر وفيلسوف كبير طبع زمنه بمسيرة وبمؤلفات مثل الفرنسي فولتير (1694-1778)، يكون على مستوى الإفادة الفعلية عبر الربط والفصل أو عبر المقارنة الضرورية ما بين ماضي وحاضر أو ما بين صراع حضارات وثقافات واديان وأفكار على امتداد قرون ثلاثة. لم يكن فولتير مجرد روائي ترك وراءه كتباً وشخصيات ولم يكن مجرد فيلسوف أو مفكر عمل على ترك بصماته في سجل المفكرين حباً بالظهور أو بإرضاء غرور "الأنا"، بل أنه مضى في طريق الفلسفة التي تبدأ بعفوية انطلاقاً من مراقبة الواقع وتوصل إلى إنجازات في هذا المضمار وحرك الرأي العام ليس في فرنسا وحسب إنما في كل أقطار العالم، نظراً إلى جرأته غير المعهودة في ضرب المفاهيم الثابتة وفي نسف التقاليد والأفكار الجاهزة.
وقد يكون استرجاع حياة فولتير للعبرة ايضاً في عصرنا هذا الذي يشهد إجحافا في حق الكتاب والمفكرين والفلاسفة تماماً كما حصل معه، هو الذي دخل السجن عشرات المرات وأمضى سنوات من عمره وراء القضبان الحديدية يتحضر في كل مرة لحين خروجه لمواجهات جديدة سلاحها القلم. نتذكر فصولاً من حياة فولتير، نتذكر الطفولة والحب والصداقة والوطن والسياسة، والأسفار والمواجهات والكتابات والاضطهاد، ومنع كتبه أو احراقها ثم تمجيدها وإرسائها في المكتبات الوطنية بعد مرور قرن، كذلك نتذكر مؤلفاته وشخصياته ويبقى "كانديد" شخصيته النقية المثالية التي أطلق من خلالها مقولته الشهيرة: "فلنزرع حديقتنا" معلناً بها تفاؤله من ناحية، ومن ناحية أخرى وحين لم يكن فولتير يدرك الأمر، فإنه كتب لمفاهيم مستقبلية توازي إلى حد كبير ما اعتبره غوتيه من النتاج الفكري والأدبي الذي تكتب له الولادة من جديد بعد موت الكاتب معلناً بذلك الرؤيا اللاواعية لدى البعض التي تصبح في مثابة النبؤة أو الإحساس المسبق بالعصور القادمة.

الموضوع…
عصر التنوير…
ثمة قواسم مشتركة ربطت اسم فولتير بعصره، أي القرن الثامن عشر أو "عصر التنوير". كان عصر العلوم والاكتشافات والفلسفة والفكر، وكانت الأرضية الملائمة لتفتح مواهب الفتى فرانسوا ـ ماري آروي الذي أبدى تمايزاً في شخصيته منذ الطفولة وعرف كيف يدخل عالم الإبداع من باب القصة والرواية والمسرح والفلسفة وهو في العشرينات باسم فولتير وهو نتيجة لعب على أحرف اسم منطقة امتلكت فيها العائلة ارضاً زراعية شاسعة "ايرفولت" في بواتو. ومعروف ان فولتير امتلك جسداً قوياً وعاش إلى ما فوق الثمانين عاماً ومسيرته ارتبطت بتفوقه الجسدي والعقلي والنفسي. ومع أن بذور الرومنطيقية كانت بدأت مع معاصريه وخاصة مع جان ـ جاك روسو الذي اعتبر مريضاً "بالأنا"، فإن فولتير لم يهجس بتاتاً بحياته الشخصية، وترتكز كل مؤلفاته على تأثيرها بالأحداث المحيطة به من سياسة وحروب ومشكلات اجتماعية وأخلاقية ودينية. كان ديناميكياً إلى حد لا يوصف، وقادراً على تحمل الصعاب والتحديات. عاش تجارب متنوعة في السفر والترحال واختبر المنافي في كل أقطار العالم، كذلك العيش في السجن واستغلال وحدة السجن إلى أقصى حد، فكان يكتب ويصمم كل أفكار كتبه من وراء القضبان الحديدية، وما إن يخرج حتى ينهيها وينشرها، وفي الغالب كان يعود إدراجه إلى السجن، إذ عرفت أكثر كتبه المنع والحذف والمصادرة، وأنزلت به أشد العقوبات التي يمكن أن تطال كاتباً، لكنه كان كثير الأصدقاء، كما كان أعداؤه كثراً، وغالباً ما عمل الأصدقاء على خروجه واستئنافه الحياة الطبيعية، كان واقعياً إلى حد انه فهم أن العزلة والوحدة اللتين تفرضهما الكتابة يؤديان إلى الفقر والعوز، فما كان منه إلا أن صمم لجمع الثروات وهذا ما حصل بالفعل معه في مراحل كثيرة من أسفاره حيث مارس التجارة وشغل مناسب سياسية كبيرة: كان مستشاراً سياسياً ودبلوماسيا رائعاً استغل مواهبه الملك فريدريك الثاني وأوكله مهمات في ألمانيا وبريطانيا في العام 1743، ثم عين مسؤولاً عن العلاقات الخارجية عام 1744. وأصبح شاعر البلاط الملكي بمساندة صديقة مدام دو بومبادور، ومنذ ذلك الحين وحتى مماته، استمر فوليتر في تأكيد مواهبه السياسية والديبلوماسية. لكن الغريب في فولتير قدرته الخارقة على المضي في كل الاتجاهات في آن، وحين كان يسطع نجمه في السياسة، كان ملتزماً قضايا فكرية وفلسفية ودينية، فكتب وعارض وانتقد وواجه، ومعه عرفت الفلسفة بعداً منهجياً وعلمياً متطوراً في عصر

"التنوير" والعلوم. وحين كتب للمسرح والرواية نقل فلسفته إلى رحاب شخصيات سرعان ما أصبحت عالمية في مواصفاتها:
مسرحيته الأولى: "أوديب" تلاها "بروتوس"، "موت القيصر"، "الابن البار"، "زوليم"، "محمد"، "ميروب"، وفي القصة كتب الكثير غير إن قصة "زاديغ" كانت الأشهر. أما رواية "كانديد" فاختصرت كل فكره وقدمت عبر بطلها ما يشبه السيرة للكاتب. عرفت "كانديد" شهرة واسعة خاصة ان فولتير وبعد أن تطرق للأزمنة الماضية وسرد أحداث التاريخ وتطوره البطيء في كتابه "بحث في التقاليد"، قدم في رواية "كانديد" العالم الجديد الذي انطلق مع العام 1758 أي بعد الحروب التي ضربت المنطقة في أوروبا ومات مئات الألوف فيها. وهذه الحروب وصفها فولتير في قول شهير له: "هذا القرن شبيه بحورية البحر، النصف الأول منها جميل مثل أسطورة والنصف الآخر قبيح ومخيف في شكل ذيل سمكة". هذا الواقع حرض على الثورات وعلى العصيان ورأى المثقفون والمفكرون في ثورة "التنوير" والعلم من يمكن ان يبني نفوساً جديدة تطلع من فضائل السلم وتوسع افق العلم والمعرفة. وفي تنقلات فولتير من منفى إلى آخر لم يلق المساندة لا في بريطانيا التي كانت معروفة بحبها للفلسفة والأدب ولا في جنيف التي كان يفترض أن تكون نقطة انطلاق من أجل تسامح ورأفة في السلطة الدينية، فنشر فولتير مؤلفاته في باريس وقرر المواجهة. وحين كتب "كانديد" قرر الابتعاد عن العالم الخارجي وعن صخب المجتمع الذي كان يستهويه وعزل نفسه: "أريد أن أمتلك الأرض بكاملها أمام عيني في عزلتي"، ومن هذه الازدواجية ولدت روايته، بين نداء الخارج وحدود الحديقة الصغيرة المسيجة. وفي حدود الستين من عمره، قرر ان يبحث عن فضائل السكينة والوحدة. وبطله "كانديد" الذي هو من اسمه عنوان البراءة والطهارة يعيش تجربة إنسانية قاسية. فبعد الحب الطاهر الذي جمعه مع ابنة البارون الذي اعتنى بتربيته وتدعى كونيغوند، يطرد الشاب من القصر ويجوب العالم هائماً على وجهه مع اندلاع الحرب. ينتقل من بلد إلى آخر بحثاً عن كونيغوند.

وفي ترحاله يلتقي أشخاصا، يواجه مصاعب، يكون شاهداً على فظائع الحرب وأهوالها. يلتقي حبيبته صدفة ثم تضيع ثانية ثم يعثر عليها بعد سنوات وقد تغيرت ملامحها، فانقلب جمالها قبحاً وفقدت نضارتها وجاذبيتها. لكنه يقرر الاستمرار معها ويرحلان نحو بيته المسيج بحديقة خاصة. ويترك فولتير عبرة عن نتيجة ترحال كانديد عنوانها: "فلنزرع حديقتنا".

سنوات الثورة..
لكن بين سنوات الثورة والغضب وسنوات الاتزان بعد "كانديد" مرحلة صاخبة ترجمها فولتير كتابات فلسفية وفكرية دينية متطرفة. بدأت بذور الثورة لديه وهو شاب يافع حين قرر أن يبحث عن جذوره الأصلية إذ اعتبر ـ وحسب تفاصيل حصل عليها من محيطه ـ انه ليس ابن كاتب العدل البسيط السيد آروي بل الابن الشرعي للسيد روشبرون الضابط الفارس في قصر الملك والشاعر البلاطي ـ وقد هنأ والدته على حسن اختيارها في لغة ما بين الجدية والسخرية. لم يخجل فولتير من هذا الواقع بل على عكس ذلك، كان مفخرة له ان ينتسب إلى طبقة أرستقراطية تسمح له باستخدام مرتبتها للوصول إلى عالم كان يحلم به. وكان فولتير من المعجبين بالقرن السابع عشر وبإنجازته على الصعيد الأدبي، فقلد كبار شعرائه وكتب بنفسه ملحمي "لاهانرياد" عام 1728 ومسريحة "زائيير"، 1732. ومع هذا، لم يكن تقليدياً في آرائه الاجتماعية والدينية. وكل ما كتبه تقريباً تعرض للمصادرة من جهات دينية او سلطات مقربة من الملك. لكنه في الفترة الأخيرة عرف كيف يربح صداقة القصر الملكي وكل من فيه إلى أن أصبح شاعر البلاط، ومن هناك انطلق في متابعة تمرده وبقوة أكبر.
أولى مقالاته التي كانت تصدر تحت عنوانه "رأيت" وفيها آراء نقدية بدأت من مرحلة الملك لويس الرابع عشر الأخيرة وصولاً إلى عصره. وبعد أن تأكدت السلطات من هوية الكاتب، قادته إلى السجن، إلى "الباستيل" حيث أمضى أكثر من سنة. كان السجن المكان المناسب لكتابة ملحمية تعوز النفس الطويل والانقطاع عن العالم. ثم خرج ونشر "لاهنرياد" التي اعتبرتها فرنسا ملحمة رائعة في موضوعها وفي تكوينها وكرست فولتير شاعراً كبيراً.

وإلى "الباستيل" مرة جديدة بعد كتابة وحركة تحررية متصاعدة ثم ساعده بعض الأصدقاء على الخروج، لكن كان المنفى بانتظاره. فمن "الباستيل" إلى إنكلترا حيث استفاد في التعرف على الطبقة الأرستقراطية الليبرالية، وعلى أثرها كتب ودون تجربته في "رسائل فلسفية"، درس فيها كل مقومات "فلسفة التغرير" الجديدة: الرأفة، وحرية التعبير والكتابة، وروحية المساواة والتنظيم. وهناك كتب بالإنكليزية: "بحث في الحروب المدنية" و"بحث في الشعر الملحمي"، وأهدى ملكة إنكلترا الطبعة الثانية المنقحة والمضافة من كتابه "لاهانرياد".

الرسائل…
في "الرسائل الفلسفية" ويعتقد انه أرسل بها تدريجاً إلى أحد أصدقائه وهو في إنكلترا وكتب فيها كل أفكاره ثم أحب أن ينشرها،

وهي تفوق رواية "ميكروميغاس" في أهميتها ولو أنها لا تتمتع بروح الفكاهة التي نتلمسها في الرواية. في الرسائل يقابل فولتير بين حرية الشعب الإنكليزي وعبودية الفرنسيين ولكن كل أقواله جاءت
مغلفة مبيتة بالضحك والظرف. إلا انه وعلى الرغم من إعجابه بالشعب الإنكليزي فقد فرح عندما ألغي قرار حكم نفيه وسمح له بالعودة إلى باريس عام 1728 ليمارس حياته الأدبية والمسرحية فقدم "بروتوس" عام 1730 وكتب قصة "شارل الثاني عشر". أما صدور "الرسائل الفلسفية" في باريس عقبه فضيحة كبيرة حين قرأ أحد رجال الشرطة بعض تفاصيلها ورأى فيها شحنة من ثورة ومتفجرات تهدد سلامة النظام الملكي. فصودر الكتاب وأحرق في الساحة العامة للقصر وصدر الأمر بالقبض على فولتير لكنه لاذ بالفرار ونجا من السجن ليرتمي في أحضان عشيقة هي المركيزة دو شاتيليه التي كانت شغوفة بالعلم والفلسفة والكيمياء والفيزياء والرياضيات.
ومع انهماك زوجها الماركيز في شؤون الحروب والمعارك وبعد خلافات حادة معه، أصبح فولتير الصديق سيد القصر وتحول قصرها في منطقة "سيري" الفرنسية محجة للفلاسفة ومقاماً للحفلات الفخمة واللقاءات الفكرية. ويقال إن مجالس "قصر سيري" في ذلك

العصر بحضور فولتير قد ذاع صيتها إلى أن شبهها البعض بمجالس افلاطون لما ضمت من نوابغ في العلم والفن والأدب. في هذه الفترة كتب فولتير أجمل مؤلفاته "كانديد"، "العالم كما يسير"، "ابن الطبيعة"، "أميرة بابل" وغيرها. ويقال، وهذا على لسان العديد ممن كتبوا مذكراتهم وعاصروا فولتير، ان هذا الأخير كان يكتب في تلك المرحلة بسهولة فائقة واتقاد ذهن هائل، فكتب "كانديد" في ثلاثة أيام وليال لم يذق خلالها طعم النوم إلا لفترة قصيرة متقطعة. كان قلمه "يجري ضاحكاً على الورق" وعن "كانديد" كتابه الذي اعتبره يصور "أسوأ عالم يمكن أن نتصوره" ومصدرا للشؤم إلاّ أنه وفي نظر الآخرين كان "إنجيل التشاؤم" ولكنه من "أبهج الكتب في تاريخ الأدب".

فولتير والله..
لم يكن فولتير ملحداً كما ساد الاعتقاد في عصره لكن كانت له آراء خاصة لم تكن الكنيسة لترضى بها لجرأتها: "أنا أؤمن بوجود إله واحد مبني على العقل" وقال أيضاً "لو لم يكن الله موجوداً لوجب علينا أن نوجده". وبحسب فولتير أن الله ليس وقفاً على دين معين إنما هو

"الكائن الأسمى والعقل المدبر الذي يدير الكون". وكان له شعار يردده دائماً: "اسحقوا الخرافة والتعصب الديني". وطوال حياته، عمل على أن ينزع صفة العنف عن الكنيسة لتحل محلها صفة الشفقة أو الرحمة.
ولم يكتف فولتير بنقد الكنيسة بل انتقد المجتمع الفرنسي في كل كتاباته. ومع صدور كل كتاب من مؤلفاته كان يتعرض للمنع والمصادرة ما أضفى على حياته صفة المغامرة المتواصلة في حياة طويلة كرّسها لقلم جريء وفاضح في مجتمع وصفه "بالضيّق والمتزمّت" وبأسلوب حياة متقدم على عصره، رافض وثوري.
ومع أنه عاش ظروفاً صعبة وكلفته جرأته وصراحته الكثير من التضحيات حتى إنه وصف حياته بالكلام التالي: "في فرنسا يجب أن تكون السندان أو المطرقة. أنا اخترت أن أكون سنداناً"، فهو صرّح أيضا أنه يشعر بالامتنان والفخر بحياة تضج حركة وأحاسيس قوية: "كل من ليس حيوياً ومستعداً للمواجهة فهو لا يستحق الحياة

وأعتبره في عداد الموتى". ومن أقواله أيضاً: "بما أنني وقح للغاية فأنا أفرض الكثير من الإزعاج للآخرين خصوصاً المصابين بالبله!". عُرف فولتير بلهجته القاسية واللاذعة وبحسه الدعابي الممزوج دائماً برغبة في التغيير، وشكّل ظاهرة فريدة في المجتمع الباريسي انتقلت عدواها إلى عواصم ثقافية أخرى فتأسس ما يشبه "المدرسة الفولتيرية الفلسفية" التي بدأت مظاهرها تنتقل إلى الصالونات الأدبية والأماكن الثقافية الخاصة والعامة، فصار هناك من يقلّد فولتير في كتاباته أو في حديثه أو في هندامه وملامح وجهه التي تعلوها ابتسامة ماكرة تسجلت للتاريخ على أنها قمة السخرية اللاذعة والمحرّضة. ومع أنه تقاسم نجومية ذلك الزمن مع نقيضه جان جاك روسّو (1712 ـ 1778) صاحب "الاعترافات" الجريئة و"أحلام المتنزه المستوحد" الذي أسس بكتاباته لرومنطيقية ستقلب نهايات القرن الثامن عشر رأساً على عقب، فإن روسّو كان مسالماً ومحبوباً من السلطات السياسية والدينية. لم تصل ثورته أكثر من حدود "الأنا"، ومقابل الحياة الهانئة لروسّو في الريف متغنياً بجماليات الطبيعة والخالق، كان فولتير صوتاً صادحاً في العاصمة منتقداً كاسراً على صنمية الأفكار الجاهزة، ضارباً عرض الحائط المبادئ الأخلاقية وحدود الحرية المرسومة والمكتوبة بسلاسل حديدية. لم يكن حيّز الحرية المعطى للكتّاب كافياً لفولتير في عصره، وحين كان روسّو مثلاً يعيش سعادات كبيرة في نزهاته التاريخية التي خلفت فلسفة وأفكاراً عميقة، كان فولتير يعيش على صورة المقاوم في العاصمة. يتحدى، يكتب، ينشر، يتم توقيفه، يدخل السجن أو يرحل إلى منفى

قسري ثم يعود بعد حين إلى مزاولة الكتابة أو العصيان. روسّو وفولتير عاشا في عصر واحد وكتبا في عصر واحد وماتا في العام 1778 بفارق أسابيع قليلة مع أن فولتير كان يكبر روسو بـ18 عاماً، غير أن كل واحد منهما شكّل ظاهرة بحد ذاتها. ومع أن فرنسا تميل إلى تكريم روسّو بشكل لافت منذ ولادته فإن تكريم فولتير عرفته فترة أوائل القرن العشرين أي بعد توسّع أفق الحرية هناك.
"كانديد" أو البراءة الأولى …
شكّلت بداية حرب السنوات السبع في أوروبا في العام 1756 كذلك الهزة الأرضية التي تعرّضت لها مدينة لشبونة عام 1755 المحرّض لفكرة أن العالم يخضع لقوة الشر ومنها انطلق فولتير في فلسفته

المتشائمة التي بني على أساسها روايته الرئيسية التي تختصر كل فكرة "كانديد". بطله الشاب اليافع "كانديد" يطلّ ببراءته على العالم وعلى الحب والجمال ويصطدم بواقع مرير يجعله يتشرّد في مدن الأرض ويذوق كل عذابات الحروب والمآسي والكوارث الطبيعية، وينتهي به الأمر بعد بحث طويل عن حبيبته التي يجدها متعبة مرهقة وفاقدة لجمالها أمام حقيقة واحدة ينطلق بها حين يجد نفسه أمام حديقته اليابسة المتعطشة إلى يديه. يدخلها ويقرر البدء من جديد مع مقولة: "فلنزرع حديقتنا". لكن نضال فولتير جاء مجرّداً من كل الأسلحة المعهودة أو كل الأدوات التقليدية الممكنة. تخلى عن دعم سلطة الدولة أو الدعم السياسي أو العسكري وتخلى عن سلطة الدين حين كانت الكنيسة في أوج انخراطها في تقرير شؤون المجتمعات وسياسات الدول. انتقد الجميع وامتنع عن التعاون مع أي قوة تقليدية معتبراً أن السياسات القديمة متحدة مع سياسة الكنيسة الصارمة أوصلت واقع الحال إلى أماكن مسدودة في إطار سعادة الفرد. وحورب فولتير على أنه عنصر مشاغب وفوضوي وملحد متنكر للأعراف والتقاليد. نبذته فرنسا ونبذته الكنيسة وأصبح مثالاً للعصيان وصورة الساخر المتهكم والوقح! ثم ما لبثت أن خفتت حدة هذه الصورة لسببين أولهما أن القسم الأخير من حياة فولتير أي في نهايات القرن الثامن عشر كان قد شهد بعض التطورات الاجتماعية والدينية والثقافية التي جعلت شخصية فولتير أكثر قبولاً في إطارها النافر. ومن ناحية ثانية، فإن الكاتب قد تحوّل بنفسه إلى لهجة معتدلة جعلته في شيخوخته أقرب إلى المسالمة من الحرب الدائمة. وشهد عام 1778 على واقع جديد في حياة فولتير حين التقى هذا الأخير قبل أشهر من رحيله أي مع بداية إحساسه باقترابه من الموت بعض رجال الدين، فتمّ اعترافه وخضوعه لسلطة الكنيسة بقوله أنه لم يعد ملحداً وبأنه مؤمن بالله وبتعاليم الكنيسة.

أثار هذا الأمر كل المتحمسين لثورة فولتير وكل أتباعه في الفلسفة واعتبروه خائناً لهم ولنفسه. غير أن فولتير لم يمت اثر النوبة المرضية التي شهدت اعترافاته الجديدة، ثم انطلق في المجتمع الباريسي عبر إطلالات كثيرة له في شتاء ذاك العام حيث خطب وشارك في ندوات وصرّح بما يبرر أقواله الأخيرة على أنها ليست تراجعاً عن مواقفه أو خيانة لها إنما هي عن محض قناعة شخصية في الإيمان لا تتعارض مع ممواقفه من كل الشؤون الأخرى من سياسة ومجتمع إنساني.

في 30 آذار من العام 1778 دخل فولتير "الأكاديمية الفرنسية" التي سجلت فخرها بقبوله عضواً فيها عبر رسالة تاريخية موجهة إليه، وتكرّس فارساً من فرسان "الكوميدي فرانسيز" مع حضوره العرض الأخير لمسرحيته الأخيرة من توقيعه وهي من نوع التراجيديا وبعنوان "ايرين".
الرحيل…
رحل فولتير في 30 أيار 1778 ولفظ أنفاسه الأخيرة أمام بعض الأصدقاء المقرّبين وقال بالكلمة الواحدة: "أموت في هذه اللحظة وأنا أشعر بعبادتي الله، وبحبي لأصدقائي، وبعدم كرهي لأعدائي، وبرفضي المطلق للمعتقدات الباطلة".
هل كان ارتداد فولتير الى الإيمان عن محض قناعة أم أنه كان نتيجة ضعف أو خوف أو رغبة في اجتذاب فئة المؤمنين الطاغية على المجتمعات في ذلك الحين؟ هل اعترافه بالله وخضوعه إلى مشيئته كانت مسألة شخصية وإيمانية خاصة من متاع اللحظات الأخيرة التي تسبق الموت أم أن فولتير كان واعياً في تلك اللحظات الأخيرة للغضب العارم من حوله إزاء مواقفه المتطرفة وأغلق باب العصيان ليفتح مكانه باباً واسعاً على الشهرة والانتشار السريع؟ كلها تساؤلات رافقت موت الفيلسوف والمفكر الفرنسي الكبير الذي انتهى في مقبرة البانثيون الخاصة بالعظماء بعد أن نقلت رفاته عام 1791 إليها.
وكُتب في اللافتة التي تعلو قبره: "حارب الملحدين والمتزمتين. أوحى بكتاباته بروحية التسامح، طالب بحقوق الإنسان ضد العبودية ونظام الإقطاع. شاعر، مؤرخ، وفيلسوف جعل آفاق النفس البشرية تتسع وتتعلم معنى الحرية".
سيرة وأعمال …
1694 ـ ولد فرنسوا ـ ماري آروي (المعروف بفولتير) في باريس في 22 تشرين الثاني.
***
1701 ـ ماتت والدته فرعاه خاله الكاهن في شاتونوف بتربيته، وعرف هذا الكاهن بحسّه الثوري والتحرّري.

1704 ـ دخول فولتير إلى كوليج "لويس لوغران".
***
1706 ـ يعرّفه خاله إلى مجتمع "لي أندوم" حيث يجتمع دوماً مفكرون ورجال اكليروس وشخصيات صار لها فيما بعد دور مهم في السلطة.
***
1717 ـ دخوله إلى السجن في "الباستيل" للمرة الأولى بعد نشره "قصائد هجائية".
***
1718 ـ صدور التراجيديا "أوديب"، وعلى اثر نجاحها اختار لنفسه اسماً جديداً ينطلق به في عالم الأدب: "فولتير".
***
1723 ـ وفاة والده. صدور قصيدة ملحمية له بعنوان "هنري الكبير".
***
1729 ـ عودة الى باريس مع ثروة جمعها في أعمال تجارية.
***
1731 ـ صدور كتابه "قصة الملك شارل الثاني عشر"، وكتابه "زائير" وفيه قراءة في رياضيات نيوتن.
***
1734 ـ نشر "الرسائل الفلسفية" التي منعت وتسببت في مغادرته باريس كيلا يتعرض للسجن. ينتقل إلى "سيراي" إلى قصر "مدام دوشاتوليه".
***
1735 ـ العرض الأول لمسرحيته التراجيدية "موت القيصر".

1738 ـ صدور كتابه "عناصر فلسفة نيوتن"، كذلك "خطاب بالشعر عن الإنسان".
***
1742 ـ عرض مسرحيته التراجيدية "محمد" التي لاقت اعتراضات كثيرة.
***
1746 ـ انتخب عضواً في "الأكاديمية الفرنسية"، وعيّن مؤرخاً في قصر الملك.
***
1747 ـ صدور قصته "زاديغ" وعرفت نجاحاً كبيراً.
***
1750 ـ سفر إلى بروسيا ومهمات ديبلوماسية إلى جانب الملك فريديريك الثاني.
***
1751 ـ نشر كتابه "عصر لويس الرابع عشر"
***.
1752 ـ نشر كتاب "قصيدة عن قانون الطبيعة"، و"ميكروميغاس".

***
1759 ـ صدور روايته "كانديد".
***
1762 ـ اهتمام فولتير بقضية "كالاس" التي اشتهرت في ذلك الحين.

1763 ـ صدور "بحث في الرحمة".
***
1764 ـ صدور "القاموس الفلسفي".
***
1766 ـ صدور "علاقة موت فارس دولابار".
***
1778 ـ عودة إلى باريس وعرض مسرحيته "ايرين".

الخاتمة…

في رأي الشخصي فولتير من احد الشخصيات الجميلة التي تتمتع بروح الفلسفة والأدب الغربي …
فأتمنى أن نرى شخصيات مشرفة في عالما العربي الإسلامي

المصادر…

www.alimbaratur.com/…/Hana_23.htm
mexat.com/vb/showthread.php?p=9465555

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

الثورة العلميه التكنلوجيه للصف العاشر

السلام عليكم
اشحالكم ؟؟

بلييييز ممكن تسوون لي بحث بعنوان الثورة العلميه التكنلوجيه

من 8-10 صفحات
مع الملخص

بلييييييييييييييز ضروري

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

تعريف النهضة للصف العاشر

بلييييييز أبغي الجواااب على هالسؤاال….

ما المقصود بالنهضة؟؟؟

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

دخلووووو بسررعه .. للصف العاشر

بليييييييييز ممكن حل صفحــــه 16 في كتاب التاريخ الحيين ضروري اللي عنده بلييييييز بليييييييييز يحطه بسرعه

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

طلب مهم مهم للصف العاشر

لو سمحتو بدي أهم انجازات كل من الدول الاسلاميةالتالية ضروووري عالآخر:
الدولة العثمانية.
الدولة الأموية
الدولة العباسية.
الدولة المملوكية.
ضرووووووووري حباااابين..
شكرا للي بدو يساعدني..

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

بحث ، تقرير ، عمر الخيام للصف العاشر

ممكن تقرير عن عمر الخيام …

بليز آخر موعد التسليم باااااااجر …

بليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز ساعدوني …

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

بحث عن ابن سينا للصف العاشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كل عام وانتم بخير
ارجوكم ارجوكم اريد بحث عن ابن سينا من 3 الي 7
مع المقدمة والموضوع والخاتمة والمراجع
ششششششششششششششششششششكراً

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

معلومات عن يوحنا جوتنبرغ للصف العاشر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

يوحنا جوتنبرغ Johan Gutenberg (1395-1468)
ولد في مدينة ماينس Mayence , من أهم أعماله :
– اكتشف مع رفاقة تقنية الحروف المتحركة"للطباعة" وبعدها أتقن المادة الضرورية للمحافظة على هذه الحروف وهي مكونه من مزيج من الرصاص والانتيموان والاتيان .
– توصل الى اكتشاف الطابعة في العام 1443 م فقام بطباعة التوراة عام 1455 بالحرف اللاتيني تحت اسم Biblia Sacra Latina واستمر في تحسين عمل الطابعة حتى توفي في العام 1468 في ماينس .

عمله لم يكن اختراع الطابعة بل كان تطوير الكتابة بالاحرف المتحركة والالة الطابعة بطريقة جعلت الكثير من المادة المكتوبة اسرع وادق
فقد كانت الاختام وخواتم التواقيع الكبيرة التي تعمل على نفس مبدأ الطابعة قد عرفت في الصين قبل عدة قرون قبل جوتنبرغ وقد اكتشف كتاب مطبوع في تاريخ 868م
وعملية الطباعة كانت معروفة في الغرب قبل جوتنبرغ وأن الطباعة بواسطة الكتل الخشبية او الحجرية جعلت من الممكن اخراج عدة نسخ من كتاب معين ولكن هذه العملية كانت لها مساوئها
اذ انه كان لا بد من عمل الواح حجرية او قطع خشبية لكل كتاب جديد لذلك كانوا لا يستطيعون عمل كتب كثيرة
اذ ان اسهام جوتنبرغ هو اختراع الاحرف المتحركة التي كانت قد اخترعت في الصين في القرن الثاني عشر على يد رجل يدعى شنج وكانت الحرف التي استعملها
مصنوعة من الخزف الذي لم يكن متينا
وقبل ظهور جوتنبرغ كان الكورييون يستعملون الاحرف المعدنية وكانت الحكومة تدعمها في ذلك الوقت لإنشاء الاحرف في اوائل القرن الخامس عشر
هنالك اربع عناصر هامة في عملية الطباعة :
1 الاحرف المتحركة ووضعها في مكانها
2 الآلة الطابعة نفسها
3 النوع المناسب من الحبر وايجاد المادة المناسبة اي الورق

ان فضل جوتنبرغ هو انه جمع بين هذه العناصر ووضعها في نظام فعال ذي مردود في الانتاج فقد قدم للعالم طريقة النتاج بالجملة التي هي احدى السمات المميزة للحضارة
العالمية الحديثة
لقد ولد جوتنبرج حوالي عام 1400م في مدينة ميز الالمانية فقد بدا بالعمل بالطباعة في منتصف القرن الرابع عشر وان افضل كتاب طبعه هو توراة جوتنبرغ ولم
يستطع جني اموال من اختراعه فقد تورط في محاكمات قضائية ادت احداها الىمصادرة الته الطابعة لمصلحة شريكه جوهان فاست وتوفي في عام 1468 في ميز

م/ن

بالتوفيق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف العاشر

بحث عن الخوارزمي مع المصادر و المراجع للصف العاشر

أريد بحث عن الخوارزمي مع المصادر و المراجع بليييييييييز

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده