الطريق الى التغيير
الله سبحانه وتعالى وهبنا قدرات نفسية وعقلية والنفس دائما تحتاج الى التغير والتطوير لنعيش حياة أفضل وبتطوير ذواتنا نستطيع تفجير طاقاتنا إلى العلو و لكي نرفع من شأننا ، وهذا كلام بالطبع جيد و لكن الأجود و الذي يجب أن نعرفه أن الأمم المتحضرة أو المتقدمة عرفوا التغيير و التحسين و عرفوا قيمته فمثلاً في " اليابان " هم هناك يعرفون مصطلح اسمه "الكيزن" أو التحسين المستمر بمعنى أن الفرد يحسن من ذاته و يغيرها على فترات و غالباً تكون هذه الفترات متقاربة والأمم الغربية في أوروبا و أمريكا هم هناك أيضا يحبون التغيير و التجديد و التحديث " change your mind " عبارة يقولونها لك بصيغة الأمر الواجب .
هذا أمر عظيم
نحن أيضاً من أهل التغيير
نحن أمه متجددة
وقدراتك العقلية ، نظام التحكم الجبار الذي أعطاه الله لك هدية ليفيدك في حياتك و الذي لا تستغله ، نعم لا نستغله أو ربما تستغل منه جزء من موارده على سبيل الفطرة أو الصدفة على ما أعتقد و طبعاً أنا لا أعمم و لكن البعض منا مثلا لا يعرف الطريقة العلمية التي يمكن بها أن " يكون فكرة مثلاً … " عظيم كيف تكون الفكرة هذا أمر يستحق الدراسة البعض الآخر منا لا يعرف انه بمخه يمكن أن يعطي لنفسه الموارد ليحقق أهدافه حــقـــاً ؟ " ، نعم و الكثير و الكثير
هذا هو طريق البداية لتنمية الذات فأنت لا تستطيع أن تنمى نفسك و تطورها إلا بخطوات تمهيدية عليك القيام بها و هي
1- أن تقرر انك تريد أن تتغير إلى الأفضل
2- أن تقوم بما يسمى"بالإدراك"
3- أن تتعرف كيفية التغيير و أن تتعلم مناهج و علوم التنمية البشرية
4- أن تطبق ماتعلمته في شكل ممارسات واقعية
و الآن التغيير الذاتي هو البداية
الحكمة تقول " لن تهتم بشيء و لن تفعله إلا بعد أن تقرره " نعم ، أي احتياج و أي نشاط و أي عمل و أي شئ لن تقبل على فعله إلا بعد أن تقرر في قرارة نفسك أنك مقبل العزم عليه ، و الحقيقة برغم أن هذا الأمر يبدو بديهيا للبعض عند سماعه له في الوهلة الأولى إلا أنه من الأهمية بمكان أن نعترف أنه به شائبة من الصعوبة ، أو على الأقل ليس سهلاً على الجميع ، فالأمر ليس مجرد قرار يتخذ على فعل شئ و لكن عندما تتخذ قرار لفعل شئ لاحظ على نفسك الأحاسيس المتواجدة في داخلك في وقته .
أولا ، تشعر برغبة حقيقية تجاه ما تريد
ثانياً ، تشعر بطاقة تدفعك لهذا القرار و محفزات تجعلك لا تطيق الجلوس حتى ترى ما قررت فعله
ثالثاً ، تجمع أدواتك و مواردك للقيام به
رابعاً، تشعر بسرور غامر في أثناء تنفيذك لما تريد و بعد أن يتم
أليس أليس هذا ما يحدث ؟
لذلك إذا كان الحديث عن التغيير جيد هنا و مقنع فإنه إذا لم تكن لديك هذه الأحاسيس الأربعة فتأكد أنك لا تريد هذا الأمر الآن أو على الأقل مؤجله حتى حين لأنك لم تقرره في قرارة نفسك بعد .
و الحقيقة أنني لن أستطيع أن أخبرك كيف تولد هذه الأحاسيس الأربعة في نفسك إذا كانت غير موجودة على اعتبار أنني لا اعرف كيف أولدها في نفسك ، أعتقد إن تقنيات علم النفس لم تصل إلى هذا الحد فهذا الأمر يتشابه كمن تدعو شخص إلي طعامك و تؤكله بنفسك بوضع الطعام في فمه ولكن يمكنني أن اختم هذه النقطة بكلمات أساعدك و أساعد نفسي بها و هي قول الله عز و جل في صورة الرعد (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الآية 11
1- الآن – الإدراك .
هناك شخص عندما يدخل إلى أي مكان يجد الناس تنفر منه و يبتعد ، كل ما يدخل إلى أي مكان يجد الناس تنفر من حوله و تبتعد و هو لا يعرف لماذا ؟ و يتضايق و يحزن و يقرر أن يعتزل الناس و لكن ألم (يدرك) هذا الشخص أنه لم يستحم منذ شهور ؟؟
الإدراك = الانتباه
أن تدرك الشيء أي أن تنتبه إلى وجوده أن تعرف و تقر انه لديك و انك تمتلكه أو تحمله أو هو خصلة فيك ، بغض النظر عن هذه الخصلة سواء كانت إيجابية أو سلبية فأنا لا أتحدث فقط عن السلبيات .
إذا أردت التغيير و قررته عليك بإدراك حالك لتعرف فيما عليك القيام به لتغيره في نفسك .
فمثلاً
هناك أشخاص كثر مثلاً يتعاملون مع الغير بعصبية شديدة و صوتهم عال و حركاتهم غاية في الثورة و يتعجبون لماذا يتضايق منهم البعض أو يأخذون منهم موقفاً ، لماذا ذلك ؟ لأنهم لايدركون أنهم لا يتحملون كلمه و يثارون لتفه الأسباب .
البخيل يتعجب من أفعال الكرماء حوله و يعتبر ما يفعلونه بذخاً لماذا ؟ لأنه لا يدرك أنه بخيل
عندنا مصطلح لطيف يسمىPerceptual Filters أو مرشحات الإدراك و تعني بأنها الأفكار و المعتقدات و القيم التي بها تحدد رؤيتك لعالمك و تكون خريطتك الذهنية حوله .
لذلك عليك بان تدرك حالك و تدرك نفسك أو تنتبه لها و الحقيقة هناك تجارب كثيره للإدراك يمكنك أن تجريها على ذاتك و لكن بالطبع لن تستطيع إذا أردت أن تدرك حالك إدراكا عاماً أن تمسك بورقة و قلم و تكتب ملاحظاتك عن نفسك في كل شئ و لكن لكي أريحك من هذا العناء سأعطيك الطريقة التي بها يمكنك أن تدرك نفسك و هي أن
تلاحظ أفكارك لأن أفكارك دليل أفعالك
لاحظ كلماتك لأنها عنوان شخصيتك
لاحظ شخصيتك لأنها تشكل مصيرك
تحرى أن تكون ملاحظاتك عن نفسك محايدة ولا تقحم فيها رأيك الشخصي ولا تغفل آراء من حولك ولكن لا تجعلها حكماً نهائياً .
************************************************** ***************
هل فقدت تركيزك ؟ توقف عن القراءة و خذ نفساً عميقاً .. ثم تابع
************************************************** ***************
3 -أن تتعرف كيفية التغيير و أن تتعلم مناهج و علوم التنمية البشرية
هل اتخذت قرارك بالتغيير هل أدركت حالك لتعرف ما يجب أن تغيره ، و الآن هيا لبداية التطبيق العملي للتغيير ، و الحقيقة لا يمكنك تطبيق شئ ما لا تعرفه أليس كذلك ؟
نعم هو كذلك ، أم لك رأي آخر ؟
"يمكنك أن تمدنا برأيك بعد قراءة ملخص "دورة الطريق الى التغيير" وعلينا ادراك أن التنمية البشرية لا تقتصر على البرمجة اللغوية العصبية فقط و لكن هناك مناهج كثيرة و علوم طوال ترتبط بالتنمية البشرية و كتب كثيرة تحتاج أن نقرأها لتفيدنا في هذا الأمر ، فمثلاً هل تعتقد أن تنظيم الوقت لا يرتبط بالتنمية البشرية ؟ هل ترى أن تنظيم التفكير ليس له علاقة بها ؟ هل ترى أن مقاييس الآداء و مفهوم الثقة بالنفس و طرق اتخاذ القرار و الجوانب النفسية العلاجية كعلاج الاكتئاب و الفوبيا بأنواعها ليس لها علاقة بالتنمية البشرية ؟ بالطبع كل هذه الجوانب و غيرها الكثير لها علاقة بالتنمية البشرية و كلها أمور ليست مرتبطة بالبرمجة اللغوية العصبية ارتباطاً وثيقاً فالبعض منها عالجها علم النفس من قبل و لكن يمكن القول أن البرمجة اللغوية العصبية منهج مستحدث يمكن بعد أن نقح و روجع أن يوضع ضمن مناهج و جوانب التنمية البشرية و لهذا و من هذه الدورة التدريبية التي قصد أن لا أطلق عليها بالعنوان العريض " دورة البرمجة اللغوية العصبية " بل اكتفيت أن أحدد موضوعها على القسمين اللذين أشرت عليهما و أن أجعل هذه الدورة تندرج تحت التنمية البشرية عموماُ و في ظل حديثنا نتحدث عن البرمجة اللغوية العصبية .
كل ما أشرت إليه حاول أن تتعلمه و تعرفه أو على الأقل أن تأخذ عنه فكرة و ثقافة ولا تكن به جاهلاً هذا إذا أردت التنمية لذاتك و التغيير للأحسن
رابعاً التطبيق
من الجيد أن تتخذ القرار للتغيير و من الجيد أن تدرك ما يجب أن تغيره و من الجيد أن تتعلم كيفية التغيير و لكن الأجود أن تطبق .
و هذه مشكلتنا الكبرى يااحبتي: فالبعض منا يمكن أن يمر بهذه المراحل الثلاث و لكن يأتي عند المرحلة الرابعة ألا و هي التطبيق و يتوقف نموه ، لماذا ؟ أنتم بأنفسكم أعلم .
لا أحب أن أقول أنك عند مرورك في المراحل الثلاث و تقاعسك عن الفعل و التطبيق تكون قد أضعت على نفسك وقتاً طويلاً كان يمكن أن يستثمر لصالحك .
عموماً هذه الدورة سنحل فيها عدداً من المشكلات الخاصة بموانع التطوير الذاتي و منها عدم تنفيذ مرحلة الفعل أو التطبيق و أنا أريد شخصياً هذه المرحلة لنفسي على وجه التحديد و اعتقد أن هذه الدورة أخذتها ذريعة لي لكي اذكر نفسي بأهمية التطبيق حيث أنني (أدركت ) أنني اكتسبت عدداً من الكيلوات الزائدة في وزني و أريد أن (أطبق) لأفقدها .