احكام الراء
1. قبلالشروع فى بيان أَحوال الراءِ أَذكر قاعدتين مطَّردتين فى هذا الباب وهما:
1-حروف الاستعلاءِ كلها مُفَخَّمَةٌ أَينما وقعت وخاصةً حروف الإطباق، فإنها أَكثرهاتفخيماً.
2-حروف الاستفال: كلها مُرَقَّمَةٌ أَينما وقعت، ماعدا الأَلف فإِنها تابعة للحرفالذي قبلها، وماعدا الراء، واللام، فإِن لهما أَحوالا مختلفة وأَحكاماً بحسبهاتتبين فيما يأتي:
أَما(الراء فلها عدة أَحوال: حالة في الوقف، وحالة في الوصل، وتكون متحركةً إِما بضم،أَو بفتح، أَو بكسر، وتكون ساكنةً بعد ضم، أَو بعد فتحٍ، أَو بعد كسرٍ ، وتكونأَولاً، ومتوسطةً، ومتطرفةً. ولها في كل ذلك أَربعة أَحكام: التفخيم،والترقيق،والرَّوْم، والإشمام.
أَما (التفخيم) ففي سبعةمواضع:
1- إِذا تحركت الراء بضمٍ:مثل "رُزِقْنَا " "رُبَمَا" "رُحمَاء " "صَابِرُوْن " " عِشْرُ وْن " " يُبَشِّرُهُم " "غفوْرٌ ".
2- إِذا تحركت بفتحٍ:مثل " بِرَبِّكُمِ " "رَحمَةُ رَبِّكَ " "رَأَىكَوْكَباً" "ِ سرَاجَاً "بشَرٍر" " الطَّيْرَ"" يَسيْراَ ".
3- إِذا وقعت ساكنةً بعد ضمٍ:مثل " ارْكُضْ " " القُرْءان " " الغُرْفة""الفُرْقان" " فَاهْجُرْ" " لا تكفر" " أَنِاشكر".
4- إِذا وقعت ساكنةٍ بعد فتحٍ:مثل "وَارْزُقْنَا " "وَارْحَمْنَا" ، "خَرْدَلٍ "" قَرْيَة " " الأرْض " " العَرْشِ " "المَرْجَان " " بِشرَرْ" " عَلى قَدَرْ".
5- إِذا وقعت بعد حرفٍ ساكنٍ سوى الياءِ وقبلذلك الحرف الساكن فتح أَو ضم " الأًمُوْرْ"" القَدْر" " الأمْرْ" " بالصبْرْ" "ا لفيخُسْرْ".
6- إِذا وقعت ساكنة بعد كسر عارض مثل:"أَم ارتابوا" "لمَنِ ارْتضى " "رَبِّ ارْجِعُوْنِ"" اِرْجعْ " " اِرْجِعِي ".
7- إِذا كانت ساكنةً بعد كسرٍ اصليٍّ ولكن وقعبعدها حرف من حروف الاستعلاءِ واتصل معها في كلمةٍ واحدةٍ ، والذي ورد من ذلك فيالقرآن خمس كلمات:
" قِرْطَاسٍ " بالأَنعام، "فِرْقَةٍ " و"إرْصَاد " " بالتوبة" "مرصادا"بالنبأ، " لبِاْلمِرْصَاد " بالفجر.
أَما (الترقيق) ففي خمسة مواضع:
1- إِذا تحركت الراءُ بكسرٍ :فإِنها تُرقق مطلقاً- أَي سواءً وقعت أَولا أَو وسطاً أَو أخرا- مثل "رِزْقاً " " رِئْيَا " رِجَالٌ " " الغَارِمِين "" أَرِنَا " "مَرِيْجٍ " "وَأَنْذِرِ النَّاسَ ""والفَجْرِ ولَيَالٍ عَشْرٍ".
2- إِذا وقعت ساكنةً بعد كسرٍ أَصليٍّ متصلٍبها في كلمةٍ واحدةٍ ولم يقع بعدها حرفُ استعلاءٍ متصلٌ بها،مثل "فِرْعَوْنَ " "شِرْذِمَة" " شِرْعَةً " "مِرْيَة " " الِفرْدَوْسِ " " قُدرْ " " أَ بْصرْ" " نَاصِرْ".
3- إِذا وقعت ساكنةً متطرفةً بعد حرفٍ ساكن سوىالياءِ وقبل هذا الحرف كسر: مثل " الذِّكْرْ"" السِّحْرْ" " الشَعْرْ" وهذا لا يكون إلا
في حالة الوقف على الراءِ فإِذا وصلْتَ تحركتوكان حكمها حينئذ بحسب حركتها.
4- إذا وقعت ساكنةً متطرفةً بعد ياءٍ ساكنةٍمثل: "قَدِيْرْ" "نذِيْرْ" "نَكِيْرْ""خَيْرْ" "الطَّيْرْ"، وهذا أَيضاً لا يكون إلا في الوقف.
5- إِذا كانت ساكنةً بعد كسر أصاب ووقع بعدهاحرف استعلاءٍ ولكنه منفصل عنها مثل "أَنْ أَنذِرْقَوْمَك " "فاصِبِرْ صَبْراً" "ولا تُصَعِّرْ خَدَكَ ".
واختلفوا في كلمة "فِرْقٍ " في قولهتعالى: في صورة الشعراءِ {فَانفلقَ فكَانَ كُلّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ العَظيم}.
فمن فَخَّمَ فالسبب عنده وجودُ حرفِ الاستعلاءِبعد الراءِ متصلا بها في كلمةٍ واحدةٍ ، ومن رَقَّقَ فالسبب عنده أَن حرفالاسمتعلاء، ءِ هذا مكسورٌ فضعفت بذلك حِدَّتُهُ وقوته وانعدم تأْثيره، وذلك أَنهلا يمكن أَن يؤثر في غيره بالتفخيم وهو نفسه معلول بعلة الترقيق التي هي الكسرة،وقد أَشار ابن الجزري إِلى الوجهين في قوله في المقدمة:
والخُلْف في "فِرْقٍ " لِكَسْرٍيوجَدُ
أَما " الرَّوْم " فمعناه: النطقببعض الحركة ضمةً كانت أَو كسرةً وذلك في حالة الوقف ويكون في سائر الحروف، فإِذاوقفْتَ على الراءِ في مثل " إِذَا يَسْرِ " أَو في مثل " تُرْجَعُالأمُوْرُ " جاز أَن تشير إِلى الحركة بالروم. وكذلك إِذا وقفْت على النون فيمثل " نسْتَعِين " "بِمَجنُوْنٍ ".
أَما (الإشمام) فمعناه: أَن تضم شفتيك عندالوقف بالسكون على الحرف المضموم فقط، ولم يرد منه شيء في وسط الكلمة عند حفص إِلافي قوله بسورة يوسف " لا تأْمَنَّا " فإِن لك أَن تقرأَ بإِشمام النونإِشارةً إِلى حركة المُدْغَمَة.
واستثنوا تاءَ التأنيث التي تُبدل هاءً عندالوقف فلا يقع فيها روم ولا إِشمام مثل " رَحْمَةُ " " نِعْمة".
تنبيهات:
بتأَمل أَحوال الراءِ وما ذكرناه من مواضعتفخيمها ومواضع ترقيقها تجد ما يأتي:
1- أَن سبب التفخيم والترقيق يكون حركةً.
2- أَن التفخيم مرتبط بالضمة والفتحة، والترقيقمرتبط بالكسرة. فالكسرة إِذا تحرك الحرف بها أَو وُجدت قبله إِنْ كان ساكناًسبَّبت الترقيق، وكذلك الفتحة والضمة في التفخيم.
ولذلك فإِنك تجد الراء قد رُقِّقت مطلقاً فيحال تَحرُّكها بالكسر، ورُقِّقت فى أَغلب الأحوال عند وقوعها ساكنةً بعد كسر..
وكذلك القول في التفخيم.
لكن إِذا وقعت الراء ساكنةً ونظرْتَ فيما قبلهافوجدْتَهُ ساكناً أَيضاً فإِن السكون لا يصلح سبباً لترقيقٍ ولا لتفخيمٍ، ولذلكفإِنك تبحث عن نوع الحركة في الحرف الثالث، أَي الحرف الذي قبل الحرف الساكن
الذي قبل الراءِ، فإِن كانت حركته كسرةًرقَّقْتَ الراءَ: " السِّحْرْ "، وإِن كانت حركته ضمةً أَو فتحةًفخَّمْتَ الراءَ: " خُسْرْ " " القَدْرْ ". وُيستثنى مماقررناه من أَنَّ السبب يكون دائماً حركةً: الياءُ الساكنة إِذا وقعتْ قبل راءٍساكنةٍ فإِنها تُؤثر فيه بالترقيق وتكون هي السبب بصرف النظر عما قبلها، وهى حينئذنائبةٌ منابَ الكسرةِ، وهذا خاص بالياءِ ولا توجد في الواو.
كما يُستثنى مما قررناه من أَن الترقيق مرتبطٌبالكسرة: الكسرةُ العارضةُ فإِنها لا تؤثَر بالترقيق بسبب كونها عارضةً، والعارضيزول فزوالها في بعض الأَحوال أَفقدها قوتها وتأثيرها.
أَحياناً يتنازع الحرفَ عاملان أَحدهما يقتضيالتفخيمَ والآخر يقتضي الترقيقَ، فيُنظر إلى المُرجِّحات التي تُرجِّح أَحدَهما،ومنها كون عامل التفخيم أَقوى فيُقدم على الضعيف مثل " قِرْطَاس " ومنهاالاتصال فإِنَّ الكسرة إِذا كانت متصلةً بالحرف فإِنها تُرجَّح على الحرف المستعليإِذا كان منفصلاً مثل " فَاصْبِرْ صبْرَاً".
المصادر : ويكيديا الموسوعة الحرة وو مدونة تعليم