شحالكم ؟ عساكم الا بخير
بغيت منكم طلب
واللى عنده الحل لا يبخل علينا
ويزااكم الله الف خيـــــــر
ابغي حل " اكتب على ضوء النص صفحة 21 لدرس زرقاء اليمامة
قسم خاص بكل ما يتعلق بتعليم الصف الثاني عشر في الامارات
شحالكم ؟ عساكم الا بخير
بغيت منكم طلب
واللى عنده الحل لا يبخل علينا
ويزااكم الله الف خيـــــــر
ابغي حل " اكتب على ضوء النص صفحة 21 لدرس زرقاء اليمامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شحالكم وشو اخبار الدراسة وياكم
ما بطولها عليكم
يوجد في المرفقات معلومات عن الصور الرقمية لدرس التطور العلمي والتقني
اتمنى ان تعجبكم
ملاحظة : لا يمكن لبنات الصف الثاني عشر بمدرستنا اخذ المعلومات منعا للإحراج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتوا بغيت منكم مساعده
تقرير عن " ادوات الربط بين الجمل "يحتوي مقدمة موضوع خاتمة … اللي عنده مال السنه السابقة اواللي حاب اسويه لي من باب المساعدة عشان استفيد منه فياليت اتحطوه
ضرووري
شحآآلكم ؟؟ عسى ربكم الا بخيييير
بغيييت منكم طلب اللي يقدر ><
ابآآآ تقرير أو بحث عن لحالات جزم المضارع > 3 حالات <
1.جزم المضارع بالادوات
2.جزم المضارع بادوات الجزم الجازمة
3.جزك المضارع في جواب الطلب
بغييييييييييييييييته ضروووووري اللي يقدر يسويييه ابآآ هاليوووميييين اوكيك سموووحه منكم
إن تجربة الالتقاء الحضاري الشامل بين المجتمع العربي الإسلامي والحضارة الأوروبية في بداية القرن التاسع عشر الميلادي الموافق القرن الثالث عشر الهجري، وما خلفته من آثار ما زالت الأمة تتجرع مرارتها حتى الآن ـ لجديرة بالتأمل والتدبر وإمعان التفكير، ذلك لأنه قد صبغت وجهة العالم الإسلامي وحددت مساره النفسي والفكري والقيمي لفترة طويلة، وأفرزت عند الأمة هذا المسخ العقلاني القبيح المسمى بالعلمانية التي تسللت لحياة المسلمين واحتلت جانبًا كبيرًا من عقولهم وقلوبهم من حيث لا يعلمون، ولولا رحمة الله عز وجل لهذه الأمة ثم الدعوة والصحوة الراشدة التي صححت مسار الأمة بعدما كانت على شفا هلاك وغرق حتمي في مستنقع العلمانية النتن.
والجدير بالذكر أن كافة الانحرافات التي تتصدى لها الصحوة اجتماعيًا وأخلاقيًا وثقافيًا وإعلاميًا جاءت عند حدوث الصدمة الحضارية التي وقعت لبعض المسلمين عندما التقوا مع الحضارة الغربية، وهذه الصدمة أدت للانبهار والهزيمة النفسية والوعي المنقوص، والرغبة في رقي المسلمين كما ارتقى الغربيون، فوقع الخلل، وانحرف المسار، وتشوه التفكير، وانحرفت الأمة إلى طريق التبعية والتقليد الأعمى للغرب، فصارت حضارة المسلمين مثل حضارة القرود تقلد ما تراه ولا تعلم معناه، ونحن على هذه الصفحة نقلب دفاتر أول رائد للتغريب، وأول من تلقى الصدمة الحضارية، لنعلم مدى الأثر البالغ التي خلفته تلك الصدمة المشئومة.
في أتون المواجهات العسكرية العنيفة بين الشعب المصري المسلم في صعيد البلاد وبين قوات الحملة الفرنسية النابليونية وبالتحديد سنة 1216 هـ ولد رفاعة رافع بمدينة (طهطا) من أعمال مديرية (جرجا) بمحافظة المنيا، بعائلة تؤكد شرف انتسابها لآل البيت من الفرع الحسيني، وهذه الدعوة منتشرة بأرض مصر خصوصًا.
نشأ رفاعة كعادة أبناء جيله على حفظ القرآن الكريم حتى أتمه، وحفظ بعض المتون الشرعية المتداولة حتى توفي أبوه وهو صغير السن، فانتقل للدراسة بالجامع الأزهر، ولم تمر عليه بضع سنين حتى ظهرت نجابته وقوة فهمه وتحصيله العلمي حتى فاق أقرانه، وانتقل إلى طبقة المدرسين وهو في العشرين من عمره، ولكن ضيق ذات اليد كانت تكدر عليه صفو حياته وتعطل مسيرته العلمية وتفرغه للتدريس.
الشيخ المجهول:
ونعني به الشيخ (حسن العطار)، وكان من كبار علماء الأزهر، حتى إنه قد تولى مشيخة الأزهر في مرحلة من حياته، وكان هذا الشيخ أستاذ رفاعة في الأزهر، وكان له الأثر البالغ في حياة وتفكير رفاعة الطهطاوي رغم جهل الكثيرين بهذا الرجل، ويعتبر حسن العطار أول مشايخ الأزهر افتتانًا بالحضارة الغربية، أو بعبارة أدق أول مصدوم بها، وذلك عندما جاءت الحملة الفرنسية على مصر، واتصل حسن العطار برجالها وتأثر بما عندهم من علوم وتقدم، واشتغل بتعليمهم اللغة العربية، واندمج إلى حد كبير معهم وأنشد في رقيهم و أعيادهم الأشعار، وتوثقت العلاقة بين محمد علي وحسن العطار بعد رحيل الحملة الفرنسية، وأصبح محط ثقته وأحد الركائز التي يعتمد عليها محمد علي في مشروعة الحضاري الجديد القائم في الأصل على الحضارة الغربية.
كان حسن العطار يبث في عقول تلاميذه ـ ومنهم رفاعة الطهطاوي ـ ضرورة التغيير في أوضاع الأمة المسلمة ونقل الحضارة الغربية، ثم جاءت الفرصة عندما طلب محمد علي من حسن العطار أن يرشح له (إماما) يؤم البعثة المصرية العلمية المتوجهة إلى فرنسا في الصلاة والفتوى، فرشح العطارُ الطهطاوي لتلك المهمة، فتوجه الطهطاوي إلى فرنسا سنة 1241هـ / 1825م، وقد طلب حسن العطار من رفاعة طلبًا خاصًا ألا وهو: تدوين كل ما يراه ويسمعه أثناء هذه الرحلة التي استمرت ست سنوات.
الصدمة الأولى:
الرحلة التي قام بها رفاعة الطهطاوي كانت تمثل اللقاء الأول بين الفكر الإسلامي الأصيل التقليدي والحضارة الغربية في أوج عنفوانها وقوتها عقب الثورة الفرنسية الشهيرة، فوقعت الصدمة الأولى عند هذا الرجل صاحب الثقافة الإسلامية والحضارة التي نبذت لتوها الدين وتخلصت من سلطان الكنيسة بعد الثورة المعروفة، وكانت الحسرة تملأ قلب رفاعة عندما يرى التمدن والحضارة الجديدة قوية راقية مرتفعة ويرى أن المسلمين أولى بتلك القوة من بلاد الكفر، وأن المسلمين أولى من هؤلاء الكفرة بالأخذ بأسباب الحضارة. وهذه كانت بداية الصدمة؛ لأن المسار انحرف بعد ذلك.
مكث رفاعة الطهطاوي ست سنوات يسجل كل ما يراه ويكتبه ويعلق عليه وذلك في كتابه الشهير (تخليص الأبريز في تلخيص باريس) ووصل بعد هذه الرحلة ـ أو الصدمة الحضارية ــ لعدة قَناعات حددت بعد ذلك مسار حياته عندما رجع إلى مصر.
قَناعات الطهطاوي:
ضرورة التقريب بين الأحوال الإسلامية والأحوال الغربية خاصة فيما يتعلق بفكرة التشريع. فيقول في كتابه: (ومن زاول علم أصول الفقه، وفَقِهَ ما اشتمل عليه من الضوابط والقواعد جزم بأن جميع الاستنباطات العقلية التي وصلت عقول أهالي باقي الأمم المتمدنة ـ يقصد أوروبا ـ إليها وجعلوها أساسًا لوضع قوانين تمدنهم وأحكامهم قلَّ أن تخرج عن تلك الأصول التي بنيت عليها الفروع الفقهية).
وهو بذلك يجعل الشرع الحنيف على قدم سواء مع تشريعات أوروبا الوضعية، فيعتبر بذلك أول من مهد لدخول هذه التشريعات لبلاد المسلمين، وقد ظهر ذلك واقعيًا وعمليًا عندما عاد إلى مصر وقام بترجمة قوانين أوربا الوضعية ونقلها للعربية بناءً على أوامر محمد علي، وما أدى بعد ذلك لاستبدال الشريعة بهذه القوانين الوضعية.
تقديم مفهوم الوطنية من وجهة النظر الأوروبية للعالم الإسلامي لأول مرة بديار الإسلام، فقال في كتابه: (وما يتمسك به أهل الإسلام من محبة الدين والولوع بحمايته مما يفضلون به عن سائر الأمم في القوة والمنعة يسمونه ـ أي الأوروبيون ـ محبة الوطن).
وهو بذلك يروج للوطنية على المسلمين السذج مما يمهد السبيل لقطع علائق المسلمين بعضهم ببعض بدعوى ابتعاد أوطانهم واختلافها.
نقل الحرية بالمعنى والمفهوم الفرنسي إلى بلاد المسلمين، بسبب حالة القهر والظلم التي مارسها الطاغية محمد علي على البلاد، مما جعل هذا الشيخ الوافد ينبهر بالحرية التي عليها الناس في أوروبا، فنراه يثني ويدافع عن مراقصة الرجال للنساء ويصفه بأنه نوع من الرياضة والأناقة والفتوة، ويقول عن الاختلاط بين الجنسين: ‘ليس داعيًا إلى الفساد !!!!).
ضرورة تحرير المرأة الشرقية والمسلمة. ويكون بذلك أول من أثار هذه القضية بديار المسلمين، فسن بذلك أسوأ السنن حيث حمل بعده رجال راية (تحرير المرأة) على النمط الغربي، فخُلع الحجاب، وعم الفساد، وانتشر الاختلاط، وضاعت الأنساب.
الحيرة والتخبط:
إن أزمة رفاعة الطهطاوي حقًا تتلخص في الصدمة الحضارية الشديدة التي تلقاها عندما سافر إلى فرنسا، فهو لم ينحرف أو يضل أو يترك شيئًا من عقائده وصلواته، فهو قد ابتعد إيمانيًا عن فرنسا النصرانية، ولكنه اصطدم حضاريًا إلى حد التبعية والتقليد لحضارة فرنسا، ففشل في الجمع بينهما كما فعل الأوائل عندما فهموا ما عند الغير من العلوم وهضموها جيدًا ووظفوها وطوروها بما يخدم أمة الإسلام دون تقليد أو انبهار. ونلمس هذه الحيرة والتخبط في تفكير رفاعة الطهطاوي وأشعاره فمنها:
أيوجد مثل باريس ديـــار شموس العلم فيها لا تغيب
وليل الكفر ليس له صباح أما هذا وحـقكـــم عجيـــب
لقد كان رفاعة الطهطاوي أول من وضع الأفكار النظرية موضع التنفيذ وأنتج أعمالا فكرية تمهد لخطة اجتماعية عملية في التشريع، وفي التعليم، وفي السلوكيات، وكان موضع ثقة محمد علي وأولاده من بعده في تطبيق فكرة التغريب والتحديث الأوروبي في كل الميادين، حتى إن الخديوي ‘إسماعيل’ طلب منه أن يقنع علماء الأزهر وشيوخه بقبول التشريع الأوروبي الوضعي ودار بينهما هذا الحوار:
قال الخديوي إسماعيل: إنك منهم ونشأت معهم، وأنت أقدر على إقناعهم، أخبرهم أن أوروبا تضطرب إذا هم لم يستجيبوا إلى الحكم بشريعة نابليون.
قال رفاعة: إنني يا مولاي قد شخت، ولم يطعن أحد في ديني فلا تعرضني لتكفير مشايخ الأزهر إياي في آخر حياتي، وأقلني من هذا الأمر. فوافق إسماعيل.
انزوى رفاعة الطهطاوي في آخر حياته عن الساحة وترك مكان الصدارة الذي ظل يشغله طيلة خمسين سنة يترجم علوم وأفكار أوروبا والقوانين الوضعية ويرأس تحرير جريدة (الوقائع المصرية)، ويكتب المقالات، ويؤلف الكتب ويقنن الأفكار، حتى وافته المنية في 1 ربيع الآخر سنة 1289هـ/1873م.
رفاعة الطهطاوي هو المؤسس الأول لنهضة مصر الفكرية في القرن الماضي.
مولده ونسبه وحياته: ينتهي نسب رفاعة الطهطاوي، من أبيه إلى سيدنا الحسين، ومن أمه إلى الخزرج
وقد مكث رفاعة في فرنسا خمسة سنوات استقى فيها الكثير من العلوم والمعارف، وعاد إلى مصر وهو مملوء بالمعاني الجديدة فبدأ في إنشاء المدارس وترجمة الكتب وتبسيط العلوم والمعارف، ونشر الكتب، وتحرير المقالات الصحفية. وقد اكتسبت الصحافة على يديه تقدما في فن المقالة الصحفية، وتخرج على يديه جيل المترجمين الأوائل الذين أثروا الحياة الثقافية في مجالي الفكر والعمل.
أعماله :
إنشاء مدرسة الألسن وتأسيسها عام 1835م.
تحرير جريدة الوقائع المصرية.
تحرير مجلة روضة المدارس.
دعوته إلى التجديد والإيمان بقيم إنسانية جديدة في الفكر والعمل.
تخليص المرأة من ربقة الأوهام والمخاوف والتقاليد الجائرة. ودفعها إلى الحياة للمشاركة في بنائها.
من مؤلفاته:
تخليص الإبريز في تلخيص باريز.
مناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية.
المرشد الأمين للبنات والبنين.
أنوار توفيق الجليل، في أخبار مصر وتوثيق بني إسماعيل.
نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز.
هذا بالإضافة إلى ما ترجمه من كتب لعل من أهمها:
مواقع الأفلاك في وقائع تليماك، الذي ترجمه عن كتاب فيلنون
telemaque de aventures Les
قلائد المفاخر في غريب عوائد الأوائل والأواخر، الذي ترجمه عن كتاب ديبنج
Apercu historique sur les moeurs et usages des nations
لماذا يُعد رفاعة علما من أعلام رواد النثر الحديث؟
أغنى النثر بالمصطلحات ، وأطل به على حضارة العصر ومكتسباته العقلية والمادية.
إغناء الفكر العربي الحديث والإشراف به على آفاق الحياة المعاصرة.
تيسير اللغة وتطويعها وإغناء معجمها بمصطلحات الحضارة الحديثة.
تبسيط التعبير والبعد عن التكلف والقيود.
إدخال أسلوب العرض المباشر التقريري الواضح.
نبذة عن حياة أبي القاسم الشابي
ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شباط عام 1909م الموافق الثالث من شهر صفر سنة 1327هـ وذلك في بلدة توزر في تونس .
أبو القاسم الشابي هو ابن محمد الشابي الذي ولد عام 1296هـ ( 1879 ) وفي سنة 1319هـ ( 1901 ) ذهب إلى مصر وهو في الثانية والعشرين من عمره ليتلقى العلم في الجامع الأزهر في القاهرة. ومكث محمد الشابي في مصر سبع سنوات عاد بعدها إلى تونس يحمل إجازة الأزهر.
ويبدو أن الشيخ محمد الشابي قد تزوج أثر عودته من مصر ثم رزق ابنه البكر أبا القاسم الشابي ، قضى الشيخ محمد الشابي حياته المسلكية في القضاء بالآفاق ، ففي سنة 1328هـ 1910 م عين قاضيا في سليانه ثم في قفصه في العام التالي ثم في قابس 1332هـ 1914م ثم في جبال تالة 1335هـ 1917م ثم في مجاز الباب 1337هـ 1918م ثم في رأس الجبل 1343هـ 1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان 1345هـ 1927م ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان ، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى صفر من سنة 1348هـ – أو آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر ، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول –سبتمبر 1929 الموافق للثالث من ربيع الثاني 1348هـ.
كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي ومن المعروف أن للشابي أخوان هما محمد الأمين وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.
وعرف عن الأمين أنه كان مثقفاً واسع الأفق سريع البديهة حاضر النكتة وذا اتجاه واقعي كثير التفاؤل مختلفاً في هذا عن أخيه أبي القاسم الشابي. والأخ الآخر عبد الحميد وهو لم تتوفر لدي معلومات عن حياته.
يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في الزيتونة أو قبلها بقليل أن قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء ، ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشاي على الزواج وعقد قرانه.
يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ".
وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة الحكيم الماطري قلنا إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً ( سبيله ) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب مابين العاشرة والثلاثين وخاصة عند الأحداث على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم ، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه ( حامة توزر ) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء الاشتغال بالكتابة والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر الشابي توزر إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف ، أحد أماكن الاستجمام شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانا وكان ذلك في أيلول واريانا ضاحية تقع على نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء. ولكن حال الشابي ظلت تسوء وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا : أداء السل هو أم مرض القلب؟.
ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب.
توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في التاسع من أكتوبر من عام 1934 فجراً في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين الموافق لليوم الأول من رجب سنة 1353هـ.
نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها ، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد الثانية عام 1365هـ.
مصدر : معهد الامارات التعليمي www.uae.ii5ii.com
منقول
وأتمنى أن يعجبكم
وتستفيدومه
وأتمنى لكم التوفيق
الأبيات من ( 1-6 )
الفكرة :
ثقة الشاعر بنفسه في جو الاستعمار والألم.
معاني الكلمات
الداء:المرض ظاهرا أو باطنا، ج أدواء.
المضيئة: المشرقة المنيرة.
هازئا:ساخرا.
السحب: الغيوم.
الكئيب:كئب: تغيرت نفسه وانكسرت من شدة الهم والحزن.
الهوة:الحفرة البعيدة القعر،ج هوى و هو
أصغي:أحسن الاستماع.
وحي:إلهام ، وهو كل ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه، ج وحى
أذيب: أسيل
الكون:الوجود المطلق العام.
إنشاء:تأليفي ويقصد شعره.
أصيخ:أستمع.
الجماليات
العلاقة بين الداء والأعداء علاقة النتيجة بالسبب .
سأعـيـش كالـنـسـر: تشبيه مفرد.
البيت الأول كناية عن علو همته وثقته بنفسه.
البيت الثالث كناية عن رفعته وشموخه وطموحه إلى أعلى.
وأسير في دنيا المشاعر : شبه المشاعر والأحاسيس بدنيا يسير فيها الإنسان.
في البيت الرابع يشبه الشاعر نفسه بالطائر المغرد الحالم.
وأذيــب روح الـكـون فــي إنشـائـي: يشبه الشاعر الكون بالشيء المادي الذي نحوله من الجامد إلى السائل ثم يتفاعل في روح الشاعر ومشاعره التى يصدرها شعرا متألقا.
مـيــت الأصــــداء: استعارة فقد شبه الصدى بالكائن الحي الذي يموت ويحيا.
شرح الأبيات
1- يفصح الشاعر عن معاناته الألم ويشكو إحاطة الأعداء به، ولكن ، وعلى الرغم من شكواه ومعاناته، فلن يستسلم للألم والمرض والعدو، بل هو سيتغلب على كل هذا وسيحلق بعيدا هناك ، وكأنه النسر فوق القمة الشماء، الفارطة العلو والارتفاع.
2- يؤكد الشاعر المعنى السابق، يشير إلى ارتفاعه عاليا هازئا بالغيوم ، والأمطار والأنواء، أي العواصف، لأنه فوقها،وهو أعلى منها.
3- وبسبب ارتفاعه عاليا ، كان حريا به أن لا ينظر إلى الأسفل، حيث الظلال الكئيبة الحزينة ، ظلال الأشياء على الأرض، وحيث الهوة ، حيث الظلام والسواد
4- يحلق الشاعر ويسير في دنيا المشاعر والأحاسيس الحالمة ، وهي السعادة الحقيقية للشاعر الحقيقي.
5- استمع بإنصات إلى جمال الحياة وإلهامها ، ويتفاعل مع الكون بما فيه من خلال أشعاره المعبرة.
6- يستمع الشاعر إلى الصوت الإلهي ، يعبر الشاعر عن أن الطهارة و الهناء بعيدة عن أطماع البشر في الأرض فهي تكون هناك في الفضاء .
الأبيات من ( 7-13 )
وأقـــول لـلـقـدر الـــذي لا يـنـثـنـي عـــن حـــرب آمـالــي بـكــلّ بـــلاءِ
لا يطفئ اللهب المؤجج في دمي مــوج الأســى ، وعـواصــف الأرزاء
فاهدم فؤادي ما استطعـت ،فإنـه سيـكـون مـثـل الصـخـرة الـصـمـاءِ
والبـكـا وضــراعــة الأطــفــال والـضـعـفــاء لا يعـرف الشـكـوى الذليـلـة
ويـعـيـش جـبــاراً ، يـحــدق دائـمـا ًبالفجـر …، بالفجـر الجميـل النـائـي
واملأ طريقي بالمخاوف ، والدجى وزوابــــع الأشــــواك ، والـحـصـبـاء
وانشـر عليـه الرعـب ، وانثـر فوقـه رجـم الــردى ، وصـواعـق البـأسـاء
الفكرة:
تحدي الشاعر للأعداء من خلال رسالة إلى القدر .
معاني الكلمات
القدر:القضاء الذي يقضي به الله على عباده، ج أقدار.
ينثني:ينصرف ويرتد.
آمالي: م أمل : الرجاء: الأمنيات.
المحنة تنزل بالمرء ليختبر بها. بلاء:
يطفئ:يخمد.
اللهب:النار.
الأسى:الحزن والمرض.
عواصف:م عاصفة ، رياح شديدة.
الأزراء:المصائب.
اهدم:انقض و أسقط.
فؤاد:القلب، ج أفئدة.
الصماء:الصلب.
الشكوى:التوجع من الألم، ج شكاوى.
قلب جبار: لا تدخله الرحمة ولا يقبل الموعظة ،ج جبابرة.
يحدق:ينظر.
النائي:البعيد.
زوابع:الإعصار، م زوبعة.
الرعب:الخوف والفزع.
رجم :شهب
الردى:الموت.
صواعق :م صاعقة: نار تسقط من السماء أو العذاب المهلك.
البأساء:المشقة والفقر.
الجماليات
وأقول للقدر : استعارة مكنية ، شبه القدر بإنسان نحدثه.
حرب آمالي: شبه آماله بجيش في ميدان للحرب.
موج الأسى: تشبيه
عواصف الأزراء: تشبيه
البيت الثامن: كناية عن الثورة الكامنة في صدر الشاعر.
أفعال الأمر في هذه الأبيات اهدم- املأ – انشر ) استعارات مكنية لأن الشاعر أنزل القدر منزلة الشخص ووجه إليه مجموعة من الأوامر، وكلها تحمل معنى التحدي.
اهدم فؤادي: استعارة مكنية، شبه فؤاده بالبناء الذي يهدم.
سيكون مثل الصخرة الصماء: تشبيه مفرد.
يحدق دائما بالفجر: استعارة مكنية ، شبه الفؤاد بإنسان له عين ينظر ويحدق بها.
انشر الرعب و( انثر رجم الردى وصواعق البأساء) استعارة.
شرح الأبيات
7- يرى الشاعر أن القدر يحارب آماله التي يود تحقيقها، وحبه للحياة بشتى المصائب التي يرسلها عليه.
8- أول رد للشاعر على القدر الذي يصارعه ، هو أن ليس بمستطاعه أبدا أن يطفئ جذوة النار المؤججة ، مهما هاج الموج، موج الحزن ، ومهما هاجت رياح المصائب.
9- يتحدى الشاعر ويطلب هدم فؤاده ، وذلك لن يتم لأن فؤاده من صخر أصم لا تؤثر فيه الزعازع. ((( والإنسان المؤمن لا يتحدى القدر في مرض أو مصيبة ، بل يرضى بقضاء الله ويقبل عطاءه . ))))
10- الشاعر لن يشكو بذلة ، ولن يبكي ويتضرع ، ويستكين استكانة الضعيف الذليل.
11- أجل إنه لن يضعف ولن يستسلم للأقدار ، بل سيظل يحيا حياة الجبارين ، ناظرا إلى الفجر الجديد.
12- يستمر الشاعر في تحديه للقدر، فيتحداه أن يخوفه بالظلام، وأن يزرع طريقه بالأشواك والحجارة، فهو قادر على تجاوز كل هذه العثرات.
13- يؤكد الشاعر المعنى السابق ، حتى أنه ليتحدى الخوف ، لا بل يتحدى الردى أي الموت ، وكل لون من ألوان البأساء والضراء.
الأبيات من ( 14-1 )
سأظـل أمشـي رغـم ذلـك ، عازفـا ًقـيـثـارتــي ، مـتـرنـمــاً بـغـنــائــي
أمـشـي بـــروح حـالــم ، مـتـوهـج ٍفـــــــي ظــلـــمـــة الآلام والأدواء
النـور فـي قلـبـي وبـيـن جوانـحـي فعلام أخشى السير في الظلمـاء؟
إنــي أنــا الـنـاي الــذي لا تنـتـهـي أنـغـامـه ، مـــا دام فـــي الأحـيــاء
وأنـا الخضـم الرحـب ، ليـس تـزيـده إلا حـــيـــاةً ســـطـــوة الأنـــــــواء
الفكرة: تفاؤل الشاعر بالمستقبل.
معاني الكلمات
عازفا : عزف :لعب بالمعزف وغنى.
قيثارة: آلة طرب ذات ستة أوتار.
مترنما : طربا.
متوهج : متوقد.
الآلام : الأوجاع.
الأدواء: الأمراض.
جوانحي : م جانحة ، الأضلاع .
الناي : آلة موسيقية ، المزمار.
أنغام: م نغمة: الجرس الموسيقي.
الخضم: البحر.
الرحب : الواسع.
سطوة: بطش وقهر.
الأنواء: الرياح والعواصف والأمواج العالية.
الجماليات
النور في قلبي: شبه القلب بالمصباح المنير بالأمل والتفاؤل.
أنا الناي : تشبيه بليغ.
أنا الخضم : تشبيه بليغ.
شرح الأبيات
14- يقول الشاعر للقدر أنه سيستمر صامدا على الرغم مما يفعله ، وسيظل شاعرا صادحا بشعره مترنما بأبياته .
15- يستمر الشاعر في إصراره على الصمود كالنجم المتوقد في الظلام لكن ظلمة الشاعر عبارة عن الأمراض و الأوجاع و الاستعمار.
16+17+18 – يعبر الشاعر عن صموده وثباته ، وما يثنيه شيء عن المضي قدما ، مترنما مغنيا للنور ، عازفا قيثارته، حالما بالأحسن والأجمل ، لا يثنيه عن السير الألم والظلام والمرض والداء، وهو بهذا يخاطب شعبه ليقف في وجه المستعمر الذي سيطر على خيرات البلاد.
الأبيات من ( 19-22)
أمـاّ إذا خمـدت حيـاتـي ، وانقـضـى عمـري ، وأخـرسـت المنـيـة نـائـي
وخبا لهيب الكون فـي قلبـي الـذي قـد عـاش مـثـل الشعـلـة الحـمـراء
فـأنــا السـعـيـد بـأنـنــي مـتـحٌــولّ عــــن عــالــم الآثــــام والـبـغـضـاء
لأذوب في فجر الجمـال السرمـدي وأرتـــوي مـــن مـنـهــل الأضــــواء
الفكرة: الموت سعادة وخلاص من مآسي الحياة.
معاني الكلمات
خمدت : انطفأت .
انقضى : ولى وذهب.
أخرس: كتم الصوت.
المنية : الموت.
نائي: مزماري.
لهيب: اشتعال وحرارة.
الشعلة: الحرارة الساطعة، ج شعل.
الآثام : الذنوب.
البغضاء: شدة الكراهية والمقت.
أرتوي: استقي فيذهب الظمأ.
منهل: مشرب.
الجماليات
خمدت حياتي : استعارة مكنية، شبه حياته بالنار التي تنطفئ بالموت.
قلبي مثل الشعلة: تشبيه.
عالم الآثام والبغضاء: كناية عن موصوف وهي الدنيا.
أذوب في فجر الجمال: استعارة .
شرح الأبيات
الشاعر في حياته صامدا ثائرا متحديا كل المصائب التي تمر على نفسه وشعبه ، لكن لا بد للحياة من نهاية تتمثل بالموت، ولا بد لقلب الشاعر أن يتوقف عن نبض الحياة، فإذا ما حصل ذلك ، وهو حاصل حتما ، فلن يكون هذا نهاية لعمر الشاعر، بل بداية حياة جديدة ، وهي الحياة الآخرة حيث السعادة الدائمة والجمال السرمدي الخالد ، وحيث النور الساطع، بعيدا عن البغض والإثم والشقاء.
طلبتكم قولو تم …
امممم
ابي عرض تقديمي لمادة العربي عن التطور (ليته يكون بور بوينت) …
امممم مابيه يكون عن المواصلات << لأن مسوين قبلي ناس خخ ..
ليته يكون عن اطول برج في العالم ..
أو
مترو دبي ..
والتطورات اليديده الي صايره …
والسووووووووووحه …
تجدونهـا في المرفقات
بالتوفيق
ولد هذا الرجل حتى يكون شاعراً فتراه يكتب قصائده في المكتب والسيارة وفي رحلات البر وعلى كرسي الطائرة ومن الجميل حقاً أنه يكتب بالفصحى وبالعامية والأجمل من ذلك أن قصائده غطت مختلف الأغراض الشعرية .. ورغم انشغاله الدائم كونه كان وزيراً للبترول ومن ثم مستشاراً للشيخ زايد ورغم أسفاره ومشاغله التي لا تنتهي إلا أن ذلك كان يدفعه للظهور بقوة كأحد رموز الشعر في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ولد الدكتور مانع سعيد العتيبة في شهر مايو من عام 1946 فأنهى دراسة المرحلة الثانوية عام 1963 وحصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة بغداد عام 1969 ومن ثم سافر إلى مصر ليحصل على شهادة الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة 1976..
ترأس الدكتور دائرة بترول إمارة أبوظبي عام 1969 ليصبح أول وزير للبترول والثروة المعدنية في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1972 ومن بعدها أعطاه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الشرف ليكون مستشاراً خاصاً له عام 1990 ومازال يشغل هذا المنصب حتى الآن ..
وتقديراً لدوره البارز وجهوده الكبيرة في على الصعيدين الاقتصادي والسياسي حصل العتيبة على الدكتوراه الفخريه في القانون الدولي من جامعة كيو اليابانية وكذلك الدكتوراه الفخريه في القانون العام من جامعة مانيلا في الفلبين وشهادة دكتوراه فخرية في فلسفة الاقتصاد من جامعة ساوث بيلار في كاليفورنيا وأخيراً حصل العتيبة على الدكتوراه الفخرية في الاقتصاد من جامعة ساوباولو البرازيلية ..
كان لظروف الحياة القاسية أكبر الأثر في ولادة هذا الشاعر الكبير فلم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب كغيره من شعراء العصر الحديث بل قاسى وعانى حتى درس وتعلم ووصل إلى ما وصل إليه فقد عاصر الدكتور مانع ظروف الحياة القاسية في دول الخليج وشاهد بأم عينيه كيف كان أهل الإمارات يكدون ويتعبون من أجل لقمة العيش فكانت التجربة وكانت المعاناة التي ولدت شاعراً كبيراً يشار إليه بالبنان ..
للشاعر أكثر من 33 ديواناً في مختلف أغراض الشعر العامي والفصيح وأبدع الدكتور مانع في الاثنين أيما إبداع ومن أشهر دواوينه ديوان المسيرة .. تلك الملحمة الشعرية الرائعة وفيها يحكي العتيبة بلغة القصيد معاناة شعب الإمارات قبل ظهور النفط ويسطر بأحلى الأبيات مراحل تاريخية عاشها أبناء المنطقة إبتداء بالمرحلة الأولى التي تمثل عصر اللؤلؤ والتي أبرز من خلالها حياة الأجداد الذين كانوا يركبون البحر وأخطاره ويسابقون أمواج الخليج الدافئة نحو الخير الوفير الذي كانت تحمله دانات البحر النائمة في قاع الخليج فكان أجدادنا يغيبون عن أهلهم بالشهور ليعودوا محملين بالخير والنعمة وهنا صوّر الدكتور مانع حياة الكد والكفاح ورسم لوحة رائعة بها لحظات الوداع الحزينة وأيام الانتظار القاسية وساعات اللقاء الجديد التي يلتقي فيها البحارة الغائبون مع أهاليهم الواقفين على شاطىء الخليج في انتظارهم .. كما صوّر الدكتور مانع في هذه المرحلة معاناة البدو في الانتقال تحت لهيب الشمس الحارقة من أبوظبي إلى محاضر ليوا و واحات النخيل في مدينة العين على ظهور الجمال ..
تحدث الدكتور مانع بعدها عن المرحلة الثانية وتمثل الفترة الزمنية التي فصلت بين عصر اللؤلؤ وعصر البترول وفي هذه المرحلة تفرق أبناء أبوظبي في الدول الخليجية المجاورة بسبب الكساد الاقتصادي الذي عم المنطقة في ذلك الوقت ..
وبعدها ظهر البترول وأشرقت شمس الإتحاد وظهر في الأفق نجم ساطع .. إنه زايد ذلك الرجل العربي البدوي الأصيل الذي قاد بحكمته أبناء هذا البلد وجمعهم على كلمة واحدة حتى تحقق الإتحاد وعم الرخاء ليرفع الدكتور مانع مع ابناء الإمارات أكف الدعاء إلى المولى سبحانه شاكرين له النعمة والخير وطالبين منه الإطالة في عمر زايدالخير وإخوانه حكام الإمارات وفي عمر الإتحاد.
كان الدكتور مانع سعيد العتيبة مرافقاً دائماً لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في حلّه وترحاله وكان أحد الرجال الذين كان ومازال يضمهم مجلس الشيخ زايد فتعلم منه الكثير وسار على نهجه وخطاه وكان أحد أتباعه المخلصين الذين يذكرهم صاحب السمو الشيخ زايد بكل الخير فكانوا الرعيل الأول الذين أخرجوا شعب الإمارات من حياة الفقر والشقاء إلى حياة المتعة والرفاهية ، وتربط الدكتور مانع مع صاحب السمو الشيخ زايد علاقة وثيقة من المحبة والتقدير ولا ينسى كل منهما أن يشاكي الآخر في قصيدة ليرد عليه الآخر بأجمل منها وهكذا هي علاقة زايد الخير مع ابنائه .. علاقة حب لا نهاية لها ولذلك أحبه رجاله فكتبوا فيه ما كتبوا وعبروا من خلال قصائدهم عن هذا الحب العظيم وكان منهم الدكتور مانع الذي كان حبه لصاحب السمو الشيخ زايد عنواناً للقصائد في أغلب دواوينه الشعرية ..
كتب الدكتور مانع سعيد العتيبة قصائد جميلة جداً في مختلف فنون الشعر ومنها الرثاء فكانت قصائده مؤثرة جداً في هذا الجانب وشاهدناه وهو يقف في جنازة الرئيس السوري حافظ الأسد معزياً للشعب السوري الشقيق والأمة العربية بأكملها وكذلك لا ننسى قصيدته الحزينة في رفيق دربه حمودة بن علي الذي رثاه بقصيده عبرت عن حجم الحزن الذي أصابه وأصاب الإمارات بأكملها في رحيله ..
وكان للغزل والحب والشوق والوصف النصيب الأكبر من أشعار الدكتور مانع واشتهرت هذه القصائد في منطقة الخليج وبعض الدول العربية وغنى له الكثير من الفنانيين العرب مثل كاظم الساهر الذي غنى له قصائد بالفصحى وكذلك محمد البلوشي الذي غنى (رايع جمال الزين) ولا ننسى فنان الإمارات ميحد حمد الذي غنى له الكثير الكثير من القصائد مثل : (ايلومني لي مستريح) ، (أسمعت بالهاتف) ، (هيمان يالمحبوب) و كذلك أغنية (عيني جداك اتخالي).
للعتيبة قصائد عديدة في أحوال الأمة العربية المتصدعة وفي القدس الأسيرة وكتب القصائد عن زياراته لعدد من البلدان والعواصم العربية مثل الاسكندرية ودمشق والرباط وغيرها .. كما كتب عن أحوال النفط ومنظمة الأوبك والبترول العربي وغيرها من القصائد التي تتعلق بالأمتين العربية والإسلامية.
كتب الدكتور مانع سعيد العتيبه العديد من القصائد في الأم ووصفها كأجمل ما يكون الوصف وفي ديوانه الذي يحمل عنوان (أم البنات) كتب قصائده بالفصحى في الزوجة وغيرتها وتحملها وحبها وشوقها وعنائها وكتب العديد من القصائد التي تحمل أسماء أطفاله ..
بالإضافة إلى كون العتيبة شاعراً مبدعاً فهو كاتب متمكن ومن هواياته السفر والفروسية والقنص والصيد بالصقور.
للشاعر أكثر من 35 ديواناً شعرياً بين الفصحى والعامية ونذكر لكم بعضاً منها :
ليل طويل ، أغنيات من بلادي ، خواطر وذكريات ، المسيرة ، قصائد إلى الحبيب ، دانات من الخليج ، واحات من الصحراء ، نشيد الحبيب ، همس الصحراء ، أمير الحب ، ليل العاشقين ، على شواطىء غنتوت ، مجد الخضوع ، نسيم الشرق ، محطات على طريق العمر ، قصائد بترولية ، سراب الحب ، الرسالة الأخيرة ، ضياع اليقين ، ظبي الجزيرة ، أغاني وأماني ، الشعر والقائد ، الغدير ، الرحيل ، بشاير ، ريم البوادي ، وردة البستان ، لماذا ، فتاة الحي ، نبع الطيب ، خماسيات إلى سيدة المحبة ، لأن ، أم البنات ، بوح النخيل ، الشروق.
بقي أن نقول بأن الدكتور مانع سعيد العتيبة له عدد من المؤلفات في المجال الاقتصادي والبترولي مثل : 1- مقالات بترولية
2- أوبك والصناعة البترولية.
3- مجلس التخطيط في إمارة أبوظبي.
4- اقتصاديات أبوظبي قديماً وحديثاً.
4- البترول واقتصاديات الإمارات العربية المتحدة.
5- الاتفاقيات البترولية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وهذه بعض المقتطفات الشعريه للشاعر:
كان ديوان (لماذا؟) في نظري أجمل دواوين شاعرنا الدكتور مانع سعيد العتيبه ومنه اخترنا هذه الأبيات :
لمــاذا نصلي لرب الخليقه .. ويقتل فينا الشقيق شقيقه
وهل يـقبل الله منا صلاةً .. إذا ما عصيناه كـــــل دقيقه
نصادق طول الحياة الخطايا .. فلا بارك الله تلك الصديقه
بألف قناع نغطي الوجوه .. فخبرتنا في التـخفي عريقه
ومن قصيدة (ماذا تبقى؟) :
ماذا تبقى في يدي .. لأعيش منتظراً غـــــدي
آمال عمري كلها .. ضاعت مع الزمن الردي
أمســي ويومي خلّفا .. هذا الشقاء السرمدي
ويقول العتيبه مودعاً أهل المغرب :
الأهل أهلي والمكان مكاني .. ما كان هجر الدار في إمكاني
فإذا ابتعدت لفترة يبقى هنا .. قلبي يدق يقول : ذا عنوانـــي
المغرب المعطاء أجمل جنة .. فيها وجدت سعادتي وأماني
من قصيدة (الغربة في الوطن) :
أأحيا فيك يا وطني .. غريب الروح والبدنِ
وأنــــــت بداية الدنيا .. لدي وآخر الزمــنِ
ورملك كان لي مهداً .. وفي أحضانه كفني
(إلى اللقاء)
أأُنكر دمع عيني إن تداعي؟ … وأصطنع ابتساماتي اصطناعا
نــعم إني حزين يا حبيبي … فأيام اللـقاء مضـــت سراعــا
وها هي ساعة التوديع حلت … وربان النوى نشر الشراعا
ومن قصيدة (من أنت) :
من أنت حتى تطلبي إذلالي؟ … وتُحركي بجهالة زلزالي
صدَّقتِ أنك للجمال مليكة … وخلطتِ بين حقيقةٍ وخيالِ
إن الجمال عليكِ ثوبٌ واسعٌ … وأنا الذي فصلته فتعالي
وكلمات جميلة جداً في قصيدة (أشعلت عمري شمعه) :
أشعلت عمري شمعه .. يوم انطفت لشموع
أو ذوَّبته امن الولعه .. لي به اوصابه مُوع
ألعي أوُ اطلب فزعه .. وما ياني المفزوع
امن الذي له سمعه .. والنب له مسمــــوع
عمــري بلاه اشنفعه .. لي من غدا ممنوع
المصدر