بين طيات التاريخ نجد أشخاصا قد خطوابلآلئ من نور … وكان لهم سيط ومواقف في كل زمان ومكان … تركوا اثارا خلفهم فيالتاريخ .. من هذه الشخصيات امراة كان لها نصيب من هذه الصفحات .. امراة عظيمة … ومجاهدة مناضلة … رفعت راية الاسلام عاليا … تذود عن اسلامها ونبيها كل المحن … كانت من السابقات للاسلام قلبا وعقلا .. وجهادا … فلنسير معا في تلك الاوراقالمعدودات .. ننير فكرنا .. بتلك الشخصية العظيمة … ونقطف منها جل الثمار والعبر …
الـمـوضـوع :
سمية بنت الخياط هي صحابية وأول شهيدة في الإسلام زوجها ياسر بن عامروابنها عمار بن ياسر. أسلمت في مكة، وكانت أحد السبعة الذين أظهروا إسلامهم فيهاقتلها أبو جهل بطعنة بحربة، وكانت عندها عجوز ضعيفة .
نسبها :
سمية بنتالخياط، هي أم عمار بن ياسر، أول شهيدة استشهدت في الإسلام، وهي ممن بذلوا أرواحهملإعلاء كلمة الله عز وجل، وهي من المبايعات الصابرات الخيرات اللاتي احتملن الأذىفي ذات الله.كانت سمية من الأولين الذين دخلوا في الدين الإسلامي وسابع سبعة ممناعتنقوا الإسلام بمكة بعد الرسول وأبي بكر الصديق وبلال وصهيب وخباب وعمار ابنها. فرسول صلى الله عليه وسلم قد منعه عمه عن الإسلام، أما أبو بكر الصديق فقد منعهقومه، أما الباقون فقد ذاقوا أصناف العذاب وألبسوا أذراع الحديد وصهروا تحت لهيبالشمس الحارقة
عن مجاهد، قال: أول شهيد استشهد في الإسلام سمية أم عمار. قال: وأول من أظهر الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر ، وبلال، وصهيب،وخباب، وعمار، وسمية أم عمار .
زواجها :
كانت سمية بنت خياط أمة لأبي حذيفة بنالمغيرة بن عبدا لله ابن عمر بن مخزوم، تزوجت من حليفه ياسر بن عامر بن مالك بنكنانة بن قيس العنسي. وكان ياسر عربياً قحطانيا مذحجيًا من بني عنس، أتى إلى مكة هووأخويه الحارث والمالك طلباً في أخيهما الرابع عبد الله، فرجع الحارث والمالك إلىاليمن وبقي هو في مكة. حالف ياسر أبا حذيفة ابن المغيرة بن عبدلله بن عمر بن مخزوم،وتزوج من أمته سمية وأنجب منها عماراً، فأعتقه أبو حذيفة، وظل ياسر وابنه عمار معأبي حذيفة إلى أن مات، فلما جاء الإسلام أسلم ياسر وأخوه عبدا لله وسمية وعمار
تعذيب المشركين لآل ياسر:
عذب آل ياسر أشد العذاب من أجل اتخاذهمالإسلام ديناً الذي أبوا غيره، وصبروا على الأذى والحرمان الذي لاقوه من قومهم، فقدملأ قلوبهم بنور الله-عز وجل- فعن عمار أن المشركين عذبوه عذاباً شديداً فاضطر عمارلإخفاء .إيمانه عن المشركين وإظهار الكفر وقد أنزلت أية في شأن عمار في قوله عزوجل: ﴿من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان﴾. وعندما أتىرسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال:ما وراءك؟ قال : شر يا رسول الله! ما تُركتحتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير! .قال: كيف تجد قلبك؟ قال: مطمئناً بالإيمان. قال: فإن عادوا لك فعد لهم.
هاجر عمار إلى المدينة عندما اشتد عذاب المشركينللمسلمين، وشهد معركة بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان والجمل واستشهد في معركة صفينفي الربيع الأول أو الآخر من سنة سبع وثلاثين للهجرة، ومن مناقبه، بناء أول مسجد فيالإسلام وهو مسجد قباء .
وقد كان آل ياسر يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة وكانالرسول الله – صلى الله عليه وسلم- يمر بهم ويدعو الله -عز وجل- أن يجعل مثواهمالجنة، وأن يجزيهم خير الجزاء.
عن ابن إسحاق قال: حدثني رجال من آل عمار بنياسر أن سمية أم عمار عذبها هذا الحي من بني المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزومعلى الإسلام، وهي تأبى غيره، حتى قتلوها، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مربعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة، فيقول: صبراً آل ياسر فإنّموعدكم الجنة .
وفـاتــهـا :
توفيت سميةرضي الله عنها قبل أمالمؤمنين الكبرىخديجةرضي الله عنها و أول شهيد استشهد في الإسلام أم عمار، طعنهاأبو جهل بحربةفيمكان عفتها. وقد توفيت سنة ست من النبوة وكانت سمية حيناستشهدت امرأة عجوز، فقيرة، متمسكة بالدين الإسلامي، ثابته عليه لايزحزحها عنه أحد،وكان إيمانها الراسخ في قلبها هو مصدر ثباتها وصبرها على احتمالالأذى الذي لاقتهعلى أيدي المشركين .
مصير القاتل :
أبوجهل هو عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمر بن مخزومالقرشي، ويكنى بأبي الحكم.كان من أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين، وأكثرهم أذىلهم. وقد لقبه المسلمون بأبي جهل لكثرة تعذيبه المسلمين وقتله سمية، ولكن اللهسبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل
قتل أبو جهل في معركة بدر الكبرى، حيث قاتلالمسلمون المشركين بأسلوب الصفوف، بينما قاتل المشركون المسلمين بأسلوب الكر والفر. طعن أبا جهل على يدي ابني عفراء، عوف بن الحارث الخزرجي الأنصاري، ومعوذ بن الحارثالخزرجي الأنصاري، رضي الله عنهما، ولكنه لم يمت على أثر طعناتهما بسبب ضخامةجسده، ولأن ابني عفراء كانا صغيرين بالسن، لكنه لفظ نفسه الأخيرة على يد عبدالله بنالمسعود الذي أجهز عليه. ولقد استشهد ابنا عفراء في هذه معركة رضي الله عنهما
قال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه: إني لفي الصف)) يوم بدر، إذ التفت فإذاعن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهماسراً من صاحبه: يا عم! أرني أبا جهل! فقلت يا ابن أخي! ما تصنع به؟! قال: عاهدتالله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه. قال لي الأخر سراً من صاحبه مثله، فأشرت لهماإليه، ((فشدا عليه مثل الصقرين،فضرباه حتى قتلاه .
الـخـاتـمـه :
بعد أن تمتعتم بتلك السيرة العطرة الذكية سيرة أول شـهـيدة فـي الإسلام .
ماسبب إختياري لهذا الموضوع:لأن سمية بن الخُباط هي من أهم المجاهدات المسلمات اللواتي احتملن الأذى والعذاب، الذيكان يلقاه المسلمون على أيدي المشركين في ذلك الوقت. وهي ممن بذلوا الغالي والنفيسفي ذات الله تعالى
كان إيمانها القوي بالله تعالى هو سبب ثباتها على الإسلامورفضها ديناً غيره، فقد وقر الإيمان في قلبها وذاقت لذته وأيقنت أنه فيه سعادتها فيالدنيا والآخره، فوكلت أمرها إلى الله تعالى محتسبه وصابرة أن يجزيها الله تعالىخيراً على صبرها ويعاقب المشركين، ونستشف من قصة سمية أن الله سبحانه وتعالى يمهل،ولا يهمل وأنه مهما طال الأمد، فإن كل إنسان سوف يأخذ جزاءه عاجلاً أمأجلاً .
الـمـصـادر و الـمـراجـع :
اتنمى ان تستفيدوا منه