كتاب ألف ليلة وليلة
ليس من اليسير على المدقق الكشف عن حقيقة كتاب كألف ليلة وليلة: اصله مفقود، ومؤلفه مجهول، وزمان وضعه مبهم غامض، ومكان حوادثه مشتبه. فالاقاصيص والأساطير وكل ما يتعلق بها أو يتصل بها، يخرج بطبيعته عن اختصاص الأديب ومنهاج المؤرخ. كذلك ان النقد الذاتي للكتاب، هذا النقد المبني على النظر في لغته وأسلوبه وأسماء أبطاله، ومواطن رجاله وأوضاعه ومصطلحاته، لا يساعد كثيراً على فك هذه الألغاز، ويبقى ضعيف الحجة. أما النقد المبني على تاريخ الحضارات المقارن وعلى ما يشيع به الكتاب من صور وأطياف، وأساليب ورسوم وآراء، هو ما يجب الاعتماد عليه.