في صباح يوم من أيام الشتاء البارد، كانت العواصف ترعب الناس والرعد يزيدهم هولا، والناس مصفرين خوفا، أثناء العاصفة صعق البرق بيت أحدهم، لم يكن هناك أحد في البيت إلا طفل صغير، هز صوته أركان الحي، ولكن النيران أفزعتهم فلم يتـشجع أحد لإغاثـته.
سرعان ما دلفت سيارات الإسعاف والدفاع المدني الشارع المقصود؛ لإنقاذ الطفل الصغير، شرعوا في رش المياه على المبنى، لكن أحد الإطفائيين صرخ 🙁 يا سيدي لقد تجمدت المياه بردا!فماذا نفعل؟) رد الرئيس غاضبا: ( اجلبوا سيارة أخرى بسرعة ).
بينما كانت السيارة تشق طريقها نحو الحريق اصطدمت بشاحنة قرب الدوار، وصل النبأ إلى الرئيس عبر مساعده:( يا سيدي لقد ارتكبت السيارة القادمة حادثا عطلها عن الوصول إلينا) زمجر قائلا:( لقد طفح الكيل! ادخلوا جميعا دون ماء وتصرفوا ).
لم يتجرأ أحد منهم إلا الإطفائي سالم، ذي القامة الطويلة، المشهور بالشجاعة والرحمة،
اختفى البطل بين ألسنة النيران، وراح يجول في أرجاء البيت باحثا عن الملاك الصغير،فأدركه في الطابق الثاني منكمشا في ركن قصي عن الأثاث المندلع، انتشله من جحيم الغرفة وانطلق كالسهم يخترق النيران والدخان، والطفل في حضنه كأنه ابنه، مرددا في نفسه:( الله أكبر، الله أكبر، يا معين يا لطيف ).
ما زالت الحشود تراقب النوافذ والأبواب، لعلها تسعدهم بخروج الاثنين سالمين، ولكن الأدخنة تحجب المنتظر، لاح لهم خيال سالم يخترق زجاج النافذة، شغل بالهم للحظات بسعيد الصغير، وفجأة! كبروا وهللوا لرؤيته في حضنه، وإذ بالمبنى يتبعثر أشلاء خلفهم، اختلطت هذه اللحظة بأصداء المصفقين في حفل تكريم سالم بوسام متحدي النيران.
(النهاية)
3/7/2017 محمد مروان محمد
سرعان ما دلفت سيارات الإسعاف والدفاع المدني الشارع المقصود؛ لإنقاذ الطفل الصغير، شرعوا في رش المياه على المبنى، لكن أحد الإطفائيين صرخ 🙁 يا سيدي لقد تجمدت المياه بردا!فماذا نفعل؟) رد الرئيس غاضبا: ( اجلبوا سيارة أخرى بسرعة ).
بينما كانت السيارة تشق طريقها نحو الحريق اصطدمت بشاحنة قرب الدوار، وصل النبأ إلى الرئيس عبر مساعده:( يا سيدي لقد ارتكبت السيارة القادمة حادثا عطلها عن الوصول إلينا) زمجر قائلا:( لقد طفح الكيل! ادخلوا جميعا دون ماء وتصرفوا ).
لم يتجرأ أحد منهم إلا الإطفائي سالم، ذي القامة الطويلة، المشهور بالشجاعة والرحمة،
اختفى البطل بين ألسنة النيران، وراح يجول في أرجاء البيت باحثا عن الملاك الصغير،فأدركه في الطابق الثاني منكمشا في ركن قصي عن الأثاث المندلع، انتشله من جحيم الغرفة وانطلق كالسهم يخترق النيران والدخان، والطفل في حضنه كأنه ابنه، مرددا في نفسه:( الله أكبر، الله أكبر، يا معين يا لطيف ).
ما زالت الحشود تراقب النوافذ والأبواب، لعلها تسعدهم بخروج الاثنين سالمين، ولكن الأدخنة تحجب المنتظر، لاح لهم خيال سالم يخترق زجاج النافذة، شغل بالهم للحظات بسعيد الصغير، وفجأة! كبروا وهللوا لرؤيته في حضنه، وإذ بالمبنى يتبعثر أشلاء خلفهم، اختلطت هذه اللحظة بأصداء المصفقين في حفل تكريم سالم بوسام متحدي النيران.
(النهاية)
3/7/2017 محمد مروان محمد