كم منا يحجمون عن محاولة القيام بأمور جديدة لأنهم يخشون من الفشل ونحن لا نطرح أفكارنا في الاجتماعات خشية أن نبدو حمقى ، لا نطرح فكرة ذلك المنتج الجديد خشية أن يقابل بالرفض ، لا نحاول أن نطلب أطعمة أو مشروبات جديدة موجودة في قائمة الطعام خشية ألا ترضينا ..
هذا الصوت الداخلي المنتقد في أدمغتنا يمنعنا من تجربة أي شئ جديد ما دام الفشل موجودا باعتباره احتمالا قائما .. نرى أن الإخفاق أداة للتعلم ، ونعتبره إعداد للنجاح
ولكن إذا نقبنا عن كنوز جديدة ولم نتوصل إلى شئ ، فإن صوتنا الداخلي لا يكون بهذه الدرجة من السخاء : لقد فشلت ، لقد أخفقت . وبالتالي ، نكون أكثر ميلا لأن نقلع عن التنقيب تماما وكبالغين ، فنحن نسعى للكمال بحيث تكون محاولة فعل أي شئ قد نخفق فيه مصدر قلق لا داعي له ، وبالتالي نكتفي بالسلبية لكيلا نجازف بالظهور كحمقى ..
وهذه حماقة في حد ذاتها ، لأنه تقريبا لا شئ ذا قيمة يتحقق دون أن يكون طريق النجاح مفروشا بالعقبات والعمل الشاق . لقد اقتضى الأمر من توماس إديسون آلاف المحاولات قبل أن يتقن صنع المصباح الكهربائي ..
والمقصود هو أنه إذا أخفقت في محاولاتك المبدئية للعثور على الكنز ، فلتواصل التنقيب ، فالكنز موجود هناك ، كل ما هنالك هو أنك لم تعثر عليه . فلتستخدم الإخفاق منصة انطلاق نحو النجاح ، لا كعذر لليأس والإقلاع عن المحاولة . وإليك تركيبة سوف تساعدك على إعادة تشكيل موقفك تجاه الفشل :الشغف + الصبر = نجاحا طويل الأمد . لابد أن تكون هذه المعادلة التي تكررها مرارا وتكرارا متى وجدت نفسك في قلب عملية تنقيب طال أمدها ولم تؤت ثمارها حتى الآن ..
والشغف يعني أنك لا تنقب إلا عن الكنوز التي تهتم بشأنها . ذلك أمر أساسي . والصبر يعني أن تدرك أن بعض التنقيب لن يسفر عن شئ . لا بد من توقع ذلك . فبدلا من اعتبارات محاولات التنقيب التي لم تسفر عن شئ ، فلتعتبرها كأحجار يجب إزاحتها لتمهيدالطريق نحو النجاح .
إذا مزجت ما بين شغفك بما تقوم به بالصبر على مواصلة التنقيب عند العقبات الحتمية فسوف تكتشف أن ثمة ثروة داخل الفشل ..
# ابتهالك إلى الله والاعتماد عليه يعد طريقة فعالة لتجاوز أوقات الشدة التي يجلبها التغيير .
والايمان هنا ليس إيمانا سلبيا بأن كل شئ على ما يرام في النهاية ، بل هو إيمان فعال أنك إذا ما واصلت التنقيب والمحاولة دون يأس فإن الأمور الطيبة سوف تحدث . وإحدى الطرق للاحتفاظ بالإيمان في الأوقات الحالكة هو أن تتذكر بأن عوائد اليوم ، أحيانا ، لن تظهر قبل الغد ، وقد يكون الكنز موجودا تحت قدميك مباشرة دون أن تعلم ذلك ..
إن ممارسة هاتين الصفتين ( الصبر والشغف ) لا تكفل النجاح فقط ، ومع ذلك فإن عدم ممارستها يضمن لك الإخفاق . وعلى كل حال ، فإن حياة تخلو من الشغف ستصير حياة مملة لا تطاق . وإذا لم تمارس الصبر ، فإنك غالبا ستواصل التنقل من شئ إلى آخر دون أن تتوقف بما يكفي لأن تغرس البذور التي يمكنها أن تترعرع وتتحول إلى أن تكون حب حياتك ..
إن القيام بالتنقيب عن الكنوز الدفينة لا يكفل النجاح في بعض الأحيان ، ربما في أحيان كثيرة ، سوف تخرج خاوي الوفاض . وعندما تقوم بذلك ، تذكر هذه الحكمةلهنري فورد : مالفشل ، ببساطة ، إلا فرصة للبدأ من جديد ، ولكن هذه المرة بذكاء أكبر ، الأهم حين تفشل هو ما تفعله بعد ذلك ، وهذا هو ما يفصل بين الفوز والخسارة ..
# الخاسرون يقلعون عن المحاولة ويعودون لبيوتهم ، ويحكم عليهم بحياة من الاكتفاء والتسليم بالأمر الواقع . بينما يواصل الفائزون التنقيب في شغف ، ويسلحون أنفسهم بالصبر ، صبر يحمل إيمانا فعالا بأن أياما أفضل ستكون بانتظارهم ..
نقلته لكم من كتاب بعنوان الكنز الدفين ( نقب وسط حطام التغيير واعثر على الفرصة الذهبية التالية )تأليف جاري برادت ترجمة مكتبة جرير الطبعة الأولى 2022
ملاحظة : عنوان الموضوع هو العنوان الرئيسى للفصل التاسع من هذا الكتاب
منقول