السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تطور تقنـــــية فلورة الميــــــاه
الفلورايد أو عنصر الفلورايد موجود في الطبيعة فهو موجود بالمياه والصخور والهواء والطعام بنسب مختلفة، وهو كعنصر غذائي مفيد بكميات معتدلة وضار إذا استخدم بكميات كبيرة.
وقد أضيف الفلورايد إلى مياه الشرب عام 1940م في الولايات المتحدة الأمريكية ثم في عام 1950م أضيف إلى معاجين الأسنان والمواد الغذائية، والفلورايد مادة فعّالة جداً ولها تأثير كبير في القضاء على التسوس كما أثبتت ذلك الدراسات العلمية.
وفلورة مياه الشرب أو تعديل المحتوى الفلوري في مصدر مياه الشرب العامة للوصول إلى التركيز المثالي وذلك للوقاية من تسوس الأسنان، العديد من الدراسات تناولت هذا الجانب ووضعت له قوانين مبنية على أبحاث علمية وخرجت بالعديد من التوصيات.
فجمعية طب الأسنان الأمريكية (ADA) ومن باب التحذير أوصت بأن لا تزيد كمية الفلورايد المستخدمة في المنزل عن 264 300ملجم. وغيرها من الدراسات الأخرى.
أهمية الفلورة
إن الفلورايد مادة فعّالة جداً ولها تأثير كامل في القضاء على التسوس كما أثبتت الدراسات العلمية والأبحاث في الجمعيات الطبية بأنه إذا أضيفت مادة الفلورايد إلى مياه الشرب سوف تحمي من التسوس بنسبة 70% والتي تعتبر أكبر نسبة ممكن اللجوء إليها في الحماية وهناك أكثر من 85 جمعية طبية تؤكد ذلك هذا إذا أضيف الفلورايد بنسبة واحد إلى مليون 1ppm وهذا يعني إذا كان لدينا مليون جالون من المياه نضع جالوناً واحداً من الفلورايد فقط، وتتراوح هذه النسبة 0-7ppm في البلاد الحارة و 102في البلاد الباردة بتقدير أن معدل الشخص للشرب هو 3لترات يومياً.
ذلك وأن وصولها سهل إلى كل بيت في المنطقة للغني والفقير، كما أنها آمنة الاستعمال عن طريق مصدر واحد "مصلحة المياه" فهي تراقب من قبل المسؤولين.
ومن فوائد الفلورة أيضاً أنها تقوي العظام بالجسم حيث تقلل نسبة الكسور وخاصة العمود الفقري، وللفلورة أيضاً فائدة في أنها تقلل من هشاشة العظام في أعمار النساء المتقدمة.
وللفلورة فائدة في التقليل من نسبة الإصابة بالصمم وذلك بالمحافظة على عظمة otosclordic الموجودة في الأذن.
هذا وأنها تعتبر رخيصة في طريقة الحماية والتركيب.
إن الدراسات تشير إلى أن إضافة مادة الفلورة لمياه الشرب من الطرق الوقائية التي تعطي حماية للأسنان لفئات كثيرة من المجتمع، كما أن تكلفة إضافة مادة الفلورايد لمياه الشرب تعتبر غير مكلفة. ولكن في حالة إهمال تنظيف الأسنان والإكثار من تناول الحلويات والسكريات فإن تأثير مادة الفلورايد يكون ضعيفاً.
وهناك عدة نظريات عن التأثير الفعلي لمادة الفلور هل هو قبل ظهور الأسنان أم بعدها فقد كان الاعتقاد الشائع أن الفلور يدخل في تركيب الأسنان ويجعلها قوية ولكن جميع الأبحاث الحديثة تشير إلى أن فوائد مادة الفلور تكون عموماً بعد ظهور الأسنان ومن خلال ترسبها على سطح الأسنان.
ويختلف الأثر الذي تحدثه مادة الفلورايد على الأسنان باختلاف طريقة وصول مادة الفلورايد للسن، وهناك طريقتان:
الطريقة الداخلية ويأتي ذلك بأن تدخل مادة الفلورايد في تركيبة السن وهذا يؤدي إلى تكوين مادة الفلوروأباتايت بدلا من هيدروكسياباتايت وهذا يزيد من مقاومة السن للتسوس.
أما الطريقة الخارجية وهي أن توضع مادة الفلورايد فوق السن بطريقة مباشرة فوق الأسنان وهذا يؤدي إلى الوظائف الآتية:
1- ثبت من الأبحاث أن الفلورايد يقلل نشاط الأنزيمات التي تفرزها البكتيريا ويقلل من أعداد البكتيريا المسببة للتسوس.
2 – تأثير الفلورايد على ميناء السن لأنه يقلل من نسبة التصاق البكتيريا بميناء السن.
-3 للفلورايد تأثير كبير على تقليل الطاقة الحرة على سطح السن. الصعوبات التي تعيق إضافة الفلورايد
أضرار الفلورة
وعن الأضرار والمخاطر التي قد تنشأ عن الإضافة العشوائية للفلورايد, إن مادة الفلورايد إذا أضيفت بالنسبة المقررة دولياً وعالمياً فهي آمنة للإنسان وليس لها ضرر وهذه النسبة تتراوح ما بين 507-ppm إلى 102أما إذا أخذت الفلورايد بكمية أكبر من {(2)ppm} وأكثر فقد يكون لها تأثير بسيط جداً جداً باصفرار الأسنان غير الملحوظ.
أما إذا زادت نسبة الفلورايد عن {(ppm4)} وهي نسبة أيضاً مسموح بها وأقرتها الجمعية الأمريكية لحماية البيئة فقد تسبب اصفراراً خفيفاً على الأسنان ولا تعمل على خرابها.
أما إذا زادت كمية الفلورايد في مياه الشرب إلى ما فوق {ppm (5)} فقد تسبب اصفراراً تدريجياً وليس له تأثير على الصحة العامة.
أما إذا لم يتم ذلك وكانت نسبة الفلورايد عالية في مياه الشرب فهذا يؤدي إلى زيادة نسبة الفلورايد في الأسنان مما يؤدي إلى تغير في اللون من الأبيض إلى الأصفر أو البني. وفي بعض الحالات التي يكون الفلورايد عالياً جدا فقد يؤدي إلى وجود حفر في الأسنان.
وتقول الدكتورة عزيزة الجوهر هناك أبحاث كثيرة عن أضرار الفلورايد وبصفة خاصة أضراره إذا استخدم بنسب عالية لفترة طويلة يكون تأثير ارتفاع نسبة مادة الفلور بطيئا ويحتاج سنوات طويلة أي أن الإنسان إذا استخدم ماء يحتوي على مادة الفلور بنسبة عالية أي أضعاف المسموح به فإن هذا يؤدي على العظام عموما ولا أريد أن أتعمق في أضرار الفلورايد على الجسم.
الصعوبات التي قد تعيق إضافة الفلورايد لمياه الشرب
إن طريقة المصلحة في مياهها عند التوصيل للمنازل نرى أنها تمر بعدة قنوات قبل وصولها إلى صنبور الماء. فمن التوصيلات الخارجية يتجمع الماء في الخزان الأرضي ثم الخزان العلوي ثم إلى صنبور الماء الخاص للشرب. كما أن لدرجة الحرارة تأثير على تركيز مادة الفلورايد في الماء. لذلك يجب أن تقل نسبة الفلور بنسبة أقل من النسب المتعارف عليها أي أقل من الجزء الواحد في المليون.
إن الصعوبات التي تعيق فلورة مياه الشرب متعددة منها عدم وجود مصدر مياه مركزي للمنطقة المستهدفة مما يجعل فلورة مصادر متعددة صعبا وذلك لتسببها في ارتفاع عملية الفلورة وخاصة انه سيكون هناك حاجة إلى موارد مالية وبشرية متعددة.
كما أن العوائق المالية لدى بعض الحكومات التي ترغب في تطبيق تلك العملية تعتبر صعوبة أخرى من الصعوبات التي تعيق عملية الفلورة.
ومن الصعوبات أيضا وجود فئة من المجتمع تعارض تلك العملية لوجود معلومات لديهم "خلاف المثبت علميا" تجعلهم يعتقدون بأن هناك ارتباطا بين الفلور والعديد من الأمراض الخطيرة كالسرطان وغيره وهذه تحتاج إلى حملة توعية في البداية فقط لتصحيح تلك المعلومات.
ومن الصعوبات أيضا أن يكون لدى أصحاب القرار والمسؤولين عدم الرغبة في تطبيق الفلورة ربما بسبب عدم إيضاح الرؤية لديهم في أهميتها والأثر المرجو منها بالإضافة إلى سلامة العملية من الأثر السلبي على المجتمع.
المشاكل التي تواجه الفلورة
يعتبر تقدير المعدل المثالي للمنطقة المستهدفة للفلورة تقديرا سليما من الصعوبات والمعوقات التي قد تحد من الفلورة بالشكل الصحيح.
وعن الصعوبات كذلك التي تعيق عملية فلورة مياه الشرب : بالرغم من اتفاق الباحثين عن العلاقة العكسية بين إضافة الفلورايد لمياه الشرب وتسوس الأسنان إلا أن قرار إضافة مادة الفلورايد لمياه الشرب مازال حلما نراه ولا نراه.. وقد يكون هناك بعض العقبات التي تحول عن تطبيق القرار، ومن هذه العقبات:
عدم وجود الوعي التام بأهمية هذا الموضوع وذلك قد يرجع لعدم التوعية الكاملة.. وفي هذا المجال أتمنى أن تعقد اجتماعات وندوات بين الباحثين في طب الأسنان والمسؤولين عن اعتماد فلورة مياه الشرب.
م/ن
بالتوفيق