المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هديه إلى يوم الدين ، الحمد لله الذي أمرنا في كتابه بالصدقة ودعانا إليها وحثنا عليها، فقال:
{ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } [البقرة2
وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي أمرنا بالصدقة وحثنا عليها، فقال : " : تصدقوا قبل أن تصدقوا؛ تصدق رجل من ديناره، تصدق رجل من درهمه، تصدق رجل من بره، تصدق من تمره، من شعيره، لا تحقرن شيئاً من الصدقة ولو بشق تمرة " رواه مسلم.
ما هي الصدقة ؟
الصدقة هي النفقة التي يطلب بها الأجر وتطلق على الفرض والنفل
إلا أن عرف الاستعمال في الشرع جرى في الفرض بلفظ الزكاة، وفي النفل بلفظ الصدقة.
معنى تسميتها صدقة : وذلك مأخوذ من الصدق في مساواة الفعل للقول والاعتقاد.
الصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار، وقد حث الشرع على الصدقة وجعل لها آداباً وشروطا
قال تعالى : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنّاً وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة2
وقال تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)
فكيف لا نتصدق إذا كان ما نتصدقه قرض نقرضه للغني والوفي والمحسن
كيف لا وربما توعدنا أنه سينميها ويربيها لنا حتى تصير أضعافا مضاعفة
فيالها من بشارة!!
حكم الصدقة
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { على كل مسلم صدقة قيل : أرأيت إن لم يجد ؟ قال : يعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يعين ذا الحاجة الملهوف قال : قيل له : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : يأمر بالمعروف أو الخير قال : أرأيت ؟ إن لم يفعل قال : يمسك عن الشر فإنها صدقة }
وفي الصحيحين { عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟ قال : الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال : قلت : أي الرقاب أفضل ؟ قال : أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا قال : قلت : فإن لم أفعل قال : تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال : قلت : يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل ؟ قال : تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك}
ففي هذا الحديث أنه أوجب الصدقة على كل مسلم وجعلها خمس مراتب على البدل:
الأولى الصدقة بماله فإن لم يجد اكتسب المال فنفع وتصدق . وفيه دليل وجوب الكسب ; فإن لم يستطع فيعين المحتاج ببدنه فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يفعل فيكف عن الشر . فالأوليان تقع بمال إما بموجود أو بمكسوب والأخريان تقع ببدن إما بيد وإما بلسان.
وفي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :{ يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى } ففي هذا الحديث أنه جعل الصدقة الكلمات الأربع . والأمر والنهي وركعتا الضحى كافيتان.
ومن أنواع الصدقات:
الكلمة الطيبة *
*عون الرجل أخاه على الشيء
*الشربة من الماء يسقيها
*إماطة الأذى عن الطريق
*الإنفاق على الأهل وهو يحتسبها
*كل قرض صدقة، القرض يجري مجرى شطر الصدقة
*المنفق على الخيل في سبيل الله
*ما أطعم زوجته، ما أطعم ولده
*تسليمه على من لقيه
*التهليلة، التكبيرة، التحميدة، التسبيحة، الأمر بالمعروف، النهي عن المنكر
*إتيان شهوته بالحلال
*التبسم في وجه أخيه المسلم
*إرشاد الرجل في أرض الضلال إذا تاه رجل وضل الطريق
*ما أطعم خادمه، ما أطعم نفسه
*إفراغه من دلوه في دلو أخيه
*الضيافة فوق ثلاثة أيام
*إعانة ذي الحاجة الملهوف
*الإمساك عن الشر
*قول: أستغفر الله
*هداية الأعمى، إسماع الأصم والأبكم حتى يفقه،
فضائل وفوائد الصدقة
أولاً: أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها.
ثانياً: أنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى.
ثالثاً: أنها وقاية من النار.
رابعاً: أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة.
خامساً: أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية.
سادساً: إن فيها دواء للأمراض القلبية.
سابعاً: أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء.
ثامناً: أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة.
تاسعاً: أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك.
عاشراً: أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله.
الحادي عشر: أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به.
الثاني عشر: أن الله يضاعف للمتصدق أجره.
لنعمل على الصدقه
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إن مما يلحق الميت من عمله وحسناته بعد موته : علما علمه ونشره ، وولدا صالحا تركه ، أو مصحفا ورثه ، أو مسجدا بناه ، أو بيتا لابن السبيل بناه ، أو نهرا أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته) رواه ابن ماجة.
* وضع صندوق على باب المنزل ويكون مخصص للصدقات بحيث يساهم فيه الأطفال من
مصروفهم اليومي وبذلك يتعود الأطفال منذ صغرهم على الصدقه كذلك يساهم فيه كل من في
ومن ياتى من الضيوف والأقارب والأصدقاء
* إرسال ظرف يحتوي على رسالة تحمل كل معاني الحب والتقدير للمرسل إليه وتذكره بحق الله في ماله بأسلوب طيب وقريب للنفس.
* المساهمة في تعليم القرآن ، ودعم جمعيات التحفيظ
* المساهمة في الدعوة وتعليم الناس أمور دينهم بجهدي أو بمالي
* توزيع الكتب والنشرات للمسلمين وغير المسلمين
* المشاركة في الإنترنت
* المساهمة في حفر الآبار
* المساهمة في بناء المساجد
* المساهمة في بناء المدارس والمراكز الإسلامية
الضمان على أن الصدقة تغير حياتك إلى الأفضل
برهان على صحة الإيمان: قال صلى الله عليه وسلم " … والصدقة برهان"
سبب في شفاء الأمراض: قال صلى الله عليه وسلم " داووا مرضاكم بالصدقة "
تظل صاحبها يوم القيامة: قال صلى الله عليه وسلم "كل امرئ في ظل صدقته حتى يُفصل بين الناس"
تطفىء غضب الرب: قال صلى الله عليه وسلم " صدقة السر تطفىء غضب الرب"
محبة الله عز وجل: وقال عليه الصلاة والسلام "أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم،
أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولئن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهر…. "
البر والتقوى: قال الله تعالى " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم "
تفتح لك أبواب الرحمة: قال صلى الله عليه وسلم " الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "
يأتيك الثواب وأنت في قبرك: قال صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له"
توفيتها نقص الزكاة الواجبة: حديث تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً قال: "أول ما يحاسـب بـه العبد يـوم القيامـة الصلاة؛ فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن كان لم يكملها قال الله ـتبـارك وتعـالى ـ لملائكته: هل تجدون لعبدي تطوعاً تكملوا به ما ضيع من فريضته؟ ثم الزكاة مثل ذلك، ثم سائر الأعمال على حسب ذلك"
إطفاء خطاياك وتكفير ذنوبك: قال صلى الله عليه وسلم "الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار "
تقي مصارع السوء: قال صلى الله عليه وسلم "صنائع المعروف تقي مصارع السوء "
أنها تطهر النفس وتزكيها: قال الله تعالى " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها "
وغيره من الفضائل:
قال صلـــى اللــه عليــه وسلــــم: (( يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكن أكثر أهل النار )) ، فقالت امرأة منهن جزلة (أي ذات عقل ورأي.) : وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار ؟ قال : (( تكثرن اللعن وتكفرن العشير ))
و قال صلـــى اللــه عليــه وسلــــم: "ما نقص مال من صدقة "
و قال صلـــى اللــه عليــه وسلــــم: " اتقوا النار ولو بشق تمرة "
فلو أن للصدقة إحدى هذه الفضائل لكان حري بنا أن نتصدق ، فما بالك بكل هذه الفضائل جميعا من الصدقة ولو بدولار فقط ، لا تحقرن من المعروف شيئا . فاحصد الأجور وأدفع عن نفسك البلاء.
لنتصدق ونحث غيرنا على الصدقة فهذه الفضائل العظيمة جمعت في الصدقة فلا نخسرها فنندم يوم لا ينفع مال ولا بنون.