بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين،سأقدم في هذا التقرير بعض المقتطفات عن البحور الشعرية،لكن بداييتا سأقدم نبذة عن علم العروض واسباب تسميته بها الاسم وأهم فوائده..كمدخل للبحور الشعرية..من ثم سأوضح معنى البحور الشعرية وكم نوعا لها ..وسأطرح مثالا عليها…
اتمنى ان اوفق في تقديم هذا التقرير المتواضع..وان ينال إعجابكم..
علم العروض
أ- لغة :
له معاني كثيرة منها . الطريق الصعب
أو الخشبة المعترضة وسط البيت من الشعر ونحوه .
أو مكة المكرمة لاعتراضها وسط البلاد .
ب-اصطلاحا :
اختلف علماء العروض في تعريف علم العروض باللفظ واتفقو بالمعنى ،من هذه التعريفات:
1- العروض: علم يبحقث فيه عن أحوال الأوزان المعتبرة.
2- العروض: هو ميزان الشعر ،وبه يعرف مكسوره من موزونه ،كما أن النحو معيار الكلام ، به يعرف معربه من ملحونه.(1)
3- علم بأصولٍ وقواعد يعرف بها صحيح اوزان الشعر من فاسدها .
واضع هذا العلم هو أبو عبدالرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي (100-170 هـ) . كان إماما في
النحو وهو شيخ سيبويه صاحب كتاب ( الكتاب ) .
وألف اول معجم يحصر لغة امة من الأمم وهو كتاب ( العين )
وهو الذي استنبط واستخرج وفك أسرار وطلاسم الشعر .
فحدد أوزانه وبحوره بتفاصيلها . ووضع قاعدة أساسية في الشعر العربي .
وعاش سبعين سنة وقيل أربع وسبعين . ومات بالبصرة .(2)
السبب فــي وضع علم العروض:
لقد أجمع العلماء والمؤرخون على أن ّواضع العروض هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، ولكنهم اختلفوا في السبب الذي من أجله وضع علم العروض،
بالإضافة إلى سبب تسميته بالعروض سنحاول عرض بعض هذه الآراء:
1ــ قيل ان الخليل دعا بمكة أن يرزق علما لم يسبقه إليه أحد، فلما رجع
من حجّـة فتح الله عليه بعلم العروض، وله معرفة واسعة بالإيقاع والنغم، وتلك المعرفة أحدثت له علم العروض، فإنهما متقاربان في المأخذ. وتضيف بعض المصادر أنه قد شقّ على الخليل ما أصاب تلميذه "سيبويه" من توفيق في مباحث النحو وما حازمن شهرة عظيمة طبِّقة في الآفاق، فخر حاجاََ يريد الله أن ينْبُه به فتَقبل عليه الناس فكان أن فتح الله عليه بهذا العلم وهو في مكة المكرمة. ولا نعتقد بصحة هذا، من ناحية أن الخليل يكون شديد الحسد لتلميذه. أما أن يبتهل إلى الله أن يرزقه هذا العلم، فلا غبار على ذلك، ولكنها بعيدة عن المنطق العلمـي.
2- يقول ابن خلكان: إن دولة الإسلام لم تخرج أبدع للعلوم التي لم يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل ، وليس على ذلك برهان أوضح من علم العروض؛ الذي لا عن حكيم أخذه ولا على مثال تقدمه احتذاء إنما اخترعه من ممر له بالصفّارين من وقع مطرقة على طست ولا يمكن ان نأخذ من هذه الرواية،لان المصادر أشارت إلى ان معرفة الخليل بالإيقاع والنغم أحدثت له علم العروض لأنهما متقاربان في المأخذ .(3)
البحور الشعريه: من فوائد علم العروض :
1- كتابة الأبيات موزونة .
2- معرفة إذا كانت هذه الأبيات المعروضة موزونة أم لا .
3- معرفة البحور وما يناسب للكتابة عليها .
4- جعل الشاعر أكثر انفتاحا وقدرة على التلوين والتنويع في مجال الأوزان .
البحور الشعرية :البحر : هو تفاعيل معينة يوزن بها ما لا يحصى من الأبيات .
وغاية العروض هي ضبط ووزن وتميز وزن عن وزنٍ آخر . ومعرفة سلامته من كسوره أو
وهي خمسة عشر بحرا . وهي الطويل ,, والكامل ,, والبسيط,, والخفيف,, والمقتضب ,, والمجتث ,, والمديد
والمنسرح ,, والالهزج ,, والوافر ,, والرجز ,, والمضارع ,, و المتقارب ,, والرمل ,, والهزج ,, والسادس عشر هو
المتدارك الذي أضافه الأخفش تلميذ سيبويه .(4)
السبب في تسميتها بالبحور:
أشار العرضيون إلى أن المراد بالبحر هو أحد الأوزان الستة عشر التي نظم فيها العرب .وقد أختلفو في تسميته بحر:
1- قيل إنما سمي بحرا لانه يوزن به مالا يتناهى من الشعر فأشبه البحر الذي لا يتناهى بما يغترف منه.
2- وقيل سمي بهذا الاسم ((تشبيها لشطريه بالشاطئين)).
3- وقيل ان العروضيين سموه بهذا الاسم ((تشبيها بالبحر لسعته وكثرته،إذ ما من بحر إلا وقد بنيت عليه قصائد جمة.(5)
وسأعرض نوع من انواع هذه البحور:
بحر المضارع :
بحر المضارع وبحر المقتضب من البحور القليلة الاستعمال . ويقول د / عمر الأسعد في كتابه ( معالم
العروض والقافية ) : ولا يوجد قصيدة منهما لعربي يستشهد بكلامه , مما حمل الأخفش على كونهما من شعر العرب .وسمي المضارع مضارعا لأنه ضارع ( أي ماثل ) الهزج في تربيعه وتقديم أوتاده .
وزنه :
مفاعيلن فاعلاتن مفاعيلن فاعلاتن
ولا يستعمل إلا مجزوءاً على هذا الوزن .
ألا من يبيع نوماً //لمن قطُّ لا ينامُ
لمن ذاب في هواهُ// ومن شفَّه الهيامُ
أعاريضه وأضربه :
له عروض واحدة :فاعلاتن,ولها ضرب مثلها ,ومثاله :
فجدِّد وصال صبِّ //متى تعصه أطاعا
وإن تدن منه شبرا //يقربك منه باعا
زحافاته :
مفاعيلن :يجوز فيها حذف الياء فتصير إلى :مفاعلن .
ويجوز فيها حذف النون فتصير إلى :مفاعيلُ .
فاعلاتن : يجوز أن تحذف نونها فتصير إلى :فاعلاتُ .
وخلاصة ذلك ما يلي :
مفاعيلن :مفاعلن ,زحاف مفرد (القبض ) .
والقبض :حذف الحرف الخامس الساكن : مفاعيلن =مفاعلن .
مفاعيلُ,زحاف مفرد ( الكف )
والكف : هو حذف الحرف السابع الساكن : فاعلاتن =فاعلاتُ
فاعلاتن : فاعلاتُ,زحاف مفرد (الكف)
مثال للتقطيع :
فجدِّد وصال صبِّ //متى تعصه أطاعا
فجدْدِدْ وِ / صالَ صبْ بِن/ متى تعص /هي أطاعا
//0/0/–/0//0/0——//0/0/–/0//0/0
مفاعيلُ/فاعلاتن—-مفاعيلُ/فاعلاتن
زحافه : مفاعيلن =مفاعيلُ, زحاف مفرد وقع في حشو الصدر والعجز .
وإشباع الحشو في ( تعصهِ ) جائز .
وهذه بعض الأبيات التي تساعدك على معرفة وحفظ هذا الوزن . فحاول تقطيعها .
يقول الشاعر أحمد بن عبد ربه رحمه الله :
– أرى لـِـلصـِّــبـَا وداعا … … .. وما يذكر اجــْــتماعا..
كأن ْ لم ْ يكـُـن ْ جديرا .. … … بحفــْــظ الذي أضاعا ..
ولم ْ يـُـصـِـبـْـنا سرورا … … .. ولم ْ يـُـلْـهـِـنا سماعا …
فجدِّد ْ وصال صـَـب ٍّ .. .. … .. م