التصنيفات
الصف الحادي عشر

بحث جاهز عن النظام الإقطاعي للصف الحادي عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

النظام الإقطاعي

النظام الإقطاعي في العصورالوسطى لم يكن يعني امتلاك الأراضي فقط ، وإنما يعني أنه بناء اجتماعي بتنظيماته السياسية و الثقافية ويتكيف مع الإقطاعي .
وكان الإقطاعيون لهم قضاتهم ودواوينهم ولهم جهاز إداري و لهم حق سك العملة أيضاً .
والنظام الإقطاعي يختلف من بلد إلى أخر حتى داخل البلد الواحد ، لذلك فإن الكتاب لم يتعرضوا للنظام الإقطاعي إلا من حيث المظاهر العامة .
– نشأة النظام الإقطاعي :
هناك أراء كثيرة في نشأة النظام الإقطاعي :
1- البعض يقول أن له جذور رومانية و الدليل على ذلك أن أعضاء مجلس الشيوخ الروماني ، كانوا يملكون مساحات واسعة من الأراضي ( المقاطعات) ولكن هذا لا يمكن أن يعتبر إقطاع لأن الإمبراطور الروماني كان ذو شخصية قوية لا يسمح أن تبرز أية سلطة لأعضاء المجلس و أن ملكية الأعضاء لا تأخذ أي معنى سياسي .
2- البعض من يقول أن له جذور جرمانية لأن الجرمان عندما فتحوا غرب أوربا كانوا يعدون المقاطعات ملك لهم و يوزعونها على أتباعهم ، إلا أن الجرمان لم يشكلوا النظام الإقطاعي لأن عددهم كان قليل و لا يتجاوز ( 5 % ) من مجموع السكان .
3- البعض يربط نشأة النظام الإقطاعي بظهور " شارل مارتل" جد " شارلمان" الذي كان رئيس البلاط وكان يدرك أنه إذا نجح العرب في اجتياز جبال "البيرنيه" يعني سقوط فرنسا و غرب أوربة بأيديهم ، لذلك استنفر كل قواته لمواجهتهم وكان جيشه من المشاة بينما جيش العرب من الفرسان ، لذلك من أجل تسليح جيشه هو بحاجة إلى الأموال لكنه كان لا يملكها لذلك عمل على :
أ – صادر أملاك الكنيسة .
ب- وزع أراضي الدولة إقطاعات على الجند مقابل أن يؤدو الخدمة العسكرية .
وبذلك نشأ الإقطاع العسكري و بذلك نجح في تجهيز الجيش و مواجهة العرب و الانتصارعليهم في معركة " بلاط الشهداء" ( بواتييه) .
– ما هي العوامل التي أدت إلى ظهور النظام الإقطاعي :
1- لأن " شارلمان" قد أعطى نوابه في الأقاليم سلطات حكومية مركزية ، ولكن هذا لم يؤدي إلى إي خطر ما دام العرش رجل قوي كـ" شارلمان" وعندما كان يحس أن هؤلاء النواب قد ازداد نفوذهم كان يرسل المبعوثين الملكين للتفتيش السنوي العام .
2- بسبب وفاة " شارلمان" وما طرأ على السلطة المركزية من ضعف وانحلال لذلك برز الإقطاعيون كقوة سياسية .
3- بسبب غارات الفيكنغ و المجريون و العرب المسلمون الأمر الذي أدى إلى زيادة قوة الإقطاعيين في شمال فرنسا لأن صغار مالكي الأراضي عندما أصبحوا يتعرضون لهجمات النورمان أخذوا يتطلعون إلى أقرب إقطاعي كي يحميهم ، والإقطاعي لم يكن هو الذي يعمل بالأرض و إنما يوزعها إلى إقطاعات صغيرة و الذي توزع له الأرض يسمى ( الفصل) أو ( التبع) وهو من طبقة النبلاء وعليه التزامات تجاه السيد .

– مراسيم تسليم الإقطاع :
أن تسليم الاقطاعات كان يتم وفق احتفال له مراسيمه و قواعده حيث يسجد الفصل أمام سيده وهو حاسر الرأس مجرد من سيفه و يضع يده داخل يد السيد ثم يقسم بصوت عالي أنه فصل أمين يؤدي كافة إلتزاماته ثم يّنهض السيد الفصل ويعطيه حفنة تراب رمزاً على أنه أقطعه الإقطاع فعلاً ، ثم يعطيه علماً وعكازاً وبراءة تبين أوصاف الأرض ومساحتها وحدودها وهذه الوثيقة نسميها وثيقة تملك مؤقتة،كما أن مراسيم تسلم الإقطاع كانت تعاد من جديد في حالة وفاة أحد الطرفين ، كما أن إلغاء الإقطاع بسبب خرق أحد الطرفين النصوص الواردة في العقد كان يتم وفق مراسيم خاصة حيث يكون بحضور الطرفين أمام حشد من الجمهور الشهود .
– توريث الإقطاع :
يستطيع السيد الإقطاعي أن يسترد الإقطاع من الفصل في حالتين :
1- إذا أخل الفصل بإلتزاماته .
2- إذا مات الفصل دون أن يترك وريثاً .
ولكن السؤال هنا هل يستطيع الفصل أن يرث والده في الإقطاع ؟
نعم لأنه أصدر مرسوم يقضي أن يرث الابن الأكبر أبيه في حالة وفاته على شرط أن يؤدي واجباته
و إلتزاماته تجاه السيد .
– مشكلة تعدد السادة للفصل الواحد :
أي أن الفصل قد يملك أرضاً تابعة لسيد وأن زوجته تملك أرضاً تابعة لسيد آخر ، يعني أن هذا الفصل يتبع سيدين و أيضاً ابن الفصل يملك أرضاً تعود إلى سيد آخر و المشكلة هنا أنه إذا وقع هؤلاء السادة في حرب فهنا مع من يقف الفصل ؟
1- يقف مع السيد الذي منحه الأرض في وقت أقدم من السيد الآخر .
2- يجب أن يقف مع السيد الذي منحه أرضاً أكبر مساحة .
3- البعض قالوا يثقف الفصل إلى جانب الذي يخوض حرباً دفاعية عن نفسه أو أرضه أو قلاعه و ليس إلى جانب الذي يقوم بحرب هجومية من أجل التوسع .
4- يحق للفصل أن يحارب إلى جانب إلى جانب سيد واحد على أن يرسل إلى السيد الآخر بمعونة مالية أو بعض الفرسان .
– واجبات الفصل تجاه السيد :
1- واجبات عسكرية :
أي أن الفصل الذي قطعت له الأرض عليه إذا تعرض الإقطاعي إلى عدوان أن يقدم له عدد من القوات و لكن عدد القوات لم يحدد و إنما يحدد بحسب حجم وكبر المقاطعة .
وإنما حدد عدد الأيام بمدة أربعين يوماً و البعض قال ستين يوماً ، ويكون على حساب الفصل أي أن الفصل هو الذي يقدم الأكل و الشراب و التسليح لهذه القوات لمدة أربعين يوماً ، ولكن إذا استمرت الحرب أكثر من أربعين يوماً هل ستنسحب هذه القوات أم ستبقى ؟ في الحقيقة ستستمر في القتال ولكن نفقاتهم تتحول إلى السيد .
2- واجبات مالية :
أي المساعدات المالية ( المادية) للسيد و أهم هذه المساعدات :
1- الحلوان : هو مبلغ من المال يدفعه الوريث عند الحصول على الإقطاع وهذه الضريبة كانت تساوي دخل الإقطاع عن عام كامل .
2- المعونة : هي ضريبة يدفعها الفصل لسيده في مناسبات خاصة مثل الاحتفال بتنصيب ابن السيد الأكبر فارساً أو بزواج ابنته ، كذلك عندما يريد المشاركة بحملة صليبية أو بناء حصن جديد .
3- الضيافة : تعني أن السادة كانوا يقومون بزيارات سنوية إلى الفصل وعلى الفصل أن يستقبل سيده و الوفد المرافق له و عليه أن يكرمهم و يزودهم بالهدايا أيضاً ، ولكن إذا كانت سنة محل يكون الأمر كارثة لذلك أتفق على تحديد عدد الزيارات و المدة التي يقضيها في ضيافة الفصل وعدد المرافقين له وتحديد عدد الخيول و الدواب وما تحتاج إليه من مؤن .
4- واجبات اجتماعية :
وهي كثيرة منها :
1- إلتزام الفصل بتقديم النصيحة و المشورة الصادقة إلى سيده إذا طلب منه ذلك .
2- إلتزام الفصل بالحضور على نفقته إلى بلاط السيد و محكمته عندما تعقد .
– واجبات السيد تجاه الفصل :
1- لم يكن ملزم بإعطاء أفصاله تعهد كتابي بإلتزاماته نحوهم .
2- حماية أفصاله وأراضيهم ورعايتهم وتحقيق العدالة لهم و احترام أسرهم والمحافظة على شرفها حتى بعد وفاة هذا الفصل .
3- يجب على السيد إنصاف الفصل من إي ظلم يتعرض له حتى و لو كان الظلم صادر عن السيد نفسه .
4- يحق للفصل أن يرفع شكوى على السيد أمام محكمة يكون السيد هو رئيسها و الافصال أعضاء من أجل الفّصل بين الطرفين .
– المجتمع الإقطاعي :
انقسم المجتمع الإقطاعي إلى ثلاث طبقات: ( طبقة رجال الدين ، طبقة النبلاء ، طبقة الفلاحين ) .
1- طبقة رجال الدين : تألفت من فئتين :
أ- الأكريلوس العصري : هم رجال الدين الذين يعيشون بين المؤمنين في الكنائس ويقومون بالصلاة ويقف على رأسهم البابا و الأساقفة و الخوري .
ب- الأكريلوس النظامي : وهم رجال الدين الذين يعيشون في الأديرة و يتبعون نظاماً خاصاً في الصلاة و العمل وكان رجال الدين لهم إقطاعات كبيرة جعلت منهم طبقة ثرية .
2- طبقة النبلاء :
كانت تتألف من السادة و الافصال وكانوا يشكلون هرماً يقف على رأسه الملك وفي الوسط الأفصال وفي القاعدة الفارس، حيث أن الملك كان يوزع الأراضي إلى إقطاعات صغيرة تسمى كونتات كما أن الكونت يوزع أرضه على أفصال ، كما أن الافصال يوزعون الأرض على أفصال أصغر منهم .
وكان النبلاء يعيشون في القلاع و الحصون .
3- طبقة الفلاحين :
هم الذين يعملون في الأرض و الأرض تقسم إلى ثلاث أقسام :
1- الدومين : أي أرض السادة وهي أرض خصبة جداً يشرف عليها السيد بنفسه وكان يعمل فيها الأقنان وكان يعيش هؤلاء الأقنان في الأكواخ بينما يعيش السيد في القلعة .
والأقنان هم الذين كانوا عبيد في الحضارة الرومانية ثم ترقوا إلى مرتبة " قن" .
2- فلاحون أحرار : هم فلاحون توزع عليهم الأرض من قبّل السيد وهم ليسوا عبيداً وإنما فلاحين أحرار وهم يعملون في الأرض على أن يعطوا السيد حقه من الإنتاج والتي تدفع نقداً أو عيناً بالإضافة إلى أحمال القمح و أعداد من الدجاج و كميات من العسل .
– الأسباب التي دفعت الفلاحين إلى النزول إلى مرتبة " القن" هي :
1- لأن السيد الإقطاعي طلب من الفلاحين الأحرار الاشتراك في الحرب فرفضوا فأنزلهم إلى مرتبة قن .
2- بيع أنفسهم إذا افتقر رجل من الفلاحين الأحرار يذهب إلى السيد و يقول له ( اعطني مقدار كذا فأصبح رجولك " أي من رجاله " و رهينة لك ) .
3- بغية الدفاع عن أنفسهم كانوا يذهبون إلى السيد و يعطونه الأرض مقابل حمايتهم من العدو .
4- أن يهب الفرد نفسه إلى الكنيسة ليصبح عبداً مرتبط بهذه الهيئة .
3- طبقة الأقنان : كانوا يعملون في شرائح صغيرة من الأرض كان يوزعها عليهم السيد وبعضهم من نسل أرقاء و البعض الآخر من نسل أحرار نزلوا إلى القنية بسبب ارتكاب جريمة من الجرائم وكانت علاقة القن بسيده علاقة تبعية اقتصادية و عبودية شخصية ، وكان القن يتسلم الأرض من ناطور السيد بعد أن يؤدي الولاء و الإخلاص و التبعية .
– إلتزامات القن تجاه السيد :
1- ضريبة الرأس: تدفع سنوياً للسيد الإقطاعي نقداً وعيناً وهي ترمز للعبودية ولم تحدد و إنما تدفع حسب حاجة الإقطاعي .
2- ضريبة العشر : أي أن يدفع القن (10%) من ما تخرجه الأرض من الزرع و الماشية أيضاً .
3- السخرة : وهي ثلاث أنواع :
أ- سخرة أسبوعية : أي أن يعمل القن ثلاث أيام في أرض السيد و ثلاث أيام لنفسه .
ب- سخرة فصلية : مثل جمع المحصول و حصاده .
ت- سخرة عامة : مثل إنشاء الطرق وحفر الآبار و الخنادق و إصلاح الطرق .
4- أن يطحن القن في مطحنة السيد وأن يعصر العنب في معصرة السيد وذلك كله مقابل أجر معين .
– السبل التي تساعد القن على التحرر :
1- إذا شاء السيد منحه نصاً مكتوباً بذلك .
2- إذا دفع القن مبلغاً من المال يمكنه من الحصول على حريته شريطة أن يدفع هذا المال من قبّل طرف ثالث ، لأن ما يملكه القن من مال يعتبر ملك السيد .
3- إذا هرب القن إلى أحدى المدن ومكث فيها مدة تصل إلى سنة ويوم واحد دون أن يطالب به سيده يصبح حراً .
– التطورات التي دفعت نظام الأقنان إلى الانهيار :
1- أن الحملة الصليبية الأولى فتحت الباب أمام عشرة ألاف قن بحجة الإشتراك بالنشاط الصليبي في المشرق .
2- إحياء التجارة ونشأة المدن وتطورها دفع الأقنان إلى هجرة الأرض و النزوح إلى المدن .
3- أخذ كبار الملاكين يحررون أقنانهم بالجملة ، بعد أن ثبت لهم أن نظام الأقنان غير إقتصادي وأنه من الأفضل لهم و الأوفر استخدام عمال مأجورين لفلاحة الأرض و زراعتها

م/ن

بالتوفيق

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.