الإرشاد في مجال ذوي الاحتياجاتالخاصة
إن من طبيعة البشر عموماً حاجتهم للإرشاد والتوجيه في شؤونهم العامة والخاصة ،
فما بالك بذوي الاحتياجات الخاصة منهم ، هذا وقد جعله جل وعلا العالم بشؤون خلقه ، سنة في الكون، فما من مرحلة من الزمن إلا وفيها رسول ، أو نبي ، أو مصلح ، وهي خطوة طبيعية في التربية فما من إنسان إلا ويتعرض للضغوطات النفسية والعملية والاجتماعية ، فيحتاج الشخص منا لمن يرشده ويوجهه للأفضل والأصلح من التصرف والعمل .
وغالباً ما تواجه أسر ذوي الاحتياجات الخاصة جملة من المشكلات الخاصة أثناء محاولتها للتكيف والتعايش مع وجود الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وفي الوقت ذاته فإن هذه الأسر عرضة للضغوط والتوترات التي تواجهها كل أسرة في المجتمعات المعاصرة وغالباً ما يفتقر الاختصاصي الذي يحاول مساعدة هذه الأسر إلى المعرفة اللازمة حول هذا الموضوع .. ولعل من المهم أن نقول إن والدي الطفل ذوي الاحتياج الخاص أيضاً لهما حق في المساندة والمساعدة المادية وأهم من ذلك المعنوية .. فكثير من الأسر ينتابهم شعور عميق بالإحساس بالذنب والخجل لإنجابهم طفل من ذوي الاحتياج الخاص .. ويكاد الأمر يصل بهم حدَ إخفائه عن المجتمع بأي وسيلة ومحاولة تناسي وجوده وهذا ما يطلق عليه للأسف (
الخجل الاجتماعي ) .. وقبول المجتمع للطفل من ذوي الاحتياج الخاص بكل مؤسساته وهيئاته ومن الأسرة أولاً ، دون تعال أو شفقة زائفة عليه ، هو الخطوة الأولى في المساعدة والمساندة الحقيقية لهذا الطفل ولا بد أن نعمل معاً وبيد متكاتفة نحو تحقيق الهدف الأسمى وهو النظر إلى هؤلاء نظرة عالية جداً ودون خجل ولا نفرق بينهم وبين الأفراد الآخرين من الأسوياء .. ونسعى معاً لتحقيق ( مبدأ الدمج ) بكل أشكاله وأنواعه تحقيقاً لمبدأ المساواة التي نادى بها الله سبحانه وتعالى ..قال تعالى : " وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "
ما هي الإعاقة ؟
والإعاقة ليست مرضاً ولكنها حالة انحراف أو تأخر ملحوظ في النمو الذي يعتبر عادياً من الناحية الجسمية ، أو الحسية أو العقلية أو السلوكية أو اللغوية أو التعليمية ، مما ينجم عنه صعوبات وحاجات خاصة ، لا توجد لدى الأطفال الآخرين. وهذه الصعوبات والحاجات تستدعي توفير فرص خاصة للنمو والتعلم ، واستخدام أدوات وأساليب مكيفة يتم تنفيذها فردياً وباللغة التربوية ، فالإعاقة هي وضع يفرض قيوداً على الأداء الأكاديمي الأمر الذي يجعل التعلم في الصف العادي بالطرق التربوية العادية أملاً يصعب أو يستحيل تحقيقه لبعض الإعاقات .
وتعرف الإعاقة بصفة عامة على أنها إصابة بدنية أو عقلية أو نفسية تسبب ضرراً لنمو الطفل البدني أو العقلي أو كلاهما ، وقد تؤثر في حالته النفسية وفي تطور تعليمه وتدريبه وبذلك يصبح الطفل من ذوي الأحتياجات الخاصة وهو أقل من رفقائه في نفس العمر سواء في الوظائف البدنية أو الإدراك أو كلاهما .
كما يمكن أن تكون الإعاقة ثانوية بمعنى أن تصيب الإنسان بعد إكتمال نمو المخ والجسم كما هو معروف في حوادث الطرق … كما أن هناك حالات من تعدد الإعاقة ( أي وجود أكثر من إعاقة في الشخص ) وهذا راجع بدرجة كبيرة إلى ما يسمى " بزواج الأقارب " .
تصنيف الإعاقات:
o التخلف العقلي : إنخفاض ملحوظ في مستوى القدرات العامة درجة الذكاء تقل عن ( 70 ) وعجز في السلوك التكيفي وعدم القدرة على الأداء المستقل أو تحمل المسئولية المتوقعة ممن هم في نفس العمر والمجموعة الثقافية .. النسبة التقريبية لحدوثها : 2-3%.
o صعوبات التعلم: إضطراب في العمليات النفسية الأساسية ( الانتباه ، التذكر ، التفكير ، الإدراك ) اللازمة لإستخدام اللغة أو فهمها أو تعلم القراءة والكتابة والحساب أو التعلم من خلال الأساليب التربوية العادية – النسبة التقريبية لحدوثها : 3-5%.
o الإعاقة السمعية: فقدان سمعي يؤثر بشكل ملحوظ على قدرة الفرد لاستخدام حاسة السمع للتواصل مع الآخرين وللتعلم من خلال الأساليب التربوية العادية .. النسبة التقريبية لحدوثها : 6,.%
o الإعاقة البصرية: ضعف بصري شديد حتى بعد تصحيح الوضع جراحياً أو بالعدسات مما يحد من قدرة الفرد على التعلم عبر حاسة البصر بالأساليب التعليمية الاعتيادية – النسبة التقريبية لحدوثها : 1,.%
o الإعاقة الجسمية: إضطرابات شديدة عصبية أو عضلية أو عظمية أو أمراض مزمنة تفرض قيوداً على إمكانية تعلم الطفل – النسبة التقريبية لحدوثها : 5,.%.
o إضطرابات الكلام واللغة: إضطراب ملحوظ في النطق أو الصوت أو الطلاقة أو التأخر اللغوي أو عدم تطور اللغة التعبيرية أو اللغة الإستقبالية الأمر الذي يجعل الطفل بحاجة إلى برامج علاجية وتربوية خاصة – النسبة التقريبية لحدوثها : 3– 3,5%.
o الإضطرابات السلوكية: إنحراف السلوك من حيث تكراره أو مدته أو شدته أو شكله عما يعتبر سلوكاً عادياً مما يجعل الطفل بحاجة إلى أساليب تربوية خاصة – النسبة التقريبية لحدوثها : 2%.
o المجموع الكلى :
12،2 -14,7%
التعريفات المختلفة:
يبين العرض السابق فئات الإعاقة السبع الرئيسية ، من حيث تعريفها ونسبة انتشارها وهناك حاجة لتوضيح بعض المعلومات الواردة في هذا العرض:
o أولاً : أن التعريفات التي وردت هي تعريفات تربوية ، والتعريفات التربوية ليست إلا نوعاً واحداً من التعريفات المتداولة
o تعريفات طبية ( وهي تعريفات تستخدم معايير دقيقة عموماً لتوضيح طبيعة العجز الحسي أو الجسمي الذي يعاني منه الطفل كما هو الحال بالنسبة لحدة البصر أو الفقدان السمعي ، وما إلى ذلك ) ..
o تعريفات اجتماعية ( تركز على القيود التي تفرضها حالة الإعاقة على قابلية الإنسان للقيام بأدواره كفرد في المجتمع )..
o
تعريفات مهنية ( ينصب الاهتمام فيها على تحديد التأثيرات المحتملة ، للإعاقة على أداء الإنسان في عالم العمل ) ..o ثانيا ً: أن تصنيف الإعاقات إلى الفئات السبع المذكورة في العرض ، إنما هو نظام تصنيف يعتمده معظم الاختصاصين ، ولكن ذلك لا يعني أنه نظام التصنيف الوحيد الموجود ، فثمة من يصنف الإعاقات إلى فئات أكثر ( فالبعض يتحدث عن فئة الإعاقات المتعددة أو عن فئة الإعاقات الشديدة وغير ذلك ) ..
o ثالثاً : أن التسميات التي استخدمت في العرض للإشارة إلى الإعاقات هي التسميات الأكثر استخداما ، فهناك تسميات أخرى عديدة لكل فئة ولكنها أقل تداولاً.
o رابعاً : لا بد من كلمة عن نسبة انتشار الإعاقات في المجتمعات البشرية ، فالنسب المشار إليها في العرض هي نسب تقديرية ، حيث أن النسب تختلف باختلاف التعريفات المعتمدة وباختلاف أدوات التشخيص المستخدمة والفئات المجتمعية التي تشملها الدراسات المرتبطة بالإحصائيات من هذا النوع على أي حال
المعوقون والخدمات المقدمة :
إذا كانت هذه الحقيقة مرة فالحقيقة الأكثر مرارة منها أن ما يقل عن 5 % من هؤلاء الناس تقدم لهم خدمات تربوية وتأهيلية مناسبة.
أين هم هؤلاء ؟
وما ظروفهم ؟
إنهم موجودون حولنا في كل مكان – بعضهم أبناء أو بنات الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران – انظر جيداً قد تراهم ، وإن كانت معظم أسرهم تحاول إخفاءهم عن الأنظار ، ظناً منها بأن الإعاقة شيء مخجل أو محرج وما إلى ذلك. ولكن المطلوب عكس ذلك تماماً المطلوب هو إبراز مشكلة الإعاقة لكي يدرك المجتمع حجمها الحقيقي ، فبدون ذلك لن يحظى الإنسان من ذوي الاحتياجات الخاصة بالاهتمام الذي يستحقه ..
يتبع..