يبدو المستقبل أكثر إشراقاً بالنسبة لقطاع الضيافة في دبي، حيث انتهت السنة الماضية بكسر المزيد من الأرقام القياسية. البيانات الخاصة بعام 2022 تؤكد وضع الإمارة كوجهة إقليمية للسفر، بزيادة تبلغ 42 في المائة في مدخول قطاع الفنادق خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الذي بلغ في الأشهر التسعة 4.38 مليار درهم. وفي عام 2022، زار الإمارة نحو خمسة ملايين زائر، مشكلين زيادة عن عام 2022 بلغت 5 في المائة.
وبينما يزداد عدد زوار الإمارة، يرتفع أيضاًً معدل أسعار الغرف في الفنادق، حيث تخلت الفنادق ذات الخمس نجوم عن ضيوفها الذين يدفعون أقل، مثل أطقم الطيارات، لصالح الزبائن الذين يدفعون أكثر.
لقد أصبحت دبي الآن مقصداً معروفاً على خريطة السياحة العالمية، وهي تعتبر موازية لوجهات سفر عالية الشعبية مثل تركيا، مصر وسنغافورة. ومع وصول زوار من أكثر من 150 دولة إلى دبي كل عام، يبدو أن الطلب أعلى من العرض بالنسبة للإقامة في الفنادق. المدينة الآن يقصدها زوار متنوعون، فقد احتلت المملكة المتحدة المكان الأول في عدد الزائرين إلى دبي برقم بلغ 458.451 زائر، تليها المملكة العربية السعودية بـ457.736 زائر، وإيران بـ342.571 زائر. وبين الأسواق الأخرى الهند، روسيا، عمان، باكستان، الكويت، ألمانيا، الولايات المتحدة، البحرين ومصر.
وبينما يكون شهرا يناير وفبراير عادة أكثر الشهور نشاطاً بالنسبة للقطاع السياحي، وبنسبة إشغال لغرف الفنادق تبلغ 94 و95 في المائة على الترتيب، يبدو أن دبي في طريقها لأن تصبح مقصداً للسفر على مدار السنة، فقد حافظت نسبة الإشغال على ثباتها طيلة أشهر السنة، وبلغ معدلها 82.4 و72.7 في المائة خلال شهري يونيو ويوليو، وهما عادة أقل الشهور إشغالاً بالنسبة للسياحة. وفي الربع الأخير من عام 2022، كانت فنادق الشاطئ تسبق فنادق المدينة إلى حد كبير بالنسبة للإشغال، وبنسبة تصل إلى 90 في المائة في أغسطس، مقارنة مع 84.2 في المائة خلال نفس الشهر من السنة الماضية. يتبعه 87.1 في المائة في سبتمبر 2022 مقارنة بـ76.6 في المائة في نفس الشهر العام الماضي.
وإذا كانت الإمارة مقصداً ترفيهياً في الدرجة الأولى، حيث بلغت نسبة السياح 70 في المائة من إجمالي المسافرين عام 2022، فإن الإمارة أصبحت تحتل بسرعة مكاناً كمقصد للاجتماعات والمؤتمرات. فبعد اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عام 2022، أصبحت دبي جاهزة لاستقبال أي حدث عالمي مهما كان حجمه.
إضافة إلى ذلك، فإن مكتب دبي للمؤتمرات قد افتتح عام 2022 بغرض الترويج لدبي كمقصد للأعمال والسياحة. ويهدف المكتب إلى اجتذاب 600.000 ليلة فندقية إضافية من السوق العالمية بحلول عام 2022، مما يؤمن لفنادق دبي دخلاً تراكمياً يبلغ 200 مليون دولار أمريكي.
وبعض أهم الفعاليات العالمية التي ستعقد في دبي قريباً تشمل المؤتمر العالمي الأربعين للاتحاد الدولي للإعلان، وذلك في مارس 2022. وقد تم اختيار المدينة من بين عدة منافسين مثل ميامي وسيدني. حدث آخر ضخم تستضيفه دبي هو كونغرس الاتحاد العالمي للطهاة، والذي سيجمع تحت سقف واحد أكثر من 2500 من الطهاة وأصحاب الفنادق والمطاعم.
الترويج لدبي حول العالم في غاية الأهمية لنجاح السياحة في الإمارة. وتدير دائرة السياحة والترويج التجاري 14 مكتباً حول العالم، تغطي أسواق أساسية مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، فرنسا، ألمانيا، دول اسكندنافيا، دول البلطيق ودول الاتحاد السوفييتي السابق، جنوب أفريقيا، المملكة العربية السعودية، الهند، الشرق الأقصى، اليابان، أستراليا ونيوزيلندا. والأقسام الخارجية مسؤولة عن الإعلان والحملات الإعلامية، وجميع مبادرات العلاقات العامة. وقد زار 181 صحفياً من حول العالم دولة الإمارات العربية المتحدة من يناير حتى 22 أكتوبر 2022، بينما يتم الترويج
لدبي في أكثر من 30 حدثاً سياحياً عالمياً. كما أن مخططات دائرة السياحية والترويج التجاري لعام 2022 لا تقل طموحاً عن سابقتها، حيث تتطلع دبي إلى تسجيل أرقام قياسية أخرى في قطاع السياحة.