إنها سمية بنت خباط "رضي الله عنها" المرأة الطاهرة التي ذكرها الإسلام واعلى من قدرها ومنزلتها والتي بشرها الحبيب صلى الله عليه وسلم بالجنة.
تبدا قصتها عندما قدم ياسر من اليمن مع أخويه الحارث ومالك الى مكة ليبحثوا عن أخ لهم فقدوه منذ سنوات فكانوا يطوفون البلاد بحثا عنه إلى أن انتهى بهم المطاف الى مكة فبحثوا عنه فلم يجدوه فعاد الحارث ومالك أما ياسر فلم يعد لأنه أحس براحة وسعادة جعلته يؤثر البقاء في مكة.
وكان من عادة العرب إذا دخل بها رجل غريب فعليه أن يتحالف مع سيد من سادات القوم ليمنعه من أذى الناس فحالف ياسر ابا حذيفة المخزومي.
فأحبه الرجل لما رأى منه من نبيل الخصال ومعدنه الأصيل وأراد أن يتقرب منه أكثر فزوجه من اَمةٍ له تدعى "سمية بنت خياط" والتي كان شأنها خدمة سيدها ولم تكن تعلم أن الكون كله سيذكر اسمها بعد ذلك بكل فخر واعتزاز ولما تزوج ياسر من سمية أنجبت له غلاما هو عمار بن ياسر رضي الله عنهم جميعا.
وجاء اليوم الذي أشرقت فيه شمس الإسلام على ارض الجزيرة وسمع عمار عن الدين الجديد فسارع الى دار الأرقم فما ان وصل ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع منه حتى بسط يده للحبيب وقال بقلبه ولسانه اشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله.
وعاد عمار رضي الله عنه الى أبويه يريد أن يأخذ بأيدهما إلى نور الإسلام وعرض عليهما الإسلام وقرأ عليهما القرآن وإذا بياسر وسمية رضي الله عنهما يشعران بالنور يضئ أرجاء الكون من حولهما وما هي الا ساعات معدودة حتى طار خبر إسلامهم إلى بني مخزوم فاستشاطوا غضبا وصبوا على آل ياسر اشد العذاب.
فما كان منهم الا أن صبروا احتسبوا ذلك كله عند الله لأنهم يعلمون يقينا أن سلعة الله غالية ألا وهي الجنة فكانت سمية رضي الله عنها أول من أظهرت إسلامها واستعذبت العذاب في سبيل الله وكانت من طليعة المؤمنات الصادقات السباقات الى الإسلام فنالت السبق بالبشارة العظمى ألا وهي الجنة.
وظل المشركون يعذبون سمية وزوجها ياسر وابنها عمار رضي الله عنهما وإذا بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يمر عليهم ويقول لهم"ابشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة" الله أكبر لقد هبت رياح الجنة على قلوبهم فأطفأت نار العذاب في غمضة عين .
وظلت الصحابية الكريمة سمية –رضي الله عنها – تتحمل العذاب وتصبر على أذى المشركين خاصة أبو جهل فلم تهن عزيمتها أو يضعف إيمانها الذي رفعها إلى مستوى الخالدات من النساء .
واقتربت النهاية لتلحق بالجنة التي بشرها الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه بها عندما تعرض لها أبو جهل فطعنها في موطن عفتها فقتلها لتكون أول شهيدة في الإسلام رحمها الله فكانت مثلا يحتذي به في التضحية والفداء والصبر والصمود فعوضها الله بجنة عرضها السموات والأرض وما ذلك على الله بعزيز.
algulla’