][نشأة الرسول صلى الله عليه وسلم][
محمد بن عبد الله
يؤمن المسلمون بأن محمد بن عبد الله الرسول ،صلى الله عليه وسلم والنبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلب آخر الأنبياء و خاتم المرسلين، و لم يرسل إلى قوم بعينهم بل أُرسل إلى الثقلين كافة ( الجن والإنس ) وهذا هو الحق والصواب. وُلد في مكة في يوم الاثنين الموافق 12 ربيع الأول بعد خمسين يوم من عام يقال له عام الفيل الموافق شهر أغسطس سنة 570 للميلاد .
=========
نشأته
نشأ محمد بشعب بنى هاشم بمكة يتيماً فقد مات والده عبد الله قبل ولادته بقليل ، واختار له جده اسم محمد وهذا الإسم لم يكن معروفاً في العرب .
وقيل في تسميته أنه كان جمع من سادة مكة يقومون برحلة فالتقوا بحبر من أحبار اليهود وسألهم من أين أنتم ، فأجابوا أنهم من مكة ، فأخبرهم أنه في مكة يخرج نبي يقال له محمد ، فعقد كل واحد منهم أن يسمي إبنه محمداً عسى أن يكون ذلك النبي . وقد كانت العادة عند العرب أن يلتمسوا المراضع لأولادهم إبعاداً لهم عن أمراض الحواضر، و لتقوى أجسامهم ، و تشتد أعصابهم ، و يتقنوا اللسان العربى في مهدهم ، فقدم نساء من بنى سعد إلى مكة ولم يكن يرغبن في اليتيم محمد حتى أخذته امرأة تسمى حليمة السعدية عندما لم تجد غيره وكان فاتحة خير عليها وعلى عائلتها كما تخبر هي . و قد عاش في بنى سعد حتى سن الرابعة من مولده حتى حدث بما يعرف بـ حادثة شق الصدر فخشيت عليه حليمة بعد هذه الواقعة حتى ردته إلى أمه التي طمأنتها بألا تخاف عليه ، ولما بلغ ست سنين قررت أمنة أن تزور قبر زوجها فخرجت من مكة إلى المدينة المنورة مع ولدها اليتيم محمد و خادمتها و بينما هى راجعة إذ لحقها المرض في أوائل الطريق حتى ماتت ، وانتقل محمد ليعيش مع جده عبد المطلب يتيم الأب والأم ، و كانت مشاعر الحنو لدى عبد المطلب تربو نحو حفيده اليتيم ، ولما بلغ محمد ثمانى سنوات توفى جده عبدالمطلب بمكة و رأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه والذي قام بحق إبن أخيه على أكمل وجه ، و كان محمد في بداية شبابه يرعى غنماً رعاها في بنى سعد ، و في مكة لإهلها على قراريط ثم انتقل إلى عمل التجارة حين شب .
كان يلقب بالصادق الأمين حتى أن أعداء رسول الإسلام كانوا يضعون أماناتهم عند رسول الإسلام .
من أسمائه:
محمد:رسول اللہ
من صفة الحمد هو الذى يحمد على أفعاله ثم يحمد ثم يحمد فلا يحمد مرة واحدة ولكنه يحمد مرات ومرات ومرات من جمال أفعاله فصار محمداً
أحمد:
صفة تفضيل المقصود بها أحمد الحامدين لأنه ما حمد الله أحد كمحمد
الماحى:
الذى يمحو الله به الكفر فبعده اختفت عبادة الأصنام من جزيرة العرب
الحاشر:
يحشر الناس خلفه يوم القيامة فأول من يتقدم الناس يوم القيامة هو رسول الإسلام و هو أول من يشفع يوم القيامة و أول من تقبل شفاعته و أول من تفتح له ابواب الجنة و أول انسان يدخل الجنة
العاقب:
هو النبى الذى لا نبى بعده
========
زواجه بخديجة
أول زواج لرسول اللہ محمد بن عبد الله كان بـ خديجة بنت خويلد , امرأة تاجرة ذات شرف و مال ، تستأجر الرجال في مالها ، و تضاربهم بشىء تجعله لهم ، و كانت قريش قوماً تجاراً ، فلما بلغها عن محمد بن عبد الله ما بلغها من صدق حديثه ، بعثت إليه واستأجرته ، وكانت تعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار ، و لما رجع إلى مكة بتجارتها و رأت في مالها من الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا ، وجدت ضالتها المنشودة . و كان الرؤساء و السادات يحرصون على زواجها فترفض ، فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها فذهبت تفاتحه أن يتزوج خديجة فرضى بذلك ، و تم الزواج و كان سنها آن ذاك أربعين سنة وهو في الخامسة والعشرين ، و هى أول امرأة تزوجها و لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت و كل أولاده منها سوى إبراهيم و مات البنين كلهم في صغرهم ، أما البنات فكلهن أدركن الاسلام فأسلمن و هاجرن ، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوى فاطمة الزهراء – عليها السلام فقد ماتت بعده بستة أشهر من وفاته .
========
النبوة والعهد المكي
كان الشرك و عبادة الاصنام أكبر مظهر من مظاهر دين أهل الجاهلية من قريش و الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد حيث كانوا يعبدونها ويعكفون عليها و يلتجئون إليها و يستغيثون في الشدائد ويدعونها لحاجتهم معتقدين أنها تحقق لهم ما يريدون بالاضافة إلى إنتشار الرذائل مثل الزنا و شرب الخمر ، كما أن الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد كانت مجموعة من القبائل المتناحرة و المتباغضة يأكل القوى فيهم الضعيف .
المسيحيه واليهودية كانتا موجودتان ايضاً في شبه الجزيره العربيه ومن اشهر رموزها بحيرا الراهب وغيره.
========
غار حراء
لما قارب النبي محمد سن الأربعين كانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه و بين قومه ، و حبب إليه الخلاء ، فكان يذهب إلى غار حراء في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيقيم فيه شهر رمضان و يقضى وقته في العبادة و التفكر والتأمل فيما حوله من مشاهد الكون و فيما وراءها من قدرة مبدعة ، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك ، و لكن ليس لديه طريق واضح ، ولا منهج محدد ولا طريق قاصد يطمئن إليه و يرضاه و كان إختياره لهذه العزلة تدبير الله له ، و ليكون إنقطاعه عن شواغل الأرض و ضَجَّة الحياة و هموم الناس التي تشغل الحياة ، وكانت نقطة تحول وإستعداد لما ينتظره من الأمر العظيم ، لحمل الأمانة الكبرى و تغيير وجه الأرض ، و تعديل مسار التاريخ ... قدّر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات ، ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان يتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون ، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله .
========
جبريل يتنزل بالوحي
نزل الوحي لأول مرّة على رسول الإسلام محمد وهو في غار حراء ، حيث جاء جبريل ، فقال : إقرأ : قال : ( ما أنا بقارئ – أي لا أعرف القراءة ) ، قال : ( فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : إقرأ، قلت : مـا أنـا بقـارئ ، قـال : فأخذني فغطني الثانية حتى بلـغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : إقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثـم أرسلـني ، فقال : (( إقرأ بإسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * إقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم )) .سورة العلق : 1 – 5 ، فأدرك رسول الإسلام أن عليه أن يعيد وراء جبريل هذه الكلمات ، ورجع بها رسول الإسلام يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد ، فقال : ( زَمِّلُونى زملونى ) ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة : (ما لي؟) فأخبرها الخبر ، ( لقد خشيت على نفسي )، فقالت خديجة : كلا ، و الله ما يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، و تحمل الكل ، و تكسب المعدوم ، و تقرى الضيف ، و تعين على نوائب الحق ، فأنطلقت به خديجة إلى إبن عمها ورقة بن نوفل و كان حبراً عالماً قد تنصر في الجاهلية ، و كان يكتب الكتاب العبرانى ، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ، و كان شيخًا كبيراً فأخبره خبر ما رأي ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى . و قد جاءه جبريل مرة أخرى جالس على كرسي بين السماء و الأرض ، ففر منه رعباً حتى هوى إلى الأرض ، فذهب إلى خديجة فقال : [ دثروني ، دثروني ] ، وصبوا على ماءً بارداً ، فنزلت : (( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ )) .المدثر : 1 – 5 ، وهذه الآيات هي بداية رسالته ثم بدأ الوحى ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرون عاماً حتى وفاته .
=========
الدعوة
كانت الدعوة في بدء أمرها سرية لمدة ثلاث سنوات ، حيث إن قومه كانوا جفاة لا دين لهم إلا عبادة الأصنام و الأوثان ، و لا أخلاق لهم إلا الأخذ بالعزة ، و لا سبيل لهم في حل المشاكل إلا السيف ، و ممن سبق إلى الإسلام أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ، وإبن عمه علي بن أبي طالب و كان صبياً يعيش في كفالة الرسول ، ومولاه زيد بن حارثة ، و صديقه الحميم أبو بكر الصديق . أسلم هؤلاء في أول يوم الدعوة . ولما تكونت جماعة من المؤمنين تقوم على الأخوة و التعاون ، و تتحمل عبء تبليغ الرسالة و تمكينها من مقامها ، نزل الوحى يكلف رسول الإسلام محمد بن عبد الله ، بإعلان الدعوة.
========
الإضطهادات
أعمل المشركون الأساليب شيئاً فشيئاً لإحباط الدعوة بعد ظهورها في بداية السنة الرابعة من النبوة ، و من هذة الاساليب السخرية و التحقير ، و الاستهزاء و التكذيب و التضحيك ، إثارة الشبهات و تكثيف الدعايات الكاذبة . و قالوا عن الرسول: أنه مصاب بنوع من الجنون ، و أحياناً قالوا : إن له جناً أو شيطاناً يتنزل عليه كما ينزل الجن و الشياطين على الكهان , وقالوا شاعر ، وقالوا ساحر ، و كانوا يعملون للحيلولة بين الناس و بين سماعهم القرآن ، و معظم شبهتهم كانت تدور حول توحيد الله ، ثم رسالته ، ثم بعث الأموات و نشرهم وحشرهم يوم القيامة و قد رد القرآن على كل شبهة من شبهاتهم حول التوحيد ، و لكنهم لما رأوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعاً في إحباط الدعوة الإسلامية إستشاروا فيما بينهم ، فقرروا القيام بتعذيب المسلمين و فتنتهم عن دينهم ، فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام ، و تصدوا لمن يدخل الإسلام بالأذى والنكال ، حتى أنهم تطاولوا على رسول الإسلام و ضربوه ورجموه بالحجارة في مرات عديدة ووضعوا الأشواك في طريقه ، إلا أن كل ذلك كان لا يزيد النبى و أصحابه إلا قوة و إيماناً ، و مما زاد الامر سوءاً أن زوجته خديجة و عمه أبو طالب يموتان في عام واحد و سمى هذا العام بعام الحزن و كان ذلك في عام 619 م . واستمرت الدعوة ثلاث سنوات سراً .
========
يتبع ..